[IMG][/IMG]
قصيدة "سجل يا تاريخ" للشاعر المجاهد : المدني رحمون
نقلا عن كتاب (منطقة بن سرور ..جهاد متصل من الحركة الوطنية الى ثورة التحرير) للدكتور عبد الحميد عباسي
هذه القصيدة يحفظها معظم ســكان المنطقة رجالا ونساء مع بعض الاختلاف ، وقد استعنت بالسيد عباسي علي * الذي يحفظ القصيدة في تدوين معظمها وضبطه وتصحيحه.
حضر الشاعر المجاهد المدني رحمــون بنفسه مجريات هذه المعركة التي جرت فصولها في 09 جوان 1957 بجبل النسينيسة الفاصل بين بن سرور وعين فارس ، وسجل وقائعها كعادته وذكر مكانها وتاريخها وصور أحداثها تصويرا واقعيا مدهشا دل على أنه كـان يتابع ميدانيا فصول هذه المعركة ويشاهد بأم العين تفاصيلها وهذا ما يعطيه تميّزا و يجعله متفردا و مختلفا عن الكثير من الشعراء في هذه الناحية.
سجل يـا تاريخ لمعاركنـــا واكتـب للبنيـن ذكرى للأُبات
اشهـدو عنّا يا جبالنــــا ماذا عدينـا مـن الصعـوبات
في سبيـل الله رانا جاهدنــا كمثل الأجداد في وقت السادات
في كـل الأعمال ربي ناصرنـا نحن جنـد الله في ساير الأوقات
نصـر محقق بيه ربي واعــدنا بالفعـل شفنا عــدة بيانـات
الزرقة ومحارقــة والميـمـونة والنسينيسة شوف بعض التفصيلات
عسكر الاستعـمار جاء يحـاربنا وقت الفجر حطوا عنا قوة من القوات
يفتكر بقوتو يقضـــي عنـا وقوةْ ربي فايتــة كـل القوات
قبل ايبان الحال قمنا تواعدنــا نادى جندي قـال ذا وقت الصلاة
من بعد الصلاة جُملـة توادعنـا كل واحد منا فـارح للممــات
اللي عمرو حاد يقصـد للجنـة تدخل روحو طاهرة للحوريـات
كلِمة السر بيها تفاهمنـــــا الاشارة ما بينا للمخابــــرات
الصًّبر والإيمان هـما قوتنـــا حاربنا على حق ضد الظلمــات
اللي نحتاجو ليه يوجد امعانــا انقَسمت الجنود لأربع قسمــات
لما جا العدو طالـع قاصدنــا جند الله في الحين حكمُوا لاكْريطات
على الستة صباح كـان مطوقنا بالعسكر ومدافعو والدبابــات
كمثل الجراد كثـر قمتنـــا ما تحصيش أعدادهـم بالآلوفـات
نصبو عنا أسلحاتهم من جيهتنـا من أنواع الحديثة في الرشاشــات
هاذي دولة قاسية فيها حصلنـا متلقاش مثيلهــا في المخلوقـات
احنا دايم موجودين وهي تعرفنا للبطولة سال رجــال الثـورات
لحب القـــتال نهـزم عدونا يا جيش التحرير جيش المعركـات
لا نخشى من كـون في اعوايدنا الى الأمام نـــزدم للهجمـات
انضحــوا للوطـن بأنفـسنا موت العـز خير مــن ذل الحياة
نفتخر ونقــول هذي سيرتنـا جيشنـا التحرير جيش المعمعـات
جبل النسينيسة فيه رانا اشتبكنا هذا نـهار كبير ينسّي في اللي فات
ضربونا بالكـور لا اثّر فينــا بانواع القنابل وكل المتفجـــرات
طلقوا عنا الغـاز باش ايدوخنا من كثـرة اللي يحقدوا عنا الطيارات
العدو الحقــود يفكر يقبضنا عامـل مجهـودات لكـل الجهات
لكن ما صــاب يتغلب عنا احنــا منتصـرين وهو في الخلعات
خلينا العسكــر قـــدّم قربنا جنودنـا امحمسيــن تطلق الطلقات
لكن النظــام لا يسمــح لينا الحرب خِـــداع فكْـر وحيطات
اسمعنا الأذان بيــه استبشــرنا فرحـت القلوب باســم الجلالات
انظر ضرك تشـوف لاستحكامنـا كل واحد رصاصتوا تخرج باثبـات
اقبل دالتهم وصلــت لينـــا واحد منهم ما يبقى في الحيـــاة
الكثير من الخوف داخـوا لا فطنة والبعض منهم ماتوا بالخلعـــات
لا صُبنا فيهم من يقابلْنــــا عشّات العَشوة قوتهم فْنــــات
من كثرتْ لفراح لنجاحنـــا غنات الجنود بأعلى الأصـــوات
خرجوا كالجنود تزهر فضانــا من بعد الكفاح ضربوا طلقـــات
حياكم الله يا أبطال شجاعتنــا أرض الجزائر راها بيكم ازهــات
الموعد في العين رانا التقينـــا كما قررنا تكون الملاقـــــات
اشربنا من الماء الصافي يعجبنــا سلّمنا عن بعضنا بعد الغــــارات
سبعة شهداء حين اتفقدنـــا راحمهم الله نالــوا الحسنـــات
المجتمع في العين نحمل بعضنــا يلزم الخروج طـــريق السهلات
لكن ما صبنا طريق اتخرّجنــا ماعدا إذا كنا نزدمـــوا زدمات
عسكر الاستعمار راه مطوقنـا بمْدافع واطناق وقوة اشـــارات
فشلوا في الكفاح ما طلقوا عنا كما عادتهم رجعوا للخدعـــات
امعانا ربي هو يخلصــــنا اللي عمرو طويل يبلغ الحيــــاة
سامَيْنا شط الجبل عنهم فُتْنـا ضربونا لم ابعدنا بالخطــــوات
كور ازغرت والرصاص على الوذنين عامل بهرة في الهوا والأرض اضوات
الأهالي متحيرة خافوا عــنا من بعيد ارقْبوا في الطرقــــات
بالخيل والابل باش الاقونـا بالأكل اللي عندهم والمشروبــات
الحمد لله ربي خلّصنـــا على الوحدة في الليل جات الاخطارات
معركة تسعة جوان توْرخْنـا سبعــة وخمسين تمْ الباقيـــات
في الشعر الملحون حسْب لغتنا المداني رحمــــون ناظم الأبيات