همسات ليلية.. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

همسات ليلية..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-26, 12:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بن حمادي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










New1 همسات ليلية..

أيام الضياع:...
الحياة... كلمة يظن الواحد أنه يلم بمعانيها ويعلم يقينا تفسيرها أو إعرابها أينما توضعت من موضع الكلام ، وما أكثر ترددها. فقد تعبر عن تلك المرحلة من مسرة الفرد فوق الأرض بدأ من يوم ميلاده إلى مماته. وقد تعبر عن مسار واحد لصنف معين من البشر أهم السعداء أم التعساء. وصدفة أجدني من الصنف الثالث الذي قد يتواجد أمثاله فوق الأرض لكنهم ليسو بأحياء.

أطلت بوادر الشتاء من جديد. إنها تلك الزخات الباردة من الرياح التي ليس لها أوان محدد فقد تطل مع الشمس أو تسبقها وقد تتكاسل وتلتحق في منتصف النهار. أين يتغير الجو في هذه المدينة تسعون درجة فمن برد قارص بداية الصبح إلى رياح هوجاء بعد الظهيرة ثم تنسحب العاصفة تاركة المجال واسعا لحر خانق غير مبرر الحضور.
وموقع المراهق واحد من كل هذه المتغيرات، تراه جالسا خلال تلك التقلبات في نفس المكان.. في زاوية الغرفة المظلمة. مسند ظهره إلى الحائط رافعا ركبتيه إلى صدره وبين فخذية أوراقا. وأتخيله يكتب رسالة... رســالة ؟ لمن تكتبها.؟ لصديق قديم؟ لا أعتقد أن لديه أصدقاء. لأخ بعيد ... لأمـــه.. أقرب شيء لمن هو في مثل حالته فلا أظن أن له أصلا ولا فرعا.
أمي العزيزة... لكم اشتقت إليك وأعلم أنك تشتاقين لي أنا بخير والحمد لله لا ينقصني إلا اللقاء بك في ساعة الخير وعساها أن تكون قريبة. أمي إن وضعي في تحسن من يوم لآخــر...

تنهدت ... تنهيدة ممسكة بالهاتف بقبضة رقيقة ... ثم انقلبت على ظهرها قائلة: وماذا أيضا.
مستلقية على صدرها في ثوب النوم، تحكي مع حبيبها . تراها برهة تمسك بخصلات شعرها القرمزي وتقلب بعضها بأصابعها، ترى في عينيها إعجابا بل أخاله هياما... تؤرجح ساقيها ... في غنج ودلال. ثم ما لبثت أن أطلقت ابتسامة عذبة تنم عن سعادة عارمة. ثم قالت: ماذا بعد ..صمتت لحظة علت على محياها تقاسيم ليست لي معرفة بنوعها فتخيلت أنها بعد ابتسامة سوف تبكي.. يا الله عيونها سائحة في كون أجهله. ورموش ضارية تحرس عيونا سوف تمطر.. تنهدت من جديد بزفرة محرقة... ماذا قال لها كي تنقلب حالها... وهل توجد في قواميس الكلام عبارة تغير حال المرأة إلى هذا الحد... أنزلت ببطء شديد ساقاها على السرير مستسلمة لاسترخاء تام. واضعة يديها أسفل ذقنها. تقول بشعور الغريق المستسلم بيأس للغرق... ولن تكون روحي حية لسواك.
في نشوة تغادر الحمام وحول صدرها فوطة وردية. تمسك بأطرافها تحت أبطها. وفي يمناها مشط أصفر تداعب به شعر ندي يقطر دلالا.- جلست على كرسي عرشها وأمام مرآتها السحرية كأنها تسألها ذلك السؤال المعتاد. من هي أجمل الجميلات- فترد المرآة: أنت. تلك الإجابة المعتادة. تتطلع بغرور إلى شعرها.. شعر حريري قرمزي اللون طويل كفاية ليغطي كامل ظهرها. تداعب بمشطها الأصفر خصلاته كما تداعب أما أولادها في حنان وتيه. تتفحص وجنتاها الورديتين.. تعجبها خطوطهما الرقيقة تتطلع إلى عينيها ـ مصدر فخرها وقمة الجمال عندها. عينان عسليتان كبيرتان تحرسهما رموش مستعدة للتضحية في سبيلهما، يعلوهما ذالك الحاجب المستحيي البارع في خطف الأضواء لدقة رسمه . ثم تمر مرور الكرام وفي عجلة علة أنفها القرنفلي الذل طالما حسدتها القطة على امتلاكه. فمهـا بل شفتاها ضوء يذهب بالأبصار ويقلب الليل على النهار. يتقاطر ندى وينبض بالحياة أكان لونه أحمرا فهو توتة برية في نشوة ونضارة. ولو كان ورديا لكان ريحانة تبعث في القلوب روح الانحناء. والتواضع. ولو كان من غير لون لهو الهلاك لقلب خال من الهوى ولفؤاد يدرك معنى الانتحار . ولرجل يجيد لغة القبل.
والمرأة سابحة في خيال ونشوة تتطلع إلى ذقنها إلى أذنيها إلى رقبتها الطويلة، إلى نحرها إلى رمانتيها المغرورتين البارزتين عنوة من تحت الفوطة تسترقان السمع تتلهفان.. تتحسسان كل حركة خارجية متضايقان من الظلام تريدان النور تتطلعان للقفز إلى الخارج تكتشفان ماذا يحدث خلف الفوطة. لكن هيهات فلن تسمح لهما بذلك ... لاسيما اليوم



من قصة: أيام الضياع- الفصل الخامس عشر-


ما أضيق الفارق بين المتناقضات في الحياة، إلا فارقا مؤرقا بين ، الفقر والغنى. فكم هو شاسع ذلك الفارق وكم هي خطيرة تداعياته على البعض. وظالمة على الأخر. في ظل الحقد المتبادل بين طرفي هذا التناقض.
الفصل صيفا، وحرارة شديدة تقذفها شمس منفعلة بلا سبب، ساخطة على كل حي وجامد في هذه المدينة، لا يملك غالبية الناس هنا إلا الهرب والاحتماء تحت أسقف من القش والطوب بالية كأصحابها الصابرين إكراها. يؤرجحون بمراوح من السعف على أجسادهم العليلة جيئة وذهابا. وأتساءل هزلا :هل تكفي هذه المراوح لطرد حر الهجيرة. وأجيب حسرة: كلا. لكن هذا هو لسان الحال الذي يقول: الحمد لله على كل حال. حيهم صامت لا صياح فيه ولا صراخ ولا نحيب. والشمس في كبد السماء تبحث عن غنيمة منهم. الأزقة الملتوية من كل متحرك فارغة. فكأنك تتطلع على مدينة أشباح.
أما في الحي الأخر من المدينة وهو حي الأسياد وأتباعهم فالحال على غير هكذا قسوة فهنالك الكهرباء تتجول بين الأزقة باحثة عن أحساد طرية بيضاء تروح عليها. فالمراوح هناك من حديد على الرؤوس راقصة أو بمحاذاة الوجوه تنفخ الهواء نفخا. ومساكنهم قرب الحقول تجود بالرطوبة على منازلهم الإسمنتية المغطاة بأسقف القرميد . والماء من حنفياتهم دائم التدفق. ولكأن شمسهم أرق من شمس الحي المجاور ولا يفصل بين الحيين سوى المقبرة فهناك الناس يتساوون رغم أن لكل منهم جانب يدفنون فيه موتاهم. ولكن أيضا هناك ذاك الفرق الملعون فعدد الأموات أقل في جانب الأغنياء. وأطرح سؤالا على ملك الموت :هل ....... فيجيب:......... فأقتنع بإجابته.
(ومن سخرية القضاء وعبث القدر)
الطيب ومهدية... يجمعهما ذالك الشعور الذي يبحث عن التناقضات ويهوى المتاعب.. ذلك الشعور الذي لا يعترف بغير الوصال غاية ولا بغير الأنس والتآنس سبيل. اصطبغ حبهما بقساوة الطبيعة فزادته عمقا وعنفا .وتصادم في صراع البقاء مع الأعراف والتقاليد فانتصر بين طيات كتمان ولهفة أمل بغد أفضل.
يوم جميل مع طلة الفجر، لتحسبه- إن صفعك النسيم القادم من الحقول -صبح من أيام الربيع. لكن ما إن تتكشف الشمس يتبين لك خطأ حسابك.
قلت لها ذات يوم لما طلبت مساعدتي: أخشى أن يقع القلب الخالي من الحب في هواك. فأجابت مبتسمة. أن ذلك لن يحدث. وقد حدث. كان المراهق يحصي سنوات عمره الثلاثين سنة فسنة، كلها سنون متشابهة لا يميز السنة عن سابقتها إلا تجعدات حول عينيه تنذره بأن العمر يتحرك.
لا يستهويه ما عادة يستهوى الشباب في مثل سنه. حياته بسيطة . كالساعة تدور حول نفسها لا يعني الوقت عقاربها أكان صيفا أم شتاء. إن جالسته فأديب هو يرتدي زي فيلسوف. يتحدث كواعظ. وإن نادمته لهو المفكر الذي يعبث بالمفاهيم ويقلب الأذهان. وتظنه الكامل العارف الملم بكل شيء. لا يغفل عن شاردة من شاردات العصر إلا أحاط بها فهما وإدراكا. والسائل له يجد مبتغاه يقينا. وتحسده على لذلك .لكن العارف بالعواطف يدرك أن له قلبا خاويا فارغا من الأحاسيس ، أجوف من المشاعر. لم يطرق الحب بابه، لم يعرف الهيام داره. فهو يوصد أبواب قلبه امام كل طارق. أيخاف الحب...
وهي أميرة أهلها وعزتهم وسلاحهم إن كان النزال يتعلق بالجمال. صبية الحسن زجاجة عطر في يديها تضعه متى شاءت فتسقي الأنام دلالا. وكالربيع يقلب الأجواء فرحا هي تبعثر السعادة مجانا على كل من يراها. ولا تجالسها إلا منتشيا بلسان عذب فصيح رغم أنها لا تملك حرف الراء في قاموس لسانها. دارسة مدرسة متفرسة رغم صغر سنها. من يراها يهيم بالحسن غراما. فيشدو الشاعر طربا ويرقص الرسام سكرا بالقوافي.
وكما يقول المثل الشائع: (لا محبة إلا من بعد عداوة)
- أنت إنسان سيء ... انتبهت من لحظة عابرة لا أدري أين كنت سابحا بخيالي خلالها على همس يشبه المناجاة ،فتخيلت أنها لا تعدو أوهام محتار. أنت إنسان سيء عبد الرحمان صوت ضج بهدوء في إذني من الداخل .. نعم سمعته وبوضوح هذه المرة. ألتفت يمنة ويسرة لكن لاشيء في الجوار فقط صمت مطبق... زفرة غير المبالي.. نعم أنت إنسان سيء أنا أكلمك فلا تتغافل. علت على محياي ابتسامة الأبله الساخر من شيء لا يعرفه وكان لسان حالي يقول له: مرحى لقد جن الولد.. لكن ...وبرزانة العاقل قلت له من أنت ومن أين تناديني.. فقال حينها صوت رقيق لطفل أخالني أعرف نبرته.. أنا روح الصبي بداخلك تحس بالاختناق منذ زمن وهي الآن تنازع الموت. فأجبته: روح من؟... الصبي؟ ... وأي صبي أنت يا هذا... روحك ...وصباك.. ولما حضرت الآن يا ويح روحي.. جئت أقول إنك إنسان سيء جدا.. وماذا فعلت لأنال هذا التكريم...
فقال:
كنت أعرفك من زمن وكنت تعجبني... كنت فخورا لأنك امتدادي ، كيف لا أفخر وكنت التقي الوفي، الملازم للقرآن، المواظب على الصيام، المتعبد الباكي، واليوم ما بالك لم تعد ذلك المتواضع البسيط.- مهلا .. مهلا.. على رسلك يا صاحبي. مالك تنهال علي ....
يتبع....
بن حمادي عبد الرحمان








 


رد مع اقتباس
قديم 2010-01-26, 12:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بن حمادي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

رجاءا إقرؤوها بتمعن وحذر ... فإن أعجبتكم أتتمناها .. وإن لم تعجبكم.. فلكم مني سواها... بن حمادي عبد الرحمان.. ماجستير أدب عربي.










رد مع اقتباس
قديم 2010-01-26, 15:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
غريب غريب
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

دوختني هذه القصة كلما ظننت أني أمسكت برأس الخيط فيها أجدني ضائعا.... أسلوب بسيط وقوي كالعادة
شكرا صديقي . د: س.غريب










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلية.., همسات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc