النيابة المصرية تتهم اللاعبين الجزائريين بفبركة حادث الأوتوبيس

[المعزلدين الله]

النيابة المصرية تتهم اللاعبين الجزائريين بفبركة حادث الأوتوبيس

'تجمهر الجمعة عشرات الآلاف من المواطنين المصريين بالقرب من استاد القاهرة وعدة نواد أخرى ومشاعر الغضب تتملكهم بسبب ما وصفت بـ'الخديعة' الجزائرية لتلطيخ سمعة المصريين.
واعتبر هؤلاء ان حادث الإعتداء على اوتوبيس الفريق الجزائري ساهم في تعاطف دولي من قبل الفيفا وجهات أخرى مع الجزائريين.
ويحاصر عدد كبير من المواطنين فريق المنتخب المصري حيث قرر هؤلاء النوم في الشوارع والمناطق المحيطة.
كما قرر الكثيرون صوم السبت على أمل أن ينتصر المنتخب الوطني على الجزائر.
وكشف مراقبون أن تداعيات الحدث تتلاحق وأن أزمة دبلوماسية قائمة بالفعل بين مصر والجزائر على خلفية الحادث حيث تتهم كلا الدولتين الأخرى بالمسؤولية عن الحادث.
وانتقل أمس الجمعة، المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة، ورئيس نيابة النزهة لمقر إقامة منتخب الجزائر بأحد فنادق مصر الجديدة لمعاينة الأوتوبيس الذي نقل لاعبي المنتخب من مطار القاهرة إلى الفندق.
وكشفت المعاينة المبدئية التي أجراها محمد رمزي، المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة، وطارق أبو زيد، رئيس نيابة النزهة، وكريم عامر ومحمد مصطفى وكيلا النيابة عن وجود كسر بالزجاج الأمامي للأوتوبيس وبقع دماء على أرضيته.
لكن معاينة النيابة أكدت أن لاعبي الجزائر 'افتعلوا تلك الواقعة، خوفا من المشجعين المصريين'، وهو ما أكده عدد من شهود العيان الذين زعموا أنهم شاهدوا لاعبي المنتخب الجزائري، أثناء قيامهم بكسر زجاج الأوتوبيس، كما قام أحد هؤلاء الشهود بتسجيل ما فعله الجزائريون بالفيديو.
وقام مصدر بتقديم 'مقطع فيديو' لفريق التحقيق يظهر لاعبي الجزائر خلال الفيديو وهم يفتعلون الواقعة، وقد أرسلت النيابة ذلك الفيديو إلى المعمل الجنائي للتأكد من صحته، كما طلبت بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة.
وفي سياق متصل قال سفير الجزائر لدى القاهرة عبد القادر حجار، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اتصل مرتين بنظيره المصري الرئيس حسني مبارك بشأن تعرض أوتوبيس بعثة المنتخب الجزائري للاعتداء من جانب الجماهير المصرية، وقد اتخذ الرئيس المصري كل الإجراءات لحماية الفريق الجزائري وأنصاره، مشيرا إلى أن أعضاء المنتخب الوطني الذين تعرضوا لحادث أمس في صحة جيدة.
وأكد حجار أن وفد الفيفا اطلع على الصور التي التقطها مراسل قناة 'كنال بلوس' الفرنسية.
وأضاف 'لقد قمنا بحماية مصور قناة بليس واستنسخنا نسخة مما صوره، وجاء وفد عن الفيفا واطلعوا على الصور في عين المكان، ورأوا اللاعبين وهم مجروحون وقاموا بجلسة عمل هناك، وقدمنا لهم الطلبات لضمان سلامة اللاعبين والجمهور ورفعنا طلبا لنقل المقابلة إلى مكان آخر'.
وقال حجار ان حادث الاعتداء على المنتخب الجزائري كان واضحا وانه شاهده بعينه هو ووزير الشباب والرياضة عندما كانا في سيارتهما وراء حافلة المنتخب الجزائري.
واستنكر حجار ما سماها بالتصريحات المغلوطة للبعض والتي مفادها أن الجزائريين هم الذين كسروا زجاج الحافلة ووصفها بالكاذبة، مؤكدا أن صور قناة ' كنال بليس' تظهرهم وهم يجرون وراء الحافلة بعكس ما رددته وسائل إعلام مصرية، على حد قوله.
وفي سياق متصل أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الجمعة، أن مباراة مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 ستقام السبت، في موعدها، وطالب الاتحاد المصري لكرة القدم والسلطات العليا المعنية بالرياضة في مصر بتقديم ضمانات مكتوبة للحفاظ على سلامة تواجد البعثة الجزائرية.
وقال الفيفا، في بيان نشره على موقعه الرسمي على الإنترنت، إنه يتوجب على الأطراف المصرية المذكورة تقديم ضمانات كتابية لتأكيد تطبيق إجراءات إضافية، لضمان أمن وسلامة البعثة الجزائرية طوال مدة تواجدها بالقاهرة، مشيرا إلى أنه قام بإرسال خطابين مكتوبين للاتحادين المصري والجزائري الأسبوع الماضي طالب فيه الفريقين بخوض المباراة في إطار الروح الرياضية.
وفي سياق متصل ندد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، مراد مدلسي بحادث الاعتداء على حافلة كانت تقل الفريق بعد وصوله للقاهرة لملاقاة نظيره المصري السبت في الجولة الأخيرة بتصفيات كأس العالم 2010. وطلب من نظيره المصري أحمد أبوالغيط اتخاذ كل التدابير لضمان إقامة عادية للفريق الجزائري بالقاهرة، مؤكداً أنه 'سيتابع باستمرار هذه القضية'. كما عقد الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية اجتماعاً مع السفير المصري بعد الواقعة مباشرة، بحسب تقارير إخبارية الجمعة.
وقال مدلسي لوكالة الانباء الجزائرية إنه 'بعد الاستقبال الحار الذي حظي به الفريق لدى وصوله الى مطار العاصمة المصرية تعرّضت الحافلة التي كانت تقله الى مكان إقامته الى اعتداء من طرف بعض الاشخاص ما أدى الى إصابة بعض لاعبي المنتخب الوطني'، معرباً عن تمنياته بألا تكون هذه الإصابات 'خطيرة'.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بيان صادر عن وزارة الخارجية أنه 'على إثر الحادث الخطير الذي تعرض الفريق الوطني لكرة القدم مباشرة بعد وصوله الخميس الى القاهرة، استقبل الامين العام لوزارة الشؤون الخارجية بمقر الوزارة سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر وأبلغه استياء السلطات الجزائرية أمام هذا الحادث الخطير الذي تعرض خلاله بعض لاعبي الفريق الوطني الى جروح خطيرة'.
وإلى ذلك، أكد حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر شجبه لأي محاولة لإلحاق الضرر ببعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم.
وأكد صقر أن التحقيقات التي تجرى حالياً ستظهر جميع الحقائق، مشيراً الى توجه سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وهاني أبوريدة عضو الاتحاد الى مقر بعثة المنتخب الجزائري للاطمئنان على افراده والتأكد من الحقيقة.
وقال مراسل لوكالة الأنباء الجزائرية إن نحو 200 شاب ظهروا بينما كانت الحافلة التي تقل الفريق تقترب من الفندق الذي سيقيمون فيه وألقوا وابلاً من الحجارة عليها.
وذكر الهاشمي الجيار، وزير الرياضة الجزائري، للاذاعة الجزائرية عبر الهاتف من القاهرة 'انها واقعة مؤسفة جداً'.
وتابع أن مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' يعلمون بالواقعة ويعقدون اجتماعاً لتحديد الإجراء اللازم.
ويحتاج منتخب مصر للفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل لكأس العالم، فيما ستضمن الجزائر المشاركة في البطولة إذا فازت أو تعادلت أو حتى خسرت بفارق هدف واحد، في الوقت الذي سيلعب فيه الفريقان مباراة فاصلة في السودان اذا انتهى اللقاء المقبل بفوز أصحاب الأرض بفارق هدفين.

المصدر / القاهرة ـ 'القدس العربي