السلام عليكم. قد يبدو لكم الموضوع غريب لاننا اعتدنا على السقوط الحر للدينار الجزائرى ولكن لا احد يفكر فى السبب الذى جعلنا نستحى امام اخواننا واشقائنا من العرب وحتى من الدول الصديقة عندما يتعلق الامر بالعملة الوطنية. فمنذ ازمة 1985 الى يومنا هذا والدينار الجزائرى مريض ولم يوجد العلاج الشافي بل يزداد مرضه بمرور الايام والليالى حتى اصبحنا نقول بانه سياتى اليوم الذى لا نجد من يقبض علينا هذا الدينار لانه سيصبح يوما لا قدر الله لا يساوى شيئا امام عملات دول العالم حتى الفقيرة منها.
ان السياسة التى تنتهجها الدولة مع عملتها الوطنية هى التى جعلته يصبح بلا قيمة واصبح الدينار الجزائرى فى ذيل الترتيب العالمى للعملات الوطنية العالمية وهذا بقصد من المسؤولين وبقرار سياسى والا كيف نفسر ارتفاع بعض عملات بعض الدول الفقيرة التى تعيش بالمديونية والصدقات مقارنة بالبحبوحة المالية التى لم تشفع فى الدينار الجزائرى بان يستيقظ يوما ما ويتعافى !!! انا لا اصدق عندما نربط تدنى قيمة العملة الوطنية بالاقتصاد الوطنى لان الكثير من الدول الافريقية لا يوجد لديها اقتصاد افضل منا وربما تعيش على الصدقات ولكن عملتها لها قيمة فى البنوك.
فاذا كانت الحكومة تعتقد بان محاربة شباب " السكوار " تجار العملة الصعبة هو سبب تدنى الدينار الجزائرى وانه بهذا القرار سوف يرتفع فاقول حسب رايى بان هذه السياسة فاشلة ولا تاتينا بالحديد بل العكس ستفتح الدولة جبهة اخرى مع هؤلاء الشباب لان الكثير منهم يعيش البطالة ويمتهن حرفة التجارة فى العملات الصعبة للاسترزاق. فكان على الدولة ان تفتح لهم مراكز تسمح للمواطن اقتناء العملة الصعبة التى يشاء بطرق قانونية وبهذا ستقضى على نسبة من البطالة التى يتخبط فيها هؤلاء الشباب العاصمى.
فمنذ ازمة 1985 والدينار الجزائرى فى سقوط حر بعد ان كان يعلو على الفرنك الفرنسى ( 1000 دج مقابل 1800 ف.ف ) والعديد من العملات الاوربية خاصة فى الدول الشرقية ( اليونان المجر بولونيا رومانيا بلغاريا ... ) وكان الجزائرى بقيمته امام الاجناس الاخرى عكس ما هو عليه اليوم حتى اصبح يستحى من ذكر العملة الوطنية امام الاشقاء والاصدقاء ودفعته الحاجة الى القيام بكل الوسائل حتى المحرمات من اجل اقتناء بعض الاوروات او الدولارات عندما يسافر الى الخارج سواء لاداء العمرة او فريضة الحج او العلاج. وقد دفعت هذه السياسة العرجاء كل الجزائريين الى استعمال الكذب فى المطارات والحدود البرية عند المرور امام اعوان الجمارك وهم يحملون الاف الدينارات تحتهم مخباة قصد استبدالها بابخس قيمة. هل يعقل ان تمنح الحكومة جواز السفر للجزائرى لاداء العمرة ومنحة 130 يورو ليقضى بها على الاقل 15 يوما فى المملكة العربية السعودية بين الفندق والمطعم المعروفة بغلاء المعيشة فيها !!! نقول لهم اتقوا الله فى اخوانكم وباى اعين تنظرون لهذا الشعب المغلوب على امره ارحموه يرحمكم الرحمان. لماذا كل دول العالم تمنح رعاياها ما يكفيها من العملة الصعبة سواء للتنزه او لاداء الواجبات الدينية كالعمرة والحج او العلاج وفى المقابل نجد الحكومة الجزائرية تشمت بابنائها امام الاصدقاء والاعداء رغم ان دولتنا من اغنى الدول فى العالم بثرواتها الباطنية المتنوعة ؟! الى يستحى مسؤولينا على انفسهم عندما يسمعون بشحن الطائرات بالخضروات من كل نوع والمصبرات والعجائن وغيرها ترافق المعتمرين فى سفرهم بحجة التقشف من جهة وغياب العملة الصعبة من جهة اخرى !
فعلى الدولة ان تعطى القدر لشعبها وان تعاملهم مثل بقية الشعوب الاخرى فى العالم وان تسهر على راحتهم وترفع من شانهم امام الجاليات الاخرى لان المسافر مرئات السياسة الداخلية لبلده. اليس للجزائرى الحق فى ان يقضى عطلته خارج بلده مرفوع الرس بدلا من ان يدهب يتسول فى الشوارع او يتاجر فى دمه وعرضه او المحرمات او يمتهن السرقة من اجل جمع بعض الاموال التى تسمح له بالاقامة فى الفنادق والاكل فى المطاعم.
ان السياسة المنتهجة فى بلادنا بعد الازمة المذكورة لم تاتينا بالخير بل العكس لقد حطت من قيمة المسافر الجزائرى امام كل المسافرين فى العالم عوض ان نكون معززين مكرمين بين الامم كما رفعه الرئيس بوتفليقة شعارا لعهدته الحالية " جزائر العز والكرامة ". فالدولة اصبحت اليوم غير قادرة على استرجاع مكانة الدينار الجزائرى الى قيمته الاصلية التى مر عليها حوالى 30 سنة حتى اصبحت تتحجج مرة بسياسة البلاد التى لايخدمها الصرف المتداول فى العالم ومرة اخرى تربطه بالاقتصاد الوطنى ومرة بمافيا الاقتصاد الوطنى ... فهما تكن الحجج فان الفرد الجزائرى يريد ان يسافر للخارج وفى جيبه ما يكفيه من العملة الصعبة حتى يقضي ايامه كغيره من الناس ليعطى الصورة الحقيقية للجزائر خارج الحدود.
ان الكلام عن تدنى الدينار الجزائرى ليس وليد اليوم بل كما اشرت اليه انفا يعود الى ثلاث عقود خلت واليوم حان الوقت بان نساير الركب لاننا لسنا وحدنا فى هذا العالم وان كل الظروف تساعد على ذلك اذا كانت نية الدولة حسنة مع شعبها والا سيبقى الشعب يعيش الذل والهوان فى بلد غنى يعيش على الفتات كما يقول المثل الشعبى الجزائرى عندنا " جزار ويعيش باللف اى فتات اللحم الذى يتساقط ". فعلى الدولة ان تسرع لايجاد الحل لقضية " السكوار " لان الشعب ضاق به الحال عندما غلقت عليه كل الابواب ولم يجد مخرجا لاقتناء بعض اليورووات او الدولارات عندما تتطلب ذلك الضرورة.
وفى الاخير سندلى بدلونا ونعطى ما نراه مناسبا للخروج من ازمة العملة الصعبة التى اصبحت الشغل الشاغل لكل مواطن يريد السفر للخارج. فعلى الدولة اما ان تفتح مراكز لصرف العملات الاجنبية او القضاء على تداول العملة الصعبة خارج البنوك وهذا بتحويل المنح التى تاتى من الخارج بالعملة الصعبة الى الدينار الجزائرى ودفعها لمستحقيها كما كان يفعل المرحوم الرئيس هوارى بومدين لاننا نلاحظ فى اخر كل شهر يتجمع عشرات المواطنين اصحاب المنح امام البنوك على مراى من الجميع يصرفون العملة الاجنبية بالدينار الجزائرى ب" الشكارة " الشىء الذى سبب انخفاض قيمة الدينار حتى امام اصعف العملات مثل الاوقية الموريتانية. ونقترح ايضا رفع منحة السفر للخارج حسب المدة التى سيقضيها المسافر هناك اخدين بعين الاعتبار تكاليف العيش والايواء حتى يبقى الجزائرى بقيمته مرفوع الراس كما قال السيد الرئيس بوتفليقة يوما لاحد المواطنين " ارفع راسك يا ابا " و لاخر " عنقر طربوشك ". وهنا نقول له اين الوعد الذى عقدت على نفسك اثناء الحملة الانتخابية الاخيرة عندما قلت بانك ستجعل من الدينار الجزائرى عملة صعبة. فما زلنا ننتظر يا سيادة الرئيس. فليكن فى علمك بان الدينار الجزائرى لم يعرف الانخفاض منذ انشائه فى 1964 ولا التراجع امام العملات الاجنبية كما عرفه فى عهدك منذ 1999. نريد جوابا لهذا من المختصين او العارفين بالاقتصاد.
وحتى نرى الدينار الجزائرى يسترجع قيمته اتمنى ان اقرا ارئكم فى الموضوع والسلام عليكم.