ما هي أهداف العلاقات الإنسانية في الميدان التربوي ؟
يمكن أن نعدد أهدافاً كثيرة لبناء علاقات إنسانية طيبة في الميدان التربوي ونذكر منها:
1. تحقيق التعاون بين العاملين في المجتمع الواحد وتعزيز الصلات الودية والتفاهم الوثيق وتقوية الثقة المتبادلة.
2.زيادة الإنتاج وهي نتيجة مترتبة على زيادة التعاون.
3.إشباع حاجات الأفراد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وتحقيق أهداف التنظيم الذي يعملون فيه.
4.رفع الروح المعنوية بين أفراد المؤسسة التربوية ومن ثم يتوافر الجو النفسي العام لصالح العمل والإنتاج.
وقد يكون مجال التعليم هو أكثر المجالات حاجة لهذه العلاقات حيث أن هذه العلاقات الإنسانية التي تسود أفراد المجتمع التربوي لها أثر بالغ في نفوس المعلمين وكذلك المديرين والمشرفين والتلاميذ وبالتالي لها أثر أعمق وأشمل في تشكيل الأجيال الصاعدة.
والإدارة المدرسية من أهم المجالات التي خاضتها العلاقات الإنسانية فالمدير الناجح هو الذي يستطيع كسب تقدير الآخرين ويستفيد بأحسن ما لديهم من قدرات ويكون ذلك كله عن طريق العلاقات الإنسانية التي تعطي سلطات غير رسمية أقوى من الرسمية تساعده على ممارسة القيادة الناجحة وتقبل الآخرين لتوجيهاته النابعة من مشاركتهم في كافة خطوات العمل في اليوم المدرسي الناجح.
والخدمات الجليلة التي يؤديها مدير المدرسة للمعلمين من توجيه بالحسنى ونقل الخبرات إليهم وحل مشاكلهم والتعاون معهم في إنجاز الكثير من أمورهم، تزرع الحب والإخلاص في نفوسهم وتربط بين قلوبهم برباط من المحبة والإخاء.
ولعلي هنا أذكر ما يروى عن احد رجال الأعمال الناجحين حينما أجاب على سؤال حول سر تفوقه فقال لم أكن اعرف الآلات كما يجب، ولكني حتماً كنت اعرف الرجال).
هل يمكن أن تكون هناك تطبيقات عملية للعلاقات الإنسانية في الميدان التربوي؟
ذكر محمد المنيف في كتابه عن دور مدير المدرسة كموجه تربوي مقيم بعض الطرق والأساليب التي توطد العلاقات الطيبة بين المدير والمعلمين مثل:
1. تقدير المدير لجميع المعلمين واحترام آرائهم ومقترحاتهم وإشراكهم في القرارات التي تتخذ داخل المدرسة وبالتالي الاستفادة من جوانب القوة لدى المعلمين وتصحيح جوانب الضعف عند البعض الآخر.
2. امتداح وتشجيع العمل الجيد الذي يصدر من المعلم ورفع معنوياتهم وتشجيع التجديد والابتكار بينهم.
3. التعرف على المشاكل التي تضايق المعلمين والتلاميذ والاشتراك معهم في إجراء البحوث التربوية التي تعالج هذه المشاكل.
4. يعمل المدير على تحقيق الانسجام بين المعلمين وتوزيع المسؤوليات بينهم بطريقة عادلة.
5. توفير المناخ الصالح الذي يجعل المعلمين يعملون بنفس مطمئنة بحيث يعمل على تنقية الجو المدرسي من الشوائب وتنمية روح الود والتشجيع لا الإحباط والتأنيب.
6. الابتعاد عن تصيد وتتبع أخطاء المعلمين.
7. رعاية المعلم الجديد وإشعاره بأهميته من المقابلة الأولى وبحاجة المدرسة له ورغبة الآخرين في التعامل معه.
ومن هنا يأتي الدور الكبير الذي يقوم به مدير المدرسة ويشرف عليه باعتبار أن الإدارة المدرسية أفق رحب وميدان واسع مليء بدوائر البذل ومفعم بالمواقف اليومية والمتطلبات المتجددة والمشاكل الطارئة.
إن المدير الناجح هو الذي يجعل منسوبي المدرسة ومعلميها يعملون بروح الفريق الواحد لإتمام الأعمال المدرسية والقيام بأعبائها ورعاية فلذات الأكباد بكل تفانٍ وإخلاص.
والمدير الناجح والجاد في عمله كما يقول James B. Miller في كتابه Best Boss .. worst Boss " هو الذي يركز في إدارته للأفراد على خطوتين :
1-إزالة أسباب الشكوى أولاً
2-توفير أسباب الشكر ثانياً
فالمدير الجيد والأفضل يدير العمل من خلال العاملين، لذلك في ظل سياسة المدير الجيد يسير العمل ولو لم يتواجد المدير في منظمته؛ لأن الالتزام والولاء ليس للمدير، بل للمنظمة التي يعتبرها الموظفون ملكاً لهم ومستقبلهم متعلق بمستقبلها. و صناعة جو الإنتاجية ورفع الروح المعنوية يزيد من حماس وإبداع الموظفين، والتي يعتبرها المدير الجيد همَّا يحرص على أدائه بصورة فعالة؛ لتسود مشاعر الألفة والتعاون بين المدير والموظفين.
وقد كنت لا أستغرب حقا عند زيارتي لبعض المدارس التي يتصف مديريها بتركيزهم على الجوانب السلبية الحالة النفسية السيئة لبعض المعلمين نتيجة لما يعيشونه من أجواء قاسية من هذه النوعية من المديرين.
ورغم النصح وتوضيح الأثر الطيب للعلاقات الإنسانية على جو العمل إلا أنهم متمسكون بآرائهم وبأسلوبهم في العمل، ولديهم للأسف قناعة يصعب تغيرها أن هذا الأسلوب هو الأمثل. وقد كنت أنتظر بفارغ الصبر نهاية زيارتي الإشرافية لهذه المدارس على خير!!
ما هو أثر العلاقات الإنسانية في العمل التربوي؟
يترتب على العلاقات الإنسانية الطيبة القائمة على أسس متينة ووثيقة والمبنية على الود والاحترام والثقة المتبادلة بين جميع أعضاء المجتمع المدرسي نجاح المدرسة في تحقيقها لرسالتها التربوية.
وقد أوضحت دراسة للماجستير للسيدة نجوى شاهين (1418هـ-1419هـ ) عن الدور المهم الذي تلعبه العلاقات الإنسانية في مجمل مجالات الإدارة التربوية والتي تتجلى بالنقاط التالية:
1. تضمن للعاملين والتربويين الرضا الوظيفي.
2. تثير دوافعهم للعمل والأداء.
3. تخفف وطأة الآلية المفرطة في العمل.
4. تجدد من الأساليب الروتينية, التي تضفي على العمل الملل.
5. تمنح فرصاً لبذل الجهد والإنجاز المتميز و الابتكار.
6. ترفع من الروح المعنوية, التي تثير دوافعهم للعمل والإنتاج.
7. تبعد الاضطرابات النفسية, أو التشاحن, أو الحقد, أو الحسد, فالكل متساو في الحقوق والواجبات.
8. تشعرهم بالانتماء للعمل التربوي في المدرسة.
9. تصبغ الجو العام للعمل بالمودة, والألفة, والمحبة, والتعاون, والصدق, والأمانة..إلخ .
10.تمنع التسيب أو المجاملة داخل بيئة العمل.
11.تشبع الحاجات المختلفة سواء كانت أولية أو ثانوية فعندما تتحقق الحاجات الأولية, تتحقق الثانوية مثل التعبير عن الذات, أو النجاح, والتقدير, والأمن, والطمأنينة والمكانة الاجتماعية
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2015-05-16, 16:49
علاقات الميدان التعليمي التربوي .
العرض العادي
