آراء ابن القيم حول الإعاقة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

آراء ابن القيم حول الإعاقة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-31, 02:05   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
porche2012
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا بارك الله فيك









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-28, 20:22   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

لم يخروا عليها صما وعميانا


قوله تعالى: }وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا{([1]،[2]).


قال مقاتل: إذا وعظوا بالقرآن؛ لم يقعوا عليه صما لم يسمعوه وعميانا لم يبصره، لكنهم سمعوا وأبصروا وأيقنوا به.


وقال ابن عباس: لم يكونوا عليه صما وعميانا، بل كانوا خائفين خاشعين.
وقال الكلبي: يخرون عليها سمعا وبصرا.
وقال الفراء: وإذا تُلي عليهم القرآن؛ لم يقعدوا على حالهم الأولى؛ كأنهم لم يسمعوه؛ فذلك الخرور، وسُمعت العرب تقول: قعد يشتمني؛ كقولك: قام يشتمني، وأقبل يشتمني، والمعنى على ما ذكر: لم يصيروا عندها صما وعميانا.


وقال الزجاج: المعنى: إذا تليت عليهم خروا سجدا وبكيا سامعين مبصرين كما أُمروا به.


وقال ابن قتيبة: أي: لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها وعمي لم يروها.


قلت: ها هنا أمران: ذكر الخرور، وتسليط النفي عليه، وهل هو خرور القلب أو خرور البدن للسجود؟ وهل المعنى: لم يكن خرورهم عن صمم وعمه؛ فلهم عليها خرور بالقلب خضوعا أو بالبدن سجودا، أو ليس هناك خرور وعبر به عن القعود؟
من كتاب
الفــــوائـد

([1]) الفرقان: 73.

([2]) قال ابن كثير في "تفسيره": قوله: }لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا{: هذه صفات المؤمنين؛ بخلاف الكافر الذي إذا سمع آيات الله فلا تؤثر فيه، فيستمر على حاله، كأن لم يسمعها أصم أعمى.
قال مجاهد: قوله: }لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا{؛ أي: لم يسمعوا ولم يبصروا ولم يفقهوا شيئا.
وقال الحسن البصري رضي الله عنه: كم من رجل يقرؤها ويخر عليها أصم أعمى.









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-28, 20:25   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

مثل الفريقين كالأعمى والأصم


قوله تعالى: }مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{([1]،[2]).


فإنه ذكر سبحانه الكفار ووصفهم بأنهم ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون، ثم ذكر المؤمنين ووصفهم بالإيمان والعمل الصالح والإخبات إلى ربهم، فوصفهم بعبودية الظاهر والباطن، ثم جعل أحد الفريقين كالأعمى والأصم من حيث كان قلبه أعمى عن رؤية الحق أصم عن سماعه، فشبه بمن بصره أعمى عن رؤية الأشياء وسمعه أصم عن استماع الأصوات، والفريق الآخر بصير القلب سميعه بصير العين سميع الأذن.


وقد تضمنت الآية قياسين وتمثيلين للفريقين، ثم نفى التسوية عن الفريقين بقوله: }هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا{([3]،[4]).
من كتاب
التفسير القيم


([1]) هود: 24.

([2]) قال ابن كثير: "إن الكافر أعمى عن وجه الحق في الدنيا والآخرة، لا يهتدي إلى خير ولا يعرفه، أصم عن سماع الحجج؛ فلا يسمع ما ينتفع به، أما المؤمن؛ ففطن ذكي لبيب بصير بالحق يميز بينه وبين الباطل، فيتبع الخير ويترك الشر".

([3]) هود: 24.

([4]) "إعلام الموقعين" (ج1).









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-28, 21:38   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
hajibah
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية hajibah
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 12:13   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

حال من عدم البصر


تأمل حال من عدم البصر وما يناله من الخلل في أموره؛ فإنه لا يعرف موضع قدمه، ولا يبصر ما بين يديه، ولا يفرق بين الألوان والمناظر الحسنة من القبيحة، ولا يتمكن من استفادة علم من كتاب يقرؤه، ولا يتهيأ له الاعتبار والنظر في عجائب ملك الله، هذا مع أنه لا يشعر بكثير من مصالحه ومضاره؛ فلا يشعر بحفرة يهوي فيها، ولا بحيوان يقصده كالسبع فيتحرز له، ولا بعدو يهوي نحوه ليقتله، ولا يتمكن من الهرب إن طلب، بل هو ملقي السلم لمن رامه بأذى، ولولا حفظ خاص من الله له قريب من حفظ الوليد وكلائته؛ لكان عطبه أقرب من سلامته؛ فإنه بمنزله لحم على وضم، ولذلك جعل الله ثوابه إذا صبر واحتسب الجنة([1]).


ومن كمال لطفه أن عكس نور بصره إلى بصيرته؛ فهو أقوى الناس بصيرة وحدسا، وجمع عليه همه؛ فقلبه مجموع عليه، غير مشتت؛ ليهنأ له العيش، وتتم مصلحته، ولا يظن أنه مغموم حزين متأسف.


هذا حكم من ولد أعمى؛ فأما من أصيب بعينيه بعد البصر؛ فهو بمنزلة سائر أهل البلاء المنتقلين من العافية إلى البلية؛ فالمحنة عليه شديدة؛ لأنه قد حيل بينه وبين ما ألفه من المرائي والصور ووجوه الانتفاع ببصره؛ فهذا له حكم آخر.


وكذلك من عدم السمع؛ فإنه يفقد روح المخاطبة والمحاورة، وبعدم لذة المذاكرة ونعمة الأصوات الشجية، وتعظم المؤنة على الناس في خطابه، ويتبرمون به، ولا يسمع شيئا من أخبار الناس وأحاديثهم؛ فهو بينهم شاهد كغائب وحي كميت وقريب كبعيد.


وقد اختلف النظار في أيهما أقرب إلى الكمال وأقل اختلالا لأموره الضرير أو الأطرش، وذكروا في ذلك وجوها، وهذا مبني على أصل آخر، وهو: أي الصفتين أكمل صفة السمع أوصفة البصر؟ فأي الصفتين كانت أكمل؛ فالضرر بعدمها أقوى.


والذي يليق بهذا الموضع أن يقال: عادم البصر أشدهما ضررا وأسلمهما دينا وأحمدهما عاقبة، وعادم السمع أقلهما ضررا في دنياه وأجهلهما بدينه وأسوأ عاقبة؛ فإنه إذا عدم السمع؛ عدمت المواعظ والنصائح، وانسدت عليه أبواب العلوم النافعة، وانفتحت له طرق الشهوات التي يدركها البصير، ولا يناله من العلم ما يكفه عنها؛ فضرره في دينه أكثر، وضرر الأعمى في دنياه أكثر، لهذا لم يكن في الصحابة أطرش، وكان فيهم جماعة أضراء، وقل أن يبتلي الله أولياءه بالطرش، ويبتلي كثيرا منهم بالعمى.


فهذا فصل الخطاب في هذه المسألة؛ فمضرة الطرش في الدين، ومضرة العمى في الدنيا، والمعافى من عافاه الله منهما، ومتعه بسمعه وبصره، وجعلهما الوارثين منه.


من كتاب
مفتاح دار السعادة

([1]) من ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر؛ عوضته منهما الجنة». رواه البخاري (5653).









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 12:17   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي


تقديم السمع على البصر

السمع متقدم على البصر حيث وقع في القرآن الكريم؛ مصدرا فعلا أو اسما:
فالأول كقوله تعالى:}إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا{([1]).


والثاني كقوله تعالى:}إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى{([2]).


والثالث كقوله تعالى: }سَمِيعٌ بَصِيرٌ{([3]). }إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{([4]}وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا{([5]).


فاحتج بهذا من يقول: إن السمع أشرف من البصر، وهذا قول الأكثرين، وهو الذي ذكره أصحاب الشافعي، وحكوا هم وغيرهم عن أصحاب أبي حنيفة أنهم قالوا: البصر أفضل، ونصبوا معهم الخلاف، وذكروا الحجج من الطرفين، ولا أدري ما يترتب على هذه المسألة من الأحكام حتى تذكر في كتب الفقه، وكذلك القولان للمتكلمين والمفسرين، وحكى أبو المعالي عن ابن قتيبة تفضيل البصر ورد عليه.


واحتج مفضلو السمع بأن الله تعالى يقدمه في القرآن حيث وقع، وبالسمع تنال سعادة الدنيا والآخرة؛ فإن السعادة بأجمعها في طاعة الرسل والإيمان بما جاؤوا به، وهذا إنما يُدرك بالسمع، ولهذا في الحديث الذي رواه أحمد وغيره من حديث الأسود بن سريع: «ثلاثة كلهم يدلي على الله بحجته يوم القيامة... (فذكر منهم رجلا أصم) يقول: يا رب! لقد جاء الإسلام وأنا لا أسمع شيئا...».


واحتجوا بأن العلوم الحاصلة من السمع أضعاف العلوم الحاصلة من البصر؛ فإن البصر لا يدرك إلا بعض الموجودات المشاهدة بالبصر القريبة، والسمع يدرك الموجودات والمعدومات، والحاضر والغائب، والقريب والبعيد، والواجب والممكن والممتنع؛ فلا نسبة لإدراك البصر إلى إدراكه.


واحتجوا بأن فقد السمع يوجب ثلم القلب واللسان، ولهذا كان الأطرش خلقه لا ينطق في الغالب، وأما فقد البصر؛ فربما كان معينا على قوة إدراك البصيرة وشدة ذكائها؛ فإن نور البصر ينعكس إلى البصيرة باطنا فيقوى إدراكها ويعظم، ولهذا تجد كثيرا من العميان أو أكثرهم عندهم من الذكاء الوقاد والفطنة وضياء الحس الباطن مالا تكاد تجده عند البصير.


ولا ريب أن سفر البصر في الجهات والأقطار ومباشرته للمبصرات على اختلافها يوجب تفرق القلب وتشتيته، ولهذا كان الليل أجمع للقلب، والخلوة أعون على إصابة الفكرة.


قالوا: فليس نقص فاقد السمع كنقص فاقد البصر، ولهذا كثير في العلماء والفضلاء وأئمة الإسلام من هو أعمى، ولم يعرف فيهم واحد أطرش، بل لا يعرف في الصحابة أطرش.
فهذا ونحوه من احتجاجهم عل تفضيل البصر.


قال منازعوهم: يفصل بيننا وبينكم أمران:


أحدهما: إن مدرك البصر يستطيع النظر إلى وجه الله تعالى في الدار الآخرة، وهو أفضل نعيم أهل الجنة وأحبه إليهم، ولا شيء أكمل من المنظور إليه سبحانه؛ فلا حاسة في العبد أكمل من حاسة تراه بها.


الثاني: إن هذا النعيم وهذا العطاء إنما نالوه بواسطة السمع؛ فكان السمع كالوسيلة لهذا المطلوب الأعظم؛ فتفضيله عليه كفضيلة الغايات على وسائلها.


وأما ما ذكرتم من سعة إدراكاته وعمومها؛ فيعارضه كثرة الخيانة فيها ووقوع الغلط؛ فإن الصواب فيما يدركه السمع بالإضافة إلى كثرة المسموعات قليل في كثير، ويقابل كثير مدركاته صحة مدركات البصر وعدم الخيانة، وأن ما يراه ويشاهده لا يعرض فيه من الكذب ما يعرض فيه فيما يسمعه، وإذا تقابلت المرتبتان؛ بقي الترجيح بما ذكرناه.


قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية -قدس الله روحه ونور ضريحه-: وفصل([6]) الخطاب إن إدراك السمع أعم أشمل، وإدراك البصر أتم وأكمل؛ فهذا له التمام والكمال، وذاك له العموم والشمول؛ فقد ترجح كل منهما على الآخر بما اختص به. ثم كلامه.
من كتاب
بدائع الفوائد

([1]) الإسراء: 36.

([2]) طه: 46.

([3]) الحج: 75.

([4]) الإسراء: 1.

([5]) النساء: 134.

([6]) كثيرًا ما تناقش مثل هذه القضية في الندوات والمؤتمرات الخاصة بشؤون المعاقين في الوقت الحاضر، ولا شك أن رأي شيخ الإسلام موفق من حيث فصل الخطاب في هذا الموضوع.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-12, 12:22   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

أيهما أفضل: السمع أم البصر؟


اختلف ابن قتيبة وابن الأنباري في السمع والبصر أيهما أفضل؟
ففضل ابن قتيبة السمع ووافقه طائفة، واحتج بقوله تعالى: }وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ{([1]).


قال: فلما قرن بذهاب السمع ذهاب العقل، ولم يقرن بذهاب النظر إلى ذهاب البصر؛ كان دليلا على أن السمع أفضل.


قال ابن الأنباري: هذا غلط، وكيف يكون السمع أفضل؛ وبالبصر يكون الإقبال والإدبار، والقرب إلى النجاة والبعد من الهلاك، وبه جمال الوجه وبذهابه شينه، وفي الحديث: «من ذهبت كريمتيه فصبر واحتسب؛ لم أرض له ثوابا دون الجنة»([2])؟!


وأجاب عما ذكره ابن قتيبة بأن الذي نفاه الله تعالى مع السمع بمنزلة الذي نفاه عن البصر؛ إذ كأنه أراد إبصار القلوب ولم يرد إبصار العيون، والذي يبصره القلب هو الذي يعقله؛ لأنها نزلت في قوم من اليهود كانوا يستمعون كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فيقفون على صحته، ثم يكذبونه، فأنزل الله فيهم: }أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ{؛ أي: المعرضين،}وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ{: بعين نقص،}أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ{؛ أي المعرضين، }وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ{.


قال: ولا حجة في تقديم السمع على البصر هنا؛ أخبر في قوله تعالى:}مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ{([3]).


قلت: واحتج مفضلو السمع بأن به ينال غاية السعادة من سماع كلام الله وسماع كلام رسوله.
قالوا: وبه حصلت العلوم النافعة.
قالوا: وبه يُدرك الحاضر والغائب، والمحسوس والمعقول؛ فلا نسبة لمدرك البصر إلى مدرك السمع.


قالوا: ولهذا يكون فاقده أقل علما من فاقد البصر، بل قد يكون فاقد البصر أحد العلماء الكبار؛ بخلاف فاقد صفة السمع؛ فإنه لم يُعهد من هذا الجنس عالم البتة.


قال مفضلو البصر: أفضل النعيم النظر إلى الرب تعالى، وهو يكون بالبصر، والذي يراه البصر لا يقبل الغلط؛ بخلاف ما يسمع؛ فإنه يقع فيه الغلط والكذب والوهم؛ فمدرك البصر أتم وأكمل.


قالوا: وأيضا؛ فمحله أحسن وأكمل وأعظم عجائب من محل السمع، وذلك لشرفه وفضله.


قال شيخنا ابن تيمية: والتحقيق أن السمع له مزية والبصر له مزية؛ فمزية السمع العموم والشمول، ومزية البصر كمال الإدراك وتمامه؛ فالسمع أعم وأشمل، والبصر أتم وأكمل؛ فهذا أفضل من جهة شمول إدراكه وعمومه، وهذا أفضل من جهة كمال إدراكه وتمامه.
من كتاب
بدائع الفوائد

([1]) يونس:42-43.

([2]) رواه الترمذي (2403)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

([3]) هود: 24.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-23, 10:56   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
paradis427
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجزل الله لك المثوبة و بارك فيك و في
وقتك و جهدك و زادك أدبا و فقها و فهما










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-25, 17:56   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
ابو علوه
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور على النشر الرائع










رد مع اقتباس
قديم 2016-05-06, 19:49   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

أمر الرسول بالتخفيف

عند إمامة المسلمين


عن أبي مسعود: أن رجلا قال: والله يا رسول الله! إني لأتأخر عن صلاة الغداة([1]) من أجل فلان مما يطيل بنا. فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: «أيها الناس! إن منكم مُنفرين؛ فأيكم ما صلى بالناس؛ فليتجوز؛ فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة». رواه البخاري ومسلم.


وفي رواية للبخاري: «فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة»([2]).


وعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أمَّ أحدكم؛ فليخفف؛ فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض، وإذا صلى وحده؛ فليصل كيف شاء». رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم([3]).


وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «إمَّ قومك». قال: قلت: يا رسول الله! إني أجد في نفسي شيئا. قال: «ادنهُ». فأجلسني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثديَّي، ثم قال: «تحوَّل». فوضعها في ظهري بين كتفي، ثم قال: «إمَّ قومك؛ فمن أمَّ قوماً؛ فليخفف؛ فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة([4])؛ فإذا صلى أحدكم وحده، فليصلِّ كيف شاء». رواه مسلم.


وفي رواية: «إذا أممت قوما؛ فأخفف بهم الصلاة»([5]).


وقال أنس بن مالك: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجز الصلاة ويكملها".
وفي لفظ: «يوجز ويتم». متفق عليه.
وقال أنس أيضا: "وما صليت وراء إمام أخف صلاة ولا أتم من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان ليسمع بكاء الصبي؛ فيخفف؛ مخافة أن يفتن أمه". متفق عليه، وسياقه للبخاري.
من كتاب
الصلاة وحكم تاركها

([1]) أي: صلاة الصبح.

([2]) البخاري في الأذان، ومسلم في الصلاة.

([3]) مسلم في الصلاة، والبخاري في الأذان.

([4]) لأن في المسلمين من لا يطيق التطويل، إما لعجزه أو مرضه أو حاجته، وهذا يدل على وجوب مراعاة العاجزين وأصحاب الحاجات في الصلاة. "تيسير العلام شرح عمدة الأحكام" لعبد الله البسام.

([5]) مسلم في الصلاة.









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-06, 20:36   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

ألفاظ التخلف العقلي


يقال: مجنون، ومغبون([1])، ومهروع([2])، ومخفوع([3])، ومعتوه([4])، وممتوه، وممته([5])، وممسوس([6])، وبه لمص([7])، ومصاب في عقله؛ فهذه عشرة ألفاظ.
وأما مخروع، فصحفها العامة من مهروع([8]).

من كتاب
بدائع الفوائد

([1]) المغبون: ضعيف الرأي.

([2]) المهروع: المجنون أو المصروع نتيجة الإرهاق.

([3]) مخفوع: كاد يغمى عليه من جوع أو غيره.

([4]) معتوه: أحمق ناقص العقل.

([5]) ممتوه وممته: آخذ في الغواية والباطل.

([6]) ممسوس: أصابه مس من الجنون.

([7]) اللمص: اغتياب الناس.

([8]) في هذا المبحث يتضح قدرات ابن القيم اللغوية.









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-06, 20:38   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

معنى الجنون

وأما الجنون؛ فمن الحُب ما يكون جنونا، ومنه قوله:

قالت جُننت بمن تهوى فقلت لها





العشق أعظم مما بالمجانين


العشق لا يستفيق الدهر صاحبه




وإنما يُصرع المجنون في الحين





وأصل المادة من السَّتر في جميع تصاريفها، ومنه أجنَّة الليل وجَنّ عليه إذا ستره، ومنه الجنين لاستتاره في بطن أمه، ومنه الجنة لاستتارها بالأشجار، ومنه المِِجَن لاستتار الضارب به والمضروب,ومنه الجنّ لاستتارهم عن العيون بخلاف الإنس؛ فإنهم يؤنسون؛ أي: يُرون، ومنه الجُنة بالضم هي ما استترت به واتقيت، ومنه قوله تعالى: }اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً{([1])، وأجننت الميت: واريته في القبر؛ فهو جنين.


والحب المفرط يستر العقل؛ فلا يعقل المحب ما ينفعه ويضره؛ فهو شعبة من الجنون.


وأما اللمم؛ فهو طرف من الجنون، ورجل ملموم؛ أي: به لمم، ويقال أيضا: أصابت فلانا من الجن لمة، وهو المس والشيء القليل. قاله الجوهري.


قلت: وأصل اللفظة من المقاربة، ومنه قوله تعالى: }الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ{([2])، وهي الصغائر.


قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وما رأيت أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والرِّجل تزني وزناها المشي، والفم يزني وزناه القُبَل.


ومنه: ألمَّ بكذا؛ أي: قاربه ودنا منه، وغلام مُلم؛ أي: قارب البلوغ، وفي الحديث: «إن مما يُنبت الربيع ما يقتل حُبطا أو يُلم»؛ أي: يقرب من ذلك.


وبالجملة؛ فلا يستبين كون اللمم من أسماء الحب، وإن كان قد ذكره جماعة؛ إلا أن يقال: إن المحبوب قد ألمَّ بقلب المحب؛ أي: نزل به، ومنه المم بنا؛ أي: أنزل بنا، ومنه قوله:

متى تأتنا تُلمم بنا في ديارنا




تجد حطبا جزلا ونارا تأججا






وأما الخبل؛ فمن موجبات العشق وآثاره لا من أسمائه، وإن ذكر من أسمائه؛ فإن أصله الفساد، وجمعه خبول، والخبل بالتحريك الجن، يقال: به خبل؛ أي: شيء من أهل الأرض، وقد خبله وخبّله واختبله: إذا أفسد عقله أو عضوه، ورجل مخبل، وهو نوع من الجنون والفساد.
من كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين

([1]) المجادلة: 16، المنافقون: 2.

([2]) النجم: 32.









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-09, 14:21   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
hab12456
عضو نشيط
 
إحصائية العضو









افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم










رد مع اقتباس
قديم 2016-05-10, 18:42   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي


لا طلاق لمجنون([1])


صح عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: أنه قال: "ليس لمجنون ولا سكران طلاق". رواه ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبان بن عثمان، عن أبيه...


وأما طلاق الإغلاق؛ فقد قال الإمام أحمد في رواية حنبل: وحديث عائشة -رضي الله عنها-: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق»؛ يعني: الغضب.


هذا نص أحمد، حكاه عنه الخلال، وأبو بكر في "الشافي" و"زاد المسافر"؛ فهذا تفسير أحمد.


وقال أبو داود في "سننه": أظنه الغضب، وترجم عليه: "باب الطلاق على غلط".


وفسره أبو عبيد وغيره بأنه الإكراه، وفسره غيرهما بالجنون، وقيل: هو نهي عن إيقاع الطلقات الثلاث دفعة واحدة، فيغلق عليه الطلاق، حتى لا يبقى منه شيء؛ كغلق الرهن. حكاه أبو عبيد الهروي.


قال شيخنا ابن تيمية: وحقيقة الإغلاق أن يغلق على الرجل قلبه؛ فلا يقصد الكلام، أو لا يعلم به، كأنه انغلق عليه قصده وإرادته.


قلت: قال أبو العباس المبرد: الغلق: ضيق الصدر وقلة الصبر؛ بحيث لا يجد مخلصا.


قال شيخنا: ويدخل في ذلك طلاق المكره والمجنون ومن زال عقله بسكر أو غضب وكل من لا قصد له ولا معرفة له بما قال.
من كتاب
زاد المعاد في هدي خير العباد

([1]) المجنون: زوال العقل أو فساد فيه. "المعجم الوسيط".









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-12, 18:57   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
salahababsa
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا...










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آراء, الإعاقة, القيم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc