الدول التي حكمت المغرب العربي في فترة العهد الإسلامي:
1- الدولة الرستمية: كانت إباضية.
إسلامية في قضائها، عربية في معارفها، بربرية في عصبيتها، فارسية في إدارتها، و ما جمع بين هذه الأجناس غير الرابطة الدينية.
-------
2- الدولة الإدريسية: كانت على عقيدة الشيعة الزيدية
و كان أئمة الأدارسة أهل عدل و رفق بالرعية و سهر على أمنها.
------
3- الدولة الأغلبية: كانت تابعة لبني العباس اسما و مستقلة فعلا.
حاكم الدولة يسمى بالأمير ، و القضاء مستقل عنه و غير مقيد بمذهب من مذاهب السلف
------
4- الدولة العبيدية: المسماة بالدولة الفاطمية كانت على مذهب الشيعة الإسماعيلية.
منع أحد ولاتها صلاة التراويح، و أجبروا الناس بصيام يومين قبل رمضان، و أضافوا في الأذان مكان "الصلاة خير من النوم" "حي على خير العمل، محمد و علي خير البشر"
إلى غير ذلك من مخازيهم.
و كانت لها جيوش جرارة و أساطيل عديدة، حافظت بها على ممالكها، و ملكت بها مصر و الشام، و غزت بها سواحل أوروبا، و فتحت جنوة من بلاد إيطاليا، و لكن عنايتها بفتح العالم الإسلامي أشد.
------
5- الدولة الصنهاجية: بلغت من سعة السلطان و قوة النفوذ ما يخولها الاستقلال، و لكنها آثرت الارتباط بالعبيديين لئلا تشوش على نفسها داخليا و خارجيا.
أعلن المعز بن باديس بعد توليه الحكم قطع دعوة بني عبيد و ذلك سنة 440هجري، و محا اسمهم من السكة و و أحرق بنودهم و هدم دار الإسماعيلية.
و كان المعز بن باديس مؤيدا للسنيين على الشيعيين.
6- الدولة الحمادية: أول دولة بربرية بالجزائر الإسلامية، و كانت مستقلة استقلالا تاما غير أن ملوكها لم يجرؤوا على دعوى الخلافة التي كانت يومئذ للعباسيين ببغداد و الفاطميين بمصر، فدعا حماد أولا للعباسيين، ثم اصطلح مع المعز فدعا للفاطميين...
و لم يضربوا السكة على عظم دولتهم احتراما لدولتي الخلافة.
------
7- دولة المرابطين: كانت دولة مستقلة استقلالا تاما. و مع كون حكومتها أقوى نفوذا من خلفاء بني العباس إلا أنها كانت تعترف بسيادتهم.
مقيدة بالكتاب و السنة، لا يمضي أمراؤها و لا عمالها شيئا إلا باستشارة شيوخ الدين و موافقتهم.
و كان القضاء فيها على مذهب مالك عن بينة و بصيرة و خبرة بكتاب الله و سنة رسوله و أقضية السلف.
-------
8- الدولة الموحدية المؤمنية: مؤسسها ابن تومرت. كان يعرف في طريقه بالفقيه السوسي و أخذ يشيع أنه المهدي المنتظر، فصار يعرف بالإمام المعصوم، حتى إذا بايعه المصامدة دعي المهدي.
اختار عقيدة الأشعري و هي خلاف عقائد أهل المغرب يومئذ.
سمى أتباعه الموحدين، و كفر المرابطين و لقبهم المجسمين و حاربهم بسيفه و قلمه.
كانت دولتهم مستقلة استقلالا تاما، و هي أول دولة بربرية غير خارجية ادعت الخلافة.
و حكومتها مقيدة بالكتاب و السنة من غير انتماء إلى مذهب خاص.
و كان أهل المغرب سلفيين حتى رحل ابن تومرت إلى المشرق و عزم على إحداث انقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني، فأخذ بطريقة الأشعري و نصرها و سمى المرابطين السلفيين "مجسمين" و تم انقلابه على يد عبد المؤمن، فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب، و احتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون في أزمان مختلفة.
-------
9- الدولة الحفصية: تابعة للدولة الموحدية. للموحدين دولتان: المؤمنية و الحفصية.
كانت مستقلة استقلالا تاما، و حكومتها بيد كبار الموحدين و و عظماء الجاليات الأندلسية.
كانوا قديما لا يتركون القاضي في قضائه اكثر من عامين، لوصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك و ليكثر المتدربون على القضاء و يكونوا إلى العدل أقرب.
-------
10- دولة بني مرين: بنو مرين قوم بداة كانوا أعزاء على الدولة المؤمنية.
عني الملوك الأولون برفاهيتها و سعادتها، فأقاموا العدل و رفعوا المكوس.
و للحكومة علاقات ودية مع دول مصر و السودان و تونس.
اقتفت الحكومة آثار الدول قبلها في النظم الإدارية و القضائية و المالية و الحربية، و أيامها ظهر البارود، و استعمله يعقوب بن عبد الحق في حصار سلجماسة سنة 672 هجري.
-------
11- دولة بني زيان: دولة مستقلة داخليا و خارجيا، غير أنها لم تدّع الخلافة، فكانت تدعو لدولتي الموحدين إلى سنة 703 هجري، و ادعت الخلافة إلى سنة 791 هجري فأصبحت تدعو لمرين، ثم تمشت حسب الظروف: تعلن الخلافة اياما، و تدعو للحفصيين أو المرينيين أخرى إلى أن ظهر على مسرح السياسة الجزائرية الإسبان و الأتراك.
و حكومتها ملوكية استبدادية مطلقة غير جارية على قواعد سياسة الخلافة كالحكومات المعاصرة لها شرقا و غربا، و سياستها مع جارتيها الحفصية و المرينية عدائية كسياستهما معها.
*********************************
من كتاب "تاريخ الجزائر في القديم و الحديث" للعلامة "مبارك الميلي" رحمه الله.