أنور مالك : الإرهاب ليس صناعة إسلامية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أنور مالك : الإرهاب ليس صناعة إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-01-06, 16:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الفارس_الجزائري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الفارس_الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










B9 أنور مالك : الإرهاب ليس صناعة إسلامية

الإرهاب صارت تمارسه أطراف كثيرة حتى من يدّعون محاربته وتخليص البشرية من آفاته، كما أنه ليس له خصوصية دينية مطلقة وخاصة الإسلامية كما يزعمون في كل حادثة إرهابية تقع في العالم، ولدينا ما يثبت ذلك نذكر منها على سبيل الاستدلال: أولا: أشهر جرائم الإبادة الجماعية وقعت بسبب إرهاب علماني أو ماركسي أو حتى كنسي، ونذكر مثلا الثورة الفرنسية بفرنسا، النازية في ألمانيا، فاشية موسيليني في إيطاليا، الحركة الصهيونية في فلسطين، ميليشيات الخمير الحمر في كمبوديا... إلخ. كما لا يمكن أن نتجاهل جرائم إبادة المسلمين في أفريقيا الوسطى وإبادة الروهينغا في بورما وغيرهم. ثانيا: الإرهاب مصطلح صنعته دوائر غربية بامتياز وقد نقلت صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر بتاريخ 08/09/2012 ما ورد بكتاب "في الدفاع عن الإرهاب: الحرية أو الموت في الثورة الفرنسية" للكاتبة الفرنسية صوني وانيش والتي قالت: "صيغت كلمتا 'إرهاب' و'إرهابيون' في فجر الثورة الفرنسية لوصف 'الرجال الدمويين' الذين أسّسوا ومارسوا ميكانيزمات القمع المخيف". في هذا السياق نذكر على سبيل المثال لا الحصر أن أول هولوكست في العصر الحديث حدث في فرنسا، لما أباد جيش الثورة الفرنسية نحو ربع مليون من سكان فندييه (فاندي) بينهم 30 ألف أدينوا أمام قضاء استثنائي، ومن يريد أن يعرف أكثر فتوجد دراسات عديدة منها كتاب "إبادة جماعية فرنسية" صدر عام 1989 للفرنسي رينالد سيشر وكتاب "الإرهاب: حرب أهلية في الثورة الفرنسية" صدر في 2005 للبريطاني دافيد أندرس. كما أن فرنسا أيضا ارتكبت مجازر في الجزائر بينها مجزرة 8 مايو/أيار 1945 التي سقط فيها أكثر من 45 ألف جزائري مرة واحدة بغض النظر عن جرائم كثيرة ترفض باريس الإعتراف بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية عنها. والألمان أيضا أبادوا شعوب الهيريروس في جنوب غرب أفريقيا - ناميبيا حاليا - بين عامي 1904 و1907 وبذلك دشّنوا أولى الإبادات الجماعية في القرن العشرين. ثالثا: شرعنة الإرهاب من الناحية القانونية جرى في 10/08/1793 من خلال مرسوم حق الدولة في مداهمة المنازل وأدّى ذلك إلى اعتقال 3000 مشبوه بمعاداة الثورة الفرنسية وأعدموا بلا محاكمة. بل أن المؤتمر الوطني الذي عُقد في باريس منتصف عام 1793 حيث قال ماكسميليان روبسبير: "أيها المشرّعون ضعوا الرعب في جدول الأعمال". وهذا نوع من شرعنة إرهاب الدولة الذي مورس في ذلك الوقت وجاء من طرف محامٍ يعدّ من أشهر السفاحين في الثورة الفرنسية. طبعا إلى جانب ما ذكرنا من قبل عن جرائم أمريكا التي أبادت ما لا يقل عن 40 مليون إنسان لأجل مصالحها، وتوجد أمثلة كثيرة لا يمكن حصرها حول الإرهاب الغربي، في حين أن السؤال الذي يطرح نفسه بشدّة مقابل ما ذكرنا: كم قتل المسلمون من الغربيين حتى يكون الإرهاب حصرياً عليهم؟ لن نجد ما يثبت أن المسلمين مارسوا الإرهاب بحق العالم، بل العمليات التي وصفت بالإرهابية جاءت في أغلبها كرد فعل على إرهاب مارسه الغرب، سواء كان ذلك أثناء الاحتلال العسكري أو عبر الاحتلال الاقتصادي أو بالتدخل في شؤون الدول الإسلامية ولصالح قوى محتلّة مثل الصهيونية وتوابعها، وطبعاً نقول هذا ليس لتبرير الإرهاب كما قد يخيّل للبعض. حتى لو عدنا إلى تاريخ الفتوحات الإسلامية سنجد أن المسلمين لم يقتلوا المدنيين ولا دمّروا القرى وحروبهم تنتهي دائما بأعمال مدنية وحضارية لصالح السكان الأصليين بمجرد أن تستسلم الجيوش المعادية وتضع الحرب أوزارها، وقد وصفها ول ديورانت في كتابه الشهير "قصة الحضارة" بأنها "أعظم الأعمال إثارة للدهشة في التاريخ الحربي كله". في حين أن الغارات الغربية على العالم الإسلامي اقترفت ما يندى له الجبين من الجرائم ضد الإنسان، وقد قال فيها المستشرق غوستاف لوبون: "اقترف الصليبيون من الجرائم ما لا يصدر عن غير المجانين وكان من ضروب اللهو عندهم تقطيع الأطفال إرباً إرباً وشيّهم"، أما المستشرق روم لاندو فقد وصفها بـ "الافناء البشري باسم المسيح". حرب أمريكا وحلفائها على ما تسمّيه بـ "الإرهاب"، لم تحقّق أهدافها أبداً، ونحتمل أن ذلك يعود لسببين أساسيين وهما الهزيمة أو التواطؤ، ولا أعتقد أن الهزيمة تستمر لأكثر من عشر سنوات من دون أن تراجع أمريكا خياراتها العسكرية والاستخباراتية. أما التواطؤ أو الفشل المتعمّد هو الأكثر ورودا في ذلك وخاصة أنه يوجد من الأمريكيين من صرّحوا من قبل أن محاربة الإرهاب تبدأ بصناعته، وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه في مقالاتنا السابقة عن المستنقعات الجهادية والحروب النجسة التي تخدم مصالح أمريكا ومن معها. السؤال الذي يطرح نفسه: ماهي الأهداف الرئيسية للحرب على الإرهاب؟ حسب منشورات معهد الدراسات الاستراتيجية البريطاني الذي تأسس عام 1958، فإننا نجد عدة أهداف من بينها أنها تهدف لقطع الملاذ الآمن للإرهابيين للحيلولة دون إنشاء معسكرات تدريب أو رصّ صفوف أعضاء ما يسمى بالمجموعات الإرهابية، وهذا أول هدف فشل فيه حلفاء واشنطن حيث أنه بعد أفغانستان لم يعد لمن تسميهم بالإرهابيين ملاذا بل تمكنوا من صناعة كيان سموه دولة تمتد من الموصل إلى الرقة وصار لهم جيش وثكنات عسكرية وشرطة مرور ومحاكم ولم يبق غير إعلان السفراء، وحتى إن نجحت القوى الدولية في تفكيك هذا الكيان مع الإختفاء العجيب لعناصر التنظيم إلا أن ذلك لا يعني عودته مجددا تحت المسمى نفسه أو مسمى جديد سيكون حتماً أكثر دموية ووحشية. هدف آخر للحرب على الإرهاب نذكره وهو قطع تدفّق الدعم المالي لما يسمى بالمنظمات الإرهابية، وهذا أيضا فشلوا فيه فقد سيطر تنظيم "داعش" على بنوك بعد فرار عشرات الآلاف من جيش المالكي في الموصل أمام حوالي 10 ألاف مقاتل تابع للتنظيم، وعلى مدارالفترة التي سيطر فيها التنظيم على الموصل تم تكوين ثروات طائلة سواء من البنوك أو التبرعات أو حتى أسواق النفط التي فتحها مع عدة أطراف وأولها نظام بشار الأسد. توجد أهداف عديدة تبين حجم تشعّبات ما يسمّى الحرب على الإرهاب التي لا يراد فيها الوضوح القانوني ولا السياسي ولا حتى الايديولوجي، وهذا كله يثبت بما لا يدع مجالا للشك مدى الفشل الأمريكي في حروب واشنطن المزعومة على الإرهاب والتي صارت تصنعه وتحقق غايات أخرى من بينها تدمير العالم العربي وازدياد النفوذ الإيراني في المنطقة بما غايته الاستراتيجية حماية « إسرائيل ». يحدث كل ذلك من أجل مصالح أمريكا التي ترى أن لعبة الإرهاب تحقق لها الكثير وإن حاول الرئيس دونالد ترامب الظهور بمظهر مخالف لمن سبقوه خاصة باراك أوباما إلا أن بوادر الفشل بدأت تطفو على السطح ويبقى الحكم على إدارته مرتبط بعامل الزمن. لقد تحدث بخصوص ذلك مايلز كوبلاند صاحب كتاب "لعبة الأمم" وهو أحد مؤسسي وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن سياسة بلاده في آسيا وأفريقيا تقوم على مرتكزين أحدهما أن الحلال والحرام والعيب أمور تخص الكنيسة وليس لها علاقة بالسياسة. أما الثاني أنه لما تقتضي مصلحة أمريكا التضحية بدولة حليفة أو رئيس دولة حليفة فلا غرابة ولا بأس في ذلك أبدا. وبكل ما ذكرنا وما لم نذكر من المعطيات الكثيرة يثبت أنه لا قيم إنسانية في السياسة الأمريكية لما يتعلق الأمر بمصالحها، والأمر لم يعد حكراً عليها في المجتمع الدولي فقد تمدد نحو أطراف عديدة وصار المنطق المصالحاتي هو المهيمن وتراجع كثيرا منطق القانون والشرعية الدولية، ولذلك لا يمكن أن تخرج عملية "الحرب على الإرهاب" عن هذه اللعبة أبدا وخصوصا أن إيران أوكل لها دورها في ذلك كأداة بعبع في تحقيق مكاسب الآخرين على حساب أمن العرب والمسلمين وكل المنطقة.








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc