هات شرح الحدسث من الاربعين النووية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هات شرح الحدسث من الاربعين النووية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-08, 19:58   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أم حاتم
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

قد نقلتَ شرح الحديث من فتح الباري....

فأقول:

كل الصيد في جوف الفرا..

لم يبق شيءٌ نقوله؛ إذْ لا هجرة بعد الفتح









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:07   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

انقلي شرح العلماء المعاصرين










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:09   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أم حاتم
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fort1fort مشاهدة المشاركة
انقلي شرح العلماء المعاصرين
جاءتني هذه الفرصة لأراجع ما بقي في ذهني، ولا أريد تضييعها، وألتزم أنني لا أنقل من كتاب ولا شريط ولا أي شيء.


وقد جاء في توقيعك بيتٌ جميل ورائع:

ليس بعلم ما حوى القمطر ----- ما العلم إلا ما حواه الصدر









رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:18   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا مشكووووووووووووووورة من قاله










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:21   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أم حاتم
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

يُنسب للخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب العين.










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:24   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:25   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نكمل في شرح الحديث










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:33   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
أم حاتم
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

- (ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).

- (ومن كانت هجرته لدنيا)، (الدنيا) بضم الدال، وثم لغة أخرى فيها -إما الفتح وإما الكسر، التبسَ عليَّ الآن-.

- (يصيبها) أي: يُحصِّلها.

- (أو امرأة ينكحها) أي: يتزوجها.

ومما قرأتُه -واستغربتُه- ما ذكره ابن الملقن في الإعلام -أو غيره- لما شرح رواية: (يتزوجها)، قال: اي: ينكحها!!!

ولفظة الزواج أقرب للفهم من كلمة النكاح؛ فكونه يفسِّر (ينكحها) بـ (يتزوجها) كأن في الأمرِ زيادةَ إغرابٍ (مجرد رأي).

- فائدة: لِمَ ذُكرت المرأة مع أنها من الدنيا؟
1- قيل: لأن الحديث واردٌ على سبب، فجرى التنبيه عليه بخصوصه، فيكون من ذكر الخاص بعد العام؛ وهذا فيه نظر، لأنه لم يثبت أن سبب الحديث هو في مهاجر أم قيس.

2- وقيل: لعظم الافتتان بالمرأة.

3- وقيل: إن الدنيا نكرة في سياق الإثبات فلا تعم جميع أفرادها، فنُصَّ على المرأة بخصوصها.
وهذا لا يصح، لأن كلمة (دنيا) نكرة في سياق الشرط وهي تدل على العموم.


والوجه الثاني: أقوى هذه الثلاثة.


- فائدة: لم يَقل النبي صلى الله عليه وسلم: (فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها)، فلم يكررها لحقارة ما هاجر هذا الرجلُ لأجله.


والله تعالى أعلى وأعلم.......


هذا ما حضرني فيما يتعلق بهذا الحديث.....










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 21:17   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 21:21   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمَّة الخمسين
الحديث الأول
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”.
رواه إمامَا المحدِّثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصحُّ الكتب المصنَّفة.
———————————-
1 أخرجه البخاري ومسلم وأصحاب السنن وغيرُهم، وقد تفرَّد بروايته عن عمر: علقمة بنُ وقاص الليثي، وتفرَّد به عنه محمد بن إبراهيم التيمي، وتفرَّد عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ثم كثر الآخذون عنه، فهو من غرائب صحيح البخاري، وهو فاتحته، ومثله في ذلك خاتمته، وهو حديث أبي هريرة “كلمتان حبيبتان إلى الرحمن …” الحديث، وهو أيضاً من غرائب الصحيح.
2 افتتح النووي أحاديث الأربعين بهذا الحديث، وقد افتتح جماعة من أهل العلم كتبَهم به، منهم الإمام البخاري افتتح صحيحه به، وعبد الغني المقدسي افتتح كتابه عمدة الأحكام به، والبغوي افتتح كتابيه مصابيح السنة وشرح السنة به، وافتتح السيوطي كتابه الجامع الصغير به، وعقد النووي في أول كتابه المجموع شرح المهذب فصلاً قال فيه (1/35): “فصل في الإخلاص والصدق وإحضار النية في جميع
ص -9- الأعمال البارزة والخفية”، أورد فيه ثلاث آيات من القرآن، ثم حديث “إنَّما الأعمال بالنيَّات”، وقال: “حديث صحيح متفق على صحته، ومجمع على عظم موقعه وجلالته، وهو إحدى قواعد الإيمان وأول دعائمه وآكد الأركان، قال الشافعي رحمه الله: يدخل هذا الحديث في سبعين باباً من الفقه، وقال أيضاً: هو ثلث العلم، وكذا قاله أيضاً غيرُه، وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وقد اختلف في عدِّها، فقيل: ثلاثة، وقيل: أربعة، وقيل: اثنان، وقيل: حديث، وقد جمعتها كلَّها في جزء الأربعين، فبلغت أربعين حديثاً، لا يستغني متديِّن عن معرفتها؛ لأنَّها كلَّها صحيحة، جامعة قواعد الإسلام، في الأصول والفروع والزهد والآداب ومكارم الأخلاق وغير ذلك، وإنَّما بدأت بهذا الحديث تأسيًّا بأئمَّتنا ومتقدِّمي أسلافنا من العلماء رضي الله عنهم، وقد ابتدأ به إمام أهل الحديث بلا مدافعة أبو عبد الله البخاري صحيحه، ونقل جماعة أنَّ السلف كانوا يستحبُّون افتتاح الكتب بهذا الحديث؛ تنبيهاً للطالب على تصحيح النيَّة وإرادته وجه الله تعالى بجميع أعماله البارزة والخفيَّة، ورُوينا عن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله قال: لو صنَّفت كتاباً بدأت في أوَّل كلِّ باب منه بهذا الحديث، ورُوينا عنه أيضاً قال: مَن أراد أن يصنِّف كتاباً فليبدأ بهذا الحديث، وقال الإمام أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي الشافعي الإمام في كتابه المعالم رحمه الله تعالى: كان المتقدِّمون من شيوخنا يستحبُّون تقديم حديث “الأعمال بالنيات” أمام كلِّ شيء يُنشأ ويُبتدأ من أمور الدِّين؛ لعموم الحاجة إليه في جميع أنواعها”.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/61): “واتَّفق العلماء
ص -10- على صحَّته وتلقيه بالقبول، وبه صدَّر البخاري كتابَه الصحيح، وأقامه مقام الخُطبة له؛ إشارة منه إلى أنَّ كلَّ عمل لا يُراد به وجه الله فهو باطل، لا ثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة”.
3 قال ابن رجب: “وهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدِّين عليها، فروي عن الشافعي أنَّه قال: هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين باباً من الفقه، وعن الإمام أحمد قال: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر: “الأعمال بالنيات”، وحديث عائشة: “من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد”، وحديث النعمان بن بشير: “الحلال بيِّن والحرام بيِّن”.
وقال أيضاً (1/71) في توجيه كلام الإمام أحمد: “فإنَّ الدِّين كلَّه يرجع إلى فعل المأمورات وترك المحظورات، والتوقف عن الشبهات، وهذا كلُّه تضمَّنه حديث النعمان بن بشير، وإنَّما يتمُّ ذلك بأمرين:
أحدهما: أن يكون العمل في ظاهره على موافقة السنَّة، وهذا هو الذي تضمَّنه حديث عائشة: “من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد”.
والثاني: أن يكون العمل في باطنه يُقصد به وجه الله عزَّ وجلَّ، كما تضمَّنه حديث عمر: “الأعمال بالنيات”.
وأورد بن رجب نقولاً (1/61 63) عن بعض العلماء في الأحاديث التي يدور عليها الإسلام، وأنَّ منهم من قال: إنَّها اثنان، ومنهم مَن قال: أربعة، ومنهم من قال: خمسة، والأحاديث التي ذكرها عنهم بالإضافة إلى الثلاثة الأولى حديث: “إنَّ أحدكم يُجمع خلقُه في بطن أمِّه”، وحديث: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”،
ص -11- وحديث: “إنَّ الله طيِّب لا يقبل إلاَّ طيِّباً”، وحديث: “لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه”، وحديث: “لا ضرر ولا ضرار”، وحديث: “إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم”، وحديث: “ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس”، وحديث: “الدِّين النصيحة”.
4 قوله: “إنَّما الأعمال بالنيَّات”، (إنَّما): أداة حصر، و(ال) في (الأعمال) قيل: إنَّها خاصة في القُرَب، وقيل: إنَّها للعموم في كلِّ عمل، فما كان منها قُربة أثيب عليه فاعله، وما كان منها من أمور العادات كالأكل والشرب والنوم فإنَّ صَاحبَه يُثاب عليه إذا نوى به التقوِّي على الطاعة، والألف واللاَّم ب(النيات) بدلاً من الضمير (ها)، أي: الأعمال بنيَّاتها، ومتعلق الجار والمجرور محذوف تقديره معتبرة، أي: أنَّ الأعمال معتبرة بنيَّاتها، والنيَّة في اللغة: القصد، وتأتي للتمييز بين العبادات، كتمييز فرض عن فرض، أو فرض عن نفل، وتمييز العبادات عن العادات، كالغسل من الجنابة والغسل للتبرُّد والتنظُّف.
5 قوله: “وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى”، قال ابن رجب (1/65): “إخبارٌ أنَّه لا يحصل له من عمله إلاَّ ما نواه، فإن نوى خيراً حصل له خير ٌ، وإن نوى شرًّا حصل له شرٌّ، وليس هذا تكريراً مَحضاً للجملة الأولى، فإنَّ الجملة الأولى دلَّت على أنَّ صلاحَ العمل وفسادَه بحسب النية المقتضية لإيجاده، والجملة الثانية دلَّت على أنَّ ثوابَ العامل على عمله بحسب نيَّتِه الصالحة، وأنَّ عقابه عليه بحسب نيَّته الفاسدة، وقد تكون نيَّتُه مباحةً فيكون العملُ مباحاً، فلا يحصل له به ثوابٌ ولا
ص -12- عقاب، فالعملُ في نفسه: صلاحه وفساده وإباحته بحسب النية الحاملة عليه المقتضية لوجوده، وثوابُ العامل وعقابُه وسلامته بحسب نيته التي بها صار العملُ صالحاً أو فاسداً أو مباحاً”.
6 قوله: “فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومَن كانت هجرته لدُنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرتُه إلى ما هاجر إليه”.
الهجرة من الهَجر وهو الترك، وتكون بترك بلد الخوف إلى بلد الأمن، كالهجرة من مكة إلى الحبشة، وتكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، كالهجرة من مكة إلى المدينة، وقد انتهت الهجرة إليها بفتح مكة، والهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام باقية إلى قيام الساعة.
وقوله: “فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله” اتَّحد فيه الشرط والجزاء، والأصل اختلافهما، والمعنى: من كانت هجرته إلى الله ورسوله نيَّة وقصداً، فهجرته إلى الله ورسوله ثواباً وأجراً، فافترقا، قال ابن رجب (1/72): “لَمَّا ذكر صلى الله عليه وسلم أنَّ الأعمالَ بحسب النيَّات، وأنَّ حظَّ العامل من عمله نيته من خير أو شرٍّ، وهاتان كلمتان جامعتان وقاعدتان كليَّتان، لا يخرج عنهما شيء، ذكر بعد ذلك مثالاً من أمثال الأعمال التي صورتُها واحدة، ويختلف صلاحُها وفسادُها باختلاف النيَّات، وكأنَّه يقول: سائر الأعمال على حذو هذا المثال”.
وقال أيضاً (1/73): “فأخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ هذه الهجرة تختلف باختلاف النيَّات والمقاصد بها، فمَن هاجر إلى دار الإسلام حبًّا لله ورسوله، ورغبةً في تعلم دين الإسلام وإظهار دينه حيث كان يعجز عنه
ص -13- في دار الشرك، فهذا هو المهاجرُ إلى الله ورسوله حقًّا، وكفاه شرَفاً وفخراً أنَّه حصل له ما نواه من هجرته إلى الله ورسوله، ولهذا المعنى اقتصر في جواب هذا الشرط على إعادته بلفظه؛ لأنَّ حصولَ ما نواه بهجرته نهايةُ المطلوب في الدنيا والآخرة.
ومَن كانت هجرتُه من دار الشرك إلى دار الإسلام لطلب دنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها في دار الإسلام، فهجرته إلى ما هاجر إليه من ذلك، فالأوَّل تاجرٌ، والثاني خاطب، وليس واحد منهما بمهاجر.
وفي قوله: “إلى ما هاجر إليه” تحقيرٌ لِمَا طلبه من أمر الدنيا واستهانة به، حيث لم يذكره بلفظه، وأيضاً فالهجرةُ إلى الله ورسوله واحدةٌ، فلا تعدُّدَ فيها، فلذلك أعاد الجوابَ فيها بلفظ الشرط، والهجرةُ لأمور الدنيا لا تَنحصر، فقد يهاجرُ الإنسانُ لطلب دنيا مباحة تارة ومحرَّمة أخرى، وأفراد ما يُقصد بالهجرة من أمور الدنيا لا تنحصر، فلذلك قال: “فهجرته إلى ما هاجر إليه” يعني كائناً ما كان”.
7 قال ابن رجب (1/74 75): “وقد اشتهر أنَّ قصةَ مهاجر أمِّ قيس هي كانت سببَ قولِ النبَّيِّ صلى الله عليه وسلم: “من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها” وذكر ذلك كثيرٌ من المتأخرين في كُتُبهم، ولَم نرَ لذلك أصلاً بإسناد يَصحُّ، والله أعلم”.
8 النيَّة محلُّها القلب، والتلفُّظ بها بدعة، فلا يجوز التلفُّظ بالنيَّة في أيِّ قُربة من القُرَب، إلاَّ في الحجِّ والعمرة، فله أن يُسمِّي في تلبيته ما نواه من قران أو إفراد أو تمتُّع، فيقول: لبَّيك عمرة وحجًّا، أو لبَّيك حجًّا، أو لبَّيك عمرة؛ لثبوت السنَّة في ذلك دون غيره.
ص -14- مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1 أنَّه لا عمل إلاَّ بنيَّة.
2 أنَّ الأعمال معتبرة بنيَّاتها.
3 أنَّ ثواب العامل على عمله على حسب نيَّته.
4 ضرب العالم الأمثال للتوضيح والبيان.
5 فضل الهجرة لتمثيل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بها، وقد جاء في صحيح مسلم (192) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: “أمَا علمتَ أنَّ الإسلامَ يهدم ما كان قبله، وأنَّ الهجرةَ تهدم ما كان قبلها، وأنَّ الحجَّ يهدم ما كان قبله؟”.
6 أنَّ الإنسانَ يُؤجرُ أو يؤزر أو يُحرم بحسب نيَّته.
7 أنَّ الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له، فقد يكون الشيء المباح في الأصل يكون طاعةً إذا نوى به الإنسان خيراً، كالأكل والشرب إذا نوى به التقوِّي على العبادة.
8 أنَّ العمل الواحد يكون لإنسان أجراً، ويكون لإنسان حرماناً.










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 21:54   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
أم حاتم
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا.

سنترك وقتا بين كل حديث وحديث، لعل أحد الأعضاء يوافينا بما عنده من فوائد..... فإذا انتقلنا إلى حديث آخر، فلا رجوع للأول، وليكن هذا من باب (سنة فات محلها)










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 21:56   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نعم ان شاء الله بارك الله فيك انا اريد ان اجمع اكبر عدد ممكن من الشروحات واخذ فوائدها
العلم صيد والكتابقيده










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-09, 09:46   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحديث الثاني
عن عمر ـ رضي الله تعالى عنه ـ أيضا قال : " بينما نحن جلوس عند رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ! قال : فأخبرني عن أماراتها ؟ قال : أن تلد الأمة ربّتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . ثم انطلق فلبثت مليا ، ثم قال : يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم .


الشرح :










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-09, 09:46   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا الحديث يستفاد منه فوائد :

منها : أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه ، وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة مع الناس ومجالسة ، وأن لا ينزوي عنهم .
ومن فوائد الحديث : أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه ، فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ".
ومن فوائد هذا الحديث:
أن الملائكة ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر ؛ لأن جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر ، شديد بياض الثياب ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه من الصحابة أحد .
ومن فوائد الحديث :
حسن أدب المتعلم أمام المعلم حيث جلس جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه .
ومنها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ، لقوله : " يا محمد " . وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي : قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله : (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا )) [ النور : 63 ] . على أحد التفسيرين ، ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه : يا محمد . وهذا أقرب ؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .
ومن فوائد هذا الحديث :
جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم ؛ لأن جبريل كان يعلم الجواب ؛ لقوله في الحديث " صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .
ومن فوائد هذا الحديث : أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " . مع أن المعلم هو الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لكن لمّا كان جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ هو المعلم .
ومن فوائد هذا الحديث : بيان أن الإسلام له خمسة أركان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال :" الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ،وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " .
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لابد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله .
فمعنى" لا إله ": أي لا معبود حق إلا الله ، فتشهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق : من الأنبياء ، أو الأولياء ، أو الصالحين ، أو الشجر ، أو الحجر ، أو غير ذلك حق إلا الله ، وأن ما عبد من دون الله فهو باطل ؛ لقول الله تعالى ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )) [ الحج : 62 ] .
ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله ، وهو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي ، ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ .
ومن فوائد هذا الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله في ركن واحد ؛ وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين :
الإخلاص لله : وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله .
والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله ؛ ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ......" وذكر تمام الحديث . ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة ، ولإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاءت به الشريعة ، ولها ـ أي : لإقامة الصلاة ـ إقامة واجبة وإقامة كاملة .
فالواجبة : أن يقتصر على أقل ما يجب فيها .
والكاملة : أن يأتي بمكملاتها على حسب ماهو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء .
ومن فوائد الحديث : أنه لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة . والزكاة : هي المال المفروض من الأموال الزكوية . وإيتاؤها : إعطاؤها من يستحقها ، وقد بين الله ذلك في سورة التوبة في قوله : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )) [ التوبة : 60 ] .
وأما صوم رمضان : فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات منطلوع الفجر إلى غروب الشمس ، ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال .
وأما حج البيت : فهو القصد إلى مكة لأداء المناسك ، وقيد بالإستطاعة ؛ لأن الغالب فيه المشقة ، وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الإستطاعة ؛ لقوله تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) [ التغابن : 16 ] .
ومن القواعد المقررة عند العلماء : أنه لا واجب مع عجز ، ولا محرم مع الضرورة .
ومن فوائد هذا الحديث : وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق ، ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق .
ومن فوائد الحديث : ذكاء الصحابة حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله ؟! والأصل أن السائل جاهل ، والجاهل لا يمكن أن يحكم على الكلام بالصدق أو بالكذب ، لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى الله عليه وسلم :" هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " .
ومن فوائد الحديث : أن الإيمان يتضمن ستة أمور : وهي الإيمان بالله ، وملائكته ،وكتبه ،ورسله ، واليوم الآخر ، والقضاء والقدر خيره وشره .
ومن فوائد الحديث : التفريق بين الإسلام والإيمان، وهذا عند ذكرهما جميعا ، فإنه يفسر الإسلام بأعمال الجوارح ، والإيمان بأعمال القلوب ، ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منهما شاملا للآخر ، فقوله تعالى : (( ورضيت لكم الإسلام )) [ المائدة : 3 ] . وقوله : (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا )) [ آل عمران : 85 ] . يشمل الإسلام والإيمان ، وقول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (( وأن الله مع المؤمنين )) [ الأنفال : 19 ] . وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان والإسلام ، وكذلك قوله تعالى : (( فتحرير رقبة مؤمنة )) [ النساء : 92 ] .يشمل الإسلام والإيمان .
أما إذا ذكرا جميعا فيفسر كل واحد منهما بما دل عليه هذا الحديث .
ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ؛ ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أن تؤمن بالله " .
والإيمان بالله يتضمن : الإيمان بوجوده ، وربوبيته ، وألوهيته ، وأسمائه وصفاته ، ليس هو الإيمان بمجرد وجوده ، بل أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة : الإيمان بوجوده ، وربوبيته ، وألوهيته ، وأسمائه وصفاته .
ومن فوائد هذا الحديث العظيم : إثبات الملائكة ، والملائكة : عالم غيبي وصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القرآن ، ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة .
وكيفية الإيمان بهم : أن تؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم منهم، ومن لم يعين أسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالا ، ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقومون بها ما علمنا منها ، ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا منها ، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ وله ستمائة جناح قد سد الأفق على خلقته التي خلق عليها .
وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم ، وأن نحبهم ؛ لأنهم عباد الله قائمون بأمره ، كما قال تعالى : (( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ـ يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) [ الأنبياء : 19 ـ 20 ] .
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عزوجل على رسله ـ عليهم الصلاة والسلام ـ قال الله تعالى : (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان )) [ الحديد :25 ] .

فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله ، لكن نؤمن به إجمالا ، ونصدق بأنه حق ، أما تفصيلا : فإن الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير ، فلم يمكن للإنسان أن يميزالحق منها من الباطل ، وعل هذا فنقول : نؤمن بما أنزل الله من الكتب على سبيل الإجمال ، أما التفصيل : فإننا نخشى أن يكون مما حُرّف وبُدّل وغُيّر ، هذا بالنسبة للإيمان بالكتب . أما العمل بها : فالعمل إنما هو بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقط ، أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة .
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق أتى بالحق ، صادق فيما أخبر ، صادق بما أمر به ، نؤمن بهم إجمالا فيمن لم نعرفه بعينه ، وتفصيلا فيمن عرفناه بعينه .
قال تعالى : (( ولقدأرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك )) [ غافر : 78 ] .
فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بعينه ، ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالا ، والرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنهم الخمسة أولو العزم الذين جمعهم الله في آيتين من كتاب الله ، فقال الله ـ تبارك وتعالى ـ في سورة الأحزاب : (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم )) [ الأحزاب : 7 ] الآية . وقال تعالى في سورة الشورى ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) [ الشورى : 13 ] الآية .
ومن فوائد هذا الحديث : الإيمان باليوم الآخر ،واليوم الآخر : هو يوم القيامة ، وسمي آخرا ؛ لأنه آخر المطاف للبشر ، فإن للبشر أربعة دور :
الدار الأولى : بطن أمه . والدار الثانية : هذه الدنيا . والدار الثالثة : البرزخ . والدار الرابعة : اليوم الآخر. ولا دار بعده ، فإما إلى جنة ، وإما إلى نار .
والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ " كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه ، وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب ".
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمورأربعة :
الأول : أن تؤمن أنالله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة .
الثالث : أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله عز وجل لا يخرج شيء عن مشيئته .
الرابع : أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء ، فكل شيء مخلوق لله عزوجل سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر ، وإخراج النبات ، أو من فعل العبد وفعل المخلوقات ، فإن فعل المخلوقات من خلق الله عز وجل ، لأن فعل المخلوق ناشئ عن إرادة وقدرة ، والإرادة والقدرة من صفات العبد ، والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل ، فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى .
ولقد قدر الله عز وجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، فما قدر على الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما لم يقدرلم يكن ليصيبه ، هذه أركان الإيمان الستة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا ، نسأل الله أن يجعلنا جميعا من المؤمنين بها .
ومن فوائد هذا الحديث : بيان الإحسان : وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه ، فيجب أن يصل إليه ، وهذه الدرجة من الإحسان هي الأكمل ، فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية أن يعبد الله عبادة خوف ، وهرب من عذابه ؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " . أي : فإن لم تعبده كأنك تراك فإنه يراك .
ومن فوائد هذا الحديث العظيم: أن علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فمن ادعى علمه فهو كاذب ، وهذا كان خافيا على أفضل الرسل من الملائكة ، وأفضل الرسل من البشر محمد وجبريل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ .
ومن فوائد هذا الحديث: أن للساعة أشراطا ـ أي :علامات ـ كما قال تعالى : ((فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )) [ محمد : 18]. ، أي : علاماتها .
وقسم العلماء علامات الساعة إلى ثلاث أقسام : قسم مضى ، وقسم لا يزال يتجدد ، وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماما ، وهي الأشراط الكبيرة العظمى : كنزول عيسى بن مريم عليه السلام ، والدجال ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها .
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أماراتها أن تلد الأمة ربتها ـ يعني : أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها ـ وهو كناية عن سرعة كثرة المال ، وانتشاره بين الناس، ويؤيد ذلك المثل الذي بعده " وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " .
ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل أم لا ؟ من أجل أن يعلمهم به ، وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء ؛ لأنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته .
ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن السائل عن العلم يعتبر معلما ، وسبقت الإشارة إلى هذا لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه الناس ولو كان عالما به من أجل أن ينال التعليم ، والله الموفق .

المصدر :
التعليقات على الأربعين النووية
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ .










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-09, 15:32   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

June 2011 - 04:36 PM بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا و رسولنا محمد و على آله و صحبه و بعد.

يسر إخوانكم في

موقع الإبانة

لترجمة الكتب و الأشرطة السلفية إلى اللغة الألمانية


أن يضعوا بين أيديكم كلمة بعنوان

شرح حديث جبريل

ألقاها عبر الهاتف

فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الوهاب العقيل حفظه الله

و ذلك يوم الأحد القادم 17 رجب 1432هـ

و الشيخ حفظه الله شرح الجزء الأول من الحديث فقط و سيكمل شرحه في لقاء هاتفي آخر قريبا إن شاء الله تعالى

مع العلم أن هذا كان اللقاء الهاتفي الثالث الذي قام بتنسيقه إخوانكم في موقع الإبانة و بإذن الله تكون هناك مستقبلا سلسلة من المحاضرات و الدروس مع مشايخ الدعوة السلفية عبر الهاتف و بالله التوفيق.

و إليكم رابط المادة الصوتية مع الترجة من الموقع:

https://www.al-ibaana...-dschibril.html


إخوانكم القائمون على موقع الإبانة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الاربعين, الحدسث, النووية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc