الدرس التاسع اسرار و معجزات الصيام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > المنتدى الإسلامي للنّساء > قسم علوم القرآن

قسم علوم القرآن القسم مخصص للأخوات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدرس التاسع اسرار و معجزات الصيام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-06-26, 13:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زينب 83
مشرف منتديات الطبخ
 
الأوسمة
أحسن موضوع المرتبة الثالثة افضل تقرير ديكوري نجمة المطبخ 
إحصائية العضو










افتراضي الدرس التاسع اسرار و معجزات الصيام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على اله و صحبه الى يوم الدين




الصوم لغة هو الإمساك، ومنه قوله تعالى حكاية عن مريم: إني نذرت للرحمان صوما أي إمساكا. وهو شرعا: إمساك عن المفطرات على وجه مخصوص. وبعبارة أوضح: هو ترك شهوتي البطن والفرج من طعام وشراب ونكاح من طلوع الفجر إلى غروب الشمس طوال شهر رمضان، بنية التقرب إلى الله.



ولم يشرع الله الصوم تعذيبا للبشر وانتقاما منهم، بل فرضه لأسرار عليا، وحكم بالغة. وعلينا أن نتأمل حكمة الله من وراء هذا الجوع والعطش. وأن ندرك سره تعالى في الصوم حتى نؤديه كما أراده سبحانه.
ولو تتبعنا أسرار الصيام وآثاره لوجدناها كثيرة تتسع لها مجلدات، منها الأثر التعبدي والأثر النفسي، والصحي والاجتماعي، والأخلاقي..





اسرار و معجزات الصيام


اسرار الصيام و تأثيرها على الفرد و المجتمع



الصيام مدرسة سلوكية تربي النفوس على التقوى وعلى طاعة الله سبحانه، فإذا لم يحصل للصائم شيء من ذلك لم يبال الله بصومه ..
وإذا وجدت صائما لم يرتفع به الصوم عما يشينه، ولم ينهه عن الابتعاد عن إيذاء الناس بالقول أو بالعمل، فاعلم أنه غير صائم على الحقيقة وأن ليس له من صومه إلا الجوع والعطش، لأن الصوم لم تتشربه نفسه بعد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال الله عز وجل:

(الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم.)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:

(رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر.)


يعود النظام و الاتحاد و حب العدل و المساواة , و ايجاد عاطفة الرحمة , وتنمية روابط الألفة و المسارعة الى الاحسان و التسابق الى الخيرات, وصون المجتمع من الشرور و المفاسد.





فالصائم حين يكف نفسه من ضروريات الحياة , يدرك مايعانيه الفقير المحروم من الجوع و الحرمان, وما يشعر به البئس و المحتاج من الفاقة و العوز, فترق نفسه وتفيض بالحنان والعطف ويلين قلبه فيتفجر بالجود و السخاء, ولذلك فان أفضل الصدقة صدقة رمضان,


وقد ورد في السنة مايدل على أن للانفاق في هذا الشهر فضلا على الانفاق في بقية الشهور , يدل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس, وكان أجود الناس في رمضان )

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل رمضان أطلق كل اسير, و أعطى كل سائل وفرج عن كل مكروب .

وعن النبي صلى اله عليه وسلم أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها, قالوا لمن هذه يارسول الله, فقال : لمن طيب الكلام, واطعم الطعام, وادام الصيام, و صلى بالليل والناس نيام )




وقد جعل الله رمضان وقتا لافاضة الخير والبر على عباده أضعاف مايفيضها في غيره, فكانت الصدقة فيه أعظم اجرا وأكثر ثوابا منها في غيره, ولذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الصدقة افضل ؟ فقال : صدقة في رمضان .

وفي هذا حث على الاكثار من الصدقة فيه, وتحريض على مزيد الانفاق في أيامه ولياليه على البائسين المعوزين.

فعن معاذ بن جبل رضي اله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لي : يامعاد الا أدلك على أبواب الخير, فقلت بلى يا رسول الله فقال: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار...) ومعنى أن الصوم جنة بالضمة على حرف الجيم :أي وقاية وستر من المعاصي .





الصوم هو صوم عن الآثام والمعاصي، صوم يقرب إلى الله ويحقق صفاء النفس وطهارة القلب.


إنه صوم يمد الروح بالشفافية والصفاء والإشراق والقرب من الله.


فيصير الإنسان الصائم ملائكي الطبع، نوراني الخواطر، رباني السلوك يذوق حلاوة العبادة،
ويحس مباهج الورع ولذته ويشعر أنه قريب من ربه،


ولذلك يقول الله تعالى مباشرة بعد أن أمر المؤمنين بالصيام:

(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان،
فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )(البقرة، 186).



فكأن انتظام الآيات على هذا الترتيب:

الصوم ثم القرب من الله ينبه الإنسان إلى أنه إذا أتقن صومه فقد تهيأ لمناجاة ربه.


ويذكر القرآن أن الله لما أراد مكالمة موسى هيأه لهذا المقام الرفيع بأن أمره بصيام أربعين يوما،


فقال تعالى: (واعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) (الأعراف: 142).


فلما تهيأت نفس موسى لخطاب ربه وتحمل أنواره وذلك بالصيام-
أفاض الله عليه أنواره الربانية وكلمه بلا واسطة:




قال أي الله سبحانه-( يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي،
فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )(الأعراف، 144).


من هنا يتبين سر ارتباط صوم رمضان بنزول الوحي الإلهي على سيدنا محمد عليه السلام.



فقد قال الله سبحانه: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) (البقرة، 185).




ولذلك كان شهر رمضان


شهر تلاوة القرآن،

وشهر العبادة التي بواسطتها يطهر الإنسان نفسه من فاحش القول وسيء الأفعال،

وينال بذلك رضى الله وغفرانه.


فالصيام الصحيح هو نقطة تحول في سلوك الإنسان،
به يتطهر من الذنوب، وبه يلتزم طاعة الله والقربى منه.


ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

.
وإذا كان الصيام هكذا عبادة نفسية تقوي الصلة بالله فهو أيضا عمل نفسي إرادي يقوي إرادة الإنسان ويدفعه للتحكم في غرائزه وميوله كما يربيه على الصبر




ذلك أن الصائم يحرم نفسه من أقوى الغرائز الطبيعية:

غريزة الطعام والشراب وغريزة الجنس امتثالا لأمر الله.

فهو يجوع وأمامه شهي الغذاء،

ويعطش وبين يديه بارد الماء، ويعف وبجانبه زوجه، لا رقيب عليه في ذلك إلا ربه، ولا سلطان إلا

ضميره، ولا يسنده إلا إرادته القوية الواعية.



ولا ريب أنه بهذا الحرمان يحصل له ألم ومشقة، فهو يمتنع عن مشتهياته وضروراته بإرادته ويتحمل ألم
الحرمان طوال شهر رمضان، مراقبا ربه


فيحصل له من تكرار هذه المجاهدة للنفس:


ملكة المراقبة والإخلاص لله والحياء منه من أن يراه حيث نهاه.


فأي مدرسة تقوم بتربية الإرادة الإنسانية وتعليم الصبر الجميل كمدرسة الصيام، التي يفتحها الإسلام
إجباريا للمسلمين في رمضان، وتطوعا في غير رمضان؟!


وقد وضع عالم نفساني ألماني اسمه جيهاردت كتابا في تقوية الإرادة أثبت فيه أن الصوم هو الوسيلة
الفعالة لغلبة سلطان الروح على الجسد، فيعيش الإنسان مالكا زمام نفسه لا أسير ميوله المادية.


فالصيام إذن كفيل بأن يخلق فينا قوة الإرادة، هذه الأخيرة التي تعودنا على الانضباط النابع من داخل الذات
وليس من خارجها، وبالتالي نتغلب على الأهواء والميول الضارة.





ونستطيع أن نقول بعد هذا بأن

-
الصيام والإمساك في رمضان عن المشتهيات وضبط النفس عن متطلباتها والصمود أمام هذه المتطلبات بحزم وعزم وإصرار من فجر كل يوم إلى غروب شمسه، ومن أول يوم في رمضان إلى آخر يوم فيه،
لهو نوع من التدريب على الانضباط الذاتي وامتحان قاس لعزيمة الإنسان وقوة إرادته ومبلغ استعداده
للصمود والتضحية من أجل عقيدته ومبادئه وأهدافه العليا وغاياته السامية.


ورمضان حين نصومه إيمانا واحتسابا يعبئ القوى النفسية للإنسان، ويعوده على تحمل المشاق،
فيصبح سيد نفسه وأقدر على الصبر تلقائيا على المكاره وأهوال الحياة، ويصبح الصبر خلقا أصيلا في نفسه ومن تم: فالصيام تدريب على تحمل جهد من نوع خاص، جهد ضبط النفس، وكبح جماحها ..
الصيام بدوره شبه بالتجنيد، تجنيد الجسد والروح،
ترويضا للإنسان على تحمل صراع الحياة وتوقعا لما قد يضطره إلى الإمساك الإجباري.




إن للصوم من التأثير على سلوك الإنسان بما يخلقه فيه من صبر على تحمل المشاق
ما يجعله وسيلة قوية وفعالة لترويض الإرادة على الصمود أمام نوازع الشهوات ومغريات الحياة ..
وما أكثر الذين تركوا التدخين والخمر والعادات السيئة عقب صيام هذا الشهر على الرغم من إدمانهم
الطويل على ذلك واعتقادهم استحالة التخلص من شر هذه المضار..


كسر لشهوات النفس، وتقويم لمواضع الاعوجاج في القلب، وتعويد على الصبر، وتحمل المشقة، وشعور بآلام الغير، وتخفيف للضغط المادي على حياة الإنسان، وعبادة خالصة تقود إلى تربية ربانية رفيعة تستصغر البهيمية وتحول بين الإنسان وبين الاستسلام الذليل إليها.

تعليم الصبر

والصوم بما فيه من صبر وفطام للنفوس- من أبرز وسائل الإسلام في إعداد المؤمن الصابر المرابط المجاهد، الذي يتحمل الشظف والجوع والحرمان ويرحب بالشدة والخشونة وقسوة العيش ما دام ذلك في سبيل الله.











 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
معجزات, التاسع, الدرس, الصيام, اسرار


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc