لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 145 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-26, 19:56   رقم المشاركة : 2161
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطياف الجنان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوة الكرام مساعدتي في تحضير مذكرة تخرج - بحث - بعنوان : ظاهرة التسرب المدرسي

جزاكم الله كل خير
التسرب المدرسي: أسبابه، الوقاية منه، نتائجه




أسباب التسرّب المدرسّي
يعتبر التسرّب المدرسيّ ظاهرة من المظاهر العالمية، ولهذه الظاهرة أسباب عديدة ومتنوّعة تختلف من طالب إلى آخر، ومن أسرة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر. ومن هذه الأسباب:
أوّلاً: أسباب تعود للطالب المتسرّب نفسه:
1) تدنّي مستوى تحصيل الطالب الدراسي والرسوب المتكرّر.
2) عدم اهتمام الطالب بالدراسة، والانشغال بأدوات وأماكن اللهو الكثيرة من حوله.
3) إنخفاض قيمة التعلّم وتدنّي الدافعية من أجل الحصول على شهادة مهنيّة أو جامعيّة.
4) الخطوبة والزواج المبكّر بين التلميذات.
5) الخروج إلى سوق العمل لإعالة الأسرة وإنقاذها من الجوع والفقر.
6) تأثير رفاق السوء والمتسرّبين على الطالب نفسه وإقناعه بترك المدرسة.
ثانياً: أسباب تعود للأسرة في تسرّب أبنائهم:
1) سوء الوضع الاقتصاديّ للأسرة التي لا تستطيع احيانًا تحمّل مصاريف المدرسة وتكاليفها.
2) إرتفاع معدّل الإنجاب في الأسرة مما يحتّم على الطالبات ترك المدرسة لخدمة الإخوة الصّغار.
3) إجبار الأسرة للطالب على ترك الدراسة. فقد يُجبَر الأولاد على النزول إلى سوق العمل، وتُجبر البنات على القعود في البيت لعدم قناعة الأهل بتعلّم الإناث.
4) الزواج المبكّر وخاصة في المجتمع القروي ومجتمع المخيمات.
5) عدم وجود شخص يساعد الطالب أوالطالبة على الدراسة داخل الأسرة، وذلك بسبب انتشار الأميّة لدى الكثير من الآباء والأمهّات.
6) كثرة الخلافات الزوجيّة، وعدم الاهتمام بتوفير الظروف المناسبة للأبناء في المنزل.
7) عدم التواصل الفعّال بين الأسرة والمدرسة لمتابعة تحصيل الأبناء وسلوكهم.
8) بُعد المدرسة عن مكان السكن، وعدم قدرة الأهل بسبب انشغالهم على توصيل أبنائهم إلى المدرسة.
9) كثرة التنقل بين مخيم وآخر، أو منطقة وأخرى بحثًا عن عمل أو مكان آمن.
10) عدم اهتمام الأسرة بالتعليم، بسبب تدنّي المستوى التعليمي عندهم.
11) تعلّق الطالب بأهله بدرجة كبيرة، وخاصة عند طلبة الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي.
12) موت الوالدين أو أحدهما مما يضطّر الطالب إلى ترك المدرسة لإعالة إخوته وتحمّل المسؤولية.
ثالثاً: أسباب تعود للمدرسة:
1) نفور الطالب من المدرسة وعدم إحساسه بالانتماء إليها.
2) استخدام العقاب المعنويّ والبدنيّ من قِبَلِ بعض المعلّمين بحقّ الطلبة.
3) كثرة الواجبات المدرسيّة وصعوبتها.
4) سوء العلاقة بين التلميذ وزملائه بسبب رواسب عائلية أو اجتماعيّة أو سياسية، أو بسبب التكتّلات حسب أماكن الإقامة والأحياء السكنية.
5) البناء المدرسي غير الملائم وازدحام الغرف الصفيّة تُشكّل بيئة سيّئة للطالب لا يرغب في البقاء فيها.
6) التمييز بين الطلبة بشتّى أشكاله الذي قد يمارسه بعض المعلمين في المدرسة بحق الطلبة.
7) عدم وجود مدرسة مهنيّة قريبة من السكن، حيث يمكن للطلبة الذين لديهم صعوبات التعلم في الفرع الأكاديمي الالتحاق بها.
8) قلة تواجد المرشدين التربويين في المدرسة لمساعدة الطلبة في حل مشاكلهم التربوية والاجتماعية، وعدم وجود إخصّائي نفسي لحل مشكلات الطلبة النفسيّة.
9) عدم وجود معلمين مؤهلين ومدرّبين للتعامل مع أنماط مختلفة من الطلبة، مما يؤدّي إلى نفور الطالب من المعلم وبالتالي إلى ترك المدرسة.
رابعًا: أسباب مرتبطة بالمنهاج:
من أسباب التسرّب المدرسيّ عدم إحساس التلاميذ بالفائدة من دراسة المقرّرات الدراسيّة في الحياة اليوميّة. وقد يكون السبب في ذلك كثرة المواد الدراسيّة واكتظاظها بالموضوعات النظريّة دون الاهتمام بتطبيقاتها العمليّة والعلميّة. ومن الطبيعي أن يؤدّي طول المواد الدراسيّة إلى شعور التلاميذ بصعوبتها. كما أن صعوبة بعض الموضوعات وعدم ملاءمتها للقدرات العقليّة والمعرفيّة للتلميذ يزيد من فرص تسرّب التلاميذ. هذا وتتضمن الكتب المدرسية بعض المصطلحات والمواضيع التي لا يستطيع التلاميذ فهمها لعدم ارتباطها بالبيئة المحليّة إضافة إلى أنها فوق المستوى العمريّ والعقليّ للطالب.
خامسًا: أسباب مرتبطة بالمشكلات النفسيّة للطلاب:
الأسباب المرتبطة بالصحّة النفسيّة ترجع إلى سوء توافق الطلاب مع أنفسهم أو مع زملائهم في المدرسة، أو مع معلميهم. فتنعكس صورة القلق عندهم على مستقبلهم الدراسيّ، وعلى عدم الثقة بالنفس وبالآخرين، وكره الزملاء ومدير المدرسة والمعلمين. وما يزيد من سوء التوافق النفسي والدراسيّ عند الطلاب، هو قلقهم وخوفهم الشديد من الامتحانات، وما يتبع ذلك من نتائج سلبيّة على التحصيل الدراسيّ، وعلى الانتماء للمدرسة. هذا بالإضافة إلى كثرة الشك في سلوك الآخرين والإحساس بالقلق العام وبالاضطهاد.
هذه المظاهر التي يتّصف بها بعض الطلاب تؤدي إلى تسرّبهم من المدرسة كأحد مظاهر سوء التوافق الدراسيّ. وبطبيعة الحال فإن لهذه المظاهر غير السويّة في السلوك أسباب عديدة يرجع معظمها إلى أساليب الرعاية الأسريّة والتنشئة الاجتماعية، إضافة إلى الظروف الأسريّة غير المتوافقة التي تنعكس آثارها على الصحة النفسيّة للأبناء، ومن ثم يتأثر هؤلاء الأبناء بدوافعهم الشخصيّة ويهربون من الدراسة.
سادسًا: أسباب مرتبطة بالمشكلات الصحية:
يتعرّض الطلاب في مختلف أعمارهم إلى العديد من الأمراض التي تضطرهم للغياب عن المدرسة وربما لمدة طويلة وقد تكون سببًا في التسرب ومنها:
1) وجود إعاقات جسدية او عقلية أو صعوبات تعلّم يعاني منها الطالب.
2) الأمراض الدوريّة مثل الحصبة والصفيرا والجدري وأبو كعب وغيرها...
3) أمراض الانفلونزا وخاصة في أيام الشتاء.
4) أمراض ضعف البصر وضعف السمع وأمراض الأسنان.
5) الشعور بالصداع والدوار نتيجة التعب والإرهاق الشديدين.
الإجراءات الوقائية للحد من ظاهرة التسرب المدرسي
أولاً: الإجراءات الوقائيّة المدرسيّة للحدّ من ظاهرة التّسرب
1) التركيز على دور المرشد التّربوي في معالجة حالات التسرب، والعمل على توفير مرشد تربوي لكل مدرسة مهما كان عدد الطلبة. وتفعيل دوره في مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية وغير التربوية، بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة والمجتمع المحلي، وعلى الأخص أولياء الأمور.
2) متابعة غياب الطلبة بشكل مستمر، ومعرفة الأسباب ومعالجتها، وتعزيز الطلبة الملتزمين بالدوام المدرسي، ومساءلة الآخرين.
3) إعداد ورشات عمل للأهالي لتوضيح أهمية التعلّم والتعليم.
4) تخفيض عدد الحصص للمعلّم، حتى يجد الوقت الكافي لمعرفة أسباب تسرّب التّلاميذ، ومساعدتهم على حلّ المشاكل التي تواجههم والتّغلب عليها، وكتابة تقارير دوريّة عن التّلاميذ، وإشعار أولياء الأمور بها.
5) استخدام المبادىء التربويّة في تعديل سلوك الطلبة للتعامل مع المشكلات السلوكية، وتدريب المعلمين والمرشدين عليها.
6) التركيز على النشاطات المدرسية التي يحبذها الطلبة وتنويع هذه الأنشطة.
7) مشاركة المعلّم للتّلاميذ في أنشطتهم اللاصفية كي يتعرف عليهم عن قرب.
8) استخدام العدالة في التّعامل مع الطلبة، وعدم التّمييز بينهم داخل المدرسة، واستخدام أساليب فعّالة لتعزيز العلاقة بين المعلمين والطلاب، مع مراعاة الفروق الفرديّة.
9) منع العقاب بكل أنواعه في المدرسة (البدنيّ والنفسيّ).
10) توفير تعليم مهني قريب من السكن، على أن يتم الالتحاق به بعد السنة السادسة من التعليم الأساسي.
11) مراعاة ميول وقدرات الطالب في اختياره نوع التعليم المهني الذي يرغب به.
12) العمل على نشر الوعي الديني الذي ينادي بطلب العلم.
13) توفير تعليم تمكيني علاجي للطلاب ذوي صعوبات التّعلم.
14) تفعيل قانون إلزاميّة التعليم في المرحلة الأساسيّة، ووضع آليّات للمتابعة والتّنفيذ على مستوى المدرسة.
15) العمل على توفير مراكز مصادر تعلميّة في كل مدرسة، لمواكبة التكنولوجيا وإثارة الدافعية، عن طريق مخاطبة عقول الطلاب بما يحبون ويرغبون.
16) توفير بيئة صفيّة مدرسيّة وصفيّة مريحة ومناسبة للطالب.
17) السّماح للطّلبة المتسرّبين بالالتحاق بالدّراسة، بغضّ النّظر عن سنّهم، وفق شروط محدّدة وميسّرة.
18) تركيز وسائل الإعلام على طرح مشكلة التسرب المدرسي، وآثارها السلبية على المجتمع.
ثانيًا: الإجراءات الوقائيّة الأسريّة:
تلعب مؤسّسات المجتمع المدنيّ دورًا أساسيًا على مستوى الأسرة للحدّ من ظاهرة التّسرب، من خلال تنظيم برامج توعيّة للأسرة بأهميّة التّعليم لأبنائهم من خلال ما يلي:
1) توعية الآباء بأهميّة التزام أبنائهم بالدّوام المدرسيّ، مع التّأكيد على أهميّة حضور الطّابور الصّباحي.
2) مساعدة الأسر الفقيرة ماديًا لتغطية النّفقات الدّراسيّة، وتوفير مستلزمات التّعليم لأبنائها.
3) نشر الوعي وتثقيف الأسرة بقيمة التعلّم والتّعليم وأهميّته ومخاطر التّسرب على أبنائها.
4) إقناع الأسر بضرورة تهيئة الجوّ الأسريّ لأبنائهم، من خلال توفير الوقت والمكان المناسبين للدّراسة في المنزل، مع توعيتهم أيضًا بأهميّة مراعاة ظروف أبنائهم الّذين هم في سن المراهقة.
5) مساعدة الأسر لأبنائهم في حلّ مشاكلهم الدّراسيّة وصعوبات التّعلم في المواد الدّراسيّة.
6) عدم تكليف أبنائهم الطلبة بمهمّات أسريّة فوق طاقتهم، وفسح المجال لتفرّغهم للواجبات المدرسية، وتوفير الوقت الكافي للدّارسة.
7) الالتزام بالقوانين التي تمنع عمالة الأطفال.
8) تفعيل الاتصال والتّواصل بين الأسرة والمدرسة لمتابعة تطورّ أبنائهم، والوقوف على المشاكل التّي يواجهونها داخل المدرسة وخارجها والمساعدة في حلّها.
9) مشاركة الأسرة بالأنشطة اللاصفيّة التي تنظّمها المدرسة.
10) عمل دورات لمحو أميّة بعض أولياء الأمور، حتى يقدّروا أهميّة التّعليم، فينعكس ذلك وبشكل إيجابي على أبنائهم في المدرسة.
11) توعية الأسرة بمخاطر الزّواج المبكّر لبناتهم، وتفعيل القوانين التي تمنع الزّواج أقل من السّن المحدّد، كذلك مخاطر التّمييز بين أبنائهم على أساس الجنس في مجال التّعليم.
ثالثاً: الإجراءات الوقائيّة المرتبطة بالمنهاج:
1) ربط المناهج الدراسيّة بالبيئة المحليّة للتلميذ، حتّى يستطيع أن يربطها بمشاهداته وبواقعه.
2) تبسيط المناهج بما يتناسب مع قدرات التلاميذ وأعمارهم على أن تراعى الفروق الفرديّة.
3) إلغاء ما هو مقرّر في بعض المناهج مع التّركيز على النّوعية وليس على الكميّة بما يعود بالنّفع على جميع الطّلاب.
4) مراعاة بساطة اللّغة ووضوح الخطّ والصّور واستخدام تكنولوجيا الطّباعة والإخراج الفنّي كلّما أمكن ذلك.
رابعًا: الإجراءات الوقائيّة المرتبطة بالمشكلات النّفسيّة:
1) تزويد كل مدرسة باختصاصي نفسي لمساعدة الطّلاب على علاج مشكلاتهم النّفسيّة.
2) العمل على زيادة ثقة الطالب بنفسه وتوكيد مفهوم الذات عنده.
3) توثيق العلاقة بين الطّلاب والمعلّمين لكسر حاجز الخوف والقلق، وذلك بالتّواصل عن طريق الأنشطة اللامنهجيّة.
4) التّخفيف من رهبة الامتحانات التي تثير القلق والخوف عند الطّالب، وذلك باستخدام طرق تقييم تتناسب مع كل مرحلة عمريّة. بالإضافة إلى القيام بندوات توجيهيّة تعرض أسباب قلق الإمتحان والخطوات العلاجيّة للتّعامل معه.
5) الابتعاد عن استخدام بعض الألفاظ غير المناسبة للتّلاميذ، والّتي تسبّب لهم الإحباط والأذى النفسيّ واستبدالها بكلمات التّعزيز.
خامسًا: الإجراءات الوقائيّة المرتبطة بالمشكلات الصحيّة:
1) إعداد برنامج لدمج المعوّقين مع الطّلاب، وتدريب المعلّمين على طريقة التّعاطي والتّعامل معهم.
2) فحص النّظر والسّمع والأسنان لجميع الطّلاب من قبل أطبّاء تابعين للمدرسة، وتأمين النّظارات وسماعات الأذن للمحتاجين، وترميم الأسنان التّالفة.
3) تأمين الطّعم اللازم للأمراض الشّائعة في الوقت المحدّد.
4) تفريغ طبيب وممرّض لكلّ مدرسة لمتابعة صحّة التّلاميذ.
5) التّوعية الصحيّة من خلال النّدوات والأنشطة الصحيّة.
6) عمل بطاقة صحيّة لكلّ تلميذ في المدرسة.


تابعونا على الفيس بوك وتويتر
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
www.********.com/awladuna
www.twitter.com/AliRamadan4
https://tofoula-mourahaka.blogspot.co...post_5587.html








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 19:57   رقم المشاركة : 2162
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطياف الجنان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوة الكرام مساعدتي في تحضير مذكرة تخرج - بحث - بعنوان : ظاهرة التسرب المدرسي

جزاكم الله كل خير
حث عن ظاهرهـ التسرب الدراسي

البحث لـ دعاء احمد,,
مركز المغازي الثقافي,,منتدى البحث العلمي
لعل من أهم المشكلات التي طفت على الساحة التعليمية الهدر التربوي الذي عكس بشكل أو بأخر وجود خلل ما في انظمه التعليم حيث انبثق عن هذا الهدر التربوي ظواهر تربويه أخرى مثل التسرب الدراسي,معدل الرسوب المتكرر ضعف التحصيل الدراسي ,الهروب من المدرسة, الغياب المتكرر, التأخر الدراسي .
حيث تشكل الظواهر السابقة أشكالا من الهدر التربوي للطاقات البشرية والمادية على حد سواء فضلا عن كونها مظهر من مظاهر الفشل في تحقيق مبدأ تكافأ الفرص التعليمية أمام كافه الشرائح التعليمية وأيضا الفشل في تحقيق الآمال التي عقدتها كلا من الأسرة والمتعلم على حد سواء . (الشيباني, 1990 : 118_131) وتشكل ظاهرة التسرب الدراسي عائقا يقف في وجه التقدم الذي تبتغيه المجتمعات وأيضا تعمل على إدخال هؤلاء المتسربين في المجتمع ليحتلوا أدوارا اجتماعيه بسيطة بل هامشيه , وأيضا لا تتسم بالكفاءة الانتاجيه اللازمه وذلك بسب ضعف الخلفية الثقافية من ناحية وانخفاض المهارات العقلية والادائيه لاؤلائك المتسربين من ناحية أخرى ( اشدي فات, 5:1996) .
ولإعطاء مؤشر حول حجم الخسارة الناجمة عن حالة التسرب وحده يظهر بأنه في حاله تسرب واحده من المدرسة يستلزم ثلاثة أضعاف النفقات من التي تنفق على حاله نجاح واحده (رمزي, 106:1991)
وعند إلقاء نظرة متفحصة نحو ظاهرة التسرب المدرسي, نجدها تظهر في جميع البلاد ( المتقدم _ النامي) على حد سواء فهي ظاهرة موجودة في كافه المدارس تتأثر بالأوضاع العامة التي تعيشها الشعوب, ومهما كان المجتمع على درجه عاليه من التقدم الحضاري والتكنولوجي, لايمكن أن يخلو منها, إلا أنها تتفاوت في درجه حدتها وتفاقمها من مجتمع لآخر, ومن مرحله لأخرى , وكذالك من مدرسه لأخرى, ومهما بلغ النظام التربوي من التقدم إلا انه لا يستطيع من التخلص نهائيا من ظاهرة التسرب الدراسي (فاشه وعدوان, 1:1997).
ويلاحظ ارتفاع نسبة التسرب بين الذكور أكثر منها عند الإناث وذلك بالنسبة للذكور والرغبة الجامحة لدى الطلبة للالتحاق بسوق العمل رغبه منهم لتحقيق الاستقلال المادي عن أسرهم, في حين يعزي التسرب لدى الإناث بسب ظاهرة الزواج المبكر ( السعود والضامن , 26:1990).


التسرب يعني ( عدم التحاق الطالب بالمدرسة أو تركه لها قبل إتمام المرحلة الالزاميه دون التحاقه بمدارس مهنيه أخرى وتختلف هذه المرحلة من مجتمع لآخر , وفي مجتمعنا الفلسطيني تعتبر المرحلة الثانوية هي المرحلة الالزاميه وعلى ذلك لا تعتبر ظاهرة التسرب الدراسي آفة تربويه واكاديميه فحسب فهي تلقي بظلالها السلبية على جميع مناحي الحياة , فعلى سبيل المثال تعمل على إضعاف البنية الاقتصادية والانتاجيه للمجتمع والفرد كما تعمل على زيادة الاتكاليه والاعتماد على الغير من حيث القدرة على توفير الاحتياجات المعيشية ويصبح الفرد عاله على غيره, وان من حيث تأثيرها على النواحي الاجتماعية فأنها تعمل على زيادة حمل المشكلات والأمراض الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع وانحراف الأخلاق والاعتداء على الآخرين وعلى ممتلكاتهم مما يعمل على إضعاف المجتمع , وكما تؤدي إلى تحول اهتمام المجتمع من البناء والأعمار والتطور والازدهار إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والإرشاد والى زيادة عدد السجون والمستشفيات ونفقاتها ونفقات العناية الصحية والعلاجية,
وكذالك تعمل ظاهرة التسرب الدراسي على تحطيم الفرد وتضعف آماله وطموحاته وتضعف أيضا تقديره لذاته, مما يجعله مرتع سهل للاستغلال من قبل الآخرين ( فاشيه وعدوان, 1998: 194).





لأجل ذلك نالت ظاهرة التسرب الدراسي من قبل الباحثين سواء على المستوى العربي أو المحلي أو العالمي اهتماما كبيراً .
فقد أشادت العديد من الدراسات التي أجريت في مناطق متفرقة في العالم إلى أن ظاهرة التسرب الدراسي ظاهرة تربويه معقده تنتج عن جملة من الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والسياسية تتسم هي الأخرى بالتداخل والتنوع , إلا أنها تتفاوت من بيئة لأخرى ومن مدرسه لأخرى ضمن المنطقة الواحدة .
وفيما يتعلق بالدراسات المحلية التي تناولت ظاهرة التسرب الدراسي فقد حظيت باهتمام المسؤلين والباحثين لأنها دراسات إذا تم قياسها مع الدراسات التي أجريت على الصعيد العربي تعتبر دراسات قليله, فمن الدراسات المحلية التي تناولت ذلك الموضوع , المؤتمر الرابع السنوي المنعقد في رام الله بعنوان التسرب وانعكاساتها على الشعب الفلسطيني عام (1995) , ودراسة فاشيه وعدوان عام (1997) , بعنوان ( ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس الفلسطينية الواقع والأسباب والطموح ) , دراسة حبايب ( 1997) .
ظاهرة التسرب في شمال الضفة الغربية, دراسة الخطيب ( 1996) وغيرها.
وتجدر الإشارة هنا أن المرحلة الاعداديه ومرحلة التعليم الثانوي يقابلها مرحلة عمريه هامه في حياة الإنسان بوجه عام وطلبة المرحلة الثانوية بوجه خاص, إلا وهي مرحلة المراهقة حيث أن هؤلاء الطلبة بحاجه ماسه إلي الرعاية والاهتمام الواعي المنظم من قبل المحيط الأسري على حد سواء حتى يأخذ أولئك الطلبة إلى التقدم بشكل متوازن ينعكس ايجابيا بدوره على نموهم العقلي والجسمي والعاطفي مما يحقق لهم قدر كبير من المواطنة الصالحة المرغوب بها.
أن ظاهرة التسرب الدراسي تعتبر مشكله اجتماعيه ووطنيه على حد سواء حيث أنها تلقي بظلالها السلبية على الفرد والمجتمع لذا انصب الاهتمام من قبل الجهات المسئولة على دراسة ظاهرة التسرب الدراسي والتعرف على العوامل المؤثرة في التسرب الدراسي, في المرحلتين وترتيبها وفقا لأهميتها النسبية من وجهة نظر المديرين والمديرات, ومن تلك العوامل :
عامل رفقاء اللعب ودرجة تأثيرهم على المتسرب وبيان اختلاف هذا التأثير باختلاف المرحلة التعليمية التي ينتمي إليها المتسرب وعامل متعلق بأسرة المتسرب وبيان درجة تأثير هذا العامل باختلاف المرحلة التي ينتمي إليها المتسرب , وعوامل ذاتيه متعلقة بالمتسرب نفسه.
أسباب التسرب
ومن الأسباب التي تؤدي إلى التسرب منها أسباب موضوعيه خارجه عن إرادة المتسرب والتي اندرج منها العوامل الاجتماعية مثل الزواج للمتسرب ومشكلات والديه كالطلاق أو وفاة احد الوالدين _ الفقر , المؤهل العلمي للوالدين , تعدد الزوجات , عدد أفراد الأسرة ومدى انعكاس ذالك على تسرب الطلبة وأسباب قهرية خارجه عن إرادة المتسرب أو إرادة أهله أو مجتمعه مثل المرض , العودة إلى الوطن , أو الوفاة.
أما الأسباب الذاتية أو المدرسية مثل الرسوب وتخلف الطلاب في المواد الدراسية الناجمة عن الإهمال , والتغيب المتكرر, وعلامات منخفضة.
أسباب نفسيه مثل معنويات متدنية ، شخصيه ضعيفة , المرض والتعب الدائم وسوء التكيف مع الأصدقاء وعدم الثقة بهم والشعور بعدم الانتماء وصعوبات بالتكيف مع النظام والقانون.
أسباب اقتصاديه مثل الرغبة في العمل لمواجهة وضع اسري مادي متدني.
كما ان للعامل السياسي دور في ظاهرة التسرب وذلك نتيجة الإغلاق المتعمد من قبل سلطات الاحتلال ومدى الدور الذي لعبته الممارسات التعسفية والانتهاكات الاسرائيليه اتجاه النظام التعليمي في الأراضي المحتلة باعتبار تلك الممارسات تشكل ورقة ضغط من قبل الاحتلال الإسرائيلي من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهالي والطلبة بحيث يدفعهم للتخلص من أرائهم المؤيدة للانتفاضة والحد من مشاركاتهم فيها.

نتائج التسرب :
* مشاكل نفسيه ناتجة عن ابتعاده عن أصدقائه بالمدرسة وشعوره بالوحدة و الصعوبة في إيجاد عمل يناسبه.
* عدم توفير الرعاية والاهتمام والمتابعة من جانب الأهالي كما كان في المدرسة .
* الانسياق إلى تصرفات وأعمال قد تكون منحرفة وذلك لانشغال وقت الفراغ الكبير_ خاصة إن لم يجد عمل .
وأخيرا كيف يمكن أن نحد من ظاهرة التسرب ومواجهتها فان للأسرة والعائلة دور فعال في منع ظاهرة التسرب الدراسي من قبل أبناءها وذلك من خلال عدة ميادين منها ( الميدان التربوي)
المرتبطة بالنواحي الايمانيه والاجتماعية والعقلية , ( الميدان السلوكي ) المتمثل في الممارسات التي تخرج من قبل الأبوين أو أحداهما اتجاه الابن المتعلم , فأما تدفعهم إلى المزيد من التقدم والنجاح في السلم التعليمي أو تدفعه إلى التسرب من مقاعد الدراسة وميادين الثقافة . والعلم الذي تحصل عليه أسرته له اثر على نفسية المتعلم , ( الميدان الإشرافي) يتمثل في المتابعة من قبل الوالدين إلى المستوى التحصيلي الذي يقف عنده أبنائهم والى قدر من الرقابة تجاه وسائل الإعلام , ( الميدان النفسي) يتمثل بتوفير قدر من الجو العائلي الهادئ المستقر البعيد عن المشاحنات في أوقات دراسية حرجه .
الميدان الاجتماعي المتمثل في خلق بيئة اجتماعيه تتناسب مع المتعلم بحيث تمنحه قدر من العطاء العلمي تجاه دراسته.
كما يمكن استخدام أساليب تعليمية ناجحة في المدارس , كاستخدام التشجيع والتحفيز للطلاب وعدم السخرية منهم .
توعية الطلاب وتوضيحهم لأهمية الدراسة ومدى الاستفادة منها في المستقبل وذلك عن طريق مجلة الحائط النشرات –المحاضرات و حصص توعية الأهالي بكيفية متابعة الأبناء في البيت والمدرسة والعمل على توفير حاجياتهم قدر المستطاع والاستشارة من قبل الطالب للمعلم / المرشد قبل التسرع في ترك المدرسة.
من الممكن أن يلعب الطلاب والأصدقاء والمقربون من الطالب المتسرب دورا كبيرا في التأثير عليه وإعادته إلى المدرسة إذا تركها فعلا.
توحيد الجهود بين المدرسة والبيت واستمرار الاتصال بينهم .


المراجع

الكتب :-
- الاغا ,رياض ,الأغا,نهضة , 1996 :الإدارة التربية أصولها ونظريتها وتطبيقاتها الحديثة ,مطبعة المنصورة –غزة.
- إبراهيم ,أحمد 1999 ,فى التربية المقارنة ,إدارة مطبوعات الجديدة –الإسكندرية .
الرسائل العلمية :-
- آدم ,محمد آدم وآخرون ,1972, الهروب والتسرب في المرحلة الابتدائية , معهد التربية , نجت الرضا _ الخرطوم . ( رسالة ماجستير غير منشورة) .
تقارير :
- المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ,2001 تقرير حول الفقر في قطاع غزة .

https://dr-saud-a.com/vb/showthread.p...A7%D8%B3%D9%8A









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 20:03   رقم المشاركة : 2163
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطياف الجنان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوة الكرام مساعدتي في تحضير مذكرة تخرج - بحث - بعنوان : ظاهرة التسرب المدرسي

جزاكم الله كل خير
بحث بعنوان التسرب من المدارس

بسم الله الرحمن الرحيم



مقدمـة :-


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وأتبعه بإحسان إلى يوم الدين .
إن أهمية البحوث العلمية تتزايد يوما بعد يوم في شتى مجالات الحياة سواء كان على صعيد المجالات العلمية أو المجالات التربوية التعليمية وما تعانيه من مشاكل تربوية أخرى .

وتعود أهمية هذه البحوث لما تمدنا به من حقائق وبيانات ومعلومات ومعارف في علاج ظاهرة من الظواهر أو مشكلة من المشاكل التي نعاني منها في الوقت الحاضر وسبق وأن عانت منها الأمم والحضارات السابقة وللوقوف على أنسب الحلول والمقترحات والطرق التي استخدمت في علاج هذه الظواهر ومن بين هذه الظواهر ظاهرة التسرب المدرسي .

تعد ظاهرة التسرب المدرسي من أصعب المشاكل التي تعاني منها دول العالم بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية تؤثر في تقدم المجتمع الواحد وتطوره وتقف حجر صلب أمامه ،ولا سيما أنها تساهم بشكل كبير وأساسي في تفشي الأمية وعدم اندماج الأفراد في التنمية ، بحيث يصبح المجتمع الواحد خليط من فئتين فئة المتعلمين وفئة الأميين مما يؤدي إلي تأخر المجتمع عن المجتمعات الأخرى وذلك نتيجة لصعوبة التوافق بين الفئتين في الأفكار والآراء فكلا يعمل حسب شاكلته .

والهدف من هذا البحث وهو تعريف المتعلم بظاهرة التسرب ،وأسبابها سواء كانت أسباب داخلية أو أسباب خارجة وكذلك المقترحات التي وضعة للحد من هذه الظاهرة والآثار المترتبة عليها .



ومما دفعنا للاهتمام بهذا الموضوع يأتي نتيجة للاعتبارات التالية : -
¸ الرغبة في الوقوف على أسباب التسرب المدرسي .
¸ من حيث أنه موضوع تربوي يدخل في صلب العملية التعليمية إذ يساهم في إيقاف نزيف التدهور المعرفي لدى الناشئة.
¸ من الناحية الاجتماعية يؤدي التسرب الدراسي إلى ارتباك في بنية المجتمع حيث يساهم في تفاقم ظاهرة البطالة.
¸ الرغبة في الوقف على هذه الظاهرة التي لاحظناها أيام الدراسة .
تساؤلات البحث :-

1-) ما هو تعريف التسرب الدراسي ؟
2-) ما هي أسباب التسرب الدراسي ؟

3-) هل أسباب التسرب الدراسي أسباب داخلية أم خارجية أم الاثنين معا
4-) مـا هي المقترحات التي تقلل من ظاهرة التسرب المدرسي

5-) ما هي الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة التسرب ؟


تعريف التسرب:
التسرب هو الانقطاع عن المدرسة قبل إتمامها لأي سبب (باستثناء الوفاة) وعدم الالتحاق بأي مدرسة أخرى.
لقد أثار تفشي هذه الظاهرة قلق الكثير من المربين والمثقفين والسياسيين ولقد أولت الكثير من الحكومات هذه المشكلة اهتماماً خاصاً من أجل دراسة هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً ليس على المتسربين فقط بل على المجتمع ككل لأن التسرب يؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم ويزيد من معدل البطالة وانتشار الجهل والفقر وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.





المراد بالتسرب الدراسي: إن الانقطاع المبكر عن الدراسة معضلة، وبمفهومها اللغوي الامتناع والرفض والعزوف عن الدراسة في وقت ما زال فيه التلميذ له الحق في متابعة تعليمه، ومن جهة أخرى العزوف الكلي أو عدم الالتحاق بالمؤسسة التعليمية لأسباب ذاتية أو موضوعية مرتبطة بالمستهدف/ التلميذ أو بمحيطه رغم إلحاح الإدارة على جلبه لتكميل تعليمه ومواكبة برامج وزارة التربية الوطنية، ولا نقصد هنا بالانقطاع المبكر ذلك الفعل الجماعي أو الفردي الذي تعاني منه العديد من المؤسسات التعليمية بالمنطقة القروية والذي تكون الغاية منه الهروب المبكر من المدرسة وفي غير وقت قانوني ، فإن ظاهرة الانقطاع المبكر اشتدت واستفحلت مما يفرض طرح مجموعة من الأسئلة المشروعة: فهل الانقطاع ناتج عن ضعف الرغبة في التعلم، أم ضعف المستوى؟ هل له علاقة بقلة المراقبة أو انعدامها من طرف الآباء؟ أم أن الظاهرة مرتبطة بالفقر وبعد المؤسسة عن المستهدف، أم هي الحاجيات التي يفرضها الوسط القروي، على الآباء الذين يعطون أسبقية لموسم الحصاد وجني الشمندر ورعي الأغنام والأبقار؟
هناك من يتجاوز كل هذه الأسئلة ليؤكد أن العزوف عن الدراسة والانقطاع المبكر وعدم الرغبة في متابعة الدراسة هو نتيجة لمرحلة المراهقة حيث يميل المراهق للمجازفة والمخاطرة إلى درجة التهور، وتتسم تصرفاتهم باللامبالاة وغياب الشعور بالمسؤولية و اللاواقعية، وعدم إدراك الأخطار التي قد تترتب على سلوكهم ويتجلى ذلك من خلال ما يصدر عن بعض المراهقين خارج منزل الأسرة لاسيما في الشوارع من سلوكيات يغلب عليها طابع الاندفاع وعدم التروي، وأحيانا الخروج عن الآداب العامة وعن ما هو متعارف عليه من تقاليد وقيم أخلاقية واجتماعية (1)، ولا نرى أن مرحلة المراهقة عامل واحد ووحيد في تفشي الظاهرة بقدر ما نؤكد أن الإشكال أكبر مما نتصور، فهو تتداخل فيه عوامل متعددة سنحاول جاهدين حصر بعضها.
وإننا لا نقصد بالانقطاع المبكر الفشل الدراسي ((Echec scolaireفكما هو معلوم عرف موضوع الفشل الدراسي عدة تعريفات وتسميات نذكر منها: ـ التخلف الدراسي ـ المتخلف دراسيا ـ التخلف الناتج عن التكرار (2)، وقد حدد عبد الدائم هذا المفهوم في "الانقطاع النهائي عن المدرسة لسبب من الأسباب، قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها التلميذ". والانقطاع الدراسي (Abondon scolaire) هو توقف متابعة الدراسة من طرف المتعلم، وقد يكون هذا التوقف قبل نهاية مرحلة من مراحل التعليم، وللتسرب أو الانقطاع الدراسي عدة أسباب وعوامل منها: ـ الانقطاع عن رغبة وطواعية ـ الانقطاع لظروف أسرية ـ الانقطاع بقرار من المؤسسة وسنركز بالأساس على نزعة التغيب المدرسي (Absentéisme scolaire) وهو ميل إلى التغيب الإرادي عن المدرسة والذي يرجع لأسباب اجتماعية أو نفسية أو إدارية : ـ اجتماعية مثل ضعف مستوى الأسرة ـ نفسية مثل الإحساس بإحباط أو انعزال ـ إدارية: موقف الوسط الإداري وتعامله (3).
أسباب التسرب :
هناك عوامل كثيرة تتسبب في انقطاع الطالب عن المدرسة وبعض هذه الأسباب متـداخلة إذ إنـه لا يمكن أن نجـزم بأن هـذا الطالب ترك المدرســة لسبب بعينه دون الأسباب أو المؤثرات الأخرى التي ساهمـت فـي انقطاعـه عــن المدرسـة.
فمثلاً قد يترك الطالب المدرسة لشعوره بأنه أكبر سناً من زملائه على الرغم من أنه لم يرسب أو يعيد أي سنة أما سبب تأخره الدراسي فيعود إلى أمية والـده الـذي لم يلتحق بالمدرسـة فـي حياتـه ، ولـذا فهـو لـم يلحق ابــنه بالمدرسة إلا في سن متأخرة بعد أن أصبح عمره 8 سنوات. وهنا لا يـكون السبب المباشر في مغادرة هذا الطالب للمدرسة لأنه أكبر عمراً من زملائه بل السبب الحقيقـي هـو تأخـر دخوله المدرسة بسبب جهـل أو إهمـال والده وهذا بالطبع يؤثـر علـى نفسيـته لـشعوره بأنـه أكبر زملائه في الفصل وأن أترابه قد سبـقوه ويتسبب ذلك فـي إصابتـه بالإحباط الأمـــر الذي يؤدي في النهاية لانقطاعه عن المدرسة.
وبعــد فليس هذا هــو السبب الوحيد بـل قد يتسرب الطــلاب لأسباب كثيرة ومختلفــة وقد ركــزت معظـم البحوث والدراسات خلال السنوات الماضية على الأسباب التاليــة : -
أولاً: المنهج الدراسي:
1- طول المنهج.
2-كثرة المواد المقررة وصعوبتها.
3-عدم ارتباط المنهج ببيئة الطالب.
4-عدم تلبية احتياجات الطلاب ومراعاة ميولهم الشخصية.
ثانياُ: طرق التدريس:
1- عدم استعمال الوسائل التعليمية التي تجذب الطلاب.
2- اقتصار بعض المعلمين على طريقة تدريس واحدة تفتقر لعنصر التشويق.
3- يعتمد بعض المعلمين على طرق تدريس مملة لا تجذب الطلاب.
4- عدم التزام بعض المعلمين بالخطة الدراسية.


ثالثاً: المعلم:
1- قلة خبرة بعض المعلمين.
2- عدم مراعاة الفروق الفردية للطالب من قبل بعض المعلمين.
3- عدم قدرة بعض المعلمين على فهم مشاكل الطلاب التعليمية والتعامل معها
بطريقة صحيحة.
4- استعمال الشدة على الطلاب من قبل بعض المعلمين مما يسبب تنفيرهم من
الدراسة.
رابعاً: الطالب:
1- بعض الطلاب قدراتهم محدودة.
2- البعض من الطلاب ليس عنده الاستعداد للتعلم.
3- عدم المبالاة بأعمال المدرسة وأنظمتها.
4- الانشغال بأعمال أخرى خارج المدرسة.
5- الرسوب المتكرر للطالب.
6- كثرة المغريات في هذا العصر والتي تشد الطالب وتجذبه إليها.
خامساً: المرشد الطلابي:
1- عدم المتابعة الدقيقة من المرشد الطلابي.
2- القصور في العمل الإرشادي والتوجيه.
3- ضعف التنسيق بين المرشد الطلابي وإدارة المدرسة والمنزل.
4- ضعف إعداد وتأهيل بعض المرشدين الطلابيين.
سادساً: المدرسة:
المدرسة: إن المدرسة تسعى إلى تكوين وتنمية شخصية المتعلم فكريا، ووجدانيا وجسديا وذلك عن طريق ما يتلقاه من علوم ومعارف ومهارات متنوعة، مما يعطيه قوة جسدية وقدرات فكرية وتوازنا عاطفيا وجدانيا يمكنه من أداء دوره الاجتماعي ووظيفته في الحياة.. والمدرسة لا تنجح في أداء وظيفتها إلا إذا جمعت بين عمليتي التربية والتعليم" إن دمج المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي ينخرط فيه، يستدعي منه ابتكار أساليب جديدة من التكيف قد تختلف عن الأساليب التي كان يواجه بها مختلف مواقف المؤسسات التي كان ينتمي إليها(4 ) فما الذي تتيحه المؤسسة المدرسية للمراهق؟ إنها تتيح له فرص التدرب على الاستقلال الذاتي، وفرص الاحتكاك بالمشاكل المختلفة داخل الفصل الدراسي وبناء الهوية الذاتية والهوية الثقافية، وبناء نسقه الفكري.
كل هذه المعطيات واكتساب المهارات والقدرات تساهم في بناء شخصيته في مختلف جوانبها الجسمية والنفسية والاجتماعية والأخلاقية(5) وهكذا تصبح وظيفة المدرسة ليس التعليم فقط بل التربية بمفهومها الشامل، فهي مجال نفسي اجتماعي، مجال لتأثر المتعلم بسلوك الآخرين وتأثيره فيهم.
وحتى ينشأ الطفل نشأة سليمة صحيحة ولا يحس تناقضا بين المدرسة والأسرة يجب أن يكون هناك تقارب وتوازن بين البيئتين، ولعل هذا التباعد بين المدرسة ومحيطها بالمجال القروي يعتبر من أهم الأسباب المؤدية إلى العزوف عن الدراسة بل الانقطاع عنها كلية، إن غياب الشروط الكفيلة بإحداث التوازن "تجعل المدرسة المشيدة في نقطة الوسط عن الكل، أي أنها على المستوى النظري تنتمي للجميع، ولكنها على مستوى الواقع لا تنتمي لأية جهة، إذ لا أحد يشعر بمسؤولياته إزاءها... إنها حلقة مفرغة، والنتيجة هي أن المدرسة تبقى بعيدة بالنسبة للكل... إن جل الدراسات والبحوث تميل إلى التأكيد على أن المدرسة عبر نظامها وبنيتها ومقرراتها تمرر النموذج الأسري ويمكن توضيح هذا من خلال: توقيت العمل، ووتيرته داخل الأسرة في البادية ومدرستها،والكتاب المدرسي الذي يتواصل برومانسية مع الواقع القروي(6).
ولعل فتور العلاقة بين المدرسة ومحيطها هو الذي أدى إلى فتور علاقة الأسرة القروية بالمدرسة إذ يلاحظ عزوف الأسرة عن تمدرس أبنائها وخاصة بناتها .والمؤسف حقا أن العزوف عن التمدرس تصاحبه هجرة الإناث عن القرى نحو المدن مما يتيح في نهاية المطاف هذا التساؤل: هل قريتنا أصبحت فضاء ذكوريا بامتياز (7) ولعل الأمر يفرض شراكه بين المدرسة والأسرة في العالم القروي لتجاوز العقبات.
إلى جانب ما ذكر بخصوص البيئة المدرسية تجب الإشارة إلى نقطة أخرى في هذا المجال وهي طرق وأساليب التعليم ثم مضامينه ومحتوياته فالتعليم يجب أن يسعى إلى إعداد المتعلم للحياة وليس إلى تلقينه مجموعة من المعارف والمعلومات النظرية البعيدة عن محيطه وبيئته وحياته، وأن تحدث مراقبا تربويا نفسيا يقوم بدراسة الحالات الاجتماعية والنفسية للتلاميذ قصد اقتراح الحلول، ونقول مع المصلح الاجتماعي السويسري بستا لوتزي" ليس الهدف الأسمى من التربية الوصول إلى درجة الكمال في الأعمال المدرسية ولكن الصلاحية للحياة" كما يجب تحسيس الآباء وتحميلهم مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وتطبيق تعاليم الإسلام الحنيف لرسم الطرق والمناهج والسبل الكفيلة لتنشئة الطفل تنشئة سليمة صالحة، ولن يتحقق لنا ذلك إلا بتطبيق المحددات التربوية التي حددها المصطفى عليه السلام حيث قال "لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربــــه". وهنا أيضا عدة أسباب عيرها هي :-
1- بعد المدرسة عن مكان إقامة الطلاب.
2- قلة المدارس في منطقة سكن الطالب.
3- عدم توفر المواصلات.
4- عدم تكيف الطالب مع جو المدرسة لأمر ما وبالتالي ينقطع عنها.

سابعاً: الامتحانات:
صعوبة بعض الامتحانات ينتج عنه الرسوب المتكرر للطالب وبالتالي ترك المدرسة.
ثامناً: العلاقة بن المنزل والمدرسة:
1- ضعف العلاقة بين المنزل والمدرسة.
2- عدم متابعة بعض أولياء الأمور لأبنائهم.
3- عدم حضور أولياء الأمور إلى مجالس الآباء لمتابعة أبنائهم.
4- عدم تواجد الأب في المنزل باستمرار والحرج من مخاطبة والدة الطالب.
تاسعاً: أسباب عائلية:
قبل أن نتطرق إلى الأسباب العائلية لا بد من تعريف الأسرة: إنها أول محيط اجتماعي يحتك به الطفل، وهي ـ كما يقرر علماء التربية ـ العامل الأساسي في بناء مستقبل سليم للطفل وتحقيق سعادته، ذلك أن البيئة الأسرية بكل ظروفها وأحوالها ومشاكلها وعلاقات أفرادها تؤثر في شخصية الطفل المستقبلية سلبا أو إيجابا، حيث أن تماسك الأسرة واستقرارها ماديا ومعنويا، وارتباط أفرادها بعضهم ببعض من شأنه أن يساعد على نشأة الطفل نشأة هادئة، فالطفل أو المراهق يتأثر بكل الذين يحيطون به ويعتبرهم مثلا يحاكيهم ويتأثر بطبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة: العلاقة بين الوالدين، والعلاقة بين الأخوة والعلاقة بالمحيط.
1- اعتقاد بعض أولياء الأمور أن التربية والتعليم هو من اختصاص المدرسة فقط.
2- انشغال الأسرة وعدم متابعة دراسة ابنهم لمعرفة أدائه الدراسي.
3- مشاكل وظروف عائلية أخرى كالطلاق مثلاً.
وهناك جملة من الأسباب الأخرى لظاهرة التسرب المدرسي يمكن تقسيمها إلى أسباب داخلية ,أسباب خارجية .
@من الأسباب الداخلية :-

1 ـ المظاهر السكانية: إن من المظاهر السكانية في دولة الإمارات الهجرة الخارجية غير العربية, مما سبب زيادة سكانية استطاعت أن تؤثر على التجارة والصناعة عامة, وثقافيا واجتماعيا خاصة, ومن آثرها تربويا وجود فجوة بين البناء القيمي المتعارف عليه بين الآباء والأبناء, والتحصيل الدراسي ومن ثم التسرب.
2 ـ اكتشاف النفط: فقد أدى اكتشاف النفط إلي حدوث تغيرات عديدة, منها الزيادة الطبيعية في نسبة السكان وذلك نتيجة زيادة المواليد وانخفاض الوفيات. مما أدى على المدى البعيد إلى أن اصبح مجموع الأفراد في المنزل الواحد يصل من 8 إلى 12 فردا دون الحفاظ على مستوى الدخل الكافي فأصبح الجو المنزلي تكثر فيه الخلافات لعدم استطاعة سد الحاجات المدرسية الضرورية, فالانخفاض في دخل الأسرة يؤدي إلى اضطراب الطالب والبحث عن عمل, مما يعجزه عن متابعة الدراسة ثم تسربه.
3 ـ الجو المدرسي: أن الضعف في إدارة المدرسة قد يؤدي إلى استهتار الطالب ولعبه وعدم اهتمامه بمتابعة دروسه, كما أن رفاق السوء لهم تأثير واضح على سلوك الطالب داخل المدرسة مما يفوت عليه كثيرا من الدروس بالمدرسة, ويؤدي بالتالي إلى فشله. ناهيك عن ذاتية التعلم في الطالب نفسه, وضعف المدرس علميا وثقافيا وأخلاقيا, وعدم ملاءمة المنهج والامتحانات وازدحام الفصول, كل هذه العوامل تساعد على التسرب.
4 ـ نقص المعلومات: إن كثيرا من الأسر تمتنع عن تقديم معلومات دقيقة حول حالة الطالب وتصرفاته, مما يؤدي إلى ضعف تحصيله الدراسي وتكرار الرسوب ثم التسرب في النهاية.
5 ـ تعدد الزوجات: أن زواج الأب لأكثر من واحدة أحياناً يخلق خلافات عائلية, تؤدي إلى تفكك أسري والى عدم الاستقرار لدى الطالب, نتيجة تعاطف الأب مع البيت الأول أو البيت الثاني أو البيت الثالث, فيصبح الطالب مشتت الأفكار شارد الذهن, مما يؤدي إلى تسربه.
6 ـ الطلاق: إن الطلاق له أثره السيئ والخطير في بنية المجتمع, وفي تشتيت الأبناء, وتشردهم النفسي بين الأبوين, و المنعكسات الخطيرة لهذا التشرد تؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي ثم التسرب.
7 ـ التقليد: إن ظاهرة التقليد خطيرة جداً, فكثير من الطلاب تركوا المقاعد الدراسية نتيجة الإهمال واللامبالاة, وانخرطوا في العمل دون وعي, مما أدى على المدى البعيد إلى تحريض زملائهم على التسرب من المدرسة ثم العمل معهم.
8 ـ الزواج من أجنبيات: تترتب على الزواج من أجنبيات آثار اجتماعية وثقافية مختلفة, منها تأثير ثقافة الأم على الطالب وتأثر الطالب بلغة الأم واعتماد لغتها في التحدث سواء في المنزل أو المدرسة أو الشارع, مما أفقده روح التعليم ومن ثم التسرب.
@الأسباب الخارجية: أما الأسباب التي تنتج عن عوامل خارجية, فيمكن اختصارها فيما يلي:
1 ـ التقدم في المواصلات والاتصالات: إن هذا التقدم بلا شك يؤثر على نقل الثقافات من قريب أو بعيد, وبالتالي تشكل خطراً على النسق الثقافي والاجتماعي والقيمي في البلاد. فعلى سبيل المثال لا الحصر نظام (الإنترنت) يتم استخدامه من جانب الشباب بصورة خاطئة وخاصة المعلومات التي تشرد ذهن الطالب, مما يكون لديه روح نبذ وكره التعليم ثم التسرب.
2 ـالاحتكاك مع المجتمعات الأخرى: لقد كان من أثر احتكاك أبناء الإمارات بالمجتمعات الأخرى, سواء عن طريق (الأسفار) للتجارة أو للنزهة إلى الهند وأفريقيا وبريطانيا وأمريكا أو العمل في دول الخليج, جلب ثقافة تلك المجتمعات وانتشارها بين أبناء الدولة مما يؤدي إلى وجود فروق بين الثقافة التقليدية والمنبثقة التي تساعد الأبناء على التسرب.
3 ـ التسلل والتجار المتجولون: نظراً لسوء وعي بعض أبناء البلاد, ظهرت فئة من الأفراد تتعامل مع المتسللين والمتجولين الذين يدعون العلم والمعرفة (تجار الشنطة الثقافية) بتعاطف شديد, ما أثر على ثقافة أولئك الأفراد وأبنائهم ثم وصل إلى حد التسرب.
4 ـ القنوات الفضائية: شهد مطلع التسعينات تزايداً في القنوات الفضائية التلفزيونية الدولية العابرة للحدود عبر الفضاء, وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد, وعلى هذا يشكل وصول هذه القنوات حدثاً اجتماعياً كبيراً قاد إلى تأثيرات واسعة النطاق على الأصعدة السياسية والاجتماعية والنفسية والثقافية. وكان التسرب نتيجة تلك التأثيرات. تلك كانت بعض الأسباب الداخلية والخارجية التي أثرت وفرضت على شباب الدولة تسربهم من الدراسة, وخاصة في المرحلة الإعدادية.
الآثار المترتبة هناك العديد من الاثار السلبية التي تترتب على التسرب الدراسي, سواء بالنسبة للطالب المتسرب نفسه, أو بالنسبة إلى المجتمع ككل ومن هذه الآثار:
1 ـ إن الطالب المتسرب أصبح ظاهرة بحكم الملاحظة في المرحلة الإعدادية (أول إعدادي وثاني إعدادي وثالث إعدادي), وأصبح يشكل فاقداً للجهد والمال.
2 ـ إن الطالب المتسرب في هذه المرحلة هو شبه أمي وغالباً يكون نجاحه في الدور الثاني أو متكرر الرسوب, إذ انه انصب تفكيره على العمل, وبالذات العمل العسكري مثل الشرطة والجيش اللذين سرعان ما يهرب منهما.
3 ـ إن أغلبية الطلبة المتسربين, يبقون بدون علم مدة طويلة, فيصبحون عبئا كبيراً على أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم والمجتمع.
4 ـ يفقد الطالب المتسرب كثيراً من الأمور مثل المستوى الصحي والعقلي والبدني.
5ـ يتكون لدى الطالب المتسرب شعور عدم الانتماء وخاصة لوطنه, نتيجة الفشل المتكرر.
6ـ يظل الطالب المتسرب على بعد تام من القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية.
7ـ شعور الطالب المتسرب دائما بالقلق والانطواء والنقص والعجز والعزلة نتيجة الحرمان من أمور كثيرة.
8ـ الشعور دائما بالتشاؤم من الحياة والارتياب في معظم أوقاتها.
9ـ شعور الطالب المتسرب دائما بتزاحم الأفكار المزعجة والتردد الشاذ والتشكك.
10ـ يتعرض الطالب المتسرب لكثير من الأمراض وخاصة فقر الدم. برامج علاجية للحد من هذه المشكلة التي تهدد المجتمع في اعز ثرواته, الثروة البشرية, لابد من اتخاذ إجراءات عملية, ووضع خطط منهجية لتلافي هذه المشكلة والوصول إلى حلول شافية لها.

@اقتراحات للحد من ظاهرة التسرب :-

1ـ تشكيل مجالس من أعيان المدينة أو القرية أو الحي لمتابعة الطلاب المتأخرين والمتخلفين دراسيا والمتهورين, وربط هذه المجالس مع المنطقة التعليمية والمدرسة حتى تكون هناك صلة بين الجميع للحد من مشكلة التسرب.
2ـ بث برامج توعية للشباب تنمي لديهم الاتجاهات الإسلامية والحفاظ على قيمها, حتى تكون بمثابة درع واقية من التيارات الثقافية الوافدة والعادات والسلوكيات غير المرغوب فيها.
3ـ العمل على توعية الآباء في كيفية معاملة الأبناء من خلال وسائل الإعلام المختلفة, وخاصة البرامج التلفزيونية واطلاعهم على التقنيات الجديدة الخاصة بعملية التربية والتعليم حتى يتسنى لهم هضم كل جديد حولهم, خصوصا الذين يسكنون الأماكن الريفية.
4ـ وضع خطة من الأداة المدرسية في كل مدرسة, لجرد الطلبة الذين يحتاجون للمهارات الإضافية ووضع دروس تقوية لهم ليس على مستوى المادة الدراسية فقط, بل على مستوى التثقيف الاجتماعي.
5ـ إقامة الندوات والمحاضرات التثقيفية لأولياء أمور الطلبة المتدنية مستوياتهم في بداية كل عام دراسي جديد, حتى يكون هناك احتواء لمشكلة التسرب من بدايتها, وذلك بواسطة جمعيات المعلمين المنتشرة في الدولة.
6ـ حث الجمعيات والمنظمات النسائية على اتباع المنهجية المناسبة فيما يتعلق بكل جديد وإيصاله إلى حياة المرأة بما يناسب ثقافتها وسلوكها وتصرفاتها.
7ـ وضع لجنة مختصة في دراسة مشكلات ومتطلبات المراهقين أثرها على جوانب الحياة كافة, ووضع الحلول المناسبة لها مرتبطة مع الأسرة والمدرسة.
8ـ وضع دراسات وحلول وضوابط حول اثر القنوات الفضائية والإنترنت ووسائل التكنولوجيا الأخرى.
9ـ وضع دراسات وحلول للمشكلات التي تعانيها الفتاة, وخاصة المشكلات العائلية.
10ـ تشجيع الطلاب المتدنية مستوياتهم للدخول في المعاهد الفنية والمراكز التدريبية التابعة لوزارة التربية, وذلك لاعادة تشكيل شخصية الطالب من جديد. وفي الختام, إن كل ما نحتاج إليه بعد طرحنا للحلول أمران رئيسيان: أولهما, تنفيذ تلك الحلول وفق منهجية واضحة حول الموضوع, وثانيهما, وضع برنامج زمني يراعي الالتزام والتقيد به لكي لا تبقى المشكلة مجمدة على الرف.
@التوصيات التربوية:
على الرغم من العديد من الدراسات والجهود الكثيرة التي بذلت من أجــــل فهم ظاهرة التسرب وإيجاد الحلول المناسبة لها إلا أن هذه المشكلة لا تزال قائمة في كثير من بلاد العالم وحتى يومنا هذا لم يصل الباحثون إلى حــــل جذري لهذه المشكلة لكن هناك العديد من التوصيات الجيدة والمفيدة والتــي اقترحها الباحثون من أجل تخفيف حدة الهدر الناتج عن التسرب.
وأهم هذه التوصيات ما يلي:
1- القيام بدراسات من حين لآخر لتوفير قاعدة معلومات إحصائيـــة عـــن نسب وأسباب التسرب من التعليم.
2- إجراء دراسة من أجل تقييم المواد المقررة ونظام الاختبارات لتحديــــد مدى مناسبتها لقدرات ومستوى الطلاب.
3- إيجاد آلية للتعرف على الطلاب المعرضين لخطر التسرب ولتشجيعهم ورفع معنوياتهم وبذل كل جهد لمساعدتهم بالبقاء في المدرســــة وإتمـــــام تعــليمهم.
4- تشجيع الطلاب المتسربين للعودة إلى المدرسة وإيجاد حوافز للذيــــــن يعودون ويتمون دراستهم.
5- السعي لتطبيق نظام يجعل التعليم إلزامياً حتى المـــــرحلة الثانويــــــة.
6- على المعلم والمرشد الطلابي وولي الأمر تنبيه الطـــالب بالعقــــوبات الوخيمة المترتبة على انقطاعه عن المدرسة ومنها قلة الفـــرص الوظيفية وانحصار الوظائف المتاحة على الوظائف الدنيا ذات المردود المــــــــالي المنخفض والذي يؤدي بالتالي إلى تدني مستوى معيشة الفـــرد وأسـرتـــه وأيضاً يجب تذكير الطلاب بأن الذي يغادر المدرسة قبل إتمام تعليمه فـإن أحد أبنائه غالباً ما يتبع خطاه ويترك المدرسة كما أشارت إلى ذلك بعـض البحوث.
7- المتابعة الدقيقة من قبل المرشد الطلابي والاتصال بولي أمر الطالــب للتشاور وتبادل الآراء والمعلومات حول مستــوى الطالب والمصاعــــب التعليمية التي تواجه الطالب من أجل المساعدة في حلها.
8- مساعدة الطلاب الذين يعانون من ضعف التحصيل العلمي أو صعوبة في بعض المواد وإيجاد فصول تقوية مسائية يحضرها أولياء الأمور مـن أجل تشجيع ورفع معنويات أبنائهم الطلاب.
9- تطوير العلاقة بين المنزل والمدرسة واستعمال جميع قنوات الاتصال من أجل توثيق العلاقة لتحقيق الأهداف المعنوية المنشودة.
10- توعية أولياء الأمور بأهمية اتصالهم بالمدرسة ومواصلة الزيارات للتعرف على أحوال ومستوى تحصيل أبنائهم الطلاب.
11- تفعيل دور المنزل من أجل تحفيز الطالب وترغيبه فـــي المدرســـة والتعاون مع منسوبي المدرسة وخاصة المرشد الطلابي لحل المشاكل الشخصية والصعوبات التعليمية التي قد تواجه الطالب.
12- على المرشد الطلابي فتح ملف خاص بكل طالب يتصف بأي من الصفات والخصائص التي إلى أنه عرضة لترك المدرسة على أن يقوم المرشد بتحديد وتدوين المشاكل الدراسية والشخصية والاجتماعية التي يعاني منها الطالب فيصبح هذا الملف بمثابة المرجع الذي يتم من خلاله متابعة حالة الطالب الدراسية و ملاحظة التغيرات السلوكية ويتم مناقشة تلك التغيرات والتطورات مباشرة مع ولي أمره من أجل العمل معاً لحل المشاكل التي قد تواجه الطالب وحثه على البقاء في المدرسة لإتمام تعليمه لأن ذلك يعود بالنفع عليه في الحاضر والمستقبل.































المراجــــــــــــــــع والمصــــــــــادر
المراجع

1 ـ انظر التنشئة الاجتماعية للطفل د. محمد عباس نور الدين ـ المعرفة للجميع 1.
2 ـ معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجية والديداكتيك ـ علوم التربية 10 - 9 ص 81.
3 ـ نفس المرجع ص 7.
4 ـ المراهق والعلاقات المدرسية د. أحمد أوزي ص 93.
5 ـ نفس المرجع ص 96 بتصرف شديد
6 ـ انظر سلسلة التكوين التربوي مرجع سابق ص 50 - 49 بتصرف.
7 ـ نفس المرجع ص 52 – 51 .
8- الإنترنت .

المصادر
1- https://www.ahldiyala.net/showthread.php?p=199#post199


المصدر: منتديات أهل ديالى
https://www.ahldiyala.com/vb/t85









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 20:09   رقم المشاركة : 2164
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطياف الجنان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوة الكرام مساعدتي في تحضير مذكرة تخرج - بحث - بعنوان : ظاهرة التسرب المدرسي

جزاكم الله كل خير
ظاهرة الهروب من المدارس : أسبابها ، و طرق علاجها
أ. عبد الخالق الفرا Wednesday 25-11 -2009

إن التطور العلمي الهائل في مجتمعاتنا المعاصرة أصبح مدعاة لظهور بعض المشكلات والظواهر التي تستدعى البحث الميداني، ومنها هروب بعض الطلبة من المدارس بشكل ملاحظ وكبير ، ومع أن تلك الظاهرة خطيرة وقد تشكل وباء يصل إلى حد يصعب السيطرة عليه ، فانه أصبح أمراً يمر على الأسماع ويمضي كما لو كان أمراً طبيعياً!!
وقد أوعز البعض هذه الظاهرة إلى الضغط المدرسي الكبير على الطلبة ( مثل المقررات الكثيرة في المرحلة الثانوية التي تحتاج إلى تحضير يومي سبباً في هروب البعض من المدرسة ، وخصوصاً إن كانت هناك مشاكل مادية وظروف منزلية صعبة تجعل الطالب يذهب إلى المدرسة على مضض وغير قادر على تحمل أي ضغط خارجي آخر ، وكذلك المعاملة التي يحصل عليها الطالب من زملائه ومن الممكن أن تكون غير جيدة ،(مثل أن يكون أصحابه من عوائل مترفة مادياً فيشعر الطالب آنذاك بالنقص وبأنه اقل من غيره فيهرب من ذلك الواقع.
ويمكننا أن نجمل أسباب هروب الطلاب من المدرسة إلى :
أولا: المدرسة
حيث أن المدرسة تتحمل المسؤولية من عدة جوانب من أهمها:
1.المبنى المدرسي: قد يكون المبنى المدرسي نفسه سبب في هروب الطالب وذلك بأن يكون غير مناسب من حيث :
البنيان العام حيث الأسوار غير المرتفعة مما يسهل على ضعاف النفوس من الطلبة تسلقها ، والصفوف مكتظة بعدد الطلاب وغير مهيأة بشكل جيد ، والمرافق الضرورية بالمدرسة ( دورات مياه مثلا ) غير مكتملة أو غير صالحة ، والشكل الخارجي غير مريح للنفس لانعدام الصيانة الدورية إضافة إلى عدم وجود أماكن للترويح عن النفس ( حديقة – صالة العاب – صالة أنشطة عامة ... الخ ) .
2.المعلم: يتحمل المعلم مسؤولية هروب طالبة من صفه وبالتالي من المدرسة وذلك من خلال :
أ. إتباع المعلم لأساليب غير تربوية ( كالضرب والشتم ) في تعامله مع طلابه.
ب. عدم مقدرة المعلم على ضبط الصف وإدارته بالشكل السليم وبالتالي يرى الطالب وجوده في الصف مضيعة للوقت .
ت.عدم مقدرة المعلم على تجديد معلوماته وخبراته من الناحية التربوية والتنويع في طرق تدريسه بما يتلاءم مع كل صف
ث.ضعف المعلم في مادته العلمية وبالتالي ثقة طلابه فيه فينصرفون عنه.
ج.أحياناً يحمل المعلم طلابه فوق طاقتهم من التكاليف الصفية واللاصفية فلا يستطيعون الصبر معه.
ح.قد يتوفر بالمعلم كل الايجابيات إلا انه يفتقد للإخلاص فلا يواصلون طلابه معه.
3.المنهج : قد يكون ما بالمنهج من صعوبة وعدم توافق مع ميول واتجاهات الطالب وتحقيق رغباته واستفزاز لقدراته وكثرة الحشو الغير مفيد سبباً لنفوره من المادة وبالتالي هروبه من المدرسة .
4. الإدارة : تتحمل الإدارة مسؤولية اكبر من غيرها في مسألة هروب الطالب من المدرسة ومظاهر هذه المسؤولية تكمن في :
أ.قد يكون مدير المدرسة من النوع التسلطي فلا يجيد التعامل التربوي مع مؤسسته التربوية (معلمين – طلاب ) إلا بالسوط والجلاد – ولذا سوف ترى أن الجميع يهرب منه ، وقد يكون من النوع صاحب الإدارة الفوضوية فيجعل الحبل على الغارب ولا يسأل عن من هرب أو من لم يهرب.
ب.عدم الاهتمام بالغياب وإهمال تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بذلك .
ثانياً : الأسرة: تقتسم الأسرة المسؤولية في هروب الطالب من المدرسة مع المدرسة ، وصور هذه المسؤولية تكمن في :
انعدام التوجيه والإرشاد بخطورة هذه الظاهرة علي المستقبل الدراسي للأبناء .
انعدام الرقابة والمتابعة في المنزل أو في المدرسة .
انخفاض مستوى الطموح لدى الوالدين أو احدهما مما ينعكس سلباً على مستوى الطموح لدى الأبناء وبالتالي اللامبالاة بالدراسة .
غياب القدوة والمثل الأعلى .
تدني المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة ( ليس في كل الأحوال ).
رفقاء السوء ومالهم من دور خطير في التأثر على الشخص ليماريهم ، فيد تبني ومعاول تهدم .

ولكي نعمل على علاج هذه المشكلة فعلينا أن نعمل علي القضاء على أسبابه سواء من المدرسة أو البيت بالاهتمام بالمبنى المدرسي بصورته المتكاملة ومراعاة النواحي النفسية والفسيولوجية للطالب بما يتماشى ومراحل نموه وعدم إغفال الجوانب الترويحية في المبنى المدرسي .
أولاً على المعلم : تجنب ما ذكرنا من سلبيات وان يتبع المعلم الأساليب التربوية وان يطور نفسه أكاديمياً وتربوياً ( في مادته العلمية – طرق تدريسها ) وان لا يثقل كاهل الطالب بالواجبات المنزلية وان لا ينسى الإخلاص والعمل لوجه الله .
* أن يراعى واضعو المناهج الدراسية الأساليب التربوية الحديثة في إعداد المناهج الدراسية من حيث تماشيها مع متطلبات العصر و مراعاة النواحي النفسية والعقلية لطالب القرن الحادي والعشرين وان يقللوا من الحشو الغير مقيد .
ثانياً مع الأسرة:
*علي الأسرة الانتباه لضرورة التوجيه والإرشاد الدائم بخطورة مثل هذه الظاهرة غير التربوية ومردودها السلبي على الطالب .
*على الأسرة التعزيز المستمر وتوضيح أهمية التعليم و مردوده الايجابي على الطالب مستقبلاً.
*على الأسرة متابعة الطالب سواء داخل المنزل أو خارجه.
*على الأسرة أن تخلي جوها الأسري من المشاكل أو على الأقل أن تبعدها عن الطالب .
*على كل فرد في الأسرة – بداية من الأب ونهاية بالأخ – أن يكون قدوة حسنة ومثال خير يحتذي به الطالب دائماً.
ثالثاً – مع المجتمع :
*يقع على عاتق الأسرة نصح الطالب عن رفقاء السوء وعلى كل فرد في المجتمع القيام بذات الدور ومحاربة وصد – الشلل الفاسدة – إن صح التعبير.
*على الإعلام دور التوعية المستمرة بخطورة أي ظاهرة غير تربوية دخيلة على مجتمعنا قبل أن تتفشى.
وعلى كل حال مع كل ما ذكر في ظاهرة الهروب من المدرسة فإن هذا لا يعني أن نجد العذر لك أيها الطالب لتهرب من المدرسة لما في ذلك من مخاطر ومن خلال الاستعراض السابق لهذه المشكلة وأسبابها ووسائل علاجها نلاحظ وقبل كل شئ إن هذه المشكلة مشكلة اجتماعية في جوهرها قبل أن تكون مشكلة تدور حول فرد من الأفراد الأمر الذي يستلزم تكاتف الجهود الرامية إلى إحداث التكامل حيث يجب على كل من الجانبين المدرسي والاجتماعي العمل معاً لتحقيق هذا الهدف ونجاح هذه الجهود المبذولة لخلق مجتمع متكامل في كافة جوانبه يعطي كل ذي حق حقه
https://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=15508









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 20:18   رقم المشاركة : 2165
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطياف الجنان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوة الكرام مساعدتي في تحضير مذكرة تخرج - بحث - بعنوان : ظاهرة التسرب المدرسي

جزاكم الله كل خير
https://forum.educdz.com/threads/%D9%...B3%D9%8A.9637/

www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=609134

https://www.mjsali.com/vb/threads/%D8...%B3%D9%8A.122/

https://docs.google.com/document/d/1...W4E/edit?pli=1









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 20:24   رقم المشاركة : 2166
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 9ITA مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أرجو منكم مساعدتي في أيجاد مراجع حول "استراتيجية الاستثمار"
و لكم مني جزيل الشكر و الامتنان
https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j...419,bs.1,d.bGQ






https://ramzi.doomby.com/pages/144-1.html









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 21:19   رقم المشاركة : 2167
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 9ITA مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أرجو منكم مساعدتي في أيجاد مراجع حول "استراتيجية الاستثمار"
و لكم مني جزيل الشكر و الامتنان
إستراتيجية الاستثمار


قبل البدء بعملية الاستثمار من الضرورى جدا وضع إستراتيجية محددة للإستثمار تبدأ بتحديد الهدف والتخطيط للوصول إليه مع احتساب ان الاستثمار يحتمل الربح والخسارة وتقييم العوامل المتعددة التى تحدد المخاطرة أو التحفظ فى الاستثمار.

لذا يجب أن تأخذ الوقت الكافى لدراسة وتوثيق خطتك من خلال تحديد أهدافك بواقعية ، بخصوص أرباح الاستثمار وما إذا كانت أهدافك المالية قصيرة الأمد ، متوسطة الأمد ، أو طويلة الأمد؟ وحتى نصل إلى ما نطمح إليه يجب أن نتبع النقاط التالية:

1.تحديد وتحليل الأهداف.
2.تحليل الأوراق المالية ( تحليل و تحديد نوع الأسهم المراد إستثمارها ووقت كل شراء ).
3.تكوين محفظة مالية.
4.تقييم أداء المحفظة (مراقبة ما تحتفظ به من أسهم - تحديد وقت البيع).

سياسة الاستثمار

من المؤكد أن إحتياجاتنا تختلف بإختلاف مراحل حياتنا . فأين موقعنا فى هذه اللحظة، هل من الممكن أن نكون قد اقتربنا من القمة أو من المحتمل أننا لا نزال نخطو خطواتنا الأولى فى حياتنا وربما لا نزال فى طور أنشاء اسرة وربما نستعد للتقاعد !! ربما نخطط لشراء منزل!

أن هذه الأمور جميعا تتطلب طرقا مختلفة للتوفير فحاجة المستثمر لزيادة دخله تتغير وفقا لمراحل حياته. ولهذا إن تحديد أهدافنا هو الخطوة الاولى التى يجب أن تتبعها نظرة إجمالية بحيث نحدد الوقت اللازم لتحقيق كل هدف؟

فإذا كنت قد بدأت حياتك للتو فمن الأنسب التركيز على النمو طويل الأمد ، ولا تنسى أنه حتى بدون وجود مدخرات فالغالب أن يحقق المستثمرون الشباب موقعا قويا لهم حيث ان كل سنة تعنى المزيد من المدخرات وسنوات الشباب تعنى وجود فرصة قوية للتعافى من أى أزمات ولجنى ثمار جهدك.

فى منتصف عمرك سوف تتأرجح بين الرغبة فى زيادة الدخل وبين وجود الدخل بالدرجة الاولى فالغرض من زيادة الدخل قد تشتمل على الإدخار من أجل التقاعد أو التعليم الجامعى فى الوقت الذى تكون فيه لا تزال تقوم بدفع رسوم دراسية وأقساط المنزل أو تأسيس عمل تجارى وجميعها أمور تتطلب توجيه الموارد المالية تبعا لها.

أما إذا بلغ راتبك الذروة وأصبح مصروفك الحالى أقل فهنا يمكنك أن تولي عملية زيادة الدخل المزيد من الاهتمام.إن سنوات التقاعد تعمل على تأكيد ضرورة وجود إيراد أو دخل يحقق الاكتفاء للمتقاعد وفى الوقت نفسه عليك الاخذ بعين الإعتبار بمسألة التضخم المالى للمحافظة على نمو استثماراتك ، كما يمكنك توفير رأس مال بالاستثمارات المتنامية لافادة الاجيال القادمة.

ولهذا فقبل الاستثمار عليك ان تسأل نفسك ( لماذا أنا احتاج إلى تنمية نقودى ومتى أريد ان استخدمها؟) وبعبارة أخرى هل تريد ان توفر لغرض شراء شئ معين وثمين وغالى فى المستقبل القريب أو ?. ألخ. إن من المهم أن تعرف لمإذا تريد ان تستثمر وإلى أى حين وذلك حسب أهدافك الاستثمارية لأن الاستثمار القصير الأجل يتطلب أهداف مختلفة عن الاستثمار طويل الأجل.

فإذا قررت أن توفر لشراء غرض ثمين فإنك تحتاج الحصول على نقودك بعد فترة قصيرة نسبيا. فى حين إذا كنت فى العشرينيات من العمر وتقوم بالتوفير للمستقبل فانه ليس هناك حاجة أن تكون نقودك فى متناول يدك، بمعنى أنه بإمكانك أن تزيد فى المخاطرة باستثمار نقودك بطرق تمكنها من أن تتضاعف خلال مدة طويلة. وحين تحدد الفترة الزمنية المطلوبة للاستثمار فعليك أن تتذكر العوامل الأربعة الآتية:

العامل الاول:

كم هى أهمية نمو رأس المال لديك ؟ إن النمو هو المعدل الذى تتزايد فيه نقودك خلال زمن الاستثمار. فإذا كنت بحاجة إلى الوصول إلى نقودك بعد فترة قصيرة فإنك قد تبحث عن فرصة توفر لك معدل نمو ثابت وآمن. أما إذا كنت تريد استثمار نقودك لأجل طويل فبإمكانك أن تكون مرتاحا بوضع نقودك فى الأوراق المالية التى يمكن أن تقدم لك معدل نمو عالى خلال مدة من الوقت. على سبيل المثال إذا كان إختيارك للإستثمار فى الأسهم والسندات فالعائد على تلك الأوراق المالية قد يتقلب خلال مدة الاستثمار ولكن ذلك سوف لن يؤثر على احتياجاتك اليومية. والذى يهمك فعلا هو كيفية أداء الاستثمار مع مرور الوقت.

إن الاستثمارات الطويلة الأجل تتأثر بعوامل مثل معدل التضخم فأنت قد تخسر نقودا خلال الأجل القصير ولكنها تظل قادرة على النمو خلال أجلها الطويل المحدد. ما يهمك هو ليس تباطؤ معدل النمو خلال فترة معينة من الوقت وإنما إذا كنت تحقق معدل نمو مرتفع مع مرور الوقت.

العامل الثانى:

العائد هى مثل النمو وهى الفائدة أو ربح الأسهم الذى يدفع لك عن استثمارك ويمكن أن تختلف فى أهميتها إعتمادا على إحتياجاتك. حسابات التوفير تميل على إعطاء عائد بنسبة مئوية قليلة فى حين إن السندات يمكن أن تعطى عائد بنسبة مئوية أعلى.

وإذا كنت توفر للمستقبل البعيد "المدى الطويل" فإنك قد تبحث أيضا عن استثمارات تنتج عائد مناسب بحيث تعيش مرتاحا من الفائدة عندما تتقاعد فعلا. وعندما تتقاعد يمكنك إعادة استثمار بعض المال فى شهادات إيداع لكى يمكنك من إستلام عوائد ثابتة يمكن الإعتماد عليها.

العامل الثالث:

والتالي من الأهمية أن تأخذه بعين الاعتبار هو الدخل. فإذا كنت تستثمر لهدف قصير الأجل مثل مقدم شراء سلعة أو شراء غرض ما . فإنك تحتاج لاستثمار آمن ويمكنك تحويله إلى مبلغ نقدى بسهولة. و شهادات الإيداع هى المثال على هذا النوع من الاستثمار حيث أن العائد (الدخل) الدوري المنتظم الذى تقدمه يكون اقل أهمية.

العامل الرابع:

وهو العامل الأخير والأكثر أهمية (خطورة) و هو احتمال خسارة بعض أو كل استثمارك. فكل مستثمر لديه مستوى متفاوت ومختلف من المخاطر. فالمستثمرون المحافظون سوف يبحثون عن فرص تقدم لهم بعض الإجراءات للسيطرة على عوائدهم مثل سندات التوفير ذات المعدل المضمون من العوائد. وقد يختار المستثمرون المحافظون أن يتركوا بعض الفرص ذات النمو العالى وذلك للمحافظة على نقودهم فى استثمارات بمعدل عوائد مضمونة بدرجة أكبر.

هناك قوى كثيرة تؤثر على مستوى الخطورة فمثلا إذا اشتريت سندات فسوف تلاحظ ان استثمارك يرتفع وينخفض مع أسعار الفائدة المتغيرة. فعندما تنخفض أسعار الفائدة يرتفع سعر السهم وبالعكس. وكذلك فان النقود المستثمرة فى الأسهم سوف تتحمل بعض المخاطر فمثلا أن الإقتصاد الجيد أو الأرباح الجيدة لشركة ما تمتلك فيها أسهما قد يعنى أن قيمة أسهمك ترتفع أما إذا ضعف الاقتصاد أو إذا تعرضت الشركة التى تمتلك أسهم فيها لدعاية سلبية فان سعر السهم قد ينخفض. إن تحمل بعض المخاطر يعنى ثباتك وخروجك سالما من الفتور والإنكماش فى قيمة أسهمك على أساس ان السعر سوف يعود للارتفاع وان قيمة أسهمك سوف تحتفظ بمعدل نمو عالى بمرور الوقت.

ومثل المكونات الأخرى لخطة الاستثمار فان أهمية المخاطرة فى استثماراتك يمكن إن تكون مختلفة ويعتمد ذلك على ما يلى : اين موقعك فى إطار مدة استثمارك؟ حيث ان المستثمرون لأجل قصير يبحثون عن استثمارات مستقرة ومتينة واقل خطورة. وقد يقبل المستثمرون لأجل طويل أن يتحملوا قدر محدد من عدم الثبات لغرض تحقيق هدفهم النهائى بالحصول على عائد عالي.

وبسبب جميع هذه العوامل فان النمو والعائد والدخل والخطورة سوف تتغير خلال فترة حياتك وأنها لفكرة جيدة أن تعيد تقييم احتياجاتك دوريا. وتذكر إن أحداث الحياة الهامة مثل ولادة طفل أو شراء بيت أو التقاعد سوف تؤثر على استراتيجية استثمارك.

ولذلك وجود خطة مالية مبنية على أساس صحيح هى المفتاح لقدرتك على الاعتماد على النفس وتأمين حياتك المالية حيث يمكنك تقييم الوضع المالى الراهن الذى تعيش به وبناء خططك واختياراتك المستقبلية اعتمادا عليه بحيث تكون استثماراتك طويلة الأمد وواقعية للوصول لأهدافك المبتغاة، والتى من الممكن ان نحددها فى ثلاثة أهداف هى:

- الحفاظ على رأس المال.
- الحصول على إيراد.
- زيادة قيمة رأس المال.

مرسلة بواسطة Q8se@ في الاثنين, يوليو 11, 2011 0 Comments
https://q8se.blogspot.com/2011/07/blog-post_9199.html









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 21:21   رقم المشاركة : 2168
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 9ITA مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أرجو منكم مساعدتي في أيجاد مراجع حول "استراتيجية الاستثمار"
و لكم مني جزيل الشكر و الامتنان
https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j...89217033,d.d24









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 21:29   رقم المشاركة : 2169
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنوسي محمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ماستر في علم الاجتماع التربوي عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري أريد منكم كتب و مذكرات خاصة بهذا الموضوع لتساعدني في التحليل أرجوكم لي طلب في وقت قصير و شكرا

مقدمــة:
تعتبر الأسرة نظام إجتماعي متكامل ومتساند وظيفيا مع باقي أنظمة المجتمع الأخرى التعليمية والاقتصادية، كما أنها الوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل ويتلقى المباديء والقيم الاجتماعية التي توجه سلوكه في المجتمع "فهي مصدر الأخلاق والدعامة الأولى والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أولا دروس الحياة الاجتماعية"1 ولكن الملاحظ اليوم هو أن معظم الأسر وبصفة عامة أصبحت تعرف العديد من المشاكل نتيجة للتطور والتغير الاجتماعي الحاصل في المجتمعات، إذ يعتبر التفكك الأسري أحد أهم المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات خاصة المجتمع الجزائري، وربما هذا راجع إلى ما يعرفه هذا الأخير من تغير اجتماعي وثقافي سريع، فقد أدى هذا التغير إلى اختلال في البناء والوظيفة وهو الأمر الذي ترتب عليه حدوث التوتر والصراع وظهور احتمالات التفكك داخل العديد من الأسر "فالمعلوم أن الأسرة التي كانت تعتمد في تكاملها على تحديد واضح للأدوار وذلك في ظل نسق قيمي معين تتفكك إذا ما حدث تعديل جوهري في هذه الأدوار ويكون ذلك نتيجة اختلاف الأبعاد والمسؤوليات وتغير النسق القيمي"2، فيمكن الإشارة هنا إلى التغير الثقافي الحاصل في الجزائر وانتشار التعليم وخروج المرأة الجزائرية إلى العمل، فالمجتمع الجزائري قد تحول من مرحلة إلى أخرى وعليه فقد تغير النسق القيمي لبناء الأسرة الجزائرية ووظيفتها أيضا، كما أن دور المرأة فيها قد تغير مقارنة مع دورها في الماضي ففي سنوات مضت كان دور المرأة يقتصر على تسيير شؤون المنزل وتربية الأولاد وتنشئتهم والاهتمام بأداء حقوق الزوج وأسرته، أما اليوم فقد اقتحمت ميدان التعليم وأصبحت لها فرص في الحصول على العمل في مختلف جوانبه التعليمية والاجتماعية وحتى الاقتصادية والسياسية، ويرى البعض "أن خروج المرأة للعمل لا يعني إعفاؤها من دورها الرئيسي داخل الأسرة بل إن خروجها للعمل قد أضاف إليها دورا جديدا هو الكسب من العمل الذي كان قاصرا على الرجال دون النساء"3، ولكن حصول المرأة على هذا الدور الجديد قد يجعلها تبتعد عن البيت فترة طويلة من الزمن فتغيب بذلك مراقبتها واشرافها على أطفالها وهذا ما قد يؤثر على الأطفال نفسيا واجتماعيا وتخلق لديهم مشاكل تمنعهم من التكيف مع الوسط الاجتماعي (المجتمع) من خلال الإنحراف عن قيمه ومعاييره وانطلاقا من نتائج هذا التغير حاولنا دراسة مشكلة التفكك الأسري وأثرها على إنحراف الأطفال وفقا لخطة متواضعة من خلال ثلاث مباحث:
المبحث الأول: التفكك الأسري
المطلب الأول: مفهوم التفكك الأسري وأنواعه
المطلب الثاني: عوامله
المطلب الثالث: خصائص عوامله.
المبحث الثاني: مظاهر التفكك الأسري
المطلب الأول: الطلاق
المطلب الثاني: الانفصال
المطلب الثالث: الهجر
المبحث الثالث: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال
المطلب الأول: مفهوم الإنحراف
المطلب الثاني: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال
الخاتمــة



المبحث الأول: التفكك الأسري
نعالج هذا الموضوع في ثلاث مطالب
المطلب الأول: مفهوم التفكك الأسري وأنواعه
لغـة: فك فَصَلَه وخلصه4، ويقصد بالتفكك تفكك الشيء أي انكسر إلى أجزاء لذا فإن التفكك الأسري هو تفكك الأسرة إلى أجزاء بعدما كانت منسجمة5.
اصطلاحا:
لقد تعددت واختلفت التسميات حول هذا المصطلح فهناك من يطلق عليه اسم "التفكك الأسري" والذي يتم بفقد أحد الوالدين أو كلاهما أو عن طريق الطلاق أو الهجر أو تعدد الزوجات أو غياب رب العائلة مدة طويلة من الزمن وهناك من يطلق عليه باسم "تصدع الأسرة" والذي يحدث في حالة تعدد الزوجات أو وفاة أحد الوالدين أو كلاهما أو عن طريق الطلاق6، بينما نجد البعض يسميه " البيوت المحطمة" التي يخربها الطلاق أو الفراق أو موت أحد الوالدين أو كلاهما، أما آخرون فيطلقون عليه اسم "العائلة المتداعية" والتي تحدث بفقد أحد الوالدين أو كلاهما بسبب إما الوفاة أو الإنفصال، أما آخرون فيطلقون عليه اسم "التفكك العائلي" وقد حدده بعضهم بالإنفصال أو الطلاق أو الهجر أو الموت أو الغياب الطويل للزوج أو الزوجة وهناك من يفضل تسميته باسم "العائلة المكسرة" ويطلقونه على العوائل التي تفكك بالموت أو الطلاق أو الإنفصال أو بسبب النزاع العائلي أو أية أسباب أخرى7.
ومهما اختلفت التسميات فإن المعنى واحد وهو انحلال العلاقات والروابط الأسرية بين أفراد الأسرة ويكون ذلك إما بالطلاق أو الهجر أو الإنفصال أو فقدان أحد الوالدين أو كلاهما إما بالموت أو دخول أحدهما إلى السجن أو السفر البعيد نتيجة ظروف اجتماعية واقتصادية معينة. وينقسم التفكك الأسري من ناحية إلى نوعين هما:
التفكك الجزئي الذي يصيب الأسرة: وتبدو مظاهره في "الإنفصال المؤقت والهجر المنقطع أو بمعنى آخر أن الزوج أو الزوجة قد يعاودان الحياة الأسرية من جديد ويستأنفان علاقتهما المتبادلة في فترات إصلاح ذات البين ولكن من المستبعد أن تستقيم الحياة الزوجية في مثل هذه الحالات بل قد تكون مهددة من حين إلى آخر بالإنفصال والهجر من جديد8.
التفكك الكلي أو إنحلال الأسرة: وتبدو مظاهره في إنهاء العلاقة الزوجية بالطلاق أو تدمير وفناء حياة الأسرة، بالفشل أو انتحار أحد الزوجين أو كلاهما معاً، ومن ناحية أخرى ينقسم التفكك الأسري إلى:
التفكك من الناحية القانونية: ويحدث بانفصال الروابط العائلية عن طريق الطلاق أو الهجر.
التفكك من الناحية الاجتماعية: ويشمل على معنى أوسع من الأول حيث يضم إلى جانب الإنفصام أو الشقاق في العائلة والصراع فيها حتى لو لم يؤدي هذا الشقاق والصراع إلى انفصام روابط العائلة9.
ولكن هناك بعض الباحثين يرون أن هذا التصنيف ناقص كونه لم يتضمن حالات وفاة أحد الوالدين أو كليهما، ويمكن أن نتصور الأثر الذي يتركه على الأسرة والأطفال معا ولذا فهناك بعض الباحثين قسموا التفكك الأسري إلى:
 التفكك المادي: ويسمى التفكك الفيزيقي والذي يحدث بفقدان أحد الوالدين عن الحياة الأسرية بالموت أو الهجر أو الانفصال أو الطلاق أو السجن10.
 التفكك النفسي: ويحدث في العائلة التي يسودها جو المنازعات المستمرة بين أفرادها وخاصة بين الوالدين حتى ولو كان جميع أفرادها يعيشون تحت سقف واحد وكذلك يشع فيها عدم احترام حقوق الآخرين11، وهناك من يضيف لها حالات إدمان الخمر والمرض العقلي أو النفسي أو الاضطراب الانفعالي للآباء12، ويترك تفكك الأسرة سواءا كان جزئيا أو ماديا أو نفسيا أبلغ الأثر في حياة عناصرها فيعاني الرجل مشكلات وجدانية وعصبية تؤثر في حياته ومركزه وعمله، كما تعاني المرأة أيضا مشكلات عاطفية ونفسية واقتصادية، كما يعاني الأطفال أقسى الظروف من جراء تفكك الأسرة إذ ينتظرهم الحرمان من الاستقرار العائلي ومن الحياة المدنية المستقرة ومن عواطف الأبوة والأمومة والحب العائلي وينتظرهم الجوع والعوز والحرمان من الموارد المادية الضرورية لتربيتهم وينتظرهم الشقاء بمختلف أشكاله.
المطلـب الثانـي: عواملـه
ترجع عوامل التفكك الأسري إلى أسباب شخصية واجتماعية معا مع ملاحظة أن هذا التفكك لا يمكن أن ينشأ ببساطة نتيجة لعامل واحد، بل إنه من الثابت ونتيجة لدراسات عديدة فإن تفكك الأسرة يتخذ الطابع التدريجي ويكون محكوما بعدة عوامل متداخلة يصعب في بعض الأحيان أن نفصل أحدهما عن الآخر ولعل أهم هذه العوامل ما يلي:
1. العوامل المزاجية: "وترجع إلى ارتباط مجموعة من الصفات الوراثية التي تحدد ردود الفعل الإنفعالية والعاطفية عند الفرد13، ولعل الصراع هنا يحدث نتيجة اختلاف هذه العوامل أو تشابهها ويعتبر هذا من بين أنواع الصراع التي تؤدي إلى التوتر الدائم، وقد لا تقضي في كل الحالات إلى التفكك الكامل للأسرة ومثال ذلك الرجل الذي تكون لديه نزاعات السيطرة فإن تزوج من إمرأة لها نفس النزاعات فإن هذا قد يؤدي إلى حدوث نزاع مستمر بينهما إلا أن ظروف الحياة الأسرية والتأثيرات العديدة التي يتأثران بها من الخارج إلى جانب المسؤوليات المتزايدة كلها أمور قد تضح حدا للتصادم.
2. القيم الاجتماعية: ويقصد بها مجموع الصفات المرغوبة عند الزوجين والتي قد لا تكون متماثلة نتيجة اختلاف البيئة الاجتماعية للزوجين أو اختلاف عادات وتقاليد وقيم أسرة أحد الزوجين كفيل بحدوث الصراع والتوتر الذي قد يؤدي إلى التفكك.
3. الأنماط السلوكية: والمعبرة عن الاستجابات المكتسبة عن طريق الفرد في وضع اجتماعي خاص والتي يمكن أن تتعدل أو تتغير خلال فترة الزواج، ومن الملاحظ أن الأنماط السلوكية عند الزواج تكون قد استقرت بصورة معينة ويصعب تغييرها بعد ذلك ويلاحظ الباحثون في شؤون الأسرة "أن التوترات الزوجية بسبب الأنماط السلوكية المتعارضة عند الزوجين تصل إلى درجة خطيرة خاصة إذا تعلقت بمسائل كالأخلاق الاجتماعية والنظافة وطرق تربية الأطفال وطرق اتخاذ القرارات ومعاملة الآخرين14، فالأفراد يختلفون في أنماطهم السلوكية وذلك تبعا لتجاربهم في أسرهم فبعض الأسر مثلا يكون الأب فيها هو صاحب الكلمة النهائية، بينما في بعض الأسر الأخرى فتكون الكلمة للأم وهذا لا ينفي وجود نوع ثالث تكون الأسرة فيها قسمة مشتركة بين الأب والأم، ويميل بعض الباحثين إلى القول أن الأنماط السلوكية للرجل والمرأة ترجع للخبرة الأولى في أسرة كلا منهما ويظهر هذا واضحا في العلاقات الزوجية خلال مرحلة الزواج.
4. خروج المرأة للعمل: من أهم التغيرات التي طرأت على أنماط الأسرة الجزائرية في الفترة الحالية خاصة تغير دور مركز المرأة الجديد فقد فتحت أبواب العمل في مجالات كثيرة أمامها "فقد صار التسليم بالمساواة يمس الجنسين في الحقوق والواجبات ننظر إليه على اعتبار أنه مبدأ عليه التقدم الاقتصادي والاجتماعي ولكن يجب التسليم أن التوسع في أعمال المرأة خارج البيت قد يعكس في النهاية مشاكل لا حد لها ما لم يتوفر البديل لرعاية الأطفال"15، فخروج المرأة إلى العمل صحيح أنه يساهم في تنمية الاقتصاد، كما يساعد أيضا على زيادة دخل الأسرة ولكن من جهة أخرى فإن ابتعاد المرأة فترة زمنية طويلة عن أطفالها وبيتها قد تخلق لها مشاكل خطيرة خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال فهناك بعض النساء في المجتمع الجزائري يصعب يضعن مربيات لأطفالهن متجاهلين بذلك خبرة هذه المربية في التربية وهناك أمهات يعودن وينشئن الطفل منذ الصغر الاعتماد على نفسه في كل شيء كالأكل واللبس والنظافة وهذا ما قد يولد لدى الطفل أزمات نفسية واجتماعية من جهة ويعيش محروما من الحب والحنان والاهتمام من جهة أخرى.
5. التوترات التي ترجع إلى الفشل في تحقيق العواطف التي كانت متصورة قبل الزواج، فمن المعروف أن الحب أصبح أساسا ستزيد أهميته كسبب هام للزواج تدريجيا ويكون هذا سببا مباشرا في نشوء المشاكل بين الزوجين وهذه الظاهرة أصبحت منتشرة كثيرا في المجتمع الجزائري فهناك العديد من الشباب يقومون بربط علاقات حب ففي هذه الفترة يكون لكل طرف أحلامه الخاصة ولكن بمجرد حدوث الزواج والاصطدام بالواقع فإن الأمور تتغير عما كانت عليه فينشأ الصراع والتوتر الذي يؤدي حتما إلى التفكك.
6. غياب أو مرض أو وفاة أحد الوالدين أو كلاهما وهذه الجوانب لها انعكاساتها السلبية على الطفل، حيث أنه بإمكاننا "أن نتخيل موقف حرمان الطفل من أبيه أو أمه وما يترتب على ذلك من توترات نفسية واجتماعية تؤدي إلى توتر شبكة العلاقات الاجتماعية الأسرية16.
المطلـب الثالـث: خصائص عوامله
لقد أكد العديد من الباحثين في شؤون الأسرة أن العملية التفكيكية في مجال الزواج تأخذ شكل صراع مستمر في اتجاهات تؤدي إلى وهن الروابط التي تصل الزوجين17، وهذه التوترات التي تنشأ نتيجة ذلك لها عدة خصائص منها:
1. اختفاء الأهداف المشتركة بين الزوجين، وكذلك الاهتمامات المتبادلة وتصبح النزاعات والأهداف الفردية أكثر أهمية وأكثر إلفاتا للنظر من الأهداف الأسرية ويمكن أن نطلق عليها اسم المصلحة الشخصية.
2. إن المجهودات المشتركة أو التعاونية لإقامة أسرة والحفاظ عليها سرعان ما تبدأ بالتلاشي تدريجيا ونجد هذا خاصة لدى الأسرة الفقيرة ذات الدخل المنخفض أو المنعدم.
3. خلال فترة الزواج غالبا ما نلاحظ ما نلاحظ انسحاب الزوجة أو الزوج في مجال الخدمات المتبادلة فمن جانب الأب تخليه مثلا عن مسؤولية البيت أما من جانب الأم مثلا تخليها عن الاهتمام بزوجها وأطفالها.
4. غالبا ما نلاحظ ظهور التناقضات في مجالات العلاقات الشخصية المتبادلة أو بمعنى آخر لا يكون هناك أنساق في الرغبات وتزداد فرص الاصطدام.
5. يتغير شكل وموضوع التفاعل بين الزوجين وبين الجماعات الأخرى سواء كانوا جيرانا أو تنظيمات ثقافية أخرى.
6. تتعارض الاتجاهات العاطفية للزوجين أو تتخذ طابعا عدوانيا وفي بعض الأحيان تظهر اللامبالاة من كلا الطرفين فتتخذ العلاقات الزوجية طابعا سطحيا18 .

المبحـث الثاني: التفكك الأسـري
نتعرض في هذا المبحث وعبر ثلاث مطالب إلى مظاهر التفكك الأسري، وهي الطلاق والهجر والانفصال.
المطلب الأول: الطلاق
1. مفهومه:
لغة: الطلاق في اللغة مشتق من فعل "طلق" و"أ"لق" بمعنى ترك وبعد19، والطلاق مشتق أيضا من الانطلاق وهو الإرسال والترك بعد الإمساك ويقال طلقت البلاد فارقتها وطلقت القوم تركتهم كما يترك الرجل المرأة20.
التعريف السوسيولوجي للطلاق:
هو مظهر من مظاهر التفكك الأسري الكلي وانهيار الوحدة الأسرية وكذا انحلال بناء الأدوار الاجتماعية المرتبطة بها والذي بموجبه تتصدع الأسرة بشكل نهائي فينفصل الزوجين ويربى الطفل من قبل أحد الوالدين أي الطرف المتبقي معه ويحدث هذا نتيجة لتعاظم الخلافات بين الزوجين إلى درجة لا يمكن إدراكها21.
أسبـاب حدوث الطـلاق:
تنقسم إلى قسمين:
I- الأسباب الخاصة: هذه الأسباب تكون متعلقة إما بالزوج أو الزوجية
1.1. الأسباب المتعلقة بالزوج: ترجع أسباب الطلاق من جانب الرجال إلى أمور كثيرة أهمها: "الكراهية وتعدد الزوجات وسوء معاملة الزوجة أو عدم تحمل الزوج لنفقات الأسرة وكذلك الفرق بينه وبين الزوجة في السن بالإضافة إلى المرض الذي يقعده عن العمل وعن واجباته الأسرية وانحطاطه الأخلاقي وسوء سيرته22.
1.2. الأسباب المتعلقة بالزوجة: ترجع أسباب الطلاق من جانب المرأة أي الزوجة إلى عدة أمور أهمها كراهيتها للرجل خاصة إذا كان أهلها قد قاموا بتزويجها بشخص لا ترغب به وهذا ما قد يؤدي بها إلى التوتر منه وكذلك العقم أو سوء أخلاقها ورعونة تصرفاته بالإضافة إلى المرض بحيث تتعذر العلاقات الجنسية بينها وبين الرجل، زد على ذلك خيانة الأمانة الزوجية وارتكابها الفاحشة وإهمالها لشؤون المنزل وكبر سنها وعدم دخولها في طاعة زوجها وخاصة الاستماع إلى أهلها.
II- الأسباب العامة: ترجع الأسباب العامة والتي تؤدي إلى زيادة في معدلات الطلاق إلى ما يلي:
 الوضع الاقتصادي والمادي المزري للأسرة وأثر ذلك على الأسرة إذ يعد العامل الاقتصادي من الأسباب الهامة التي يستند عليها الطلاق في المجتمعات العربية إذ يرى مصطفى عبد الواحد "أنه حين تضيق سبل المعيشة ويفشل الزوجان في تحقيق حياة سعيدة مؤدية لأغراضها فيخفف الزوج من العبيء ولا يبالي بعد ذلك بما يكون"23 خاصة وما تعرفه الحياة العصرية من ارتفاع في التكاليف وانتشار البطالة والفقر فأصبحت العديد من الأسر الجزائرية تعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة وقد تزيد هذه الظروف من الشجار بين الزوجين وقد تنتهي في كثير من الأحيان إلى الطلاق كحل بديل لهذه المشاكل.
 تطور مركز المرأة من الناحية الاجتماعية وخروجها إلى العمل24، إذ يرى الكثير من الباحثين أن عمل المرأة خارج البيت من أهم العوامل المساعدة على حدوث الطلاق ذلك أن العمل سيساعدها على الحصول على ميزانية خاصة بها تجعلها أقل اعتماداً على زوجها من الناحية المادية كما أن تطور مركزها الاجتماعي هو الأمر الذي يشعرها بحريتها وقيمتها وشخصيتها في الحياة أكثر من عدم عملها ويجعلها أكثر استعدادا للمناقشة حول الحقوق الزوجية وشؤون الأسرة سواءً مع زوجها أو مع الرجال في مكاتب العمل والمدارس والشركات والجامعة وإلى تأسيس سلوكها متأثرة بتلك المناقشات الحادة25 الناتجة عن عملها ويكون عمل المرأة سببا في حدوث الطلاق خاصة بعد إنجاب الأطفال وعدم قدرة المرأة على التوفيق بين البيت والعمل.
 عدم قيام الزواج على قاعدة وأسس واضحة فقد يقوم الزواج مثلا على المنفعة أو المصلحة وهذه الأمور تتعارض مع الدعائم التي ينبغي أن تقوم عليها الحياة الأسرية.
 الاختلاف بين الزوج والزوجية في نظرتها إلى الحياة وفي مستوى الثقافة والوضع الاجتماعي والسني وهذه الأمور قد لا تبدو مهمة في المرحلة الأولى من الزواج ولكنها تظهر بطول المعاشرة فتثير كثرا من حالات التوتر العائلي التي تنتهي عادة بالطلاق.
 ضعف الوازع الديني والأخلاقي خاصة في المجتمعات المدنية وهذا ما يؤدي إلى زيادة حالات الطلاق.
 الاخلال بالشروط المتفق عليها قبل الزواج سواءً من جهة الرجل أو من جهة المرأة.
 عدم الاستقرار العائلي وتعذر الوصول إلى حلول للمشاكل والعوامل التي تؤدي إلى التوتر والتفكك في المحيط الأسري، فيكون الطلاق هو الحل الحاسم26، كما يمكن تأسيس وبناء فعل الطلاق والدفاع عليه إذا توفرت أسباب تحصى من طرف القانون كالجنون وهجر الزوج أو الزوجة وكذلك عند ارتكاب جريمة أو عادات سيئة ترتكبها المرأة أو عادات سيئة يرتكبها الرجل، وذلك في فترة أقصاها عامين27، فالزواج في المجتمع الجزائري اليوم أصبح يقوم في غالب الأحيان على عدم إعطاء فرصة للرجل والمرأة معرفة بعضهما خاصة في المناطق الريفية لأن ذلك يعتبر منافٍ للأخلاق والدين والعادات والتقاليد ومثل هذه الحالات فإنها تؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم وجود الانسجام لتدعيم حياة الأسرة مستقبلاً.
الطلاق في المجتمع الجزائري
سجل عام 1977 في الجزائر 84000 إمرأة مطلقة مقابل 22000 رجل وفي نفس السنة كانت 29200 إمرأة في حالة انفصال مقابل 7400 رجل كما أن أحكام الطلاق المعلن عنه في بتراضي الزوجين وكذلك المصرح به عن طريق المنازعات في كامل التراب الوطني في العشرية الأخيرة قد ارتفعت من 13417 سنة 1971 إلى 22096 سنة 198028، ونلاحظ أن نسبة عدد الطلاق المصرح به بتراضي الطرفين أعلى من نسبة عدد عدد الطلاق المصرح به إثر المنازعات وقد عرفت معدلات الطلاق تزايداً خلال الفترة الأولى من الاستقلال حيث بلغت نسبتها 09% سنة 1962 لترتفع إلى 14% سنة 1965 لتصل إلى 20% سنة 1968 لتعرف بعد ذلك نوعا من الاستقرار خلال فترة السبعينات لتعود إلى الارتفاع في نهاية الفترة وقد ارتفعت نسبة الطلاق سنة 1980 إلى 17.20% لتنخفض سنة 1992 إلى 10.27% وقد وصلت سنة 1999 إلى 16.31%29، وترجع الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسب الطلاق خصوصا في فترة التسعينات إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها الجزائر وما نتج عنها من مشاكل انعكست على الوضع الاجتماعي للأسرة كأزمة السكن وانتشار البطالة والفقر نتيجة تسريح العديد من العمال وعموما فإن نسب الطلاق في المجتمع الجزائري في تزايد مستمر مما أدى إلى ظهور مشكلة الطلاق كظاهرة اجتماعية لها خطورتها في المجتمع، وقد أثبتت بعض البحوث الاجتماعية والاحصائيات التي قام بها المسؤولون والباحثون الاجتماعيون في الجزائر وخاصة في المجتمع الحضري الجزائري بأن معظم حالات الطلاق ترجع إلى عدم الانسجام بين الزوجين والسكن مع أهل الزوج بالإضافة إلى الخيانة الزوجية والعقم وخاصة سوء الحالة الاقتصادية للأسرة.
المطلب الثاني: الانفصال
مفهومه:
يدل الانفصال على ترك الزوج أو الزوجة الحياة المنزلية بناءاً على اتفاق سابق بين على هذا الوضع
المطلب الثالث: الهجر
مفهومه:
يدل الهجر على ترك أحدهما هذه الحياة بدون اتفاق وبدون أن يبدي وجهة نظره في الإبقاء على العلاقات الزوجية أو إنهائها30.
وتحدث ظواهر الإنفصال والهجر في مختلف الطبقات غير أنها أكثر حدوثا ووضوحا فيس الطبقات العامة والفقيرة لا سيما عند أرباب الأسر الذين تضطرهم ظروف العمل إلى الهجرة والتنقل في آفاق بعيدة وجهات مترامية الأطراف فيحدث كثيرا أن يهجر الرجل زوجته وأولاده لعدم قدرته على إعالتهم وفي نيته عدم العودة إلى الحياة الزوجية,
وفي مثل هذه الحالات يعتبر الهجر دائماً وليس مؤقتاً، ويعد بمثابة الطلاق وقد حددت مختلف الشرائح مدة معينة يعتبر الهجر بعدها طلاقا وتقتضي به الهيئات القضائية والشرعية لذلك يطلق علي الهجر "طلاق الفقير" لأن الطبقات الفقيرة تلجأ عادة إلى هذه الطريقة تهربا من قيود الطلاق وما يتطلبه من مصروفات وتشير الاحصائيات إلى زيادة حالات الهجر في السنوات الأولى من الزواج حيث لا يوجد الأولاد الذين يدعمون حياة الأسرة ويعززون الروابط بين الأب والأم وقد أثبتت هذه الإحصائيات أيضا إلى زيادة حالات الهجر بين النساء عنها بين الرجال نظرا لما تتسم به الحياة الأسرية الحاضرة من الحرية وظهور شخصية المرأة ونزولها إلى ميدان العمل وحصولها على أسباب الكسب الخاص التي تغنيها إلى حد ما عن معايشة الرجل.
المبحث الثالث: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال
المطلب الأول: مفهوم الانحراف
لغة: يقصد بالإنحراف في اللغة الخروج البيت عن الطريق السوي31.
اصطلاحا: لقد اختلفت التعاريف حول الإنحراف وذلك باختلاف العلماء ومجال هؤلاء العلماء ومجال هؤلاء العلماء كالمجال الاجتماعي والقانوني والنفسي.
1. المفهوم الاجتماعي: يعني الإنحراف في نظر علماء الاجتماع ذلك السلوك الذي يقوم به الفرد منتهكا معيارا معينا لوجود دافع معين أو لوجود مجموعة من العوامل والظروف أو الضغوط التي يخضع لها الفاعل32، وحسب علماء الاجتماع فالمعايير الاجتماعية لأي مجتمع هي التي تحدد أي سلوك يصدر عن الفرد وهي عبارة عن مجموعة من العقائد والعادات والتقاليد وقواعد الدين وأنماط سلوكية خاصة متغيرة حسب المكان والزمان وتلزم على الفرد إتباعها ولا يعتبر منحرفاً.
2. المفهوم القانوني: "هو ذلك السلوك الذي يمنعه القانون أي يعتبر مخالفة وتكون العقوبة متغيرة حسب المخالفة المرتكبة"33 وبمعنى آخر هو عبارة عن مجموعة من المخالفات القانونية ضد المجتمع يرتكبها الفرد سواءا كان طفلا أو شابا، رجلا أو امرأة.
3. المفهوم النفسي: ترتكز الدراسات النفسية في تفسير الإنحراف السلوكي أو بصفة أدق الجنوح على الشخص المنحرف باعتباره فرد قائم بذاته وتحاول اكتشاف الأسباب النفسية الحقيقية التي تدفعه إلى الجنوح وهذا من خلال دراسة شخصيته من حيث تكوينها والدوافع الفاعلة فيها34، والإنحراف ظاهرة توجد في حياة كل كائن إنساني أما بالنسبة للأطفال فهو يسير أساسا إلى "الأفعال الاجتماعية التي يقوم بها الطفل وتكون ممنوعة قانونا أو غير موافق عليها اجتماعيا، كما أن الأفعال الاجتماعية التي يقوم بها الطفل وتكون ممنوعة قانونا أو غير موافق عليها اجتماعيا توصف بأنها انحرافات، إذ تختلف بطريقة ملحوظة من تشريع إلى آخر، فإنحراف الأطفال يتضمن في واقع الأمر جوانب قانونية ومعيارية وخلقية واجتماعية35، أما من الناحية السوسيولوجية "فالإنحراف هو التعبير السوسيولوجي للدلالة على الخروج عن نمط في هذه المرحلة (ما بعد التنشئة)"36 ، ويعرف دوركايم المنحرف بأنه "ذلك الشخص الذي يسبب في وقوع الفعل الإنحرافي والذي يخشى عواطف الجماعة ويؤدي إلى انفعالهم جماعيا وهذا ما يسمى بالعقاب... وأن مفهوم الإنحراف ليس سوى مفهوم اجتماعي أكثر منه مفهوم قانوني أو نفسي ما دامت ظاهرة الإنحراف تتداخل ضمن الظواهر الاجتماعية37، أما روبرت ميرتون Robert Merton فيرى أن السلوك الانحرافي لا ينشأ السلوك على أنه انحرافي فهو لا يدين هذا السلوك أو يرى أنه سيء وذلك لأنه يكون نتيجة تعاون كل من النظام الاجتماعي وثقافة المجتمع في نشأته وتطوره38، وعليه يمكن القول أن إنحراف الأطفال يوجد أو يحدث في ظل انعدام العدل الاجتماعي داخل البناء الاجتماعي العام الذي يعتبر الطفل جزء منه، وما يصيب هذا البناء من اضطراب نفسي واجتماعي وارتباك أسري لاشك وأنه يؤثر على الطفل نفسيا واجتماعيا أيضا فهذا الوضع الاجتماعي المتأزم قد يولد في نفسية الطفل الشعور بالحقد والمرارة اتجاه ما يعيشه، كما قد يهيء له هذه الظروف القاسية الطريق للإنحراف والخروج عن المعايير التي حددها المجتمع من خلال القيام بسلوكات منافية لعادات وتقاليد المجتمع ككل، فالطفل قد يفشل في مواجهة الواقع فيشعر بنوع من الاغتراب والبعد والإهمال من طرف محيطه الأسري فلا يجد أمامه غير الانسحاب من هذا الوسط إلى الشارع مثلا فيتمرد بذلك على نفسه أولاً وعلى أسرته ومحيطه بشكل عام وقد يكون هذا الإنحراف بوسائل لا يقرها المجتمع، فميرتون لاحظ "حالة البناء الاجتماعي تتحكم بفاعلية في تحديد أنماط التكيف السلوكي المختلفة للأفراد وهو بذلك إنما أراد التأكد أولا على أن الحالة البنائية هي السبب الحقيقي للإنحراف الاجتماعي39 .
المطلب الثاني: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال
مما لا شك فيه أن للوسط الأسري الذي يعيش فيه الطفل أثر بالغ على شخصيته وقيمه وأفكاره وسلوكه إذا كان الجو الأسري سيوجه الإضطراب والارتباك الأسري نتيجة تفكك العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وغياب السلطة الضابطة التي توجه وتحكم سلوك الطفل في مختلف مراحل حياته خاصة مرحلتي الطفولة والمراهقة باعتبارهما الأساس الذي تتكون من خلاله شخصية الكفل مستقبلا، وقد تم التوصل من خلال دراسة ميدانية قمت بها حول "دور الأسرة في تشرد الأطفال" وكانت إحدى فرضيات البحث علاقة التفكك الأسري بتشرد الأطفال وتم التوصل إلى أن أغلب الحالات أو الأطفال الذين أصبح مصيرهم الشارع كانوا في الغالب عُرضة التفكك الأسري في مختلف مظاهره والتي تجسدت في وفاة أحد الوالدين أو كلاهما أو الهجر أو الطلاق وكل هذه المظاهر كانت ناتجة عن المشاكل الأسرية والمتمثلة في الشجار والصراع والنزاع المستمر والدائم بين الزوجين وما لكل ذلك من آثار سلبية على نفسية هؤلاء الأطفال خصوصا عندما يكون هذا الشجار أمام هؤلاء، وأثر ذلك كله على قيمة ومكانة الأب بين الأولاد حيث يؤثر فقدان الوالد أو الوالدة سواءاً بالطلاق أو الهجر أو الموت على حياة الطفل خصوصاً في مرحلة الطفولة أين يكون هذا الأخير بحاجة إلى رعاية خاصة وتنشئة اجتماعية سليمة توجه سلوكه في المجتمع وتجعل شخصيته قوية وثابتة.
كما توصلنا إلى أن أغلب الأطفال الذين اتخذوا الشارع كبديل عن الوسط الأصلي (الأسرة) كانوا عرضة للتفكك الأسري في مرحلة الطفولة والذي غالبا ما كان يؤدي إلى غياب السلطة الضابطة للطفل والحرمان من الاستقرار النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه الطفل في بداية حياته خصوصا عندما يتخلى الوالد عن مسؤولياته اتجاه البيت والأولاد وغالبا ما كان هذا التخلي من طرف الوالد صدفة كالهجر وأحيانا انقطاع رباط العلاقات الزوجية بين الأبوين عن طريق الطلاق "فحدوث الطلاق في المجتمع يمس جميع الفئات ولكن بدرجات متفاوتة جدا40، وحدوثه يؤثر كثيرا على الأطفال "والمعلوم أن كل فراق يسبب الألم والعذاب"41 ونتيجة هذا الألم والفراق يصبحون الأطفال ضحية لعدد من المشاكل التي لا حصر لها، تقول الباحثة الاجتماعية Louise في حديثها عن جرائم الأحداث "لا يوجد أطفال مذنبون بل الأطفال هم دائما الضحايا في الطلاق فالطفل في السنوات الأولى من حياته حصيلة العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر فيه، وتتفاعل فيه باستمرار في ميدان لا تكاد توجد فيه باديء الأمر أية مقاومة صادرة عن الطفل نفسه فهو في حاجة لكي ينمو إلى تلقي الآثار المادية والمعنوية في الوسط العائلي فإذا اختل توازن الأسرة فلابد أن يؤدي هذا الاختلال إلى اضطراب تنشئة الطفل بحياة صالحة42.
فالطلاق يحرم الطفل من رعاية وتوجيه الأب والأم له بوالتالي يحرم من النمو العادي للأطفال مما قد يدفع به إلى كره أحد الوالدين وربما الإثنين معاً ويزداد حرمان الطفل هذا إذا كان صغير السن خصوصا لأن بعض الباحثين لاحظوا أنه "كلما كان الطلاق يصاحب سناً صغيرة للطفل من 2 إلى 12 عاماً كلما كانت الصعوبات أشد بالنسبة للطفل"43، بحيث تتكون لدى الكثير من الأطفال عقدا نفسية يعانون منها كثيرا في حياتهم المستقبلية هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يعرضهم هذا للعوز والجوع والحرمان من الموارد الضرورية لنموهم نموا سليما ولتغطية متطلباتهم الأساسية في الحياة وهذا الحرمان من الناحية المادية والنفسية للطفل يتعداه إلى سلوكه الاجتماعي حيث يساعده على انحرافه خاصة في الأسرة الفقيرة وانعدام الدخل الذي يؤمن للطفل حياة كريمة ومن أهم مظاهر الإنحراف عند الأطفال والتي تكون غالبا ناتجة عن التفكك الأسري ما يلي:
 الهروب: يعتبر الهروب المثال الأول للإنحراف وترجع التعريفات الكلاسيكية الهروب إلى الطابع العيادي أو إلى الفرضيات الكامنة أو إلى مظاهرة الاجتماعية الشاذة أو غير المتكيفة44، فقد يدل مغادرة المنزل العائلي على قلق وضيق الشخص في عائلته سببه إما الاضطرابات العاطفية وإما الظروف العائلية السلبية ويعرف العلماء الهروب على انه : "وضعية مرضية للنشاط مع انتقال غير عادي تحت تأثير الاضطرابات النفسية45 وقد يكون الهروب كفعل الخضوع إلى حاجة الهروب والتي من المستحيل مقاومتها ويكون هذا الفعل بدون هدف ومفاجيء وغير معقول ومحدد بالزمان حيث يترك الشخص منزله أو مكان حياته الخاصة (المنزل، المدرسة) ويهمل بذلك محيطه والتزاماته الاجتماعية.
 التشرد: يعتبر التشرد أيضا شكلا من أشكال الإنحراف ويرى بعض العلماء أنه من الصعب القيام بالتمييز بين الهروب والتشرد فالهروب يمكن أن يسمى تشردا وذلك في حالة عدة تكرارات وفي بعض الأحيان يعتبر الهروب محاولة تشرد فاشلة وعليه فإن الهروب هو أزمة في حين أن التشرد ظاهرة مستمرة في الزمان.
 العدوان: هو عبارة عن سلوك يصدر إما عن الطفل اتجاه أفراد آخرين ويكون هذا كرد فعل إما عن عدم الرضى بالواقع الاجتماعي وإما ناتجا عن النقص وإما يكون ناتجا عن المشاكل الأسرية ومنها التفكك الأسري.

خاتمــة:
خلاصة القول أن مشكلة التفكك الأسري أصبحت من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي أفرزها التغير الاجتماعي السريع وما صاحبه من آثار سلبية أثرت على بناء وتركيبة الأسرة وأنماطها كما أدى هذا التغير إلى تغير في الأدوار الاجتماعية لأفرادها خاصة وظيفة المرأة ومكانتها في المجتمع نتيجة خروجها للعمل وبالتالي أصبحت لها وظيفة مزدوجة بين البيت والعمل كما أدى هذا التغير إلى غياب ما يسمى بالضبط الاجتماعي وفقدان المعايير الاجتماعية وغياب الضمير الجمعي وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور قيم وعادات اجتماعية جديدة على حساب غياب عادات وقيم المجتمع الأصلية.
إن مشكلة التفكك الأسري هي مشكلة اجتماعية سببها مشاكل اجتماعية كالشجار والصراع والنزاع الذي يحصل داخل الأسرة فيؤدي إلى انفكاك العلاقات الاجتماعية بين أفرادها وهو ما يؤثر على الطفل ويساعده على انسحابه من الوسط الأصلي والإنحراف عن القيم والمعايير التي يحددها البناء الاجتماعي العام.














الهوامـش:
(1)- عبد الحميد عطية، التشريعات ومجالات الخدمة الاجتماعية. القاهرة، المكتب الجامعي الحديث، دط، ص: 93.
(2)- محمد عاطف غيث، المشاكل الاجتماعية والسلوك الإنحرافي. الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، دط، بدون سنة النشر، ص: 153.
(3)- محمد أحمد بيومي، عفاف عبد العليم ناصر، علم الاجتماع العائلي. دار المعرفة الجامعية، دط، دون سنة النشر، ص ص 216-218.
(4)- بدون مؤلف، المنجد في اللغة العربية. بيروت، دار الشروق، ط29، بدون سنة النشر، ص: 591.
(5)- عبد العزيز محمود، القاموس الشامل العربي. بيروت، دار التراث الجامعية، دط، دون سنة النشر، ص: 97.
(6)- جعفر عبد الأمين ياسين، أثر التفكك العائلي في جنوح الأحداث. بيروت، عالم المعرفة، ط1، 1981، ص: 22.
(7)- نفس المرجع، ص ص 23-24.
(8)- مصطفى الخشاب، دراسات في علم الاجتماع العائلي. القاهرة، دار النهضة العربية، دط، 1985، ص ص 233-234.
(9)- جعفي عبد الأمين ياسين، المرجع السابق، ص 25.
(10)- سلوى عثمان الصدقي، جلال الدين عبد الخالق، إنحراف الصغار وجرائم الكبار. الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، دط، 2002، ص89.
(11)- جعفر عبد الأمين ياسين، المرجع السابق، ص 26.
(12)- سلوى عثمان الصدقي، جلال الدين عبد الخالق، المرجع السابق، ص 89.
(13)- محمد عاطف غيث، المرجع السابق، ص157.
(14)- نفس المرجع، ص158.
(15)- إقبال محمد بشير وآخرون، ديناميكية العلاقات الأسرية. الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، دط، دون نسة النشر، ص22.
(16)- محمد سلامة محمد الغباري، الخدمة الاجتماعية ورعاية الأسرة والطفولة والشباب. الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، ط2، 1989، ص113.
(17)- محمد عاطف غيث، المرجع السابق، ص156.
(18)- نفس المرجع، ص 156.
(19)- رضا محمد، معجم متن اللغة. بيروت، مكتبة الحياة، المجلد 03، 1959، ص624.
(20)- مصطفى عبد الغني شيبة، أحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية، ليبيا، دار الكتب الوطنية، ط1، 2006، ص15.
(21)- مسعودة كسال، مشكلة الطلاق في المجتمع الجزائري. الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، دط، 1986، ص25.
(22)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص243.
(23)- مسعودة كسال، المرجع السابق، ص ص 51-52.
(24)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص243.
(25)- محمد عاطف غيث، تطبيقات في علم الاجتماع. الإسكندرية، دار الكتب الجامعية، دط، 1970، ص229.
(26)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص ص 243- 244.
(27)- Martine segalen, sociologie de la famille. Paris, Arman de colin, 2002, p136.
(28)- بلحاج العربي، الوجيز في شرح قانون الأسرة الجزائري. الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، دط، الجزء الأول، دون سنة النشر، ص218.
(29)- رباحي فضيلة، الطفولة واللعب في الأسرة أحادية الوالدين. رسالة لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع الثقافي، معهد علم الاجتماع، البليدة، 2004، غير منشورة، ص142.
(30)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص 233.
(31)- إبراهيم مذكور، معجم العلوم الاجتماعية. القاهرة، الهيئة المصرية، دط، 1975، ص12.
(32)- نبيل توفيق السمالوطي وآخرون، البناء النظري لعلم الاجتماع. القاهرة، دار الكتب الجامعية، دط، دون نسة النشر، ص238.
(33)- عبد الحميد كربوش، مطبوعة حول علم الإجرام والإنحراف. الجزائر،مطبعة جامعة منتوري قسنطينة، دط، 2006، ص26.
(34)- عبد الحميد كربوش، المرجع السابق، ص: 24.
(35)- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع. الإسكندرية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، دط، 1979، ص129.
(36)- عدنان الأمين، التنشئة الاجتماعية وتكوين الطباع. المغرب، المركز الثقافي العربي، ط1، 2005، ص97.
(37)- علي جعفر محمد، الحداث المنحرفون. لبنان، المؤسسة الجامعية للدراسات، دط، 1984، ص08.
(38)- Merton Robert, element de theorie et de méthode de sociologie. Paris, edition plan 2ème, 1965, p :16.
(39)- السيد علي شبت، نظرية علم الاجتماع،مكتبة الإشعاع الفنية، دط، 1997، ص: 203.
(40)- Simone Gean corenc, les problèmes du divorce, Paris, 1970 , p35.
(41)- gerard poussin, Emisabeth , le Brum, les enfants du divorce, Paris , dunod, 1997, p30.
(42)- مسعودة كسال، المرجع السابق، ص: 62.
(43)- نفس المرجع، ص 62.
(44)- عبد الحميد كربوش، المرجع السابق، ص25.
(45)- نفس المرجع، ص25.
تعليقات 0 | إهداء

swmsa.net/articles.php?action=show&id=2160









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 21:38   رقم المشاركة : 2170
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنوسي محمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ماستر في علم الاجتماع التربوي عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري أريد منكم كتب و مذكرات خاصة بهذا الموضوع لتساعدني في التحليل أرجوكم لي طلب في وقت قصير و شكرا
https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j...89217033,d.d24









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 21:41   رقم المشاركة : 2171
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنوسي محمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ماستر في علم الاجتماع التربوي عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري أريد منكم كتب و مذكرات خاصة بهذا الموضوع لتساعدني في التحليل أرجوكم لي طلب في وقت قصير و شكرا
https://www.alrafedein.com/news.php?action=view&id=1528









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 21:42   رقم المشاركة : 2172
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنوسي محمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ماستر في علم الاجتماع التربوي عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري أريد منكم كتب و مذكرات خاصة بهذا الموضوع لتساعدني في التحليل أرجوكم لي طلب في وقت قصير و شكرا
https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j...89217033,d.d24









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-26, 21:54   رقم المشاركة : 2173
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنوسي محمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ماستر في علم الاجتماع التربوي عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري أريد منكم كتب و مذكرات خاصة بهذا الموضوع لتساعدني في التحليل أرجوكم لي طلب في وقت قصير و شكرا
بد المجيد بن مسعود

تمهيد:

سأحاول - مستعينًا بالله عز وجل - في هذا البحث المتواضع، أن أقف على ظاهرة التفكك الأسري، التي تتصدع لها بنى المجتمعات المعاصرة، التي باتت تجأر من هولها، وتتأذى من آثارها الممضة، وعواقبها الوخيمة. وسأعمل جهد المستطاع، في حدود المساحة المتاحة، أن استجلي أهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المؤرقة، وما ينجم عنها من عواقب وآثار، وما يمكن أن يتصور لها من صيغ التجاوز والعلاج.

وأشير قبل ذلك إلى أن معالجة الموضوع ستأخذ بعين الاعتبار طبيعة العالم المعاصر، المتميزة بعبور وتلاطم التيارات الثقافية والفكرية، مصحوبة بنماذجها السلوكية، في سياق تنافس محموم، بل - وبتعبير أدق - في ظل محاولات شرسة لتنميط المجتمعات، ضمن ما أطلق عليه «العولمة»، في قالب ثقافي موحد يحمل طابع المدنية الغربية الغالبة في الوقت الراهن، ذلك أن واقع الأمور ينطق بشكل سافر بكون التغييرات التي تطرأ على بنية المجتمعات، ومن ثم على الأسرة التي تقع منها موقع القلب النابض والنواة الصلبة، من حيث ما هو مفروض، قد أصابت الأسرة في مقاتلها بما أحدثته في كيانها من خلخلة وتفكيك. فما هو المقصود بالتفكك الأسري؟

أولاً: تحديد المفاهيم

يقتضي الجواب على هذا السؤال بشكل موضوعي، تحديد جملة من المفاهيم من قبيل: مفهوم الأسرة، ومفهوم الزواج، الذي هو المدخل الطبيعي والشرعي إلى عالم الأسرة.

أ- مفهوم الزواج الاصطلاحي:

عرفته مدونة الأحوال الشخصية بأنه: «ميثاق ترابط وتماسك شرعي بين رجل وامرأة على وجه البقاء، غايته الإحصان والعفاف مع تكثير سواد الأمة بإنشاء أسرة تحت رعاية الزوج على أسس مستقرة، تكفل للمتعاقدين تحمل أعبائهما في طمأنينة وسلام وود واحترام»(1).

ب- مفهوم الأسرة:

يعرفها ابن منظور بقوله: «إنها الدرع الحصينة التي يحتمي بها الإنسان عند الحاجة ويتقوى بها»(1).

يتبين من خلال تعريف كل من الزواج والأسرة، أن هناك علاقة وطيدة فيما بينهما، بحيث لا تتحقق صفة الدرعية المذكورة في تعريف ابن منظور، إلا إذا توفرت الأركان وتـحققت المقاصد.. فالأسرة لن تكون درعًا إلا إذا تأسست على ميثاق بين الزوجين(2)، وهي إشارة إلى «الـميثاق الغليظ» الذي ورد في القرآن الكريم(3)، ولن يكون كذلك إلا إذا كان بنية التأبيد ونشدان الإحصان والعفاف، وحفظ النوع المتميز بالرسالية، وحفظ الأمانة، والخضوع لمقتضيات العقد وما يتطلبه من ضوابط تنظيمية كالقوامة، ومعنوية كالود والاحترام والسلام. وهذه الصفات والمقومات والأركان إن هي إلا تجسيد اختزالي لروح التوجيه القرآني المستفيض الذي ورد بخصوص هذا الموضوع(1)وما ورد في شأن بيانه من سنة نبوية شريفة تزخر بها كتب الحديث.

ولقد حرص الإسلام على توفير كل العوامل والشروط التي تؤمن المقاصد المتوخاة من إقامة مؤسسة الأسرة، بدءًا من حسن اختيار الزوج وما يستلزمه ذلك من تجنب فرض أي شكل من أشكال الحجر والإكراه(2)، مرورًا بوضع نسق متكامل من القيم والآداب والضوابط يلتزم به الزوجان، لينعم عش الزوجية في ظله بحكمة التدبير وحسن المعاشرة وعمق التفاهم، ونعمة الطمأنينة والأمان، كما يلتزم بها الأبناء الذين هم ثمرة هذا الزواج(3)، من أجل أن تتفتح أكمام الأسرة عن ثمار يانعة طيبة، وتؤدي رسالتها كاملة في تثبيت دعائم المجتمع، ومده بطاقات هائلة وقدرة موصولة على التجدد والنماء.

وجدير بالذكر هنا، أن الالتزام بالقيم والآداب والضوابط المذكورة، هو التزام طوعي، يتأسس على تشرب تربوي، يحوله إلى هيئة راسخة في السلوك، يندرج معه في مسمى العبادة، عبادة الله عز وجل وابتغاء وجهه ونيل رضاه.

ومما يميز منهج بناء الأسرة في الإسلام - حتى ينعم بالتماسك والبقاء - قيامه على الجمع في أسس ذلك البناء بين ما هو ذو صبغة عقدية روحية تتمثل في الاستجابة للنداء الرباني الداعي إلى عبادة الله العزيز الـجبار من خلال القيام بوظيفة الاستخلاف، وبين ما هو ذو صبغة وجدانية عاطفية تتمثل في إشباع أعمق حاجات الكيان الإنساني وأشواقه، يضاف إلى ذلك عامل الإشباع المادي المتمثل في إيتاء ذي القربى والوفاء بالحقوق المادية للأزواج والآباء والأبناء(1).

وفي هذا التلاحم العجيب بين الإشباع المادي والإشباع الروحي المعنوي، والتدبير التنظيمي، ما فيه من تعبير عميق عن واقعية الإسلام، وقدرة فائقة على تأمين قدر عال من التماسك والاستقرار والقوة والمنعة للكيان الأسري.

جـ- مفهوم التفكك الأسري:

إذا كان تماسك الأسرة يقاس بمدى نجاحها في أداء وظائفها، والوفاء بما هو منوط بها من اختصاصات، فإن تفككها يقاس بمدى ما تفقده أو تتخلى عنه من تلك الوظائف والاختصاصات.. وبناء على هذا المقياس الذي يكتسي في اعتقادي قدرًا مهمًا من الدقة والموضوعية، يمكن الحديث عن مستويات أو أنواع من التفكك الأسري تصنف درجتها في المقياس المذكور.

ومن ثم فلا مناص من إبراز الوظائف التي نيطت بها الأسرة حتى يكتسي حكمنا على الواقع الأسري بالتفكك أو بغير ه، طابعًا من الموضوعية والمصداقية. فما هي يا ترى وظائف الأسرة؟

بالرجوع إلى تعريف الزواج السالف الذكر، يتبين لنا أنه يحتوي على إبراز بعض تلك الوظائف.

فهناك وظيفة الإحصان والعفاف، التي تجسد حفظ كلية من الكليات الخمس، هي كلية العرض، وهي تؤدي في ذات الوقت وظيفة نفسية بما تشيعه العلاقة الزوجية في كيان الزوجية من شعور بالأمان والسكن والاستقرار. يقول الله سبحانه وتعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } (الروم:21).

أما الوظيفة الثانية المستقاة من التعريف، فهي الوظيفة التكاثرية، المعبر عنها بتكثير سواد الأمة(1)، وهي ذات صلة وثيقة بكلية أخرى من الكليات الخمس، إنها كلية حفظ النسل أو النوع.

وهناك وظيفة ثالثة تضمنها تعريف ابن منظور للأسرة، هي وظيفة تحقيق الأمن وإشباع الحاجة إلى الانتماء لدى أفراد الأسرة، على اختلاف مواقعهم، ولن يجد هذا الشعور عمقه وأبعاده الحقة إلا في ظل مناخ أسري يستبطن روح القيم والآداب والأحكام التي ارتضاها الإسلام سياجًا منيعًا يتحرك عبر مجاله أعضاء الأسرة؛ ويمارسون أدوارهم، بحسب ما هم مؤهلون وميسرون له.

والوظيفة الرابعة هي وظيفة التنشئة الاجتماعية، المتمثلة في تشكيل شخصيات الأولاد طبقًا للنموذج الثقافي الذي يتطابق مع ميراث الأمة الحضاري، ويعكس مطامحها في معترك التدافع من أجل إثبات الذات وتأصيل الوجود. وحتى نرتقي من التعميم إلى التدقيق في سياق المفهوم الإسلامي، نقول: بأن هذه الوظيفة الرابعة تتمثل في حماية الفطرة والحفاظ على كنوزها وإخراج مكنوناتها، وذلك من خلال تأمين البيئة السليمة التي تسمح بذلك. ويعكس هذه الحقيقة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء»(1).

عود على بدء: بعد هذا البيان الموجز لوظائف الأسرة نعود لنتساءل عن أنواع التفكك الأسري.. فما هي أنواع التفكك الأسري؟

د- أنواع التفكك الأسري:

لقد سبق القول: بأنه يمكننا التمييز في ظاهرة التفكك الأسري بين مستويات على سلم متعدد الدرجات.. وفي ضوء هذه الحقيقة يـمكننا أن نـتحدث عـن درجـات دنيا من التفكك لا يتعثر معها سير الأسرة، كأن تفـتر عاطـفة التواد بين قطبيها: الأب والأم، لأسباب عارضة، قد تكون ذات صبغة مادية ترتبط بحاجات بيولوجية أو غيرها، وقد تكون ذات صبغة معنوية فكرية، كأن ينشأ نزاع أو اختلاف حول شأن من شؤون الأسرة، ينجم عنه هزة خفيفة تلبد سماء عالم الأسرة لفترة من الزمن، مما يخلف بعض الرضوض على جسم الأسرة، قابلة للتضميد بواسطة جهد إقناعي يعقب استيقاظًا للوعي بأهمية الحوار كوسيلة ناجعة لفك العقد وحل المشاكل وفض النزاعات، وهذا في حالة الانطلاق من مرجعية واحدة محددة المقاصد والأهداف.

هذا النوع من أنواع التفكك يتميز بالبساطة، رغم إمكانية ترشحه للتفاقم والامتداد، في حالة تدخل عناصر خارجية تسعى لسبب أو آخر إلى إذكاء نار الخلاف بدلاً من العمل على إخمادها، استجابة لنداء الإصلاح.

كما يمكن أن يأخذ التفكك الأسري طابعًا أشد حدة، يتمثل في تمزق أوصال الأسرة وانفراط شملها، ولو في ظل استمرار عقد الزوجية قائمًا، وذلك بفعل التخلي عن واحدة أو أكثر من الوظائف المنوطة بها. فالتفريط في أمر التوجيه التربوي، لابد أن يستتبع جفاء بين أفراد الأسرة، ويجعل منهم جزرًا، وإن كانت متجاورة مكانيًا فهي متباعدة شعوريًا، بسبب التقصير في تعميق المرجعية الواحدة لدى أفراد الأسرة لتوحيد «شاكلتهم الثقافية».

وهذا النوع من أنواع التفكك الأسري يتسع نطاقه إلى حد بعيد، بفعل استقالة الآباء عن القيام بأعباء التنشئة الثقافية، أو بفعل الصدام والتعاند والتشاكس التام في أمر المرجعية المعتمدة لدى الأبوين داخل حمى الأسرة، أو بسبب عوامل شتى، سيأتي بيانها عند التطرق لأسباب التفكك الأسري بنوع من التفصيل.

ويمكن الحديث عن نفس الآثار السلبية في حالة ضمور الشعور بالانتماء لدى أفراد الأسرة، بسبب توقف الأسرة عن توفير الأجواء الباعثة على الأمـن، ســواء عـلى مـستـوى إشـباع الـحاجات الـماديـة أو النفسية.. أو الفكرية والروحية.

أما النوع الثالث: من أنواع التفكك الأسري، فهو ذاك الذي ينقض فيه الميثاق الغليظ وتنفصم عرى الزوجية بفعل الطلاق. فهذا النوع ينطبق عليه مفهوم التفكك بـمستوييه الـمادي والـمعنوي، وهو نتاج لدرجة قصوى من اختلال الوظائف والمهمات المسندة لمؤسسة الأسرة.

هـ- الأسرة بين خطر التفكك وخطر الاندثار:

إن من سنن الله تعالى في الاجتماع البشري، أن الأمراض الاجتماعية والانحرافات التي تصيب الإنسان في تعامله مع نفسه ومع غيره، ومع المحيط الذي يكتنفه بعامة، لا تقف عند حد معين، ما لم تطوق جراثيمها، ويقطع دابرها من خلال استئصال أسبابها. وهذا هو السر وراء أخذ الإسلام بمبدأ سد الذرائع كمنهج وقائي فريد، يكفل تطبيقه تجنيب المجتمعات الوقوع في الكوارث والأزمات.

وتتمثل حقيقة هذا الكلام، ارتباطًا بالموضوع الذي نحن بصدده، في أن الاختلالات التي تعتري كيان الأسرة، من جراء تخليها عن بعض الوظائف كوظيفة الأمومة ووظيفة القوامة ووظيفة التنشئة والتهذيب وغيرها، يشكل بذورًا لاندثار الأسرة وموتها بشكل تام، ولو بعد حين.

فإذا أخذنا على سبيل المثال مسألة الأمومة، وقمنا بمعاينة الآثار المدمرة الناجمة عن إهمالها وتجفيف منابعها، وقفنا على أن خسائر فادحة قد تكبدتها الإنسانية نتيجة الانجراف وراء أنماط من الممارسات الشاذة عن الفطرة. إن إخراج المرأة إلى عالم الشغل ـ في غير ما ضرورة ـ تحت ذرائع شتى واضحة البطلان، يؤدي حتمًا إلى ضياع الأمومة كحاجة نفسية وبيولوجية ملحة من جهة، وكمقوم أساس لطفولة سوية ومتوازنة من جهة أخرى، وكل ذلك من مظاهر العدوان على الفطرة الذي لا يعدم عقوبته.

إننا نشاطر المفكر المسلم علي عزت بيكوفيتش في ما ذهب إليه من أن «كل درجة تطور في المجتمع يقابلها حيف بالأسرة بنفس النسبة، فإذا ما تم تطبيق المبدأ الاجتماعي بكل نتائجه ـ أي وصل إلى وضع الطوبيا ـ تلاشت الأسرة. إن الأسرة باعتبارها حاضنة العلاقات الرومانسية والشخصية الحميمة في تعارض مع جميع مبادئ الطوبيا»(1).

ويقول بيكوفيتش معبرًا عن نفس الحقيقة - في موضع آخر من الكتاب -: «إن الحضارة لا تقضي على الأسرة فقط من الناحية النظرية، وإنما تفعل ذلك في الواقع أيضًا. فقد كان الرجل أول من هجر الأسرة ثم تبعـته المرأة، وأخيرًا الأطفال. ونستطيع أن نتتبع القضاء على الأسرة في كثير من الجوانب. فعدد حالات الزواج في تقهقر متصل، مع تزايد في حالات الطلاق، وازدياد عدد النساء العاملات، والزيادة في عدد المواليد غير الشرعيين، وازدياد مستمر في عدد الأسر التي تقوم على أحد الوالدين فقط وهي الأم... إلخ»(2).

إن ما عبر عنه المفكر علي عزت بيكوفيتش من حقائق لَيعكسُ بجلاء الوجه المأسوي والبعد التدميري الرهيب للتطور. غير أنه لا بد هاهنا من تعقيب هام لاستكمال صورة الحقيقة، ويتعلق الأمر بالتنصيص على أن التطور الذي تحدث عنه علي عزت بيكوفيتش، والذي ترتب عنه ذلك الانتقال الـمأسوي من الأسـرة إلى اللاأسرة، إنما هو تطور منفلت من أي نسق من الضوابط الكفيلة بتسديد المسار... وهنا لا بد من التمييز بين تطور محكم مسدد بالوحي، وبين تطور أخرق ينساق وراء الغرائز والأهواء. ولربما تعلل بعض المتفائلين بأن هذه التحولات الخطيرة إنما هي مقصورة على المجتمعات الغربية التي ذهبت أشواطًا بعيدة في مضمار التطور، أما المجتمعات المتخلفة تكنولوجيًا فليست معنية بالنتائج الوخيمة لتلك التحولات!

والحق أن مثل هذا الفهم، إن وجد، يغفل طبيعة عالم يعيش في ظل عولمة كاسحة، تتذرع بأقوى الأساليب والتقنيات من أجل تنميط العالم وصبه عنوة في قالب موحد يمثل رؤية الغرب للحياة، مسخرة في ذلك مظلة المنظمات الدولية المنضوية في إطار الأمم المتحدة، ساعية إلى إعطائها طابع الشرعية والإلزامية.

ولقد استطاع الأستاذ المفكر عمر عبيد حسنه أن يجمل أهداف المحاولات الخطيرة والمحمومة، التي يقوم بها الغرب لنسف حصن الأسرة، الذي ما يزال يحتفظ ببعض قدراته على المقاومة والصمود.

يقول: «إن المحاولات اليوم مستمرة لتكسير حواجز الحياة، والقفز فوق الكثير من الضوابط والقيم الدينية الأخرى أيضًا، لينتهوا إلى أن مفهوم الأسرة بالمعنى الذي يشرعه الدين ليس إلا مفهومًا عقيمًا، وقيدًا على الحرية الشخصية، لأنه لا يتقبل العلاقات الجنسية الحرة بين مختلف الأعمار، ويشترط أن تكون بين ذكر وأنثى فقط، وضمن الإطار الشرعي، ولأنه لا يمنح الشواذ حقهم في تكوين أسر بينهم، ويتمسك بالأدوار النمطية للأبوة والأمومة والعلاقات الزوجية ضمن الأسرة، معتبرين أن ذلك مجرد أدوار وأشكال لا تخرج عن كونها مما اعتاد الناس ودرجوا عليه وألفوه، حتى دخل في طور التقاليد المتوارثة»(1).

ثانيًا: أسباب التفكك الأسري

ميزت في هذا المحور بين أسباب أو عوامل ذاتية وأخرى موضوعية. وأقصد بالذاتية ما له صلة بالتشكيل العقلي، وما يرتبط به من ممارسة وسلوك، وبالموضوعية ما له صلة بالأطر الخارجية التي تكتنف الأسرة وتؤثر في مسارها، وطبيعة وظائفها، ونوعية العلاقات فيما بين أعضائها.

أ ـ الأسباب الذاتية:

أبرزت في سياق هذا النوع من الأسباب ما له علاقة بالبعد التصوري، والبعد المعرفي، والبعد السلوكي.

1- البعد التصوري: يحتل هذا البعد مركز الصدارة، من حيث التحكم والتأثير في بناء الأسرة ونسيج علاقاتها وطبيعة سيرها، فهو يتعلق بالجهاز المفاهيمي التصوري، أو ما يسمى بالإطار المرجعي، الذي تحدد في ضوئه المواقف وأنماط السلوك الصادر من كلا الزوجين على حد سواء. فإذا كان توافق الزوجين في المرجعية الفكرية موجبًا للتماسك والانسجام، فإن الاختلاف فيها موجب للتنافر والانقسام.

ويدخل هذا الجانب فيما يسمى في الفقه الإسلامي بالكفاءة. فـ«الكفاءة» مفهوم علمي بالغ الأهمية، يعكس بعد نظرة الإسلام إلى مؤسسة الأسرة، وهو يتأسس على أبعاد معرفية علمية ونفسية واجتماعية واقتصادية، يتوجب مراعاتها عند تأسيس الأسر، مع الأخذ في الحسبان لكل حالة قدرها. وإذا كان هناك اختلاف بين الفقهاء حول إدراج بعض عناصر الكفاءة كالمال والنسب، فإن مقوم الدين يظل ثابتًا ضمن مقومات الكفاءة عند الجميع.

والحق أن استقراء الواقع الميداني للمجتمع يكشف لنا بأن الأسر التي تعرضت لخطر التفكك، ومن ثم إلى خطر الانهيار والزوال، قد أُوتيت من مقتل عدم إعطاء الكفاءة ما تستحقه من اعتبار. فما أكثر ما وقع من انزلاق كثير من الآباء أو أولياء الأمور إلى خطأ تزويج بناتهم المسلمات بأشخاص غير أكفاء لهن في الدين(1)، فأورثوهن معيشة ضنكًا وجحيمًا لا يطاق. ونفس الحكم ينسحب على رجال حجبت عنهم المظاهر الشكلية عند اختيار شريك الحياة، من جمال وغنى وحسب، خطورة الإقدام على الزواج بمن لسن ذوات كفاءة لهم في الدين، بفهم تعاليمه وتكاليفه فهمًا سليمًا، بالاستعداد النفسي الكامل، للإذعان والخضوع العملي لها، تمثلاً بقول الله سبحانه وتعالى: {فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} (النساء:65).

ولــذلـك فـقـد حذر سيدنا رسول اللــه صلى الله عليه وسلم من مغـبـة الانـبهـار بالمعايير الزائفة عند الإقدام على الزواج، قال عليه الصلاة والسلام: «لا تـزوجــوا النساء لـحسـنهن فـعسـى حسنهـن أن يرديـهـن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين»(1). وقــد ورد عــن النــبي صلى الله عليه وسلم قـوله: «إياكم وخضـراء الدمن، قالوا: وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء»(2).

ويكفي أن نتمثل معنى الإرداء والإطغاء الواردين في الحديث لندرك سوء عاقبة ذلك على توازن الأسرة واستقرارها. فليس مع الانحدار الأخلاقي الناتج عن الغرور ،ولا مع الطغيان الناتج عن الغنى، إلا التنازع والصراع ثم الهلاك.

ويندرج تحت مفهوم الكفاءة، أو بتعبير أدق، يرتبط به، مفهوم آخر وهو مفهوم القوامة الذي يشكل الموقف السلبي لكلا الزوجين أو أحدهما منه أثرًا خطيرًا وساحقًا على تماسك الأسرة، فقد يقع مفهوم القوامة ضحية تعسف في الفهم والاستعمال من طرف الرجل، يحوله إلى أداة للقمع والطغيان.

وقد يقع المفهوم ضحية استهتار به من قبل المرأة (الزوجة) نابع من فهم سقيم للحرية، بفعل تأثير التيارات الليبرالية المنفلتة من أي ميزان، يتولد عنه رفـض بـات للقـوامـة، أو تخصيص الرجـل بـها، مـما يتحول معه بيت الزوجية إلى بؤرة للمشاكسة والنشوز والعناد.

ولمفهوم القوامة التقاء في بعض أبعاده بمفهوم الطاعة، الذي يشمل الزوجة كما يشمل الأولاد على حد سواء. فإذا كانت الطاعة في المعروف جالبة للخير والبركة والسلام، فإن التمرد والعصيان يجران الأسرة إلى أتون من الويلات والعذاب. وليست الطاعة أبدًا في ظل المنظومة التربوية الإسلامية مرادفًا للخنوع الذي يجرد شخصية الإنسان من خصائصها المميزة وقدرتها على الإبداع، بل إنها ذلك السلوك النبيل النابع من شعور مرهف بجملة من المعاني السامية التي لا يعقلها إلا العالمون. أما أصحاب القلوب القاسية، فقد حيل بينهم وبين ذلك المرتقى.. فعندما نقف مثلا أمام قوله سبحانه وتعالى في شأن علاقة الأبناء بالآباء: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} (الإسراء:24)، فإننا ندرك السر العميق والحكمة الكامنة من وراء هذا الأمر الرباني الجليل.

2- البعد السلوكي: إذا كان البعد التصوري المعرفي يعبر عن نفسه من خلال وعي الزوجين والأولاد، كل بموقعه ووظيفته في بنية الأسرة، وأن زيف هذا الوعي ينعكس سلبًا على تماسكها، فإن البعد السلوكي، على الرغم من علاقته الواضحة به، إلا أنه يملك قدرًا من الاستقلالية عنه، لأن السلوكات والممارسات لا تنتج بشكل تلقائي آلي عن المفاهيم والتصورات، فهي تحتاج إلى دربة وترويض تكتسب النفس من خلالهما أنماطًا من السلوك والمهارات، تصطحب معانيها ودلالتها بحسب اصطحابها للنية الخالصة والإرادة الحية الناضجة.

وهذه الحقيقة هي ما يفسر لنا كثيرًا من التناقضات التي يقع فيها كثير من الناس رغم اعتناقهم للإسلام، بسبب استخفاف يصدر منهم إزاء كثير من التشريعات، مما يدفعون ثمنه غاليًا من سعادة الأسرة وتماسك بنيانها. ومرد ذلك بلا ريب إلى الهوة العميقة بين التصورات والتصرفات، فضلاً عما تشكو منه التصورات عينها من تشوهات بسبب النقص على مستوى تحصيل المعارف الشرعية الهادية. وغير خاف على أولي الألباب ما يكمن وراء هذا الفصام النكد من غلبة موجات التغريب العاتية وما تمارسه من ضغوط للحيلولة دون استتباب الأمر لأي نموذج متكامل يحمل صفة الإسلام.

ولنضرب مثالاً على الفصام المذكور، أمرًا يتعلق بجانب من الجوانب التنظيمية المرتبطة بالأسرة في علاقته بأحد الضوابط الكفيلة بالمحافظة على حرمة بيت الزوجية، وبسد مداخل الشيطان التي تهب منها ريح السموم التي من شأنها أن تطيح بكيان الأسرة ولو بعد حين.

يتعلق الأمر بالاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب، الذي حرمه الإسلام وحذر من مغبة سهامه القاتلة.. إن التساهل في أمر الاختلاط يشكل خرقًا خطيرًا تتسرب منه المياه إلى سفينة الأسرة، بسبب ما يؤدي إليه من تلوث لمناخ العلاقات بين الأسر، وما ينجم عنه من تفلتات، وفي أحسن الأحوال، من شكوك تلغم العلاقات الزوجية وتحولها إلى بؤرة من العذاب. وهذا فضلاً عن مثل السوء الذي يؤثر سلبًا في التشكيل الوجداني والنفسي للأطفال الذين يكتنفهم محيط الأسرة، ويتلقفون كل ما يجري فيه من سلوكات، شريرة كانت أم خيرة.

«لقد أحسست بفزع شديد وغثيان عارم وأنا أقرأ في عدد من جريدة «المسلمون» الغراء، بصفحة «المسلمات» عن مشكلة طرحتها إحدى النساء المتزوجات، تلتمس لها حلاً. وتكمن المشكلة في كون الزوجة الآثمة تشعر بميل جارف نحو زوج جارتها الذي يختلف كثيرًا - والتعبير لها- عن زوجها في الطموح والنجاح والبهجة والمرح، وتحسد زوجته عليه...! إن أول شيء نقرره هنا أن هذه المشكلة، وإن كانت تمثل نموذجًا صارخًا للتلوث الذي يعتري القلب فيصيبه بانفصام رهيب وازدواجية قاتلة، فإنها لا تمثل حالة نادرة في عصر سادته الفوضى واختلت فيه الموازين واخترقت فيه الحدود وديست القيم، فأصبحنا أمام خطر ماحق يهدد الأسر بالتفكك والمجتمع بالخراب»(1).

ولا يفوتني في تحليل هذه النقطة إبراز حقيقة في منتهى الخطورة والأهمية، كثيرًا ما يغفل عنها قطاع واسع من الناس، وهي أن مكر الماكرين وإصرارهم على تدجين الإنسان وتجفيف منابع الخير فيه، قد هداهم إلى أن المانع من كثير من الخبائث إنما هو خلق الحياء، فهو لب جهاز المناعة الواقي من الانحدار إلى أسفل سافلين، ومن ثم فإن سلب خلق الحياء من الكيان النفسي للإنسان يعد تدميرًا لذلك الجهاز النفسي في حياته، ومدخلاً واسعًا إلى الشرور والموبقات، فأحكموا خططهم(2)من أجل إنجاز هذه المهمة القذرة، ولا يزالون يجدّون ليل نهار من أجل تجريد الإنسان من آخر خيط في نسيج ستار الحياء، أحد شعب الإيمان التي أفردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر مع أعلاها، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أعظمها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»(1).

ويعد هذا وجهًا من وجوه الإعجاز العلمي في مجال المعرفة بمداخل النفس وآليات الفعل التربوي، التي تزخر بها كنوز السنة النبوية الشريفة، فقد احتفت بهذا الخلق الرفيع بشكل لافت لأنظار أولي الألباب.

فإذا كان «الحياء لا يأتي إلا بخير»(2)، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن فقدانه لا ينجم عنه إلا الشر، ومن أبرز هذا الشر، ذاك الذي يهاجم الأسرة، فيزرع في مفاصلها بذور التفكك والانحلال.

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبـوة الأولى: إذا لم تستح فاصـنع ما شـئت»(3). وفيه تحذير بليغ من التفريط في الحياء، لأنه ليس بعد ضياعه إلا طوفان الفساد الذي يسلب الإنسان آدميته ويورده موارد الهلكة والبوار.

ب - عوامل موضوعية:

أميز في هذه العوامل بين ما ينتمي إلى الدائرة القريبة التي يمثلها محيط الأسرة الضيق، وبين ما ينتمي إلى الدائرة المتوسطة، أي المجتمع الصغير الذي يكتنف الأسر، وأخيرًا العوامل المتمثلة في مراكز التأثير والقرار الدولية، مع الإشارة إلى صعوبة الفصل بين هذه الدوائر، لأنها تشكل كتلة متراصة، على اعتبار أن جميعها رهين برؤى ثقافية واختيارات فكرية.

1 - الدائرة الصغرى: محيط الأسرة الداخلي: فإذا تناولنا الدائرة الأولى بالمعالجة، ألفيناها على قدر بالغ من الأهمية، لأنها تملك تأثيرًا مباشرًا على مجريات الأسرة وعلاقات أعضائها.

فغياب الأب أو الأم عن الأسرة بشكل غير عادي، أو لمدة أطول من المعقول، يخلف فراغًا نفسيًا وتربويًا تنعكس نتائجه السيئة على تماسك الأسرة ووحدتها والتحامها. فإذا كان غياب الأم بسبب العمل خارج البيت يتسبب في حرمان الأطفال من حقهم من العطف والحنان، فإن غياب الأب يترتب عنه علاوة على الحرمان من المدد العاطفي افتقاد الأسرة للمحور الجامع والراعي الأمين، الذي يمثل السلطة المادية والمعنوية التي تعمل على حفظ التوازن بين الرغبات، درءًا لحالة الفوضى والاضطراب، هذا في الحالة التي يكون فيها الأبوان في مستوى إدراك عظم المسؤولية تجاه الأبناء.

أما في الحالة المعاكسة، فإن الأبوين حتى مع وجودهما قد يكونان وبالاً على تماسك الأسرة واستقرارها، بسبب ما يحتدم بينهما من نزاعات تلقي بظلالها القاتمة على الأولاد، فيتراوح تأثير ذلك بين توريث هؤلاء الأولاد نزعة سوداوية تجاه الحياة قد تشكل خميرة لاستنساخ تجارب مريرة مماثلة أو أشد حدة، وبين أن يسقطوا صرعى لمظاهر من الانحراف السلوكي تزيد كيان الأسرة تفتيتًا وتفككًا. وقد تكون المعاملة غير العادلة من الآباء للأبناء مما ينتج عنه هزات عنيفة لكيان الأسرة بسبب ما يخلفه ذلك من ضغائن وأحقاد، وتكون تلك الهزات في شكل موجات محمومة من التوتر والقلق قد تفضي - إن لم تطوق في الوقت المناسب- إلى التنابذ والعداوة والشقاق.

ومن باب الاعتبار بما يقع للأقوام الآخرين من نكسات وانهيارات أسوق بعض ما أورده المؤلف الأمريكي ستيفن كوفاي في مؤلفه «العادات السبـع للعائلات الفـعالـة للغـاية»، حـيث يقـول: «إن 83% من الأسر في الولايــات المتــحدة تعمل فيها الزوجات خارج البيت مع إهمال كبير في غالب الأحيان لرعاية الأطفال، حيث يقضي الطفــل الأمريـكي يوميًا سبع ساعات أمام التلفاز، الذي يعرض الكثير من مشاهد العنف والـجنس والـخيانة الزوجـية. وتخلي الأبوين، والأم خاصة، عن التربية هو السبب الأساسي في الجنوح والإجرام»(1).

ومن العوامل التي تندرج تحت هذا الصنف الفرعي من العوامل الموضوعية ما يطلق عليه «صراع الأجيال». إن هذا العامل يتحول إلى مشكل فعلي يهدد الأسرة بالتفكك في الحالة التي يفتقد فيها الآباء عنصر الحكمة وحسن إدارة الاختلاف في الرؤى وفهم الأمور بينهم وبين أولادهم.

ويتعمق هذا المشكل تبعًا لعمق الهوة التي بين هؤلاء وهؤلاء على مستوى الثقافة والوعي، وكذلك في غياب تشرب الأولاد لقيم التربية الإسلامية الحاثة على طاعة الآباء والإحسان إليهم على كل حال.

2- المحيط المجتمعي: يساهم المحيط المجتمعي، بروافده السياسي والاجتماعي والثقافي والإعلامي والتعليمي التربوي، بشكل ملحوظ في توهين الوشائج المألوفة بين أعضاء مؤسسة الأسرة، في ظل تعميق النزعة الفردية. فتعدد الولاءات السياسية قد يجعل من أفراد الأسرة جزرًا متنافرة، كل يولي وجهه شطر ما يراه، معبرًا عن اختياراته الفكرية أو مصالحه المادية.

أما من الناحية الاجتماعية، فإن المفارقة بين فئات ممعنة في الترف وأخرى ممعنة في الفقر، تولد لدى الأولى دواعي الانحلال والانسلاخ من القيم الداعية إلى التماسك والائتلاف لحساب «الأنا» المنتفخة النزاعة إلى العبِّ من الشهوات حتى الثمالة. وتولد لدى الثانية أخـلاق القسوة واليأس وضيق الصدر، والنزوع إلى الصراع. ولا شك أن مستوى التماسك والتساند يتضرر في ظل الأسر المنتمية إلى هذين الصنفين من الفئات.

وعلى المستوى الثقافي، يشكل انسياق الفكر والثقافة في اتجاه منحرف عن هيمنة الإسلام وقيمه، كما يشكل الضخ الإعلامي العاتي وسيادة ثقافة الصورة وسحر التقنيات العالية الحبكة والإتقان، فتنة عمياء تسبب للناس ذهولاً عن بعضهم بعضًا، وتقذف بهم في غيبوبة بعيدة المدى.. ولا شك أن التماسك الأسري يتأذى من جراء هذه الوضعية الحرجة.

وقد التفت أحد المفكرين الغربيين إلى خطر العولمة على الأبنية والتضامن الاجتماعي، يقول سيرج لاتوش: «فمن خلال الإدماج الاقتصادي العالمي، ومن خلال العولمة الثقافية، ومن خلال ألف من القنوات المتباينة التي تتبادل تعزيز بعضها، تتسلل الفردية إلى كل مكان، وتتفشى بعمق متزايد دومًا في المجتمعات غير الغربية، على أن العقلية الفردية تمثل خميرة تحلل للعلاقة الاجتماعية، وهي تنخر في نسيج التضامنات التقليدية كسرطان»(1).

أما على الصعيد التعليمي التربوي، فتظل المناهج الدراسية الملغومة بأفكار وتصورات وقيم تعمل على استنساخ النموذج الغربي للعلاقة بين الرجل والمرأة بعامة، ولمفهوم الأسرة بخاصة، وكذلك للعلاقة بين الآباء والأبناء، تظل تلك المناهج تمثل معول هدم يفتك بعقول الناشئة الذين يراد منهم أن يشكلوا عوامل شرخ داخل حمى أسرهم بما يحملونه من أفكار تدعو للصراع بدل الوئام، وللفردية بدل الجماعية، وللإباحية بدل الالتزام بمكارم الأخلاق.

3- ثقافة حقوق الإنسان: قد يكون من دواعي الاستغراب أن تصنف ثقافة حقوق الإنسان ضمن عوامل المساهمة في تقويض دعائم التماسك الأسري! ومع ذلك فإن من الأكيد أن في المسألة وجهًا يعبر عن حقيقة هذا الحكم. ذلك أن ثقافة حقوق الإنسان بحمولتها الغربية والمتلبسة برؤية الإنسان الغربي للحياة وللإنسان، تقيم حواجز صارمة وجدرًا سميكة بين حقوق كل من المرأة والطفل، علاوة على عدم إيلاء أي اعتبار لحق الرجل (الزوج) وحق الأسرة وحق المجتمع.

هذا مع العلم أنه لا يمكن أن يتصور الإنسان العاقل حقوق هؤلاء منفصلاً بعضها عن بعض، فهي كل لا يقبل التبعيض.

يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري وهو يتحدث عن «العلمنة» الشاملة للأسرة والزواج، ما يتضمن تأكيدًا للحقيقة السالفة الذكر: «وتأخذ علمنة الأسرة شكل قيام الدولة بكثير من الوظائف التي كانت تضطلع بها الأسرة في السابق، مثل التعليم وتنشئة الأطفال، الأمر الذي يجعل الأسرة لا وظيفة لها، ثم يتحول أعضاء الأسرة بالتدريج إلى أفراد مستقلين، لكل حقوقه الكامنة فيه «حقوق الإنسان»، وتتحول الأسرة من أسرة ممتدة إلى أسر نووية، وتظهر بعد ذلك حقوق المرأة فحقوق الطفل، وبذا تبدأ الأسرة كوحدة متكاملة مبنية على التراحم في الاختفاء»(1).



ثالثًا: آثار التفكك الأسري

إن آثار التفكك الأسري، يتناسب حجمها وخطورتها مع حجم وخطورة موقع الأسرة من المجتمع باعتبارها النواة الرئيسة والشريان الحيوي الذي يختزن سر الامتداد الحضاري للبشرية. فبقدر ما تكون عليه من المنعة والتألق والعطاء، يكون حظ المجتمع من القوة والنمو المتوازن الذي يضمن سلامة الناس النفسية وتوازنهم الاجتماعي.. وبقدر ما تكون الصورة معكوسة، يكون حظ المجتمع بجميع مجالاته ومناشطه من التأزم والاضطراب واستنساخ الضعف والوهن. بل إن تداعيات التفكك الأسري، في حالة العجز عن محاصرتها وتحجيم جراثيمها، قادرة على الامتداد بآثارها إلى مكتسبات الحضارة الإنسانية والإجهاز عليها.

أ ـ آثار التفكك الأسري على شبكة العلاقات الاجتماعية:

إذا كان المجتمع في حقيقته كلاًّ مركبًا من جملة واسعة من التنظيمات الاجتماعية، فإن الأسرة تظل أبرزها من حيث ما هو موكول إليها من وظائف وأدوار، بل ومن حيث كونها تشكل المعين، الذي يتوقف على استمرار سيولته وقوته استمرار وقوة التنظيمات الاجتماعية الأخرى. ومن ثم فإننا نستطيع أن ندرك مدى التمزقات التي تتعرض لها شبكة العلاقات الاجتماعية، من جراء التفكك الذي تعاني منه مؤسسة الأسرة. لقد أدرك الناس خطورة الأمر ودق المفكرون وعلماء الاجتماع ناقوس الخطر، لما لاحظوه من سوء عواقب تآكل وظائف الأسرة، والنقص من أطرافها، بفعل الانسياق وراء ما أملته التحولات التكنولوجية والاقتصادية الهادرة من ضغوط وإكراهات.

إن القسط الوافر من نسيج العلاقات الاجتماعية، المفروض فيه أن يحاك في أحضان الأسرة. وليس ذلك النسيج إلا القيم والمعايير والميولات والاتجاهات التي يستنبطها الأفراد عبر ما يخضعون له من تنشئة اجتماعية. فإذا نضب معين ذلك النسيج استقالت الأسرة من أدوارها الحيوية، وكان ذلك إيذانًا بتعرض شبكة العلاقات الاجتماعية لافتقار خطير في دواليبها ومحركاتها.. وليس من حق أي واحد، بعد ذلك، أن يزعم أن هناك ما يقوم مقام الأسرة في أداء وظائفها المضيعة في خضم تطور أهوج وغير موزون.

إننا نعلم علم اليقين أن ما يسبح في المجال الثقافي للمجتمعات الإسلامية، من جراثيم الحداثة، يمارس أثره الهدام على شبكة العلاقة الاجتماعية، ومع ذلك، فقد كان بالإمكان التخفيف من حدة ذلك الأثر من موقع الأسر، لو ظلت على ما عهد فيها من تماسك والتحام، بسبب ما يؤهلها له طابعها الحميمي وجوها الدافئ وروحانيتها المشعة بفعل روابط العقيدة والرحم، وما هو منوط به من مهمة توحيد الغذاء التربوي للأفراد، وما يرتبط به من نظام الضوابط الباعثة على حفظ الأمن والتضامن الاجتماعيين.

إن ما أصبحنا نلحظه من تغلغل للفردانية في نسيج العلاقات الاجتماعية، على حساب روح الأخوة الإسلامية، إن هو إلا نتاج وبيل لتلاشي ذلك الروح في أوساط الأسر المفككة، مهما يكن نوع ذلك التفكك أو شكله أو درجته.

إن معنى «الجسدية» الذي يتضمنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»(1)يجد تحققه، أول ما يجده، في النموذج الاجتماعي المصغر الذي تمثله الأسرة، فإذا انعدم هنالك بسبب داء التفكك، كان انعدامه في شبكة العلاقات الاجتماعية من باب الأولى والأحرى.

إن انفراد عقد الأسرة من خلال مخطط رهيب ينزع القوامة من يد الرجال، ويدحرج النساء إلى وراء جدران مملكتهن العريقة، ويودع الأطفال في مراكز تكتنفها الوحشة والبرود، إن ذلك ليعد حقًا جريمة لا تغتفر في حق الحضارة الآدمية، ويستوجب خوض جهاد مرير من أجل استرجاع الحصون الضائعة، أو التي توشك أن تضيع.

ب- آثار التفكك الأسري على التقاليد والقيم والتربية والثقافة:

إن الذي يحفز الأطفال وأعضاء الأسر على العموم على تلقف نظام القيم التربوية وتمثله عبر جهاز الشخصية الشعوري واللاشعوري، إنما هو ذلك المناخ الأسري السليم، المفعم بالمحبة والرحمة والوئام، ومرجع ذلك إلى أن النفوس مفطورة على تشرب القيم التي تتمثل في نماذج سلوكية متحركة، يتمثل فيها قدر وفير من القدوة الصالحة التي تملك عنصر الجاذبية والإقناع. وهذه العناصر تشكل شروطًا نفسية ومناخًا تربويًا، تتحول معها القيم المتمثلة إلى ثقافة، بمفهوم مالك بن نبي رحمه الله(1).

إذا كان الأمر كذلك، فإن الأسرة التي تعاني من داء التفكك تشكو لا محالة من اختلال يمس مستوى أدائها للأدوار والوظائف، المنوطة بها، والتي على رأسها وظيفة التنشئة الاجتماعية ونقل ميراث الأمة الثقافي للأجيال الناشئة، التي تقع فريسة توجيه التيارات الثقافية المتلاطمة في خضم المجتمع، والتي دفعت بها رياح العلمنة والتغريب.

وهكذا نصبح وجهًا لوجه أمام معضلة ثقافية وتربوية تتمثل في إفقار النسيج الثقافي التربوي للمجتمعات العربية والإسلامية، من خلال تعطيل عملية تنمية رصيد القيم المجسدة لروح الأمة، والممثلة لبرمجتها العقلية ومنهجها السلوكي، كل ذلك لحساب اكتساح مساحات أوسع من المجتمعات من طرف جحافل القيم الثقافية الخادمة للتحديث والعولمة.

إن عملية التنشئة الاجتماعية (...) «هي العملية التي بمقتضاها يتدرب الأفراد لكي يتوافقوا مع ضروريات الحياة المختلفة، ففي داخل الأسرة يتضمن النظام الأسري مجموعة من القواعد المشتركة تحقق النظام في العلاقات الأسرية، وتعمل على تلبية رغبات أفرادها (...)، ففي نطاق الأسرة يبدأ الطفل في تلقن الأوامر والقواعد المثالية للضبط الاجتماعي عن طريق والديه وإخوته الـكبار، عن طـريق تـرشـيده والـعمل علـى تـجنيـبه السلوك الـجامح أو المنحرف أو العادات المستهجنة، وإرشاده إلى خير الطرق الممكنة لتطويع مواقفه لمقتضيات الضوابط وقواعد آداب السلوك العامة»(1).

إذا تأملنا هذه الوظائف التي تقوم بها الأسرة، والتي تكتسي طابعًا تثقيفياً تربويًا بامتياز، أدركنا عظم الخسارة التي يتكبدها المجتمع جراء تفكك الأسرة وانهيار كيانها.

جـ- آثار التفكك الأسري على التنمية الشاملة:

يقول سيد دسوقي حسن في سياق طرح رؤيته حول «الهيكل الحضاري للتنمية»: «وما هي التنمية من جانب الدولة إن لم تكن هي التخلية بين الإنسان وترابه الوطني، يتفاعل معه في ظل عقيدة موحية بالخير، وشريعة منظمة لهذا الخير، حتى يصنع بنفسه ولنفسه طعامه وشرابه وكل حاجياته في هذه الحياة الدنيا، في حرية يتطلبها وجوده الإنساني، فإذا وضعت الدول من القوانين والأنظمة المتعارضة والمتضاربة في مجالات الحياة المختلفة ما يعوق الإنسان عن التفاعل مع ترابه الوطني، فلا تسل بعد ذلك عن تنمية أو نمو أو بقاء»(2).

وبصرف النظر عما يمكن إجراؤه من نقاش حول عناصر هذا التعـريف الهـام للتنـمية، فإن الـذي يعنيـني فيه، ارتباطًا بالنقطــة التي نحن بصدد تحليلها، هو التعليق الذي ذيل به، وهو الـمتمثل فيما يمكن أن تضعه أجهزة الدولة من قوانين وأنظمة تحمل في جوفها إعاقة لعجلة التنمية وتعطيلاً لآلياتها.. ذلك أن مما يمكن أن يمتد إليه مفعول الإعاقة، مؤسسة الأسرة، بسبب الألغام القانونية المؤهلة لنسف كيان الأسر، أو تعريضها للتفكك والخراب.. ومن الغريب أن كثيرًا من المشاريع (...) التي تقدم في بعض الدول من طرف اتجاهات علمانية، تقدم تحت شعارات تنموية، وهي في حقيقة أمرها لا تعدو أن تكون معاول لهدم الأسرة عن طريق تجريدها من سر قوتها، المتمثل فيما تنتجه من شروط نفسية وعاطفية وتنظيمية تمد الجهد التنموي بسنده الضروري.

وأضرب على ذلك مثالاً، ما قدم ضمن ما سمي بـ «خطة إدماج المرأة في التنمية»، أو تحت تسميات أخرى في بعض البلدان العربية، من أفـكار لا تخـلـو من الشــذوذ، ولعل مـدخـلها محاولة إعـادة الـنـظر بإدخال تعديلات جذرية على مدونة الأحوال الشخصية لكونها تمثل في منظورهم في صيغتها الحالية عائقًا أمام ولوج المرأة إلى عالم التنمية.

لقد طالبت تلك الأصوات بإلغاء النصوص المتعلقة بتعدد الزوجات واشتراط حضور الولي كركن من أركان النكاح، وبالتسوية في الميراث بين المرأة والرجل.. كما طالبت برفع سن الزواج إلى السنة الثامنة عشرة، وهذا إضافة إلى تبني أصحاب الخطة لبنود مؤتمر بكين، التي تفتح الباب على مصراعيه أمام كل أشكال الانسلاخ من قيم وأحكام الطهر والفضيلة والعفاف، والارتماء في أحضان الممارسات الإباحية.

إن مثل هذه الأفكار والتصورات، إن وجدت طريقها إلى التطبيق، ستعصف بالأسرة وتنسفها من جذورها، وتحرم المجتمع من الإنتاج السليم لأعظم مقوم للتنمية وهو الإنسان السوي، ذلك أن من شأن مثل هذه الخطط أن تحول المجتمع إلى مباءة تشيع فيها الفاحشة، فيصير إلى وضع ينقطع منه فيه النسل بسبب إباحة الإجهاض المخلص من ثمار الزنا، والذي حتى في خروجه إلى الحياة سيكون نسلا ًمشؤومًا على المجتمع، بفعل عقدة اللاهوية، وحرمانه من مقومات التنشئة الصحيحة.

أضف إلى ذلك أن ما تقره الخطط العلمانية للتنمية من خروج المرأة بكثافة إلى ميادين العمل(1)، يعد في الحقيقة مدخلاً إلى اللاتنمية. ذلك أن هذه الظاهرة تؤدي إلى التضييق من فرص الشغل أمام الرجال، فيرتفع معدل البطالة في المجتمع مما يعمق فيه هوة التخلف الاجتماعي والاقتصادي فضلاً عن مستويات التخلف الأخرى.

رابعًا: وسائل وكيفية العلاج

مما درجنا على سماعه وتداوله، ونحن صغار، مقولة «الإنسان ابن بيئته»، وعلى الرغم مما تمثله هذه المقولة المسكوكة من أوجه الحقيقة والواقع، فإن ذلك لا ينبغي أن يحجب عنا حقيقة كون الإنسان، بما يملكه من سر الإرادة والقدرة على التحدي والمغالبة، قادر على تجاوز سلطان البيئة وجواذبها المعقدة، شريطة أن يكون ذلك الإنسان من الطراز الرفيع الذي خضع لبرمجة عقلية صارمة تؤهله لفهم ما حوله، والتفاعل معه بالشكل الإيجابي.

ومن ثم فلا مناص من أن يكون المدخل الأساس لدرء المفاسد التي تهاجم الأسرة وتنخر عظامها وتودي ببنائها، هو إعادة هيكلة الإنسان من خلال تنميته وبرمجته بإحكام، وفق منهج تربوي شامل ومتوازن، يستهدف كل مكونات شخصيته، من أجل استعادة فاعليته لتمارس نـشاطها وإبـداعـها، من أجـل إعـادة بناء نسيج الـحياة الاجتماعية على أساس ما توخاه الإسلام من أهداف وغايات، وما سطره لإنجازها من وسائل وآليات. والحق أن هذا الهدف ممكن التحقق إلى حد بعيد، ما لم يصطدم بإرادات معاكسة تسعى إلى إدامة هذا الوضع المأزوم الذي تراه خادمًا لأغراضها الرخيصة وأحلامها الطائشة.

يقول الأستاذ عمر عبيد حسنه مبينًا هذه الحقيقة الكبرى، كاشفًا عن ملامحها ومكنوناتها: «إن إعادة بناء الحاضر، والاستشراف الصحيح لصناعة المستقبل، وتقويم واقع الأمة بتعاليم الكتاب والسنة، وتحديد مواطن الخلل والإصابة، التي تعيق النهوض، منوط إلى حد بعيد بقدرتنا على إعادة تشكيل مركز الرؤية للعقل المسلم، ودراسة أسباب الإصابات التي لحقت به، ورسم سبيل الخروج به من الأزمة، وتحقيق الانعتاق العقلي، والتحرر من أسر البيئة، والمناخ الثقافي الذي يحيط به، وإخراجه من تحكم الأبنية المسبقة، والعودة به إلى التزام القيم المعصومة في الكتاب والسنة، في معايرته للواقع وتنقيته لموارده الفكرية التي تساهم في تشكيله»(1).

إن جماع الإصابات والعلل، التي تكشَّف لنا وقوفها وراء داء التفكك الأسري، إنما مردها في نهاية التحليل إلى طبيعة الشاكلة الثقافية، التي تحكم سلوك الأفراد على اختلاف مواقعهم ووظائفهم في تشكيلات الأسر. ورغم التفريق في هذه الدراسة بين أسباب ذاتية وأسباب موضوعية، فإن مرد هذه إلى تلك في حقيقة الأمر.

ومع ذلك، فإن هذا لا ينفـي استقــلالـية الـعوامـل الـموضوعية بكيانها واحتوائها على إمكانية هائلة للجذب والتشكيل، وهذا يتطلب تغييرها والتقليل من شرورها بحسب الوسع. وحظوظ النجاح في ذلك رهينة بطبيعة استعداد مراكز القرار والتوجيه، وبحسب ما يظهره الواقع، فإنه لا محيص عن مواجهة قدر المدافعة والصراع، في ظل عالم يشكل فيه طابور الفساد قوة مدججة بأعتى الـخطط من أجل إبـقاء الإنـسان مـكبل العــقل، مشـلول الإرادة إزاء ما يحاك له ويجري أمام عينيه من أحداث.

إن المدخل الرئيس لتأسيس عملية تغيير الواقع الفاسد والمهترئ، وفي صلبه واقع الأسرة المتردي، هو «إعادة تشكيل مركز الرؤية للعقل المسلم» على حد تعبير الأستاذ عمر عبيد حسنه.

وسأحاول فيما يلي - وبشكل مركز، أن أستعرض دور بعض القنوات والوسائل، التي ينبغي تضافرها لإنجاز هذا الفعل الحضاري.

أ- دور التربية الدينية الإسلامية:

إن ما يمكن أن تصنعه التربية الدينية الإسلامية، في خصوص موضوع الأسرة أمر هام وعظيم، خاصة وأن ما تسعى إلى تأسيسه وترسيخه في عقول وشخصيات الناشئة، تقيمه على أساس مفهوم القداسة والربانية، الذي يعتبر الإخلال به علامة على نقص في الإيمان، والالتزام يفرض في كل مسلم أن يربأ بنفسه عن السقوط في شركه.

إن مما تزود به التربية الدينية الإسلامية، الناشئة، سواء عبر قناة الأسرة نفسها أو قناة المؤسسة التعليمية:

أولاً: إدراك مفهوم الفطرة التي فطر الله الناس عليها قال تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} (الروم:30)، وتعميق الاستعداد النفسي لاحترام الفطرة والخضوع لمقتضياتها، والتنبيه إلى العواقب الوخيمة والمدمرة التي تنجم عن مخالفتها ومعاندتها(1).

ثانيًا: إبراز سنن التكامل بين الرجل والمرأة كسنة كونية، يؤدي تجاهلها إلى خسائر فادحة على مستوى سير الحضارة الإنسانية، وعلى مستوى سعادة الإنسان وشعوره بمعنى الحياة.

وأن هذا التكامل قائم على اختلاف الخلقة بينهما.. وفي هذا يقول الدكتور الشاهد البوشيخي: «إن اختلاف الخلقة تابع لاختلاف الوظيفة، وإن تمايز الخواص مؤذن بتمايز الاختصاص»(1)، ومن ثم فإن أي تعطيل لوظيفة أي كائن، موجب لانقراض ذلك الكائن(2).

وبناء عليه، تهدم خرافة المساواة بمفهومها الفج في أفهام الناشئة، وخاصة في مرحلة المراهقة التي تسبق إبان الاستعداد للزواج، مما يمكن من إبعاد فكرة الصراع بين الرجل والمرأة، التي قضت على الأمن، وتسببت في إشعال الحروب في كثير من الأسر.

ثالثًا: ترسيخ إحساس كل من الجنسين بالاعتزاز بجنسه، وتقوية استعداده للعـمـل عـلى خــدمـة مجـتمعه وأمـته، بـمقتضـى ما يؤهله له ذلك التميز الذي يعكس أحد مظاهر الحكمة ودلائل قدرة الباري سبحانه وتعالى.

رابعًا: تزكية نفوس الناشئين من خلال القرآن والسنة، بجملة من القيم التي من شأنها أن تشكل حصنًا واقيًا من كل ما يهدد أمن الأسرة واستقرارها، بعد مرحلة التأسيس وذلك مثل الغيرة والحياء، والعفة والطهارة، والصبر وعرفان الفضل والجميل، وغيرها، فضلاً عن ضرورة إدراك الآليات والمهارات واكتساب الاتجاهات والعادات المساعدة على التزام الحكمة وحسن التدبير في التعامل مع الأسرة وتسيير شؤونها.

خامسًا: شرح خطة الزواج الشاملة بما يستلزمه من أركان وشروط، ومن مؤهلات مادية ومعنوية وما يتوخاه من مقاصد تعبدية ونفسية واجتماعية وعمرانية.

سادسًا: إعطاء القدوة الصالحة من طرف الآباء، فيما يتعلق بحسن قيادة الأسرة وفق قواعد المنهج الإسلامي، التي تجمع بين الحزم واليقظة والرفق والرحمة، يعد أسلوباً ناجعًا في إعداد الشباب ليكونوا في المستقبل قادة ناجحين لأسر هادئة تمارس وظيفة الاستخلاف بثقة واقتدار، وتساهم في الحفاظ على الإرث الحضاري الثمين.

سابعًا: عرض نتائج الدراسات حول وضعية «الأسرة» في المجتمعات الغربية، من باب الاعتبار بما أصابها من كوارث ونكبات، وما حل بها من أوجه العذاب.

ب- دور المؤسسة التربوية التعليمية:

إن الدور الرائد الذي تقدمه التربية الدينية الإسلامية لا بد أن يعزز بما يقدم لأجيال المتعلمين على مستوى المؤسسة التربوية التعليمية، من قيم ومفاهيم، تحقيقًا للتجانس والانسجام في أذهان المتعلمين، ودرءًا لفتنة التشويش التي يمكن أن تمارسها القيم المتعارضة الممررة عبر المناهج المتعددة لمواد المنظومة التعليمية التربوية. وهذا ما يفرض بإلحاح تحقيق مطلب أسلمة المناهج الدراسية والمنظومات التعليمية في البلاد العربية الإسلامية، فهو سبيل الخروج من الأزمة، الذي يتعذر في غيابه التحرر من عقابيل الفصام النكد الذي يخترق نفوس المستهدَفين، بمناهج ملغمة بقيم تنسف الهوية الإسلامية وتشوه النموذج الإسلامي في أعينهم بأساليب ماكرة، فيتعرضوا جراء ذلك للقلق والاضطراب، مما يحرمهم من القدرة مستقبلاً على تأسيس أسر ناجحة وسعيدة.

إن على المسؤولين عن المؤسسة التربوية التعليمية في البلدان العربية والإسلامية أن يضعوا نصب أعينهم، وهم يخططون لمخرجات التعليم، وما يرجى منه من ثمار، أن إعداد المتعلمين ليكونوا أزواجًا وآباءً وأمهات صالحين، ضمن أسر تكون حصونًا لرعاية الفطرة وإسداء الخير للأمة، ينبغي أن يكون على رأس الأولويات، وإن عدم وضع ذلك في الحسبان كاف وحده ليحكم على المنظومات التربوية التعليمية بالعبثية والعقم.

جـ - دور المؤسسات الثقافية والإعلامية:

إذا كانت المؤسسات التربوية التعليمية، ينتظر منها أن تؤدي دورها في صفوف الناشئة من الأطفال واليافعين والمراهقين والشباب، وذلك على مستوى التهيئ القَبْلي، بمقتضى استراتيجية مستقبلية تتعهد الفسائل والشتائل بالعناية والرعاية، فإن ما عدا هؤلاء من شرائح المجتمع المتفاوتة من حيث حظها في الثقافة والتعليم، ينبغي أن تتولى أمرها المؤسسات الثقافية والإعلامية التي ينبغي أن يحكمها منظور هادف، ينطلق من اختيارات تنموية شاملة تجعل همها الارتقاء بمستوى وعي الجماهير، وجعلهم يندرجون بشكل إيجابي في عملية التنمية.

ولن تتأتى أية تنمية حقيقية في ظل نسيج أسري تمزقه الصراعات وتنهكه الضغائن والأحقاد، وينتج أجيالاً من الضعفاء الفاشلين.

وأول مؤسسة تبرز في هذا السياق هي مؤسسة المسجد، أول مؤسسة إعلامية في الإسلام، وأعظمها على الإطلاق، فهي تمتاز عن غيرها بما تكتسيه من طابع القداسة، وما يكتنفها من أجواء روحانية تتفتح لها القلوب وتستشعر رغبة عميقة في تقبل ما يلقى من نصح وموعظة.. وهذه فرصة يجدر بالوعاظ والخطباء أن ينتهزوها لرأب الصدوع التي تتعرض لها الأسر، من خلال ترغيب الناس فيما عند الله من أجر لكل من أحسن عشرة زوجه وعياله، انطلاقًا من كتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فموضوع الأسرة وما يقوم عليه من أسس ومقومات، ينبغي أن يكون من أهم الموضوعات التي يحسن جعلها من الأولويات.

أما المؤسسات الأخرى التي تدخل فيما يطلق عليه: المجتمع المدني أو المجتمع الأهلي، فبمقدورها، إن هي تأسست على اختيارات إسلامية، أن تقدم خدمة جليلة في هذا السبيل، بواسطة ما تقدمه من محاضرات وندوات وبرامج لمحو الأمية، وأنشطة لفائدة الرجال والنساء والأطفال، هدفها المساهمة في التعبئة الثقافية وسد الثغرات التي يشكو منها هؤلاء على مستوى الوعي بأهداف الأسرة وبمقومات سعادتها واستقرارها، وعلى مستوى الوعي الاجتماعي بشكل عام.

ونفس الأهداف ينبغي أن تحملها على عاتقها وسائل الإعلام الأخرى، وخاصة منها المسموعة والمرئية، نظرًا لسعة امتدادها وقوة نفوذها وتأثيرها، بفعل تنوع الأشكال التي تعرض عبرها برامجها ومحتوياتها، والتقنيات المتطورة التي تتذرع بها في ذلك.

ومجمل القول: إن المؤسسات الثقافية والإعلامية في البلاد الإسلامية، بوسعها، إن تهيأ لها من يرشدها ويحدد لها ميثاقًا يضبط حركتها ومسارها، أن تساهم بفاعلية في تطهير المجال الثقافي مما ران عليه من طفيليات، فتفتح الباب واسعًا أمام عودة الروح للفرد والمجتمع من خلال إعادة الارتباط مع المرجعية الأصيلة للأمة، القادرة دون غيرها على إخراج مكنوناتها وتجديد نسيجها.

إن «البحث في مقومات الشخصية الناضجة القادرة على حمل مسؤولياتها، وفي القيم التي تبعث الفاعلية في الأمة وتؤهلها لحسن استثمار مقدراتها، وتلك التي تحول دون النضج والفاعلية، ضرورة ماسة لتحديد منطلقات الإصلاح وأولويات التجديد. فهذا البحث هو بعض مظاهر «الحكمة» التي أعطاها الله الموقع الأول في مناهج الدعوة إليه، حين خاطب رسوله بقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} (النحل:125)(1).

والحمد لله

https://library.islamweb.net/newlibra...=201&startno=0









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-04, 22:00   رقم المشاركة : 2174
معلومات العضو
kiki_31
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1 hano.jimi

السلام عليكم
انا عضو جديد في هذا المنتدى الرائع ارجوا منكم المساعدة
الموضوع : مذكرة ماستر في القانون التجاري الدولي


موضوع المذكرة هو


الغرفة التجارية ودورها في توحيد قواعد القانون التجاري الدولي


و شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-05, 00:59   رقم المشاركة : 2175
معلومات العضو
الحياة الجميلة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1 nesriniboud@yahoo.fr

اريد مساعدتي حول موضوع مدكرة ماستر
واقع مدينة القالة الإقتصادي و ما هي افاق تطويره و شكرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc