السلام عليكم وبعد :
كلامك عن التحذير من الأحاديث الضعيفة والتي لا تصح نسبتها الى النبي - عليه السلام- كلام صحيح -ولك به الأجر عند الله تعالى - ولكن كلامك عن الاحاديث الصحيحة وقولك بوجوب تحكيم العقل فيها !! فكلام غير صحيح ولا يستقيم !! - فما صحت نسبته وسنده الى رسول الله -عليه السلام- لا يجوز لمسلم أن يحكم فيه عقله - ألم تعلم أن الله تعالى يأت بما تحار به العقول !! - ولو كان كلامك صحيح لكان لزاما علينا رد بعض الأيات في القرأن !! - لتعارضها مع العقل !! - بحسب مفهومك أو مفهوم من تنقل عنهم - لأن القرأن الكريم بلغه الينا محمد - عليه السلام - ونقله الينا اصحابه والتابعين بالسند الصحيح مثله مثل الاحاديث الصحيحة - ألم تعلم أن هناك روايات شاذة للقرأن الكريم وروايات متواترة وبين كليهما أنواع أخرى كالصحيحة والمستفيضة - كل هذا يدلك على أن القرأن الكريم وصل الينا ايظا بالرواية فمن طعن في صحيح الرواية ونادى بتحكيم العقل فيها !! - يلزمه الطعن في صحيح روايات القرأن !! - لأن في القرأن أيظا ما يناقض العقل الذي قدستموه !! - فاتقو الله أيها المسلمون فمن انكر كلام رسول الله - عليه السلام - ورده بعقله فقد أنكر الوحي الذي أوحاه الله لرسوله ألم تقرؤو قول الله تعالى - في حق نبيه - حين قال : وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى - والنطق هو كل كلام لرسول الله دون استثناء - لفظا للقرأن او بيانا له وشرحا - وهو ما صح من حديثه أو فعله أو تقريره - قال رسول الله عليه السلام :ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله .... الى أخر كلامه .
- ثم إذا قيل نحن لا نرد كل الصحيح !! - لكنا نرد ما يصادم العقول !!- فيقال لمثل هؤلاء حسبكم هذا التفاضل بيننا !!..... فأهل السنة يؤمنون بما صح سندا ولو صادم عقولهم ويلتمسون الأجر في ذلك من رب العباد وسلفهم وحجتهم في ذلك ما رواه أبو هريرة بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بينا رجل يسوق بقرة إذ أعيي فركبها فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا لحراثة الأرض. فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» . وما هما ثم - وقال: " بينما رجل في غنم له إذ عدا الذئب فذهب على شاة منها فأخذها فأدركها صاحبها فاستنقذها فقال له الذئب: فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم؟ ". قال: أومن به أنا وأبو بكر وعمر " وما هما ثم .... متفق عليه
- فمن سره أن يكون ايمانه مثل ايمان رسول الله - عليه السلام وأبو بكر وعمر - فلن يلتفت الى رأي عقل - إن صح عنده الخبر - أما من رام منزلة دونهم - فكل ميسر لما خلق له - كما قال عليه السلام - والله تعالى أعلم .