يفغيني بريغوجين الذي يعتبر بمثابة الإبن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان يحظى بالرعاية والحماية منه، رغم تماديه في إنتقاد سلطته في المدة الأخيرة.
ولحاجة بوتين ليد قوية يبطش بها، تلقف بريغوجين ذلك، وشرع في تأسيس شركة مسلحة فيما يشبه بمليشية، نواتها متكونة من محترفين في الجيش الروسي أنهيت
مهامهم سواءا بالتقاعد أو أسباب أخرى،
عناصرها تلقت تدريبا مكثفا من طرف ضباط
بالجيش، وتم تسليحهم بأسلحة حديثة وناجعة.
وتقوى هذا التنظيم المسلح بعنوان فاغنر،
في مدة قصيرة.
وكون أن بوتين في حاجة للقيام ببعض
المهام القذرة خارج البلاد يقوم بها تنظيم
غير مهيكل بالجيش، خشية من إتهام روسيا
عن تداعيات ذلك.
كلفت قوات فاغنر بمهام بدير الزور بسوريا،
وقد تم التضحية بمئات منهم في غارات
جوية أمركية إستهدفتهم، بعد أن أنكرت
روسيا تبعية تلك العناصر لها.
كما كلفت ببعض المهام بإفريقيا الوسطى
وليبيا والسودان وأخيرا بمالي.
وعند إندلاع حرب أوكرانيا، وكون أن قوات
فاغنر إكتسبت خبرة في القتال ومسلحة
تسليحا جيدا حتى بالأسلحة الثقيلة،
كلفت بتصدر الصفوف الأمامية للقوات
الروسية في معارك دونباس.
وفي الجبهات التي إستعصى عل الجيش
الروسي إدارة المعارك بها، كلفت فاغنر
بمحاصرة وإقتحام ماريبول ونجحت وتحرير
سوليدار ونجحت ومحاصرة وتحرير باخموت
ونجحت، بعدها طلب منها تسليم للجيش
الروسي وفعلت.
فتوقت شوكة فاغنر بتلك الإنتصارات وتغول
قائدها وركب رأسه فظهرت طموحاته للعلن،
بعد أن سمح لنفسه في إنتقاد ضباط الجيش
ووزير الدفاع، بعدها العجوز، بعدها حتى قرار
غزو أوكرانيا.
وظنا منه أن الجيش الروسي بضباطه
وجنوده سيعلنون الولاء لفاغنر، قام
بالتمرد بالسير نحو العاصمة موسكو بعد
أن إحتل المقرات العسكرية برستوف.
إلا أن لا شيء من الذي كان ينتظره تحقق،
خابت محاولته في الإستيلاء على موسكو،
وتوقفت مسيرته في طريق ألى موسكو،
وسط تهليل الغرب لغزوة فاغنر.
بقلم الأستاذ محند زكريني