الصوفية والتصوف في الجزائر (الجزء الرابع) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصوفية والتصوف في الجزائر (الجزء الرابع)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-05, 10:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
essarab
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الصوفية والتصوف في الجزائر (الجزء الرابع)

وكان من بين شيوخ التصوف الأوائل الذين ظهروا كدعاة للصوفية في الجزائر الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسن الأندلسي، الذي كان يطلق على طريقته "المدينيـة" حيث انضوى تحتها الكثير من الأتباع، ثم أخذت تنتشر على يد تلميذه عبد السلام بن مشيش (ت 665 هـ ـ 1228م)، ثم قام من بعده أبو الحسن الشاذلي صاحب الطريقة الشاذلية بتجديد نشاطها، وهي طريقة تركت أثرا كبيرا على الساحة الجزائرية مقارنة بطرق أخرى تلاشت فيما بعد.

ويعد عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن يوسف السنوسي من أبرز الشخصيات الصوفية في القرن التاسع الهجري التي ساعدت في انتشار التصوف في الجزائر، وكانا كلاهما من أتباع الطريقة الشاذلية، ويؤكد الباحثون أن بجاية كانت المركز الأول الذي احتضن الطوائف الصوفية وظلت على مدى قرون مدرسة صوفية ومقرا لشيوخها مثل أبي زكريا الزاوي، وأبي مدين، وأحمد زروق، ويمكن القول أن من بجاية كانت الانطلاقة الأولى للتصوف نحو بقية المناطق في المغرب الإسلامي. ولعله يعود ظهور الصوفية في الجزائر إلى سقوط الأندلس وتدهور الأوضاع هناك فقاموا بالهجرة نحو المغرب الأوسط طلبا للأمن، فوجدوا في بجاية الملاذ الآمن والمكان الذي يمكن أن يضمن لهم حرية العمل وحرية النشاط مما أدى إلى ظهور العديد من الطرق الصوفية كالقادرية والمدينية والشاذلية .

ومن بين العوامل الرئيسة التي شجعت انتشار التصوف في هذه البلاد ندرة المدارس التعليمية والتراجع الديني الممثل في نشاط المذاهب السنية، إذ ساعد هذا التراجع في انتشار الجهل والأمية على نطاق واسع، ولنتيجة الثراء الفاحش الذي ألهى الراعي عن الرعية فاتجه الناس للبحث عن مخرج يساعدهم في تحسين أوضاعهم السيئة، فلم يجدوا غير هؤلاء الشيوخ ملاذا لهم والاحتماء ببركاتهم.

ونظرا للوهن الكبير الذي أصاب الأمة أدى ذلك إلى سقوط الدولة المركزية وخلو الساحة من أي شكل من أشكال السلطة وبدأت قرائن الأحوال تنذر بحلول كارثة، فقامت قيادات جهادية وسياسية في البحث عن معايير اعتمادها للحيلولة دون وقوع البلد في يد الحملات الصليبية الإسبانية والبرتغالية حين كانت تقوم بهجمات على طول السواحل الجزائرية على مدى القرنين 15ـ 16، فاستطاعت هذه القيادات تعبئة جميع أطياف الشعب تعبئة كاملة بما في ذلك أطياف تحسب على التيار الصوفي، فثاروا جماعيا ضد المستعمر الأوروبي. ويعد ذلك موقف شعب وليس موقف طائفة من الطوائف لرد العدوان الخارجي. ولو كان للصوفية دورا رياديا متميزا عن الحركات الأخرى لبقيت أثاره إلى يوم اندلاع الثورة الجزائرية، ولكن قد ثبت تاريخيا أن الذين قادوا الثورة الجزائرية كانوا ينتمون إلى أطياف مختلفة حركتها الغيرة عن الوطن. بينما بقيت الصوفية في القباب متمسكة بعاداتها القديمة.

ثم أن الذين ضخموا دور التصوف في النضال والتحرير ونسبوا كل مقاومة من المقاومات إلى هذا التيار نسوا أن المبادئ الصوفية لا تعترف بالجهاد وتعتبر الاحتلال من قضاء الله وقدره وأن مقاومته هو مقاومة الإرادة الإلهية . أما الشعب الجزائري رغم أن بعضه اغتر بشيوخ التصوف إلا أنه بقي محافظا على حبه للجهاد والمقاومة ورد العدوان وحفظ الأعراض، وما مقاومة الزعاطشة بالزيبان سنة 1849 إلا من هذا القبيل إذ صمد كل الناس نساء ورجالا، ولم يكن جميع أفراد القبيلة منضوية تحت المتصوفة رغم أن الزعامة كانت تنسب إلى أحد شيوخ القبيلة (عبد الحفيظ الخنقي) المنتمي إلى الطريقة الرحمانية، ولم يكن كذلك الشعب الجزائري بجميع أطيافه متصوفا رغم أن الأمير عبد القادر كان يحسب على التيار الصوفي. وكذا بالنسبة للثورات الأخرى كثورة أولاد سيدي الشيخ والشيخ بو عمامة. فالمسألة أصبحت ذات أهمية كبيرة تهم شعبا بأكمله بغض النظر عن توجهاته المذهبية الدينية والسياسية، ولم يعد الجهاد شأنا خاصا بقبيلة أو جهة من الجهات وبالتالي لا بد من أن يقودها رجال ثقات ترتاح إليهم النفوس.

إن الجزائر في ظل الحكم العثماني وصلت إلى مستوى من الانحطاط لا مثيل له وتدهورت الحالة الاجتماعية والدينية إلى أدنى حد بعدما شاع فيها التصوف وكثرت شيوخه وانتشرت الخرافات والدجل بين الناس. يقول المؤرخ أبو القاسم سعد الله: " نشأت تحالفات بين أرباب الطرق الصوفية وبين الحكّام الظّلَمة، فقد كان بعض رؤساء الزوايا والدراويش يرشون الولاة ليسكتوا عن ابتزازهم لأموال الناس والتعدي على الحرمات والأعراض . فقد رُويَ أنّ المرابط قاسم ابن أم هانئ كان له رعايا وأتباع كثيرون في قسنطينة ونواحيها وكان له فقراء يرقصون ويشطحون ولعابهم يسيل، وربما يتضاربون؛ وقد قيل عنه أنه أنكر التأثير لله وادّعى أنه هو الذي يملك التصرف!! وكان أصحابه يدفعون الرِّشا إلى الحكام. وكان الشيخ (طراد) في عنّابة صاحب طريقة ولمّا توفي تولاّها ابنه ودخل في خدمة الأمراء وصار يعطيهم الجبايا والخراج للاستعانة بهم على الفريق الذي يعارضه. وطغى هذا الصنف من شيوخ التصوف على حساب تصوف الزهد والعبادة والأخلاق! ولكن كثرة هذا الصنف المنحرف خلال العهد العثماني وسكوت أرباب السلطة عليه وتبادل الرِّشا والهدايا بين الطرفين تدل على المرض الذي أصاب المجتمع الجزائري آنذاك، دينياً وسياسيًا وأخلاقيًا . فهذا الصنف من أدعياء التصوف كان يستعمل جميع الوسائل لاستغلال العامة ونشر الجهل والخرافة بينها". تاريخ الجزائر الثقافي

وفي ظل هيمنة رجال التصوف على المجتمع الجزائري وانتشار فسادهم وما تسببوا فيه من تخلف وظلم واستبداد منع الصوفي أحمد بن ساسي البوني من قيام الناس بالثورة على الظلمة والمعتدين ونادى كما حكى صاحب تاريخ الجزائر: " بإسقاط التدبير تمامًا عن الإنسان، واعتبر أن هذا الإنسان مسير لا مخيّر حتى كان ما أصاب الله به البلاد من تأخر ومن ظلم وفساد،كان لمصلحة لا يعلمها إلاّ هو ولا حاجة للإنسان أن يثور أو يرفض أو ينتقد الظلمة والمفسدين والمتسببين في التخلّف" .

ومنهم الحسين الورثلاني الذي كان صوفيا شاذليا حيث انتقد الفقهاء واعتبرهم أعداء الصالحين والأولياء وكان يقول: " إن المرابطين يكتبون في اللوح المحفوظ"، أي يكتبون مقادير الناس في اللوح المحفوظ، وزعم بأن شخصا صوفيا يسمى (سيدي خالد) كان نبيا قبل الإسلام، وكان شخصية تولي اهتماما كبيرا لملذات الحياة الدنيا ويدعي الولاية ".
وفي ظل هيمنة المتصوفة كان شرب الخمر مباحا وتعاطي الربا متداولا وتناول المخدرات منتشرا والخنا أمرا شائعا لا ينهى عنه، وكان الشيخ الصوفي محمد الحاج يتفوه بالخنا على لسانه ويتعاطى المخدرات ويعطيها لزائريه بل كان يرغمهم على تناولها.

ومنهم الشيخ محمد ساسي الذي كان يقول في غنائه: " كنت صاحب الخَضِر والآن أنا سيده"، وكان يقول في قصائده حسب مصادر الدكتور سعد الله أنه: " عرج إلى السماء وكشف له الحجاب"، أي بمعنى أنه رأى الله.
ويصف الدكتور سعد الله الحالة المزرية التي كان يعيشها الناس في عصر الانحطاط الصوفي وخاصة منهم علماء الدين في زمن الأمير عبد القادر بقوله: " وأمّا علماء المسلمين، فقد كان أغلبهم، كما قال ابن العنّابي، منشغلين بتكوير وتكبير العمائم، وإطالة أكمام الجبائب، وصبغ اللحى والشوارب، والتكثير من حبّات السبح، والتحذلق والحوقلة والسبحلة، والتقرّب من ذوي السلطان، والنقاش حول الحلال والحرام. أمّا أمر الجهاد عندهم ، بما في ذلك أعظم الجهاد الذي هو كلمة حقٍ عند سلطان جائر، فقد أصبح من الذكريات الخوالي، لا يُقرأ إلا كآيات في القرآن أو عبارات في الأحاديث النبوية، أو في أبواب الجهاد في الكتب الفقهية. فلما جاءهم ليون روش (وهو جاسوس فرنسي ادّعى الإسلام) صُحْبَةَ الشيخ محمد التجاني بفتوى تقتضي وقف الجهاد ضد أعداء الدين، آمنوا وصدقوا ووضعوا أختامهم. كانت الفتوى التي أحكم صياغتها روش بالتعاون مع علماء السوء في الجزائر، تقول للمجاهدين الجزائريين: ضعوا أسلحتكم فأنتم في بلد إسلامي، وإنه إذا تغلّب العدو الكافر على المسلمين فإنه لا يجوز لهؤلاء مجاهدته لأن ذلك ضرب من الانتحار، ولا تجب عليهم أيضًا الهجرة لأن الجزائر ليست دار حرب بل هي ما تزال دار إسلام ما دام العدو الكافر قد تعهّد بترك المسلمين يقومون بأمر دينهم. وليس عليهم أن يتبعوا الأمير ولا أن يشايعوا أي مجاهد أو مهدي منتظر، يُعلن أنه رجل الساعة جاء لطرد الكافرين.(وقد حمل هذه الفتوى ليون روش ومحمد التجاني إلى علماء القيروان والأزهر والحرم المكي واستطاعوا أن يظفروا بتوقيع العلماء هناك أيضًا ".؟!

هذا الصنف من العلماء هم من خذلوا الأمير عبد القادر وأثروا سلبا على جهاده وحركته التحررية أكثر من تأثره بعدم مبالاة سلاطين الحكم العثماني. يقول أحد الباحثين الفرنسيين في التداعيات السلبية التي كانت نتاج وثيقة العلماء أنها كانت عبارة عن فتوى أصدرها العلماء لصالح الاستعمار: " وقد أدت هذه الوثيقة في وقتها أكبر خدمة لتأسيس احتلالنا للجزائر" . الحركة الوطنية الجزائرية

ويقول صاحب المصدر السابق: " وراسل الأميرُ علماءَ الجزائر ورجال الطرق الصوفية فيها يطلب منهم دعوة الناس للجهاد وإجابة دواعي الشرع واستخدام نفوذهم الروحي عند السكان من أجل مصلحة الوطن والدين. وقد عيّن منهم الكثير في وظائف دولته وجعلهم الأمناء على مصير دولته في أغلب الأحيان وقد صدق معه بعضهم إلى آخر رمق. ولكن بعضهم تآمروا عليه وحاربوه أو لم يفهموا مهمّته أو تغلّبت عليهم الأنانية وحب المصالح الدنيوية، بل إن بعضهم قد خان الله ورسوله في ربطه علاقات ودّية مع العدو وشاركه كبح حركة الجهاد الشعبية".

وكان احتلال الفرنسيين لبسكرة والأغواط وعين ماضي تم بمساعدة التيجانيين الذي اعتبر أحد شيوخ الطريقة (الحاج علي) أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان من قضاء الله ولذلك لا يوجب مقاومته كما ذكر صاحب المصدر السابق: " وقد أعلن الحاج علي شيخ التجانية بـ (تماسين) سنة 1844م عند احتلال بسكرة بقيادة (الدوق دومال)، أنّ الاحتلال كان من قضاء الله، ونَصَحَ بعدم التعرض للفرنسيين". .....يتبع.....









 


قديم 2010-11-05, 15:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي



















قديم 2010-11-05, 19:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
essarab
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatimazahra2011 مشاهدة المشاركة









شكرا على ابدى رأيك









 

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, الجزائر, الرابع), الصوفية, والتصوف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc