الموازنة الصحيحة بين التمييع و الغلو - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الموازنة الصحيحة بين التمييع و الغلو

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-08, 09:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كشيدة جلالي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية كشيدة جلالي
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 الموازنة الصحيحة بين التمييع و الغلو

بسم الله الرحمـن الرحيم



الموازنة الصحيحة بين التمييع و الغلو

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، وبعد:
التهمة بالتمييع قد تكون حقا، وقد تكون باطلا ينفس به عن نفسه حانق أو غاضب وقد تكون من قبيل معارضة الكبر والاستكبار عن قبول الحق، ممن يرون أنهم أعلم من غيرهم ، كما قال تعالى:{ فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم}"غافر".
وهذا شأن النفوس الجاهلة الظالمة إذا كان عندها شيء من العلم قد تميزت به عمن هو أجهل منها، وحصل لها نوع رياسة به، فإذا جاءها من هو أعلم منها بموضوع النزاع، عارضته بما عندها من العلم، وطعنت فيه بحجج متهافتة كتهافت الزجاج ، أو بابتداع أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، كاسم: مميع!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " ليس لأحد أن يبتدع اسما مجملا يحتمل معاني مختلفة لم ينطق به الشرع ،و يعلق عليه دين المسلمين".
ومعاصي اللسان فاكهة الإنسان كالنميمة، والغيبة، والكذب على الناس، والمراء بالركب، والثناء على النفس بالسلفية المحضة تعريضا وتلميحا وتصريحا، وهو ـ ربما ـ من سلفية الرسوم، وحكاية كلام الجهال، والطعن على من يبغضه، ومدح من يحبه سمة من يصف الناس بالتمييع، ويتخذه اسما لبعضهم.
ـ التمييع هو تضييع الحق بالغلو فيه أو بالجفاء عنه، وإن كان يقصد معنى إذابته بإبطال حدوده، فلا شك أنّ التمييع ـ في مثل هذه المسائل ـ أحسن وأفضل للأمة من الغلو، فإنّ الأول يحفظ كرامة الناس، وشرفهم، ودماءهم وأموالهم، والثاني يهدرها.
والأول من قبيل السهل، والثاني من قبيل الصعب، والسهل أحب إلى الله وإلى رسوله من الصعب، والرحمة أولى من العقوبة، والرضا أولى من الغضب وهكذا.
وخطأ المميع في الإحسان إلى المسلمين بالدعاء لهم، والثناء عليهم، والذب عنهم خير من خطأ الغالي المتشدد بالإساءة لهم، واللعن لبعضهم، والذم والطعن والتضليل والسب والشتم، فمهما كان الحال الخطأ من جنس الرحمة خير من الخطأ من جنس الغضب والعقوبة.
ـ وقد ينصر الرجل الحق في قضية ويضيعه في أخرى، فهو من جهة من أهل الحق، ومن جهة أخرى مميع، فمن لا ينصر الدين والاعتقاد، ولا يرد على من يطعن فيه، لا شك أنّه مميع قد ضيّع الحق، وإن كان يقوم به في الردّ على آخرين ليسوا هم مشكلة الأمة، بل هم أحقّ منه بالسنّة علما وعملا ودعوة وجهادا في سبيلها بالقلم واللسان .
وهذا باب ضيق على كثير من الناس، لاختلاف نفوس الناس، و قدرة كل واحد على السيطرة على نفسه وإلزامها أمر الله، فالإنسان فيه ظلم وجهل، فإذا غلب عليه رأي في الفقه أو الحديث أو السياسة أو غير ذلك، أو غلب عليه خلق، كالشدّة أو اللين أو التسرّع وغير ذلك، استعمله في الحق والباطل جميعا، فلا يحفظ حدود الله في هذه الدقائق.
لأنّه لا يعرف من حدود الله إلاّ الأوامر والنواهي الظاهرة، المشهورة، المعروفة، فمثل هذا إن كان في خلقه لين وسماحة، فتجده يسمح لمن ظلمه، ويعفو، ويلين الخطاب للناس وهذه أمور حسنة يحبها الله، ولكن تجده من جهة أخرى يتساهل في معصية الله، ولا يغضب لذلك، ويجيز الإنفاق في غير المعروف، فهو يحب الحق، ويحب الباطل معا.
وآخر يكون في خلقه شدة وصلابة ككثير من العوام، فيمتنع عن الذنوب والمعاصي، ويبغضها، ولكنه يبغض كذلك الناس، ولا يحسن إليهم، ولا يحلم عن سيئاتهم، فتجده يبغض نوعا من الحق ويحب نوعا، ويبغض نوعا من الباطل، ويحب نوعا.
فالإنسان فيه النفس الأمارة بالسوء، ويزين له الشيطان سوء عمله، وفيه الخير والإيمان الذي يدعوه للمعروف، فتجتمع فيه حب سيئة وبغض سيئة، وحب حسنة وبغض حسنة، فتجتمع في قلبه السيئات والحسنات، لأنّ خلقته قد اجتمعت فيها قوتان: قوة الحب وقوة البغض، فيستعملهما معا في الحق، ويستعملهما معا في الباطل، وإنما خلق الله فيه قوة الحب ليحب الحق الذي يحبه الله، وقوة الغضب والبغض، ليبغض الباطل الذي يبغضه الله.
فترة تغلب عليه هذه القوة فيميل معها، وتارة تغلب عليه الأخرى فيميل معها، والسعيد من جعل قوة حبه، وقوة بغضه مع النصوص، فما أبغضه الله أبغضه هو، وما أحبه الله أحبه هو، فيكون ولاؤه لله تاما، لأنّ حبّه لله فوق حبّه لكلّ واحد.[نقلا عن شيخ الإسلام بتصرف]
وعليه، فمن تدعوه نفسه إلى الشتيمة والوقيعة والغضب، والكذب والبهتان إذا انتقد شيخه، أو إمامه فحبّه لله دون حبّه لشيخه، قد أعطى شيخه كمال محبته وبغضه.
ثم هذه الأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، يتقاذف بها الناس بحسب أهوائهم، والأولى الرجوع إلى الألفاظ المشهورة، المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة، ولئن يكون الرجل مميعا خير له من أن يكون باغيا، ظالما، معاندا، مفسدا، مفرقا، محزّبا للناس، لأنّ الحزبية التي ذمّها الله في كتابه هي أولى وأخطر من الحزبية السياسية، فالمتحزب الذي يُحزب المسلمين بعضهم على بعض، ويبث بينهم العداوة والبغضاء، بل الذي يحزب أهل السنة ويفرقهم ويشتتهم، ويفرق صفوفهم بآرائه، ويثير الخلافات في أشياء صغيرة، هذا هو المتحزب في عرف السلف الصالح، قال تعالى:{كل حزب بما لديهم فرحون}، فهو كلما فرق صفا أو شتت جماعة فرح، ومن علامته أنّه يفرح بالسبّ والشتم والوقيعة في الناس، و يهتف لها أكثر مما يفرح بمن يأمر بالعدل مع الناس، و يحفظ لسانه من الفحش.
وهذه الألفاظ المستعملة في هذا العصر، مصدرها في الغالب الحقد والأهواء، قال ابن تيمية" المجموع"{225/28}:" ليس لأحد أن يعلق الحمد و الذم و الحب و البغض و الموالاة و المعاداة و الصلاة و اللعن بغير الأسماء التي علق الله بها ذلك، مثل: أسماء القبائل والمدائن والمذاهب والطوائف المضافة إلى الأئمة و المشائخ و نحو ذلك مما يراد به التعريف، فذكر الأزمان والعدل بأسماء الإيثار والولاء [قلت: قضية الولاء عندي مبنية على عقيدة أهل السنة و الجماعة في الأسماء و الأحكام، وكل مسلم له عندي من الولاء بقدر موافقته للدين، ومن العداء و البغض بقدر مخالفته، فالمسلم يحب المسلم مهما ظلمه و يبغض الكافر مهما أحسن إليه.
فحتى الحدادية أحب ما عندهم من الحق و أبغض ما عندهم من الباطل ولا أوافقهم عليه.
أما الردّ على من ابتدع منهم متأولا أو متعمدا، فهذا أمر ماض لا يرجع إليّ و لا إلى غيري، ولكني إن قدرت أن أرد على منتسب للسنة، فالردّ لا يعني العداء له، ما لم أعرف أنه متعمد مخالفة الصواب فالعبارات الموهمة، والتي هي من جنس اللمز والهمز كالمميع وغيرها يستحسن تركها أو استعمالها بما يليق من تقييد وضبط.
ولقد صدق القائل: "عدو عاقل خير من صديق جاهل أو أحمق "، فالنصارى بحمقهم قصدوا تعظيم المسيح، فاجتهدوا في ذمه وتنقصه والإزراء به والطعن عليه، وكان مقصودهم التشنيع على اليهود، وتنفير الناس عنهم فنفروا الأمم عن النصرانية، وعن المسيح و دينه أعظم تنفير".{هداية الحيارى}.
ـ والسنة تسع أهل السنة، ومن أهل السنة من يقع في مخالفة أو بدعة، الفرق بينه و بين المبتدع أنه لم يتعمد مخالفة الرسول، فهذا تسعه السنة كما وسعت النووي و ابن حجر وغيرهم كثير، و لكن شرطة الضمائر من يخالفهم لا تسعه السنة؟] و البلد أو الانتساب إلى عالم أو شيخ إنّما يقصد بها التعريف به ليتميز عن غيره، فأمّا الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة فإنّما تكون بالأشياء التي أنزل الله بها سلطانه، وسلطانه كتابه، فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافرا وجبت معاداته من أي صنف كان، كما قال تعالى:{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون"


و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-08, 16:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-14, 12:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
كشيدة جلالي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية كشيدة جلالي
 

 

 
إحصائية العضو










B2










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الموازنة, التمييع, الصحيحة, الغلو


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc