علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر > قسم شخصيات و أعلام جزائرية

قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-04-21, 18:00   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***





الطيب العقبي


تعريف


الطيب العقبي هو الطيب بن محمد بن إبراهيم، ولد في بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة في الجزائر عام (
1307 هـ، 1898م)، ينتهي نسبه إلى قبيلة أولاد عبد الرحمن الأوراسية[1].
هاجر مع عائلته إلى المدينة المنورة وهو ابن خمس أو ست سنوات، تلقى العلم في الحرم النبوي الشريف، عمل مع شريف مكة في جريدة القبلة، عاد إلى الجزائر عام (1337هـ ، 1920م). وكان من الأعضاء المؤسسين ل جمعية العلماء المسلمين، كان له نشاط كبير في الدعوة إلى الله حيث كان يتردد على الأماكن العامة كالمقاهي والنوادي الليلية للدعوة إلى الله، وقد هدى الله على يديه خلق كثير. عرف الشيخ بالجرأة على قول الحق ولا يخاف في ذلك لومة لائم، بالإضافة إلى نشاطه في مجال الصحافة كان قلمه سيالا بكثرة مقالاته في جريدة الشهاب والبصائر التابعتين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
ترجمة ذاتية




الطيب العقبي مع عبد الحميد بن باديس.


هذه الترجمة كان قد كتبها بنفسه ونشرت في الجزء الأول من كتاب "شعراء الجزائر في العصر الحاضر" لمؤلفه الأديب الجزائري الكبير الأستاذ محمد الهادي السنوسي الزاهري. يقول الطيب العقبي:
ولدت ببلدة سيدي عقبة الجزائر ليلة النصف من شهر شوال سنة 1307هـ، حسب ما استفدته من مجموع القرائن الدالة على تعيين هذا العام، ويحتمل أن تكون ولادتي بعد ذلك التاريخ بنحو العام لأني لم أجد قيدا صحيحا لسنة ولادتي. والدي هو "محمد بن إبراهيم بن الحاج صالح" وإلى هذا ينسب اليوم كل فرد منا وبه تعرف عائلتنا، فيقال لكل منا "ابن الحاج صالح"، وعائلتنا من أوسط سكان البلدة، فلا هي أعلاها ولا هي أدناها. أصل أول من سكن بلدة سيدي عقبة من جدودنا من أولاد عبد الرحمن بجبل "أحمر خدو" بالجهة التي تسمى منه باسم "كباش". يتصل نسبنا على التحقيق بالرجل الشهير عند أهل تلك الجهة المعروف لديهم بالولاية والصلاح حتى أنهم يحجون قبره وقبته المقامة عليه، ويقال عنه أنه شريف النسب أيضا، والذي يلفظون اسمه هكذا (سيدي مَحمد بن عِبد الله) بفتح ميم محمد وكسر عين عبد الله، فنحن إذا عبدريون ـ بالراء ـ وعبدليون ـ باللام ـ نسبة إلى عبد الرحمن وعبد الله. جدنا الأول المنتقل من تلك الجهة إلى سيدي عقبة يوم تأسيس البلدة أو بعده عقبي بسكناه بها، ثم نحن من بعده إلى هذا اليوم عقبيون. أما والدتي فمن بلدة ليانة بالزاب الشرقي من عائلة "آل خليفة" الشهيرة بلقب "ابن خليفة". ودعنا من تعداد الآباء والأجداد والمفاخرة بالألقاب والأنساب، لأن ذلك ليس بمذهب لي، فإني في جملة البشر أحسب، وإلى جدنا الأكبر وأبينا آدم أنسب، وإني في هذا المذهب أوافق صديقي معروف الرصافي حيث يقول: قالوا ابن من أنت يا هذا؟ فقلت لهم
إني امرؤ جده الأعلى أبو البشر قالوا فهل نال مجدا؟ قلت: واعجبي
أتسألوني بمجد ليس في ثمري

ولله در الحريري السابق في هذا الميدان بقوله: وما الفخر بالعظيم الرميم وإنما
فخار الذي يبغي الفخار بنفسه وخير من هذا كله قول الله عز وجل : "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وأرى من تمام الترجمة أن أقول لكم" : إن مذهبي في الوطن هو مذهب القائل: من كان مثلي فالدنيا له وطن
وكل قوم غدا فيهم عشائره [2] انتقالنا للحجاز انتقلت عائلتنا مهاجرة من بلدة سيدي عقبة إلى الحجاز بقضها وقضيضها أنثاها وذكرها، صغيرها وكبيرها، سنة 1313هـ قاصدة مكة المكرمة لحج الكعبة المشرفة في تلك السنة، فكنت في أفرادها الصغار لم ابلغ من التمييز الصحيح، ولولا رجوعي إلى هذه البلاد مؤخرا ما كنت لأعرف شيئا فيها.

استقرار عائلتنا بالمدينة سكنت عتائلتنا أول سنة 1314 ـ بعد الحج ـ المدينة المنورة حيث كان استقرارها بها وبها قبر أبوي وعمي وعم والدي وأختي، وجل من هاجر من أفراد عائلتنا كلهم دفنوا هنالك ببقيع الغرقد رحمة الله عليهم.أما والدي فكانت وفاته ليلة الخامس من شهر شعبان 1320هـ وانا عند رأسه أجس نبض آخر عرق كان يتحرك فوق صدغه، وكان قبل موته بنحو السنة والنصف مات شقيقه الوحيد ـ عمي ـ أثناء وجود والدي بهذه الديار التي رجع إليها إذ ذاك متفقدا حال أملاكهم التي تركوها هنا، وقد أتاح الله للأخوين الشقيقين ـ أبي وعمي ـ أن يدفنا في قبر واحد ويضمهما معا ذلك الجدث كما خرجا من بطن أم واحدة، وكان مأواهما في الثرى عند قبر الإمام مالك ـ ـ وبإزاء قبر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كفالتي وتربيتي


صورته التي تصدرت مجلة الشهاب في جزئها 2 المجلد 11


بعد وفاة والدي بقيت مع شقيقي وشقيقتي واختي للأب تحت كفالة والدتي وقد "أدبني ربي فأحسن تاديبي"، وتربيت في حجر أمي يتيما غريبا لا يحوطني ولا يكفلني غير امرأة ليست بعالمة ولا صاحبة إدراك ورأي سديد، بل هي كنساء أهل هذه البلاد ولولا فضل الله علي وعنايته بي صغيرا يتيما لما كنت هديت سواء السبيل ﴿فالحمد لله الذسي هدانا لهذا وما كنا لنهتي لولا أن هدانا الله﴾. تعلمي وقراءتي القرآن قرأت القرآن على أساتذة مصريين برواية حفص ثم شرعت على عهد والدتي بقراءة العلم بالحرم النبوي لا يشغلني عنه شاغل ولا يصدني عنه شيء، حيث كان أخي الأصغر مني سنا هو الذي تكلفه والدتي بقضاء ما يلزم من الضروريات المنزلية وقد ادركت سر الانقطاع لطلب العم وفهمت جيدا قول الإمام الشافعي: "لو كلفت بصلة، ما تعلمت مسألة". بعد أن أصبحت أنا القائم بشؤوني والمتولي أمر عائلتي ونفسي، أخذت إذ ذاك من العلم بقسط شعرت معه بواجباتي الدينية والدنيوية، وما كدت أدرك معنى الحياة وأتناول الكتابة في الصحف السيارة وأنظم الشعر واتمكن من فهم فن الأدب ـ الذي هو سمير طبعي، وضمير جمعي ـ حتى فاجأتنا حوادث الدهر، ونوائب الحدثان، وجلها كان على إثر الحرب العالمية التي شتتت الشمل وفرقت الجمع، فسحقا لها سحقا، وبعدا لما أبقته من آثارها السيئة بعدا. "كيف أبعدت عن المدينة"؟: تناولت الكتابة في الصحف الشرقية قبل الحرب العمومية أمدا غير طويل فعدني بعض رجال تركيا الفتاة من جملة السياسيين، وأخرجوني في جملة أنصار النهضة العربية مبعدا من المدينة المنورة على إثر قيام " الشريف حسين بن علي" في وجوههم بعد الحرب إلى المنفى في أرضهم " الروم ايلي" أولا فالأناضول ثانيا، وهناك بقيت أكثر من سنتين مبعدا في جملة الرفاق عن أرض الحجاز وكل بلاد العرب، ثم انتهت الحرب الكبرى بعد الهدنة يوم 11 نوفمبر 1918م، ونحن إذ ذاك مع عائلتنا التي التحقت بنا بعد خراب المدينة في بلدة " ازمير" ومنها كان رجوعنا معشر أهالي المدينة المنورة إلى الحجاز، وما وصلت أنا إلى مكة المكرمة حتى لقينا من لدن جلالة " الملك حسين" كل ما هو أهله من الإكرام والإجلال، وهناك عينت مديرا لجريدة " القبلة" و" المطبعة الأميرية" يجري علي من سيل انعامه وإكرامه ما لا أستطيع مجازاته عنه بطويل الشكر وعريضه. رجوعي إلى بلاد الجزائر ولما وقع من الاعتداء على أملاكنا التي لا تزال على ذمتنا ببلدة سيدي عقبة ولما كنت أتوقعه من عدم استتباب الأمن واستقرار الأمر في الحجاز للشريف حسين، غادرت تلك البلاد المقدسة إلى هذه البلاد الجزائرية بنية قضاء مآربي هنا وعمل ما يجب عمله في قضية أملاكنا مع المعتدي عليها، ثم الرجوع إلى الحجاز إذا رجعت المياه إلى مجاريها. وها أنا ذا الآن أسكن منذ ست سنوات بلدة بسكرة من يوم قدومي إلى هذه البلاد وهو يوم 4 مارس 1920م ـ إلى هذا اليوم، من حيث قدومي إلى هذه الديار لم أشتغل بعمل عمومي ذي بال كما أني لم أتعاط الكتابة والنشر في الصحف لأني أعتبر نفسي منذ رجوعي من الحجاز وبعدما وقع من الحوادث المقلقة السالبة لكل أسباب الراحة - بل المفقدة للحياة - وبعدما مر على رأسي من الليالي المزعجات ـ قد خرجت من الحياة السياسية بالكلية وبعدت عن العلم وأسبابه بعد ما بين المشرق والمغرب.ولكني منذ أشهر أبديت بواسطة صحافتنا الجديدة بعض آراء وأفكار في مسائل تخص العلم والدين فلم يرق ذلك لبعض الجامدين، وثارت ثائرة من لا يزالون يحبون الاصطياد في الماء العكر، وقام دعاتهم في وجهي يصدون الناس عن سبيل الله يبغونها عوجا، وإني لمواجه لكل صدماتهم، ومجابهتهم وجها لوجه كيفما كانوا ما دمت أعتقد أني على الحق بالرغم عن تجردي من كل عدة يعدها الخصمان. وما أنا في محاربتهم ـ والحالة هذه ـ "إلا كساع إلى الهيجا بغير سلاح" وما أجادلهم إلا بالتي هي أحسن ما دموا عن الحق غير معرضين. أما المنافقون منهم والمارقون الذين يرتدون عن دينهم في كل يوم مرة أو مرتين فأولئك هم الذين أغلظ عليهم أحيانا وأعاملهم بما يستحقون. وما سلاحي الذي أبارزهم به إلا صبابة مما كان علق بالذهن وبقية في الوطاب من آثار التربية الإسلامية والعلم الصحيح، وهم في كل محاولاتهم "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" و"سيحكم الله بيني وبينهم وهو خير الحاكمين".

************************************************** **************************************


يتبع


والله أعلم









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-04-21, 18:04   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***



عمر الدردور


من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رحمه الله
ملاحظة :منقول من جريدة البصائر مع التصرف

ودعت الجزائر عامة، ومنطقة الأوراس خاصة، واحدا من أبنائها البررة ورموزها البارزة وعلمائها الأفذاذ ورجالها الكبار الذين أبلوا البلاء الحسن وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ونفعوا الناس وتركوا بصماتهم في الحياة طيلة عقود من السنين، هذا الرجل الفذ هو الإمام الشيخ عمر دردور -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، الذي فاضت روحه إلى بارئها صبيحة يوم الخميس 22 ربيع الثاني 1430 هـ، الموافق لـ 19 مارس 2009م.

- توفي الشيخ عمر عن عُمُر مديد ناهز السادسة والتسعين عاما، أفناه في خدمة الإسلام، ونفع الناس وإرشادهم إلى الخير وإعانتهم عليه، منذ أن تفتح وعيه وأدرك واجبه تجاه ما كان يعانيه الشعب الجزائري في ظل الاستدمار الفرنسي من تجهيل وتفقير وحرمان من أبسط حقوق الحياة.

مولده وأسرته

- ولد الشيخ عمر دردور في قرية حيدوس بدائرة ثنية العابد، يوم 13 أكتوبر سنة 1913، في أسرة معروفة في منطقة الأوراس، بالعلم وخدمة الدين. فهو رحمه الله غصن من دوحه الدردورية، "آل الدردور"، من نسل الشيخ "علي الدردور الكبير" صاحب زاوية "حمدوس" بوادي عبدي ثم "مدرونة" القرية الرابضة في أحضان جبال أوراس ومن أسرته "الهاشمي دردور"، العالم المجاهد، الذي ناصر ثورة ابن جار الله (1879) وهبّ أتباعه للجهاد استجابة لندائه، فنفي مع ستة رجال من أتباعه، إلى كورسيكا (1880)، فذاق مر العذاب.

تعليمه ودراسته

- ولما بلغ سن التعليم وجهه أهله إلى كتاب قريته لتعلم القرآن الكريم وحفظه، وهو ما تحقق له في سن الحادية عشرة، ليتفرغ بعد ذلك لحفظ المتون المعروفة في العلوم الشرعية كالتجويد والنحو والصرف والفقه والعقائد.

ولم يكتف بهذا الذي حصله في قريته المتواضعة، وإنما تطلعت نفسه إلى الاستزادة من العلم، ولذلك شد الرحال إلى مدينة طولقة، أين انخرط ضمن تلاميذ زاوية الشيخ "علي بن عمر"، والتي تلقى فيها العلم على عدد من المشايخ، ودرس الكتب المعتمدة في فنون العلم المختلفة من نحو وفقه وفرائض وفلك.

- بعد قضاء سنتين من الدراسة في طولقة، وفي سنة 1932 تحديدا، أتيح للشيخ عمر أن يزور قسنطينة برفقة الشيخ عبد الحفيظ الهاشمي، وهناك قدمه هذا الأخير إلى الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، وأخبره برغبته في الالتحاق بمعهده في قسنطينة، فأبدى الشيخ ابن باديس موافقته المبدئية، واشترط إجراء امتحان لهذا الطالب الجديد، وقد نجح الشيخ عمر في الامتحان، ليصبح بذلك أحد تلاميذ الجامع الأخضر.

نشاطه وتدريسه

- وسرعان ما اكتشف فيه شيخه ابن باديس قوة الفهم وحدة الذكاء وسرعة التحصيل، فأسند إليه تدريس بعض المتون في أوقات فراغه. كما أسند إليه بعد ذلك أيضا إلقاء الدروس على الطلبة في مسجد سيدي قموش ومسجد سيدي بومعزة.

- في هذه المرحلة، ونتيجة تأثير الإمام ابن باديس وما كان يبثه في دروسه من توعية وتوجيه، تفتح الوعي الإصلاحي والوطني في نفس الشيخ عمر، وهو ما جعله حين يزور بلدته في أيام العطل، يلتقي بالناس ويجتمع بهم، ويحرص على توعيتهم وإثارة حب العلم في نفوسهم، ويستحثهم لإنشاء المدارس لتعليم النشء وتربيته.

في سنة 1936، أسس مع جماعة من زملائه الطلبة الأوراسيين، الشعبة الأوراسية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد قاموا انطلاقا من هذه الشعبة بنشاط هام في ميادين التربية وبث الوعي الديني والوطني في النفوس. وفي سنة 1937، عاد إلى مسقط رأسه أين تفرغ كلية للجهاد والنضال ونشر الدعوة الإصلاحية ومقاومة الانحرافات والخرافات، فأسس (مدرسة التربية والتعليم) وشرع في العمل لتكوين وتوعية الصغار والشباب والكهول، وأخذ ينفخ فيهم الروح الوثابة والفهم السليم والعلم الصحيح.

- لكن نشاط الشيخ دردور سرعان ما أثار انتباه سلطات الاحتلال التي أدركت خطره، ولذلك سارعت إلى تلفيق تهمة له بررت بها القبض عليه والزج به في سجن مدينة باتنة، الذي قضى فيه أربعة أشهر.

- بعد خروجه من السجن، واصل الشيخ نضاله العلمي في إطار الشعبة الأوراسية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث أصدرت السلطات الاستعمارية قرارا بتوقيف نشاط جميع الحركات السياسية وحركة جمعية العلماء المسلمين، مما أجبر الشيخ على التخفيف من نشاطه، الذي أصبح مقتصرا على التعليم المسجدي لا غير.

نشاطه أثناء الثورة

- ظل الشيخ على دأبه ونشاطه النضالي والعلمي إلى حين اندلاع ثورة أول نوفمبر، حيث أصبح إلى جانب نشاطه التعليمي يناصر الثورة بأفكاره ونضاله العملي. مما جعل سلطات الاحتلال تتحين الفرص للقبض عليه، ولذلك نصحه قادة الثورة في منطقة الأوراس بالسفر إلى الجزائر العاصمة، وهناك أصدر له الدكتور هدام شهادة طبية تثبت حاجته إلى العلاج في الخارج.

- سافر الشيخ إلى فرنسا، حيث استقر في مدينة "فيشي"، وهناك استأنف نشاطه في إطار جبهة التحرير الوطني، عاملا على التعريف بالثورة الجزائرية وأهدافها ومنجزاتها، متنقلا بين عدة مدن في الشمال الفرنسي مثل ليون وباريس. وقد امتد نشاطه هذا من جويلية 1955 إلى يناير 1956.

- انتقل بعد ذلك إلى القاهرة، أين التقى الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وأعضاء قيادة الثورة في الخارج ابن بلة وآيت أحمد وخيضر. وهناك أسندت له مهمة التنقل بين البلدان العربية للتعريف بالثورة الجزائرية وجمع المساعدات لها، وهي المهمة التي أداها بكل نشاط وحيوية وحظي فيها بالتوفيق الرباني الذي مكنه من تحقيق النجاح.

- ظل الشيخ يؤدي عمله في القاهرة إلى غاية سنة 1960، حيث تم تحويله إلى تونس، أين كلف بمهمة تعليم وتوعية الجنود في الحدود الجزائرية. وقد استمر في هذه المهمة إلى غاية الاستقلال.

تأسيسه لمعهد التعليم الأصلي بعد الاستقلال

- بمجرد عودة الشيخ إلى منطقة الأوراس، فكر فيما يمكن عمله لخدمة الجزائر والجزائريين، فهداه الله -عز وجل- إلى العمل على إنشاء معهد للتعليم الأصلي في مدينة باتنة، وقد تم البدء في المشروع في شهر نوفمبر 1962، وسرعان ما تم إنجازه ليقع تدشينه من قبل وزير الأوقاف حينذاك الأستاذ أحمد توفيق المدني -رحمه الله- يوم 1 ماي سنة 1963، وقد أطلق على المعهد اسم صلاح الدين الأيوبي. وما لبث هذا المعهد أن تشعبت منه فروع عديدة في كل من أريس ومنعة وبريكة ونقاوس ومروانة والمعذر والشمرة وإشمول وخنشلة. وقد بلغ مجموع طلبة المعهد في مدة وجيزة 7500 طالب وطالبة نظاميين، بالإضافة إلى الأحرار الذين انتظموا فيما سمي حينئذ بالجامعة الشعبية التي كانت تضمن الدروس الليلية.

ولم يتوقف الأمر عند منطقة الأوراس، وإنما امتد الإشعاع إلى كافة مناطق الوطن، حيث فتح في مدة وجيزة ستة وثلاثون معهدا للتعليم الأصلي عبر التراب الوطني. وبفضل هذه المعاهد وإشعاعها، وبفعل جهود الشيخ عمر وإخوانه قرر الرئيس الراحل هواري بومدين -رحمه الله- ترسيم التعليم الأصلي في الجزائر، وذلك لما شاهد بنفسه ما أنجزه المعهد وأساتذته عندما زار مدينة باتنة سنة 1969.

تأسيسه للمعهد الأسلامي لتكوين الأئمة

- وبعد إلغاء معاهد التعليم الأصلي سنة 1978، اجتهد الشيخ وعمل على تأسيس المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة في "سيدي عقبة" بمدينة بسكرة، سنة 1981، وقد تحقق له ذلك، وعين أول مدير له.

- وبعد وفاة الشيخ محمد الأمير صالحي خلفه في مهمة مفتش الشؤون الدينية لولاية باتنة، ومحتفظا بمنصبه كمدير للمعهد الإسلامي بسيدي عقبة. وفي سنة 1986 عين مفتشا جهويا للشؤون الدينية في كل من باتنة وخنشلة وأم البواقي.

وقد ظل الشيخ يمارس مهامه في إطار الشؤون الدينية، ويساهم في أعمال الخير المختلفة في المجتمع المحلي بمنطقة الأوراس، إلى أن اضطر إلى لزوم بيته بسبب تقدم سنه وتراجع صحته.

رحم الله الشيخ عمر دردور وأسكنه فسيح جناته، ورحم الله علماءنا جميعا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبوئهم عنده أسمى المقامات وأرفع المنازل، كفاء ما بذلوا من جهود وما أنجزوا من أعمال وما قدموا من تضحيات


**************************************************

ترجمة العلامة سيدي الشيخ أبو القاسم عمر دردور





الشيخ عمر دردور نبراس جبال الأوراس وباديسها يعتبر أحد أنجب تلامذة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس

مولده ونشأته:

ولد الشيخ أبو القاسم عمر دردور بن محمد بن منصور بن محمد بن سيدي علي دردور الأكبر الذي كرس حياته لخدمة المجتمع وبناء وطنه بقرية حيدوس "بلدية ثنية العابد" حوز أريس دائرة باتنة عمالة قسنطينة في 13/ 10/ 1913 ، دخل الكتاب لحفظ كتاب الله سنة 1918 وقد ابتدأ التهجي على يدي والده الشيخ سيدي محمد بن منصور ثم على يدي جده سيدي منصور بقرية حيدوس فختمه في عامين الختمة الأولى، وفي 1925 ختم القرآن الكريم الختمة الثالثة وعمره لا يتجاوز ال12 سنة ، دخل زاوية سيدي عبد الرحمن الزموري بحيدوس في 1926 ليتعلم مبادئ علوم اللغة العربية وعلوم الشريعة لمدة سنتين على يدي هذا الشيخ الجليل مفتي القرية و عالمها ومعلم أبنائها الذي زاره الشيخ عبد الحميد بن باديس في إحدى جولاته للاوراس .

تنقلاته لطلب العلم:


زاوية سيدي علي بن عمر (طولقة)

وفي سنة 1930 انتقل الشيخ دردور إلى زاوية سيدي علي بن عمر بطولقة صاحب الطريقة الرحمانية وتلميذ سيدي محمد بن عزوز البرجي قدس الله سرهم جميعا ومكث بها سنتين الى نهاية سنة 1931 ، وفي 1932 توجه إلى جامع الأخضر بقسنطينة الذي يدرس فيه الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس، وبعد اختباره ألحقه بالسنة الثالثة إعدادي لتمكنه من مبادئ العلوم اللغوية والشرعية ومكث فيه سبع سنوات بين الدراسة والتدريس إلى سنة 1938م.

اعتماده عريفا ورئيسا للشعبة الأوراسية:



وفي 1934 عينه الشيخ ابن باديس عريفا على تلامذة منطقة الاوراس ضمن مجموعة من خيرة تضم 11 عضوا من بينهم الشيخ الفضيل الورتيلاني- حيث اشرف على تلامذة منطقة الاوراس ضمن مجموعة من خيرة طلبته للإشراف على طلبة المنطقة وبناء المساجد الحرة وتأسيس النوادي التعليمية الإصلاحية والجمعيات الدينية وكل ما يتعلق بنشاطات شعب جمعية العلماء المسلمين في ذلك الوقت.

وفي 1936 أسس الشيخ عمر دردور الشعبة الاوراسية مع مجموعة من الطلبة وعلماء المنطقة بقرية حيدوس ، ثم تفرعت الشعبة على عدد من المناطق والقرى كبوزينة وشير واريس وقاموا بنشاط جبار في ميدان تأسيس الجمعيات الدينية ومدارس ونوادي إصلاحية مع التعليم المسجدي لغرس روح الدين والأخوة وحب الوطن في المجتمع.



كما كلفه العلامة ابن باديس في 1937 بالتدريس لطلبة مسجدي سيدي قموش وسيدي بومعزة بقسنطينة.

في 19 أكتوبر 1937 زجت به السلطات الفرنسية في سجن باتنة بتهمة تحريض الجماهير على العصيان المدني ، وفي 06 جانفي 1938 برأته المحكمة تحت ضغط الجماهير الغاضبة المتظاهرة حول محكمة وسجن باتنة ، وقد حضر الجلسة الشيخ عبد الحميد بن باديس بنفسه والشيخ خير الدين والشيخ الطاهر مسعوداني وغيرهم من أعضاء جمعية العلماء الممثلين لمدينة باتنة وأعضاء الشعبة الاوراسية وغيرهم وكان يوما مشهودا للأشاوس الابطال بالتجمهر والهتاف والزغاريد ، وقد انبرى للمحاماة عنه كل من محمد الشريف سيسبان وابراهيم غريب وفوتير مانوف الذي قدم خصيصا من الجزائر العاصمة للدفاع عنه في هذه القضية، لكن ميسكوتلي حاكم حوز اريس الذي حرك القضية كان له بالمرصاد حيث استأنف القضية من جديد ، وقد قال الشيخ سي محمد الصالح بن سيدي عبد الرحمن الزموري قصيدة شعرية بهذه المناسبة لازالت بعض أبياتها تردد إلى اليوم منها قوله :

ولبيبا دخلت السجن وبقينا...لو كنا نصدق لما بليت بلينا

المتخلف يكذب لا صديق لمسجون...لو صح ذاك إذ سجنت سجنا

في شهر أوت 1939 أعيد الشيخ عمر دردور إلى السجن وحكم عليه بأربعة أشهر سجنا نافذا مع 8000 فرنك فرنسي غرامة مالية ، فقضى 26 يوما المتبقية من العقوبة الأولى في السجن لإتمام 4 أشهر مدة حكم الاستئناف ، وخرج منه في سبتمبر 1939 مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وفاة الأب الروحي للحركة الإصلاحية ومواصلة الشيخ المسيرة:


منظر العلماء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
في الجلسة التأسيسية في 05/05/1931

يوم 16 افريل 1940 توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى وتوقف نشاط الجمعية لظروف الحرب العالمية ، ومن سنة 1940 إلى 1947 أي سبع سنوات قضاها الشيخ دردور في التعليم المسجدي وإصلاح ذات البين والنشاط الفلاحي بوادي عبدي ووادي الطاقة ، حيث انشأ في هذا الأخير مطحنة بخنقة برباقة نافس بها مطحنة المعمر باتيست الايطالي القريبة جدا من مطحنته وهناك كان يلتقي بمصطفى بن بولعيد الذي يأتيه بصفة تاجر معاطف يحملها على حماره وينزلان قرب الوادي وسط أشجار الزان ويتبادلان أطراف الحديث في شتى المجالات منها مجالهم الثوري بمختلف ميادينه حسب رواية احد سكان الخنقة من أولاد زعطوط.

1947 -1954 قام بنشاط مكثف في التوعية والتوجيه الإصلاحي والسياسي مع محاربة الدجل والشعوذة وزيارة الأضرحة والتفسخ والانحلال والتطبيل والزرنة في الأعراس والبذخ والإسراف فيها وتهيئة النفوس سياسيا وكانت بحق فترة مخاض الثورة.


اندلاع الثورة وعمله في خضمها:

ومع اندلاع الثورة في 1954عمل بمنطقة تازولت مع الطاهر النويشي ومحمد الشريف بن عائشة في إعداد مراكز التموين والمخابئ والمستشفيات، وكان المناضلون ينقلون ليلا من الزقاق وفوذ اقيلال وعش النسر بلارباع وتيفيراسين خشب البقنون ( الأرز) والصنوبر إلى مناط بوعريف و ما جاورها لتسقيف المخابئ، وفي جويلية 1955 غادر الوطن باتجاه فرنسا بعد اكتشاف أمره بسبب وشاية ومر بقسنطينة بنية حضور جلسة محاكمة ابن بولعيد غير أن المحامي العمراني نبهه إلى خطورة الوضع وان الشرطة تبحث عنه ، فغادرها إلى العاصمة ونزل في دار جمعية العلماء ليقوم الدكتور احمد فرنسيس وبن بوعلي بإعداد الملف الطبي له ليتمكن من السفر إلى فرنسا التي استقربها بعض الوقت عند المغترب بده محمد من وادي الطاقة وعمل على تطبيق برنامج جبهة التحرير الوطني في إنشاء جمعيات فدرالية لعمال المهجر في كل من (مرسيليا،بوردو ، ليون، وتوركوان وباريس ) ، ثم توسعت العملية بفضل الأخوين عبد المجيد بن غزال ، واحمد دوم إلى أن أصبح تراب فرنسا كولاية سابعة في تنظيم جبهة التحرير الوطني .

وفي جانفي 1956 انتقل إلى مصر واتصل بالشيخ الإبراهيمي ثم بالوفد الخارجي للجبهة (احمد بن بلة ، وخيضر، وبوضياف وايت احمد) وغيرهم ، ليكلف بعدة مهام في كل من (مصر ، سوريا ، لبنان ، السعودية ، العراق وليبيا ثم تونس). وفي 1960 نزل بتونس للعلاج ، ثم كلف بتعليم أفواج المجاهدين الذين يفدون على مراكز (سيدي اسماعيل) قرب باجه ، ومكث بهذا المركز إلى الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية في 1962.

نشاطه بعد الاستقلال والعمل على تأطير جيل ما بعد الثورة:

وفي نوفمبر 1962 بعد عودته إلى ارض الوطن شرع في بناء المعهد الإسلامي بباتنة " ثانوية صلاح الدين الأيوبي حاليا " بمساعدة كل من وزارة الأوقاف والدفاع الوطني وبلدية باتنة وتم الانجاز في ظرف قياسي(6 أشهر)، وقد افتتح المعهد في 1964 ب250 طالبا كما كانت الدفعة الأولى للأساتذة الأزهريين تتكون من حوالي 20 أستاذا ثم تضاعف عددهم بتضاعف إقبال الطلبة على المعهد إلى أن بلغ 3000 طالب ، واستقبل المعهد في 1975 طلابا أجانب كالسنغاليين والاريتريين.. الخ.

الشيخ عمر دردور شمس لا تحجب ونضال لا ينضب:

من سنة 1981 إلى 1989 كلف الشيخ عمر دردور بإدارة معهد تكوين الإطارات الدينية بسيدي عقبة مع قيامه بمهمة التفتيش على مستوى الولاية خصوصا عام 1985 ، ورغم تقدمه في السن انه واصل نشاطه في الإرشاد وإصلاح ذات البين وكان يقول " إذا جاءتني الموت تجدني واقفا" وذلك أثناء تنقلاته في القرى والبوادي التي لم ينفك ينفخ فيها روح الإسلام السمح والأعراف العريقة بمفرده تارة وبمعية علماء الإصلاح مرارا وتكرارا أمثال الشيخ الغزالي بن دعاس والشيخ سي المسعود بنور والشيخ الأمير صالحي وغيرهم، كما التزم تطوعا حضور جلسات المجلس العلمي للإفتاء لسنوات عديدة،وللشيخ باللهجة المحلية الشاوية باع طويل في الحكم البليغة و المواعظ المؤثرة في مختلف المناسبات والمواضيع وفي الدروس المسجدية مابين 1988و2000 شارك الشيخ في عدة ندوات ومؤتمرات حزبية وغيرها وطنية ومحلية ثم التزم الصمت لتقدمه في السن من جهة وأصابته بفالج المأساة الوطنية التي كادت تودي بحياته.

حسن الخاتمة:

وفي الفترة الممتدة بين 2000 و2009 قرر الشيخ عمر دردور بناء مسجد بمئذنته وزاوية بقرية الحمزة ببلدية وادي الطاقة من ماله الخاص وحبسه جزءا من أرضه على المسجد وأخرى على مقبرة الحمزة صدقة جارية كما فعل من قبل في أراضيه بقرية بوزيزة التي بنيت عليها مدرسة ومسجد وسكنات للمعلمين والمواطنين، كما سلم أراضي أخرى لبلدية ثنية العابد لبناء مدرسة قرزة وغيرها.

وفاته رحمه الله:



في يوم الخميس 19 مارس 2009 توفي الشيخ عمر دردور "نبراس جبال الاوراس الأشم وباديسها" عن عمر يناهز 95 عاما ونصف العام وشيع جثمانه إلى مثواه الأخير بالمقبرة العامة بتازولت يوم الجمعة 20 مارس في موكب مهيب، شهادة الشيخ محمد بن النجاري المعلم نائب الشيخ عمر دردور ومدرس سابق بالمعهد الإسلامي بباتنة الشيخ دردور بنى أول معهد إسلامي وكان يستضيف علماء الأزهر في بيته "تعود علاقتي بالشيخ عمر دردور إلى نوفمبر من سنة 1963 حيث تعرفت عليه عندما عينت كأستاذ بالمعهد الإسلامي بباتنة، ويعد الشيخ المرحوم عمر دردور احد رجالات العلم والإخلاص والدين ، حيث كان مخلصا إلى أقصى الحدود حتى أن من كان يسئ إليه لا يلتفت إليه الشيخ ويسامحه ، وقد اخذ المرحوم عمر دردور على عاتقه بناء أول معهد إسلامي والذي شيد في باتنة ، ومن هذا المعهد اقتدت بقية الولايات التي شيدت بدورها معاهد إسلامية وبذلك يعد معهده اللبنة الأساسية والنواة الأولى لبناء المعاهد الإسلامية، كما لعب الشيخ دردور دوارا مهما في توسيع المعهد الإسلامي وفتح فروع له في كل من بريكة واريس وبقية مناطق الاوراس، حيث كان عدد الطلاب الذكور في نهاية 1965 حوالي 3 آلاف طالب وهو نفس العدد من الطالبات.

وكان الشيخ دردور يسعى مع الجمعيات والبلديات من اجل جمع المعونات و مساعدة الطلبة بالإضافة إلى تشجيعه لعلماء الأزهر الذين يزورون الجزائر وقتذاك للتدريس حيث كان يقوم بضيافتهم في بيته ويتكفل بهم"



*********************************************

يتبع



والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-21, 18:07   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***










رجل الإصلاح الشهيد الشيخ بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم




قرابة نصف قرن من أجل الجزائر …!
ذاكرة الوطن حافلة بالبصمات الخالدة ،و الدماء التي كتبت دفتر الثورة ، ما تزال تحترف الحضور ،و تشحن الأنفاس و الخطوات بالنبض و الاعتزاز.*

قد تندثر البصمات، وتفيض الدماء على أرصفة التاريخ ،و لكن الذاكرة مرغمة على البوح و إفشاء أسماء أولئك الذين نسجوا حلم المستقبل و أعطوا للجزائر موعدا جديدا للفرح.
من هذه الأسماء، وهي كثيرة عبر الرقعة الواسعة لجزائرنا العزيزة عبر تاريخ الجزائر العظيم و الطويل ، رجل اقترن ذكره بإنجازات وطنية وعلمية تحققت على أرض الجزائر، منذ مطلع هذا القرن حتى التحق بقوافل الشهداء، فكان رمزا من رموز التضحية و الشموخ.
ذلك هو رجل الإصلاح التهامي بن فليس المدعو سي بلقاسم، والمولود في 14 جوان 1900بأولاد شليح وادي الشعبة إحدى قلاع الثورة التحريرية بالأوراس الأشم.
كانت البداية بالقرآن الكريم حيث قضى عدة سنوات بكتاتيب القرية لحفظ القرآن واستطاع ان يحفظه مما أهله بعد ذلك إلى الالتحاق بمدينة سيدي عقبة استكمالا للعلوم و المعارف الإسلامية المختلفة .
وقد مكث بها مدة من عمره، كانت بالنسبة إليه فرصة للإطلاع و نيل العلوم و المعرفة و الثقافة، والتزويد بخلفية معرفية تشحذه للمراحل القادمة.
بعد الحرب العالمية الأولى وبسبب إجبارية الخدمة الوطنية المفروضة على الجزائريين تم تجنيده مع من ينتمون لدفعته و هكذا أرسل عدد كبير منهم لسوريا سنة 1920م-1921م لأداء الخدمة العسكرية علما أن سوريا وضعتها عصبة الأمم بتاريخ 24/04/1920 تحت إدارة فرنسا بعد أن تم فصلها عن الحكم العثماني و ذلك إلى غاية استقلالها في سبتمبر 1941م.
إن أداءه للخدمة العسكرية بسوريا سمح له بالتعرف على هذا البلد و زيارة عدد من مدنه كحلب و اللاذقية و دمشق العاصمة و التردد على مسجد الأمويين بدمشق و الاستفادة من بعض الدروس فيه على حد ما كان يرويه لأهله و أحبابه، ومن بين من كانوا معه في هذا التجنيد من سكان باتنة المرحوم الساسي مغربي و المرحوم معاوي محمد، كما كان معه كذلك الشيخ عوفي سي أحمد بن عثمان من قرية تامزريت بأولاد سلطان.
كما التحق سنة 1922م بقسنطينة لفترة لتتبع الدروس التي كان يلقيها العلامة الغمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
و بعد المدة التي قضاها بقسنطينة شد الرحال إلى جامع الزيتونة بتونس سنة 1924م بحثا عن المزيد من التحصيل على أيدي علماء أجلاء و أدباء نبغاء من بينهم الشيخ الطاهر بن عاشور و الشيخ محمد النخلي .و جدير بالذكر أن من بين زملائه في الدراسة بجامع الزيتونة الشيخ سي عيسى مرزوقي الذي مارس الغمامة بنقاوس ول عمره و هو من عرش أولاد سلطان و كذلك الشيخ العوفي سي أحمد بن عثمان المذكور آنفا الذي مارس هو الآخر الإمامة بمدينة عين التوتة إلى أن وافته المنية و هو كذلك من عرش أولاد سلطان ، و أيضا أن من بين زملائه في الدراسة الشيخ روابح سي الطاهر بن سي عبد الرحمن من عرش أولاد شليح و الذي مارس الإمامة بشتمة “بسكرة” ثم بباتنة وأيضا الحاج سي إبراهيم بن عبيد والد الحاج بن عبيد سي مسعود المسؤول الولائي لمنظمة المجاهدين بالأوراس.
و قد فتحت له السنوات التي قضاها بتونس رفقة مشايخ العلم ، الأبواب التي أغنت تجربته بمختلف العلوم و الآداب و مكنته من الاقتراب و معاشرة الحركة الوطنية المتأججة آنذاك في أوساط الأدباء الشباب ، و بذلك تكونت لديه صورة واضحة عن الاستعمار الغاشم و الظالم ،و أصبح يشعر أكثر من ذي قبل بوطأة الاحتلال وآثاره المدمرة على أبناء الجزائر.
العودة إلى الوطن كانت فاتحة للعديد من المشاريع و الإسهامات العلمية حيث أصبح التهامي بن فليس عضوا في الجمعية الدينية للمسجد العتيق، و هو إحدى منارات العلم بباتنة آنذاك ،و شارك مع إخوانه من خلال هذه المنارة في تغذية العقول و إيقاظ الوعي في الضمائر و القلوب.
و لم يبرح أن انظم إلى صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أواخر الثلاثينيات مع مجموعة من الغيورين على الوطن و الدين بناحية باتنة و على رأسهم الشيخ سي الطاهر مسعودان الحركاتي رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين آنذاك والشيo الحاج سي الطيب معاشي و الشيخ روابح سي الطاهر و السيد العوبي سي الحنفي و السيد سي المدني خريبت و السيد فاضلي سي الصالح و السيد شرفة سي بلقاسم و الدكتور سي السعيد بن خليل و المحامي غريب سي إبراهيم و آخرين من أفاضل الرجال .
و كان عضوا ناشطا في الجمعية التابعة للمدرسة التي أسستها جمعية العلماء المسلمين بباتنة سنة 1937م تحت إشراف الشيخ فضلاء محمد الحسن بن الشيخ السعيد آبهلول و هو من تلاميذة الشيخ عبد الحميد بن باديس ،و قد كانت هذه المدرسة توجد آنذاك بشارع فيداب حاليا شارع محمد الصالح بن عباس علما أنها كانت آنذاك ملحقة لمدرسة الجمعية بقسنطينة ،إضافة إلى إشراف بن فليس التهامي شخصيا كذلك على مدرسة قرآنية أنشأها بمنزله بماله الخاص ،كانت ملاذا للفقراء و المحتاجين من أبناء الشعب لحفظ القرآن الكريم ، علما بان هذا الكتَّاب القرآني كان يوجد بجوار بيته بممرات «هربيون» التي تسمى حاليا بممرات بن فليس ،و جدير بالذكر ان علماء أجلاء من الجمعية تعاقبوا على التدريس بملحقة مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بباتنة أمثال الشيخ يكّن محمد الغسيري و الشيخ العربي بن عيسى الملقب بالقمقوم من عرش آيث داود ولاية تيزي وزو و الشاعر الشيخ محمد شبوكي من الشريعة و الشيخ بوتقشيرت السعيد المدعو السعيد البيباني.

تلبية للنداء الصادر عن العلامة القائد الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء ، حضر المرحوم التهامي بن فليس مع الشيخ خير الدين و الشيخ الطاهر مسعودان و الشيخ العوفي سي أحمد بن عثمان و جمع غفير من أعيان و سكان الأوراس المتوافدين من كل أرجاء الناحية للمحاكمة الجائرة التي أقيمت بباتنة للشيخ سي عمر بن دردور الشخصية المحترمة بتاريخ جانفي 1938م بتهمة تحريض الجماهير على العصيان المدني علما أن الشيخ بن باديس تنقل تضامنا خصيصا بهذه المناسبة لباتنة لتتبع المحاكمة بقصر العدالة و المعروف حول هذه القضية أنه قد تم النطق بالبراءة تحت ضغط الجماهير بعد أن قضى المرحوم الشيخ دردور عدة شهور في سجن السلطات الاستعمارية بباتنة.
وبهذا ،كانت الأفكار و المبادئ التي ناضل من أجلها التهامي بن فليس مع النشطاء من أحبته و إخوانه لأبناء الأوراس ، نبراسا مشيعا ،أضاء أمامهم الطريق للجهر بالحرية و الكرامة في الثامن من شمر مايو 1945م ،مما أدى بالسلطات الاستعمارية إلى اعتقاله بسجن باتنة لعدة شهور مع مجموعة من الغيورين على الوطن منهم المرحوم زاوية سي الأخضر التاجر المعروف بباتنة.
ولم تؤثر محنة السجن في عزيمة التهامي بن فليس بل زادته إيمانا بضرورة مواصلة درب الدفع بالتعليم و تشجيعه بإحياء الوطنية في نفوس الجزائريين ، تمهيدًا لمواجهة الاحتلال و استرداد السيادة.
من الناحية الحزبية و السياسية ،انتسب المرحوم بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم بعد الحرب العالمية الثانية إلى حزب البيان الذي كان يرأسه الرئيس الراحل فرحات عباس كما كان عضوا في المجلس البلدي لبلدية باتنة مع عدد من إخوانه و أصدقائه بعنوان تمثيل المسلمين أمثال الدكتور بن خليل سي السعيد و الأستاذ غريب سي إبراهيم المحامي و السيد فاضلي سي الصالح التاجر.
و من المشاريع الأولى التي ساهم فيها بعد السجن الذي تبع حوادث الثامن من ماي 1945م الإسهام مع عدد من المواطنين و رجال الإصلاح في تأسيس مدرسة «النشء الجديد» بباتنة نهج قرين بلقاسم «نهج فيداب سابقا» خلفا للمدرسة القديمة المذكورة سابقًا و التي فتحت أبوابها عام 1945م في حفل بهيج تحديا لتعنت الفرنسيين و قد كانت الفرصة سامحة له و لإخوانه في باتنة من أنصار جمعية العلماء لإطعام و إيواء العديد من العلماء الضيوف و المدعوين الوافدين من كل فج لمدينة باتنة بهذه المناسبة ، و تجدر الإشارة إلى أن هذه المدرسة الجديدة مستقلة مستقلَّة في تسييرها عن مدرسة قسنطينة و تعتبر إنجازا عظيما تم بفضل الله و عونه و مساعدة العديد من المتبرعين و المتطوعين و المحسنين .
و في هذه الفترة من تاريخ الرجل ، توثقت علاقاته بأعلام الحركة الوطنية من العلماء الذين كان يكن لهم احتراما و تقديرا كبيرين و في المقدمة هؤلاء العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي و العلامة الشيخ العربي التبسي و الشاعران الشيخ محمد العيد آل خليفة و الشيخ محمد الشبوكي رحمهم الله جميعا .
هؤلاء كانوا من أحبته و أكثرهم ترددا على بيته في باتنة ، و قد حملوا له المودة و الحب و الاحترام لما لمسوه فيه من استعداد و لما شاهدوه فيه من روح وطنية و حبه للعلم و العلماء.
و قد احترف التهامي بن فليس لكسب قوته و قوت عياله التجارة عند عودته إلى مدينة باتنة تمثلت في البداية في فتح محل لبيع المواد الغذائية بمتجر كان على مقربة من المسجد العتيق ثم انتقل إلى فتح طاحونة ابتداءً من سنة 1942م بالشارع الذي كان يحمل اسم هربيون بجوار مقر سكناه ثم مقهى ،و المعروفة آنذاك بمقهى بن فليس بالشارع الذي يسمى حاليا شارع الاستقلال و بعد ذلك اشترى ضيعة بالمقاطعة التي تسمى فزديس بضواحي باتنة و قام فيها بممارسة الفلاحة و تربية الماشية و كان ناجحا بفضل الله في كل هذه الأعمال.
و عند اندلاع الثورة المباركة كان التهامي بن فليس من الذين زودوا المجاهدين و الثوّار بالسلاح و المال و الغذاء و الإيواء إذ كانت ضيعته ملجئا للثوار فكان سندصا لجيش التحرير الوني في أصعب الأيام و أشدها ضراوة و قسوة.
هذه التحركات الجديدة للتهامي بن فليس أقلقت المستعمرين و أذنابهم من الخونة فراحوا يضايقونه حتى ألقوا القبض عليه في أوائل سنوات الثورة ،و خيروه بين أمرين : إما أن يوقف نشاطه الوطني و إما أن يلحق به ما لا تحمد عقباه …و لكن إيمان الرجل بحتمية زوال الاستعمار كان أقوى من التهديد فواصل طريقه في النضال و اكتسب محبة إخوانه و ثقة و احترام قادة الثورة في ناحية باتنة.
و في بداية الأسبوع الأول من شهر مارس 1957م انقضت قوات الاحتلال على منزله ليلا بهدف اختطافه و التنكيل بأسرته ، و لكنه واجههم بشجاعة و قوة و إيمان كبير هو و أسرته ،مما اضر جماعة اليد الحمراء هذه إلى إطلاق النار عليه في هذه الليلة المشؤومة ثم الهروب من بعد دون أن يدركوا بأنه لم يصب بطلقاتهم النارية بفضل الله.
هذه الحادثة التي شاعت في ذلك الغد بمدينة باتنة و ضواحيها لما كان لها من وقع لدى المواطنين أزعجت الإدارة الفرنسية كثيرا كما زادت في تشويه صورتها أكثر عند الرأي العام و زادت في سمعة و اعتبار التهامي بن فليس عند إخوته ، فقررت السلطة الاستعمارية الانتقام منه و من أبنائه فأرسلت في التاسع من مارس 1957م فرقة من قوات جيش الاحتلال للقبض عليه مع ابنه الأكبر عمار المدعو الطاهر و اقتيدا إلى مكان مجهول بباتنة في البداية لتدبير كيفية التخلص منهما و تم اغتيال الاثنين على يد الجيش الفرنسي بالمكان المشؤوم المدعو : دار بن يعقوب بمدينة بسكرة الأمر الذي لم تتعرف عليه أسرته إلا بعد الاستقلال على إثر شهادة أحد المعتقلين الذي كان معهم في مكان الاعتقال و الذي نجا من الاغتيال بأعجوبة بقدرة الله و لم يعثر إطلاقا على جثتيهما .
تمت قسمة تركة الشهيد بن فليس من عقارات و منقولات رضائيا بين ورثته « زوجة ، أبناء و بنات و أحفاد « أمام الموثق مصطفى بن عزيز سنة 1983 م بباتنة ،و اتفق الورثة بعد بضع سنوات على بناء مسجد مكان الدار التي كان يسكنها المرحوم و التي كانت تضم كذلك كتّابا قرآنيا بعنوان 26 ممرات بن فليس باتنة ،و ذلك تنفيذا لرغبة كان يحملها المرحوم طول حياته متمثلة في إقامة بيت من بيوت الله.

لقد أنجز هذا المسجد بفضل الله و أطلق عليه اسم «مسجد الحق» سنة 2007/2008 م و قد تم فتحه لإقامة الشعائر الدينية سنة 2009م.
و هكذا انطفأت شمعة من الشموع التي ناضلت عشرات السنين من أجل الوطن و أضافت إلى ذاكرة الون بصمة خالدة ، و زادت صفحة ناصعة إلى دفتر الثورة الجزائرية المباركة.
رحم الله أرواح شهداء الثورة الجزائرية و أسكنهم فسيح جنانه.




———
* العدد 453 من جريدة البصائر.


******************************************





بعض علماء وشيوخ منطقة أم البواقي (بحاجة إلى ترجمة) :



الشيخ زيناي بلقاسم

***************************************


الشيخ الأخضر بوكفة


*************************************************

ا
لشيخ عبد القادر خياري


************************************************** ***

الشيخ غلام عبداللي


************************************************** *

الشيخ
زموشي محمد السعيد

*************************************************

الشيخ

بن عمران الغزالي
***********************************************

الشيخ
سايحي علي

************************************************** *

الشيخ
سليمان بن مشري

يتبع



والله اعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-21, 19:58   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***




عبد اللطيف سلطاني


مولده ونشأته

ولد الشيخ يوم الأحد فاتح ربيع الأول سنة 1320 هـ الموافق لـ 8 جوان 1902 م بالقنطرة شمال بسكرة ، قتل والده وعمره سنتان وثمانية شهور فواصلت مسؤولية تربيته وإخوته أمه السيدة عيشوش بنت أحمد ابن الصغير وكانت محفزة له على التعلم وطلب العلم.
دراسته

انتقل سنة 1916 م إلى بلدة سيدي عقبة فحفظ شيئا من القرأن الكريم ثم انتقل إلى بلدة طولقة إلى زاوية الشيخ علي بن عمر رحمه الله، وشيخ الزاوية إذ ذاك هو الشيخ عمر ابن الشيخ علي بن عثمان رحمهم الله جميعا، وفي نفس هذه الزاوية قرأ والده وإخوته ، فأتم حفظ القرآن بها. بعد ذلك التحق بجامع الزيتونة سنة 1922 م فتتلمذ على أيدي الشيوخ الكبار في الزيتونة أمثال: أحمد بيرم، محمد الطاهر بن عاشور، محمد رضوان وصالح المالقي حتى تحصل على شهادة التطويع سنة 1929 م.
مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

المجلس الإداري لجمعية العلماء - 1949. (الجلوس، من اليمن إلى الشمال) أحمد بوشمال، عبد اللطيف سلطاني، محمد خير الدين البسكري، محمد البشير الإبراهيمي (نائب الرئيس)، العربي التبسي، أحمد توفيق المدني، عباس بن الشيخ الحسين، نعيم النعيمي، (الوقوف من خلف) مجهول، حمزة بوكوشة، أحمد سحنون، عبد القادر المغربي، الجيلالي الفارسي، أبو بكر الأغواطي، أحمد حماني، باعزيز بن عمر، مجهول، مجهول.


كان الشيخ عضوا عاملا بالجمعية منذ تأسيسها ثم انتخب سنة 1936م عضوا إداريا في المجلس الإداري ، وبعد تأسيس معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة سنة (1327هـ 1947م) عين مدرسا به ثم ناظرا لمساعدة مديره الشيخ العربي التبسي. وفي سبتمبر 1956م عين أمينا للمال في غدارة الجمعية ومديرا لمركزها في الجزائر.
قال الإمام البشير الإبراهيمي رحمه الله [1]: رأى محمد البشير الإبراهيمي رئيس لجنة الإفتاء الشرعي توسيع دائرة تلك اللجنة بزيادة أعضائها، فزاد خمسة من العلماء المشهود لهم بسعة الإطلاع وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر وهم المشايخ:

وكل منهم مشهور بالذكاء واستحضارالنوازل وبالبراعة في تنزيل الأحكام الشرعية على النوازل الفقهية".
إبان ثورة التحرير

تولى إمامة مسجد العناصر – الرويسو - بعد تمام بنائه منذ 10 أوت 1954م إلى 22 جويلية 1960م ، ثم انتقل إلى جامع صلامبي (حي المدنية الآن) وذلك في الفترة ما بين (1960 – 1962).
بعد اندلاع الثورة طلبت منه "لجنة التنسيق والتنفيذ" المسيرة لها في العاصمة، أن يتولى جمع المال لها من أبناء الوطن المخلصين لها، فقام بذلك، مع الدعوة لها في المسجد "الرويسو" الذي كان يأم فيه. وفي شهر جوان 1956م ، طلبت منه اللجنة أن يسمح لها بعقد اجتماعاتها في منزله فلبى ذلك على خطورته الشديدة لكونه يسكن في أكثر سكاته أوربيون ، فكانت تلك اللجنة تعقد اجتماعاتها – ومنها الحربية – في منزله، بإشراف البطل الشهيد عبان رمضان، مع الإخوة : بن يوسف بن خدة، وتمام عبد المالك، وإبراهيم شرقي وغيرهم ، وقد حرر مقرر مؤتمر الصومام المشهور بمنزله. وله رحمه الله مسار طويل عريض في ميدان الكفاح الثوري ساقه في مذكراته.

بعد الإستقلال

رفقة الشيخين عبد الكريم العقون ومحمد خير الدين


بعد تحرير البلاد ، عرض عليه وزير الأوقاف الأول، الشيخ أحمد توفيق المدني، أن يتولى الإمامة الأولى والخطابة في جامع كتشاوة بالعاصمة، بعد تحريره من قبضة المستعمر الذي كان حوله إلى كنيسة (كتدرائية) بعد احتلاله للوطن ، فلبى العرض ، وبدأ الصلاة والخطابة فيه مع الدروس الوعظية وصلاة الجمعة، وأول صلاة صلاها فيه كانت صلاة عيد الفطر فاتح شوال 1382هـ 24 فبراير 1963م. ويتحدث عن هذه الفترة فيقول: "فسلكت فيه ذلك المسلك المعروف مني، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصراحتي المعروفة عني، من غير مجاملة ولا تملق على حساب الدين والأخلاق، فلم يعجب هذا السلوك مني رئيس الدولة الأول، السيد أحمد بن بلة، حيث عارضته في قضية خروج المرأة المسلمة الجزائرية إلى الشارع، مع خروجها عن الآداب الإسلامية التي كانت تتحلى بها المرأة الجزائرية المثالية عندنا في الجزائر، فقد دعاها إلى ذلك ورغبها فيه، وحثها عليه في خطاب ألقاه من شرفة نادي"الترقي" في العاصمة يوم 23 مارس 1965، فأحدث بهذا ثلمة كبيرة في بناء الأسرة، فتصدع الحصن الحصين، وانتشرت الرذيلة، وماتت الفضيلة، وكثر فراق الزوجات لبيوت الزوجية، وهروب الأزواج عن زوجاتهم وأولادهم، وخربت البيوت العامرة، فهل يليق السكوت في مثل هذه الحالة!؟ فعارضته أنا بخطبة يوم الجمعة 24 ذي القعدة 1384 – 26 مارس 1965 وكان موضوعها (المرأة ومكانتها في الإسلام) وكانت مذاعة بواسطة الإذاعة الجزائرية، فغضب، “أو أغضب”، واستدعاني إلى قصر الحكومة يوم الخميس فاتح أفريل 1965، فقابلني وزيره لدى الرئاسة، السيد عبد الرحمان الشريف، وأبلغني غضب الرئيس من خطبتي يوم الجمعة، وقال لي: يقول لك الرئيس: إن كان ما صدر منك عن هفوة أو سبق لسان فإني أرجو أن لا يتكرر، فقلت له: أبلغه عني أني تعمدت ما قلته عن قصد، وأتحمل مسؤوليته، ولا أسكت عن كل أحد أراد فساد أخلاقنا، أو محاربة ديننا كائنا من كان، ولازلت أزيد. ولما أبلغه عني هذا أبعدني ـ بواسطة وزير الأوقاف في ذلك الوقت السيد التجاني الهدام ـ عن الخطبة والصلاة فيه، ابتداء من يوم الجمعة 8 ذي الحجة 1384 هـ - 6 أفريل 1965م، بواسطة رسالة من وزارة الأوقاف بتاريخ 6 ذي الحجة و7 أفريل، وبإمضاء كاتبها العام، السيد الطاهر التجيني ـ رحمه الله ـ ولم تمض عليه في الرئاسة بعد أن تعرض للدين إلا مدة يسيرة، وأطيح به عن منصبه بواسطة هواري بومدين ومن معه، وهذا جزاء من تعرض للدين بسوء، وبعد الإطاحة به في 19 جوان 1965م، طلب مني نفس الوزير الذي كان بواسطته* ‬إبعادي* ‬عن* ‬الجامع* ‬المذكور* ‬العودة* ‬إلى* ‬الجامع،* ‬فعدت* ‬إليه* ‬في* 4* ‬ربيع* ‬الأول* 1385* ‬هـ - 2 ‬جويلية* 1965م،* ‬وكنت* ‬متطوعا* ‬بالصلاة* ‬فيه* ‬من* ‬يوم* ‬التحاقي* ‬بالتعليم* ‬في* ‬شهر* ‬سبتمبر* 1964م".
وبعد التحاقه بسلك التعليم في شهر سبتمبر 1964، علم سنتين في ثانوية "حسيبة ابن بوعلي" للإناث في القبة ، ثم انتقل ـ بطلب منه ـ إلى ثانوية الإدريسي للذكور خاصة ، وهي في ساحة أول ماي بالجزائر ، وبقي يعلّم فيها إلى أن بلغ سن التقاعد والإحالة على المعاش ، فناله بداية من 4 ذي القعدة 1390هـ أول جانفي 1971م.
وتولى إمامة صلاة الجمعة في جامع ابن فارس بحي القصبة بعد ترميمه وإصلاحه والتزم ـ متطوعا ـ بذلك من وقت افتتاحه في المحرم سنة 1386هـ – 1966م حتى جمعة 2 ‬جمادى* ‬الأولى* 1391 هـ - 1971م.
أدى فريضة الحج سنة 1387هـ - 1968م.
حضر* ‬المؤتمر* ‬العالمي* ‬لتوجيه* ‬الدعوة* ‬وإعداد* ‬الدعاة بدعوة من رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المنعقد بين 24 صفر إلى 29 عام 1397 هـ الموافق لـ 12 فبراير إلى 17 سنة 1977م.
التقى الشيخ سنة 1397هـ -1977م بالشيخ الألباني رحمهما الله تعالى، فعلق على ذلك: "كنت في ربيع 1397 التقيت بأحد العلماء الأفذاذ الذين خدموا الدين الإسلامي وخلصوا السنة من التزييف وأزالوا الغطاء عنها بتبيين أحاديثهاالصحيحة من الضعيفة والباطلة، وسألته يا فضيلة الشيخ هل لكم دروس تؤدونها للمسلمين فيها التوجيه والنصح والإرشاد؟؟ فأجابني بأن وزارة الدين في بلدهم منعته من التدريس في بيوت الله إلا أن يستظهر برخصة من وزارة الشؤون الدينية تسمح له بما يرغب فيه، ولما قدمت الطلب للتحصيل على تلك الرخصة جاء الرد من الوزارة بالرفض والمنع منها، قلت له هذا ما هو معمول به في عامة بلدان الدول العربية، أما غير العربية فلا علملي بها، فقلت له وبعد هذا فما هو العمل؟ قال تراني عدت إلى التأليف ونشر وطبع الكتب، وفي هذا خدمة للدين الحنيف نرجو من الله التوفيق والقبول. ذلكم هو فضيلةالشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله" [2].
. ومناقبه ومواقفه ومآثره رحمه الله جمة عظيمة جليلة لو تتبعناها فلن يسعها هذا المقام ، ولكنها بالجملة تشير إلى شخصية إسلامية فريدة توحي إلى عظم شخصيات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجليل أثرهم وتواصل رسالتهم بين أفرادها. ولعل من أشهر تلاميذه في الساحة الدينية الجزائرية هو الشيخ علي بن حاج ، وقد اعتبر البعض الشيخ عبد اللطيف الأب الروحي للجبهة الإسلامية للإنقاذ.

آثاره

له عدة كتب منها:
  • سهام الإسلام؛
  • المزدكية هي اصل الاشتراكية؛
  • في سبيل العقيدة الإسلامية؛
  • مذكراته التي انتهى من تحريرها في 4 مارس 1983م والتي نشرت سنة 2011م في أعداد يومية الشروق الجزائرية.
وفاته

توفي في أفريل 1984م وهو تحت الإقامة الجبرية مع الأسف الشديد ودفن بالعاصمة في جنازة كبيرة مهولة.
المصادر





يتبع ان شاء الله




والله اعلم











رد مع اقتباس
قديم 2015-04-27, 19:44   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكر
ين***




نجد في طليعة رجال العلم والإصلاح بمنطقة الأوراس أسماء كبيرة جاءت بعض الكتابات عنها لتنفض غبار النسيان المتراكم عبر السنين.

من هؤلاء:

ـ محمود عبد الصمد :

الذي تتلمذ بقسنطينة في القرن التاسع عشر على العلامة عبد القادر المجاوي، وكان من زملائه في الدراسة الشيخ حمداني لونيسي أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، قبل هجرته إلى الحجاز، والتحاق تلميذه بالزيتونة في تونس.



ـ الصديق بالمكي :

خريج الأزهر الذي جعل من خنقة سيدي ناجي منارة إشعاع علمي وديني.



ـ المولود صالحي الزريبي

هذا الأزهري الآخر الذي كان وراء مبادرة بناء المسجد العتيق في باتنة سنة 1924، تزامنا مع بدايات الحركة الإصلاحية بصفة عامة.

ويبرز وسط هذا الزخم من رجالات الإصلاح بالأوراس علمان، كان لهما تأثير متميز هما:


ـ الشيخ الطاهر مسعودان (الحركاتي)

الذي حضر مؤتمر تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالعاصمة في 5 مايو 1931 وهو مؤسسة شعبة الجمعية بباتنة، تلك الشعبة التي مالبثت أن استقطبت العديد من رجالات الإصلاح، وكانت سندا سياسيا ـ وانتخابيا ـ لرفاق الزعيم فرحات عباس خاصة.

ـ الشيخ عمر دردور "باديس الأوراس" كما يصفه الكتاب وهو من تلامذة الشيخ بن باديس؛ وقد كلف بالدعوة للجمعية وأفكارها الإصلاحية في منطقة الأوراس وما جاورها




وغيرهم




************************************************** **************************************


يتبع


والله أعلم












رد مع اقتباس
قديم 2015-04-27, 19:59   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***

محمد الغسيري :




بقلم: الدكتور السبتي معلم //
الوفاء قليل في البشر، وأوفى الأوفياء من يوفي للأموات، لأن النسيان غالبا ما يباعد بين الأحياء وبين من هم في الدار الآخرة، فيهضمون حقوقهم ويجحدون فضائلهم ..بهذه العبارات بدأ الأستاذ الدبلوماسي محمد الغسيري خطابه في ذكرى وفاة رائد النهضة الراحل عبد الحميد بن باديس.
لو فهمنا وفكرنا ووعينا معنى هذه الرسالة لنجحنا أيما نجاح، وفزنا فوزا نحسد عليه، لأن الوفاء ليس فقط ذلك الشعور الوجداني القوي وذلك السلوك الشجاع الذي يجعل الإنسان ملتزما في مواقفه، أو بعبارة أسهل يكون مستعدا للتضحية من أجل أن يفي بالوعد ويعطي الآخر حقه.
وسأختار هنا قصة السموأل التي تعبر عن الوفاء تعبيرا خالصا وصادقا، ولو لم تحدث هذه القصة لجزمت أن لا أحد قدّم ووصف الوفاء وصفا دقيقا وحقيقيا، وممتلئا بالتبصر مثلما فعل السموأل لامرئ القيس، والغسيري لابن باديس، و… لـ…. من وفاء السموأل أن امرئ القيس بن حجر الكندي لما أراد الخروج إلى الروم استودع لديه دروعا له فلما هلك امرؤ القيس، غزا ملك من ملوك الشام السموأل، فتحصن منه في حصنه، فأخذ الملك ابنا له خارج الحصن رهينة، وقال له:إما أن تفرج عن وديعة امرئ القيس، وإما أن أقتل ابنك ، فامتنع السموأل عن تسليم الوديعة فذبح الملك ابنه، وهو ينظر إليه ثم انصرف، فأوفى السموأل بالدروع فدفعها إلى ورثة امرئ القيس.
أنا في هذا المقال وفي هذا المقام لا أريد معالجة ولا طرح إشكالية فهم الوفاء، ولا أريد أن أناقش مفهومه بقدر ما أريد أن أكون-ولو بقسط صغير- وفيا لدين من سبقونا وعلّمونا، بذلوا من أجلنا ومن أجل هذا الوطن تضحيات جسام.
من بين هؤلاء الأسماء تلك التي كتبت عليها ولا زلت، أردت اليوم أن أتذكر اسم محمد يكن الغسيري، الدبلوماسي الرحالة الجزائري الذي استطاع أن يطبع اسمه بقوة في أوساط التشكيلة الدبلوماسية العربية والدولية..إنه حامل لجذور متفرعة من ثقافات وحضارات عريقة متعاقبة، أمازيغية، إسلامية، عربية وإفريقية..
ولد الشيخ محمد يكن الغسيري حوالي سنة 1915، بغسيرة، دائرة أريس ولاية باتنة، التحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق بأولاد ميمون سنة 1925، حيث أتم حفظ القرآن سنة 1927، قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية العربية الحرة التي أسسها نخبة من الجزائريين أسموها مدرسة الإخاء بمدينة بسكرة، ومن ثم انتظم إلى سلك ابن باديس بقسنطينة ما بين سنة 1930 إلى سنة 1934، حيث التقى ابن باديس الذي يبدو أنه كان أول من اكتشف نبوغه وذكاءه، وكان جد فخور به- وتلقى معظم دروسه على يديه.
تأثر الغسيري كثيرا بمعلمه ابن باديس، فأخذ منه العلم والمعرفة والأخلاق والإخلاص والصدق والوفاء، ولم يكد ينهي دراسته في الجامع الأخضر بقسنطينة سنة 1935 و1936، حتى التحق بالزيتونة ثم ألأزهر، إلا أن الشيخ رأى أن يبقيه في أسرة التعليم لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين للاستفادة من ثقافته الشاسعة وعلمه الغزير، وهكذا عيّن في الجمعية في مدرسة باتنة سنة 1937، لم يمكث هناك طويلا إذ عاد إلى قسنطينة حيث مارس التدريس مع الأساتذة محمد العابد الجحلالي، عبد الحفيظ بن صال، السعيد حافظ والطيب الدراجي وغيرهم، وكان يدرّس عددا كبيرا من المواد للطلبة والطالبات من قبيل النحو والصرف وفقه العبادات، والسيرة النبوية…إلخ. وكان الوحيد الذي ينوب عن الشيخ بن باديس في حال غيابه عن التدريس بالجامع الأخضر، لأنه لم يكن تلميذا عاديا من تلامذة العلامة فحسب بل كان أخلصهم واقربهم إليه.
انخرط الغسيري في أوائل أربعينيات القرن الماضي في الكشافة الإسلامية، وكان مرشدا لفوج الإقبال بقسنطينة لعدة سنوات، وبعد استشهاد محمد بوراس، مؤسس الكشافة الإسلامية، انقسمت الحركة إلى قسمين تنظيميين، حيث أصبح محمد يكن الغسيري مرشدا عاما وعضوا فعالا في قيادتها العامة بالعاصمة، وفي هذا الصدد تجر بنا الإشارة إلى النصوص العديدة التي كتبها لفائدة الكشافة الإسلامية الجزائرية منها التقرير الديني والأخلاقي للكشاف سنة 1943، وكذلك لائحة المرشدين المقدمة للقيادة العامة في مخيم تلمسان سنة 1944.
بعد أحداث 8 ماي 1945 بأسبوع، تم اعتقاله، واودع السجن المدني بقسنطينة في 16 ماي 1945، ثم نقل إلى سجن الحراش بالجزائر العاصمة ومنه إلى معتقل جنان بوزق بين بشار وعين الصفراء قبل أن ينقل إلى معتقل المشرية، وقد نال منه التعذيب -حينها- ما لم ينله من أحد، إلى غاية صدور العفو بحقه، لكنه وضع رهن الإقامة الجبرية بـ فيلا لارد ، ولم يطلق سراحه إلا في 27 مارس 1946.
وبعد عودته إلى قسنطينة تم تعيينه كنائب في لجنة التعليم العليا التابعة -طبعا- لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وفي ذات السنة أوكلت إليه عدة مهام منها مفتش عام لجميع مدارس الجمعية على مستوى الوطن، وأدى هذه المهمة بكفاءة عالية واقتدار باعتراف الجميع، إلى غاية سنة 1949، وهي السنة التي عيّن فيها مندوبا خاصا لزيارة الطلبة الجزائريين وتفقد أحوالهم في تونس ومصر.
في سنة 1951 قاد وفدا هاما من الكشافة الإسلامية إلى فرنسا، ومنها انتقل إلى النمسا حيث حضر المؤتمر العالمي للكشاف، وما إن عاد إلى الجزائر حتى كلف بمهمة زيارة المسؤولين السياسيين عن حزب الاستقلال المغربي في بلادهم.
جدير بالملاحظة هنا أن نشاط الغسيري لم يكن مقتصرا على العمل الإداري والتعليمي والتربوي فحسب بل تعداه إلى العمل السياسي والنضالي.
في سنة 1953 ترأس وفد الكشافة الإسلامية الجزائرية الذي كان متوجها إلى مصر لحضور إحياء الذكرى الأولى لثورة يوليو 1952، استجابة لدعوة من الكشافة المصرية، وهناك التقى بالقائد عبد الكريم الخطابي وتعرف عليه، وبعدها سافر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج رفقة الشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ الفضيل الورتلاني، وبعد انتهائه من مناسك الحج، زار سوريا ولبنان حيث تعرف على رجال الفكر والثقافة وعلماء الدين، وبعد عودته إلى الوطن دوّن رحلته في جريدة البصائر في سلسلة مقالات من 19 حلقة تحت عنوان عدت من الشرق تميزت هذه المقالات بالكتابة الأصيلة، والموهبة المعبرة والروح الجمالية..في هذه السلسلة جمع ملاحظاته وانطباعاته ومشاعره ومواقفه حول أحوال أهالي المواطن العربية التي زارها بدءا من تونس إلى لبنان مرورا بليبيا، مصر السعودية، العراق، الأردن وسوريا، تأثر كثيرا بالصور الجميلة التي رآها هناك عن المساجد والمؤسسات الثقافية، والإنسان المسلم المثقف المخلص لوطنه، كما تألم للجوانب السلبية من دمار خلقي وجهل خلّفه الاستعمار وحروبه على الأراضي العربية المسلمة، كما تألم كثيرا وضاق ذرعا من مظاهر التخلف والخمول والانحراف لدى بعض شباب وشابات الدول العربية، ولم يفوت أي سلبية وقف عليها إلا ونبه إليها وقدم النصيحة لتجاوزها، كما كان كلما رأى إيجابيات كتب عنها بابتهاج وثُنى عليها وشكر وشجع أصحابها متمنيا مستقبلا أسعد وأفضل.
وكان الغسيري رحمة الله عليه- يعلم علم اليقين بأن قطاع التربية والتعليم في الجزائر -آنذاك- يمر بأزمة خانقة لا مثيل لها، كان يراها كمن يسير في نفق مظلم وطويل، أردا أن يبشر بضوء ولو ضئيل ليتمكن البعض من الخروج من هذا النفق، وأن يضيئوا بدورهم الطريق لمن يلونهم، وهكذا دواليك..هذه هي فلسفته، لذا نجده في قلب مواقع الأحداث من التعليم والتربية إلى الدين والفقه، من السياسة والنضال إلى الكشافة والصحافة..كان كثير التنقل والسفر من أجل التعلم والتعليم والتعريف بالقضية الجزائر في العالم.. جميع مساعيه ومبادراته تستحق اليوم التنويه والتقدير والعرفان، لأنها مساهمة فريدة ومنيرة في جميع النواحي، يقول الرفاعي رحمه الله-:إذا لم تزد شيئا على الدنيا، كنت زائدا عليها .
في جويلية 1953 كتب الغسيري مقالا في جريدة المنار المصرية تحت عنوان نهضة الأمم ، قال فيه لقد بان واتضح أن الأمم تصاب بأمراض كالأفراد يتصدع هيكلها، وينخرم عزمها وتتهدم بها جدران مقوماتها وأكثر هذه واعظمها الجمود الفكري…و لا يتوقف المرض عند هذا الحد بل يتعدى إلى أن يعدي جوار العقل في الإفراط ويفقدها حاسة التمييز بين النفع النافع والضار والغث والسمين وحتى في المصالح الخاصة… .
كانت جل مقالاته دينية تاريخية واجتماعية، ساهمت بقدر كبير في تكوين الوعي الديني والوطني لدى الإنسان الجزائري.. كان طموحا جدا، لكن ما هو الطريق الذي سيسلكه لتحقيق هذا الطموح؟
هذا ما كان يبحث عنه مدركا بأن الحياة الصعبة التي كان يعيشها الشعب الجزائري في تلك الفترة، كانت تتطلب كثيرا من الجهد والقوة والكفاح من أجل التحرر والانتصار لأن الحياة والحرية أقوى من الكبرياء، وأن كل ما أخذ من هذا الشعب بالقوة والحيلة لا يسترجع إلا بالقوة والحيلة، كتب يوما يقول في هذا الشأن :إن الشاب الجزائري سرق منه عقله، شككوه في نفسه وفي مقوماته، فأصبح تلميذا لديكارت وداروين.. ، هذا يعني أن الغسيري كان يدرك أن مجتمعنا أضاع كل شيء، وبقي واقفا حائرا في مفترق الطرق، دون أن يعرف لنفسه مخرجا..لذا مد الغسيري يده بجهد كبير إلى كل ما يتعلق بالجزائر من تاريخ ودين وحضارة وثقافة ونضال وجهاد بعيدا عن الإغواء والمزايدة، وكله أمل في أن يتمكن من أن ينشأ جيلا آخر، جيلا جديدا بأفكار جديدة غير مشوشة، جيلا يدافع عن الوطن والهوية والدين، من أجل أن يسترجع هذا الجيل الجديد مقوماته وشخصيته وهويته ..كان حاضرا سياسيا، دينيا وتربويا وكان حاضرا نضاليا..كان في جميع الوجهات يعمل بكل عزم وجد وإخلاص، التحق بصفوف الثورة التحريرية حين اندلاعها سنة 1954، وذكر يقول :أعلنا تأييدنا لها والتحقنا جميعا بالفروع التي حددت لنا في ميادين التعليم وتعبئة الجماهير والتمويل والسلاح، وقد أعلنا ذلك في جريدة البصائر، إننا جميعا مؤيدون للثورة وملتحقون بصفوفها ونتحمل كل عواقب عملنا ذلك… .
في سنة 1956، حينما قتل في رحبة الصوف غير بعيد عن الجامع الأخضر بقسنطينة رئيس قسم البوليس المدعو سلمار سيلي على يد فدائي جزائري، تم إلقاء القبض على جماعة من المناضلين الجزائريين منهم أحمد رضا حوحو، الحاج اسماعيل، عبد المالك بز وعلاوة بوصوف وغيرهم، وقد نفذ فيهم الإعدام دون أي محاكمة وذلك انتقاما لقتيل الاستعمار الفرنسي.
لم تكتف السلطات الاستعمارية بذلك فحسب، بل أضافت قائمة أخرى لأشخاص تقرر أن يعدموا، ومن بين هؤلاء اسم محمد بكن الغسيري، وقد أخبرهم بذلك المحامي باحمد الذي كان صديق والي المدينة، وطلب منهم أن يغادروا المدينة ويلتحقوا بالجبال.
التحق الغسيري بالعاصمة في اليوم نفسه، وهناك أشار عليه رفاقه بالسفر إلى الخارج، فنزل بمدينة ليون الفرنسية حيث أسس وبنجاح عدة خلايا لجبهة التحرير الوطني، بعد ذلك انتقل إلى باريس ثم سويسرا فالقاهرة، وبأمر من مسؤولي الجبهة خرج من مصر متجها إلى سوريا حيث كتب ونشر وحاضر وعرّف بالثورة الجزائرية، وفضح سياسة فرنسا التي تدعي المساواة، الأخوة والحرية، وكشف أمام الرأي العام العالمي ما كانت ترتكبه من مجازر في حق الشعب الجزائري الحر، وكان يوميا يذيع كلمة من إذاعة دمشق، وساهم بقدر كبير في إنشاء إذاعة صوت الجزائر بدمشق.

كان يحظى باحترام كبير ومتميز لدى أهل المشرق حكومات وشعوب، لأنه كان صادقا، متخلقا وذا معرفة عالية، وثقافة سامية.
بعد الاستقلال عيّن الشيخ الغسيري سفيرا للجزائر في المملكة السعودسة إلى غاية 1970، حيث منح من قبل الملك السعودي السيف الذهبي لآل سعود تقديرا واحتراما وعرفانا له، علما أن لا أحد قبله حظي بتكريم كهذا.
انتقل بعد ذلك إلى الكويت كسفير إلى غاية 1974، حيث دعاه الرئيس الراحل هواري بومدين للعودة إلى أرض الوطن من أجل تكليفه بوزارة التربية الوطنية، لكن القضاء والقدر أرادا له غير ذلك، وضربا له موعدا في 24 جويلية 1974 حيث وافته المنية عن عمر يناهز 59 عاما، وووري الثرى بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة في 26 جويلية مخلفا بنتين بسيمة و بشيرة وولد عبد الحميد وزوجة توفيت منذ أقل من شهر.
ترك الغسيري مجموعة من المقالات والمحاضرات في عدة مجلات وجرائد منها الحياة، البصائر، البحرية العربية ، المنار المصرية، حضارة الإسلام الدمشقية، وكذا عدة كتب منها خلاصة الدروس الفقهية، عدت من الشرق وصورة من حياة الزعيم ابن باديس.
قال فيه الملك فهد بن عبد العزيز في زيارة للكويت لأمير كويتي :إن هذا الرجل حين كان في السعودية هو يأمر ونحن ننفذ ، وقال له أمير الكويت :لو كنت كويتيا لعيناك وزيرا، وقال فيه رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحالي، الشيخ عبد الرحمان شيبان:إن الغسيري -رحمه الله- من الرجال الأفاضل الكرام الذين احمد الله أن جمع بيني وبينهم، فقد كان مثالا في الطموح والجد والاستقامة ويكفيه فخرا أنه الوحيد الذي ينوب عن ابن باديس في إلقاء الدروس بالجامع الأخضر .
وقال عنه الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري: الغسيري هو حديث عن الخصال، عن الفضائل، عن النبل، هذا الرجل بسلوكه وفضائله غزى قلوب أهل الشام.
ووصفه الدكتور محمد الصالح الصديق بـ الرجل القرآني الظريف اللطيف الخفيف الذي أحب وطنه ومثله أحسن تمثي .
وخلاصة تحضرني مقولة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي يموت العظماء فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله، وتبقى معانيهم حية في الأرض، قوة تحرك ورابطة تجمع ونور يهدي، وعطر ينعش، وهذا هو معنى العظمة كون العظمة خلود
************************************************** *******

من هو الشيخ محمد يكن الغسيري؟
الأستاذ العلامة الرحالة الديبلوماسي محمد يكن الغسيري
احد اقطاب الجهاد ،العلم ،وديبلوماسي محنك ،حمل قضية مقدسة إبان ثورة التحرير فكان اول من عرف بالثورة الجزائرية المظفرة للوطن العربي وذلك من خلال تنقلاته المستمرة في كل انحاء الوطن العرب وحمل كذلك قضية الوطن بعد الاستقلال فكان سفيرا في العديد من دول المشرق العربي و قد لقي احتراما من ملوك و رؤساء الدول العربية منقطع النظير...
المولد و النشأة:
و لد محمد بن احمد يكن الغسيري في عرش اولاد منصور بقرية كاف لعروس بغسيرة و لاية باتنة سنة 1915
ألتحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق بولاد ميمون لتعلم القرآن وحفظ القرآن وهو طفل سنة 1927
انتقل إلى بسكرة أين درس الفقه و اللغة بزاوية الشيخ محمد الصغير الجوادي ثم مدرسة الإخاء للشيخ خيرالدين 1929

سافر إلى قسنطينة و تابع دراسته على يد الشيخ ابن باديس بالجامع الاخضر لمدة اربع سنوات 1932
نشاطه في مجال التربية و التعليم:
أشتغل بالتدريس بمدرسة التربية و التعليم بقسنطينة سنة 1937 -1943
تولي إدارة بعض مدارس جمعية العلماء ثم عضوا في لجنة التعليم العالي لجمعية العلماء المكلفة بالمناهج و الاشراف على سير المدارس الحرةكما اسندت اليه مهمة التفتيش العام لتلك المدارس
و كتب العديد من المقالات في المجلات و الجرائد و قد كان ناشطا كشفيا بقسنطينة و في هذا الاطار قام بزيارة إلى كل من فرنسا عام 1951 ثم الى مصر سنة 1953

نشاطه قي المجال السياسي:


في 8 ماي 1945 تم اعتقاله و سجن حتى صدر في حقه العفو فس 27 مارس 1946

في سنة 1954 أوفدته الجمعية ألى المغرب و نزل ضيفا عل حزب الاستقلال و اطلع على الأوضاع هناك

ثم في سنة 1956 التحق بجبهة التحرير و التي اسندت له مهمة تمثيلها بدمشق أين لعب دورا كبيرا في التعريف بالقضية الجزائرية

و بعد الاستقلال عين سفيرا بسوريا ثم بالسعودية ثم بعد ذلك في الكويتو بقي سفيرا الى ان وافته المنية يوم

1974/07/24

تاركا آثار مختلفة في اللغة و التاريخ و الدين و الأدب

كتاب معجم مشاهير المغاربة

جامعة الجزائر

















وغيرهم


************************************************** **************************************


يتبع


والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-27, 20:22   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***

علماء في مواجهة العدوان الفرنسي





الشيخ الصادق بن الحاج الأوراسي:







خاض الشيخ الصادق معارك تاريخية شهيرة عدة مثل: معركة


أمشونش 1844، معركة وادي براز 1848, وكما شارك إلى


جانب البطل الشيخ بوزيان في ثروة الزعاطشة سنة 1848.

بعد فشل ثورة الزعاطشة بعشر سنوات قام سي الصادق بثورته الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي, جند لها كل الطاقات المادي

وايا وراسل الشخصيات الدينية في الزيبان وأرسل إليهم مريديه, وأتباعه يحثهم على الجهاد في سبيل الله، من أمثال: ابن كريبع وابن النجاري وغيرهما.

شملت ثورته المنطقة الواقعة بين بلدة منعة وبلدة سيدي عقبة, وكان يحرض الناس على الجهاد في سبيل الله قائلا لهم: » إن الرومي يعمل ضد ديننا ضد صلاتنا ضد زكاتنا وضد حجنا إنه يفرض علينا إتباع دينه وهو ما لم يأمر به الله ورسوله r »([13]). وابتدأت دعوته إلى الجهاد في شهر أوت 1858 ضمن القبائل الأوراسية والقبائل الصحراوية, وبحلول شهر نوفمبر تأزم الموقف بسيدي عقبة عند فرقة أولاد الأخضر, وابتدأت المواجهات مع الجنرال « ديفو » يوم 5 جانفي 1859م, وكانت المعركة الحاسمة التي أدى فيها القياد الموالون: أحمد بولخرص حفيد ابن قانة, وبن شنوف, وبن ناصر دورا كبيرا, قد جرت بوادي تونقالين، يوم 13 جانفي واستمر فيها القتال من طلوع الفجر إلى آخر الليل, تحت قيادة الشيخ الصادق وأبنائه, ولما أدرك المجاهدون عدم تكافؤ القوتين فضلوا الانسحاب إلى قرية القصر, مقر الزاوية, ومنها قرروا الاتجاه إلى تونس وعند وصولهم إلى « تمقلين » ألقي القبض عليهم.

وفي يوم 14 جانفي أحرق الجنرال « ديفو » الزاوية عن آخرها, وكان هذا من أقسى مظاهر الانتقام التي كان يقوم بها الجيش الفرنسي, وليكون الشيخ الصادق عبرة لغيره ممن يفكر بالقيام بالثورة ضد المحتل. وقد ظل الشيخ يقاوم ويكافح دون هوادة إلى أن ألقي عليه القبض في يوم 20 جانفي سنة 1859، في مكان بين زريبة الوادي ونقرين يسمى » ثمقلين »، وأسر مع أبنائه وأزيد من 88 مجاهدا.

نقل بعدها الشيخ رفقة مجموعة من أتباعه المجاهدين إلى سجن الكدية, في انتظار محاكمتهم, وصدر الحكم على الشيخ وأبنائه وكبار أتباعه بالإعدام, ثم خفف الحكم في 17 مارس 1861 إلى 15 سنة. وقد طلب مدير السجن الإفراج عنه, لكن السلطات الفرنسية رفضت طلبه بل حكمت بنفيه إلى جزيرة سان مارغريت, لكن الشيخ توفي قبل نفيه وذلك سنة 1862. نقل جثمانه الطاهر إلى قرية تيرمارماسين ودفن هناك.







الشيخ بن جار الله الاوراسي





ـ ثورة الشيخ بن جار الله
:


من ثورات الأوراس ضد الاحتلال الفرنسي تلك التي دعا إليها وقادها المجاهد البطل محمد امزيان من قرية جار الله نواحي تكوت، وهو من إخوان زاوية الشيخ المصمودي، وكان إماما ومدرسا بجامع سيدي عيسى بوقبرين, وكان وثيق الصلة بالزاوية الرحمانية بتبرماسين.

اندلعت الثورة يوم 30 ماي 1879م في قرية الحمام جنوب إيشمول، وامتدت حتى شملت جنوب شاشار، والتف حولها أعراش أولاد داود، بني بوسليمان واحمر خدو، وجماعة من بني وجانة، ومن الزوايا زاوية بوزينة بقيادة الهاشمي بن دردور، لكن العدو باغت المجاهدين بقوات لا قبل بها، وقد سقط من الشهداء يومئذ 120 شهيدا.

أما القائد بن جار الله فقد تسلل إلى تونس، حيث أقام بزاوية الشيخ إبراهيم ولد الشريف وهي زاوية رحمانية بقابس، ولكن عيون فرنسا كانت تلاحقه فألقي عليه القبض رفقة أخيه ونخبة من المجاهدين، ونقلوا إلى قسنطينة حيث حوكموا، وصدرت الأحكام في 26 جوان 1879م، وكانت كالتالي: 14 حكما بالإعدام، 26 حكم بالأشغال الشاقة، 16 حكم بالبراءة، وبعد صدور عفو من رئيس جمهورية فرنسا في 09 نوفمبر 1880 خففت أحكام الإعدام إلى الأشغال الشاقة والنفي، وهكذا نفي المجاهدون إلى كورسيكا وكايان ومن هذا الأخير فر القائد بن جار الله إلى مكة أين توفي بها سنة 1889.









الشيخ الهاشمي بن علي دردور
ـ ثورة الهاشمي بن علي دردور: (1230/ 1317 هـ =1815/ 1899م).







من زعماء الجهاد في الجزائر، وكبار رجال الطريقة الرحمانية، وإليه تنسب الطريقة الدردورية إحدى فروع الطريقة الرحمانية. ولد سنة 1230 هـ = 1815م بمدرونة بمنطقة وادي عبدي في قلب الأوراس بالشرق الجزائري، حفظ القرآن بمسقط رأسه، ولم يتجاوز الثانية عشر من عمره, ثم التحق بزاوية الشيخ بن عزوز البرجي, ومنها انتقل إلى زاوية الشيخ عبد الحفيظ الخنقي بخنقة سيدي ناجي, ثم زاوية بوحجر نواحي قالمة ليعود بعد ذلك إلى مسقط رأسه.

سافر إلى مصر لمواصلة تعليمه, وبالضبط جامع الأزهر, وبعد تخرجه تولى التدريس بالإسكندرية إلى غاية سنة 1870, حيث عاد إلى أرض الوطن, وأسس زاوية ببلده سنة 1289 هـ= 1876م([15])، أصبحت تشكل خطرا على الاحتلال الفرنسي، شارك في انتفاضة الأوراس سنة 1879م بإخوانه ومريديه، مما أدى بالسلطات الاستعمارية إلى نفيه إلى جزيرة كورسيكا سنة 1293 هـ= 1880م، وفي سنة 1303 هـ= 1890م وبعد أن قضى في المنفى أكثر من عشر سنوات، أطلق سراح الشيخ الهاشمي وعاد إلى أرض الوطن, استأنف نشاطه بالزاوية, وتعود السلطات الفرنسية إلى اعتقاله ثانية سنة 1895 ونقلته إلى باتنة غير أن سكان الأوراس قاموا بمظاهرات لإطلاق سراحه وكان في طليعة المحتجين جماعة من الأعيان من بينهم الشيخ المبارك بن محمد بن بلقاسم من زاوية ثنية العابد وتحت ضغط الجماهير تم الإفراج عن الشيخ الهاشمي.

واصل الشيخ مهمته التعليمية والجهادية إلى أن وافاه الأجل سنة 1317 هـ= 1899م. عن عمر يناهز الخامسة والثمانين. وصفه كل من ديبون وكوبولاني بأنه من ألد أعداء فرنسا ويحمل لها حقدا شديدا.






وغيرهم


************************************************** **************************************


يتبع


والله أعلم















رد مع اقتباس
قديم 2015-04-27, 21:37   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***




الشيخ سيدي عـبد الحـفـيظ بن محمد بن أحمد الونجلي








التعريف الوجيز بالشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه (1203-1266هـ/1789-1850م):

- ولد الولي الصالح العارف بالله الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد ابن أحمد الخنقي عام1203 هـ/1789م

بخـنقـة سيدي ناجي على سفح جبال الأوراس و فيها حفـظ الـقـران و تعـلم علو م الديـن الإسلامي علي يد عدة علمـاء

من اشهـرهـم الشيخ الصديق الونـجـني .

-هاجر الى طولقة والتقى بالشيخ سيدي محـمد بن عـــزوز البرجــي وتعلم منه علوم الدين واخـذ عـنه الطريقة الرحمانـية العـزوزيـة وبقي في خدمته الى ان توفي عام 1233هـ/1818 م فـتـولــــى التدريس في زاوية الشيخ سيدي"محمد بن عزوز البرجــــــــــي" وكــثف تعاونه مع زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز بنفطة بتونس في نشرالطريـقـــــة الرحمانية العزوزية والقران وعلوم الدين والتصوف وتربية المريـديــن

- عاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الى خنقة سيدي ناجي واسـس بــــــهـا زاويته في القرن13 هـ وتـم حفر بئـرين للمياه (جددت زاويته على يــد السيد حـفـيظي رشـــــيد في25مـاي عا م1975م، واعيد تـــرمـيمـهـــا مــن الــداخـــل والخـــارج مـــن طــــرف ابـنه الســيد حـفـيظــي بـشيـر عام 2006م،وكتبت الايات القــرانـيــــــة داخل الضريح عام 2005م )


- قام الشيخ سيدي عبد الحـفـيظ في زاويته على تعـليم اخـوانــه علوم الدين الاسلامي والطريقه الرحمـانية العزوزية الخلوتـيــة القائمة على ذكر الله تعالى وطاعة الله ورسوله مما جعل اتبـــاع الشيخ يتــأ ثـــرون بتـربيته الروحـــانـية وصـار له مـريـــدون فـي الجـزائـر وفي تـونـس. - قاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الجها د ضد الاحـتلال الفرنسـي بجـــيش قوامه 5000 مجـاهـــد من خـنـقـة سيدي ناجـــي وششــار وقبائل الاوراس عموما والتحق به الشيخ الصـادق بالـحـاج والشيـخ مــحمـــد الصغــيـرلـفـــك الحصار على مدينة بسكرة ودعم مقاومة الزعاطشة ودارت معركة واد براز قرب سريانة في مكان مكشوف على ضفة واد براز شمـــال سيدي عـقـبة التي قتل فيها قائد القوات الفرنسية سان جارمان



وغيرهم


************************************************** **************************************


يتبع



والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-27, 22:46   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***

**ما اشتهر عليه المجودين وقارئي كتاب الله في المنطقة**





من ما اشتهر به بعض أهل أوراس و المنطقة

هي قراءتهم الجميلة و الجيدة لكتاب الله تعالى القرآن الكريم

حيث كان يقال لدالك


"الحفظ زواوي والتجويد شاوي"



كا تعبير عن حسن التجويد للقرآن الكريم







************************************************** **************************************


يتبع



والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-28, 19:37   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :



***العلماء و المفكرين***







البروفيسور محمد بولنوار زيان












وسام العالم الجزائري في طبعته الخامسة.. نعم للجزائر علماؤها...

السبت, 24 نوفمبر 2012 11:20 عبد العزبز ابن عمر



هنا الجزائر... حيثما اتجهت... شمالا، شرقا، غربا، جنوبا.. ستجد خيرا، الأفق واسع ورحب، وبذور الخير تنبت صلاحا في كل مكان وزمان، ماعليك إلا أن تخلع عنك نظاراتك السوداء، واترك عيونك تُمتَّع، وقلبك يخشع، ونفسك تسمو، وعقلك يبدع... سعيا لإعلاء راية العلم، وحرصا على تقدير من العلماء، حق قدرهم، ورسما للقدوات الخيرة، وزرعا للأمل، وبعثا لحياة الفعل في عروق الأمة، جاءت تظاهرة "وسام العالم الجزائري"... شد الوسام الرحال أول يوم يشتم عبق التاريخ، ويغرس الانطلاقة الواثقة، نحو فجر جديد، ويوما آخر غاص في أغوار الأدب الرفيع، وسما بالمعنى العميق، يطوف بين الأفلاك ويطوع النجوم، ليمهد لحضارة التمكن والتمكين، وأعادها سنة محمودة، وفعلا رشيدا، لما مخر عباب الفكر والفلسفة، يستقرئ المفاهيم، ويربط بينها، سعيا لرسم الحق صورة بينة، ثم عاد للتاريخ بنغمة الوسطية والاعتدال، وبأسلوب سلس يستقر في العقول فتحفظه القلوب، وكم كانت موفقة رحلته، وحكيما قراره لما جلس لمجالس الصلح يقدرها، وطاف بين حلقات الدرس يبجلها، وينحني أمام الجهد، والإخلاص، ويفتك راية التفاني يرفعها....
ويعود الوسام اليوم عودا حميدا في طبعته الخامسة، ليفك شيفرة الغموض، ويفتح أبواب المنطق، ويقرأ لغة الرموز، وليؤكد أن للجزائر علماؤها، وليعلق شرفا، وتقديرا، على صدر أحد أبناء الجزائر البررة، وعالما من علمائها الذين شرفوها وطنيا ودوليا، ورفعوا اسمها عاليا بالعلم والجدية، والإبداع، إنه:
ولد البروفيسور محمد بولنوار زيان في التاسع من نوفمبر عام 1966 من والدين مجاهدين، أذاقا الاستعمار المرارة وسطرا في سبيل وطنهما ملاحم الصمود والده لخضر زيان وأمه باهية بوخالفة نشآ وأنشآ ذريتهما بمدينة عين التوتة بولاية باتنة تشرب الإبن محمد روح الجهاد من والديه ومنحه شموخ الأوراس العزة والإصرار على البقاء واستقى من أهل عين التوتة التواضع والبساطة.
مع مضي الأيام والسنين تتشكل شخصية محمد بولنوار ولدا كتوما ذكيا حرا مصرا على النجاح .

دق أول جرس مدرسة للسنة الدراسية 1976-1977 معلنا بداية سنة جديدة وقصة فريدة للطالب محمد بولنوار مع الرياضيات قصة عشق وفطرة وحرية وإبداع رسمت ملامح تفوق، سنة بعد سنة إلى أن وقعت شهادة نجاح في التعليم الأساسي بجدارة فكان نبيل ـ كماكان يعرف بين أهله وأصدقائه ـ الأول في ولاية باتنة
وتتواصل أطوار القصة وتحبك عقدها، عقدة عقدة ويزداد عشق الطالب للرياضيات إلى أن غدت روحا تسري فيه، ومنهج حياة يهديه فكان التحدي شعارا يرفعه في كل موقفٍ صعبٍ يلاقيه وما أكثرها.

ولصقل الموهبة واختبار المستوى شارك محمد بولنوار في عدة مناسبات وطنية ودولية منها أولمبياد الرياضيات على المستوى الوطني، لسنوات عديدة كانت له المرتبة الأولى فيها جميعا، وأخرى في تونس إذ حقق نتائج دولية مشرفة مع ثلة من أدمغة الجزائر الواعدين.

من عين التوتة إلى ثانوية لويس الكبير louis le grand إلى المدرسة المركزية بباريس école centrale de paris، ورغم أن قانون المنح الدراسية بالخارج لم يكن موجودا آن ذاك إلا أن القدر أنصف الرجل مرة أخرى حيث صدر في تلك السنة قانون مفاده منح الطلاب الأوائل في شهادة البكالوريا منحا للدراسة بالخارج
كان عائق اللغة أول ما فكر فيه محمد، لكون مساره التكويني كان منذ البداية باللغة العربية. ولأن ابن باهية (الأم المجاهدة) قد استلذ طعم العوائق والأزمات قرر المضي قدما.

في جامعة أورساي Orsay بباريس حيث تحصل منها على شهادة الدكتوراه الأولى، في الرياضيات التطبيقية كان له لقاء مع أحد عمالقة الرياضيات في العالم، البروفيسور "روجي تمام" ذو الأصول التونسية. كان هذا الأخير يشتغل مدرسا في عدد من الجامعات الفرنسية والأمريكية. هذه العلاقة جعلت محمد بولنوار يستذكر طموحه في الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية والوصول إلى الوكالة الفضائية للأبحاث (النازا)، فكان له ذلك سنة 1997م، بعد حصوله على الدكتوراه الثانية في الرياضيات التحليلية من جامعة إنديانا Indiana University.

بعد التحاقه بالوكالة الفضائية للأبحاث (النازا) والتي لم يلبث فيها إلا سنة واحدة، إيمانا منه " بأن الرياضيات إبداع وليست قيدا"،قرر العودة إلى الجامعة مرة أخرى حيث اشتغل مدرسا وباحثا بجامعة تيكساس لمدة ثلاثة سنوات.

إيمانا منه بأن العمل ضمن الجماعة العلمية هو عمق العلم وحقيقة وجود العالم، فقد اشتغل البروفيسور محمد بولنوار في مختلف مراحل مسيرته العلمية مع أكبر العلماء والمتخصصين في مجاله، كان نتاج ذلك صدور أزيد من خمسين بحثا علميا متخصصا، نشر في العديد من الجرائد والمجلات المحكّمة.

كان هذا غيضا من فيض السيرة المليئة بالإنجازات، والحياة المزدانة بأبهى الوقفات، فيها رسالة مباشرة للأجيال الناشئة، أن هكذا فلتتعلموا، وهكذا فلتتألقوا، بل اسعوا لأكثر وأعلى وأسمى، فالإنسانية في حاجة لشباب خلوق مؤمن يزيح عنها غشاوة الضلالة، ويأخذ بيدها لسبيل الحق والنجاة.







************************************************** **************************************


يتبع



والله أعلم











رد مع اقتباس
قديم 2015-04-30, 20:02   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :



***العلماء و المفكرين***















الكاتب:
الهادي الحسني

2013/06/06
قراءات (4416)
تعليقات (13)








عبد السلام السلطاني



حمل إليّ البريد يوم الأحد الماضي هدية قيمة شرحت صدري، وأفرحت قلبي، ومُهدِيها هو الأخ الفاضل الأستاذ لحسن بن علجية من عين التوتة بولاية باتنة، فله جزيل الشكر..

إن هذه الهدية ليست مما يلبس، وليست مما يوكل، وليست مما تزيّن به المنازل من الزرابي والأواني.. ولكنها من النوع الذي يكرهه أكثر الناس، ولا يقدرها إلا قليل منهم؛ إنها كتاب، والكتاب عند أكثر الجزائريين في زماننا هذا هو أحقر شيء وأكره شيء، فالجهال يضيقون بالعلم، والكتاب هو رمز العلم، وأكثر النساء يعتبرن الكتاب عدوّا لدودا، وهو أشد عليهن وأفزع لقلوبهن من الضرائر، ويَرَيْنَ الصحون والكؤوس في المنازل أَوْلى وأجدى. والأولاد يرونه حارما لهم من لعبة أو نزهة، وهو يكذرهم بالمدرسة وهي عندهم "سجن"، ويذكرهم بالمعلم وهو عندهم أكره من بوش عند مسجوني جوانتانامو.
إن هذا الكتاب القيم الذي أهداه لي الأستاذ الفاضل لحسن بن علجية- وهو مؤلفه- يتناول شخصية علمية لا يكاد يسمع عنها إلا قليل من الجزائريين، وهذه الشخصية هي "العلامة عبد السلام ابن عبد الرحمن السلطاني".
ينحدر الشيخ عبد السلام السلطاني من أسرة طيبة، فيذكرك بقول الشاعر: "إذا طاب أصل المرء طابت فروعه"، وهذه الأسرة هي أسرة السلطاني، أو أولاد سلطاني، التي تَتَدَيَّرُ نواحي عين التوتة بمنطقة الأوراس. وقد أنجبت هذه الأسرة عددا من العلماء، كما خرج من أصلاب رجالها وأرحام نسائها عدد من المجاهدين أذاقوا الفرنسيين العلقم، وجرّعوهم الصَّبِرَ، سواء مع المجاهد أحمد باي، أم في ثورة 1916 التي يسميها بعض المؤرخين "انتفاضة أولاد سلطان (1)"، وقد لقي أبناؤها من فرنسا ما سيجدون الأجر عليه عند اللّه - عز وجل-
ولد الشيخ عبد السلام السلطاني بقرية "البير"، في بلدية أولاد عوف، دائرة عين التوتة، في سنة 1896. وبعدما أتمّ حفظ كتاب الله توجه إلى أحد مراكز العلم وهي الزاوية العثمانية بطولڤة، فمكث بها ثلاث حجج، تلقى فيها ما كتب الله له من معارف دينية ولغوية. ومنها شد الرحال إلى قسنطينة ليلتحق بكتائب الإمام ابن باديس العلمية. ومكث بقسنطينة خمس حجج أُخر. ولما رأى الإمام ابن باديس في تلميذه ذكاء ونباهة وجّهه تلقاء تونس، فالتحق بها وانضم إلى جامع الزيتونة بعدما أُجْرِيَ عليه امتحان أثبت كفاءته.. وما هي إلا سنتان حتى كان "أَحَدَ أعيان المتطوعين" كما وصفه شيخه بلّحسن النجار، حيث كان هو وزميله الشيخ مبارك الميلي من الحائزين على شهادة التطويع من المرتبة الأولى (❊)، فهنّأهما- والشيخ سعيد الزاهري- الشاعر محمد الصالح الجلاّلي بقصيدة جاء فيها:
مبارك وسعيد والسلام (2) بهم قطر أضيم يهنى إذ بهم كفلا
إني لكم - نخبة الأحرار والنّبلا مهنّىءٌ من فؤادي شاكرا جذلا
إذ نلتم خطّة التطويع من فئة أئمة قدوة قد سدّدوا الخَلَلا
فالقطر يحمدكم والدين يمنحكم قلائد العز بين الناس إذ جَمَلا
أصبحتم قادة بين العموم لشعب ما له منقذّ إلا الذي كَمُلا
لم يقتصر الفرح بنجاح عبد السلطاني على عائلته؛ بل شاركها فيه الإمام ابن باديس، الذي انتقل إلى قرية "الْبِيرْ" لتهنئة الطالب عبد السلام وأسرته، ومما قاله الإمام ابن باديس آنذاك - 1924- كما سجلته الذاكرة الشعبية لأهل قرية "البير": "هنا كان مقر الحاج أحمد باي، يواصل مقاومته للغزاة الفرنسيين"، قم ثال: "إن هذه الجبال هي معاقل المجاهدين، ومنها يأتي النصر إن شاء الله (3)".
رجع الشيخ عبد السلام إلى الجزائر، ثم التحق بزاوية برّحّال، بلدة دوفانة، غير بعيد عن باتنة، ليبلغ ما تعلمه إلى بني وطنه، ولكن السلطات الفرنسية هناك لم تسترح له، فهو من تلاميذ ابن باديس، وهم ملقّحون ضد "القابلية للاستعمار" وخدمته، فقررت طرده ومنعه من التدريس، فعاد إلى تونس، وعمل مدرسا في عدة أماكن بها حتى أتاه اليقين في سنة 1958، في بلدة الدهماني بولاية الكاف بتونس. وكان على صلة ببعض قادة الثورة كالمجاهد محمدي السعيد (سي ناصر)، والدكتور التيجاني هدام..
وللشيخ عبد السلام السلطاني عدة إجازات من علماء ذوي مكانة عالية وقيمة سامية مثل محمد الصادق النيفر، وبلّحسن النجار، ومحمد الطاهر ابن عاشور.. كما أثنى عليه علماء أجلاء.. كالإمام ابن باديس، والشيخ علي المغربي، والشيخ أحمد حماني، الذي كتب إلى مؤلف هذا الكتاب الأستاذ لحسن بن علجية رسالة في 1994 يقول له فيها: "فالواجب عليك يا بني إحياء أثره ما استطعت.. لأنه مفخرة من مفاخر الجزائر (4)".
لقد ترك الشيخ عبد السلام السلطاني تراثا علميا قيما، شهد بقيمته أهل العلم، ومن تراثه المنشور كتابه المسمى "تحفة الخليل في حل مشكلة من مختصر خليل" الذي طبع في المطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة، وقد أشاد به الإمام ابن باديس، واعتبره "طلاّ لصيّبِ وابلِ علومه الفكرية"، ومن تراثه أيضا كتابه الذي أطار في الآفاق اسمه، ورفع ذكره وهو "شرح شواهد الأشموني، المسمى فتح المالك في شرح شواهد منهج السالك"، وقد أشادت به مجلة "الهداية الإسلامية" بالقاهرة، وهي للإمام محمد الأخضر حسين (من طولقة) الذي صار شيخا للأزهر الشريف. كما أشاد به العلماء مشرقا ومغربا، وممما قاله الشيخ في مقدمة كتابه هذا: "... إني لم أقصد به خدمة أمير، ولا رَفْعَه لسدة ملك أو أعتاب وزير، وما أرجو به إلا أن أُكْتَب في زمرة خدمة لغة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لغة أنادي بها ربي حين أدعوه، لغة أفهم بها القرآن حين أتلوه، اللهم إني لا أقصد به إلا وجهك الكريم، ولا أرتمي ببضاعتي إلا على أبواب فضلك العميم". وقد أعادت دار الوعي- الجزائر- نشر هذا الكتاب بعناية د. عمار طالبي..
وللشيخ مشاركات شرعية، من أهمها قصيدته في تأبين شيخه العلامة محمد النخلي القيرواني (1924) وقصيدته في توديع شيخه الإمام ابن باديس في زيارته إلى تونس في سنة 1923. ومما جاء في هذه القصيدة:
وإني قد بَلَوْتُ بني زماني فلم أر بالفضيلة من أحاطا
عدا عبد الحميد فذاك فردٌ وحيد بالفضيلة قد أحاطا
خبير قد رأى أن السنايا من الأسفار تُلْتَقَطُ التقاطا
وأنت نِطَاسِيٌّ تبدي لكلٍّ دواءً حسب عاته احتياطا
أمدَّك ربنا بِخَفِيِّ لُطْف لتؤمن خوفه (❊❊) ذاك الرباطا
وهناك ملاحظة ألفت نظر الأستاذ الفاضل إليها وهي ذكره الشيخ محمد جعيط ضمن شيوخ الشيخ عبد السلام، ولكنه ذكر أن الشيخ جعيط توفي في 1918، والشيخ عبد السلام لم يلتحق بتونس إلا في سنة 1922.
وأجدد شكري للأستاذ لحسن على إحيائه هذا العالم الجليل، وعلي إهدائه لي هذا الكتاب الجميل.
.
الهوامش:
1) عبد الحميد زوزو: الأوراس... ج1، ص 459
❊) كانت علامة الشيخ عبد السلام هي 99 من 100.
2) السلام هو الشيخ عبد السلام، وسعيد هو السعيد الزاهري، وكانت شهادته من المرتبطة المتوسطة
3) لحسن بن علجية: العلامة عبد السلام.. السلطاني. ص 71 - 72
4) المرجع نفسه.. ص 142
❊❊) الضمير يعود على الشعب الجزائري.






************************************************** **************************************


يتبع



والله أعلم













رد مع اقتباس
قديم 2015-04-30, 20:10   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :



***العلماء و المفكرين***







الشيخ الشهيد عبد العزيز بن عبد الرحمان السلطاني بن علجية



هو الشيخ الشهيد عبد العزيز بن عبد الرحمان العوفي السلطاني من مواليد 30 ماي 1926م بقرية البير بلدية أولاد عوف (عين التوتة-باتنة) .
حفظ القرآن الكريم في كتَّاب القرية وأخذ مبادئ النحو والفقه عن شيوخ القرية ومنهم والده والشيخ محمد بن مرابط ومحمد بن إبراهيم بيطام، وفي سنة 1949م اصطحبه أخوه الشيخ عبد السلام إلى تونس والتحق بحلق الدراسة بجامع الزيتونة، ومكث به زهاء أربع سنوات، أخذ العلم عن أعلام منهم : الشيخ عبد الرحمان بن الظريف والشيخ محمد الكواش والشيخ أحمد بوسنينة والشيخ محمد جعيط والشيخ قسومة ......
عاد الشيخ عبد العزيز إلى أرض الوطن، واشتهر بصفاء سريرته وتقواه وتفانيه في خدمة الناس بالصلح بين المتخاصمين وقضاء حوائج المحتاجين، وكان رحمه الله يحضى باحترام الجميع.
لما قامت الثورة المباركة سنة 1954م ، توقف الشيخ عبد العزيز عن الدراسة بجامع الزيتونة والتحق بصفوف المجاهدين، وأنشأ أول مركز للمجاهدين بقرية البِيرْ وكان مشرفا عليه(1)، وكان بعض الضباط من المجاهدين قد حاول إقناعه بالذهاب إلى تونس وإكمال دراسته هناك فأبى. كان رحمه الله في موقفه هذا مقلدا للإمام الشهيد العلامة العربي التبسي الذي كان يرى بأن الخروج من الوطن أثناء الثورة يعد توليا يوم الزحف، وهو من اكبر الكبائر عند الله .
وبوشاية من خونة الدين والوطن ألقي القبض على الشيخ عبد العزيز مع جماعة من المسبلين وأخذوا إلى مركز القنطرة حيث عذبوا هناك، ثم أُخذ الشيخ عبد العزيز إلى عين التوتة ومنها إلى دشرة بني مخلوف حيث نُكِّل به وتعرض لصنوف من العذاب ولم يبح بسر من أسرار الثورة، ولما يئس منه الخونة والضباط والجنود الفرنسيون قتل بطريقة بشعة، حيث بقر بطنه ثم رمي بالرصاص في المكان المسمى (لَحْرَايَقْ أُو عَرْبِي) بمشة بني مخلوف ، قرب عين التوتة وذلك سنة 1957م، ودفن بقرية أولاد بشينة، وهكذا جمع الشيخ عبد العزيز بين مداد العلماء ودماء الشهداء .
ويحمل اليوم أحد شوارع مدينة عين التوتة اسمه.
---
(1) - وبعد استشهاده تولى أخوه (عمنا) : الصادق رحمه الله الإشراف على المركز .
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِ
عُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران.





************************************************** **************************************


يتبع



والله أعلم














رد مع اقتباس
قديم 2015-04-30, 20:25   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :



***العلماء و المفكرين***




الدكتور أبو جرة سلطاني


سيرته


الدكتور أبو جرة سلطاني


نبذة تعريفية بفضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية
  • هو أبو قرة (أبو جرة) بن عبد الله السلطاني، من مواليد دائرة الشريعة ولاية تبسة (أقصى الشرق). ولد عام ثورة التحرير الجزائرية سنة 1954.
  • درس بمسقط رأسه بالكتاب ثم بالمدارس الابتدائية والمتوسطة بمدينة تبسة،ثم انتقل إلى عاصمة الشرق الجزائري (قسنطينة) ليستكمل دراسته الجامعية والعالية ويحتك بالتيارات الثقافية ويقترب من بؤر التوتر الإيديولوجية والسياسية داخل الجامعة وخارجها حيث استكمل بناء شخصيته الثقافية.
  • حاصل على شهادة ماجستير في الأدب العربي (العصر الجاهلي)، ودراسات عليا في الدعوة الإسلامية (كلية الدعوة والإعلام- قسم الدعوة)، ودراسات عليا في الإعلام.
  • كما يعد رسالة دكتوراه دولة حول (أدب الصحوة)، ودكتوراه دولة ثانية في الاقتصاد حول (سوق الشغل)
  • عمل أستاذا بجامعة قسنطينة في كلية الآداب منذ عام 1980 إلى عام 1994
  • وأستاذا مساعدا في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية (1990-1994م) قسم الدعوة والإعلام.
صلته بالحركة الإسلامية

يعتبر الشيخ أبو جرة سلطاني من رجالات الحركة الإسلامية في الجزائر منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات (1973)، خطب أول جمعة سنة 1970 بمتوسطة بن باديس بتوجيه من الأستاذ أنور عبد المقصود، ثم صار إماما متطوعا وداعية متجولا في كل مساجد الجزائر منذ عام 1974، وقد كان له حضور مميز في الشرق الجزائري بشكل خاص منذ عام 1976، وقد عرفته المنابر إماما خطيبا مفوّها، صدّاعًا بالحق ممّا جلب له أنصارا ومحبين من جهة، وعداوات وتربصات ومضايقات الجهات المناوئة من جهة أخرى،وقد التقى برجالات الدعوة وعلماء الأمة داخل الوطن وخارجه،والتقى بالمرحوم الشيخ محفوظ النحناح في مارس 1982 وتوطدت العلاقة بينهما، وحدث نوع من التناغم في الأفكار، يحمل فكر الوسطية والاعتدال، وكانت له إسهامات كبيرة في رد غلواء بعض المتعجلين، من خلال خطبه المسجدية وعمله بالجامعة.
تصدر الإفتاء للطلبة والطالبات بين سنوات 78-1994.أنجاه الله من محاولة اغتيال –من طرف متطرفين- يوم الجمعة 16 سبتمبر 1994 قرب بيته (في قسنطينة)، وبعد خروجه من المستشفى استأنف الدعوة بإصرار رغم النصائح التي كان يقدمها له إخوانه الخائفون على حياته، ومع ذلك عاد إلى الخطابة في المساجد والكتابة في الصحافة،..إلخ.
صلته بعالم الكتابة والنشر

تعود صلته بعالم الكتابة والتأليف إلى سنة 1971 حيث نشرت له أول قصة بعنوان (بقرة اليتامى)،
ليتوالى العطاء بسلسلة من الكتب :
كان أولها كتاب بعنوان (الطريق إلى الله) ضمن سلسلة من الكتب سمّاها "أوراق إسلامية" رفقة الأستاذ نذير مصمودي.
صدر منها 18 كتيبا بين سنة 1979-1989 منها:
وفي مرحلة التسعينيات صدرت له مجموعة من الكتب الجديدة تشرح الأزمة الجزائرية منها :
ثم ديوان شعر بعنوان "سيف الحجاج" ونظرات في علاقة الخير بالشر "ورود وأشواك".
امتازت كتابته في سنوات الأزمة بالرصد الدقيق لمجريات الأحداث السياسية في الساحة الجزائرية، وخلفياتها التاريخية وتداعياتها الإقليمية والدولية، من منطلقات الوسطية والاعتدال.
  • كاتب صحفي بين سنوات 76 إلـى اليـوم 2005.
وظائف ومناصب شغلها


  • إمام متدرب من 1971 إلى 1976.
  • رئيس تحرير مجلة التضامـن 90-1994.
  • أستاذ جامعي منذ 1980 إلى 1996.
  • كاتب دولة مكلف بالصيد البحري. 1996 - 1998، ثم نائبا بالبرلمان عن ولاية (محافظة) تبسّة.
  • وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 19982000.
  • وزير العمل والحماية الاجتماعية 20002001.
  • نائب بالبرلمان لعهدة ثانية في انتخابات مايو 2002 عن ولاية (محافظة) تبـسّة.
  • أثبت كفاءة عالية وانضباطا شديدا في تسيير الوزارات الثلاث، شهد له بذلك الخصوم قبل الأصدقاء.
  • شارك في عدة ملتقيات إقليمية ودولية بين سنوات 1987- 2005.
  • عين وزير دولة في الحكومة الجزائرية سنة 2004.
  • متزوج وأب لخمسة أطفال.





************************************************** **************************************


يتبع



والله أعلم












رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 16:26   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :



***العلماء و المفكرين***






المجاهد الشيخ الإمام المصلح أحمد بن سعدي الميموني الأوراسي:






بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة وجيزة عن حياة المجاهد الشيخ الإمام المصلح أحمد بن سعدي الميموني الغسيري الأوراسي:
1-الاسم والنسب والمولد

الاسم واللقب: أحمد بن السعدي بن أحمد بن محمد ميمون، وابن زينب بنت محمد الأخضر يوسفي، والمولود خلال 1914م، بغسيرة ولاية باتنة الأوراس سابقا.
2-السيرة العلمية:
نشأته: نشأ في أسرة متواضعة وبدأ في حفظ القرآن منذ أن وصل عمره أربع4 سنوات، على يد والده السعدي بن أحمد الذي كان يحفظ القرآن الكريم، ويعد في قريته بني ميمون من حفاظ كتاب الله، وبعد أن علمه الحروف الهجائية والقراءة والكتابة التحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق عابدي، بقريته الأصلية أولاد ميمون، ملازما ومواظبا قراءة القرآن الكريم، حتى حفظه عن ظهر قلب، وكان ذلك سنة 1932م على يد معلمي الزاوية، منهم الشيخ سيدي الجودي بن حركات من غوفي، والشيخ هراد الطاهر، وأخيه الشيخ هراد صغير، والشيخ عمار زمرة، وهم كلهم من قرية نارة قرب قرية منعة ولاية باتنة.
بعد حفظه القرآن الكريم، بقي في القرية ملازما ومساعدا لوالده في كسب العيش من الفلاحة والزراعة حوالي ست سنوات وبالإضافة إلى ملازمة ابن عمه الشيخ سي المختار الميموني في تعليم علوم الفرائض والرحبية والآجرومية وفقه العبادات، علما بأن الشيخ سي المختار من خريجي الزاوية العثمانية بطولقة، ولاية بسكرة، حيث يعد من القلائل القلائل العالم في عهده بعلم الفرائض.
وبعد أن بدأ إشهار عمل ابن باديس بقسنطينة، وكما نعلم أن والده كان ذكيا ومحبا للعلم، فكر في إبعاد ابنه من القرية التي كانت آنذاك مرتمية في أعمال الزاوية وتشوق هو ووالده إلى الارتحال لطلب العلم رغبة منهما رغم ضعف إمكاناتهما المادية.
3-ارتحاله والتحاقه بالجامع الأخضر بقسنطينة:
ارتحل والتحق بالجامع الأخضر بقسنطينة الذي كان يديره الشيخ عبد الحميد بن باديس –قدس الله روحه- بعد أن نجح في امتحان حفظ القرآن الكريم، حيث تم تسجيله وقبوله رسميا كطالب بالجامع الأخضر، وكان هذا سنة 1938م ، وقد لقي الترحاب وحسن الاستقبال من قبل الشيخ عبد الحميد بن باديس نفسه، الذي كان يرى فيه النبراس المضيىء لما يتمتع به من حسن السيرة ودقة الانضباط والشوق إلى العلم، وقد تابع الدراسة بالجامع الأخضر مدة ثلاث سنوات، وكان نظام الجامع الأخضر في الدراسة يشمل المواد الشرعية والعلمية، كنظام جامع الزيتونة بتونس تقريبا، إلا أن التعليم بالجامع الأخضر بدون امتحان في نهاية السنة لضبط الكفاءات ومنح الشهادات.
ومن أهداف الشيخ عبد الحميد بن باديس تكوين الرجال، حيث كان يهتم اهتماما بالغا لغرس العلم والمعرفة فقط، دون نيل الشهادات، والإشراف الكلي للجامع الأخضر كان على يد رائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله-، وهو المؤسس والمسؤول الأول على شؤون الجامع الأخضر في التعليم، وكان بعض الأساتذة القدامى والشيوخ المعاونين له في الدراسة آنذاك هم:
• الشيخ الجيلالي الفارسي الأصنامي.
• الشيخ محمد الملياني.
• الشيخ عمار القلي.
• الشيخ عبد المجيد حريش، وغيرهم...
وبعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله في 16 أفريل 1940م، توقف الجامع الأخضر عن نشاطه.
4-انتقال التعليم إلى جامع العربي التبسي بتبسة:
وهكذا انتقل الطالب الشيخ ميمون وارتحل هو ومعظم الطلبة آنذاك إلى جامع الشيخ العربي التبسي في تبسة، وبقي متابعا وملازما للدراسة إلى نهاية سنة 1943م على يد مشايخ الجامع وهم:
*الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي.
*الشيخ السعيد الزموشي البيضاوي.
*والشيخ عيسى. وغيرهم....
وكان نظام التسيير في جامع العربي التبسي باق على منهجية الجامع الأخضر، -(وهذا سر أذاعه لنا أحد رفقاءه في الدراسة: الشيخ المدير قرفي مبارك رحمه الله إذ يقول: كان الشيخ العربي التبسي كلما يغيب يكلف الشيخ أحمد ميمون بأن يقوم بإمامة المصلين في مسجده آنذاك، رغم صغر سنه من الكثير، لما رأى فيه من خير كثير حيث صدق من قال: العلماء نبراس مضيئ للمستقبل). وكنا نغار منه؛ كيف يختار الطالب أحمد ميمون دون غيره.
وفي سنة 1944م عاد إلى مسقط رأسه بلدة أولاد ميمون غسيرة، وتولى الإمامة والتعليم ببلدته إلى غاية 1946م ، حيث طلبت منه اللجنة الدينية بتكوت أن يتولى التعليم والإمامة بهذه البلدة، ولبى الدعوة والطلب والتحق بتكوت التي كانت هي أهم الدواوير الثلاثة: دوار زلاطو، دوار أسراحنة ؛ ودوار غسيرة.
وقام بالرسالة المنوطة على عاتقه إلى غاية 1947م حيث تلقى رسالة تشجيع من قبل الشيخ العربي التبسي نفسه، وكان محتفظا بها إلى أن أخذ الاستعمار جميع كتبه وجرائده التي كانت بحوزته، وكانت الرسالة ضمن الكتب المسلوبة منه سنة 1957م، حيث التحق بجيش التحرير الوطني، وفي أواخر سنة 1947م عاد إلى بلدة غوفي تلبية لطلب اللجنة الدينية التي كانت تلح في الطلب، وكلف بالإمامة والتعليم، وكان المعلم والإمام والقاضي، ومصلحَ ذات البين بين الأفراد والجماعات والأعراش، إلى غاية سنة 1953م حيث عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه بلدة أولاد ميمون.


[هذه الترجمة منتقاة من ترجمة موسعة عملها نجل الشيخ الميموني].
وقد امتن الله علينا بمجالسة هذا العلم الكبير فأفدنا من درره وكوامن محفوظاته وعبق فكره المستنير فوائد لا ترام إلا بضرب أكباد المطي من حمر النعم الجياد وانتكاب كل وعر وأمت وحزن ،فهاك بعضها على اختلاف الفنون من عقيدة ولغة وتفسير وفرائض....في حين سرد المزيد(مع التنبيه أنني في بعض الأحيان أوجه كلاما للشيخ أوأشرح مراده أو مأخذه دون إشارة لموضع الزيادة ومن ذلك ما فعلته من ذكر المأخذ الفقهي في مصارف الزكاة وتحديده بمفهوم الحصر،وكذلك فقد أستعمل عبارات غير عبارات الشيخ إذ كثيرا بل غالبا ما أذكر الفائدة بالمعنى دون اللفظ،ولصنيعي أسباب ودوافع من أهمها الاختصار وخصوصا مع وجود المادة الصوتية والتي ستنزل قريبا إن شاء الله وفيها غنية عن إعادة الكلام في هذه العجالة حرفيا):
1- الإمام الميموني يستفسر عند سؤالنا عن بعض الرجال قائلا : من المتقدمين هو أم من الحادرين ؛والله يعلم سبحانه مدى شدهي وأنا أسمع هذه الطريقة في التعبير فأندفع تلقاء كتب العربية أعمل فيها النظر مجيلا فكري لعل وعسى أن أظفر منها بمعنى أستجمع فيه ماقد يكون شارحا وموضحا لمأخذ إمامنا فلم أظفر من ذلك إلا بما أظنه إشارات خفية مقاربة من وجه تنأى من وجوه وكان أقربها للمسعى قول الفيروزآبادي صاحب القاموس :" الحَدْرُ : الحَطُّ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ كالحُدُورِ؛......وتَحَدَّرَ: تَنَزَّلَ" وابن فارس في المقاييس :" (باب الحاء والدال وما يثلثهما)(حدر) الحاء والدال والراء أصلان: الهبوط، والامتلاء ،الأوّل حَدَرْتُ الشّيءَ إذا أَنزَلْتُه. والحُدُور فعل الحادر. والحَدُور، بفتح الحاء: المكان تَنْحَدِر منه"وما ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في رسالة "البررة والعققة" (من خلال نوادر المخطوطات لشيخ المحققين عبد السلام هارون –رحم الله الجميع وكافاهم على ما قدموا خدمة للإسلام وأهله-) فقال : "ومنهم الخنافر بن موسى بن جابر بن شريح بن أرقم بن عبيد، وعق أباه فقال موسى فيه: ويرفعُ أقوامٌ أباهم و بعضهم إلى أسفل الوادي وما ضاقَ حادرُ

فذلك من لا يستحى من خزايةٍ وبعل الإماءِ و ابنهنَّ الخنافرُ " وبالاستفادة مما اجتمع لدينا ومنه ما أسلفت ذكره من النقول مع ما اطمأنت النفس وركنت إليه أن إمامنا عبر عن التأخر بلفظ يدل على التسفل والنزول هو قوله "الحادرين" فالسابق هو من وصل أولا وجاز والحادر هو من جاء بعده أو قل من يليه في المرتبة الزمنية وكأنه عد الناس منازل أعلاهم المتقدم وفاة أو زمانا وأدناهم المتأخر وفاة أو زمانا وقد فتشت عن ذا اللفظ في كتب اللغة والأدب فلم أظفر به على المعنى والسياق الذي جاء في كلام إمامنا-حفظه المولى من كل سوء-وهذا إن دل فيدل على مدى الفهم العميق للغة القرآن والتي تلجلجت في شغاف قلبه وخالطتها متغلغلة تأبى كل اختلاج فكان مثالا يُحتدى وتلميذا نجيبا للجمعية؛ حاملة راية الذب عن كِيان العربية؛فكان شعارهاالإسلام ديننا والعربية لغتناوالجزائروطننا)، وقد مجد هذا الشعار بأبيات من الأشعار الحبر الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس أبلغها :
شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب .
وحقا فالمتأمل في مسار القوم وما عاشوا في سبيله يعلم يقينا أنهم عاشوا للإسلام لا غير وكأن لسان حالهم يقول الإسلام أمانة واجب أداؤها وأداؤها لا يكون إلا كما هي صافية من كل مايشوبها ولا يستقيم الحال إلا بالحفاظ على لغته التي جاء بها لغة دستوره الخالد فشمرنا لتحقيق مأربنا عن ساعد الجد ذبا عن دين الله واللغة التي خاطبنا بها في كتابه فالسنة طِلابنا والبدعة اغترابنا والعربية لساننا؛-فالله يرحمهم ويعفو عنهم ويضاعف لهم الأجر والمثوبة-.
2-الإمام الميموني يحض على الدعوة إلى الخير ويذكر مراتب الإمامة في الدين ومراتب السنة النبوية وأحكام البدعة وأن البدعة كلها مذمومة ومن ادعى أن في الإسلام بدعة حسنة فقد اتهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بخيانة الرسالة ؛ مستدلا بقوله تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلغ البلاغ الذي لم ولن تبقى معه حجة لأحد فقد أكمل الرسالة وأدى الأمانة على أتم وجه.
3-الإمام الميموني لا يجيز الاستثمار في أموال الزكاة ويقرر أن الكتاب والسنة حددا أصناف المستحقين للزكاة ولم يذكرا القروض ولا الاستثمار ومفهوم الحصر حجة ما ينبغي التجني عليه أو الزيادة على المذكور دون دليل من كتاب أو سنة (وهذه الفائدة أخذتها عن بعض من جالسه من المشايخ إذ لم نسأله عن هذه المسألة وكما استفدت من الشيخ الفاضل المذكور ثناء الإمام الميموني على السلفية وأنها الإسلام الصحيح الصافي وكما استفدت منه أمورا أخرى ) .
4-الإمام الميموني ينفي الإحاطة بذات الله العلية وصفاته العلا مقررا أنه في السماء بمعنى العلو عن خلقه مباينا غير مخالط لهم سبحانه وأن الحروف قد ينوب بعضها عن بعض ومن ذلك أن حرف "في" هنا بمعنى "على" أي على السماء (وقال:في السماء؛أي :في الارتفاع)،وكما يقرر أن لله ساقا تليق بذاته من غير تكييف ولا تعطيل ؛ وأنه جل شأنه يرى يوم القيامة على الصورة التي يريدها سبحانه من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل وقد اختلف أهل العلم في من يراه يوم القيامة فقيل أن المنافقين يرونه (على الصورة التي يريد )ثم يحجب عنهم نكالا بهم وإغاضة لهم وأن الكفار يحجبون عنه سبحانه فلا يرونه وأن المؤمنين هم فقط الذين يرونه ويتنعمون برؤيته ولا يحجبون عنه سبحانه، وكما يحذر حفظه الله من البدع جميعها جلها ودقها ؛ من بدعة الطرقية والتصوف المذموم إلى الاعتزال وأهله الضلال وصولا إلى الشيعة الباطنية أهل الغلو والفساد في الأرض .
5-سألنا الإمام الميموني عن شيخي الإسلام في هذا العصر الألباني وابن باز-رحمهما الله - فقال عن الإمام الألباني :"قائم بالسنة الصحيحة فهو عالم وأفضل العلماء العاملين والجهلاء المسترشدين ،كن عالما أو متعلما ولا تكن الثالث فتهلك "وقال عن الإمام ابن باز :"عالم عامل يدعو إلى الخير ومن اتبع خطاه فهو على الحقيقة ".
6-الإمام الميموني يرجح على التفصيل أن آخر ما نزل من القرآن نهارا قوله تعالى : "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" وآخر مانزل ليلا هو قوله تعالى :"وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ".
7-رد الإمام الميموني –حفظه الله- أحكام الميراث إلى آية من كتاب الله قائلا : الفرائض كلها مربوطة بقوله تعالى :" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا".
8- الإمام الميموني يذكر قصة طلبه للعلم معرجا على أبيه وأحد شيوخه من المتصوفة -ونلاحظ منه حين ذكر هذين الشخصين وقفة قصيرة كأنه يتألم من حالهما وما آلا إليه من بدعة الطرقية المقيتة وقد ختم تلك الوقفة بقوله: والرسول يقول "اذكروا موتاكم بخير " فالله يرحمهم على ماقدموه من خير ويغفر لهم ما فعلوا من شر- وها هنا وقفة منهجية مع الإمام وذلك كون الآمر بالمعروف المحتسب لا تأخذه في الله لومة لائم ولو كان المنكر عليه أقرب قريب ولكن على الآمر أن يعرف المقامات ويقدر لها قدرها ويفرق بين مقام الترجمة ومقام الإنكار ولكن دون أن يغفل عن البيان إذا اقتضى المقام ودعت الحاجة .
9-سألنا الإمام الميموني عن مقروءاته ومحفوظاته والكتب التي درَسها على شيوخه والكتب التي درَّسها في مسجده ؛ فكان جوابه بكل اختصار :"كل ما درسته على مشايخي درسته في مسجدي" .
هذا ما تيسر الآن ذكره ؛ ولعل أن يكون جديد في الأيام المقبلة إن شاء الله ؛ والحمد لله من قبل ومن بعد .


وكتب :
أبو عبد الله بن عزيز
بلال يونسي السكيكدي


ملاحظة : وقد كان تدويني لهذه السطور قبل بضعة شهور أو أكثر ؛ وكل هذه المدة وهي حبيسة مكتبي الضئيل ؛ حتى أخبرت من لدن صديق بسكري-كنا قد حضرنا وصديق ثالث مجلس الميموني- أن الشيخ الميموني قد قضى إلى ربه –فاللهم ارحمه رحمة واسعة جزاء ما قدم خدمة لدينك وارزقنا الصبر على فراق أمثاله من رجال الصدق والديانة نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ؛ وارزق أهله الصبر واخلفهم الصلاح والأجر؛وإنا لله وإنا إليه راجعون؛وعظم اللهم أجور أهل السنة خاصة والمسلمين كافة لفقد هذا الإمام الفذ؛ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم له الأمر من قبل ومن بعد- فعزمت أن أرسل هذه الكلمات ؛ ولكن منعتني كلمة لطالما أرتادها وأرددها (لعل ..لعل..) ؛ وأملي في ذلك أن ينهض بالأمر غيري ؛ ويرثي الإمام ؛ عرفانا وشكرا لما قدم خدمة لدين الإسلام؛ولا يشكر الله من لا يشكر الناس ؛ ومما زادني إعراضا عن إرسالها نصيحة الشيخ الفاضل المتواضع في سمته وخلقه –أحسبه والله حسيبه- الحبيب حسن آيت علجت بقوله:"هذه الكلمات تصلح كرسالة خاصة ولا تصلح لأن تعمم أو تنشر؛ وقد لقيت كلماته مني كل قبول "؛ولكن لما لم أجد من نهض لرثائه ولو ببيت أو نصيفه؛ عزمت على إرسالها من باب قولهم :"مالا يدرك جله لا يترك كله" ؛ إذ أنا على علم أن ما كتبته يصدق عليه قول شيخنا حسن آيت علجت أيما صدق بل ويزيد ؛ والله أعلم وهو خبير بما نسر وما نعلن ؛ نسأله سبحانه الستر والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ؛ آمين آمين .





************************************************** **************************************


يتبع



والله أعلم











رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 17:37   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
thawizat10
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية thawizat10
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانميرث أوما رمزي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
علماء ، ادباء ، الشاوية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc