المساعدة. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > قسم التعليم الثانوي العام > أرشيف منتديات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المساعدة.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-01, 20:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ايمان فلاور
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ايمان فلاور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي المساعدة.

السلام عليكم .
ماهي اسباب سقوط الدولة الموحدية .شكرا.









 


قديم 2010-01-02, 10:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمانا
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

انتضر قليل










قديم 2010-01-02, 11:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خيرو15
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية خيرو15
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفاة المنصور الموحدي وبداية النهاية لدولة الموحدين في نفس العام الذي تمت فيه الهدنة بين قشتالة وبين المسلمين، وفي سنة 595 هـ= 1199 م يلقى المنصور الموحدي ربه عن عمر لم يتعدى الأربعين سنة، تم له فيه حكم دولة الموحدين خمس عشرة سنة، منذ سنة 580 هـ= 1185م وحتى وفاته في سنة 595 هـ= 1199 م. ومن بعده يتولى ابنه الناصر لدين الله أبو محمد عبد الله، وعمره آنذاك ثمان عشرة سنة فقط، ورغم أن صغر السن ليس به ما يشوبه في ولاية الحكم، خاصة وقد رأينا من ذلك الكثير، إلا أن الناصر لدين الله لم يكن على شاكلة أبيه في أمور القيادة.
كان المنصور الموحدي قد استخلف ابنه الناصر لدين الله قبل وفاته على أمل أن يمد الله في عمره فيستطيع الناصر لدين الله أن يكتسب من الخبرات ما يؤهله لأن يصبح بعد ذلك قائدا فذا على شاكلة أبيه، لكن الموت المفاجئ للمنصور الموحدي عن عمر لم يتجاوز الأربعين عاما بعد كان أن وضع الناصر لدين الله على رئاسة البلاد، وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. وقد كان من الواجب على الموحدين أن ينتخبوا من بينهم ومن حين الوفاة من يصلح للقيادة بدلا منه.
الناصر لدين الله وعقبات في الطريق كان الناصر لدين الله شابا طموحا قويا مجاهدا لكنه لم يكن في كفاءة أبيه، وفضلا عن هذا فقد كانت البلاد محاطة بالأعداء من كل جانب، و النصارى بعد لم ينسوا هزيمتهم في موقعة الأرك التي كانت قبل سنوات قلائل، ويريدون أن يعيدوا الكرة من جديد على بلاد المسلمين، وفوق ذلك فبعد وفاة المنصور الموحدي قامت من جديد ثورات بني غانية المؤيدة لدولة المرابطين السابقة. وقطعا - كما ذكرنا قبل ذلك - ما كان يجوز لبني غانية أن يثوروا وينقلبوا على الناصر لدين الله، إلا إن ذلك هو عين ما حدث، فبدأت الخلخلة والاضطرابات تتزايد داخل الدولة الاسلاميّة الكبيرة.
وفي سبيل استعادة الوضع إلى ما كان عليه وجّه الناصر لدين الله جلّ طاقته للقضاء على ثورات بني غانية داخل دولة الموحدين، فخاض معهم معارك وحروب كثيرة، حتى استطاع نهاية الأمر إخمادها تماما، وذلك في 604 هـ= 1207 م أي أنها استمرت تسع سنوات كاملة منذ بداية حكمه وحتى ذلك التاريخ.
ألفونسو الثامن واستغلال الوضع الراهن
في هذه الأثناء التي كان يسعى فيها الناصر لدين الله للقضاء على ثورات بني غانية، كان قد تجدد الأمل عند ألفونسو الثامن، فعمل على تجهيز العدة لرد الاعتبار، وأقسم على ألا يقرب النساء ولا يركب فرسا ولا بغلا، وأن ينكس الصليب حتى يأخذ بثأره من المسلمين، فأخذ يعد العدة ويجهز الجيوش ويعقد الأحلاف ويعد الحصون تمهيدا لحرب جديدة معهم.
وقبل انتهاء الهدنة ومخالفة للمعاهدة التي كان قد عقدها مع المنصور الموحدي قبل موته هجم ألفونسو الثامن على بلاد المسلمين، فنهب القرى وأحرق الزروع، وقتل العُزّل من المسلمين، وكانت هذه بداية حرب جديدة ضد المسلمين.
دولة الموحدين وعيوب خطيرة في مواجهة النصارى
إضافة إلى ضعف كفاءة القيادة في دولة الموحدين المتمثلة في الناصر لدين الله، والتي لم تكن بكفاءة السابقين، فقد كان ثمة عيب خطير آخر في القيادة كان متأصلا في أجداده من قبله، وهو اعتداد الناصر لدين الله برأيه ومخالفته أمر الشورى، ذلك العيب الذي تفاداه أبوه من قبله، فأفلح وساد وتمكن ونصره الله سبحانه وتعالى، وفوق هذا وذاك فكان المسلمون قد أنهكوا في رد الثورات المتتالية لبني غانية داخل دولة الموحدين.
وزاد من ذلك أمر آخر كان في غاية الخطورة، وهو أن الناصر لدين الله كان قد استعان ببطانة سوء ووزير ذميم الخلُق يدعى أبا سعيد بن جامع، والذي شكّ كثير من المؤرخين في نياته، وشك كثير من الأندلسيين والمغاربة المعاصريين له في اقتراحاته.
ورغم أن هذا الوزير كان من أصل أسباني فإن كثيرا من الناس قالوا بأنه كان على اتصالات مع النصارى، والتي أدّت بعد ذلك إلى أمور خطيرة في دولة الموحدين، ومع كل هذا فقد كان هو الرجل الوحيد الذي يأمن له الناصر لدين الله ويستعين بآرائه، ضاربا عرض الحائط كل آراء أشياخ الموحدين وقادة الأندلسيين في ذلك الوقت.
النصارى والتعبئة العامة
على الجانب الآخر من أحداث دولة الموحدين فقد كانت هناك تعبئة روحية عالية في جيش النصارى يقودها البابا في روما بنفسه، وقد أعلنوها حربا صليبية وراحوا يضفون عليها ألوانا من القداسة، وقد رفعوا صور المسيح، وصرح البابا بأن من يشارك في هذه الحرب سيمنح صكوك الغفران، تماما كما حدث في موقعة الزلاّقة.
أتبع ذلك استنفار عام في كل أنحاء أوروبا، اشتركت فيه معظم الدول الأوروبية حتى وصل إلى القسطنطينية في شرق أوروبا وبعيدا جدا عن بلاد الأندلس، وقد تولت فرنسا مهمة الإنفاق على الجيوش بالإضافة إلى إمداد الجيش القشتالي بالرجال، وكانت فرنسا يهمها كثيرا هزيمة المسلمين لكونها البلاد التالية لبلاد الأندلس، فإن قامت لدولة الموحدين دولة قوية فحتما ستكون الدائرة عليها في المرحلة التالية.
وقد زاد الأمر تعقيدا إرسال البابا رسالة إلى مملكة نافار - وكانت قد وقعت معاهدة مع المنصور الموحدي قبل وفاته - يحضها فيها على نبذ المعاهدة التي مع الموحدين، وعلى استعادة العلاقة مع القشتاليين، وكان القشتاليون - كما ذكرنا - قد اختلفوا مع مملكة ليون ونافار بعد هزيمة الأرك، لكن البابا الآن يريد منهم التوحد في مواجهة الصف المسلم، فخاطبه بنقض عهده مع المسلمين ومحالفة ملك قشتالة، فما كان من ملك نافار إلا أن أبدى السمع والطاعة.
تكون دول أوروبا بذلك قد توحدت، وبلغ عدد جيوشها مائتي ألف نصراني يتقدمهم الملوك والرهبان نحو موقعة فصل بينهم وبين المسلمين.
نتائج الاستبداد وملامح الهزيمة كان من جراء هذا العمل الذي قام به الناصر لدين الله أن حدث ما يلي: أولا: إضاعة ثمانية أشهر كان من الممكن أن يستغلها في الشمال، والانتصار على النصارى هناك قبل أن يتجمعوا في كامل عدتهم.
ثانيا: أكمل النصارى استعداداتهم خلال هذه الفترة الطويلة، واستطاعوا أن يستجلبوا أعدادا أخرى كثيرة من أوروبا.
ثالثا: هلك الآلاف من المسلمين في صقيع جبال الأندلس في ذلك الوقت، حيث كان الناصر لدين الله قد دخل بلاد الأندلس في شهر مايو وكان مناسبا جدا للقتال، إلا أنه ظل يحاصر سَالْبَطْرَة حتى قدم الشتاء القارس وبدأ المسلمون يهلكون من شدة البرد وشدة الإنهاك في هذا الحصار الطويل.
أبو الحجاج يوسف بن قادس والتحيز إلى فئة المؤمنين
في بداية لحرب فاصلة قُسّم الجيش النصرانى القادم من الشمال إلى ثلاثة جيوش كبيرة، فالجيش الأول: هو الجيش الأوروبي، والجيش الثاني: هو جيش إمارة أراجون، والجيش الثالث: هو جيش قشتالة والبرتغال وليون ونافار، وهو أضخم الجيوش جميعها.
قامت هذه الجيوش الثلاث بحصار قلعة رباح، وهي قلعة إسلامية كان قد تملكها المسلمون بعد موقعة الأرك، وكان على رأسها القائد البارع الأندلسي الشهير أبو الحجاج يوسف بن قادس رحمه الله وهو من أشهر قواد الأندلس في تاريخها.
حوصرت قلعة رباح حصارا طويلا من قبل الجيوش النصرانية، وقد طال أمد الحصار حتى أدرك أبو الحجاج يوسف بن قادس أنه لن يفلت منه، كما بدأت بعض الحوائط في هذه القلعة تتهاوى أمام جيش مملكة أراجون.
أراد أبو الحجاج يوسف بن قادس أن يحقق الأمن والأمان لجيشه، وأراد أن يتحيز إلى فئة المؤمنين وينضم إلى جيش المسلمين، فعرض على النصارى معاهدة تقضي بأن يترك لهم القلعة بكامل المؤن وكامل السلاح على أن يخرج هو ومن معه من المسلمين سالمين ليتجهوا جنوبا فيلتقوا بجيش الموحدين هناك ودون مؤن أو سلاح.
وافق ألفونسو الثامن على هذا العرض، وبدأ بالفعل انسحاب أبي الحجاج يوسف بن قادس من الحصن ومن معه من المسلمين، وقد اتجهوا إلى جيش الناصر لدين الله.
ولأن الوليمة ليست قصرا على ألفونسو الثامن، فقد اعترض على هذا الانسحاب جيش النصارى الأوروبي المتحد مع جيش قشتالة.. فقد كانوا يرون أنهم ما أتوا من أبعد بلاد أوروبا ومن إنجلترا وفرنسا والقسطنطينية إلا لقتل المسلمين؛ فلا يجب أبدا أن يتركوا ليخرجوا سالمين.
وقد فعل ألفونسو الثامن ذلك حتى إذا حاصر مدينة أخرى من مدن المسلمين يفتحون له كما فعل سابقوهم؛ لأنه لو قاتلهم بعد العهد الذي أبرمه معهم فلن يفتح له المسلمون بعد ذلك مدنهم، فاختلف الأوروبيون مع ألفونسو الثامن، وعليه فقد انسحبوا من الموقعة.
وبذلك يكون قد انسحب من موقعة العقاب وقبل خوضها مباشرة خمسون ألفا من النصارى، وبالطبع فقد كان هذا نصرا معنويا وماديا كبيرا للمسلمين، وهزيمة نفسية وهزة كبيرة في جيش النصارى، وقد أصبح جيش المسلمين بعد هذا الانسحاب أضعاف جيش النصارى.
بطانة السوء وقتل أبي الحجاج يوسف بن قادس
حين عاد أبو الحجاج يوسف بن قادس إلى الناصر لدين الله، وعندما علم منه أنه قد ترك قلعة رباح وسلمها بالمؤن والسلاح إلى النصارى، أشار عليه الوزير السوء أبو سعيد بن جامع بقتله بتهمة التقاعس عن حماية القلعة.
لم يتردد الناصر لدين الله، وفي ميدان موقعة العقاب يمسك بالقائد المجاهد أبي الحجاج يوسف بن قادس ثم يقتله.
وإن هذا - وبلا شك - ليعد خطأ كبيرا من الناصر لدين الله، وعملا غير مبرر، ويضاف إلى جملة أخطائه السابقة، وذلك للآتي:
أولا: أن أبا الحجاج يوسف بن قادس لم يخطئ بانسحابه هذا، بل كان متحرفا لقتال، ومتحيزا إلى الجيش المتأهب للحرب، كما أنه لو مكث لهلك، ولو لم يهلك لكانت قد حيدت قواته عن الاشتراك في الموقعة بسب الحصار المفروض عليها.
ثانيا: وعلى فرض أن أبا الحجاج يوسف بن قادس قد أخطأ، فلم يكن - على الإطلاق - عقاب هذا الخطأ القتل، خاصة وأنه لم يتعمده بل كان اجتهادا منه.
وإن مثل ذلك قد حدث في حروب الردة حينما أخطأ عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه في أحد المعارك، وكان خليفة المسلمين حينئذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه فما كان من أبي بكر في معالجة خطأ عكرمة إلا أن عنّفه باللسان وأوضح له خطأه، ثمّ أعاده مع جيشه من جديد إلى القتال لمساعدة جيش آخر من جيوش المسلمين، بل أرسل إلى قائد هذا الجيش الآخر- يرفع من روح عكرمة وجيشه - بأن يستعين برأي عكرمة بن أبي جهل فإنّ له رأيا.
ومن هنا وبهذه الطريقة وبجانب فقْد قوة كبيرة جدا بفقد هذا القائد البارع، فقد فقَدَ الجيش الإسلامي أيضا قوة الأندلسيين الذين شعروا أن هناك فارقا بينهم وبين المغاربة؛ مما كان له أثر سلبي كبير على واقع المعركة على نحو ما سيأتي بيانه.
قال المقرّي في نفح الطيب وهذه الوقعة - العقاب - هي الطامة على الأندلس بل والمغرب جميعاً، وما ذاك إلا لسوء التدبير، فإن رجال الأندلس العارفين بقتال الإفرنج استخف بهم الناصر ووزيره، فشنق بعضهم، ففسدت النيات، فكان ذلك من بخت الإفرنج، والله غالب على أمره، ولم تقم بعدها - أي بعد موقعة العقاب - للمسلمين قائمة تحمد...
خطة الناصر لدين الله ومتابعة الأخطاء
تكملة للأخطاء السابقة فقد وضع الناصر لدين الله خطة شاذة في ترتيب جيشه وتقسيمه، حيث لم يسِر فيه على نهج السابقين، ولم يقرأ التاريخ كما قرأه المنصور الموحدي ويوسف بن تاشفين.. فقد قسم جيشه إلى فرقة أمامية وفرقه خلفيه، لكنه جعل الفرقة الأمامية من المتطوعين وعددهم ستين ألفا ومائة ألف متطوع، وضعهم في مقدمة الجيش ومن خلفهم الجيش النظامي الموحدي.
وإنْ كان هؤلاء المتطوعة الذين في المقدمة متحمسين للقتال بصورة كبيرة، فإنهم ليست لهم الخبرة والدراية بالقتال كما هو الحال بالنسبة لتلك الفرقة المنتخبة من أجود مقاتلي النصارى، والتي هي في مقدمة جيشهم.
فكان من المفترض أن يضع الناصر لدين الله في مقدمة الجيش القادرين على صد الهجمة الأولى للنصارى؛ وذلك حتى يتملك الخطوات الأولى في الموقعة، ويرفع بذلك من معنويات المسلمين ويحط من معنويات النصارى، لكن العكس هو الذي حدث حيث وضع المتطوعه في المقدمة.
ولقد زاد من ذلك أيضا فجعل الأندلسيين في ميمنة الجيش، وما زال الألم والحرقة تكمن في قلوبهم من جراء قتل قائدهم الأندلسي المجاهد المغوار أبي الحجاج يوسف بن قادس، فكان خطأ كبيرا أيضا أن جعلهم يتلقون الصدمة الأولى من النصارى.
فنستطيع الآن حصر أخطاء الناصر لدين الله وهو في طريقه نحو العقاب على النحو التالي:
أولا: حصار قلعة سَالْبَطْرَة طيلة ثمانية أشهر كاملة.
ثانيا: الاستعانة ببطانة السوء الممثلة في الوزير السوء أبي سعيد بن جامع.
ثالثا: قتل القائد الأندلسي المشهور أبي الحجاج يوسف بن قادس.
رابعا: تنظيم الجيش وتقسيمه الخاطئ في أرض الموقعة.
خامسا: أمر في غاية الخطورة وهو الاعتقاد في قوة العدد والعدة، فقد دخل الناصر لدين الله الموقعة وهو يعتقد أنه لا محالة منتصر؛ فجيشه أضعاف الجيش المقابل. ومن هنا تتبدى في الأفق سحائب حنين جديدة، يخبر عنها سبحانه وتعالى بقوله: [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ] {التوبة:25}.
العقاب.. والعقاب المرّ تماما وكما تكررت حُنين في أرض الأندلس قبل ذلك في بلاط الشهداء، وفي موقعة الخندق مع عبد الرحمن الناصر وهو في أعظم قوته، تتكرر حُنين أيضا مع الناصر لدين الله في موقعة العقاب وهو في أعظم قوة للموحدين، وفي أكبر جيش للموحدين على الإطلاق، بل وفي أكبر جيوش المسلمين في بلاد الأندلس منذ أن فتحت في سنة 92 هـ= 711 م لتوالي الأخطاء السابقة كان طبيعيا جدا أن تحدث الهزيمة، فقد هجم المتطوعون من المسلمين على مقدمة النصارى، لكنهم ارتطموا ارتطاما شديدا بقلب قشتالة المدرّب على القتال، فصدوهم بكل قوة ومزّقوا مقدمة المسلمين وقتلوا منهم الآلاف في الضربة الأولى لهم. واستطاعت مقدمة النصارى أن تخترق فرقة المتطوعة بكاملها، والبالغ عددهم - كما ذكرنا - ستين ألفا ومائة ألف مقاتل، وقد وصلوا إلى قلب الجيش الموحدي النظامي الذي استطاع أن يصد تلك الهجمة، لكن كانت قد هبطت وبشدة معنويات الجيش الإسلامي نتيجة قتل الآلاف منهم، وارتفعت كثيرا معنويات الجيش النصارى لنفس النتيجة.
وحين رأى ألفونسو الثامن ذلك أطلق قوات المدد المدربة لإنقاذ مقدمة النصارى، وبالفعل كان لها أثر كبير وعادت من جديد الكرّة للنصارى.
في هذه الأثناء حدث حادث خطير في جيش المسلمين، فحين رأى الأندلسيون ما حدث في متطوعة المسلمين واستشهاد الآلاف منهم، إضافة إلى كونهم يقاتلون مرغمين مع الموحدين - كما ذكرنا قبل ذلك - وأيضا كونهم يعتقدون بالعدد وليس في الثقة بالله عز وجل كل هذه الأمور اعتملت في قلوبهم، ففروا من أرض القتال.
وحين فرت ميمنة المسلمين من أرض الموقعة التف النصارى حول جيش المسلمين وبدأت الهلكة فيهم، فقتل الآلاف من المسلمين بسيوف النصارى في ذلك اليوم، والذي سُمّي بيوم العقاب أو معركة العقاب.
قُتل سبعون ألفا من مسلمي دولة الموحدين ومن الأندلسيين.. قُتلوا على يد النصارى، وفر الناصر لدين الله من أرض الموقعة ومعه فلول الجيش المنهزم المنكسر والمصاب في كل أجزاء جسده الكبير. وقد قال الناصر لدين الله وهو يفر: صدق الرحمن وكذب الشيطان. حيث دخل الموقعة وهو يعلم أنه منصور بعدده، فعلم أن هذا من إلقاء الشيطان وكذبه، وصدق الرحمن: [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ] {التوبة:25}. فولى الناصر لدين الله مدبرا.
ومما زاد من مرارة الهزيمة أنه ارتكب خطأً آخر لا يقل بحال من الأحوال عن هزيمته المنكرة السابقة وفراره من أرض المعركة، وهو أنه لم يمكث بعد موقعة العقاب في المدينة التي تلي مباشرة مدينة العقاب، وهي مدينة بيّاسة، بل فر وترك بيّاسة ثم ترك أوبدّة، ترك كلتيهما بلا حامية وانطلق إلى مدينة أشبيليّة، وما زالت قوة النصارى في عظمها وما زالت في بأسها الشديد.
الفواجع بعد العقاب مأساة بياسة: انطلقت قوة النصارى بعد عقاب وهزيمة المسلمين تلك في موقعة العقاب فحاصرت بيّاسة، وكانت مأوى للمرضى والنساء والأطفال، فجمعوهم في المسجد الجامع الكبير في المدينة وقاموا بقتلهم جميعهم بالسيف... قال المراكشي في المعجب: فأما بياسة فوجدها - أي ألفونسو - أو أكثرها خالية فحرق أدؤرها وخرب مسجدها الأعظم...
مأساة أوبذّة:
قال صاحب الروض المعطار أُبذّة مدينة بالأندلس بينها وبين بياسة سبعة أميال، وهي مدينة صغيرة وعلى مقربة من النهر الكبير، ولها مزارع وغلات قمح وشعير كثيرة جداً، وفي سنة تسع وستمائة مالت عليها جموع النصرانية بعد كائنة العقاب وكان أهلها قد أنفوا من إخلائها كما فعل جيرانها أهل بياسة، ولم ترفع تلك الجموع يداً عن قتالها حنى ملكتها بالسيف، وقتل فيها كثير، وأسروا كثيراً...
وقال المراكشي في المعجب: ونزل - أي ألفونسو - على أبذّة وقد اجتمع فيها من المسلمين عدد كثير من المنهزمة وأهل بياسة وأهل البلد نفسه فأقام عليها ثلاثة عشر يوماً ثم دخلها عنوة فقتل وسبى وغنم وفصل هو وأصحابه من السبي من النساء والصبيان بما ملؤوا به بلاد الروم قاطبة فكانت هذه أشد على المسلمين من الهزيمة!.
وقد تدهور حال المسلمين كثيرًا في كل بلاد المغرب والأندلس على السواء، حتى قطع المؤرخون بأنه بعد موقعة العقاب ما كنت تجد شابًا صالحًا للقتال لا في بلاد المغرب ولا في بلاد الأندلس. فكانت موقعة واحدة قد بددت وأضاعت دولة في حجم وعظم دولة الموحدين.
ثم إنه قد انسحب الناصر لدين الله أكثر مما كان عليه، فانسحب من إشبيلية إلى بلاد المغرب العربي، ثم قد اعتكف في قصره واستخلف ابنه وليًا للعهد من بعده وهو بعد لم يتجاوز العشر سنين.
وفي عمل قد يعد طبيعيا ونتيجة حتمية لمثل هذه الأفعال، فقد توفي الناصر لدين الله بعد هذا الاستخلاف بعام واحد في سنة 610 هـ= 1214 م عن عمر لم يتجاوز الرابعة والثلاثين، وتولى حكم البلاد من بعده ولي عهده وابنه المستنصر بالله، وعمره آنذاك إحدى عشرة سنة فقط.
ومن جديد وكما حدث في عهد ملوك الطوائف تضيع الأمانة ويوسّد الأمر لغير أهله وتتوالى الهزائم على المسلمين بعد سنوات طويلة جدا من العلو والسيادة والتمكين لدولة الموحدين.
متابعة المأساة بعد موقعة العقاب
في موقف مدّ في عمر الإسلام في بلاد الأندلس بضع سنوات ظهرت بعض الأمراض في الجيوش القشتالية، الأمر الذي اضطرهم إلى العودة إلى داخل حدودهم.
وفي سنة 614 هـ= 1217 م وبعد موقعة العقاب بخمس سنين، ونظرا لتردي الأوضاع في بلاد المغرب، وتولي المستنصر بالله أمور الحكم وهو بعد طفل لم يبلغ الرشد، ظهرت حركة جديدة من قبيلة زناته في بلاد المغرب واستقلت عن حكم دولة الموحدين هناك، وأنشأت دولة سنية هي دولة بني مارين، والتي سيكون لها شأن كبير فيما بعد في بلاد الأندلس.
وفي سنة 620 هـ= 1223 م سقطت جزر البليار، وقتل فيها عشرون ألفا من المسلمين على يد ملك أراجون بمساعدة إيطاليا.
وفي نفس العام أيضا استقل بنو حفص بتونس، وانفصلوا بها عن دولة الموحدين.. وهو ذلك العام الذي توفي فيه أمير الموحدين المستنصر بالله عن إحدى وعشرين سنة فقط.
وعلى إثر هذا فقد دار صراع شديد على السلطة؛ حيث لم يكن المستنصر بالله قد استخلف بعد، فتولى عم أبيه عبد الواحد من بعده، إلا أنه خلع وقتل، ثم تولى من بعده عبد الله العادل، وعلى هذا الحال ظل الصراع، وأصبح الرجل يتولى الحكم مدة أربع أو خمس سنوات فقط ثم يُخلع أو يُقتل ويأتي غيره وغيره، حتى سارت الدولة نحو هاوية سحيقة.
وفي سنة 625 هـ= 1228 م استقل رجل يسمى ابن هود بشرق وجنوب الأندلس، وكان كما يصفه المؤرخون: مفرطا في الجهل، ضعيف الرأي، لم يُنصر له على النصارى جيش.
وفي سنة 633 هـ= 1236 م استقلّ بنو جيّان بالجزائر، وفي نفس هذا العام حدث حادث خطير ومروع. إنه حادث سقوط قرطبة حاضرة الإسلام.
المأساة الكبرى وسقوط قرطبة في موقف لا نملك حياله إلا التأسف والندم، وفي سنة 633 هـ= 1236 م وبعد حصار طال عدة شهور، وبعد استغاثة بابن هود الذي استقلّ بدولته جنوب وشرق الأندلس، والذي لم يعر اهتماما لهذه الاستغاثات بسبب كونه منشغلا بحرب ابن الأحمر، ذلك الأخير الذي كان قد استقل أيضا بجزء آخر من بلاد الأندلس، في كل هذه الظروف سقطت قرطبة، وسقطت حاضرة الإسلام في بلاد الأندلس. وكان أمرا غاية في القسوة حين لم يجد أهل قرطبة بدّا من الإذعان والتسليم والخروج من قرطبة، وكان الرهبان مصرون على قتلهم جميعهم، لكن فرناندو الثالث ملك قشتالة رفض ذلك؛ خشية أن يدمر أهل المدينة كنوزها وآثارها الفاخرة، وبالفعل خرج أهلها متجهين جنوبا تاركين كل شيء، وتاركين حضارة ومنارة ومجدًا عظيما كانوا قد خلفوه.
سقطت قرطبة التي أفاضت على العالم أجمع خيرًا وبركة وعلمًا ونورًا، سقطت قرطبة صاحبة الثلاثة آلاف مسجد، وصاحبة الثلاث عشرة ألف دار، سقطت قرطبة عاصمة الخلافة لأكثر من خمسمائة عام، سقطت قرطبة صاحبة أكبر مسجد في العالم، سقطت وسقط أعظم ثغور الجهاد في الإسلام.
سقطت قرطبة في الثالث والعشرين من شهر شوال لسنة ثلاثة وثلاثين وستمائة من الهجرة.. سقطت وفي يوم سقوطها تحوّل مسجدها الجامع الكبير إلى كنيسة، وما زال كنيسة إلى اليوم، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
تتابع المآسي
بعد سقوط قرطبة وفي سنة 635 هـ= 1237 م استقلّ بنو الأحمر بغرناطة بعد موت ابن هود في نفس السنة، وسيكون لهم شأن كبير في بلاد الأندلس على نحو ما سنبينه، وفي سنة 636 هـ= 1237 م وبعد استقلال ابن الأحمر بغرناطة بسنة واحدة وبعد حصار دام خمس سنوات متصلة سقطت بلنسية على يد ملك أراجون بمساعدة فرنسا، وكان حصارا شديدا كاد الناس أن يهلكوا جوعا، وكان خلاله عدة مواقع أشهرها موقعة أنيشة سنة 634 هـ= 1237 م والتي هلك فيها الكثير من المسلمين من بينهم الكثير من العلماء.
وكان بنو حفص في تونس قد حاولوا مساعدة بلنسية بالمؤن والسلاح لكن الحصار كان شديدا حتى اضطروا لترك البلد تماما في سنة 636 هـ= 1239 م وهُجّر خمسون ألفا من المسلمين إلى تونس، وتحولت للتّو كل مساجد المسلمين إلى كنائس، وكانت هذه سياسة متبعة ومشهورة للنصارى في كل البلاد الإسلامية التي يسيطرون عليها، إما القتل وإما التهجير.
وفي سنة 641 هـ= 1243 م سقطت دانية بالقرب من بلنسية، وفي سنة643 هـ= 1245 م سقطت جيّان. وهكذا لم يبق في بلاد الأندلس إلا ولايتان فقط، ولاية غرناطة في الجنوب الشرقي من البلاد، وولاية أشبيلية في الجنوب الغربي، وهما يمثلان حوالي ربع بلاد الأندلس.
هذا مع الأخذ في الاعتبار أن كل ولايات إفريقيا قد استقلّت عن دولة الموحدين، فسقطت بذلك الدولة العظيمة المهيبة المتسعة البلاد المترامية الأطراف.
دولة الموحدين وعوامل السقوط.. وقفة تحليلية قد يفاجأ البعض ويتعجب باحثًا عن الأسباب والعلل من هول هذا السقوط المريع لهذا الكيان الكبير بهذه الصورة السريعة المفاجئة، وحقيقة الأمر أن هذا السقوط لم يكن مفاجئا؛ فدولة الموحدين كانت تحمل في طياتها بذور الضعف وعوامل الانهيار، وكانت كثيرة، نذكر منها ما يلي: أولًا:
تعاملها بالظلم مع دولة المرابطين، وقتلها الآلاف ممن لا يستحقون القتل.. وإن طريق الدم لا يمكن أبدا أن يثمر عدلا، يقول ابن تيمية: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.
إن عاقبة الظلم وخيمة وربما تتأخر عقوبة الظلم لكنها بلا شك تقع على الظالم فالله تعالى يمهل ولا يهمل، وقد أسرف الموحدون كثيرًا في إراقة دماء من خالفهم من المسلمين بل في سفك دماء من يشكون في ولائه لهم ممن كانوا معهم - كما رأينا في أمر التمييز الذي قام به ابن تومرت قبل وقعة البحيرة أو البستان التي عجّل الله لهم العقاب فيها وقتل منهم الكثير، فقد جعل ابن تومرت الأهل يقتلون أبنائهم، بعدما أقنعهم أنهم من أهل النار وذلك بحيلة ماكرة شاركه فيه أحد الخبثاء ممن هو على شاكلته - وهذا أمر في غاية الخطورة، لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من العداء بين المسلم وأخيه المسلم ومن التدابر والتحاسد والتناجش والتباغضن روى مسلم في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
ثانيا:
العقائد الفاسدة التي أدخلها ابن تومرت على منهج أهل السنة، وبالرغم من أن يعقوب المنصور رحمه الله قاومها بشدة، إلا أن أشياخ الموحدين ظلّوا يعتقدون في عصمة محمد بن تومرت وفي صدق أقواله، حتى آخر أيام دولة الموحدين.
إن سلامة العقيدة وصفائها أهم عامل في بناء الأمم والأفراد فمتى أصابه الخلل كان الانهيار السريع والمدوي، وقد استطاع ابن تومرت بمكره ودهائه أن يشبع عقول العامة بأفكاره الشاذة البعيدة عن منهج الله تعالى ومنهج رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم، فتشرّب الناس بجهلهم هذه العقائد الزائفة الباطلة نظرًا لما هم عليه من الجهل والتخلف، بينما كان ابن تومرت قد تلقى العلوم الكثيرة عن الكثير من علماء الفرق المختلفة من خوارج ومعتزلة ورافضة وأيضًا أهل سنة مما أحدث عنده خللًا عقائديًا خطيرًا وافق عنده حبًا للزعامة وعطشًا إلى الدماء مما أدّى إلى ما رأيناه من مصائب ومحن أصابته وأصابت من خُدع بقوله ممن سماهم الموحدين...
وثمة أمر آخر لا يقل خطورة عن هذا الأمر ألا وهو تكفير المرابطين وقد بنى ابن تومرت على هذه الفكرة جواز قتلهم وحرقهم وسبي نسائهم وهدم دولتهم وتقويض بنيانها من القواعد...
إن تكفير المسلم قضية في منتهى الخطورة لا ينبغي لعاقلٍ بحال من الأحوال أن يقع فيها، ففي البخاري بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَ" وعند مسلم "أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ" وكذا رواه الإمام أحمد... البخاري (5753)، مسلم (60) عن ابن عمر، وهو عند البخاري (5752) عن أبي هريرة.
وقال أبو حامد الغزالي:
" والذي ينبغي أن يميل المسلم إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة - قارورة - من دم مسلم" الاقتصاد في الاعتقاد صـ 157
وقال ابن تيمية:
"من ثبت إيمانه بيقين لم يزل عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة" الفتاوى 12 / 466
((وقد صرح القرآن الكريم أن المرء لايكفر بالمعصية ما دامت دون الشرك الأكبر بل إن رحمة الله ومغفرته تشمل تلك المعاصي بمشيئته تعالى.
قال الله عز وجل: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] {النساء: 48، 116 }.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
كذلك لا يكفر مسلم بسبب رأيٍ خطأ في مسألة اجتهادية تحتمل وجهات نظر سواء كانت عقيدة أو فقه. روى ابن ماجة بسنده عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ.
ويعلّق على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول:
"وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العلمية وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية " الفتاوى 3 / 229 )) {نظرات في رسالة التعاليم / محمد عبد الله الخطيب}
ثالثا:
كان من عوامل سقوط دولة الموحدين أيضًا الثورات الداخلية الكثيرة التي قامت داخل دولة الموحدين، وكان أشهرها ثورة بني غانية، والتي كانت في جزر البليار، وأيضا في بلاد الأندلس وفي تونس.
رابعا:
الإعداد الجيد من قبل النصارى في مقابل الإعداد غير المدروس من قبل الناصر لدين الله ومن تبعه بعد ذلك.
خامسا:
وهو أمر هام وجد خطير، وهو انفتاح الدنيا على دولة الموحدين وكثرة الأموال في أيديهم والتي طالما غرق فيها كثير من المسلمين، وكذلك أيضا الترف والبذخ الشديد الذي أدى إلى التصارع على الحكم وإلى دعة الحكام وإلى الحركات الانفصالية كما ذكرنا.
سادسا:
بطانة السوء المتمثلة في أبي سعيد بن جامع وزير الناصر لدين الله ومن كان على شاكلته بعد ذلك.
(( لقد كان الناصر ألعوبة في يد وزيره ابن جامع الذي لم يكن مسئولًا عن هزيمة العقاب فقط، بل عن مصير الموحدين بعد الناصر أيضًا، لقد وضع ابن جامع الأسباب القوية التي أدت إلى تصدّع سلطان الموحدين من أسسه.
لقد كُتب لأسرة ابن جامع التي تولّى كثير منها الوزارة، وعلى رأسها ابو سعيد بن جامع أن تلعب أخطر دور في تحطيم دولة الموحدين، بمشاركة الأعراب البدو، وأشياخ الموحدين....
لقد تصرف ابن جامع - الذي يمثل بطانة السوء - بدولة الموحدين، فكان له أثره الخطير، ليس في ميدان السياسية الداخلية والخارجية للدولة فحسب، بل على وجود دولة الموحدين نفسها...
ابن جامع من الشخصيات الغامضة - والمزاودة - التي تدخل في مصير الشعوب ومقدرات الدول، تبدي غير ما تخفيه، من الشخصيات التي تُكلف بمهمات خطيرة، أولاها التخريب والتدمير من الداخل، كما فعل فيما بعد ابن العلقمي في الخلافة العباسية، حيث اظهر الإخلاص وأضمر الخبث، وتتكرر الصورة ذاتها برسائل التتر وإخفائها عن الخليفة المستعصم، والهدف واحد تقويض أركان الدولة... العقاب - د. شوقي أبو خليل
سابعا:
إهمال الشورى من قبل الناصر لدين الله ومَنْ بعده من الأمراء.
وعدم الأخذ بمبدأ الشورى هو مخالفة صريحة للقرآن الكريم فالله عز وجل يقول: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ] {آل عمران: 159} وقال الله تعالى في صفات المؤمنين: [وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ] {الشورى: 38}. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره: لا يبرمون أمرًا حتى يتشاوروا فيه، ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها...
فهذه العوامل وغيرها اجتمعت لتسقط هذا الكيان الكبير، والذي لم يبق منه في بلاد الأندلس إلا ولايتان فقط هما غرناطة وأشبيلية، ومع ذلك - وسبحان الله - ظل الإسلام في بلاد الأندلس لأكثر من 250 سنة من هذا السقوط المروّع لدولة الموحدين..!!
وهذه قائمة بأسماء خلفاء دولة الموحدين:
1 - عبد المؤمن بن علي (524 - 558 هـ= 1129 - 1163 م )
2 - أبو يعقوب يوسف ( 558 - 580 هـ= 1163 - 1184 م )
3 - أبو يوسف يعقوب المنصور ( 580 - 595 هـ= 1184 - 1199 م )
4 - أبو محمد عبد الله الناصر ( 595 - 610 هـ= 1199 - 1213 م )
5 - أبو يعقوب يوسف المستنصر ( 611 - 620 هـ= 1213 - 1224 م )
6 - عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن ( 620 - 621 هـ= 1224 م )
7 - أبو عبد الله بن يعقوب المنصور ( العادل ) ( 621 - 624 هـ= 1224 - 1227 م )
8 - يحيى بن الناصر ( 624 - 627 هـ= 1227 - 1230 م )
9 - المأمون بن المنصور ( 627 - 630 هـ= 1231 - 1232 م )
10 - الرشيد بن المأمون بن المنصور ( 630 - 640 هـ= 1232 - 1242 م )
11 - السعيد علي أبو الحسن ( 640 - 646 هـ= 1242 - 1248 م )
12 - أبو حفص عمر المرتضى ( 646 - 665 هـ= 1248 - 1266 م )
3 - أبو دبوس الواثق بالله ( 665 - 668 هـ= 1266 - 1269 ). "إعلام أهل العلم والدين بأحوال دولة الموحدين" د. الصلابي










قديم 2010-01-02, 13:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمانا
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي










قديم 2010-01-02, 19:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ايمان فلاور
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ايمان فلاور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااا على مساعدة










 

الكلمات الدلالية (Tags)
المساعدة.

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc