هو سماكم المسلمين من قبل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هو سماكم المسلمين من قبل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-11, 10:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشابي الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الشابي الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 هو سماكم المسلمين من قبل

قال الله تعالى : (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانيّاً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين).


الحنف لغة: المائل الى الشيء او الميل.
الحنيف في أصل اللغة: المسلم الذي يتحنف عن الاديان اي يميل الى الحق، وقيل هو الذي يستقبل قبلة البيت الحرام على ملة ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقيل الحنيف هو المستقيم فالمادة اللغوية للكلمة من قبيل الاضداد.
قال الله تعالى: ((قل بل ملة ابراهيم حنيفاً)، أي من كان على دين ابراهيم فهو حنيف عند العرب، وكان عبدة الاوثان في الجاهلية يقولون نحن حنفاء على دين ابراهيم فلما جاء الاسلام سموا المسلم حنيفاً، وكان يقال في الجاهلية كل من أختتن وحج البيت حنيفاً لان العرب لم تتمسك في الجاهلية بشيء من دين ابراهيم غير الختان والحج.
والحنف: هو الميل عن الضلال الى الهدى، ويقابله الجنف وهو الميل عن الهدى الى الضلال.
قال تعالى: ((فمن خاف من موص جنفاً أو اثماً))، أي ميلاً ظاهراً في الحكم من العدل الى الظلم، وقوله تعالى ((غير متجانف لاثم))، أي غير مائل اليه.
وعن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: (انا نرد من جنف الظالم ما نرد من جنف الموصي).
وقد توسعوا في معنى الحنيف فأطلقوه على الناسك والمخلص والمتعبد والمتحرر من العيوب والمآثم والتحنف هو ان يتحرى الانسان أقوم السبل وأعدل الطرق ليسلكها، وهذا المعنى بمعناه العام يدخل ضمن الفضائل الاسلامية القرآنية المجيدة، لان المتحنَّف يصور لنا قيمة سامية من القيم الاخلاقية، فهو الرجل يرى الناس أو كثرتهم تسير على طريقة باطلة أو معتقداً فلا يتابعهم ولا ينساق وراءهم، بل يخالفهم جميعاً، ما دام على الحق المبين.
قال تعالى: ((قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون)).
والمتحنف هو الذي تدفعه مبادئه الى الميل الى الحق عن الباطل في القلب والنفس في الجهر واللمس في الافعال والاحوال والاقوال، فليس التحنّف مجرد مخالفة أو معارضه للتظاهر أو التفاخر وانما هو ادراك الحق والاعتزاز به، والاصرار عليه وان خالف المخالفون.
قال الله تعالى ((قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الذي يتوفاكم وأمرت أن اكون من المؤمنين، وان أقم وجهك للدين حنيفاً ولا تكونن من المشركين ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذن من الظالمين)).
وقوله عز وجل ((اقم وجهك للدين حنيفاً)) اي اخلص نفسك وقلبك للدين وكن مائلاً عن الزيغ والبدع ولا تكتف الى هؤلاء الضالين المنحرفين.
وقوله تعالى ((فاجتنبوا الرجس من الاوثان، واجتنبوا قول الزور، حنفاء لله غير مشركين به)).
وقوله عز وجل ((حنفاء لله)) اي مخلصين له الطاعة والعبادة ثابتين على دينه وملته.
ولقد روى البخاري ومسلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أحب الدين الى الله الحنفية السمحة) وفي رواية بعثت بالحنفية السمحة السهلة.
والحنيفية هي الاخلاص لله وحده في الاقرار بالربوبية والاذعان والعبودية، والاستقامة على ملة ابراهيم عليه السلام ، قال تعالى ((ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين)).
وكان التحنّف هو ابقاء ذاته على فطرتها الاولى التي يراه الله عليها، قبل أن تعلق بها علائق الشهوات والانحرافات.
وفي الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى ((خلقت عبادي حنفاء)) أي طاهري الاعضاء من المعاصي وقيل أراد أنه خلقهم حنفاء مؤمنين لما أخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر، فقال لهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى.. فلا يوجد أحد الا وهو معترف مقر بأن له رباً، وان اشرك له فيما بعد.. قال تعالى (( واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم: ألست بربكم قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة، انا كنا غافلين، أو تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون))
وجاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة).
والقرآن الكريم وصف خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام بأنه (حنيف) سبع مرات في القرآن الكريم.
قال تعالى: ((وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين)).
وقال تعالى: ((قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين)).
وقال تعالى: ((ومن احسن ديناً ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفاً)).
وقال تعالى: ((قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة ابراهيم حنيفاً)).
وقال تعالى: ((ان ابراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً))
وقال تعالى: ((ثم أوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين)).
وقال تعالى: (( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفاً وما انا من المشركين)).
ولعل السر في تكرار القرآن الكريم نسبة (الحنيفية) الى ابراهيم عليه السلام والله اعلم بمراده هو ان ابراهيم ضرب مثلاً كريماً في مقاومة الاشراك بالله والاحتفاظ بنفسه صافية وبقلبه سليماً ودعا ربه ان يطهر أبناءه من الوثنية والضلال.
قال تعالى ((واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني ان نعبد الاصنام)).
وقال تعالى على لسان ابراهيم ما يذكرنا بالفطرة، وبوجوب التحنّف والميل عن الضلال الى الهدى.
قال تعالى عن الفطرة السليمة والحنفية الصافية والباطن الطاهر عن ابراهيم عليه السلام، قال تعالى: ((اذ جاء ربه بقلب سليم)).
ونلاحظ ان كلمة حنيفاً لا تكاد تذكر في القرآن حتى ترد معها نفي الشرك، وكأن القرآن يريد ان يذكرنا مرة بعد مرة ان التحنف والاشراك لا يجتمعان، ويدعونا الى الاستمساك بالاخلاص لانه لب الاسلام، ولان الاستقامة على الطاعة هي صيغة المسلمين المخلصين.
قال تعالى: ((يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس، فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير)).
ومما يدل على ان التحنف شبه الارتباط بالفطرة، نجد في ظلمات الجاهلية أفراداً تحنّفوا وتطهروا واعتزلوا مسالك الانحراف على قدر طاقاتهم ومنهم زيد بن عمرو بن نفيل الذي ترك عبادة الاوثان قبيل اشراق الاسلام.
وقد روي عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما انه كان مسند ظهره الى الكعبة وهو يقول (يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح احد منكم على دين ابراهيم غيري)، ثم يقول (اللهم اني لو اعلم أحب الوجوه اليك عبدتك به، ولكن لا اعلم)، ويقول (الهي اله ابراهيم وديني دين ابراهيم).
وخرج زيد الى الشام يلتمس الهدى ويطلب في أهل الكتاب الاول دين ابراهيم ويسأل عنه فدله احد الرهبان على ان نبياً قد آذن وقت ظهوره في مكة فعاد زيد مسرعاً ولكنه لقي مصرعه في الطريق، ويروي ابن كثير انه حينما ذكروا زيداً وشأنه أمام النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هو أمة وحده يوم القيامة) .
وروى لزيد اشعاراً تتسم بالحنفية والتحنّف والتطهّر ومن ذلك قوله:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له الارض تحمل صخراً ثقالاً
دحاها لما استوت شدها
سواء وأرى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له المزن تحمل عذباً زلالا
اذا هي سيقت الى بلدة
أطاعت فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له الريح تصرف حالا فحالا

خلاصة القول، تقول ايها الانسان العاقل هذا الطريق التحنف طريق التدبر والتطهر طريق الاستقامة والخلاص، طريق الميل عن كل ضلال وبهتان، طريق الثبات على اليقين والاحسان فكن متحنفاً حتى تصبح حنيفاً مؤمناً فابراهيم جد نبيك عليهما الصلاة والسلام.
كان حنيفاً مسلماً، ورسولك صلى الله عليه وسلم يقول (بعثت بالحنفية السمحة)، وربك جل جلاله يقول: ((وان اقم وجهك للدين حنيفاً ولا تكونن من المشركين)).
واتخذ لك من القرآن شعاراً هو قول ربك تبارك وتعالى: ((قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة ابراهيم حنيفاً، وما كان من المشركين قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين)).









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمين, سماكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc