من علماء الجزائر ...موضوع متجدد - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من علماء الجزائر ...موضوع متجدد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-23, 16:37   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع متجدد و مازال من علماء الجزائر الكثير و الكثير
من قال أن أرض الجزائر عاقر








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-11-23, 18:30   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الأديب الداعية الشيخ الدكتور أحمد شرفي الرفاعي



هو من مواليد 1934 ببلدية خنشلة ولاية خنشلة حسب بطاقة التعريف ،وفي 1350هجري المناسبة ل1932 م ببوحمامة ولاية خنشلة حسب شهادات الأقارب ،متزوج وأب لستة أبناء ،درس بقسنطينة في معهد عبد الحميد بن باديس من 1948 إلى 1952 وانتقل إلى جامع الزيتونة بتونس ودرس به سنوات 1954 -1956 ،ودرس بالأزهر في القاهرة سنوات 1956 -1957 ،ودرس بجامعة بغداد سنوات 1958 -1961 ،وواصل دراسته العليا بكلية الآداب جامعة القاهرة سنتي 1961 -1962 .

المؤهلات العلمية:

حائز على الأهلية من تونس سنة1953 ،وعلى الثانوية العامة “الباكلوريا” من الأزهر سنة 1957 كما درس بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة 1957 -1958 ،وحائز على ليسانس الآداب من بغداد سنة 1961 ،وحائز على شهادة النجاح للسنة التمهيدية للماجستير في الآداب من كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1962 ،ودكتورا الطور الثالث من جامعة الجزائر سنة 1979 .

الحياة المهنية:

مدرس بالتعليم الثانوي من 1962 إلى 1972 ،ومدرس بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة من 1972 إلى 1987 ،وأستاذ مشارك في تدريس الحديث النبوي الشريف وفقه السيرة في المعهد الوطني للتعليم العالي في الشريعة بباتنة 1996 ،ومدير لمعهد الحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية من 1987 إلى 1989 ،ورئيس المجلس العلمي لمعهد الآداب واللغة العربية 1989 -1990

الإنتاج العلمي:

له ما يقارب 22 مؤلفا من أشهرها التعريف بالقرآن الكريم،وجراح التاريخ وعاهاته،والسيرة النبوية الشريفة دلالات وعبر،ومفهوم جماعة المسلمين عند الإمام أبي يعلى ومقتضياته،وهو تحت الطبع….ويدرس حاليا دروسا بمسجد أبي أيوب الأنصاري بقسنطينة.











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-23, 18:50   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

المحدث و المفسر محمد فضل اسكندر

هو فضيل بن حساين بن أحمد بن محمد بن رمضان ،ولد بحي "تاكبو" بمدينة المدية في 1319هـ الموافق لـ 03 ماي 1901م .نشأ وترعرع في أسرة محافظة على القيم الدينية والأخلاق الإسلامية ، فقد كان جده إماما بالمسجد الحنفي بالمدية ، و كان عم أبيه من حفاظ القرآن بالولاية ، و هذا الوسط العلمي ساعده للتفتح على أبواب العلم و الأخلاق و الإلتزام منذ نعومة أظافره . ورغم مفارقة أمه للحياة وهو صغير ألا أنه تلقى الرعاية الكافية ولم يؤثر ذلك على قريحته العلمية .

طلبه للعلم:

وقد وهبه الله ذاكرة فذة فأكمل حفظ القرآن و عمره تسع سنوات عن عمه "محمد بن رمضان" الذي كان مؤذنا و معلما للقرآن الكريم بالمسجد الحنفي .كما استفاد كثيرا من جانب اللغة من الشيخ "محمد بلحصيني" أحد أعلام اللغة العربية في ولاية المدية آن ذاك .

و قد مكنته حافطته القوية من تحصيل الكثير من العلوم خاصة مصطلح الحديث حيث كان ملما بالكتب الستة ، فكان يحفظ ما يقارب 3500 حديث بسندها كاملة هذا ما جعل الشيخ الفحام عميد الجامع الأزهر عندما زاره سنة 1968 يطلق عليه اسم "بصارالحديث "أو "سيار الحديث"، وقبل رأسه اعترافا له بالعلم الوافر و سعة فكره و إطلاعه العميق .

و فضلا عن ذلك فقد كان له باع في اللغة و الأدب وقد ذكر من لازمه أنه إذا مال بك في هذا المجال بدا لك أنه لا يعرف إلا سواه و له من الشعر ثلاثة قصائد الأولى في فضل العلم و قد ألقاها بمناسبة افتتاح أول نادي ثقافي بالمدية سنة1926م

و الثانية كتبها في إطار نشاطه لجمعية العلماء المسلمين في التصدي لأهل البدع و الخرافات سنة 1934م.

و الثالثة جادت بها قريحته عندما حضر تهديم الكنيسة بساحة أول نوفمبر و حولت إلى مسجد و قد كتبت هذه الأبيات بمداد من ذهب على قطعة رخامية تتصدر مسجد النور و ذلك سنة 1969م.

نشاطه الدعوي:

لقد قدم الشيخ الفضيل لمدينة المدية و للأمة الإسلامية ككل ما شاء الله تعال سواء في التفسير أو الفتوى أو الوعظ و الإرشاد ...

غير أن آثاره المدونة قليلة جدا و ذلك القليل لا يزال حبيس المخازن و الرفوف أو في صدور بعض من لازمه آن ذاك ،في انتظار خروجها إلى النور لتنتفع بها الأمة الإسلامية جمعاء .

و من بين أهم آثاره في علم الحديث أنه أخرج واحد و ثمانين حديثا شريفا من الكتب الستة و المتفق عليها لفظا و معنى .

و بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين ،زار رئيسها الشيخ عبد الحميد ابن باديس مدينة المدية سنة 1933م و عين الشيخ الفضيل رئيسا لفرع المدية و عضوا في مجلس الفتوى ، و نظرا لما لمسة الشيخ عبد الحميد ابن باديس من خصال الدعوة و أخلاق العلماء و بشهادة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي حثه على تفسير القرآن الكريم ،فبدأ الشيخ رحمه الله في التفسير كل جمعة درسا بدون انقطاع حتى أتمه سنة 1969م ،وكان منهجه في التفسير ينبني على قراءات مستفيضة للتفاسير السابقة فيذكرها على سبيل الأمانة العلمية و الاستناد عليها ليطرح بعدها تفسيره معرجا على أسباب النزول و الأحكام الفقهية و بلاغة القرآن و حكمه...

و كان يتخلل تفسيره صولات و جولات في العلم الشرعي فقها و حديثا و بالغة و لغة فأجاد و أفاد،و لكن للأسف لم يدون تفسيره هذا إلا بعض الأشرطة السمعية وبعض خطبه و دروسه المدونة .و بعد 25 سنة كاملة أتم رحمه الله التفسير في يوم الجمعة بالمسجد الحنفي . كما أنه كان المفتي العام للولاية،فلا يتجرأ غيره على الفتوى و الشيخ الفضيل حاضر.بل و يأتوه المستفتون من مختلف الولايات

و من خلال عضويته في جمعية العلماء المسلمين سخر جهده للدعوة إلى الله و التوعية الوطنية ، يحمي حدود الله و يصحح المفاهيم الخاطئة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، وكان سيفا مسلولا على أهل البدع و الخرافات سالكا منهج الجمعية في ذلك و مراعيا حبل الله المتين .

كما قام رحمه الله بالتدريس في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر سنة 1948م.

و لم يدخر الشيخ رحمه الله أي جهد في الرد على الاستدمار الفرنسي ،فقد سخر لسانه و قلمه لتحريض الشباب الجزائري على الجهاد و الدعوة إليه بكل ما يملك ، و هذا ما أدخله في الكثير من المواجهات مع الإدارة العسكرية الفرنسية بالولاية و من أهم مواقفه أنه رفض الصلاة على الخونة الذين قتلهم المجاهدون ممتثلا لقوله تعالى " و من يتولاهم منكم فإنه منهم" ما جعل السلطات العسكرية الفرنسية تضعه تحت الرقابة .

أما على المستوى العالم الإسلامي فكان يراسل مشايخ الأزهر و العلماء المسلمين و يتبادل معهم مناقشة المسائل الدينية و العلمية و يتواصل معهم في هموم الدين و الأمة ، وقد زاره شيخ الأزهر "محمد الشعراوي " و تناضر معه من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، و قد خرج منها الشيخ الشعراوي مبهوتا بسعة علمه و عمق اطلاعه.

كما زار رحمه الله جامع الزيتونة بتونس في أربعينيات القرن الماضي فأفاد و استفاد

و أثناء زيارته البقاع المقدسة قصد الحج سنة 1967م كانت له لقاءات مع علماء مكة والمدينة و زار الطائف وسجل اسمه في السجل الذهبي المخصص للوفود الزائرة من رجال العلم و الأدب ،و حصل على رخصة الدخول إلى الكعبة المشرفة ولكن لم يتم له ذلك لمصادفة يوم الدخول بيوم العودة للجزائر.

وفاته رحمه الله:

و بعد مرض أقعده الفراش بضعة أشهر ، توفي الشيخ رحمه الله في 14أفريل 1982م بالمدية . و بذلك فقدت الولاية حبرا من أحبار الأمة و عالما فذا لا يزال الناس يتذاكرون أقواله و حكمه ، و أصبح إطلاق اسم فضيل على المواليد منتشرا جدا في الولاية ككل ،كما أن ولاية المدية و بفضل الله و ثم بفضل الشيخ الفضيل رحمه الله و معارضته و محاربته للبدع و الفساد و انتشار الحانات في فترة السبعينات و الثمانينات ، لا تزال طاهرة منها و لله الحمد في حين تنتشر بها المساجد العامرة ، و هذا ما يحسب للشيخ الفضيل اسكندر عليه رحمة الله .

آثاره:

لقد كانت للشيخ الفضيل العديد من الأعمال الدعوية و الآثار الكتابية و الصوتية ،ومن أهم آثاره في علم الحديث أنه أخرج واحد و ثمانين حديثا شريفا من الكتب الستة و المتفق عليها لفظا و معنى .و أنه فسر القرآن الكريم ، بالإضافة إلى دروس و خطب الوعظ و الإرشاد ،و لكن للأسف لم يتم تدوين أو تسجيل إلا القليل منها ، نسعى جاهدين إلى البحث عنها و طبعها و نشرها للانتفاع بها إن شاء الله تعالى.

في إطار نشاطه لجمعية العلماء المسلمين في التصدي لأهل البدع و الخرافات كتب الشيخ الفضيل اسكندر هته الأبيات سنة 1934م

لقد حارب الدين قوما لا خلاق له .....سيماهم الغش و التلبيس و الخدع

فأوهموا الناس أن الدين بدعتهم .....إلى أن أضحت كدين الله تتبع

صدوا ببدعنهم جمهور قومهم...... عن دين ربهم فبئس ما صنعوا

شاب و شب عليها الناس فاستحكمت....جذورها فيهم فكيف تنقلع

قطاع طرق لكن لا سلاح...... لهم إلا التملق و التميه و الخدع

حادوا عن الدين و العقل معا.....فالدين ما سلكوا و العقل ما تبعوا

لكنهم تبعوا هوى نفوسهم.....حتى هووا في حضيض الشرك و اندفعوا

ضنوا ضلالتهم تدوم دولتها .....و أنها تزال الدهر تتبع

لكن رحمة ربي قضيت فئة...... قيادة هديها تخريب ما صنعوا

قد كشفت جهلهم للناس فافتضحوا ....و اقهار مجدهم الموهوم و انقلع



القصيدة الثانية

حضر تهديم الكنيسة بساحة أول نوفمبر و حولت إلى مسجد و قد كتبت هذه الأبيات بمداد من ذهب على قطعة رخامية تتصدر مسجد النور و ذلك سنة 1969م.

الله أكبر جاء الحق و انهدمت ...معالم الكفر و انجلت عنا المحن

حيث النواقس و الصلبان قد زهقت ...وحل موضعها القرآن و السنن

يا مسجد النور فيك رمز عزتنا ...إذا رأيناك زال الغم و الحزن

بك المدية نالت كل مفخرة ... و زادها بهجة رونقك









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 08:31   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ عبد الرحمن شيبان

المولد والنشأة:
في الثالث والعشرين من شهر فيفري 1918م ولد الشيخ عبد الرحمن شيبان ببلدة الشرفة، دائرة مشدّالة، التابعة لولاية البويرة.
تعلم القرآن الكريم وتلقى مبادئ العربية، والتوحيد، والفقه، بمسقط رأسه وبالزاوية السحنونية بالزواوة، وبني وّغْليس، على الضفة الشمالية لوادي الصومام (بجاية).
حَجَّ والده الشيخ محمد البشير شيبان إلى بيت الله الحرام سنة 1928، في مجموعة من أهل الشرفة، مكونة من ثمانية عشر شخصا (18)، يقودهم إمام القرية ومعلمها الشيخ المختار الخياري الورتلاني، وعمر الابن لا يتجاوز العاشرة. وأمام الملتزم بالكعبة الشريفة دعا الوالد والإمام المعلم للابن عبد الرحمن أن ينجح في دراسته، ويصبح عالما من العلماء وينجح كُلّ من يتعلم عليه.
وفي العشرين من عمره شدَّ الرحال إلى الجامعة الزيتونية بتونس سنة 1938، ونال شهادة التحصيل في العلوم سنة 1947م، وإلى جانب ذلك كان يقوم بالنشاط الثقافي، وترأس جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين بتونس.

بعد التخرج:
- عينه رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الإمام المرحوم محمد البشير الإبراهيمي أستاذا للبلاغة، والأدب العربي، بمعهد الإمام عبد الحميد بن باديس بقسنطينة سنة 1948.
- كان يغوص بحثا عن: البيان، والمعاني، والبديع، في شعر المتنبي، وكنا نقف على الشاطئ، مَداركنا لا تتسع لذلك، فنكتفي بالاستماع.
- صُنِف من أساتذة الطبقة الأولى بالمعهد (مستوى شهادة العالمية) 1954م، بقرار من المجلس الإداري لجمعية العلماء، إلى جانب الأساتذة:
الشيخ نعيم النعيمي، والشيخ أحمد حماني، والشيخ عبد المجيد حيرش، والشيخ عبد القادر الياجوري، وغيرهم –رحمة الله عليهم جميعا-
- عضو عامل في جمعية العلماء.
- عضو في لجنة التعليم العليا المكلفة بإعداد مناهج التربية والتعليم، والكتب المدرسية بمدارس الجمعية المنتشرة في أرجاء القطر الجزائري.
- محرر في الجرائد الجزائرية: النجاح، والمنار، والشعلة... إلخ.
- من الكُتاب الدائمين في جريدة (البصائر) لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بتكليف من الإمام الإبراهيمي، المدير المسؤول عن الجريدة، فكان من مقالاته:
- جهاد أدبي أو فلسطين والشيخ الإبراهيمي (ماي 1948)
- ماذا ننتظر لإمداد فلسطين (جوان 1948)
- الإسلام شريعة الجهاد والاجتهاد (جوان 1948).
- المعهد ومستقبل الأدب الجزائري (سبتمبر 1949).
- الجزائر للجزائريين (أفريل 1955).
- الذكرى الخامسة عشرة لبطل الجزائر ابن باديس (أفريل 1955).
- القضية الجزائرية قضية حرية أو موت (أفريل 1956).

وعندما تكونت الهيئة العليا لإعانة فلسطين برئاسة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وعضوية الأستاذ فرحات عباس، الشيخ الطيب العقبي، والشيخ إبراهيم بيوض.

التحاقه بالثورة والعمل في ميدان الإعلام التابع لها:
- من المجاهدين في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني.
- عضو في لجنة الإعلام للجبهة، ومشارك في تحرير جريدة (المقاومة الجزائرية، لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني، وفيها كتب عدة مقالات هامة تحت ركن "صفحات خالدة من الإسلام" يسقط فيها الماضي على الحاضر، ومن بين هذه المقالات:
- بين بدر 624 وفاتح نوفمبر 1954.
- أسماء بنت أبي بكر الصديق أول مجاهدة عربية.
- سيف الله خالد بن الوليد.
- طارق بن زياد.
- كفاح الجزائر بين الماضي والحاضر.
- البطل الخالد الإمام ابن باديس.
- أين يوجد الشيخ العربي التبسي.
- ولستُ أبالي حين أُقتَل مسلما. (عن استشهاد الصحابي خبيب بن عَدِي ومقارنته بشهيد المقصلة أحمد زبانة).
- الشاعرة الفارسة خولة بنت الأزور.
- رأس تحرير مجلة (الشباب الجزائري).
- عُين مستشارا لرئيس بعثة الثورة الجزائرية بليبيا سنة 1960.

في عهد الاستقلال:
- جمع نخبة من أعضاء جمعية العلماء ومعلميها، لإحباط دعوة تجعل "اللائكية" أساسا للدستور الجزائري المقبل، نشرته الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية في 9 أوت 1962، فكان الرد الحاسم بتوجيه نداء إلى الشعب الجزائري للتمسك بدينه، نُشر في الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية في 22 أوت 1962، ونشرته صحيفة بريطانية في أواخر أوت 1962.
- انتخِب عضوا في المجلس الوطني التأسيسي في فجر الاستقلال سنة 1962، حيث كان مُقررا "للجنة التربية الوطنية".
- كان من أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد دستور الجزائر، حيث ساهم مساهمة إيجابية مع مجموعة من النواب من أهل العلم والجهاد في جعل الإسلام دين الدولة و"العربية اللغة الوطنية الرسمية"، خلافا للتيار التغريبي الذي طالب بإصرار بأن يكون "الإسلام دين الشعب" و"العربية لغة الشعب"، حتى لا يكون للدولة الجزائرية الوليدة أي التزام بتطبيق تعاليم الإسلام، واستعمال اللغة العربية في أجهزة الدولة.
- عُين مفتشا عاما للغة والأدب العربي، والتربية الإسلامية في مؤسسات التعليم الثانوي الرسمي، وصُنف في درجة حملة (شهادة الليسانس) بمرسوم رئاسي. في مارس 1964.
- كان نائبا للمرحوم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة بإدراج المعلمين والأساتذة الذين كانوا في التعليم العربي الإسلامي الحر، وقد نجح بمعية بعض النواب العلماء في استصدار مرسوم رئاسي يقضي بإدماج المعلمين الأحرار في سلك التعليم الرسمي حسب درجاتهم.
- ومن اللطائف أن المرسوم الذي صدر في شأن إدراج هؤلاء المعلمين في التعليم الرسمي، نص على أن المعلمين لا يستفيدون من تطبيق هذا المرسوم، إلا إذا التحقوا بالمدرسة فعلا، خلافا لمن كانوا يعملون في سلك القطاع الديني بصفتهم أئمة، فهؤلاء ظلوا يتلقون منحا زهيدة لا تتجاوز 45 ألف سنتيم. في ذلك الوقت... مما جعل الشيخ أبا القاسم زغداني -عريف طلبة الأوراس في الجامع الأخضر بقسنطينة- يكتب إلى الشيخ عبد الرحمن شيبان يطلب إلحاقه بالتعليم الرسمي، ليحظى بمرتب أرفع من مرتبه، قائلا: «أرجوك أن تخرجني من بيت الله لوجه الله!».
وقد سجل هذه المكرمة أيضا الشيخ حمزة شنوف الشهير بحمزة بوكوشة –رحمة الله عليه-في قصيدة جاء في المقطع الأول منها ما يلي:
نصرٌ به اسْتبْشرت في الخُلدِ قَحطَانُ
وهنَّأتْ تَغْلِباً في العُرب عدنـانُ
فتحٌ به الدّينُ والفُصْحى قد ارتفَعَـا
فوق السِّمَاك؛ وقبل اليوم قَدْ هانوُا
كَانَ الجَزاءَ لِـمن وَفـَّواْ بِعهْدِهِمُ؛
أنَّ الوفاءَ لِديـنِ الله قُربــانُ
لِفتْيةٍ كسيوفِ الهِنـدِ مُصْلـَتَةٍ
لا يُعقَدُ العِزُّ إلاّ حَيثُماَ كانـُوا
ففِي النَّوادي لهُم ذكرى وموعظةٌ؛
وفي الـمسَاجدِ تذكيرٌ وقُرآنُ
وفي الـمدارسِ تعليمٌ و تربـيةٌ
لصِبيةٍ، حَظُّهُم علمٌ وإِيــمانُ
فهُم رصيدٌ به كانتْ جزائرُنا
-رغم الزَّوابع- لمْ يضعُفْ لهَا شَانُ
حقٌّ مضاعٌ، فقام اليومَ صاحبُه،
فهلْ تُرى منْحُه عدلٌ وإحسـانُ؟
قدْ قام شَيْبَانُ في الجُلَّى يناصِرُه
وحولَهُ إِخوةٌ في الحق مَا لاَنــُوا


- كما عمل أيضا على إزالة الجفوة التي وقعت بين الشيخ الإبراهيمي والرئيس أحمد بن بلة، بسبب بيان 16 أفريل 1964 الذي أصدره الشيخ الإبراهيمي مستنكرا فيه الأوضاع التي آلت إليها الجزائر في مختلف المجالات: الدينية، والاجتماعية، والسياسية، رغم أن بعضا من رجال الجمعية لم يؤيدوا الشيخ الإبراهيمي في موقفه الذي أملته عليه مبادئ الجمعية. وإلى ذلك يشير الشيخ حمزة بوكوشة في المقطع الثاني من القصيدة الآنفة الذكر:
إِنْ أنسَ لا أُنُسَ شَيْبَاناً ومكرُمــةً
مشتْ بهَا في بلادِ اللهِ رُكبــــانُ
تنكَّرَ القَوْمُ للأُسْتاذِ عن كَثَــبٍ
فقامَ ينصُرُه في البُعْــد شَيْبــَانُ
تبَرَّأ البعضُ منهُ –وهْوَ رائدُهـُم-
فهلْ دَرَوواْ أنَّهمْ إِنْ هَانَ قدْ هَانُـوا!
شيبانُ، دَامتْ مَساعيكُم مُكمَّلـةً
لا يَعْتَرِيهــَا مَدى الأَيَّام نُقصَــانُ
إنَّ اَبْنَ بَادِيسَ في الجَنَّاتِ يَذكُرُكمُ
لِمَوْقِفٍ كانَ فيهِ العِــزُّ والشَّـانُ!
(حمزة بوكوشة أفريل 1964)
- تولى رئاسة اللجنة الوطنية المكلفة بالبحث التربوي التطبيقي والتأليف المدرسي، للمرحلتين: الإعدادية والثانوية بوزارة التربية الوطنية، حيث أشرف على تأليف نحو (20) كتابا في القراءة، والأدب، والنقد، والتراجم، والبلاغة، والعروض، والتربية الإسلامية.
- شارك في ندوات في التربية والتعليم بـ (اليونسكو)، وكان له شرف المشاركة في الوفد الذي ترأسه معالي الدكتور أحمد طالب إبراهيمي –وزير التربية الوطنية- سنة 1966. ومن المواضيع الأساسية التي كانت مطروحة في تلك الدورة اعتماد لغة رسمية خامسة تضاف إلى اللغات العالمية الأخرى (الانجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الروسية) وكانت اللغات المرشحة لنيل هذا الشرف العالمي كثيرة منها: العربية، والصينية، والهندية، والفارسية. ولكن كانت إيران هي أكبر المرشحين حظا لترسيم لغتها الفارسية كلغة عالمية، وقد حرصت إيران على توفير كل فرص النجاح لمسعاها ماديا ومعنويا، فسعى الشيخ عبد الرحمن شيبان إلى الاتصال بالوفد الإيراني لإقناعهم بسحب ترشيحهم، وكان من بين ما قاله لهم: "إن اللغة العربية هي لغة عقيدة وحضارة، قبل أن تكون لغة قومية، والدليل على ذلك أن المساهمة في بناء مجد الحضارة العربية الإسلامية كانت لشخصيات من أصول فارسية، نبغوا في مختلف ميادين الثقافة العربية، وإن الوفاء أولئك العباقرة والتمجيد الحقيقي لهم، إنما يكون بالدفاع عن اللغة التي كتبوا بها، وخلدوا ذكرهم ببناء صرح حضارتها، وترقية ثقافتها.. فاقتنع الوفد الإيراني وسحبوا ترشيحهم لصالح اللغة العربية" (البصائر ع.304 بتاريخ: 04/09/2006). كما سعى مع وفود عربية لإقناع الوفد الأمريكي باعتراضه على ترسيم اللغة العربية، يؤيدهم في ذلك الاعتراض بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، ونجح الشيخ شيبان في هذا المسعى أيضا. وبذلك صدر في هذه الدورة 14 قرار اعتماد اللغة العربية اللغة الخامسة الرسمية لهيئة اليونسكو، على أن يطبق هذا القرار في العام 1968، وقد نشرت جريدة الشعب البيان بتاريخ 19 نوفمبر 1966، في العدد 1219 تحت عنوان: "العربية تصبح لغة رسمية في منظمة اليونسكو" (بأغلبية 50 صوتا ضد 11، وامتناع 10 عن التصويت بعد مناقشات دامت عدة أيام).

في المجال الديني:
- عضو في المجلس الإسلامي الأعلى، والمشاركة في الندوات العلمية والدينية والتربوية، داخل الوطن وخارجه.
- عُين وزيرا للشؤون الدينية لمدة ست سنوات (1980 – 1986) حيث أشرف على تنظيم (6) ملتقيات سنوية للفكر الإسلامي منها: ملتقى للقرآن الكريم، فالسنة النبوية، فالاجتهاد، فالصحوة الإسلامية، فالإسلام والغزو الثقافي، فالإسلام والعلوم الإنسانية.
- عضو من المؤسسين لمجمع الفقه الإسلامي الدولي ممثلا للجزائر حتى الآن.
- ساهم مساهمة فعالة في تأسيس معهد أصول الدين بالعاصمة (كلية العلوم الإسلامية حاليا).
- بذل جهدا في افتتاح "جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية" بقسنطينة، وتعيين الداعية المصلح الإسلامي المرحوم الشيخ محمد الغزالي رئيسا لمجلسها العلمي، وتمكينه من إلقاء دروسه المتلفزة المشهورة المتمثلة في حديث الاثنين.
- طبع آثار إمام النهضة الجزائرية المرحوم الشيخ عبد الحميد بن باديس، وفي طليعتها: (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، ومجالس التذكير من حديث البشير النذير)، وهي مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي نشرها في افتتاحيات مجلته (الشهاب).
- شجع قراءة صحيح البخاري، رواية ودراية، في مساجد العاصمة وفي أرجاء الجزائر.
- رأس بعثات الحج الجزائرية إلى الأراضي المقدسة (1980-1986).

بعد التقاعد:
- ساهم في تجديد نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ 1991 بعد صدور الإذن بتكوين مختلف هيئات المجتمع المدني، حيث كان النائب الأول لرئيس الجمعية الشيخ أحمد حماني –رحمة الله عليه-، ورئيسا لتحرير البصائر لسان حالها.
- داوم على إلقاء دروس دينية في التفسير، والحديث، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، في المساجد، والمراكز الثقافية في العاصمة وغيرها.
- تولى رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وإدارة جريدة البصائر الأسبوعية، لسان حال الجمعية منذ سنة 1999 م وعلى صفحاتها دافع كما لم يدافع أحد قبله عن الجمعية ورد الشبهات حولها في سلسلة من المقالات تحت عنوان (حقائق وأباطيل) نرجو أن ترى النور في كتاب يصدر لاحقا (إن شاء الله).
- استرجع في 27 جانفي 2002 (نادي الترقي) التاريخي الذي وُلدت في أحضانه جمعية العلماء بالعاصمة سنة 1931 فاستأنف نشاطاته بمحاضرات أسبوعية.
- بعث تراث جمعية العلماء المتمثل في جرائدها: الشريعة، السنة، الصراط، الشهاب، والبصائر كاملة (12 مجلدا).
- أسس وأشرف على شُعب جمعية العلماء في مختلف الولايات.

بعض ما قيل عن الشيخ:
منذ ربع قرن كتب الشيخ الشاعر موسى الأحمدي نويوات –رحمة الله عليه- في مجلة الثقافة تحت عنوان:
"من ذكريات الماضي" فقال: «فتح المعهد أبوابه لتلاميذه في شهر ديسمبر 1947، وبالمعهد أساتذة مدرسون يتقاضون أجورا شهرية محترمة من دخل المعهد... ومن ضمن أساتذة المعهد الأستاذ عبد الرحمن شيبان، الذي كان والده يسهم بنصيب وافر من ماله للمعهد... ويُعير من خزانة كتبه للطلبة الفقراء ما يوافق مشاربهم، وينمي معلوماتهم، فلفتت أريحيته وعطفه على الطلبة انتباه زميله بالمعهد المرحوم الشيخ نعيم النعيمي، فمدحه بقصيدة جاء فيها:
لآل شيبان من دون الورى همـم
تستغرق النثر مختارا و ما نظـــموا
فوق السِماكين حلت غير آبهــة
بمن يظل –مـن البغضاء- يضــطرم
الأصل والفرع ملزوزان في قـرن
حيث المكـارم والأحساب والشِيـمُ
وإن طلبت دليلا فالفتى عبد الرحمـ
ـن خيـر مثال تحتذي الأمــم
يُنبيك عن طيب أصل حسنُ طلعته
وتـدرك النُبل فيـه حين يبتســم

لو مدَّ راحته يوما لــدا جِيَـةٍ
زالـت على الفور و انجابت به الظُلَمُ
عمت فواضله العافين فاتسعت
آفـاق فِكر به له علـت قـيــِمُ
فلا أخو الشرق محظيا لديه ولا
ذو الغرب أحظى، ولا عُرب ولا عجمُ
مدحتُه وهو أهل للمديح ومن
ينكر مديحي له أودت به الـغُـمـم»
ويقول عنه الأستاذ الشاعر محمد الأخضر السائحي ما يلي:
شيبانُ ! يا بانِيَ الأمجادِ في وطـني
رعاكَ ربُك يا شيبانُ مـن باني
أقررتَ عين ابن باديس بمضجـعه
فراح يختـال في محرابـه الثـاني
حامى عن الدين في صبرٍ و في جلدٍ
لم يُثنِه عن أمورٍ سـنها ثــاني
لولاك شيبانُ ضاع الأمس وانقطعت
أسباب ماض لنا كالشمس ضحيان
ولا تـردد في أرجــاء مدرسـة
تاريخ عقبة، أو تاريخ حســـان
وقفت وحدك في الميدان منفــردا
و لم تزل واقفا في كل ميـــدان
سيذكر الغد والأجيال ما خرست
عن ذكــره اليوم أفـواه لآذان
كما كتبت عنه مؤسسة إعلامية تسمى: (indigo- publications) في عدد خاص بالجزائر تحت عنوان: (الجزائر ورجال الحكم Algérie les hommes du pouvoir) مقال في الصفحة 73: "عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين (حارس القيم الإسلامية Le gardien des valeurs Islamiques)".
مجلة الشاشة ع. 263، ماي 2006

- كتب عنه الدكتور يحيى الغوثاني المشرف العام لمنتدى البحوث والدراسات القرآنية سنة 2006 ما يلي:
«...التقيت بعدد من العلماء المعمرين الذين أدركوا الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ البشير الإبراهيمي، ومن هؤلاء العلامة المعمر الكبير الشيخ عبد الرحمن شيبان، هذا الرجل الذي يبدو عليه أنه شاب، لما يحتويه بين جوانحه من همة ونشاط، وحب لهذه الدعوة. استقبلني في مقر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ورحب بي ترحيبا كبيرا.
... تلك الجمعية المباركة التي تكالب عليها الموتورون والحاقدون والجاحدون لتجريدها من دورها الحاسم في مسيرة الثورة الجزائرية، ونجاحها...».
إجازاته:
وقد أجازه بمروياتهم العلمية وأسانيدهم، العلماء الآتية أسماؤهم:
- العالم المكِّي المرحوم الشيخ محمد العلوي.
- فضيلة الشيخ العلامة مفتي سوريا الأسبق المرحوم الشيخ أحمد كفتارو..
- وسماحة الأستاذ الدكتور محمد الحبيب بلخوجة الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي –حفظه الله


وفاته:
انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الجمعة 12 رمضان 1432 هـ الموافق 12 أوت 2011م، وقد شيعت جنازته عصر نفس اليوم بمقبرة سيدي عمار شريف ببلدية الشرفة الواقعة على بعد 50 كلم شرق البويرة بعد أن القيت النظرة الأخيرة عليه صباح نفس اليوم بمقر جمعية العلماء المسلمين بحسين داي في العاصمة.

و حضر مراسم دفن الفقيد التي تمت في جو مهيب طبعه الخشوع و الترحم وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بوعبد الله غلام الله إلى جانب عدد من الوزراء و الشخصيات الوطنية من بينها السيدان عبد العزيز بلخادم و أبو جرة سلطاني إضافة إلى السلطات المحلية و حشد كبير من المواطنين.
و بهذه المناسبة ألقيت كلمة تأبين تم من خلالها ابراز الخصال الحميدة التي كان يتحلى بها الفقيد و كذا مسيرة هذه الشخصية التي في خدمة الدين و الوطن
وقد نوه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناقب الفقيد الشيخ عبد الرحمن شيبان .

وقال في برقية تعزية وجهها إلى أسرة الفقيد : "انتقل اليوم على سبيل الحق و المغفرة بإذنه تعالى رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الرحمن شيبان و فاضت روحه إلى بارئها في يوم من أيام الله المباركة يوم الجمعة من رمضان الهدى و الفرقان. و في ذلك فضل من الله و منة إذ تخير لعبده هذا من الأيام أفضلها و من الشهور أرفعها ليكون من عباده المكرمين".

"لقد جبل الفقيد --يؤكد رئيس الدولة-- على التقى و نشأ على تحصيل العلم والمعرفة و جاهد في سبيل عقيدته و وطنه حق جهاده و تأدب فدانت له العربية بيانا فتعمق فيما درس و دارس. و برز أكثر ما برز حين تولى وزارة الشؤون الدينية التي أعطاها من وقته و روحه و من إصلاحاته و توجيهاته الكثير الكثير مما جعله محل إكبار و تقدير من كل الذين عملوا معه و زاملوه أو احتكوا به".

وأضاف رئيس الجمهورية قائلا : "و إذا أشارككم أسفكم و أساكم و أعرب لكم آل شيبان الكرام عن صدق تعازي و مواساتي أسأل المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد الغالي بواسع رحمته و أن يجلله بمغفرته و رضوانه و أن ينزله في جنات الخلد والنعيم منزلا مباركا بين الصديقين من عباده الأبرار و أن يجزيه الجزاء الأوفى كفاء ما قدم لوطنه و شعبه من جلائل الأعمال كما أسأله أن يرزقكم و ذويه و كل أقاربه وأصدقائه صبرا و أن يعوض الجميع فيه خيرا و يعظم لهم على صبرهم أجرا انه سميع مجيب الدعوات".











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 08:34   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

فيلسوف الحضارة الإسلامية الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله (1905 - 1973م).

حياته

ولد في مدينة قسنطينة شرق الجزائر سنة 1905 م، وترعرع في أسرة إسلامية محافظة. فكان والده موظفا بالقضاء الإسلامي حيث حول بحكم وظيفته إلى ولاية تبسة حين بدا مالك بن نبي يتابع دراسته القرآنية. والابتدائية بالمدرسة الفرنسية. وتخرج سنة 1925م بعد سنوات الدراسة الأربع،
سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا إلى مسقط رأسه. وبعد العودة تبدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل، كان أهمها، عمله في محكمة أفلو حيث وصلها في مارس 1927م، احتك أثناء هذه الفترة بالفئات البسيطة من الشعب فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده. وقد استقال من منصبه القضائي فيما بعد سنة 1928 إثر نزاع مع كاتب فرنسي لدى المحكمة المدنية،
أعاد الكرة سنة 1930م بالسفر لفرنسا ولكن هذه كانت رحلة علمية. حاول أولا الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح في ذلك الوقت للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. فتركت هذه الممارسات تأثيرا كبيرا في نفسه. فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، أي بطابعه العلمي الصرف، على العكس من المجال القضائي أو السياسي.
انغمس مالك بن نبي في الدراسة وفي الحياة الفكرية، واختار الإقامة في فرنسا وتزوج من فرنسية مسلمة ثم شرع يؤلف الكتب في قضايا العالم الإسلامي، فأصدر كتابه الظاهرة القرآنية في سنة 1946 ثم شروط النهضة في 1948، الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار ووجهة العالم الإسلامي 1954، أما كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي فيعتبر من أهم ما كتب بالعربية في القرن العشرين.
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك حظي باحترام كبير، فكتب فكرة الإفريقية الآسيوية 1956. وتوالت أعماله الجادة. وبعد استقلال الجزائر عاد إلى أرض الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في جامعة الجزائر المركزية، حتى استقال سنة 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام مذكرات شاهد القرن.

وفاته

توفي يوم 31 أكتوبر 1973م، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة والمؤلفات النادرة،.

مؤلفاته

تحلَّى مالك ابن نبيّ بثقافة منهجيَّة، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلِّف، فألف سلسلة كتب تحت عنوان " مشكلات الحضارة" بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، وهي (مرتبة ترتيبا هجائيا):
بين الرشاد والتيه 1972.
تأملات 1961.
دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين (محاضرة ألقيت في 1972).
شروط النهضة 1948.
الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة 1959.
الظاهرة القرآنية 1946.
الفكرة الإفريقية الآسيوية 1956.
فكرة كومنولث إسلامي 1958.
في مهبِّ المعركة 1962.
القضايا الكبرى.
مذكرات شاهد للقرن _الطفل 1965.
مذكرات شاهد للقرن _الطالب 1970.
المسلم في عالم الاقتصاد 1972.
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي 1970.
مشكلة الثقافة 1958.
من أجل التغيير.
ميلاد مجتمع.
وجهة العالم الإسلامي 1954.
" آفاق جزائرية" 1964.
"النجدة...الشعب الجزائري يباد" 1957.
"حديث في البناء الجديد" 1960 (ألحق بكتاب تأملات).
"إنتاج المستشرقين " 1968.
" الإسلام والديمقراطية" 1968.
" معنى المرحلة" 1970.









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 08:38   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ الدكتور محمد شريف قاهر

من مواليد 02 جانفي 1933 بقرية " تموقرة " ببجاية، من عائلة محافظة ومتواضعة.
تعلم بمسجد القرية الذي التحق به وهو ابن أربع سنوات.
في سنة 1949 التحق بزاوية سيدي يحيى العدلي، وقد كان شيخه الأول آنذاك هو الشيخ محمد طاهر آيت علجت، حيث أتم حفظ القرآن كله بالزاوية، كما أخذ المعلومات الأولى في حفظ المتون سواء كانت نثرا أو نظما في رسالة أبي زيد القيرواني وابن عاشر ولامية الأفعال والصرف الحديث والبلاغة الواضحة وألفية ابن مالك والعاصمية وعلوم الحساب والفرائض.
في سنة 1951 التحق بجامع الزيتونة، وحصل على شهادة الأهلية بامتياز سنة 1954. وفي سنة 1957 نال شهادة التحصيل. وفي سنة 1959 نال شهادة العالمية (بكسر الميم) في الشريعة.
التحق بعدها بجامعة بغداد التي حصل منها بعد ثلاث سنوات على البكالوريوس في اللغة العربية.
في سنة 1962 ومباشرة بعد الإعلان على الاستقلال، عاد إلى الجزائر حيث عين أستاذا بثانوية ابن تومرت ببوفاريك، وبعدها بسنة انتقل إلى ثانوية عقبة بباب الواد بالعاصمة وبعدها التحق بالمعهد التربوي للجنة التأليف، ثم بعد ذلك التحق بجامعة الجزائر التي تحصل منها على شهادة الدكتوراه من الدرجة الثالثة بين سنتي 1972/1973 حول " الأدب الأندلسي"، وبعدها بقي يدرس بالجامعة إلى غاية سنة 1983، حيث عينت مديرا بمعهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الجزائر الذي تحول فيما بعد إلى المعهد الوطني العالي لأصول الدين، وبقي مديرا بهذا المعهد لمدة تسع سنوات أي إلى غاية سنة 1990.
بعد هذا التاريخ تفرغ لمدة سنتين للتدريس بالمعهد الوطني العالي للقضاء، مع مواصلة التدريس وإلى اليوم لعلوم القرآن والحديث بجامعة الجزائر، وهذا بعدما ترك تدريس الأدب العربي.

وظائف أخرى:
في سنة 1980 رشح كعضو بالمجلس الإسلامي الأعلى الذي كان تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية في عهد الوزير عبد الرحمن شيبان، وبعد دستور 1996 ألحق برئاسة الجمهورية، ومن سنة 1998 وفي عهد الدكتور عبد المجيد مزيان رحمه الله وهو عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى إلى يومنا هذا، حيث اضطلع بمهام رئاسة مجلس الفتوى بحكم تخصصه في الشريعة.
كما أن له مشاركات كثيرة في الملتقيات العلمية داخل الجزائر وخارجها.

من أعماله العلمية:
ـ تحقيق ديوان لسان الدين بن الخطيب "الصيب والجهام والماضي والكهام" سنة 1973.
ـ تحقيق كتاب "الأنوار في آيات النبي المختار" للشيخ عبد الرحمن الثعالبي، في ثلاثة أجزاء، سنة 2001.
ـ كتاب حول الأدب الأندلسي.









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 08:55   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

العلامة الفهامة نعبم النعيمي



هو العالم الحفظة، والفقيه الماهر، والأديب الأريب ... نعيم النعيميّ الجزائريّ .

ولد- رحمه الله تعالى- في حدود سنة 1327 هجريةالموافق لسنة 1909 ميلادية ببلدة (سيدهم خالد) - أولاد حركات - ببسكرة ، عروس الجنوب الجزائريّ.

درس بزاوية المختار ببلدة (أولاد جلاّل)، ثمّ التحق بتونس سنة 1342هجرية الموافق ل1923سنة ميلادي، لكنّه لم يطل المكث بها، ولم يواصل الدّراسة ... بل قفل عائدا الى وطنه، وتجوّل في مدن الجزائر وقراها من نحو سنة1344 هجرية الموافق لسنة1925 ميلادي إلى سنة 1354 هجرية الموافق لسنة1935ميلادي، فدخل المديّة، والبرواقيّة، قصر البخاريّ، الجلفة، الأغواط، والأصنام سابقا أي الشلف حاليا، تيارت، غيليزان، معسكر، ومستغانم ... واطّلع على مكتبات الزوايا، وبعض المكتبات الخاصّة ...

وقد جمع مكتبة نفيسة حافلة، موجودة بالمكتبة المركزية لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وقد حاولت المكتبة الوطنيّة بالجزائرأن تبتاعها ، لكنّها لم توفّق !!!

وقد حجّ سنة 1381 هجري الموافق ل1961 ميلادي ، ومرّ على الشّام ومصر ... باحثا عن الكتب النّادرة ، ومتّصلا بالعلماء ... وممّن لقيه : الشيخ الألبانيّ - رحمه الله رحمة واسعة - ، وتلقّى القراءات عن الشيخ عبد العزيز آل عيون السّود ... الذي تفرّغ لاقرائه ... ولمّا قفل راجعا عيّن مفتّشا عامّا بوزارة الشّؤون الدّينيّة بشرق الجزائر (قسنطينة وسطيف ...).

وكان مولعا بالنّظم ... وممّا نظمه كتاب " قطر النّدى ". وقد ذكره الشيخ البشير الابراهيميّ من المشايخ (الأكفياء) الممتازين (بماضيهم وعملهم وتحصيلهم) ... (1)

وقال البشير في وصفه وتحليته :

" أمّا الشّيخ نعيم النعيميّ ؛ فهو عصاميّ في العلم ، وحجّة على أنّ الذّكاء والاستعداد يأتيان - مع قليل من التّعليم - بالعجائب . والرّجل مجموعة مواهب ، لو نظّمت في الصّغر ووجّهت ؛ لجاءت شهادة قاطعة على أن لا مبالغة في كلّ ما يروى عن أفذاذ المتقدّمين ؛ فهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها - لا على طريقة عبد الحيّ - ، ويحفظ عدّة ألفيّات في السّير وعلوم الأثر والنّحو وغيرها ، ويحفظ كثيرا من متون العلم ، ويجيد فهمها وتفهيمها ، ويحفظ جزءا غير قليل من اللّغة مع التّفقّه في التّراكيب ، ويحفظ أكثر مما يلزم الأديب حفظه من أشعار العرب ؛ قديمها وحديثها ، ومن رسائل البلغاء قريبا من ذلك ، وينظم قطعا من الشعر كقطع الرّوض ؛ نقاء لغة ، وصفاء ديباجة ، وحلاوة صنعة ، وقد أسلس له الرّجز قياده ؛ فهو يأتي منه بالمطوّلات ؛ لزوميّة منسجمة سائغة ، في رويّة تشبه الارتجال ، وهو ثاني اثنين من رجّاز العرب في عصرنا هذا ، ولو شئت ؛ لذكرت الأوّل ... وإنما آثرت نعيما بهذه الكلمات ؛ لأنّه ليست له " شهادة " ؛ فجئته بهذه الشهادة ...

وقد ضمّه البشير إلى لجنة الإفتاء ، وذكر أنّه من العلماء المشهود لهم بسعة الاطّلاع ، وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر ... أصيب بداء السّكّريّ ثلاث سنوات ... وكفّ بصره ، واعتراه الشّلل النّصفيّ ... الى أن أسلم الرّوح إلى بارئها سنة 1393 هجري الموافق ل1973 ميلادية، رحمه الله ، وأسكنه فسيح جنانه.

وقد ترك - رحمه الله - العديد من الآثار والمؤلفات الدينية واللغوية والشرعية ، والكثير من الخطب والدروس والمحاضرات والمقالات ، كما كانت له الكثير من الإجازات الفقهية والحديثية ، وكان مجازا في الموطأ حفظا ودراية، وفي حفظ ودراية صحيحي الإمام البخاري ومسلم على يد ثلة من علماء الشام والحجاز


كما كانت له
الكثير من الإجازات الفقهية والحديثية ، وكان مجازا في الموطأ حفظا
ودراية، وفي حفظ ودراية صحيحي الإمام البخاري ومسلم على يد ثلة من علماء
الشام والحجازوفي الصورة يظهر الشيخ نعيم في اقصى يمين الجالسين









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 08:59   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



العلامة الشيخ الطاهر العبيدي السوفي رحمه الله


العلامة الفقيه الأصولي النظار المجتهد اللغوي الحجة المتصوف الامام الطاهر العبيدي السوفي مولدا، التوقرتي إقامة ومستقرا، ينحدر من أولاد سيدي عبيد ببئر العاتر (ولاية تبسة بأقصى الشرق الجزائري).

نسبه:
هو الطاهر بن العبيدي بن علي بن بلقاسم بن عمارة بن بلقاسم بن سليمان بن عبد الملك بن الهادي بن احمد خذير بن عبد العزيز بن سليمان بن سالم بت ابراهيم عبد الحليم بن عبد الكريم بن عيسى بن موسى بن عبد السلام بن محمد بن جابر بن جعفر بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن ادريس الاصغر ابن ادريس الاكبر ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن الامام علي (رضي الله عنهم).

مولده و نشأته:
ولد الاستاذ الطاهر العبيدي في مدينة الوادي عاصمة سوف سنة 1304 هـ، الموافق لسنة 1886 م، والده كان يحترف الحدادة، ارسله منذ صغره الى الكتاب لتعلم الحروف العربية و لحفظ القرآن الكريم، و قد تميزت منطقة وادي سوف و بعض المناطق الجزائرية (غرداية – المسيلة و غيرها...) بلسانها العربي الفصيح المبين الذي لا عجمة فيه و لا لوثة تختلط بصفاء اللسان مما كان له تأثير كبير على اللغة اليومية المعتادة فيما بينهم، و هو ما ساعد القوم على قراءة القرآن الكريم الذي شاع حفظه في تلك الربوع حتى بين النساء، و لم يشذ – مترجمنا – عن اترابه و لداته فقد تمكن من حفظ القرآن الكريم حفظ تمكن و إتقان و لما يتجاوز الثانية عشر من العمر، بينما يذهب الأستاذ محمد محدة في تحقيقه لرسالة الستر و تعليقه عليها في معرض ترجمته للشيخ العبيدي الى انه حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة، يقول: " و ظهر عليه بوادر النجابة و الذكاء في سن مبكرة، حيث حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة من العمر " ثم انكب الفتى على دراسة العلوم الشرعية و اللغوية، فحفظ المتون المعروفة في التفسير و الفقه و الحديث و الأصول.... و تفتقت عنده الملكة الفقهية و هي بمثابة الرصيد المخزون الذي راح ينمو باضطراد عجيب، و يتصاعد وفق خط بياني واضح في حياته العلمية.

تحصيله العلمي و شيوخه:
اجمع كل الذين ترجموا للشيخ العبيدي انه اخذ علوم الشريعة و اللغة عن الشيخين عبد الرحمن العبيدي و محمد العربي بن موسى، و لكنهم لم يشيروا الى انه تتلمذ على الشيخ القاضي عمارة من قرية " تاغروت " و لم يذكروا انه كان يحضر إلى دروس الشيخ الصادق بلهادي العقبي (1869 / 1939) مع صديق طفولته الشيخ إبراهيم بن محمد الساسي العوامر (1881 / 1934) '' صاحب الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' و غيره من التواليف، و حسب ما ذكره الشيخ إبراهيم العوامر نفسه في كتابه '' البحر الطافح في فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح " أن الشيخ الصادق العقبي كان يتبرع بدروس في زاوية سيدي سالم - او الزاوية السالمية - بالوادي، و من هنا نفهم ان تلمذة الشيخ العبيدي عل الشيخ الصادق بلهادي كانت من تلك الدروس في تلك الزاوية.... و يذكر الدكتور سعد الله في " تجارب في الأدب و الرحلة '' (ص 100): ''... أنه أخذ العلم إجازة بالمراسلة من الشيخ المكي بن عزوز الذي راسله بها من الأستانة '' أ.هـ

هجرته و أساتذته:
في سنة 1904 م هاجر الشيخ العبيدي الى تونس للتحصيل على مزيد من العلم بجامع الزيتونة، و من ابرز العلماء الذين اخذ عنهم من الجامع الأعظم الإمام محمد بن الطاهر بن عاشور، و العلامة محمد الخضر حسين، و الشيخ احمد بن مراد و الشيخ حسن بن يوسف، و فضيلة الأستاذ محمد النجار، و الشيخ احمد البنزرتي و الأستاذ الكبير صالح الهواري، و الشيخ خليفة بن عروس، و الشيخ بن محمود، والشيخ النخلي و غيرهم مكن الشيوخ.
ويبدو من خلال بعض الكتابات انه صاحب زعيم النهضة الإصلاحية الامام عبد الحميد بن باديس أيام طلبه للعلم بالزيتونة، و تبقى هذه المعلومة غير مؤكدة، و إن كان الدكتور سعد الله يستنتج تخمينا بعد استقراء يقوده الى افتراض الصحبة بين الشيخين من خلال لفظة لابن بادي " قديم التذكار " جاءت في سياق مراسلة بين الرجلين بتاريخ جمادى الثانية 1337 هـ، و يغلق الدكتور سعد الله على ذلك بقوله: " و هناك أوجه شبه و اختلاف بين ابن باديس و الشيخ العبيدي، من ذلك صداقتهما ايم الطلب في تونس، و هو ما يشير اليه ابن باديس في رسالته بعبارة [ قديم التذكار ] رغم انها عبارة غير صريحة في هذا المعنى " أ,هـ (تجارب في الأدب و الرحلة '' (ص 101).
ولا نعلم - على وجه الدقة - المدة التي مكثها شيخنا بحاضرة تونس، فقد سكت الذين ترجموا له عن هذه النقطة باستثناء الأستاذ محمد محدة الذي حددها بثلاث سنوات.

العودة الى الوطن و جهوده في التعليم و الإصلاح:
بعد تلك الفترة التي قضاها طالبا بالزيتونة عاد الشاب الطاهر العبيدي الى ارض الوطن يتدفق حيوية، و يزخر بالعلم و بما انعم الله عليه، عاد و على كاهله أمانة ثقيلة و رسالة شاقة آل على نفسه الاضطلاع بها، عاد إلى مدينة الوادي ليتصدى لنشر الثقافة الإسلامية و تعليم الناشئة.. و لم يطل به المقام في البلد الذي درج فيه طفلا و ترعرع فيه شابا و تقلب بين جوانحه يافعا، حتى وجد نفسه مضطرا الى مغادرة الأسرة و القبيلة تاركا العشيرة و البيئة متجها نحو مدينة توقرت لتصبح هذه الأخيرة فيما بعد هي موطنه ومحل إقامته و يستقر فيها استقراره النهائي الذي دام نصف قرن و زيادة.... والسبب الرئيس الذي جعل مترجمنا ينتقل من سوف الى مدينة ورقلة كان تنفيذا وفيا و مخلصا لوصية أستاذه محمد العربي بن موسى الذي أشار عليه أن يخلفه في الإمامة و التدريس بالمسجد الكبير بتقرت... وكان ذلك الانتقال بداية عهد جديد....
وكان أيضا بداية للاضطلاع بمهمة جليلة مثقلة بالمسؤوليات، و كان كذلك بداية لرحلة في مجال الخطابة و التأليف والإفتاء والاطلاع الواسع الذي لا يعرف التوقف و الانقطاع... رحلة مليئة بالعطاء و التبليغ و هداية الخلق... ومنح الأستاذ الإمام الطاهر العبيدي للرسالة التي أنيطت به كل ما يمتلك من مجهود علمي، و لم يبخل بكفاءته التي راحت تتنامى و تزيد مع الأيام.. و كانت تجربة دسمة بالثراء الفكري و الرؤية النيرة التي تدفع عن هذا الدين الشبه التي يثيرها المبطلون و يروج لها المرجفون الذين يتربصون بالإسلام و يتابعون مسار رسالته، و من اجل ذلك لم يتخل الشيخ الطاهر العبيدي - يوما واحدا - عن أداء هذه الأمانة منذ ان تحملها سنة 1907 م، و قام بها أحسن قيام، و أدى ما عليه نحو ربه و دينه و أمته - رغم الظروف غير الملائمة في كثير من الاحايين - وافيا غير منقوص الى آخر يوم في حياته.
وكان الشيخ العبيدي - وحده- عالم منطقة ورقلة و فقيهها المجتهد و مثقفها الأكبر لا يشاركه في ذلك مشاركة طيلة ستين سنة... و في خلال هذه المدة استطاع - بتوفيق من الله - ان يفسر القرآن الكريم حسب رواية الأستاذ عبد السلام سليماني: "....و في العاشر من محرم سنة 1353 هـ الموافق ل 17 ابريل 1934 هـ ختم العبيدي تفسيره للقرآن الكريم، و عاشت تقرت مهرجانا عظيما لم تعرف مثله من قبل و من بعد، و لا احد اليوم من أبنائها يذكر ذلك الحدث العظيم " أ.هـ.

وفاته:
توفي الشيخ بعد حياة مليئة بالجهاد في سبيل نشر العلم و اصلاح الامة و تبصيرها بتراث الاسلام العظيم يوم 28/01/1968م بمدينة تقرت، و كان يوما مشهودا خرجت فيه مدينة تقرت عن بكرة ابيها لتوديعه، و حضر جنازته الكثير من بقايا جمعية العلماء المسلمين.

آثاره:
ترك الشيخ اثارا كثيره منها تفسيره للقرآن الكريم الذي كتب منه بعض تلامذته اجزاء منه لا تزال مخطوطة في كراريس، و الكثير من الفتاوي و البحوث الاصولية لكنها مع الاسف مبعثرة عند تلامذته و حفدته و الكثير منها ضاع.
- منظومة بعنوان: "النصيحة العزوزية في نصرة الاولياء و الصوفية ".
- منظومة بعنوان: "نصيحة الشباب المريحة للسحب و الضباب ".









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 09:02   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الشيخ محمد الصالح بن عتيق رحمه الله



هو محمد الصالح بن الحسين بن المكي بن شعبان بن رابح بن داود بن سيدي سعد العتيق الشهير بابن عتيق، ولد في الرابع من شهر ماي سنة 1903 بقرية العارصة الواقعة على بعد حوالي 3 كلم من مدينة الميلية و نشأ بها وسط عائلة فقيرة، تلقى تعليمه الأول بكتاب القرية، غير أن ظروف الفقر و الحاجة لم تمكنانه من مواصلة تعليمه، فكان أن انقطع عن ذلك من أجل رعي الماشية. و قد ازدادت قسوة الحياة عليه بوفاة والده و هو في الخامسة عشر من عمره، و تضاعفت نكبة العائلة بوفاة الوالدة بعد مدة تقل عن العام، مما جعله و إخوته يواجهون المزيد من متاعب الحياة.

كل ذلك لم يثن من عزيمته و حبه للعلم و التعلم، و هو ما دفعه لمغادرة القرية باتجاه ضواحي مدينة قسنطينة في رحلة هي أشبه بالمغامرة بحثا عن مكان يسمح له بمواصلة تعليمه، فتنقل بين عدة زوايا، غير أن طريقة و ظروف التعليم التي عايشها لم ترق له بسبب ما كان يحيط بها من تقاليد بالية و معتقدات منحرفة هي أبعد ما تكون عن الدين. و في آخر المطاف استقر بمدينة ميلة التي وجد فيها ضالته، حيث أتم هناك حفظ القرآن الكريم و حضر دروس العلامة الشيخ محمد الظريف الميلي في الفقه و التوحيد، كما تابع دروسا في قواعد اللغة العربية و النحو، و كانت هذه المحطة نقطة تحول كبيرة في حياته، حيث اندفع لتحصيل مزيد من العلوم بنهم و شغف كبيرين.
و شاءت قدرة الله أن تبرز في هذه المرحلة كوكبة من أهل العلم و الإصلاح كان على رأسهم العلامة الفذ الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي قاد حملة في مجالات نشر التعليم و الإصلاح الاجتماعي و محاربة كل أشكال البدع و الخرافات وصل مداها على أغلب جهات القطر.
و قد حضر الشيخ بن عتيق بميلة في هذا الوقت عودة احد رواد هذه الحركة من تونس و هو المفكر و المصلح الأستاذ مبارك الميلي الذي ألتف حوله طلبة العلم و هذا من خلال الدروس التي كان يقدمها بالجامع الأعظم بميلة.
في سنة 1927 التحق بجامع الزيتونة بتونس أين تابع دروسه إلى غاية 1932 حيث حصل على شهادة التطويع، وبعد عودته دهاه بن باديس للعمل تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فلبى الطلب و تجند للقيام بالمهمة في الميلية و ضواحيها، و هكذا أسس جمعية و أنشأ مدرسة للتعليم و شرع في العمل، إلا أن مهمته لم تكن سهلة، حيث اعترض سبيل العمل الإصلاحي ظروف لأجهل و الخرافة المنتشرة بالمنطقة فضلا عن ألاعيب الإدارة الاستعمارية التي رأت في الدعوة الجديدة خطرا يتهددها، فسعت بشتى الطرق إلى إفشال جهود الشيخ عن طريق إبعاد و تهديد كل من يتصل به أو يناصر حركته، كل ذلك جعل مهمته محدودة و محاصرة مما دفع به إلى مغادرة الميلية إلى حين.
في سنة 1934 عين إماما مرشدا بالمسجد الكبير بقلعة بني عباس و منها انتقل إلى فرنسا بتكليف من جمعية العلماء و العمل في مجال الدعوة و الإرشاد في أوساط العمال الجزائريين بباريس و التي أقام بها إلى غاية 1938 حيث عاد إلى أرض الوطن، وبعد فترة عمل وجيزة بمدينة البرج عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه مدينة الميلية، غير أنه هذه المرة وجد سكانها في انتظاره بشوق و استعداد لتبني جهود جمعية العلماء في نشر العلم و إصلاح أوضاع المجتمع، و هكذا عمل على تأسيس جمعية لفتح مدرسة للتعليم، و خلال غياب الشيخ في مهمة بالبرج تدخل حاكم الميلية فأغلق المدرسة، و بطلب من ابن باديس عاد بن عتيق مرة أخرى إلى الميلية باعتباره يحوز رخصة لفتح مدرسة، و هكذا اختار مقرا لهذا الغرض، إلا أن الإدارة الاستعمارية عارضت ذلك بحجة أن الرخصة مضى عليها وقت طويل، فقدم طلبا جديدا، و بعد ستة أشهر من المحاولات و التدخلات أستدعي من قبل الإدارة التي أعادت له الملف مع الرفض الصادر عن عامل عمالة قسنطينة و الذي بنى قراره استنادا لتقرير حاكم الميلية الذي جاء فيه بالحرف " إن المسمى هيدوك محمد الصالح ( و هو الاسم الكامل للشيخ) أحد المشوشين الكبار، و كلما حل بالميلية تحركت العناصر المعادية لفرنسا، فإبعاده عنها أمر ضروري".
و خلال هذه الفترة (سنة 1940) صادف أن كان السيد محمد خطاب المقيم بالمغرب الأقصى في زيارة لمدينة الميلية، فتبرع ببناء مدرسة من خالص ماله، فجاءت مبادرته الكريمة هذه في وقتها المناسب لاستكمال الجهود التي بدلت سابقا.
في سنة 1943 امتد نشاط جمعية العلماء إلى مقاطعة وهران فكان أن كلفت الجمعية الشيخ بن عتيق بالعمل بمدينة تيهرت التي ألتحق بها بداية سنة 1944 على أساس العودة بعد ثلاثة اشهر، إلا أن متطلبات العمل و الصعوبات التي وجدها جعلت إقامته تمتد لفترة أطول، و كان لأحداث الثامن ماي 1945 أثرها في تأجيل عودته مرة أخرى، حيث تم غلق جميع مدارس الجمعية بعمالة قسنطينة، و تعطيل مؤسساتها، و اعتقال أعضائها. و هكذا استمر هناك إلى غاية سنة 1949 أين التحق بمدينة سكيكدة للعمل بها، و لم يدم مقامه بها سوى عام واحد، ليعود للمرة الثالثة لمدينة الميلية، حيث قام هناك المحسن الكريم محمد خطاب بشراء دار واسعة، و رغب أن تكون فرعا لمعهد عبد الحميد بن باديس، مع التزامه بالإنفاق عليها و على طلبتها و أساتذتها، و طلب من رئيس جمعية العلماء الاعتراف بها كفرع و تعيين ابن عتيق مديرا لها، فكان له ذلك. و هكذا أقيم حفل كبير خلال افتتاح الموسم الدراسي 1950 – 1951 تحت إشراف رئيس جمعية العلماء الشيخ البشير الإبراهيمي، و سار التعليم بهذا الفرع على أحسن ما يرام إلى غاية سنة 1954 حيث عين الشيخ بن عتيق واعظا مرشدا بمدينة البليدة، و التي استمر عمله بها إلى غاية 7 أفريل 1956 تاريخ اعتقاله من طرف رجال الدرك الفرنسي، و هكذا قضى السنوات الموالية متنقلا بين معتقلات البرواقية، أفلو، أركول بوهران، بوسوي بسيدي بلعباس، الدويرة، و أخيرا معتقل الشحمي بوهران، و لم يفرج عنه سوى سنة 1962 ، أيام قليلة قبل وقف القتال.
توفي الشيخ العلامة محمد الصالح بن عتيق و دفن بمدينة الميلية.









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 09:47   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
نورة
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

https://slamoon.com/vb/threads/slamoon35048/

وهذا الشيخ الجليل من علماء الجلفة صورة الشيخ موجودة فى موقع الجلفة انفو
ارجو نقل المعلومات وحذف الرابط












رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 12:39   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الشيخ محمد الطاهر ساحلي رحمه الله، من علماء جيجل، (ت 1990م).



ولد المرحوم الشيخ محمد الطاهرساحلي بقرية طيلوت ببني خطاب التابعة لبلدية تكسنة ولاية جيجل من أسرة عريقة مشهود لها بالصلاح حيث كان والده صالح بن أحمد إماما بالمسجد العتيق بجيجل : مسجد محمد الطاهر ساحلي حاليا ، وقد حرص على تربيته و تعليمه حيث سلمه إلى مشائخ أخذوا بيده و نموا فيه ملكة العلم و الفقه، أظهر التلميذ نجابة ونبوغا في تحصيل علوم القران الكريم و متون النحو و الفقه ، فما كان لوالده الشيخ صالح بن أحمد إلا أن هيأه للإنتقال وهو إبن 14 سنة إلى منطقة التلاغمة للإستماع إلى دروس زاوية سيدي عبد الرحمان بن حملاوي حيث مكث بها 10 سنوات قضاها في طلب العلم و النهل من منابعه الأصيلة .
وفي سنة 1927 شد المرحوم الرحال إلى تونس و الذي تخرج بها من جامعة الزيتونة حيث كان عضوا بجمعية العلماء المسلمين و مدير و مؤسس جمعية الحياة .
عاد المرحوم إلى جيجل في سنة 1932 بعد نيله شهادة العالمية { وبعدها إشتغل بالتدريس بمدينة سيق عام 1947 و مدرس بثانوية بن باديس بقسنطينة، و إماما بمسجد حسان باي و المسجد الأعظم بجيجل.
و أثناء الحرب العالمية الثانية غادر المرحوم محمد الطاهر ساحلي مدينة جيجل إلى منفاه الإظطراري بسيق لتوكل له مهمة إدارة مدرستها.
و للإشارة فإن المرحوم أدى فريضة الحج سنة 1936 بمعية المحسن الكبير الطاهر بن خلاف.
إنتقل إلى جوار ربه يوم 14 رجب 1410 الموافق ل 10 فيفري 1990 و شيعت جنازته بمدينة جيجل .









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 12:46   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الفقيه العلامة الشيخ ناصر المرموري رحمه الله


الشيخ مرموري الناصر بن محمد بن الحاج عمر، ولد يوم 01 رجب 1345 هـ الموافق لـ 07 جانفي 1927م بالقرارة ولاية غرداية، أمه بسيس عائشة بنت أحمد.
تربى بين أحضان عائلة متواضعة وتلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه على يد الشيخ أبو الحسن علي بن صالح والشيخ بسيس قاسم بن الحاج سعيد.
استظهر القرآن كاملا على يد أستاذه بسيس عمر بن الحاج سعيد يوم 15 جوان 1942 وهو شاب يافع ذو الخمسة عشر ربيعا، بعد هذا انضم مباشرة إلى معهد الحياة لمواصلة مشواره الدراسي الثانوي.
تلقى الشيخ الناصر تعليمه في معهد الحياة على يد رائد الإصلاح في وادي ميزاب الشيخ ابراهيم بيوض ومساعده الشيخ عدون رحمهما الله، إلى جانب مشائخ وعلماء ذلك العصر منهم الشيخ علي يحي معمر والشيخ بكير بيوض والشيخ عمر بن صالح آداود حيث أخذ عنهم علوم اللغة العربية والفقه والحساب والميراث.

بعد الاستزادة من مختلف العلوم بدأ الشيخ الناصر مسيرته التعليمية بمعهد الحياة يوم 1 أكتوبر 1947 وهو لا يزال حاملا مشعل التعليم والإصلاح إلى يومنا هذا.
سنة 1962 طلب الإمام غالب العماني من مشائخ وادي ميزاب إيفاد أحد أساتذة المعهد إلى مصر للإشراف على مكتب عمان في القاهرة ورعاية شؤون البعثة العلمية العمانية هناك، وفاوض في هذا الأمر كلا من الشيخ عدون والشيخ عبد الرحمن بكلي رحمهم الله، فوقع الاختيار على الشيخ الناصر المرموري ليضطلع بهذه المهمة العلمية في القاهرة، فانتقل الشيخ إلى القاهرة بتاريخ 01 سبتمبر 1962 ليمكث فيها مدة ثلاث سنوات إلى أن أنهى مهمته يوم 01 جوان 1962 (2).

سنوات الشيخ الناصر في القاهرة تعتبر نقطة تحول مهمة في حياته حيث كانت فرصة للاغتراف من بحر العلوم الشرعية فكان يلازم مشائخ الأزهر ويواظب على حضور محاضراتهم بمركز المؤتمر الإسلامي في الزمالك، وعلى رأسهم الشيخ محمد الغزالي ومحمد أبو زهرة والسيد سابق ومحمود حسن ربيع وفتح الله بدران والشيخ أحمد الشرباصي وغيرهم، كما كان يستقدم بعضهم للتدريس في الداخلية التي كان يشرف عليها، كما كان هو أيضا مدرسا لمادة الفقه فيها.

كان الشيخ خلال تواجده بالقاهرة يلتقي بالشيخ البشير الابراهيمي في مقر إقامته بمصر الجديدة في جلسات أدبية رفيعة، كما كان ملازما للشيخ أبو إسحاق ابراهيم اطفيش في أمسيات يتبادلان فيها أطراف الحديث عن السياسة والتاريخ و أحوال الأمة العربية و الإسلامية.
واصل الشيخ الناصر مشواره التعليمي بمعهد الحياة بعد رجوعه من مصر سنة 1965 مدرسا للعلوم الشرعية من أصول الفقه والحديث والتفسير، وقد كان يلازم الشيخ صديق دربه الشيخ أبو اليقظان مساء كل جمعة ولمدة طويلة حيث كانا يجولان معا في عالم الشعر والأدب ويستطلعان أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

مما يشتهر به الشيخ الناصر أسلوبه المتميز في التدريس والوعظ والإرشاد وذلك لغزارة علمه وتفقهه في الدين، فأول بداياته في هذا المنهاج كانت بدار العلم (الشيخ بالحاج) بالقرارة أين كان يلقي دروسا على التلاميذ والطلبة وعامة الناس وذلك من سنة 1947 إلى غاية 1971 سنة انضمامه إلى حلقة العزابة بمدينة القرارة، وفي السنة نفسها عُين عضوا في مجلس عمي سعيد الهيئة العرفية التي تتولى الشؤون الدينية في وادي ميزاب.

بداية من سنة 1975 اعتلى الشيخ الناصر منبر المسجد الكبير واعظا وخطيبا وإماما بتكليف من الشيخ بيوض؛ وبعد وفاة الشيخ شريفي سعيد الشيخ عدون رحمه الله أصبح الشيخ الناصر رئيسا لحلقة العزابة بالقرارة سنة 2004 إلى أن وافته المنية، فكان مرشدا دينيا ومصلحا اجتماعيا في قرى وادي ميزاب والجزائر متبعا المنهج الإصلاحي للشيخ بيوض رحمه الله.

تولى الشيخ الناصر المرموري لعشرات السنين مهمة مرافقة الحجاج الميامين إلى البقاع المقدسة كمرجعية فقهية وتاريخية للحجاج باعتباره عضوا دائما في البعثة الميزابية إلى البقاع المقدسة، كما اشتهر بالرحلات العديدة التي قام بها في ربوع الوطن الإسلامي بهدف نشر العلم والمعرفة حيث زار تونس، ليبيا، عُمان، السعودية وجزيرة زنجبار بتنزانيا، واستقدم العديد من البعثات العلمية العُمانية والزنجبارية للدراسة في معهد الحياة بالقرارة، كما أرسل عدة بعثات علمية جزائرية للدراسة في معهد القضاء الشرعي بمسقط والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

يعرف الشيخ الناصر بالأدب الراقي الذي أبدع فيه منذ كان طالبا بمعهد الحياة في أربعينات القرن الماضي، حيث كتب عشرات القصائد ومئات المقالات في مختلف المجالات و المناسبات، و أول قصيدة كتبها كانت سنة 1946 و عمره تسعة عشر سنة كانت بمناسبة استقبال الشيخ بيوض رحمه الله من الجولة الاستطلاعية التي قادته إلى مختلف المدن الجزائرية وذلك بعد رجوعه من المنفى، و مطلع القصيدة:
أهـلا بـمـن ورث الـنـبيء مـحـمـدا فـي الـعـلـم والـعـرفـان والإحـسـان

ومن أشهر ما كتب كذلك قصيدة بمناسبة استقبال مصالي الحاج في العاصمة سنة 1947؛ أما مقالات الشيخ فقد كان ينشرها بمجلة الشباب الصادرة عن معهد الحياة والتي كانت تعتبر عصارة النتاج الأدبي لطلبة وأساتذة المعهد، كما نشر الشيخ بعض مقالاته في جريدة الإصلاح للشيخ الطيب العقبي، والبصائر لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وللشيخ الناصر المرموري مؤلف تحت عنوان مختصر تفسير الشيخ بيوض رحمه الله في ثماني مجلدات، جمع فيه ملخصات للدروس التي كان يلقيها الشيخ بيوض بالمسجد الكبير بالقرارة في تفسير القرآن الكريم.

استقبل الشيخ الناصر المرموري صبيحة يوم الأحد 12 جمادى الثانية 1432 هـ الموافق لـ 15 ماي 2011م بمعهد الحياة بالقرارة سماحة الشيخ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي مفتي سلطنة عمان الذي كان في زيارة علمية إلى الجزائر، ثم تشاء الأقدار أن يصاب الشيخ الناصر بنوبة قلبية مفاجئة مساء اليوم نفسه بعد عودته من القرارة إلى مكان إقامته بقصر تافيلالت بأعالي مدينة بن يزقن بغرداية، نقل على إثرها إلى عيادة الواحات أين لفظ أنفاسه الأخيرة، عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاما. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه - إنا لله وإنا إليه راجعون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ الناصر المرموري كما عرفته
- أبي بكر بهون علي-

يشاء الله تعالى في يوم الأحد 15 ماي 2011 أن تفقد الأمة الإسلامية والشعب الجزائري عالما من علمائها، الفقيه الورع التقي، فضيلة الشيخ ناصر بن محمد المرموري رحمة الله عليه، وإنّ لذلك وقع كبير في نفوس من عرفه وخبره وتربّى على يديه، ولا نملك إلاّ أن نقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها، ومن واجب الأبوة الروحية والمرافقة الودّية للشيخ الناصر المرموري عليّ أجدني مجبراً أن أضع بين أيديكم هذه الكلمات، لتستفيدوا وتفيدوا وتدعوا للشيخ بالقبول والمغفرة والرحمة فإليكموها:

من هو الشيخ ناصر بن محمد المرموري؟

1) اسمه الكامل: ناصر بن محمّد بن باحمد بن إبراهيم المرموري، من عشيرة آل جهلان، أمّه بسيس عائشة بنت محمد .
- ميلاده: من مواليد 7 جانفي سنة 1927 بمدينة القرارة.
- إخوته: الحاج أحمد وهو أكبر منه والحاج عمر وهو أصغر منه، ويتوسّطهم الشيخ الناصر.
- زوجته: بسيس عائشة .
- أولاده: إبراهيم، لالة، أحمد، رحمية.

2) ظروفه المعيشية: لم تكن ظروف الشيخ ميسورة الحال، لكن حبّه للعلم وأهله جعله يصبر هذا الجانب، وقد تغرّب أبوه لمدة أربع سنوات إلى تونس الشقيقة للعمل بـها، وكان يرسل لهم ما يلزم لمعاشهم، كما كانت أمّه تعمل وتنسج لتسديد نفقات الضرورية للحياة، إلاّ أن الله تعالى لم ولن يخيّب ظنّ عبده به، فقد فتح الله تعالى على الشيخ وعوّضه خيرا من المال، فكرّمه بالعلم وشرّفه بالأخلاق الحميدة وكفاه بـما يـحفظ ماء وجهه ليعيش كريما، كما حبّبه إلى الخلائق، رجالا ونساء، شبابا وشيبا، عواماً وعلماء، فقد ألقى محبة الله في قلوب الخلائق

3) أهمّ مـحطاته العلمية:
- بدأ دراسته بالـمحضرة منذ 5 سنوات. ثم التحق بـمدرسة الحياة والمدرسة الرسمية الفرنسية.
- تـحصّل على شهادة التعليم الأساسي SERTAFICAT D'ETUDE
- حفظ القرآن الكريم واستظهره سنة 1939 وعمره 12 سنة.
- التحق بـمعهد الحياة طالبا، وتتلمذ على كثير من العلماء مـمن عاشرهم:كالشيخ بيوض، الشيخ عدوّن، الشيخ عبد الله أبو العلا، الشيخ أبو اليقظان، الشيخ أبي اسحاق إبراهيم اطفيش، الشيخ صالح أداود الشيخ علي يـحي امعمّر، والشيخ محمّد علي دبوز، الشيخ حمو فخار.
- كان يقرأ للشيخ بيوض في حلقة الوعظ والإرشاد بالمسجد الكبير، حينما كان يشرح صحيح البخاري.
- كان مرافقا للشيخ أبي اليقظان ويطالع له.
- تـحصّل على إجازة في الحديث بالمدينة المنوّرة.

4) مواهبه:
- الشعر والأدب: للشيخ قوة كبيرة على الوصف فهو أديب وبليغ، يحفظ من الشعر الشيء الكثير بمختلف العصور الجاهلية والإسلام والأموي والعباسي، القديم والحديث..
كما أنّ له قصائد عديدة، وقد أحرق جلّها عندما تعدّى الاستعمار الغاشم على مدينة القرارة باحثا عن الجنود والمناضلين، إلاّ أن منها ما هو منشور والآخر مخطوط ومسطور.

- الحفظ: وقد امتلك الشيخ ذاكرة قوية فهو حفّاظة، وقد سألته يوما كيف حفظت هذا الكم الـهائل من العلم والشعر والحكم والتاريخ والأسماء...، فقال "أذكر ما تعّلمته في كل مناسبة تسمح بذلك".

- علم الأنساب: لا يكاد يقف أحد أمام الشيخ معرّفا نفسه، إلاّ وواصل الشيخ ذكر حالته المدنية، أنت ابن فلان وفلانه خالتك فلانة وعمّك فلان، جدّك كان يعمل كذا... إلى غيرها من التفاصيل، ولم يقتصر هذا على القرارة بل تعدّاه إلى بعض قصور وادي مزاب فضلا عن التاريخ الإسلامي، والإباضي سواء المشرقي منه أو المغربي.

5) مسؤوليات ومهام أشرف عليها:
تمحورت حياة الشيخ الناصر على التربية والتعليم والوعظ والإرشاد بدرجة كبيرة، كما كانت له مهام ومسؤوليات أخرى نذكر أهمّها على سبيل المثال لا الحصر.
- تفرّغ لمهمة التدريس معهد الحياة سنة 1947 رفقة عدد من المشايخ والعلماء.
- كان شاعراً وأديباً وفقيهاً ومؤرّخاً.
- أشرف على إقامة الطلبة العمانيين بـجمهورية مصر الشقيقة من سنة 63 إلى 1965.
- تكفّل وأشرف على الطلبة الزنجباريين.
- مرشد وواعظ، وقد كان أول درس ألقاه أمام الملأ بتكليف من الشيخ بيوض في مدينة ورجلان
- مفتي.
- خطيب جمعة بالمسجد الكبير القرارة.
- مرشد الحجاج لبعثة الإباضية الميزابيين.
- عضو مجلس عمّي سعيد.
- رئيس هيئة العزابة بالقرارة.
- مرشد وواعظ

6) صفاته وأخلاقه:
- الحلم والأناة:كان الشيخ حليما حكيما وقورا، تبدوا على ملامحه التواضع وسعة الصدر، ولا يفضل الجدال ولا النقاش العقيم،
- الكلمة الطيبة: كان طيب الكلام حلو اللسان، صافي الجنان يصدق عليه قول شاعر:
لا أحمل الحقد القديم عليهم وليس كبير القوم من يحمل الحقدا.
بعيد كلّ البعد عن الغيبة، ولا يسكت عمن يغتاب أحدا أمامه، فينهاه ويذكره بقوله تعالى" أيحب أحدكم أن ياكل لحم أخيه ميّتا فكرهتموه"
- الوقار والمهابة: مـمّا ترسّخ في ذهني، تلكم الصورة الخالدة للشيخ، وهو يستعد لينطلق في التدريس والتعليم فتكسوه مهابة ووقار، واجلال واحترام، يتجلّى عليه نور العلم، وروح الإخلاص، وصدق الحديث وفصاحة اللسان، فيلقي دررا من العلم مـمرزجة بروح الحب والخير، مختصرا مركزاً على الجيّد المفيد، ناطقا بالقول السديد، محترما للوقت بالتحديد، سكوته تأمّل وتفكّير وكلامه علم وتذكّير.
- الكرم والصدق:
كثيرا ما تـجد للشيخ أناس يقصدونه بين الفينة والأخرى يتودّدون إليه ليمنح لهم ما يحتاجونه ستحقونه من صدقة أو زكاة، كما أنّه يسعى جاهدا ألا تفوته الصدقة يوم الجمعة، فكم كان يتأسف عندما يذهب إلى صلاة الجمعة ولم يأخذ معه مبلغا ليتصدّق به وبخاصة في أسفاره.
كما كان رحمة الله عليه يخصص للطلبة لقاءات وولائم وبخاصة الغرباء منهم والبعيدين عن أهاليهم وذويهم.
- الإنصاف: في بعض المواقف أشعر أن الشيخ قد تجاوز دود الآخرين، فأسدي له النصيحة، مبديا وجهة نظري، كونه أستاذي ومرشدي وأبي الروحي، وكوني تلميذا ومرافقا بل خادما وفياً له، فأجده منصفا متواضعا معترفا، بل شاكرا إيّاي قائلا الحمد لله أن جعلك هكذا فمن الأشياء الثمينة أن تجد من ينصحك فبارك الله فيك، فرحمة الله على شيخي ما دامت السموات والأراضين.
- الورد اليومي: كان للشيخ الناصر وردا يوميا، لا يؤجله ولا يؤخره، فقد تعهّد على حزبين لليوم، مواضبا على ذلك ليختم القرآن مرة في كلّ شهر فرحمة الله عليه.
- قيامه لليل: اذكر في إحدى أيام الصائفة، بينما كنت غارقا في النوم في سطح دار الشيخ بالقرارة وفي قرابة الساعة 2:45 أسمع صوتا خافتا تتقطّعه أنات البكاء، يسري إلى أذنيّ ففتحت عينيّ فإذا بالشيخ قائما راكعا ساجدا لله تعالى متضرّعا.
وفي الصبيحة لم أملك نفسي وسألته يا شيخ كيف بلغت ما أنت من هذا الخير، فقال: الحمد لله...إنّ الظروف الصعبة التي مررنا عليها، حيث لا نستطيع أن نسخن الماء في بيوتنا لصلاة الفجر ، فكان لزاما أن نستيقظ باكرين " غيرو"، ونتوجه إلى المسجد فنجد الماء الساخن ونتهيأ للصلاة، وكان هذا منذ مرحلة شبابي والحمد لله على نعمه. فرب ضارّة نافعة.

7) رحلاتـه:
كان الشيخ الناصر كثير الترحال حتى في آخر أيام حياته، وقد سألته يوما عن ذلك فقال: "مادامت أتحرك فلن أتوانى عن السفر والترحال"، فقد كانت له رحلات سنوية داخل الوطن وخارجه سواء للتواصل أو الاستجمام، ومن بين الدول التي زارها:
المملكة العربية السعودية، فلسطين، ليبيا، تونس، تنزانيا، عُمان، الكويت، العراق، مصر...









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 13:19   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



العلامة المصلح الشيخ مصطفى فخار رحمه الله، من علماء المدية، (1892 - 1979م)




الشيخ المفتي، مصطفى فخار بن حميدة بن علال
(1310-1399)
(1892-1979)
ولد-رحمه الله-في مارس 1892الموافق للسنة 1310الهجرية بحوش بالفخار، على مقربة من مقبرة الزبوجة وهو ابن حميدة بن علال بن محمد بن الفخار.
ترعرع في بيت الدين والطاعة الله ورسوله فأبوه حميدة فخار أو بالفخار، كان مفتيا، وابن المفتي علال بالفخار، في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، فيما كان يعرف- قديما "بجامع الباي أو الجامع المالكي، أو الوسطاني، وقد رفع مكانه جامع جديد وهوالمسمى اليوم بجامع الإمام مالك رضي الله عنه."
فلما درج دخل كتابا كان المؤدب أو الذرار بالتعبير العامي القديم،فيه، كان يعلم الصبية القرآن الكريم ومبادئ الفقه والصرف والنحو، زوج عمته رحمها الله، الشيخ بن يلس.
وبين يدي شيخه ذاك، حفظ القرآن العظيم، وتلقى مبادئ اللغة العربية والنحو والصرف، وحفظ شيئا من الحديث وعددا من المتون، مثل الأجرومية والقطر والبردة والبيقونية وسيدي خليل وألفية بن مالك والشمقمقية والفرائض وما يتصل بها من حساب وكسور إلخ......
"فالتعليم الإبتدائي والأساسي" كان عندنا، في الكتاتيب القرآنية، التي كان مؤدبوها أو الشيوخ، أو الذرارون( من الذرية لأنهم يربون الذراري) يلقنون التلاميذ والطلبة، القرآن الكريم-كما رويت ذلك عنه-ويعطونهم سطورا في أسفل اللوحة من المتون الأساسية في ثقافتنا الإسلامية العربية، يحفظونها ويشرحها لهم الشيخ، مع ما يكتبون من القرآن الكريم. فلا يحفظ الطلبة كتاب الله إلا وقد حفظوا معه، ووعوا المتون الأساسية.
وكان يحضر مع الطلبة- حسبما كان يروي ذلك بنفسه - دروس والده في الجامع، التي كان يلقي بعضها على العموم، والبعض الآخر على بعض الطلبة دون عامة الناس.
وقد أخذ الفقه ودرس مدونة و موطأ الإمام مالك.وشرح الإمام القسطلاني و التفسير عن عالم جليل آخر، من علماء بلدنا المحروس ، المدية وهو المرحوم الشيخ ابن الحصيني-كما رويت ذلك عنه رحمه الله- وقد كانت للشيخ بالحصيني، ذاك أياد بيضاء، ومنه وفضل على كثير من مثقفي المدية، وكان هذا العالم الصوفي الفاضل، يدرس لوجه الله في الجامع، للعامة وللطلبة... وعنه روى وتعلم جل شيوخنا القدامى.
أما الحديث النبوي الشريف فقد روي عنه أن جدنا علالا وجد الشيخ الفضيل بن رمضان - رحمهم الله جـميعا- سافر إلى الجزائر العاصمة في منتصف القرن التاسع عشر، أو في التسعينيات منه، وأقاما فيها أقاما فيها أربعة أو سنة أشهر، نازلين بمقصورة الجامع الكبير، لا طعام لهم كامل تلك المدة، غير السويق والماء والسويق هو الروينة.
وكانت رحلتهم تلك لنسخ ثلاث نسخ من صحيح البخاري وثلاث نسخ من صحيح مسلم لتلاوتها من أول أحد رجب، وختمها في ليلتي السابع والعشرين والثامن والعشرين من رمضان ...كل سنة .
وعاد إلى المدية بعد رحلة الحديث تلك، لأن النسخ المطبوعة كانت نادرة، بل ربما لم يكن البخاري ومسلم قد طبعا في ذلك الوقت...فأقدم طبعات بولاق المصرية للصحيحين، من التسعينات من القرن التاسع عشر...فقد حبس الرجلان نفسيهما طوعا نصف عام بلياليه في مقصورة..لكنها مقصورة الجامع الأعظم.. وعاشا على السويق والماء، وهما بمثابة " الأسودين" عندهم إذ ذاك، لنسخ الصحيحين، بأقلام القصب والصمغ ونقع قشر شجر الجوز...
وقد سمعت الشيخ الفضيل إسكندر بن رمضان- رحمه الله- يقول: إن المدينة التي يتلى فيها الصحيحان لا يبتليها الله بالخسف.
وقد قرأ الشيخ المفتي مصطفى بن حميدة والشيخ الفضيل إسكندر بن رمضان، البخاري ومسلم وقرأهما معهم عشرات الطلبة والأئمة، أمثال الشيخ الشهيد إبراهيم بن دالي، وأخيه الشيخ بن عيسى بن دالي والشيخ الجيلالي دوخ والشيخ محمد بن الحصيني، حفيد الشيخ بالحصيني الكبير، والشيخ المرحوم عبدالرحمن الزوبير...قرؤوهما أكثر من ستين سنة، وأفادوا واستفادوا وأناروا البلد... فربطوا على قلوب الناس برباط القرآن العظيم والبخاري ومسلم.
وكان جل علم الشيخ المفتي مصطفى فخار من مطالعاته...فكان إلى حد بعيد عصاميا، فلطالما كان يقول لنا-رحمه الله قول شاعرنا:
أطلب العلم لا تضجر من مطلب فآفة الطالب أن يضـجـر!
ألـم تر أن الـحبل بـتكراره على الصخرة الصماء قد أثر!!


وفيما يتعلق بعلمه فكان جله من مطالعاته، فكان عصاميا إلى حد بعيد....
فلم أفتح ولم أقرأ قط، كتابا واحد من كتب مكتبته العامرة!وبها كتب كثيرة! إلا في معظم هوامشها تصحيح أو تعليق أو تسجيل في أول الكتاب المذكرات بأهم ما فيه، بخط يده......
وكان من أعز أصدقائه وقرنائه الشيخ الفضيل اسكندر بن رمضان،مفتي الحنفية بالمدية، الذي لم يكد يفارقه يوما..فكانت بينهما المناقشات الطويلة والحوار عن مختلف القضايا الشرعية عند الحنفية والمالكية وقد سافرا معا في جولة علمية وسياحية سنة 1936م إلى تونس.
وهناك زار جامع الزيتونة
وزار الشيخ الطاهر بن عاشور، شيخ جامع الزيتونة، وهو بمثابة عميد الجامعة في أيامنا فامتحنه، فأجازه في الحديث والفقه والتفسير والعربية، وأمهات الكتب والفنون العربية، على عادة القدامى...إمتحنه في الفنون الإسلامية والعربية وفي أمهات كتبها، مذكورة بأسمائها وأصحابها، ومنحه شهادة بالعلم أمضاها بخط يده، رحمهم الله في 1936م
وللشيخ المفتي أياد بيضاء على أغلبية المثقفين بالعربية أو بالعربية والفرنسية من أهل المدية، إذ أخذ عنه المئات، وربما الآلاف من أهل المدية وغيرها جل، وربما كل ثقافتهم العربية والإسلامية، لما كانوا يحضرون دروسه في النحو والصرف والفقه والتوحيد والتفسير والتجويد، ويسمعون أو يشاركون في تلاوة البخاري ومسلم، ويحضرون ختمهما في ليلة السابع والعشرين وليلة الثامن والعشرين من رمضان، حين كان يحتفل به في الجامع الجديد وهو الواقع إلى جانب مجلس القضاء اليوم.
وكان يحضر الحفل المهيب والبهيج الشيخ محمود اسطنبولي مفتي البليدة- وهو من آل إسنطنبولي من المدية وكانوا يعرفونه باسم الحاج محمود- يحضر جل القراء،
وإني لأذكر ذلك الأستاذ الكبير- الذي لم يكن يدرس، في شبابه إلا بالمدارس الفرنسية، ولم يتعلم العربية والشريعة إلا منه، من دروسه التي لم يكن يتخلف عن واحد منها ولو أعطوه حمر النعم كما كان يحلو له أن يقول معجبا بفصاحة الشيخ وسرعة بديهته-كما كان يقول-وكله عرفان وتقدير.
وللشيخ المفتي مخطوط في مناسك الحج بخط يده عدا آلاف المذكرات في كل الدروس والخطب التي ألقاها على مدى نيف ونصف قرن أو يزيد.....
توفي رحمه الله في صيف 1979م









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 13:26   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الداعية والمفكر المتألق الدكتور الطيب برغوث



الأستاذ الطيب برغوث من موليد 20 أفريل 1951م في بلدة رأس العيون بالقطر الجزائري، لأبوين مجاهدين شاركا في أحداث الثورة التحريرية الجزائرية.
وهو يعتز بكونه ابن مجاهد عريق في الجهاد، التحق بالثورة الجزائرية الكبرى منذ بداياتها المبكرة 1954، وظل وفيا لمعاني الجهاد وثوابته وروحيته حتى وفاته رحمه الله، وهو ما كان له تأثيره الكبير في كل أبنائه وجيله.
درس العلوم الشرعية في معهد التعليم الأصلي بباتنة طيلة مرحلتي المتوسط والثانوي، حتى تحصل على شهادة البكالوريا في العلوم الشرعية سنة 1395هـ /1975.
التحق بقسم علم الاجتماع بجامعة قسنطينة حتى نال شهادة الليسانس في علم الاجتماع سنة 1393هـ / 1979.
واصل دراساته الجامعية العليا في علم الاجتماع الثقافي، بمعهد علم الاجتماع بجامعة الجزائر، حيث نال المرحلة الأولى من الدراسة بأطروحة أولية عن: ((نظرية مالك بن نبي في الثقافة)) سنة 1401هـ / 1981م.
اشتغل بعد تخرجه من الجامعة سنة 1979 في حقل الإعلام الإسلامي التابع لوزارة الشئون الدينية الجزائرية حتى سنة 1407هـ / 1987، حيث أشرف على مجلة الرسالة، وكان عضوا في هيئة تحرير جريدة العصر ومجلة الأصالة.
بدأ الكتابة الصحفية منذ أن كان طالبا في نهاية مرحلة التعليم المتوسط، حيث نشر عدة مقالات في جرائد ومجلات جزائرية مختلفة. وكانت القراءة والكتابة والكتاب والأفكار.. حبه وهمه ومتعته الكبرى منذ صغره، حيث يمضي أكثر من 12 ساعة يوميا في القراءة والكتابة والعمل الفكري والتربوي والدعوي المتواصل، منذ أكثر من 30 عاما.
التحق بقسم الدراسات العليا، بمعهد الشريعة وأصول الدين بجامعة الجزائر، وأنجز أطروحة أولية عن: ((التدابير الوقائية من الطلاق في الإسلام)) سنة 1404هـ / 1984م. التحق بهيئة التدريس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة منذ 1407هـ/ 1987م. وشغل بالجامعة عدة مناصب علمية وإدارية، منها نائب مدير معهد مكلف بالدارسات العليا في معهد الدعوة وأصول الدين، وعضو دائم بمجلسه العلمي، ونائب مدير مركز الأبحاث والدراسات التابع للجامعة.
كان عضوا مؤسسا بجمعية أصدقاء جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية. كان عضوا بالمجلس العلمي بمديرية الشئون الدينية بولاية قسنطينة منذ تأسيسه. وهو مؤسسة علمية ثقافية مهمتها الإشراف على التوجيه الفكري والتربوي والثقافي والاجتماعي من منظور شرعي متكامل.
درّس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية: مناهج الدعوة، وتاريخ الدعوة ورجالها، والدعوة في العصر الحديث، وفقه السيرة، ومدخل إلى الإعلام، والفكر الإسلامي المعاصر...
تحصل على شهادة الماجستير في مناهج الدعوة سنة 1412هـ/ 1992م. وأنهى إنجاز شهادة دكتوراه الدولة في نفس التخصص سنة 1417هـ/ 1997 م. ولم يتمكن من مناقشتها إلا سنة 2009، بسبب الظروف الصعبة التي مر بها في السنوات الأخيرة.
انخرط في العمل الدعوي الفكري التربوي منذ وقت مبكر من دراسته الشرعية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وساهم في حركة بناء الصحوة وترشيد مسيرتها على طريق الأصالة والفعالية والتكاملية المطردة.
عمل مرشدا دينيا متطوعا منذ أن كان طالبا بالمعهد الإسلامي حتى اليوم. كان له دور فاعل في الحركة الطلابية الإسلامية الجامعية منذ التحاقه بالجامعة سنة 1975 حتى خروجه من الجزائر سنة 1995 ، حيث شارك بفعالية في النشاط الفكري والتربوي والدعوي والاجتماعي للحركة الطلابية الجامعية على النطاق الوطني.
متأثر بالإمام العلامة عبد الحميد بن باديس، الذي يعتبره من جيل الصحابة المعاصرين؛ في علمه وروحانيته، ووطنيته ورساليته، وجهاديته النموذجية، وعبقريته الحركية الفذة، وإنجازيته المتميزة، وبالإمام العلامة البشير الإبراهيمي الذي كان قمة شامخة من قمم العلم والفكر والإصلاح والرسالية في هذا العصر بحق.
ويرى في التجربة التاريخية لـ "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" نموذجا ناجحا في الوعي والفعل الحركي الفعال.
يعيش منذ عام 1995م خارج الجزائر، واستمرارا في أداء مهمته في المجال الفكري والتربوي والدعوي وحوار الأديان والثقافات والحضارات. يدير بالخارج جمعية مهتمة برعاية شئون الجالية المسلمة المتكونة من أكثر من ثلاثين جنسية إسلامية مختلفة، ويساهم في حركة تبليغ الإسلام والتعريف به، وحوار غير المسلمين بشأنه وشأن تجربته وخبرته الحضارية الغنية.

أعمال ومؤلفات
بدأ الأستاذ الطيب برغوث التأليف منذ وقت مبكر في حياته. وكان كثير القراءة والإطلاع شغوفا بالبحث والتأمل والتفكير. وكان يقضي جل وقته إما في القراءة أو الكتابة أو المحاضرة أو النظر والتأمل في مشكلات وقضايا الأمة والفكر الإسلامي.
وقد ألف ونشر الكثير من الكتب، كما درج على نشر مقالات ودراسات في موضوعات متنوعة في الكثير من المجلات والجرائد.
ومن أهم مؤلفات الأستاذ الطيب-بالإضافة إلى المقالات والدراسات المنشورة-:

القدوة الإسلامية في خط الفعالية الحضارية.
الواقعية الإسلامية في خط الفعالية الحضارية.
الدعوة الإسلامية والمعادلة الاجتماعية.
التغيير الإسلامي خصائصه وضوابطه.
معالم هادية على طريق الدعوة.
الخطاب الإسلامي المعاصر وموقف المسلمين منه.
موقع المسألة الثقافية من استراتيجية التجديد الحضاري عند مالك بن نبي.
المنهج النبوي في حماية الدعوة ومنجزاتها في (جزأين. ماجستير + دكتوراه).
الأبعاد المنهجية لإشكالية التغيير الحضاري.
الأبعاد المنهجية للفعل الدعوي في الحركة النبوية.
مدخل إلى سنن الصيرورة الاستخلافية: قراءة في سنن التغيير الاجتماعي.
الفعالية الحضارية والثقافة السننية.
التغيير الحضاري وقانون النموذج.
مدخل إلى تجربة جماعة البناء الحضاري الإسلامية في الجزائر.
حركة تجديد الأمة ومشكلات في الوعي والمنهج.
حركة التجديد على خط الفعالية الاجتماعية.
مفاصل في الوقاية الاستراتيجية للصحوة.
التغيير الحضاري وقانون النموذج.
صفحات من تجربة حركة البناء الحضاري الإسلامية الجزائرية.
زواج المسلمة بغير المسلم: تكريم أم حرمان.
مدخل للتعريف بالإسلام.
العالم: رجل وامرأة وطفل وفكرة.









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 13:34   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الفقيه والمربي والمصلح الشيخ سي حاشي العسالي رحمه الله (1911 - 1997م)، من علماء الجلفة



هو العالم العلامة الشيخ الحاج العسالي بن مصطفى ولد عام :
1329 هـ الموافق لـ 1911 م بمسعد ولاية الجلفة ذاق طعم اليتم منذ صباه ، عاش بالبادية يرعى الغنم ومن شدة شغفه بالعلم كان يحمل معه " اللوح " يتلو القرآن الكريم أثناء رعيه ، إلا أنه كان يرى أن هذه الطريقة لم تساعده كثيرا على حفظ القرآن ، فتوجه إلى زوج خالته الشيخ مقواس عبد الرحمان ، ومكث عنده مدة من الزمن حفظ فيها قسطا من القرآن الكريم ، ثم اشتاقت نفسه لطلب العلم فطلب الإذن من والدته بالسماح له بالذهاب إلى زاوية الشيخ المختار بأولاد جلال فرفضت أمه طلبه رفضا شديدا في بداية الأمر ، إلا أنها رحمها الله لما رأت إصراره وإلحاحه الشديدين ، نزلت عندرغبته وسمحت له بالذهاب داعية له بالخير .وسافر الشيخ إلى زاوية الشيخ المختار بأولاد جلال ومكث فيها مدة سنتين حفظ فيها القرآن الكريم ، وكان محبوبا عند شيوخه ورواد الزاوية ، ثم بأمر من شيخه رحل إلى زاوية (سيدي خالد) ، وكثيرا ما كان شيخه يدعو له بالدعاء الصالح ، ويقول له :
( يا عسالي أنت عسل ولا يخرج منك إلا العسل ). ومكث أيضا بزاوية (سيدي خالد) مدة سنتين ، ثم رحل إلى زاوية الهامل حيث أهله شيوخه ليتعلم الفقه وعلوم اللغة العربية فنال منها قسطا وافرا ، و واصل دراسته للتعمق في علوم الدين على يد ابن عمه الشيخ مصطفى حاشي
-رحمه الله- الملقب بالمحكمة المتنقلة لإلمامه وتضلعه بالفقه المالكي .
وفي سنة 1959 م استقر الشيخ بمدينة الجلفة ، وبدأ يدرس القرآن الكريم بحي السعادة إلى أن احتاج مسجد علي بن ادنيدينة إماما فوقع الإختيار على الشيخ لحفظه القرآن الكريم وإتقانه لرسمه وقد استجاب الشيخ لطلب الجماعة فالتحق بالممسجد إماما.وكان رحمه الله ولوعا بالعلم محبا له ولأهله منكبا على قرا ءة أمهات الكتب ولايسمع بمجلس علم إلا وطلبه ، وقد عرف بقوة ذكائه وحفظه السريع .قرأ أيضا على الشيخ عطيه بن مصطفى -رحمه الله- واستفاد منه ، وذكر بعض من كانوا ملازمين لدروس الشيخ عطية أنه كان من بين الفينة والأخرى يحدث بعض النقاش بين الشيخين في المسائل الفقهية يثري المجلس ويجعله أكثرحيوية ، ولم يكتف الشيخ رحمه الله بهذا القدر من العلم و المعرفة بل كان يقضي كل أوقاته في المسجد في عمل متواصل مابين دارس متعلم ، أو مابين مفت يرشد ويعْلم الناس شؤون دينهم ، وكان يشرح دروسه باللغة العامية تبسيطا منه للفهم رغم أنه يملك ثروة لا يستهان بها من علم اللغة العربية .ومن صفاته -رحمه الله- التقوى و الورع لا يجرؤ على الفتوى حتى يرى من صاحبها إلحاحا يحمله على ذلك عملا بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتابعين والعلماء العاملين رضي الله عنهم أجمعين ، كانوا يحتاطون كثيرا في إفتاء سائليهم فلا يجيب الواحد منهم إلا بما يتأكد من صوابه أو بعد ما يتأكد ويتحرى من علم غيره .هكذا كان دأبه مدة حياته إلى أن رجعت نفسه الزكية إلى جوار ربها راضية مرضية ، وكانت وفاته يوم الجمعة 22 صفر 1418 هـ-27جوان 1997 م بالجلفة .
رحمه الله ونفعنا ببركاته - آمين –

ــ









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...موضوع, متجدد, الجزائر, علماء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc