سورة الزمر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > المنتدى الإسلامي للنّساء > قسم علوم القرآن > تفسير القرآن وإعرابُه

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سورة الزمر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-14, 15:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم الشافعي
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي سورة الزمر

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سورة الزمر‏
,‏ هي سورة مكية‏,‏ وآياتها‏(75)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لتركيزها على زمر المتقين السعداء المكرمين من أهل الجنة‏,‏ في مقابل زمر العصاة الأشقياء المهانين من أهل النار‏,‏ وأحوال كل منهم في الآخرة.
ويدور المحور الرئيسي لسورة الزمر حول قضية العقيدة‏ ـ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية ـ‏ وتستهل سورة الزمر بتمجيد القرآن الكريم‏ المنزل من رب العالمين إلى خاتم الأنبياء والمرسلين‏
,‏ هداية للناس أجمعين‏,‏ وأمراً بإخلاص الدين لله ـ تعالى ـ وحده‏,‏ ونهياً قاطعاً عن الشرك بالله‏,‏ وعن ادعاء الولد لجلاله وهو الواحد القهار‏,‏ المنزه عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ في مطلع هذه السورة المباركة‏:‏ " تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ ‏ . ‏ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ. أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ‏ . لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ" (‏الزمر‏:1‏ ـ‏4)‏ .
ثم استعرضت السورة الكريمة عدداً من الأدلة المادية الملموسة التي تشهد للخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بالإلوهية‏
,‏ والربوبية‏,‏ والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه‏,‏ وبطلاقة القدرة‏,‏ وبديع الصنعة‏,‏ وإحكام الخلق‏,‏ وبأنه ـ تعالى ـ هو العزيز الغفار‏,‏ والواحد القهار‏,‏ المنزه عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله ‏.‏
وفي التأكيد على حرية الإنسان في اختياره لمعتقده‏
,‏ وعلى مسئوليته عن ذلك الاختيار‏,‏ وعلى حتمية رجوعه إلى خالقه‏,‏ وحتمية محاسبته على أعماله يقول ربنا ـ تبارك اسمه ـ في خطابه لخلقه‏:‏
" إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‏ " (‏ الزمر‏:7)‏ .
وفي استعراض شيء من طبائع النفس البشرية في حالات الضيق والسعة‏
,‏ وتمايز الناس في ذلك بين كافر ومؤمن وعالم وجاهل وجزاء كل منهم في الآخرة تقول الآيات‏:‏" وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ . أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ"‏ (الزمر ‏:9,8)‏ .


وفي خطاب من الله ـ تعالى ـ إلي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفصل جزاء كل من الطائفتين من عباده ـ وهما المؤمنون الموحدون‏ والكافرون المشركون ـ يقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ‏:‏
" قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ‏ . قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ. ‏ وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ المُسْلِمِينَ ‏ . ‏ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. ‏ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي ‏ . فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ" (‏ الزمر‏:10 ‏15)‏ .
وفي تفصيل جزاء كلٍ من الكافرين المشركين الخاسرين‏
,‏ والمؤمنين الموحدين الفائزين يوم القيامة يقول ربنا ـ جلت قدرته ـ: ‏" لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ‏ .‏ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ البُشْرَى فَبِشِّرْ عِبَادِ ‏ .‏ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ . أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ. لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ المِيعَادَ"‏ (‏ الزمر‏:16‏ ـ‏20)‏.
وتعود الآيات في سورة الزمر إلى استعراض عدد من الآيات الكونية الدالة على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق‏
,‏ والشاهدة للخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بالإلوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه‏,‏ وبالتنزيه الكامل عن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ وهذه الآيات الكونية القائمة بالحجة البالغة على جميع الخلق تركها الله ـ تعالى ـ ذكرى لأولي الألباب من أصحاب العقول والنهى.‏
وتعاود سورة الزمر إلى التمييز مرة أخرى بين الذين شرح الله صدورهم للإسلام والقاسية قلوبهم‏
,‏ فتقول‏:
" أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ"‏ (‏ الزمر‏:22)‏ .
وتكرر السورة الكريمة تعظيم القرآن الكريم فتقول‏
:‏
" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"‏ (‏ الزمر‏:23)‏ .
وتعاود الآيات إلى التذكير بالفرق الهائل بين المؤمنين والكافرين في جزاءي الدنيا والآخرة فتقول‏
:‏
" أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ العَذَابِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ‏ .‏ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ .‏ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الخِزْيَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"‏ ‏(‏الزمر‏:24‏ ـ‏26)‏ .
وللمرة الثالثة تؤكد سورة الزمر على شيء من فضائل القرآن الكريم فتقول‏
:‏
" وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. ‏ قُرْآناً عَرَبِياًّ غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" (‏ الزمر‏:28,27)‏ .
وتعاود السورة الكريمة إلى التفريق بين فضائل التوحيد‏
,‏ ودنس الشرك بضرب المثل فتقول‏:‏
" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ" (‏ الزمر‏:29)‏ .
وتؤكد السورة الكريمة على حتمية الموت والبعث والحساب‏
,‏ وعلى الفارق الهائل بين زمر المكذبين وزمر المصدقين لكلام الله، فتقول مخاطبة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏
" إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ‏ .‏ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ. ‏ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ . وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ‏ . لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ .‏ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ .‏ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ‏ . وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ"‏ (‏ الزمر‏:31‏ ـ‏37)‏ .
ومرة أخرى تخاطب الآيات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستنكرة شرك المشركين‏
,‏ ومحذرة من سوء مصيرهم لتقول‏:‏
" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ. قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. ‏ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ" (‏ الزمر‏:38‏ ـ‏40)‏ .
وتستمر الآيات في توجيه الخطاب إلى رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ معظمة مرة أخرى القرآن الكريم فتقول‏
:‏
" إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ"‏ ( الزمر‏:41)‏ .
وفي الآية الثانية والأربعين تقارن سورة الزمر بين النوم والموت فتقول‏
:‏
" اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (‏ الزمر‏:42)‏ .
وتعاود الآيات في سورة الزمر للمرة الثالثة إلى استنكار شرك المشركين‏
,‏ محذرة من سوء عذابهم يوم القيامة موجهة الخطاب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتقول‏:‏
" أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَ لَوْ كَانُوا لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ. قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ"‏ ‏ ‏(‏الزمر‏:43‏ ـ‏45)‏ .
ومرة أخرى تتوجه السورة الكريمة بالخطاب إلى رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فتقول له آمرة وموجهة‏
:‏
" قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (‏ الزمر‏:46)‏ .
وتكرر سورة الزمر وصف عذاب الظالمين المستهزئين بالدين فتقول‏
:‏
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ العَذَابِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ . وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‏" (‏ الزمر‏:48,47) .‏
ومرة ثانية تعاود الآيات إلى استعراض شيء من طبائع النفس الإنسانية مؤكدة أن الله ـ تعالى ـ هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لتقول‏
:‏
" فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ. ‏ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ‏ . فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بُمُعْجِزِينَ. أَوَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"‏ (‏ الزمر‏:49‏ ـ‏52)‏
ثم تعاود الآيات إلى فتح أبواب التوبة واسعة أمام أهل المعاصي مهما أسرفوا فيها‏
,‏ وتدعوهم إلى الاستغفار على ما كانوا قد اقترفوا من الذنوب وعدم اليأس من رحمة الله ـ تعالى ـ فتقول مخاطبة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ .‏ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ .‏ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ .‏ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ المُتَّقِينَ. أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ المُحْسِنِينَ .‏ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الكَافِرِينَ" (‏ الزمر‏:53‏ ـ‏59) .‏


وللمرة السادسة تقارن السورة المباركة بين مصائر كلٍ من المكذبين المتكبرين‏,‏ والمصدقين المتقين في الآخرة فتقول‏:‏ " وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ. ‏ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " (‏الزمر‏:61,60)‏ .
وتعظيماً لله ـ تعالى ـ وتحذيراً للكافرين تقول سورة الزمر‏
:‏
" اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . ‏ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ" ‏ ‏(‏الزمر‏:63,62).‏
وتوجه السورة الكريمة الخطاب إلى خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ للمرة العاشرة مؤكدة التوحيد الخالص لرب العالمين‏
,‏ ومستنكرة شرك المشركين‏,‏ ومؤكدة وحدة الدين في الإسلام العظيم فتقول له‏:‏
" قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الجَاهِلُونَ‏ .‏ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ . بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ" ‏(‏الزمر‏:64‏ ـ‏66)‏ .
وتصف سورة الزمر مشهداً من مشاهد يوم القيامة يعظم الله ـ تعالى ـ وينزهه عن كل شريك ويؤكد على نفختي الصعق والبعث‏
,‏ وعلى ما يعقبهما من أحداث عظام وحساب وجزاء فتقول‏:‏
" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ . وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ . وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ" ‏ ‏(‏الزمر‏:67‏ ـ‏70)‏ .
وتختتم السورة الكريمة بوصف مصائر كل من زمر الكافرين المتكبرين وزمر المتقين العاملين فتقول‏
:‏
" وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ‏ .‏ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ . وَسِيقَ الَذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ . وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ . وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ" ‏(‏الزمر‏:71‏ ـ‏75)‏ .
من ركائز العقيدة في سورة الزمر:
‏(1)‏ الإيمان بالله ـ تعالى ـ رباً واحداً أحداً‏,‏ فرداً صمدا‏ً,‏ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة ولا ولد‏,‏ وتنزيهه ـ سبحانه وتعالى ـ عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ والإيمان بكل ما وصف به ذاته العلية من صفات الكمال والجلال التي منها أنه ـ سبحانه ـ العزيز الحكيم‏,‏ الواحد القهار‏,‏ الرحيم الغفار‏,‏ مالك الملك‏,‏ الغني‏‏ عالم الغيب والشهادة، والعليم بذات الصدور‏,‏ الهادي‏ الكافي‏،‏ المنتقم‏,‏ الخالق‏,‏ الحكم العدل‏,‏ القابض الباسط‏,‏ الرزاق‏‏ الوكيل‏,‏ الحليم‏‏ العليم ‏.‏
‏(2)‏
اليقين بأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين الذي أنزله بالحق على خاتم أنبيائه ورسله‏ قرآناً عربياً غير ذي عوج‏
,‏ وهدى وبشرى للمؤمنين ‏.‏
‏(3)‏
التصديق ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه ليس من بعده نبي ولا رسول‏
,‏ فقد ختمت بنبوته النبوات‏,‏ وببعثته الرسالات‏,‏ ولذلك تعهد ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بحفظ رسالته فحفظت على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية‏,‏ وسوف تبقى محفوظة إلى أن يشاء الله‏.‏
‏(4)‏
التسليم بحتمية الموت‏ والبعث‏
,‏ والحساب‏ والجزاء‏,‏ وبأن للآخرة نفختين‏،‏ نفخة الصعق التى يصعق بها كل حي في السماوات والأرض إلا من يشاء الله‏,‏ ونفخة البعث التي يبعث بها كل ميت فيحشر ويعرض ويحاسب ويلقى جزاءه بالخلود في الجنة أبداً أو في النار أبداً‏.‏
‏(5)‏
الإيمان بأن الرزق من الله ـ تعالى ـ الذي يبسطه لمن يشاء ويقدر له‏
,‏ وبضرورة الصبر عند الابتلاء، فالصابرون يوفون أجورهم بغير حساب‏ .‏
‏(6)‏
التصديق بمسئولية كل إنسان عن عمله‏
,‏ وبأنه لا تزر وازرة وزر أخرى‏,‏ وبأن كل بني آدم خطاءون‏,‏ وأن خير الخطائين التوابون‏,‏ وأن الله ـ تعالى ـ لا يغفر أن يشرك به‏ ويغفر مادون ذلك لمن يشاء من عباده ‏.‏
‏(7)‏
اليقين بنعيم أهل الجنة وبعذاب أهل النار‏
,‏ وبكل ما أنزل ربنا ـ تبارك وتعالى ـ من عذاب بالعاصين المكذبين من الأمم السابقة ‏.‏


من الإشارات الكونية في سورة الزمر:
‏(1)‏
وصف خلق السماوات والأرض بأنه تم بالحق،
(أي حسب قوانين وسنن منضبطة انضباطا شديدة يشهد للخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بالإلوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه)، وبأنه ـ تعالى ـ هو الحق.‏
‏(2)‏
الإشارة الضمنية الدقيقة إلى كلٍ من كروية الأرض‏ ودورانها حول محورها أمام الشمس‏
,‏ وجريها في مدارها‏,‏ وجري كلٍ من القمر والشمس‏ ـ‏ وبالتالي جري كل أجرام السماء‏ ـ إلى أجل مسمى مما يشير إلى حتمية الآخرة‏.‏
‏(3)‏
التأكيد علي خلق الناس جميعاً من نفس واحدة هي نفس أبينا آدم ـ عليه السلام ـ التي خلق منها زوجها ‏ـ‏ أمنا حواء عليها السلام‏ ـ وعلوم الوراثة تؤكد ذلك وتدعمه‏
.‏
‏(4)‏
ذكر إنزال ثمانية أزواج من الأنعام مما قد يشير إلى إنزال الأمر الإلهي بخلقها‏
,‏ أو إنزال الشفرة الوراثية الخاصة بها‏.‏
‏(5)‏
وصف خلق جنين الإنسان على مراحل
" ... خَلْقاً مِّنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ... "، وهو ما أكده علم الأجنة ‏.‏
‏(6)‏
الإشارة إلى أن أصل الماء المخزون في صخور قشرة الأرض هو ماء المطر الذي يسلكه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ ينابيع في الأرض‏
,‏ والعلوم المكتسبة تؤكد ذلك‏ .‏
‏(7)‏
وصف إنبات الأرض بنزول الماء عليها أو بريها فتخرج زروعاً مختلفة الألوان‏
,‏ وعند نضج ثمارها تيبس وتجف بعد نضارتها‏,‏ ويصفر لونها‏,‏ ثم تتحطم وتصبح فتاتاً متكسراً،‏ وفي ذلك إشارة إلى دورة الحياة والموت في كل صور الخلق ‏.‏
‏(8)‏
التأكيد على مفارقة النفس للجسد في حالتي النوم والممات‏
,‏ وعلى عودتها إلى النائم لحظة يقظته‏,‏ وإمساكها عن جسد الذي قضى عليه الموت ‏.‏
‏(9)‏
الجزم بأن الله ـ تعالى ـ هو خالق كل شيء‏
,‏ وأنه على كل شيء وكيل ‏.‏
فالحمد لله على نعمة الإسلام العظيم‏,‏ والحمد لله على نعمة القرآن الكريم‏,‏ وصلاة الله وسلامه على النبي والرسول الخاتم الذي تلقاه، وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏














 


رد مع اقتباس
قديم 2016-08-14, 19:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا اختي ...ونفع بك ....










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 08:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم الشافعي
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أمة الله الجزائرية مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا اختي ...ونفع بك ....
و خيرا جزاك الله اختي ام امة الله
نفعنا الله و اياكم بها









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc