مع الانفجار الذي شهدته برامج التعليم عبر الانترنت، أصبح التعليم عن بعد يجذب عدداً متزايداً من الطلاب الجامعيين خصوصاً العاملين أو المتزوجين منهم. ويرى بعض الخبراء في هذا المجال أنّ التعليم عن بعد سيشكل في المستقبل وسيلة التعلّم المثلى في المناطق التي يفوق عدد الشباب فيها عدد المقاعد الدراسية المتاحة في الجامعات التقليدية.
لكنّ برامج التعليم عبر الانترنت لا تزال في بداياتها ويواجه أصحاب العمل صعوبة في كيفية التعامل مع الشهادات التي لا تقدمها الحامعات التقليدية. وتختلف برامج التعليم عن بعد بشكل كبير من حيث نوعية التعليم ومتطلباته، لذلك فقبل أن تتسجل، احرص على النظر بإمعان في ما إذا كانت المؤسسة التعليمية معترف بها وتحقق من معدلات التخرّج والتوظيف وخذ حجم العمل المطلوب منك بعين الاعتبار.
بشكل عام، نجد في العالم العربي ثلاثة أشكال رئيسية للتعليم عن بعد.
أولاً، هناك النموذج الافتراضي للتعليم عن بعد حيث يتم اعطاء جميع الدروس عبر الانترنت. وكانت سوريا السباقة في المنطقة في اعتماد التعليم الجامعي عبر الانترنت عندما اطلقت الجامعة الافتراضية السورية في العام 2002. وحذت المملكة العربية السعودية الحذو نفسه في العام 2007 من خلال جامعة المعرفة العالمية التي تمنح درجة البكالوريس في الدراسات الإسلامية للمتحدثين باللغة العربية وغير العربية والتي قالت في الماضي أنها كانت تخطط لاطلاق تخصصي العلوم الاقتصادية والمعلوماتية. كما فتحت الجامعة السعودية الالكترونية أبواب التسجيل في العام 2011 مع التركيز على برامج العلوم الإدارية والمالية والحوسبة والمعلوماتية بالإضافة الى العلوم الصحية وعلم المعلوماتيّة.
وفي السنوات الأخيرة، احتلت دولة الامارات العربية المتحدة مركزاً بارزاً في المنطقة مع افتتاح فرع لجامعية فينكس الأميركية التي تبغى الربح في دبي في العام 2007 والتي تمّ إغلاقها منذ ذلك التاريخ، كما أطلقت الإمارات العربية المتحدة أوّل جامعة رسمية للتعليم عن بعد التي أطلق عليها اسم جامعة حمدان بن محمد الذكية في العام 2009.
وفي الوقت نفسه، تقدّم جامعة طلال أبو غزالة في لبنان إجازات عبر الانترنت بالتعاون مع جامعات في الولايات المتحدة وفي الهند.
وقد لقت البرامج هذه رواجاً في السنوات الأخيرة مع انعدام الاستقرار في الكثير من الدول العربية.
وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط للتعلم عن بعد في جامعة فينكس التي أغلقت أبوابها رانيا فتّاح لصحيفة "ذا ناشونال" في مؤتمر في دبي في العام 2011: "لدي طلاب في مصر وسوريا والبحرين، وإنّه لأمر مشجّع أن يتمكنوا من اكمال دراستهم. فالخطر داهم في بعض المناطق حيث يتم فرض منع للتجول والاقتتال بالقنابل والذخيرة الحية... وإنهم لا يتعرضون لكلّ ذلك عندما يتابعون دراستهم من المنزل."
هذا وقد أثبتت برامج التعلم عن بعد عن فعالية في اجتذاب النساء بشكل خاص، خاصة في الدول العربية المحافظة بحيث تمكنهنّ من متابعة دراستهنّ من المنزل. ففي السعودية على سبيل المثال لا يسمح للنساء بالقيادة، فمع برامج التعلم عن بعد يمكن توفير النفقات الإضافية المتعلقة بكلفة التنقّل للوصول الى الصفّ مثلاً.
كما تقدّم الجامعات في المنطقة برامج مختلطة من خلال نموذج التعلم عن بعد الذي يُلزم الطلاب بالحضور الى الجامعة بشكل دوري لتقديم الامتحانات ومقابلة أعضاء هيئة التدريس، كما هو الحال في الجامعة العربية المفتوحة في الكويت وفي فروعها في السعودية والبحرين وعمان ولبنان والأردن ومصر.
أخيراً، تقوم الجامعات التقليدية على نحو متزايد بإضافة أدوات التعلم عن بعد الى بعض من صفوفها، وفي بعض الحالات بإعطاء الدروس على الانترنت.
ومهما كان شكل التعلّم عن بعد، قام المدرسون بسرعة بدحض نظرية أنّ التعلّم عن بعد أسهل من التعلم في الجامعات. في الواقع، غالباً ما يبذل طلاب التعلم عن بعد جهداً أكبر في الالتزام والتفاني.
في هذا الاطار، تخذر جامعة حمدان بن محمد الذكية الطلاب المحتملين أنّ: "بعض الأشخاص يلجؤون الى التعلم عن بعد ظناً منهم أنّ ذلك أسهل من التعلّم التقليدي، لكنّ ذلك غير صحيح البتة. فالتعلم عن بعد يتطلّب اندفاعاً عالياً ووضع الأهداف بشكل مدروس ومن ثمّ المثابرة والمثابرة! وتشجّع الجامعة الطلاب على التواصل مع مستشاريهم الأكاديميين ... والموظفين وزملائمهم لتنجنب لشعور بالعزلة."
كما تحذر الجامعات الطلاب بالتنبه لمتطلبات الصفوف. ففي جامعة حمدان بن محمد الذكية مثلاً، يتم تحديد مواعيد بعض الصفوف كما يتعين على الطلاب في بعض البرامج حضور بعض الصفوف وجهاً لوجه.
يبقى المزج بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد هو القاعدة في معظم أنحاء العالم العربي بسبب صعوبة تغيير وجهات النظر فيما يتعلق بمتطلبات الشهادة الجامعية وحول ما يشكّل التعليم الجيّد بشكل عام، وذلك وفقاً لمنسق التعليم العالي في البنك الدولي فرانسيسكو مارموليخو الذي قال أنّ: "معظم البرامج المقدمة هي برامج مختلطة"، مضيفاً أنه يتعيّن على العديد من الدول العربية تعديل لوائحها لإدراج خيار التعلّم عن بعد في برامجها التعليميّة.
غير أنّ مارموليخو يرى أمل التغيير في الأفق. فأشار الى أنّه في وقت سابق من هذا العام، قامت كلّ من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية في الأردن الى جانب مبادرة edX من جامعة هارفرد ومعهد ماستشوستس للتكنولوجيا بإطلاق أوّل مساق هائل مفتوح عبر الإنترنت باللغة العربية، ممّا يبشر بعهد جديد يتمكن فيه الطلاب العرب من الالتحاق بالدراسات الجامعية ذات الجودة العالمية والحصول على الشهادات.
وقالت الملكة رانيا عند الافتتاح: "اننا بحاجة ماسة للتعليم العالي الجودة، وإنّ التعلم عن بعد يقدّم لنا هذه الفرصة."
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2017-03-17, 15:15
هل فكّرت بالحصول على شهادة جامعية عبر الانترنت؟
العرض العادي
