فتاوى الشيخ محمد الغزالي حول الصوفية القبورين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فتاوى الشيخ محمد الغزالي حول الصوفية القبورين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-09-14, 13:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قادة بلعيد
محظور
 
إحصائية العضو










Hourse فتاوى الشيخ محمد الغزالي حول الصوفية القبورين

فتوى الشيخ الغزالي حول القبورين وابن عربي الصوفي

قال الشيخ محمد الغزالي "رحمه الله" في كتابه عقيدة المسلم صفحة (72) :
((ولماذا نستحي من وصف القبوريين بالشرك ، مع أن الرسول وصف المرائين به ، فقال: ((الرياء شرك)).
وإن واجب العالم أن يرمق هذه التوسلات النابية باستنكار ، ويبذل جهده في تعليم ذويها طريق الحق ، لا أن يفرغ وسعه في التمحل والاعتذار.
ولستُ ممن يحب تكفير الناس بأوهى الأسباب ، ولكن حرام أن ندع الجهل بالعقائد ونحن شهود)
) . اهـ

وقال "رحمه الله": ((إنني ألفت النظر إلى أن المواريث الشائعة بيننا تتضمن أموراً هي الكفر بعينه . .
لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمع أن يدسَّ بيننا أكثر شراً من هذا اللغو . . .
يقول ابن عربي في الباب ((333)) بعد تمهيد طويل: " إن الأصل الساري في بروز أعيان الممكنات هو التثليث! والأحد لا يكون عنه شيء البتة ! وأول الأعداد الاثنان ، ولا يكون عن الاثنين شيء أصلاً ، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكّون ، فالإيجاد عن الثلاثة والثلاثة أول الأفراد . . "

لم أقرأ في حياتي أقبح من هذا السخف ، ولا ريب أن الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي ،وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم أوربا في دار الإسلام أيام الحروب الصليبية الأولى ؛ كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس . .
من قال: إن الواحد لا يكون منه شيء أصلاً؟ " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السموات والأرض. . " وفي دنيا الناس يسأل كل واحد عما يفعل ويترك ، ويتفاوت آحاد البشر في قدراتهم وخبراتهم حتى يقول ابن دريد:
والناس ألف منهم كواحد****وواحد كالألف إن أمر عنى !
ومن قال: إن أول العدد الاثنان ؟ وهل تكَّون الاثنان إلا من ازدواج الواحد ؟ ! ثم من قال: إن الاثنين لا يكون عنهما شيء أصلاً ؟ وإذا كان هو لم ينشأ من أمه وأبيه معاً فمم نشأ ؟ ! ! .
ولكن ابن عربي يمضى في سخافاته فيقول – عن عقيدة التثليث -: من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصورة عمله ، فيسرى التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل !! .

ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول: إن الله سمى القائل بالتثليث كافراً أي ساتراً بيان حقيقة الأمر فقال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي أن يكشف صورته ، ولو بيّن لقال هذا الذي قلناه . . " ! ! .
واكتفى الأحمق بذكر الجملة الأولى من الآية ، ولم يُردفْها بالجملة الثانية: "وما من إله إلا إله واحد" وذلك للتلبيس المقصود ! .هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمَّى بالتصوف الإسلامي ! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام . .

ومما يلفت النظر أن معهد الدراسات الإسلامية بجامعة السوربون قد اتفق مع إحدى عواصم العربية على طبع الفتوحات وإخراجها في بضعة وثلاثين جزءاً .
لحساب مَنْ يتم هذا العمل في هذه الأيام العصبية ؟ على أي حال نحن نريد العودة بأمتنا إلى ينابيعها العلمية الوثيقة ، ونناشدها ألا تقبل من التوجيهات إلا ما اعتمد على الوحي الصادق ، ولدينا ولله الحمد كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وسنة توافر الحفاظ والفقهاء على ضبطها على نحو لم يقع نظيره لتراث بشر )). اهـ

المصدر: تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص 60 – 61 .


وقال الشيخ محمد الغزالي "رحمه الله" : ((انتشرت مع التصوف الدخيل على الأمة الإسلامية صور من الرهبانية وظلال من الجهل بالحياة الدنيا، والعزوف عن أعبائها ومباهجها جميعاً.
وأصبحت الفكرة الشائعة عن الدين أنه عدو للحياة. وأن وظيفته الأولى هي إعداد الناس لاستقبال الدار الآخرة بأنواع المراسم وأشكال الطاعات .
وأنه – إن لم يزهد أتباعه في هذه الحياة – فهو لا يبالى بتجهيلهم فيها وانصرافهم عنها، وربما يعد ذلك من كمال التقوى وأمارات حب الله .. !!

وهذه التصورات كلها خيال مرضى .
والذي يطالع القرآن والسنة وسيرة الخلافة الراشدة وكتب الأئمة المتبوعين يدرك أن الإسلام أبعد ما يكون عن هذا الحمق)).
المصدر: حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة صفحة: 220 .

وقال الشيخ الغزالي "رحمه الله": ((ينبغي لهذه الأمة أن تكون مثلاً عالياً في إسلام الوجه لله وإفراده بالنية والعمل.
بيد أننا نلحظ – آسفين – أن هناك مسالك شائعة بين الجماهير الغفيرة من المسلمين، لها دلالتها الخطيرة على فساد التفكير وضلال الاتجاه واضطراب المقصد .
ولا نحب أن نوارب في الكشف عن هذه العلة، فإن أي خلل في دعائم التوحيد معناه الخبل الذي يدرك موطن القيادة الفكرية في هذا الدين الحنيف.

إذا التوحيد في الإسلام حقيقة وعنوان، وساحة وأركان، وباعث وهدف، ومبدأ ونهاية .
ولسنا – كذلك – ممن يحب تصيد التهم للناس، ورميهم بالشرك جزافاً، واستباحة حقوقهم ظلماً وعدواناً ، ولكننا أمام تصرفات توجب علينا النظر الطويل، والنصح الخالص، والمصارحة بتعاليم الكتاب والسنة كلما وجد عنها أدنى انحراف.
لقد اهتمت حكومة إنجلترا – في سبيل مكافحة الشيوعية – بالحالة الدينية في مصر ، فكان مما طمأنها على إيمان المصريين (!) أن ثلاثة ملايين مسلم زاروا ضريح أحمد البدوي بطنطا هذا العام .
والذين زاروا الضريح ليسوا مجهولين لديّ ، فطالما أوفدت رسمياً لوعظهم ، فكنت أشهد من أعمالهم ما يستدعي الجلد بالسياط لا ما يستدعي الزجر بالكلام، وكثرتهم الساحقة لا تعرف عن فضائل الإسلام وأنظمته وآدابه شيئاً.
ولو دعوا لواجب ديني صحيح لفروا نافرين ، وإن كانوا أسرع إلى الخرافة من الفراش إلى النار.
وحسبك من معرفة حالهم : أنهم جاؤوا الضريح المذكور للوفاء بالنذور والابتهال بالدعاء! ولمن النذور؟ ولمن الدعاء؟ إنه أول الأمر للسيد.
فإذا جادلت القوم قالوا: إنه لله عن طريق السيد البدوي.
وأكثر أولئك المغفلين لغطاً يقول لك: نحن نعرف الله جيداً ، ونعرف أن أولياءه عبيده ، وإنما نتقرب بهم إليه ، فهم أطهر منا نفساً وأعلى درجة.

وهذا الكلام – على فرض مطابقته لواقع القوم – غلط في الإسلام .
فإن الله سبحانه وتعالى لم يطلب منا أن نجيء معنا بالآخرين ليحملوا عنا حسناتنا، أو ليستغفروا لنا زلاتنا ، {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}. بل المعروف من بديهيات الإسلام الأولى أن الطلب ووسيلته جميعاً يجب أن يكونا من الله. {إياك نعبد وإياك نستعين}. ((إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)) .

أليس من المضحك أن نستجد بقوم يطلبون لأنفسهم النجدة ، وأن نتوسل بمن يطلب هو كل وسيلة ليستفيد خيراً أو يستدفع شراً؟ . {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ويرحمون رحمته ويخافون عذابه}.
إن المسلمين لما طال عليهم الأمد نسوا الحق .
والمرء قد يعذر إذا ذهل عن شأن تافه، أو فاته استصحاب شيء هّين، أما أن يذهل عن كيانه وإيمانه فهنا الطامة .
وأحسب أن القرآن الكريم يقصد إلى التنديد بهذا اللون من إفساد التوحيد عندما قال:
{ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله، فيقول: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ، أم هم ضلوا السبيل ، قالوا: سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوماً بوراً}.
أجل ! لقد نسوا الذكر، وما قام عليه الذكر من توحيد شامل.
وليس يغني في الدفاع عن أولئك الجهلة من العوام أنهم يعرفون الله، ويعرفون أنه وحده مجيب كل سؤال، وباعث كل فضل، وأن من دونه لا يملكون من ذلك شيئاً .
فإن هذه المعرفة لا تصلح ولا تقبل إلا إذا صحبها إفراد الله بالدعاء والتوجيه والإخلاص، فإن المشركين القدماء كانوا يعرفون الله كذلك .{قل من يرزقكم من السماء والأرض ، أمن يملك السمع والأبصار ، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، ومن يدبر الأمر ، فسيقولون الله}.
ومع أنهم يقولون ((الله)) بصراحة وجلاء فلم يحسبوا بهذا القول مؤمنين، لأن الإيمان – إذا عرفت الله حقاً – ألا تعرف غيره فيما هو من شؤونه .
ولذلك يستطرد القرآن في مخاطباً هؤلاء: {فقل أفلا تتقون ، فذلكم ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ، كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}.
إن العامة عندما يشدّون الرّحال إلى قبور تضم رفات بعض الناس، وعندما يهرعون بالنذور والحاجات والأدعية إلى من يظنونهم أبواباً لله، إنما يرتكبون في حق الإسلام مآثم شنيعة .
ومحبة الصالحين وبغض الفاسدين من شعائر الإسلام حقاً ، ومظاهر الحب والبغض معروفة ... هي مصادقة للأحياء أو منافرة، واستغفار للموتى أو لعنة.
وأين من عواطف الحب والبغض هذا الذي يصطنعه المسلمون اليوم؟
إن الواحد منهم قد يصادق أفسق الناس، وقد يقطع والديه – وهما أحياء – ثم تراه مشمّراً مجداً في الذهاب إلى قبر من قبور الصالحين، لا ليدعو له ويطلب من الله أن يرحم ساكن هذا القبر، بل ليسأل صاحب القبر من حاجات الدنيا والآخرة ما هو مضطر إليه. وذلك ضلال مبين!.

وبناء المعابد على قبور الصالحين تقليد قديم، وقد ذكر القرآن ما يدل على شيوعه في الأمم السابقة.
وفي قصة أهل الكهف تسمع قوله عز وجل: {فقالوا ابنوا عليهم بنياناً. ربهم أعلم بهم . قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً}.
ويظهر أنّ اتخاذ المساجد على القبور كبناء التماثيل، لم يكن محظوراً أول أمره إذ لم تكن له دلالة مثيرة.
غير أن البشر سفهوا أنفسهم، فالأحجار التي نحتوها للعظماء عبدوها، أو – على حد تعبيرهم – اتخذوها إلى الله زلفى.
والمعابد التي أقاموها على قبور الصالحين قدّسوها وسلكوها مسلك الأصنام في الشرك. فلما جاء الإسلام أعلن على هذين المظهرين من مظاهر الوثنية حرباً شعواء، وشدد تشديداً ظاهراً في محق هذه المساخر المنافقة.
وقد رأينا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علي بن أبي طالب وأمره أن يسوي بالأرض كل قبر وأن يهدم كل صنم، فجعل الأضرحة العالية والأصنام المنصوبة سواء في الضلالة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم – في البيان عن سفاهة القدامى وفي التحذير من متابعتهم -: (( لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ، (( ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن هذا )).
وكان يرفع الخمرة عن وجهه في مرض الموت ويكرر هذا المعنى، وكأنه توجس شراً مما يقع به فدعا الله: (( اللهم لا تجعل قبري من بعدي وثناً يعبد)).
ومع كثرة الدلائل التي انتصبت في الإسلام دون الوقوع في هذا المحظور، أقبل المسلمون على بناء المساجد فوق قبور الصالحين.
وتنافسوا في تشييد الأضرحة، حتى أصبحت تبنى على أسماء لا مسميات لها ، بل قد بنيت على ألواح الخشب وجثث الحيوانات.

ومع ذلك فهي مزارات مشهورة معمورة، تقصد لتفريج الكرب، وشفاء المرضى ، وتهوين الصعاب!

وأحب ألا أثير فتنة عمياء بهدم هذه الأضرحة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم لأن العرب كانوا حديثي عهد بشرك.
وجماهير العامة الآن ينبغي أن تساق سوقاً رفيقاً إلى حقائق الإسلام، حتى تنصرف – في هدوء – عن التوجه إلى الأضرحة وشدّ الرحال إلى ما بها من جثث.
وإخلاص المعلّم وأسلوبه في الدعوة، عليهما معول كبير في تمحيص العقيدة مما علق بها من شوائب وعلل.
وقد تكون لدى البعض شبه في معنى التوسل.
فلنفهم أولئك القاصرون أن التوسل في دين الله، إنما هو بالإيمان الحق والعمل الصالح ، وقد جاء في السنة. (( اللهم إني أسألك بأنك الله الذي لا إله إلا هو، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد )) فهذا توسل بالإيمان بذات الله.
وجاء – كذلك توسل بالعمل الصالح في حديث الثلاثة الذين آواهم الغار.
وجاء توسل بمعنى دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، ودعاء المسلم للمسلم مطلوب على أية حال.
ولا نعرف في كتاب الله ولا في سنّة رسوله توسلاً بالأشخاص مهما علت منزلتهم – سواء كانوا أحياء أو أمواتاً – على هذا النحو الذي أطبق عليه العامة وحسبوه من صميم الدين، ودافعوا عنه بحرارة وعنف ضد المنكرين والمستغربين )) اهـ.

المصدر: عقيدة المسلم - دار القلم - دمشق - الطبعة السابعة - ص 64 -69

2- فتوى الشيخ الغزالي في الحضرة الصوفية
نص السؤال:
طائفة من العباد يجتمعون على ذكر الله بأسمائه الحسنى كلها أو بعضها، وقد يتمايلون أو يهتزون، فما حكم هذه العبادة؟

الجواب:
هذه بدعة قديمة استحدثها بعض أصحاب المشاعر المضطربة، وقد سماها بعض الصحافيين الأجانب "الرقص الديني" وهي تسمية يحس المسلم بالخزي إذا سمعها، لأنها تجعل الإسلام أشبه بالعبادات التي يمارسها الزنوج في أفريقية وهذه فتنة مزعجة، وإهانة شديدة للإسلام . .
والغريب هو ظهورها من قديم! فقد سئل الحسن البصري عن هذه المجالس فنهـى عنهـا أشد النهي ! وقال: لم يكن ذلك من عمل الصحابة ولا التابعين، وكل ما لم يكن من عمل الصحابة ولا التابعين فليس من الدين – يقصد في شئون العبادات – وقد كان السلف حراصا على الخير وقافين عند حدود الله، وكانوا أحرص على الخير من هؤلاء، فنعلم أن ما تركوه ليس من الدين وقد قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم" . .
قال الإمام مالك بن أنس تعقيباً على كلام الحسن البصري: "فما لم يكن يومئذ دينا لن يكون اليوم دينا، وإنما يعبد الله بما شرع، وهذا التجمع بالذكر والتمايل فيه لم يشرع قط فلا يصح أن يعبد الله به" . .
وحكى عياض عن التنيسي قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فجاء رجل من أهل "نصيبين" يقول: يا أبا عبد الله عندنا قوم من الصوفية يأكلون كثيرا، ثم يأخذون في إنشاد القصائد، ثم يقومون فيرقصون! فقال مالك: أصبيان هم؟ قال: لا ! قال: أمجانين هم؟ قال لا، قوم مشائخ يذكرون الله! قال مالك: ما سمعت أحدا من أهل الإسلام يفعل هذا؟ . .
وقال أبو إسحاق الشاطبي: إن الاجتماع على ذكر الله بصوت واحد من البدع المحدثة التي لم تكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عصر السلف، ولا عرفت قط في شريعة محمد وفي الحديث الصحيح " إنّ خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" . .
الواقع أن هذا المسلك انحراف ديني مرفوض، ونحن هنا نتساءل: ما الذي حمل عليه، ودفع جماعة من العابدين إليه؟؟

المصدر: مائة سؤال عن الإسلام صفحة: 366



3- فتوى عن الأوتاد والأبدال والأقطاب عند الصوفية المعاصرة

يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه " مأئة سؤال عن الإسلام صفحة 415 "وبعد عرضه لكلام أحد الصوفية عن الأقطاب والأوتاد والنجباء يقول :

قرأت هذا الوصف للكون وحركات عالمي الغيب والشهادة ثم تسائلت عن هذا للون من المعرفة: أهو مادي ألتمس أدلته من عالم
الكون والحياة والطبيعة والكيمياء؟..
وكان الجواب سريعا ً لا..فإن علماء الكون والحياة لا يقررون من هذا الكلام حرفا ً..
أهو ديني نلتمس أدلته من الكتاب والسنة المطهرة ؟.
وراجعت سور القرآن كلها , فلم أجد لهذا الكلام شاهدا ً , وأخذت أتذكر ما أعرف من السنن التي رواها البخاري ومسلم والترمذي وأبو داوود والنسائي وابن ماجة وابن حنبل ..إلخ,فلم أجد لهذا الكلام شاهدا ً..
قلت هذا الكلام رأي فقهي يستنمد إلى أثر ضعيف عند الناس قوي عند صاحبه !.. إن هذه الآراء وجدت في علومنا , ألا ترى الأحناف يحكمون بقض وضوء من يقهقه في الصلاة اعتمادا ً على أثر أخذوا به . والشافعية يشترطون اربعين لصلاة الجمعة اعتمادا ً على حديث لين ؟. إن أصحاب المذاهب معروفون لدينا وقد يخطئهم غيرهم في هذه الآراء , وعلى كل حال فإن من ذهب إليها لا يتعصب لها ولا يظن أها الصواب الذي لا صواب وراءه , ولا يصفها بتاتا ًبأنها حقائق مستيقنة !.. لكن الأستاذ الكاتب – عفا الله عنه- لا يعتمد فيما كتب على مرويات قوية أو ضعيفة , ومع ذلك فهو يتهم من يعارضه بالجهل ويوصيه بإن يمسك جهله على نفسه وحدها , وإلا فهو يتهم من يعارضه بالجهل ويوصيه بأن يمسك جهله على نفسه وحدها , وإلا , فهوم سيقول هرطقة أو شقشقة , أو هنبقة أو فيهقة بأسم الدين المظلوم..هكذا يقول!..
عجبا , هل إذا أنكرت اجتماع أهل الديوان من أصحاب الوظائف الغيبية , في مكة أو المينة أو القدس –قبل احتلالها أو بعده- أتعرض لهذه التهم؟..لماذا؟ شيء لم يقله الله ولا رسوله , بل شيء نجزم أن أصحاب رسول الله ماتوا وهم لا يعرفون شيءا ً , يعتبر إنكاره هرطقة وهنبقة ؟لماذا؟
هل لأي إنسان يقوم الليل ويصوم النهار أن يقول لجماهير المسلمين كلاما لا يعرفونه في مراجع دينهم , ويلزمهم بإعتناقه ؟ والا فهم جهال؟..
ذاك ما نفرضه جملة وتفصيلا ..
بل إن الذي نوصي الجماهير به أن يعضوا على كتاب الله وسنة رسوله .. وأن يحكموا ما عداه إلى ما ورد وثبت .. فمن أتى لهم بشيء من عند نفسه ردوا عليه..
وليس للخواطر أو الإلهامات أو الرؤى أو الخيالات أي موقع من مصادر التشريع .
لقد قرر علم الفلك حقائق معروفة عن حركات الأرض حول نفسها وحول الشمس,
فإذا جاء رجل يحلف أنه لا خلاف بيننا على أن الله يؤتي فضله من يشاء , وأنه فضل بعض النبيين على بعض , وبعض الأمكنة والأزمنة على بعض .. إلخ..
لكن من أين تعرف هذه التفصيلات ومداها ؟..
الذي نقرره قاطعين أن الشارع وحده مصدر هذه المعرفة..
ونحن من الكتاب والسنة نعرف أن المؤمن ينظر بنور الله وقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا ً تمشون به )..
لكن ليس من النظر بنور الله أن نفتحخ أبواب الرجم بالغيب لكل انسان مهما اجتهد في عبادته وتقواه , ليقول في دين الله كلاما لا برهان له إلا المعاناة الخاصة والكشف الذاتي..
إن قسم السمعيات من ديننا الأمور التي لا تعرف إلا عن طريق المعصوم , فالصراط , والميزان وثواب القبر وعقابه , وشؤن الملا الأعلى , وبعض الوصاف الإلهية , كل أولئك لا ينفرد العقل بادراكه , ولا سبيل للبشر إليه بتوقيف من الشارع ..
فإذا جاء امرؤ فزعم أن حملة العرش الثمانية تحتهم ستة عشر ملكا ً , ثم اثنان وثلاثون ملكا ً..وهكذا متواليات هندسية قلنا له:من أين جئت بهذا الكلام؟..
ومن حقنا أن نقول له هذا !.. بل اننا نجرم في حق ديننا إذا لم نقل له:من أين جئت بهذا الكلام؟..
فإنم لم يذكر آية من كتاب الله , ولا أحاديث مقبولة عن رسول الله وجب أن نمحو هذه الزيادات وأن نرفض تلك الاضافات.

والمقامات الكبرى التي شرحها الأستاذ محمد زكي إبراهيم , وتحدث فيها حديثه المدون في مجلة المسلم عن الملائكة والأقطاب وهي إقحام لجملة من المعلومات الدخيلة أي إسناد من كتاب أو سنة..
وقد هدد من ينكرها بأنه " عند أهل الحق معوق السلوك , مؤخر عن الوصول , معرض للسلب والاستدارج"!..
بل قال إنكارها "موطىء لما قد يكون به سوء الخاتمة والعياذ بالله , لأنه حكم على مجهول لا يقين عليه لغير العالم به فيسلم له"!!..
ونقول دون تردد: هذا باطل , فقد انتعهى الوحي , ولا نسلم لبشر أن يزيد في حقائق الدين , بل إن الزيادة في هذا الباب لا تقل خطرا ً عن وضع الحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن حق المسلمين في المشارق والمغارب ان ينادوا: هذا وحي من عنمد الله فيقبل وهذا لغو عند الناس فيرفض.
ثم انه في باب السمعيات لا تقبل الروايات المعتلة ولا الأسانيد ولا المتون المختلفة , لقد ذكر السيوطي في كتابه الإتقان أن هناك ثلاثة أقوال في ألفاظ القرآن , انها من عند محمد(كذا)وإنها من عند جبريل!..وإنها كالمعاني من عند الله ..
وايراد هذا الكلام ضرب من الجهل رفضه المسلمون اجمعون , فالقرآن ألفاظ ومعاني من عند الله , ولكن السيوطي حاطب ليل وجماع للحق والباطل دون تمحيص , ونحن لا نأخذ ديننا بهذه الطريقة البلهاء ..
وإنني أعجب : لماذا يريد بعض إخواننا أن يقرن التصوف بهذه المبتدعات والغرائب المنكورة؟!إن التصوف عند رجاله الأوائل طرق تربية نفسية صالحة , وتدريب على مراقبة الله ومشاهدتة فيما نفعل ونترك..
ويمكن تسميته على الأخلاق الدينية, لأن تراثه المنتقى لا يخرج عن هذا الإطار وقد كان أبي رحمه الله صوفيا ً من أتباع الشيخ أبي خليل , فما عرفته إلا كادحا ً يتقي الله في رزقه , ويقرأ كتابه في دكانه ,ويعايش الناس على الأخوة السمحة, ولا يعرف شيئا ً بعد ذلك من هذه الخيالات.
أخشى إذا حرص صوفية العصر على التشبث بغير الكتاب والسنة أن يجنوا على التصوف جملة وتفصيلا , فيجتاح من أصله ..


ولهذه المناسبة نذكر ما لهجت به الألسنة أخيرا ً من تفسير الدكتور عبد الحليم محمود لأوائل سورة النجنم.
يقول الله تعالى واصفا الوحي النازل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)
((عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9))) فمن هو شديد القوى الذي استوى بالأفق ثم اقترب من الرسول فعلمه ما تعلم؟..
في سورة التكوير يذكر هذا المعنى بأسلوب آخر ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) )).. إلى أن قال ( ولقد رآه بالأفق المبين )..
وفي سورة الشعراء يصاغ هذا المعنى نفسه قالب آخر ((وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) ))
وظاهر من هذه الآيات كلها أن الموصوف بالقوة البادى بالأفق , النازل على قلب الرسول الأمين هو ملك الوحى , جبريل لا غير..
لكن الدكتور عبد الحليم محمود عفا الله عنه لوى عنق الآيات من أوائل النجم,وجعل الذي دنا فتدلى هو الله-سبحانه وتعالى .
وهو خطأ مبين , وينبغي عند تفسير آية ما نزلت في موضوعها آيات أخرى أحاديث متعددة الروايات ألا نحصر أنفسنا داخل آية واحدة , ورواية واحدة,ثم نتعسف القول خصوصا ً عندما يتصل الأمر بذي الجلال والاكرام .
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشفع في هذا الخطأ...
(( كتاب مأئة سؤال عن الاسلام صفحة 415))









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-09-14, 22:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قادة بلعيد مشاهدة المشاركة
فتوى الشيخ الغزالي حول القبورين وابن عربي الصوفي

قال الشيخ محمد الغزالي "رحمه الله" في كتابه عقيدة المسلم صفحة (72) :
((ولماذا نستحي من وصف القبوريين بالشرك ، مع أن الرسول وصف المرائين به ، فقال: ((الرياء شرك)).
وإن واجب العالم أن يرمق هذه التوسلات النابية باستنكار ، ويبذل جهده في تعليم ذويها طريق الحق ، لا أن يفرغ وسعه في التمحل والاعتذار.
ولستُ ممن يحب تكفير الناس بأوهى الأسباب ، ولكن حرام أن ندع الجهل بالعقائد ونحن شهود)
) . اهـ

وقال "رحمه الله": ((إنني ألفت النظر إلى أن المواريث الشائعة بيننا تتضمن أموراً هي الكفر بعينه . .
لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمع أن يدسَّ بيننا أكثر شراً من هذا اللغو . . .
يقول ابن عربي في الباب ((333)) بعد تمهيد طويل: " إن الأصل الساري في بروز أعيان الممكنات هو التثليث! والأحد لا يكون عنه شيء البتة ! وأول الأعداد الاثنان ، ولا يكون عن الاثنين شيء أصلاً ، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكّون ، فالإيجاد عن الثلاثة والثلاثة أول الأفراد . . "

لم أقرأ في حياتي أقبح من هذا السخف ، ولا ريب أن الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي ،وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم أوربا في دار الإسلام أيام الحروب الصليبية الأولى ؛ كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس . .
من قال: إن الواحد لا يكون منه شيء أصلاً؟ " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السموات والأرض. . " وفي دنيا الناس يسأل كل واحد عما يفعل ويترك ، ويتفاوت آحاد البشر في قدراتهم وخبراتهم حتى يقول ابن دريد:
والناس ألف منهم كواحد****وواحد كالألف إن أمر عنى !
ومن قال: إن أول العدد الاثنان ؟ وهل تكَّون الاثنان إلا من ازدواج الواحد ؟ ! ثم من قال: إن الاثنين لا يكون عنهما شيء أصلاً ؟ وإذا كان هو لم ينشأ من أمه وأبيه معاً فمم نشأ ؟ ! ! .
ولكن ابن عربي يمضى في سخافاته فيقول – عن عقيدة التثليث -: من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصورة عمله ، فيسرى التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل !! .

ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول: إن الله سمى القائل بالتثليث كافراً أي ساتراً بيان حقيقة الأمر فقال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي أن يكشف صورته ، ولو بيّن لقال هذا الذي قلناه . . " ! ! .
واكتفى الأحمق بذكر الجملة الأولى من الآية ، ولم يُردفْها بالجملة الثانية: "وما من إله إلا إله واحد" وذلك للتلبيس المقصود ! .هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمَّى بالتصوف الإسلامي ! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام . .

ومما يلفت النظر أن معهد الدراسات الإسلامية بجامعة السوربون قد اتفق مع إحدى عواصم العربية على طبع الفتوحات وإخراجها في بضعة وثلاثين جزءاً .
لحساب مَنْ يتم هذا العمل في هذه الأيام العصبية ؟ على أي حال نحن نريد العودة بأمتنا إلى ينابيعها العلمية الوثيقة ، ونناشدها ألا تقبل من التوجيهات إلا ما اعتمد على الوحي الصادق ، ولدينا ولله الحمد كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وسنة توافر الحفاظ والفقهاء على ضبطها على نحو لم يقع نظيره لتراث بشر )). اهـ

المصدر: تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص 60 – 61 .


وقال الشيخ محمد الغزالي "رحمه الله" : ((انتشرت مع التصوف الدخيل على الأمة الإسلامية صور من الرهبانية وظلال من الجهل بالحياة الدنيا، والعزوف عن أعبائها ومباهجها جميعاً.
وأصبحت الفكرة الشائعة عن الدين أنه عدو للحياة. وأن وظيفته الأولى هي إعداد الناس لاستقبال الدار الآخرة بأنواع المراسم وأشكال الطاعات .
وأنه – إن لم يزهد أتباعه في هذه الحياة – فهو لا يبالى بتجهيلهم فيها وانصرافهم عنها، وربما يعد ذلك من كمال التقوى وأمارات حب الله .. !!

وهذه التصورات كلها خيال مرضى .
والذي يطالع القرآن والسنة وسيرة الخلافة الراشدة وكتب الأئمة المتبوعين يدرك أن الإسلام أبعد ما يكون عن هذا الحمق)).
المصدر: حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة صفحة: 220 .

وقال الشيخ الغزالي "رحمه الله": ((ينبغي لهذه الأمة أن تكون مثلاً عالياً في إسلام الوجه لله وإفراده بالنية والعمل.
بيد أننا نلحظ – آسفين – أن هناك مسالك شائعة بين الجماهير الغفيرة من المسلمين، لها دلالتها الخطيرة على فساد التفكير وضلال الاتجاه واضطراب المقصد .
ولا نحب أن نوارب في الكشف عن هذه العلة، فإن أي خلل في دعائم التوحيد معناه الخبل الذي يدرك موطن القيادة الفكرية في هذا الدين الحنيف.

إذا التوحيد في الإسلام حقيقة وعنوان، وساحة وأركان، وباعث وهدف، ومبدأ ونهاية .
ولسنا – كذلك – ممن يحب تصيد التهم للناس، ورميهم بالشرك جزافاً، واستباحة حقوقهم ظلماً وعدواناً ، ولكننا أمام تصرفات توجب علينا النظر الطويل، والنصح الخالص، والمصارحة بتعاليم الكتاب والسنة كلما وجد عنها أدنى انحراف.
لقد اهتمت حكومة إنجلترا – في سبيل مكافحة الشيوعية – بالحالة الدينية في مصر ، فكان مما طمأنها على إيمان المصريين (!) أن ثلاثة ملايين مسلم زاروا ضريح أحمد البدوي بطنطا هذا العام .
والذين زاروا الضريح ليسوا مجهولين لديّ ، فطالما أوفدت رسمياً لوعظهم ، فكنت أشهد من أعمالهم ما يستدعي الجلد بالسياط لا ما يستدعي الزجر بالكلام، وكثرتهم الساحقة لا تعرف عن فضائل الإسلام وأنظمته وآدابه شيئاً.
ولو دعوا لواجب ديني صحيح لفروا نافرين ، وإن كانوا أسرع إلى الخرافة من الفراش إلى النار.
وحسبك من معرفة حالهم : أنهم جاؤوا الضريح المذكور للوفاء بالنذور والابتهال بالدعاء! ولمن النذور؟ ولمن الدعاء؟ إنه أول الأمر للسيد.
فإذا جادلت القوم قالوا: إنه لله عن طريق السيد البدوي.
وأكثر أولئك المغفلين لغطاً يقول لك: نحن نعرف الله جيداً ، ونعرف أن أولياءه عبيده ، وإنما نتقرب بهم إليه ، فهم أطهر منا نفساً وأعلى درجة.

وهذا الكلام – على فرض مطابقته لواقع القوم – غلط في الإسلام .
فإن الله سبحانه وتعالى لم يطلب منا أن نجيء معنا بالآخرين ليحملوا عنا حسناتنا، أو ليستغفروا لنا زلاتنا ، {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}. بل المعروف من بديهيات الإسلام الأولى أن الطلب ووسيلته جميعاً يجب أن يكونا من الله. {إياك نعبد وإياك نستعين}. ((إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)) .

أليس من المضحك أن نستجد بقوم يطلبون لأنفسهم النجدة ، وأن نتوسل بمن يطلب هو كل وسيلة ليستفيد خيراً أو يستدفع شراً؟ . {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ويرحمون رحمته ويخافون عذابه}.
إن المسلمين لما طال عليهم الأمد نسوا الحق .
والمرء قد يعذر إذا ذهل عن شأن تافه، أو فاته استصحاب شيء هّين، أما أن يذهل عن كيانه وإيمانه فهنا الطامة .
وأحسب أن القرآن الكريم يقصد إلى التنديد بهذا اللون من إفساد التوحيد عندما قال:
{ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله، فيقول: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ، أم هم ضلوا السبيل ، قالوا: سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوماً بوراً}.
أجل ! لقد نسوا الذكر، وما قام عليه الذكر من توحيد شامل.
وليس يغني في الدفاع عن أولئك الجهلة من العوام أنهم يعرفون الله، ويعرفون أنه وحده مجيب كل سؤال، وباعث كل فضل، وأن من دونه لا يملكون من ذلك شيئاً .
فإن هذه المعرفة لا تصلح ولا تقبل إلا إذا صحبها إفراد الله بالدعاء والتوجيه والإخلاص، فإن المشركين القدماء كانوا يعرفون الله كذلك .{قل من يرزقكم من السماء والأرض ، أمن يملك السمع والأبصار ، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، ومن يدبر الأمر ، فسيقولون الله}.
ومع أنهم يقولون ((الله)) بصراحة وجلاء فلم يحسبوا بهذا القول مؤمنين، لأن الإيمان – إذا عرفت الله حقاً – ألا تعرف غيره فيما هو من شؤونه .
ولذلك يستطرد القرآن في مخاطباً هؤلاء: {فقل أفلا تتقون ، فذلكم ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ، كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}.
إن العامة عندما يشدّون الرّحال إلى قبور تضم رفات بعض الناس، وعندما يهرعون بالنذور والحاجات والأدعية إلى من يظنونهم أبواباً لله، إنما يرتكبون في حق الإسلام مآثم شنيعة .
ومحبة الصالحين وبغض الفاسدين من شعائر الإسلام حقاً ، ومظاهر الحب والبغض معروفة ... هي مصادقة للأحياء أو منافرة، واستغفار للموتى أو لعنة.
وأين من عواطف الحب والبغض هذا الذي يصطنعه المسلمون اليوم؟
إن الواحد منهم قد يصادق أفسق الناس، وقد يقطع والديه – وهما أحياء – ثم تراه مشمّراً مجداً في الذهاب إلى قبر من قبور الصالحين، لا ليدعو له ويطلب من الله أن يرحم ساكن هذا القبر، بل ليسأل صاحب القبر من حاجات الدنيا والآخرة ما هو مضطر إليه. وذلك ضلال مبين!.

وبناء المعابد على قبور الصالحين تقليد قديم، وقد ذكر القرآن ما يدل على شيوعه في الأمم السابقة.
وفي قصة أهل الكهف تسمع قوله عز وجل: {فقالوا ابنوا عليهم بنياناً. ربهم أعلم بهم . قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً}.
ويظهر أنّ اتخاذ المساجد على القبور كبناء التماثيل، لم يكن محظوراً أول أمره إذ لم تكن له دلالة مثيرة.
غير أن البشر سفهوا أنفسهم، فالأحجار التي نحتوها للعظماء عبدوها، أو – على حد تعبيرهم – اتخذوها إلى الله زلفى.
والمعابد التي أقاموها على قبور الصالحين قدّسوها وسلكوها مسلك الأصنام في الشرك. فلما جاء الإسلام أعلن على هذين المظهرين من مظاهر الوثنية حرباً شعواء، وشدد تشديداً ظاهراً في محق هذه المساخر المنافقة.
وقد رأينا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علي بن أبي طالب وأمره أن يسوي بالأرض كل قبر وأن يهدم كل صنم، فجعل الأضرحة العالية والأصنام المنصوبة سواء في الضلالة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم – في البيان عن سفاهة القدامى وفي التحذير من متابعتهم -: (( لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ، (( ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن هذا )).
وكان يرفع الخمرة عن وجهه في مرض الموت ويكرر هذا المعنى، وكأنه توجس شراً مما يقع به فدعا الله: (( اللهم لا تجعل قبري من بعدي وثناً يعبد)).
ومع كثرة الدلائل التي انتصبت في الإسلام دون الوقوع في هذا المحظور، أقبل المسلمون على بناء المساجد فوق قبور الصالحين.
وتنافسوا في تشييد الأضرحة، حتى أصبحت تبنى على أسماء لا مسميات لها ، بل قد بنيت على ألواح الخشب وجثث الحيوانات.

ومع ذلك فهي مزارات مشهورة معمورة، تقصد لتفريج الكرب، وشفاء المرضى ، وتهوين الصعاب!

وأحب ألا أثير فتنة عمياء بهدم هذه الأضرحة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم لأن العرب كانوا حديثي عهد بشرك.
وجماهير العامة الآن ينبغي أن تساق سوقاً رفيقاً إلى حقائق الإسلام، حتى تنصرف – في هدوء – عن التوجه إلى الأضرحة وشدّ الرحال إلى ما بها من جثث.
وإخلاص المعلّم وأسلوبه في الدعوة، عليهما معول كبير في تمحيص العقيدة مما علق بها من شوائب وعلل.
وقد تكون لدى البعض شبه في معنى التوسل.
فلنفهم أولئك القاصرون أن التوسل في دين الله، إنما هو بالإيمان الحق والعمل الصالح ، وقد جاء في السنة. (( اللهم إني أسألك بأنك الله الذي لا إله إلا هو، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد )) فهذا توسل بالإيمان بذات الله.
وجاء – كذلك توسل بالعمل الصالح في حديث الثلاثة الذين آواهم الغار.
وجاء توسل بمعنى دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، ودعاء المسلم للمسلم مطلوب على أية حال.
ولا نعرف في كتاب الله ولا في سنّة رسوله توسلاً بالأشخاص مهما علت منزلتهم – سواء كانوا أحياء أو أمواتاً – على هذا النحو الذي أطبق عليه العامة وحسبوه من صميم الدين، ودافعوا عنه بحرارة وعنف ضد المنكرين والمستغربين )) اهـ.

المصدر: عقيدة المسلم - دار القلم - دمشق - الطبعة السابعة - ص 64 -69

2- فتوى الشيخ الغزالي في الحضرة الصوفية
نص السؤال:
طائفة من العباد يجتمعون على ذكر الله بأسمائه الحسنى كلها أو بعضها، وقد يتمايلون أو يهتزون، فما حكم هذه العبادة؟

الجواب:
هذه بدعة قديمة استحدثها بعض أصحاب المشاعر المضطربة، وقد سماها بعض الصحافيين الأجانب "الرقص الديني" وهي تسمية يحس المسلم بالخزي إذا سمعها، لأنها تجعل الإسلام أشبه بالعبادات التي يمارسها الزنوج في أفريقية وهذه فتنة مزعجة، وإهانة شديدة للإسلام . .
والغريب هو ظهورها من قديم! فقد سئل الحسن البصري عن هذه المجالس فنهـى عنهـا أشد النهي ! وقال: لم يكن ذلك من عمل الصحابة ولا التابعين، وكل ما لم يكن من عمل الصحابة ولا التابعين فليس من الدين – يقصد في شئون العبادات – وقد كان السلف حراصا على الخير وقافين عند حدود الله، وكانوا أحرص على الخير من هؤلاء، فنعلم أن ما تركوه ليس من الدين وقد قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم" . .
قال الإمام مالك بن أنس تعقيباً على كلام الحسن البصري: "فما لم يكن يومئذ دينا لن يكون اليوم دينا، وإنما يعبد الله بما شرع، وهذا التجمع بالذكر والتمايل فيه لم يشرع قط فلا يصح أن يعبد الله به" . .
وحكى عياض عن التنيسي قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فجاء رجل من أهل "نصيبين" يقول: يا أبا عبد الله عندنا قوم من الصوفية يأكلون كثيرا، ثم يأخذون في إنشاد القصائد، ثم يقومون فيرقصون! فقال مالك: أصبيان هم؟ قال: لا ! قال: أمجانين هم؟ قال لا، قوم مشائخ يذكرون الله! قال مالك: ما سمعت أحدا من أهل الإسلام يفعل هذا؟ . .
وقال أبو إسحاق الشاطبي: إن الاجتماع على ذكر الله بصوت واحد من البدع المحدثة التي لم تكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عصر السلف، ولا عرفت قط في شريعة محمد وفي الحديث الصحيح " إنّ خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" . .
الواقع أن هذا المسلك انحراف ديني مرفوض، ونحن هنا نتساءل: ما الذي حمل عليه، ودفع جماعة من العابدين إليه؟؟

المصدر: مائة سؤال عن الإسلام صفحة: 366



3- فتوى عن الأوتاد والأبدال والأقطاب عند الصوفية المعاصرة

يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه " مأئة سؤال عن الإسلام صفحة 415 "وبعد عرضه لكلام أحد الصوفية عن الأقطاب والأوتاد والنجباء يقول :

قرأت هذا الوصف للكون وحركات عالمي الغيب والشهادة ثم تسائلت عن هذا للون من المعرفة: أهو مادي ألتمس أدلته من عالم
الكون والحياة والطبيعة والكيمياء؟..
وكان الجواب سريعا ً لا..فإن علماء الكون والحياة لا يقررون من هذا الكلام حرفا ً..
أهو ديني نلتمس أدلته من الكتاب والسنة المطهرة ؟.
وراجعت سور القرآن كلها , فلم أجد لهذا الكلام شاهدا ً , وأخذت أتذكر ما أعرف من السنن التي رواها البخاري ومسلم والترمذي وأبو داوود والنسائي وابن ماجة وابن حنبل ..إلخ,فلم أجد لهذا الكلام شاهدا ً..
قلت هذا الكلام رأي فقهي يستنمد إلى أثر ضعيف عند الناس قوي عند صاحبه !.. إن هذه الآراء وجدت في علومنا , ألا ترى الأحناف يحكمون بقض وضوء من يقهقه في الصلاة اعتمادا ً على أثر أخذوا به . والشافعية يشترطون اربعين لصلاة الجمعة اعتمادا ً على حديث لين ؟. إن أصحاب المذاهب معروفون لدينا وقد يخطئهم غيرهم في هذه الآراء , وعلى كل حال فإن من ذهب إليها لا يتعصب لها ولا يظن أها الصواب الذي لا صواب وراءه , ولا يصفها بتاتا ًبأنها حقائق مستيقنة !.. لكن الأستاذ الكاتب – عفا الله عنه- لا يعتمد فيما كتب على مرويات قوية أو ضعيفة , ومع ذلك فهو يتهم من يعارضه بالجهل ويوصيه بإن يمسك جهله على نفسه وحدها , وإلا فهو يتهم من يعارضه بالجهل ويوصيه بأن يمسك جهله على نفسه وحدها , وإلا , فهوم سيقول هرطقة أو شقشقة , أو هنبقة أو فيهقة بأسم الدين المظلوم..هكذا يقول!..
عجبا , هل إذا أنكرت اجتماع أهل الديوان من أصحاب الوظائف الغيبية , في مكة أو المينة أو القدس –قبل احتلالها أو بعده- أتعرض لهذه التهم؟..لماذا؟ شيء لم يقله الله ولا رسوله , بل شيء نجزم أن أصحاب رسول الله ماتوا وهم لا يعرفون شيءا ً , يعتبر إنكاره هرطقة وهنبقة ؟لماذا؟
هل لأي إنسان يقوم الليل ويصوم النهار أن يقول لجماهير المسلمين كلاما لا يعرفونه في مراجع دينهم , ويلزمهم بإعتناقه ؟ والا فهم جهال؟..
ذاك ما نفرضه جملة وتفصيلا ..
بل إن الذي نوصي الجماهير به أن يعضوا على كتاب الله وسنة رسوله .. وأن يحكموا ما عداه إلى ما ورد وثبت .. فمن أتى لهم بشيء من عند نفسه ردوا عليه..
وليس للخواطر أو الإلهامات أو الرؤى أو الخيالات أي موقع من مصادر التشريع .
لقد قرر علم الفلك حقائق معروفة عن حركات الأرض حول نفسها وحول الشمس,
فإذا جاء رجل يحلف أنه لا خلاف بيننا على أن الله يؤتي فضله من يشاء , وأنه فضل بعض النبيين على بعض , وبعض الأمكنة والأزمنة على بعض .. إلخ..
لكن من أين تعرف هذه التفصيلات ومداها ؟..
الذي نقرره قاطعين أن الشارع وحده مصدر هذه المعرفة..
ونحن من الكتاب والسنة نعرف أن المؤمن ينظر بنور الله وقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا ً تمشون به )..
لكن ليس من النظر بنور الله أن نفتحخ أبواب الرجم بالغيب لكل انسان مهما اجتهد في عبادته وتقواه , ليقول في دين الله كلاما لا برهان له إلا المعاناة الخاصة والكشف الذاتي..
إن قسم السمعيات من ديننا الأمور التي لا تعرف إلا عن طريق المعصوم , فالصراط , والميزان وثواب القبر وعقابه , وشؤن الملا الأعلى , وبعض الوصاف الإلهية , كل أولئك لا ينفرد العقل بادراكه , ولا سبيل للبشر إليه بتوقيف من الشارع ..
فإذا جاء امرؤ فزعم أن حملة العرش الثمانية تحتهم ستة عشر ملكا ً , ثم اثنان وثلاثون ملكا ً..وهكذا متواليات هندسية قلنا له:من أين جئت بهذا الكلام؟..
ومن حقنا أن نقول له هذا !.. بل اننا نجرم في حق ديننا إذا لم نقل له:من أين جئت بهذا الكلام؟..
فإنم لم يذكر آية من كتاب الله , ولا أحاديث مقبولة عن رسول الله وجب أن نمحو هذه الزيادات وأن نرفض تلك الاضافات.

والمقامات الكبرى التي شرحها الأستاذ محمد زكي إبراهيم , وتحدث فيها حديثه المدون في مجلة المسلم عن الملائكة والأقطاب وهي إقحام لجملة من المعلومات الدخيلة أي إسناد من كتاب أو سنة..
وقد هدد من ينكرها بأنه " عند أهل الحق معوق السلوك , مؤخر عن الوصول , معرض للسلب والاستدارج"!..
بل قال إنكارها "موطىء لما قد يكون به سوء الخاتمة والعياذ بالله , لأنه حكم على مجهول لا يقين عليه لغير العالم به فيسلم له"!!..
ونقول دون تردد: هذا باطل , فقد انتعهى الوحي , ولا نسلم لبشر أن يزيد في حقائق الدين , بل إن الزيادة في هذا الباب لا تقل خطرا ً عن وضع الحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن حق المسلمين في المشارق والمغارب ان ينادوا: هذا وحي من عنمد الله فيقبل وهذا لغو عند الناس فيرفض.
ثم انه في باب السمعيات لا تقبل الروايات المعتلة ولا الأسانيد ولا المتون المختلفة , لقد ذكر السيوطي في كتابه الإتقان أن هناك ثلاثة أقوال في ألفاظ القرآن , انها من عند محمد(كذا)وإنها من عند جبريل!..وإنها كالمعاني من عند الله ..
وايراد هذا الكلام ضرب من الجهل رفضه المسلمون اجمعون , فالقرآن ألفاظ ومعاني من عند الله , ولكن السيوطي حاطب ليل وجماع للحق والباطل دون تمحيص , ونحن لا نأخذ ديننا بهذه الطريقة البلهاء ..
وإنني أعجب : لماذا يريد بعض إخواننا أن يقرن التصوف بهذه المبتدعات والغرائب المنكورة؟!إن التصوف عند رجاله الأوائل طرق تربية نفسية صالحة , وتدريب على مراقبة الله ومشاهدتة فيما نفعل ونترك..
ويمكن تسميته على الأخلاق الدينية, لأن تراثه المنتقى لا يخرج عن هذا الإطار وقد كان أبي رحمه الله صوفيا ً من أتباع الشيخ أبي خليل , فما عرفته إلا كادحا ً يتقي الله في رزقه , ويقرأ كتابه في دكانه ,ويعايش الناس على الأخوة السمحة, ولا يعرف شيئا ً بعد ذلك من هذه الخيالات.
أخشى إذا حرص صوفية العصر على التشبث بغير الكتاب والسنة أن يجنوا على التصوف جملة وتفصيلا , فيجتاح من أصله ..


ولهذه المناسبة نذكر ما لهجت به الألسنة أخيرا ً من تفسير الدكتور عبد الحليم محمود لأوائل سورة النجنم.
يقول الله تعالى واصفا الوحي النازل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)
((عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9))) فمن هو شديد القوى الذي استوى بالأفق ثم اقترب من الرسول فعلمه ما تعلم؟..
في سورة التكوير يذكر هذا المعنى بأسلوب آخر ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) )).. إلى أن قال ( ولقد رآه بالأفق المبين )..
وفي سورة الشعراء يصاغ هذا المعنى نفسه قالب آخر ((وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) ))
وظاهر من هذه الآيات كلها أن الموصوف بالقوة البادى بالأفق , النازل على قلب الرسول الأمين هو ملك الوحى , جبريل لا غير..
لكن الدكتور عبد الحليم محمود عفا الله عنه لوى عنق الآيات من أوائل النجم,وجعل الذي دنا فتدلى هو الله-سبحانه وتعالى .
وهو خطأ مبين , وينبغي عند تفسير آية ما نزلت في موضوعها آيات أخرى أحاديث متعددة الروايات ألا نحصر أنفسنا داخل آية واحدة , ورواية واحدة,ثم نتعسف القول خصوصا ً عندما يتصل الأمر بذي الجلال والاكرام .
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشفع في هذا الخطأ...
(( كتاب مأئة سؤال عن الاسلام صفحة 415))

الشيخ محمد الغزالي والعقيدة الوهابية

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد الغزالي في كتابه مائة سؤال حول الإسلام
(ص2/108) :
عن حركة محمد ابن عبدالوهاب بعد أن قال انها جاءت لترفع التوحيد
وهذا تناقله الوهابية بفرح واغفلوا باقي العبارة وهي
(إن الوسائل الرديئة هي التي هزمتها)
ثم تابع قائلا
(وإذا كان القتال الغبي لا مساغ له من أجل العقيدة فكيف إذا كان في سبيل نقاب يوضع على وجه امرأة أو غطاء يوضع على قافية الرأس أو صورة ترسم على ورقة إن البعض مستعد لحرب أشد من حرب داحس والغبراء من أجل هذه القضايا المحقورة!!)

فهذا ما يبتره الوهابية في كلام الشيخ محمد الغزالي عن الوهابية!!!
ـــــــــــ
وقال في كتابه الدعوة تستقبل قرنها الخامس عشر ص18
يقول وهو يتحدث عن الحرب الإسلامية
( وما نلوم المبشرين والمستشرقين فيما اختلقوا من إفك وإنما نلوم نفراً من الناس لبس أزياء العلماء وهم سوقة وانطلق في عصبية طائشة يزعم أن الإسلامي مهد الحرب وينشر دعوته بالسيف وتتبعت كلام هؤلاء فإذا أحدهم يكتب تدليلا على وجهة نظره أن الإسلام حارب في بدر معنويا، وأنه شن هجوما على قافلة المشركين لأنهم مشركون مستباحون، قلت: هذا هو كلام الإسرائيليين في شتم الفدائيين الفلسطينيين).

وهذا واضح ومن قال ذلك هو ابن عبدالوهاب واتباعه فراجع هنا
البر اهين الساطعة والأدلة الشافية محمد ابن عبدالوهاب تكفيري وسبب الإرهاب في الأمة
ـــــــــــ
قال الشيخ محمد الغزالى فى كتابه سر تأخر العرب و المسلمين - طبعة
دار الريان للتراث - 1407هـ - 1987م - (صـ 84) :
]إن زعيم السلفية الأسبق فى مصرالشيخ/ حامد الفقى حلف بالله أن أبا حنيفة " كافر" ولايزال رجال ممن سمعوا اليمين الفاجرة أحياء و قد نددت أنا فى كتاب لي بمحاضرة ألقيت فى حي الزيتون بالقاهرة تحت عنوان "أبو حامد الغزالي الكافر" و المكان الذي قيلت فيه هو مقر
السلفية !!] اهـ
ـــــــــــ
يقول الشيخ الغزالي في كتابه ((هموم داعيه)) فصل السلفيه التي تعرف وتحب :
(طرق بابى شاب وكان فى عينيه بريق يدل على الذكاء، والحماس معا!
قال:قرأت بعض كتبك،ورأيت أن استكمل معرفتك من أسئلة أوجهها إليك!
قلت له :حسبك سؤال واحد فلدى ما يشغلنى..
قال: ما رأيك فى "الفوقية" بالنسبة على الله تعالى؟!
ومع تعودى لقاء شباب كثير من هذا الصنف إلا أن السؤال فاجآنى..
تريثت قليلا قليلا ثم شرعت أتكلم: لا أدرى كيف أجيبك؟
أنا مع أهل الاسلام كلهم أسبح باسم ربى الأعلى! وبين الحين والحين يطوف بى من إجلال وإعظامه ما أظننى به واحدا من الذين قيل فيهم" يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون"(النمل:50)
تسألنى عن هذه الفوقية؟ لاأدرى!انا مع العقلاء الذين يقولون:
السماء فوقنا والأرض تحتنا، ثم إنى بعد ما اتسعت مداركى العلمية عرفت أن الارض التى أسكنها كرة دائرة طائرة،وأنها مع أخوات لها يتسقن فى نظام مع أمهن الشمس التى تجرى هى الأخرى مع لدات لها فى مجرة معروفة الأبعاد والمدار.
وقد أحصى علماء الفلك مجرات كثيرة عامرة بالشموس مثل مجرتنا وحسبوا بعد مطالعات ومتابعات أنهم عرفوا حدود الكون..
ثم كشفت لهم المراصد على مسافة ملايين الملايين من السنين الضوئية ان هناك مجرات أخرى أسطع ضوءا وأشد تألقا ..فعرفوا أن الكون أرحب مما يظنون...
أنا لم يهلنى أمر هذه الكشوف،وإنما زاد إعظامى لربى ،الذى بنى فأوسع،وذرأ فأبدع ،إنه يهب لهذه الأكوان كلها وجودها وبقاءها لحظة بعد أخرى..!
واذكر أنى رأيت مرة أسرابا من النمل تحف بقطعة من الحلوى وتسلم فتاتها لأسراب أخرى،رأيت ألوفا تأخذ من ألوف،فاتجهت إلى السماء وأنا أقول وثم ألوف مؤلفة من النجوم الثابتة والكواكب الدوارة،ان الدقة التى تحكم حياة النمل فى جحوره هى هى التى تحكم الشموس فى داراتها.. رؤية تامة هنا وهناك"له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع مالهم من دونه من ولى ولايشرك فى حكمه أحدا.." (لكهف:26)
مادامت السماء محيطة بنا فهى فوقنا وتحتنا،ونحن على أرضنا قد نكون فوق قوم يعيشون على الأرض فى جانب آخر منها ...
وعلى أية حال فالخالق الأعلى له فوقية تقهر الخلائق جميعا،وتستعلى وتستعلن على الجن والانس والملائكة وسائر الموجودات ...
ذاك ماأعرف،ولاأحب إفساد النظم القرآنى الكريم بتعاريف ما أنزل الله بها من سلطان.
قال الشاب: ألم تقرأ العقيدة الطحاوية؟ قلت: أوصى المسلمين أن يقرءوا القرآن ،وألا يعملوا عقولهم فى اكتناه المغيبات التى يستحيل أدراك كنهها ، كذلك فعل سلفهم الصالح فأفلح..
قال الشاب : وكتابك عقيدة المسلم ؟ قلت قررت فيه ما سمعت الآن ..!
قال : إنه يتجه مع مذهب السلف ولكنك تبعت فى ترتيب العقائد منهج أبى الحسن الأشعرى وهو مؤول منحرف..قلت :رحم الله أبا الحسن وابن تيمية!
كلاهما خدم الإسلام جهده،وغفر الله لهما مايمكن أن يكون قد وقع فى كلامهم من خطأ.
اسمع يابنى لماذا تحيون الخصومات العلمية القدمية؟ كانت هذه الخصومات- ودولة الإسلام ممدودة السلطة –خفيفة الضرر،إنكم اليوم تجددونها ودولة الإسلام ضعيفة،بل لادولة له،فلم تعيدونها جذعة،وتسكبون عليها من النفط مايزيدها ضراما؟
وجهوا الأمة الى كتاب ربها وسنة نبيها واشتغلوهم بما اشتغل به سلفنا الأول ،اشتغل بالجهاد فى سبيل الله فاعتز وساد!مع ملاحظة أنهم كانوا يحررون غيرهم أما نحن فمكلفون بتحرير أنفسنا.
قال الشاب وهو يتململ حسبناك من السلف!! قلت : أن الإنتماء إلى السلف شرف أتقاصر دونه وفى الوقت نفسه أحرص عليه لقد جئت تسألنى عن قضية لو سُئِل عنها الأصحاب رضى الله عنهم لسكتوا....
وأغلب الظن أنك تود لو تعثرت فى الإجابة حتى تتخذنى غرضا،أنت ومن وراءك ،فلتعلم أن طهر النفس أرجح عند الله من إدراك الصواب.......!
ليس سلفيا من يجهل دعائم الاصلاح الخلقى والاجتماعى والسياسى كما جاء بها الاسلام وأعلى رايتها السلف،ثم يجرى هنا وهناك مذكيا الخلاف فى قضايا تجاوزها العصر الحاضر،ورأى الخوض فيها مضيعة للوقت فيها....
أما كان حسبنا منهج القرآن العزيز فى تعليم العقائد؟
فى تعريف الناس بربهم نسمع قوله تعالى" الله لاإله إلا هو له الأسماء الحسنى"( والاستجابة الفطرية لدى سماع هذه الآية أن نقول: عرفنا ربنا وماينبغى له من نعوت الكمال)
ويقول تعالى" فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات..."
والاستجابة الطبيعية لدى تلقى هذا الأمر أن نقول سمعا وطاعة، علمنا أن الله واحد، ونستغفره من تقصيرنا فى الوفاء بحقوقه..
ثم تتجه بعد ذلك جهود المربين والموجهين إلى تنمية الإيمان النابت فى مغارسه الصحيحة حتى يتحول من معرفة نظرية إلى خشية وتقوى وحياء وخشوع ، ولانزال ننميه كما فعل سلفنا الصالح حتى يفعم المؤمن بمشاعر التمجيد فيقول كما علمه الرسول الكريم:" ياربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك"!،فاذا واجه الموت فى سلام أو حرب لم يجزع بل قال "غدا ألقى الأحبة محمد وحزبه" كما هتف بذلك بلال رضى الله عنه.
أما جعْل الايمان قضايا جدلية فهذا هو الموت الأدبى والمادى .
ولو أن سلفنا مضى مع تيار الجدل ما فتح الإسلام بلدا ، ولا شرح بالإيمان صدرا........
إن منهج القرآن الكريم فى إنشاء العقائد وإنضاجها خفيف رقيق أخف من الهواء وأرق من الماء،اما بعض الكتب التى تعرض العقائد فى كثير من الأعصار والأقطار فعلى نقيض ذلك ، وقد ألفت كتابى "عقيدة المسلم " وأنا متشبع بهذه الأفكار،وأحسب أن الله نفع به كثيرا....
على أن هناك أمورا يقحم فيها السلف إقحاما ،ولا علاقة لهم بها،فما دخل السلف فى فقه الفروع واختلاف الأئمة فيه؟
ومن الذى يزعم ان ابن حنبل هو ممثل السلفية فى ذلكم الميدان،وأن أبا حنيفة ومالكا والشافعى ،جاروا على الطريق ،وأمسوا من الخلف لا من السلف؟
إن هذا تفكير صبيانى..وبعض من سموا بالحنابلة الذين حكى تاريخ بغداد أنهم كانوا يطاردون الشافعية لحرصهم على صلاة القنوت فى صلاة الفجر هم فريق من الهمل لا وزن لهم..
وأنا موقن بأن الإمام أحمد نفسه لو رآهم لأنكر عليهم وذم عملهم....
التبعة ليست على رعاع يمزقون شمل الأمة بتعصبهم ،وإنما تقع التبعة على علماء يعرفون أن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم بأن للمجتهد أجرين إذا أصاب، وأجرا إذا أخطأ.
ولو فرضنا جدلا أن الحق مع الحنابلة والأحناف فى أنه لا قنوت فى الفجر فمن الذى يحرم مالكا والشافعى أجر المجتهد المخطئ.
وإذا كان من يخالفنا فى الأجر مأجورا فلم نسبه ونحرجه ونضيق عليه الخناق؟؟
المشكلة التى نطلب من أولى الألباب حلها هى معالجة نفر من الناس يرون الحق حكرا عليهم وحدهم، وينظرون الى الأخرين نظرة انتقاص واستباحة!
الواقع أن الأمراض النفسية عند هؤلاء المتعصبين للفرعيات تسيطر على مسالكهم وهم-باسم الدين-ينفسون عن دنايا خفية! وعندما يشتغل بالفتوى جزار فلن تراه أبدا إلا باحثا عن ضحية!!
وقريب من ذلك ما أقصه على ضيق وتردد! إن البعض ينكر المجاز،أو يستهجن القول به ويغمز إيمان الجانحين إليه،سألنى سائل:تذكر حديث الأبراد بصلاة الظهر لأن شدة الحر من فيح جهنم؟ قلت:نعم! قال: جاء فى الكلام عن فيح جهنم أن النار اشتكت إلى الله،قائلة: أكل بعضى بعضا..فأذن لها بنفسين فى الصيف والشتاء،فأشد ما تجدون من الحر فى الصيف فهو من أنفاس جهنم ،وأشد ما تجدون من برد فى الشتاء فهو من زمهرير النار..!!
قلت:ذلك تقريبا معنى حديث صحيح !قال:أو تؤمن به؟ قلت:لا أدرى ماذا تريد؟الابراد بالظهر مطلوب تجنبا لوقدة الحر ولا غضاضة فى ذلك،يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر!
قال:أسألك عن المعنى المذكور فى الحديث؟ أتؤمن بأن جهنم شكت بالفعل وأن الله استمع إليها،ونفس عنها
قلت فى برود:كون النار تكلمت بلسان فصيح وطلبت ما طلبت فهم لبعض الناس، ولهم أن يقفوا عند الظاهر الذى لايتصورون غيره،وهناك رأى آخر أنا أميل إليه،وهو أن هذا اسلوب فى تصوير المعانى يعتمد على المجاز والاستعارة..
وهنا تنمر السائل وبدأ فى التشنج وقال: أكثير على قدرة الله أن تتكلم النار؟أما يقدر ربنا أن تتكلم الحجارة؟
وأجبته ببرود أكثر: مادخل القدرة الألهية هنا؟ أن العلماء يفهمون النصوص على ضوء اللغة العربية،وما نقل النصوص على ضوء اللغة العربية ، ومانقل إلينا من تراكيبها ،وقدرة الله فوق الظن والتهم!أن العرب الأقدمين أجروا على ألسنة الجماد والحيوان كلاما مانعلم نحن أنه ليس على ظاهره، وقد ذكرت فى مكان آخر المثل العربى"قال الجدار للوتد لم تشقنى ،قال: سل من يدقنى"
وجاء مثل آخر على لسان الثور المخدوع :"أكلت يوم أكل الثور الأبيض"
والجدار ما تكلم! والثور ما نطق..
ثم قلت يائسا: ومع ذلك فاذا كنت ترى أن الجدار نطق والثور تكلم فلك مذهبك، ولا دخل للسلف أو الخلف فى الموضوع كله!

وعاد الشاب يقول: هل فى القرآن مجاز؟
وكتمت الغيظ الذى يغلى فى دمى ،وقلت: مالاكه بعض العلماء فى القرون الوسطى، ثم انتهوا منه وانتهى أهله، تريدون اليوم إحياءه وشغل الناس به؟ مرة حديث الفوقية،ومرة حديث المجاز؟
حدثنى عن هذه الآيات"إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فهم مقمحمون ،وجعلنا من بين أيديهم ومن خلفهم سدا"(يس:9،Cool
ترى هذه السدود هى السد العالى أو سد الفرات؟ وهل الأغلال هنا هى القيود والتى توضع فى أيدى المجاهدين..أم هناك مجازا فى القرآن الكريم..؟
وأستأنفت الكلام وأنا أتجه إلى الضحك..
لما سر المتنبى بشعب بوان وراقه الهواء و الظل ،وتسلل الأشعة بين الأوراق والغصون تصنع دوائر ثيابه ،قال:
وألقى الشرق منها فى ثيابى دنانيرا تفر من البنان
ثم قال فى مجون لايسوغ
يقول شعب بوان حصانى أعلن هذا يسار إلى الطعان
أبوكم آدم سن المعاصى وعلمكم مفارقة الجنان
هل وقف حصان المتنبى وسط الحديقة الغناء وألقى هذه الخطبة العصماء؟أم ان المتنبى أنطق دابته بهذا الشعر؟أظن الحكم على مذهبك أن الحصان هو الذى فسق بهذا لكلام ضد الأنبياء ويجب ذبحه!!
إن هذا الشاب وأمثاله معذرون،والوزر يقع على من يوجههم،لأنه لايفقه أزمات الحياة المعاصرة،ولا يرتفع إلى مستوى الأحداث،ولايحس آلام أمته ،ولا يخطر بباله مايبيت للأمة الاسلامية ودينها العظيم من مؤمرات.
إننا نريد ثقافة تجمع ولا تفرق،وترحم المخطئ ولا تتربص به المهالك، وتقصد إلى الموضوع ولآتتهارش على الشكل..
ـــــــــــ
وهذه هدايا لإخواننا الوهابية

قال الشيخ الغزالي رحمة الله
سر تأخر العرب ص57:
(أما الأشاعرة فتنزيههم لله واضح وثناؤهم عليه جميل، وقد اقتصدوا في التأويل، وسلكوا مسلكاً وسطاً جعل جماهير المسلمين تنضم إليهم من ألف سنة إلى اليوم) أ. هـ .
ـــــــــــ
وقال عن والدي النبي صلى الله عليه وسلم ( في صفحة (195) من كتاب "دستور الوحدة"
قال بنجاة ابوي النبي صلى الله عليه وسلم ورجح الآية واتخذها دليلا وهى قوله تعالى: ]وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا]

وقال فضيلة الشيخ محمد الغزالي- في كتابه هموم داعية (21: 22) - وقال ما شابه ذلك في دستور الوحدة الإسلامية(25)- :
" رأيت نفرا يغشون المجامعَ مذكّرين بحديث أنّ أبا الرسولِ صلى الله عليه وسلم في النار! وشعرت بالاشمئزازِ من استطالتِهِم وسوء خلقِهِم! قالوا لي: كأنك تعترض ما نقول؟ قلتُ ساخرا: هناك حديث آخر يقول: { وما كنّا مُعَذّبِينَ حتّى نَبْعثَ رَسُولاً } فاختاروا أحدَ الحديثيْنِ ... قال أذكاهم بعد هنيهةٍ: هذه آية لا حديث! قلت: نعم جعلتها حديثا لتهتمّوا بها فأنتم قلّما تفقهونَ الكتابَ !!
قال: كانت هناك رسالات قبل البعثةِ والعربُ من قوم إبراهيم وهم متعبّدون بدينِهِ. قلتُ: العرب لا من قومِ نوح ولا من قومِ إبراهيم، وقد قال الله تعالى في الذين بُـعِـثَ فيهم سيد المرسلين: d]ومَا آتَينَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسونَهَا وَ مَا أَرْسَلْنَا إلَيهِمْ قَبْلَك منْ نَذيرٍ] وقالَ لنبيّهِ الخاتم:]وما كُنتَ بِجَانبِ الطّورِ إذْ نَادَينَا ولكِنْ رَّحمةً منْ ربّكَ لِتُنذِرَ قَومَاً ما أتَاهُم منْ نَذيرٍ من قبلِكَ لعَلّهُم يتذكّرونَ]. كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصّة !!
وللفقهاءِ كلام في أنّ أبوي الرسول ليسا في النارِ يردّونَ بِهِ ما تروونَ، لقد أحرجتُم الضميرَ الإسلاميّ حتى جعلتموهُ ليستريحَ يروي أنّ الله أحيى الأبوينِ الكريمينِ فآمنا بابنِهِما وهي روايةٌ ينقصُها السندُ؛ كما أنّ روايَتَكم ينقصها الفقهُ ، ولا أدري ما تعشّقُكُم لتعذيبِ أبوينِ كريمينِ لأشرفِ الخلقِ؟ ولم تنطلقونَ بهذه الطبيعةِ المسعورةِ تسوءون الناسَ؟ " انتهى
ـــــــــــ
يقول صاحب مقدمة كتاب"قصتي مع التصوف" وهو ابن الشيخ خالد محمد خالد صاحب كتاب " رجال حول الرسول " :
لما كتب الوالد " من هنا نبدأ " ( اسم كتاب) رد عليه الشيخ الغزالى بكتاب " من هنا نعلم " وقد اختلف الاثنان في كثير من آرائهما ومع ذلك كانت بينهما خاصة علاقة من الحب والمرحمة كفيلة وحدها أن تدخلهما معا الجنة إن شاء الله تعالى وقد قال الشيخ الغزالي يوما لأخي أسامة : إن الرجل الوحيد الذي يمكنني أن ائتمنه على عرضي هو خالد محمد خالد .
لم أر الوالد رحمه الله فرحاً لأمر مثلما فرح لمكالمة تليفونية كانت بينه وبين الشيخ الغزالي عليه وعلى أبي رحمة الله وكان ذلك في يوم جمعة صباحا قبيل وفاة الوالد بأيام قليلة حيث اتصل الشيخ ليسأل عن أحوال صاحبه فحملت التليفون إلى أبي في فراشه فقام وجعلا يتكلمان كعادتهما ولما هممت بمغادرة الغرفة لأمر ما إذا بوالدي يتهلل وجهه بالبشر والسرور وراح يشير إلى بيده أن أبقى مكاني...وبعد أن فرغ من مكالمة صاحبه قال لي في فرحة كبيرة حقا : أتدري ماذا قال لي الشيخ الغزالي؟ قال لي : دعك من الأطباء والمستشفيات والدواء وعليك ببردة سيدنا الإمام البوصيري فإنه يستشفى بها فإن سيدنا الإمام البوصيري لما أصيب بالفالج نظم هذه القصيدة وتوسل بها إلى الله في الشفاء فشفاه الله..
لم يكن مثل هذا الكلام مما يصدر عن الشيخ الذي كان طول عمره عقلانيا لا يقبل إلا ما يرجح عنده في ميزان العقل !!
ترى لو مد الله في عمره - وقد توفي بعد والدي بأسبوع واحد - أتراه كان ينضم إلى صاحبه في معرفة فضل التصوف وحب رجاله وفتيانه والتعلق بمفرداته وأدواته ؟
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني ...........والحب يعترض اللذات بالألم









آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-09-14 في 22:13.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الشيخ, الصوفية, الغزالي, القبورين, فتاوى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc