طيف طالب جامعي في الزمن البعيد – الجزء الأوّل

[وسيمツ]

باسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله،

طيف طالب جامعي ، في الزمن البعيد – الجزء الأوّل

-

طالب جامعي ... جالت ببالي اطياف ذكريات لما مر معي في السنوات السابقة ... منذ ان اخذني ابي للتسجيل الى المدرسة و هو يبطئ حتى استطيع اللحاق به في المشي و حتى هذه اللحظات الاخيرة ...وددت مشاركتكم بها،

طموح .. باحلام وردية :
لازلت اذكر بوضوح ايام دخولي المدرسة الابتدائية و بدقة كافية تتيح لي عيشها من جديد حينما اختلي لافتح صندوق ذكرياتي الجميل الذي لا استغني عنه ..حتى انّني اذكر جيدا بل و اشعر بيدي و هي تكتب 1999 م بريشة تستمد اثرها من الحبر البنفسجي الذي اساعدها كل مرة في الالتقاء به في المحبرة التي تتوسط الطاولة ...
احيانا عندما انهي نقل الخلاصة من السبورة على الكراس انظر جهة الباب .. و اعاكس نفسي قائلا: "اريد ان اصبح طبيبا و مخترعا ... و هذا لا يتحقق الّا في الجامعة ..، اذن متى سأصبح طالبا جامعيا ؟؟؟..."; ثم استفيق على صوت المعلمة اسرعوا فلم يتبق الكثير من الوقت ... ،فتصعدُ حاجباي مستفهمة عن السبيل تحديدا لذلك ، لكن كل ما كنت متاكدا منه هو انني ساحقق ذلك ...
تصميم لا يكسر:
فالنسرع الفلم حتى اللقطة 12 ال 11 سنة بعد ... ،هو انا ... لا زالت الحال هي الحال .. ، غير ان الجزئية الوحيدة المتغيرة في الصورة ،هي ان تلك الريشة الوفية ،عوضت سيالة جافة .. جافة باثرها كريمة بعطائها ... ففي مثل تلك الفترات بدأت استشعر الهوة المعرفية بيني انا و بين الطالب الجامعي الذي كان بمخيلتي... بحكم ان المسير طويييل و وقت التوقف للمحطة التالية قد دنى –اللّحاق بالجامعة- ... و هو ما يترجم في بُعدِ- عالم- أحلامي، بالهوّة بين الطالب في واقعنا الذي سيؤول اليه امري ، و بين ذلك الطالب في مخيّلتي و اللذي أريده أن يكون .. (مخترع....؟ ! ربما !)
فالنظبط الفلم هنا على العرض البطيئ، في هذه الفترة تحديدا اخذت وقتا مستقطعا في التفكير في هذا... مدته هي نفسها مدّة المرحلة الثانوية... و هو ما وافق تذبذبا في مستواي الدراسي لامر منفصل تماما عن مجريات القصة ...لا لا ، لا ادري
سنوات عجاف :
اخذ المعدل بالتناقص وفق دالة اسية ... العام الاول فيي الثانويّة من 17 ال 16 ثم ...العام الثاني 16من الى اسفل ثم اسفل و انا اصرخ في داخلي توقف من فضلك ... الى ايييين ...؟؟؟ ... تورمت أحبالي الصوتية من الصراخ فاضطررت للتوقف عن ذلك فتحت عيناي ... ، لكن .. توقفْ ! فأنا في البكالو..ريا الآن ؟؟ ... البكالوريا ، هنا كانت الكارثة ، معدل 13، انهيار في ظرف قياسي...
بمنتهى الصراحة ،كان امرا غير اعتيادي! ، فعندما اتذكر نفسي ابدو و كاني كنت مغيبا عن الوعي لمدة عام كامل - 2ثانوي -حيث و انا في البكالوريا ، كل ما اتذكره هو انني استفقت و انا احاول ترميم ما يحدث و انا لا املك ادنى فكرة عما حدث و يحدث... الأمر يشبه تماما من يحاول لمّ أوراقه التي نثرتها له رياح الشتاء خارجا ....ساخطا على حظي التعيس تارة و راضيا من جهةِ القضاء و القدر تارة اخرى ، متقلبا بين هذا و ذاك ، في الوقت الذي كان منافسي محافظا على مستواه ...و نظرات الآخرين الغريبة لي من اساتذة و تلاميذ ، المديرة، ناهيك عن والداي، حتى انه ذات مرة اخبرني صديقي في ثانوية اخرى ان احدى من يدرسن معه قالت له " واش بيه وسيم ولا يجيب 13 .." و التي لم ادرس معها و اا اعرفها قط...
العالم ينهار عليّ :
في تلك اللحظة تمالكت نفسي بصعوبة بالغة حتى لا تخونني امام صديقي، انهيت الحديث على عجل و عدت الى غرفي و بدات ابكي حتى جفت دموعي -لم ارد كتابة هذا و لكن كتبت..- فانا ساخط على حالي و على نفسي اللتي بين جنبي ، و كل من اعرفهم حولي يشرقون في وجهي بنظرة ، لا اعلم كيف، لكنها تستفزني ..
وددت لو ان هنالك حافلة او اي شيئ، ياخذ الى كوكب نيبتون، آخر كوكب،لاستقلها او ساعة تاخذني الى عالم الدجتال او اي بعد آخر ...
استمررت في بذل جهد مضاعف حتى ... قضي الامر الذي فيه تستفتيان ، حسم الامرُ، ظهرتِ النتائجُ ، و يااااآ للخسارهْ ... ذهبتْ سِنونُ -سنواتُ- عمري مع اوراق الخريف ادراجَ نسمةٍ خفيفةٍ هزتني لأجِدَ نفسي متطآيرا مع اوراق الخريف الذابلة اليابسة ، كيف لا و قد كان المعدل مخيبا ... ، بكيت و بكيت و بكيت - لم ارد كتابة هذا ايضا لكن كتبت- و ما زادني هما على هم ان من التقيه يقول لي نتيجة جيدة ... ،رائع ، ...رغم انني ادري انهم يودون التخفيف عني ، لكن فاليذهب ذلك التخفيف الى الجحيم، لانهم هكذا، و كانهم يرحبون بوسيم الجديد ذي المعدل العفن ، .. وددت صفع كل من يهنئني حتى انني تجنبت الالتقاء بالناس حتى لا يهنئني احدهم و تنفلت مني نفسي فاقسُوَ عليه ، و ما ذنبه المسكين بعد هذا ...في الوقت الذي تحصل منافسي على معدل 18 و هو الذي لم يكن يتحصل على المراكز الاولى في الثانوية بسببي قبل نكبتي ...

1/2
( نفس عميــــــق)
اكتفي بهذا ،
في امان الله ♦