الانتحار في الجزائر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الانتحار في الجزائر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-17, 19:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
yacine414
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










New1 الانتحار في الجزائر

خــطـــة الـبـحــث
المقـدمـــة :
الفصل الأول : الانتحار و محاولة الانتحار.
المبحث الأول : مفهوم الانتحار و نظرياته.
المطلب الأول : مفهوم الانتحار.
المطلب الثاني : نظريات الانتحار.
المبحث الثاني : المحاولة و الأفكار الانتحارية ووظائف الانتحار ومحاولته.
المطلب الأول : المحاولة الانتحارية و الأفكار الانتحارية.
المطلب الثاني : وظائف الانتحار و محاولته.

الفصل الثاني : المــراهــق و الانتحــــار.
المبحث الأول : مفهوم المراهقة و أنماطها.
المطلب الأول : مفهوم المراهقة .
المطلب الثاني : أنماط المراهقة.
المبحث الثاني : مشاكل المراهق و الانتحار عنده.
المطلب الأول : مشاكل المراهق.
المطلب الثاني : الانتحار عند المراهق.

الفصل الثالث : الأسباب المؤدية إلى الانتحار و كيفية الوقاية منه.
المبحث الأول : الأسباب النفسية و الاجتماعية للانتحار.
المطلب الأول : الأسباب النفسية .
المطلب الثاني : الأسباب الاجتماعية.
المبحث الثاني : النسب والوقاية من الانتحار.
المطلب الأول : النسب المئوية للانتحار في الجزائر.
المطلب الثاني : الوقاية من الانتحار.
الخــاتـمــة :














الـمقــدمــة













المقدمــة :
من المظاهر السلبية التي بدأت تنخر شعبنا ، و التي تطلعنا عليها صفحات الجرائد يوما بعد يوم ، ظاهرة الانتحار، وهي قتل الإنسان نفسه بنفسه بوسائل وطرق شتى ، وهي غريبة عن ديننا و قيمنا، إذا هي من نتاج و تقليد الغرب المادي الذي لا دين له.
صحيح أن الإنسان حر منذ و لدته أمه، و صحيح أيضا أن الإسلام هو الذي رفع شعار الحرية والمساواة وأعطى للإنسان حق التفكير والاختراع واعتناق مشاء من أفكار.
بالرغم من قوة وعنفوان غريزة العيش لدى الإنسان والتي تدفعه نحو التشبث بالحياة والتملك والتفوق والزواج و ... إلا أن هناك غريزة أخرى كامنة في أغوار النفس تدفعه إلى تدمير كل هذا ، تلك هي غريزة الموت الرابضة في أعماقنا و المحركة للسلوك الانتحاري والذي تاهتز به ثوابتنا و يجعلنا في مواجهة حادة ومباشرة مع حقيقة الموت وحقيقة الحياة .
ودوافع كل منها بداخلنا ، و الانتحار سلوك متعدد الدوافع ينشط حين يختل التوازن بين غريزتي الحياة والموت وهو لا يولد في لحظة تنفيذه أو محاولة تنفيذه و إنما يكون مكنونا كخيار في طبقات الوعي إلى أن ينشط في ظروف بعينها ليكون الخيار الوحيد الذي يراه الشخص في تلك اللحظة على أنه أفضل الحلول .
فالانتحار سلوك بشري عريق وجد مند أن عرف الإنسان معنى الحياة والموت وقد تناول الباحثون الميول الانتحارية عند البدائيين بالتحليل وخرجوا منه بأن الانتحار يشبع غايات ويخدم أغراض نفسية عميقة قد نجد لها نظائر في الانتحار عند المعاصرين ، ومن بينها غاية الرغبة في مشاركة نقيد ، التخلص من حياة تقيله أو مرضية ...الخ .
وبعد بحوث ودراسات قام بها علماء نفسانيون تغيرت النظرة إلى الانتحار و أصبحت مشكلة تثير الخوف و القلق و الاستنكار على المستوى الاجتماعي و الأخلاقي و الديني .
و من المعروف أن الحياة الإنسانية حافلة بالمشاكل و العوائق التي تجعل الإنسان إما يكتسب قوة لمواجهتها أو يستسلم لها فيعيق تكيفه و تخل توازنه.
و المراهق فرد يحيا مرحلة جديدة في حياته بعد نهاية مرحلة الطفولة المؤمنة فينتقل منها إلى الرشد مرورا بالبلوغ ، ويشمل هذا الانتقال النمو الفيزيلوجي ، الانفعالي والعقلي يظهر اضطرابات نفسية و عقلية و صراعات مختلفة بداخله و خارجه أي مع محيطه ، فإذا ما تراكمت عليه الأمور التي يعجز عن حلها و موجهتها تزداد حدة توتره و قلقه مما يدفعه إلى القيام بسلوكيات عدائية اتجاه نفسه أو الآخرين .
و من تم الأشكال المطروح هو هل المشاكل التي تواجه الفرد في مرحلة المراهقة تؤدي إلى محاولة الانتحار ؟ وما الدافع الذي يرمي بالمراهق إلى ارتكاب مثل هذا السلوك ؟ وما مدى تأثير هذه الظاهرة في الجزائر ؟
للآجابة على هذه التساؤلات ارتأينا بأن نقسم بحثنا إلى ثلاثة فصول كل فصل يضم مبحثين وكل مبحث ينقسم إلى مطلبين و فق للخطة الآتية :


















الفصل الأول : الانتحار و محاولة الانتحار .
المبحث الأول : مفهوم الانتحار و نظرياته.
المطلب الأول : مفهوم الانتحار.
المطلب الثاني : نظريات الانتحار.
المبحث الثاني : المحاولة و الأفكار الانتحارية ووظائف الانتحار ومحاولته.
المطلب الأول : المحاولة الانتحارية و الأفكار الانتحارية.
المطلب الثاني : وظائف الانتحار و محاولته.















الفصل الأول : الانتحار و محاولة الأنتحار ؟
الانتحار عدة تعاريف تختلف حسب اختلاف المجتمعات منها الفقهية و منها القانونية .

المبحث الأول : مفهوم الأنتحار و نظرياته .
المطلب الأول : مفهوم الأنتحار .
1 ـ تعريف الانتحار لغة :
مشتق من كلمة نحر أي ذبح أو قتل، و انتحر: قتل أو ذبحها، و يقال تناحر القوم، إذا تشاجر و لحد الموت .
ولقد أستمعلت كلمة بخع النفس في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية و نصوص التاريخ الإسلامي مرادفة للانتحار وتعني " أهلك نفسه أو أنهكها غما " .
كلمة " Suicide " مشتقة من كلمة لاتينية متكونة من جزأين " Sui " بمعنى النفس أو الذات و " Saedere " بمعنى القتل ، و أدخل هذا اللفظ في اللغة الانجليزية عام 1936 ، ثم الفرنسية عام 1937 على يد الأديب " ديفونتين " لأول مرة في النصف الأول في القرن 18 .
في اللغة الفرنسية " Suicid " يعني قتل النفس اختيارا للموت أو تعويض النفس للخطر دون حذر " Action de se donner la mort " .
2 ـ تعريف المحاولة الانتحارية:
هي الفعل المعرف كالانتحار لكن توقف قبل أن يكون الموت هو النتيجة ، أي تنفيذ الانتحار دون الوصول إلى الموت و تحمل رغبة شعورية في الموت و رغبة لا شعورية في جلب الانتباه .
3 ـ تعريف أسباب الانتحار:
هي العوامل المختلفة التي يتعرض لها الفرد تقوده إلى اتخاذ الانتحار الحل الوحيد و المناسب.
4 ـ تعريف الانتحار الاصطلاحي:
هو اعتداء إرادي ضد الذات يؤدي إلى الموت ، و يمكن أن يكون فعل عقلاني ذو أهداف أخلاقية ، اجتماعية ، دينية ، إنسانية .
و يمكن أن يكون سلوكا مرضيا ناتجا عن تدهور أو مرض عقلي كالانهيار ، الهذيان و يمكن أن يكون أيضا نتيجة لأزمة مفاجئة تصيب الفرد .
5 ـ تعريف الانتحار في علم الاجتماع :
حسب عالم الاجتماع " أميل دور كايم " ينطبق الانتحار على كل حالات الموت التي تنتج مباشرة أو غير مباشرة عن فعل إيجابي أو سلبي تنفده الضحية بنفسها و هي تعلم أن الفعل يؤدي إلى هذه النتيجة ، فهو موت إداري يقدم عليه الفرد للخلاص من مشاكله و صعوباته غير المحتملة التي نشأت في حياته ، و يقوم باختيار الوسيلة التي تحقق له انتحارا تاما .

6 ـ تعريف الانتحار في علم النفس :
يقول " فرويد " في موضوع الانتحار : أنه عدم القدرة على تقبل نتيجة لعدم قدرة نرجسية على تقبل أي إصابة وعلى أنه شكل من أشكال العقاب الذاتي و هو رغبة موت موجهة نحو الغير تنقلب ضد الذات،فهو يؤيد نظرة علم النفس المرضي فيم يخص السلوك الانتحاري .
هو قتل النفس بالنفس و إعطاء الموت لنفس إراديا في غالب الأحيان للتحرر من ظروف أصبحت غير مطاقة ، فهو يظهر في كل المجتمعات .






7 ـ تعريف الانتحار في الإسلام :
الانتحار هو تعدي الإنسان على نفسه ، أي أن يقتل الإنسان نفسه متعمدا ، و هذا العمل كبير من كبائر الذنوب ، وقتل النفس ليس حلا للخروج من المشاكل التي يبثها الشيطان و الوساوس التي يلقيها في النفوس ، ولو لم يكن بعد الموت بعث و لا حساب لهانت كثير النفوس على أصحابها ، و لكن بعد الموت حساب و عتاب ، وقبر و ظلمة ، صراط وزلة ، ثم إما نار أو جنة .
لهذا جاء تحريم الانتحار بكل و سائله من قتل الإنسان نفسه أو إتلاف عضو من أعضائه أو إفساده أو إضعافه بأي شكل من الأشكال ، أو قتل الإنسان نفسه بمأكول أو شراب ، لهذا جاء التحذير من الانتحار بقول ربنا جلت قدرته حيث قال : " . . . و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، و من يفعل ذلك عدوانا فسوف نصليه نارا و كان ذلك على الله يسيرا " .
وقال رسول لله صلى الله عليه وسلم : " الذي يخنق نفسه يخنقها في النار و الذي يطعنها في النار " رواه البخاري .
هذه عاقبة الانتحار و العياد بالله ويجب على المسلم أن يعلم أن الانتحار فيه سخط على قضاء الله و قدره و عدم الرضا بذلك ، وعدم الصبر على حمل الأذى ، و أخطر من ذلك و هو التعدي على حق الله تعالى فالنفس ليس ملكا لصاحبها و أنما ملك الله الذي خلقها و هيأها لعباده ، ضف أن في الانتحار ضعف إيمان المنتحر بعد تسليم أمره الله .








المطلب الثاني: نظريات الانتحار.
1 ـ نظرية الطب و الطب العقلي :
في المجتمعات الغربية كل محاولة تدمير ذاتي أصبحت معتبرة من طرف الأطباء على أنها حالة مرضية ومضادة للمجتمع ، فالمنتحر مهما كانت دوافعه يحاول الهروب من الأوامر و الروابط الاجتماعية ، لأنه يرفضها أو يؤمن بفكرة أنه ليست لديه القدرة على التكيف معها .
أما بالنسبة للطب العقلي فأكد المشتغلون به على الارتباط الوثيق بين الصحة و العقلية و السلوك الانتحاري، فقد لاحظوا ارتفاع نسبة الانتحار بين نزلاء المصحات العقلية بوجه عام و بين المصابين بأنواع من المرض العقلي بوجه خاص .
و بينما نجد " Esquirol " الذي يتزعم هذه النظرية يتحدث عن الاستجابة الانتحارية، فهو يعتبر الانتحار مرض ما، إن الإنسان لا يضع حدا لحياته إلا إذا كان في حالة هذيان أو أن كل المنتحرين مضطربين عقليا .

2 ـ النظرية الاجتماعية:
يعد " أميل دوركايم " من مؤسسي علم الاجتماع المعاصر و علم الانتحار ، و من كتبه التي إلفها كتاب " الانتحار ، فحسب " دوركايم " الانتحار كظاهرة اجتماعية ترتبط أساسا بالنظام الاجتماعي ، و ما يلجأ عليه من ظروف مفاجئة أو ما يجري على الجماعات الاجتماعية من تطور و تغير ، فالسلوك الانتحاري مرتبط بمجتمعه ارتباطا و وثيقا ، على هذا صنف " دور كايم " الانتحار إلى ثلاثة أصناف رئيسية :







أ * الانتحار الأناني « Egoïste»:
وهنا يكون المنتحر في حالة عزلة و ليست له ارتباطات بأي مجموعات اجتماعية ، و هذا ما يؤكد زيادة الانتحار بين غير المتزوجين ، و زيادته في المدن أكثر من القرى و في المجموعات الدينية الأقل ترابطا .

ب * الانتحار الفوضوي " Anomique " :
الذي تضطرب فيه العلاقة بين الشخص و المجتمع، و لذلك يسلك سلوكا مناقضا للأعراف و التقاليد أو غريب عليهما ، و هذا الشذوذ يمكن أن يحدث من جانب الشخص حين يمر بظروف مادية شديدة الاضطراب تجعله مضطرا للخروج من السياق الاجتماعي المألوف ، و بالتالي تفقد الحياة معناها لدى الفرد و يعاني أحاسيس العزلة و يفقد تلقائيته حتى يبلغ أقصى مدى في إحساس داخلي بالموت يسبق الأقدام على الموت الفيزيقي و الانتحار .

ج * الانتحار ألإيثاري " Altruiste " :
يدعوا إليه العقل فهو سلوك مقبول و يلقي تشجيع الجماعة أو قصرها على تنفيذه كانتحار الاستشهاد و التضحية ، و الفداء ، هذا النوع من الانتحار يحدث في الناس تكامل أمزجتهم بمجتمعهم .
فهنا يحدث العكس حيث نرى المنتحر شديد الانتماء إلى مجموعة و هو لذلك يضحي بنفسه .







2-3 النظريات النفسية :

أ * نظرية فرويد :
و يقول " فرويد " أن المنتحر يقع فريسة لغريزة أو انفعال عدائي " سادي " أخفق في التعبير عن نفسه ، فانعكس على الداخل على الذات نفسها ليقتلها و أن الاكتئاب عنصر حساس في خلق هذه الميول العدائية ، بذلك يمكننا أن نفهم كيف يجتمع الحب و الكره معا ، كيف يكون الألم لذيذا و الموت مقبولا ، كما يبرهن على أن الإنسان قد ينتحر و هو يرمي إلى قتل غيره أو يريد الموت وهو يعني الحياة السعيدة التي يمكن أن يحياها .

ب * نظرية مينجر :
لقد بني " كارل مينجر " نظريته على تصورات " فرويد " و أصدر كتابه " الإنسان ضد نفسه " و أو ضح فيه أن الانتحار هو قتل موت ، قتل مقلوب نتيجة لغضب المنتحر من شخص أخر فيقوم بتحويل هذا الغضب إلى داخله أو أنه ينتحر عقاب لنفسه على وجود هذا العدوان بداخله نحو هذا الشخص .

ج * النظرية المعرفية:
تتبنى التعريف الذي و صفه " باشلار " في تحديد الانتحار ، حيث يعرفه كالتالي : الانتحار كسلوك يبحث و يجد حلا لمشكل و جودي بوضع حد لحياته .







د * النظريات الحديثة:
أصحاب هذه النظريات الأحداث لا يوافقون على أن للانتحار ديناميت نفسية خاصة و أن شخصيات معينة يكون أكثر عرضة للانتحار ، و لكنهم يعتقدون أننا يمكن أن نتعلم الكثير من ديناميت الانتحار بشكل مباشر من تخيلات الأشخاص الذين قاموا بالانتحار لما سوف يحدث لهم إذا هم أقدموا على ذلك .
و ما خلال الدراسات الأسترجاعية لتاريخ الأشخاص المنتحرين و جد أنه كانت لديهم التخيلات التالية :
ـ الرغبة في الانتحار أو القدرة و السيطرة و العقاب .
ـ الرغبة في التفكير أو التعويض أو التضحية أو العودة أو الهرب أو النوم أو الإنقاذ أو الولادة من جديد أو التوحد مع أحد الموتى الأعزاء أو الحياة الجديدة.
5 – المحاولة الانتحارية و الأفكار الانتحارية :
محاولة الانتحار لا تختلف عن الانتحار ذاته ، اعتقاد لا يزال قسم كبير من علماء النفس يعتقدونه ، غير أن بعض منهم خرجوا بنظرية أخرى هي أن الشروع في الانتحار يختلف عن الانتحار ذاته ، و أن كل منهما يمثل مجموعة من الأعراض ، قد تشترك في بعض منها و لكن لكل منها خصائصه ، و اعتبر الشروع في الانتحار أو محاولة كل عمل يؤدي إلى أذى النفس و يقصد به الموت .
فهي الفعل غير كامل المقصود به بقاء الفاعل على قيد الحياة و الرغبة الضعيفة في الانتحار و قد تكون لها نفس معنى و نفس نتائج الانتحار، أو أنها الفعل غير كامل لبقاء و الحالة على قبض الحياة « Acte incomplet en raison de la survie du sujet « . و حسب الاعتقاد الثاني الذي لا يفصل بين الانتحار و محاولته عرفت على أنها انتحار غير ناجح ، أو على أنها " الفعل المعرف كالانتحار لكن أو قفت قبل أن يكون الموت هوالنتيجة ، و المحاولات الانتحارية هي رسالة استغاثة يرسلها الفرد لمحيطه و مجتمعه ينقذه و يساعده و يعطف عليه و هي تتضمن " عقابا ذاتيا " ، و أن العوامل و الدوافع بمحاولة الانتحار لا تختلف عن الانتحار نفسه .

المبحث الثاني : المحاولة و الأفكار الانتحارية و وظائف الانتحار و محاولته .

المطلب الأول: المحاولة الانتحارية و الأفكار الانتحارية.

الأفكار الانتحارية:

هي تمثيل عقلي لفعل الأنتحار تحت تأثير الرغبة الشديدة أو الضعيفة في الموت " Une représentation mentale "
هي تمثيل لفعل الأنتحار أو مجرد مرور الرغبة على ذهن الفرد ، و لكن هذه الرغبة لاتصل إلى المحاولة الانتحارية بسبب وجود موانع سواء كانت الخوف من الموت ، التزامات اجتماعية ، دينية . . .

المطلب الثاني : وظائف الانتحار و محاولته .
1 – و ظائف الانتحار و محاولته :

لقد جاء " ستنجال " " Stengel " بعد وظائف للانتحار و صنفها كما يلي :












2 ـ و ظيفة العدوانية نحو الذات و العدوان نحو الآخرين :
كما أن المنتحر بعملية هذه يتمنى موت إنسان أخر، فنجده عنيف مع نفسه بدلا من أن يكون عنيف مع الأخر الذي يرد له الموت فيفرغ كل عدوانية ضد نفسه .
فوظائف العدوان نحو الذات و العدوان نحو الآخرين في انخفاض قيمة الذات و البحث عن عقاب نهائي ، فوظيفة التهديم الموجهة ضد الفرد و محيطه ، فالانتحار هو وسيلة للإيذاء أو الإساءة إلى شخص أو سجنه في الندم و تحميله مشاعر الذنب ، يرى " H . Hendin " أن الانتحار من جانب الديناميكية النفسية يمكن أن يكون :
ـ فعلا انتقاميا يؤثر الفرد من خلاله على الشخص الذي تخلى عنه ، حيث يظهر انه يتحكم في المحيط الذي يرفضه و يشعر بأنه يملك سلطة عليا .
ـ الأنتحار هو قتل للذات وارتكاب هذا الفعل هو نتيجة لمقاومة الفرد الداخلية في قتل غيره .
3 ـ وظيفة الاستغاثة:
فالمحاولة الانتحارية هي في مضمونها استغاثة بالبيئة الإنسانية و نداء لعدوانها .
فالشخص في هذه الوظيفة يطلب المساعدة ، و هذا النداء موجه للمجتمع ، إنه نداء لجلب الآخرين للسمع و الفهم ، و هي الوظيفة الأكثر شيوعا في محاولة الأنتحار ، فهي تعبير عن أخر نداء للرغبة في العيش الأفضل ويكون في أوانه .
4 ـ وظيفة الهروب :
تتدخل هذه الوظيفة عندما يعد السلوك الانتحاري الوسيلة أو الطريقة الوحيدة للهروب من وضعية لا يستطيع الفرد تحملها ، فالشخص يهرب من المواقف الحرجة التي يعجز عن مواجهتها أو حلها فهو هروب من الألم و الخيبة و الفشل ، و عدم التأقلم مع الحياة .





5 ـ الوظيفة الرمزية :
تظهر بإبعاد الحكم و التلقين غير الاجتماعي " Initiatique indissociable " و هما الاثنان تحت تأثير أو هام الموت فالشاب يتحدى القدر فهو هنا يحاول أن يخضع حياته للصدفة المفاجئة غير المتوقعة .

6 ـ وظيفة التهديد:
يهدف الفرد من خلال هذه الوظيفة الحصول على لذة رفضت و لم تلبى و يبحث فيها عن ثواب من شخص أخر ذي أهمية بالنسبة له فينذر هذا الشخص أنه يمكن القيام بالفعل الانتحاري فيهدد هذا الشخص المهم و يحمله المسؤولية عن فعله إذا لم يقم بتلبية رغباته .

















الفصل الثاني: المراهق و الانتحار.
المبحث الأول: مفهوم المراهقة و أنماطها.
المطلب الأول: مفهوم المراهقة .
المطلب الثاني: أنماط المراهقة.
المبحث الثاني: مشاكل المراهق و الانتحار عنده.
المطلب الأول: مشاكل المراهق.
المطلب الثاني: الانتحار عند المراهق.













الفصل الثاني : المراهق و الأنتحار .
المبحث الأول : مفهوم المراهقة و أنماطها .
المطلب الأول : مفهوم المراهقة .

1-1 التعريف اللغوي:
الحدة الخفة و الاقتراب من النضج و في اللغة العربية رهق الشخص أي تنامي و نضج .
" Adolescence " مشتقة من اللاتينية " Adolescere " التي تعني النمو نحو " Grndir vers " تاريخ و لد في نصف القرن . XIX
وحسب الطقوس الأولية كان النمو من الطفولة إلى الرشد موعد " Uniforme " و بالفرنسية تعرف على أنها المرحلة من الحياة بين البلوغ و سن الرشد2 .

1-2 المراهقة في المجال الطبي :
فترة من الحياة تتوسط مرحلة الطفولة و مرحلة الرشد يدخل فيها البلوغ الذي يمثل المرحلة الأولى تبدأ في أعمار مختلفة عند الذكور 14 سنة ، عند الإناث 13 سنة و تطول فترتها بزيادة 3 سنوات عند الذكور .


1-3 المراهقة في علم النفس التربوي :
يقول " أحمد زكي صالح " المراهقة مصطلح للدلالة على مرحلة نهائية متوسطة ما بين الطفولة و الرشد و تكتسب أهميتها من حيث أنها المرحلة التي يتم فيها إعداد الناشئ لكي يصبح مواطنا يتحمل مسؤوليات و يشترك في مجتمع كبير .





1-4 المراهقة في علم النفس :
فترة من الحياة بين الطفولة تستمر إلى غاية سن الرشد، هي فترة مطلع الفترة تتميز بتغيرات جسدية و نفسية تبدأ من سن 12 – 13 سنة و تنتهي 18 – 20 سنة، هذه الحدود هي غير دقيقة لأن مدة المراهقة تتغير حسب الجنس ، العروق ، الظروف الجغرافية و التجمعات ، الأجتماعة و الاقتصادية في الإطار السيكولوجي تتميز ببروز الغريزة الجنسية و تفضيل الاستقلالية و الحرية و بروز الحياة العاطفية و تنوع الذكاء و ظهور اتجاهات جديدة .

المطلب الثاني : أنماط المراهقة .

2-1 المراهقة المتكيفة:
تتميز بالهدوء النسبي و الخلو من التوترات الانفعالية الحادة و الميل إلى الاستقرار العاطفي ، علاقة المراهق مع الآخرين طيبة ، يشعر بتقدير المجتمع لبه و توافقه معه و هذا النوع يتميز بالاعتدال و التوازن حيث لأتغلب عليه أحلام اليقظة .

2-2 المراهقة الأنسحابية المنوطية :
يميل فيها المراهق إلى الانطواء و العزلة و السلبية و التردد ، الخجل و الشعور بالنقص و سوء التوافق الاجتماعي ، أما عن مجالاته الاجتماعية فهي محدودة ضيقة ، حيث أن جانب من التفكير ينصرف على نفسه و حل مشاكله ، و الأ التفكير و التأمل في موضوعات كثيرة ( قيم – أخلاق – دين – حياة ) كما يستغرق وقتا طويلا في أحلام اليقظة و الهواجس تصل به أحيانا للأوهام و الخيالات المرضية بل و إلى المطابقة بينه و بين أشخاص الروايات التي يقرؤها .






2-3 المراهقة العدوانية المتمردة :
يعرف المراهق خلالها بالتمرد و الثورة على السلطة سواء كانت سلطة الوالدين أو المدرسة أو المجتمع، و يعرف كذلك بميله إلى التشبه بالرجال و مجاراتهم في سلوكهم.
كالتدخين ، والعدوانية عنده قد تكون صريحة مباشرة كالأذى الفعلي للأخريين و الاعتداء عليهم كما أنها قد تكون بصور غير مباشرة كأن يكون عنيدا في مواقفه .

2-4 المراهقة المنحرفة :
وهي تمثل الصورة المتطرفة للمنسحب و العدواني فيعرف المراهق خلالها الانحلال الأخلاقي و الانهيار النفسي ، و يقوم المراهق أحيانا بتصرفات تروع المجتمع و يدخلها البعض أحيانا في عداد الجرائم أو المرض النفسي و العقلي ، كما أن نوعا أخر يختار الانسحاب لكنه انسحاب مدمر للنفس كاللجوء إلى المخدرات و الخمور إلى درجة الإدمان .














المبحث الثاني : مشاكل المراهق و انتحارعنده .
المطلب الأول : مشاكل المراهق .

1 ـ مشاكل انفعالية :
لقد وردت تعريفات مختلفة للانفعالات بأنها ما يساور الفرد من حالة و وجدانية عامة تنظم كيانه عندما يلقي نفسه في موقف معين ، و يجمع هذا التعريف بين طرفين من حيث السلبية و الايجابية كانفعال الغضب و السرور .
و لاشك في أن المراهقين أكثر من غيرهم إظهارا للنوبات الانفعالية المتميزة بالقباحة ، و المراهق في هذه الفترة يكون موزع النفس بين ذاتيين يبحث عنهما .

ـ الذات الحقيقية و التي تمثل نفسه لما يراه سواه .
ـ الذات المثلى التي تمثل الذات التي يتطلع إليها .
و يسعى من خلال هذا الاختلاف و التوزيع النفسي بين ذاتيين مختلفين و متناقضين أن ينشأ نوع من الحساسية النفسية ، و كلما كانت الهوة بين الذاتيين كبير كان التوتر النفسي لديه شديد ، أو كان تكيفه الانفعالي مستقصيا ، و عليه يعيش المراهق نوع من الحساسية النفسية المفرطة و الكآبة و شرود ، و هي توتر عقلي يبعد عن التفكير المركز .
و إذا صاحب ذلك الإحباط الصادر عن البيئة أدى به إلى استجابة عكسية من نوع التوافق الاجتماعي السلبي ، و ينشأ هذا الإحباط عن عوامل لعل أبرزها الشعور بالعجز و الإخفاق و عدم الثقة بالنفس و القلق .






2 ـ مشاكل أسرية:
تعتبر الأسرة المؤسسة الأولى التي تنمو فيها شخصية المراهق ، كما تعتبر من ابرز المواطن الحساسة لمشكلات المراهقة .
و عن ما يتطلع إليه المراهق من استقلالية عن الأسرة يعتبر أبرز الأحداث في حياته، هذا التطور الذي عبرت عليه " ليتاس هو لنحورت " باسم " النظام النفسي " يصبوا إليه كل مراهق ، لأنه يتبين فيه انفراد ذاته عن سائر أفراد أسراته .
هذا الهدف الذي يتطلع عليه يكون نتيجة تكوين علاقات جديدة غير أسريه قد تخلق لديه بعض المؤثرات و التدهور في علاقته مع أفراد أسراته ، هذا ما يخلق بدوره مشكل المعاناة من التزمت في تقييد حريته و عدم السماح له باختيار أصدقائه ، كما أن أهم الحاجات التي يصبوا إليها المراهق هي الحرية و تكوين الذات ، فيريدون التخلص من سيطرة الإباء و الأمهات ، و من جهة أخرى نجدهم يعبرون عن حاجاتهم إلى التوجيه و الإرشاد ، فالواقع أنهم يريدون الأمرين معا و على هذا فإن أهم المشاكل التي يتعرض لها المراهقين و المراهقات في حياتهم اليومية و التي تحول دون توافقهم السليم ذاك المتمثل في نوعية العلاقة القائمة بينهم و الراشدين ، وعلى وجه الخصوص الإباء و بعض الأخوة الذين يحولون بينهم و بين الحرية و الاستقلال في تأكيد الذات عن طريق تحقيق المكانة و المسؤولية في المجتمع ، و ذلك بالتدخل في شؤونهم الخاصة هذا ما يجعلهم ينفرون من التدخل في خصوصياتهم .










3 ـ مشاكل دينية :
فالثقافة الإسلامية ترسم الخطوات الرئيسية و العلاقات الاجتماعية بين المراهق و المحيطين به ، كما جاء في قوله تعالى : " و إذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما أستأذن الذين من قبلكم كذلك يبين الله لكم آياته و الله عليم حكيم " .
فالفرد يؤمن في طفولته بالشعائر و الطقوس الدينية المختلفة ، و لكن في مراهقته يتخفف كثيرا من هذا الأيمان و يتجه إلى مناقشتها و الكشف عن أسبابها ، و هذا ما قد يؤدي إلى الشك و الصراع ، كما يخشى مناقشة هذه الأمورمع أهله خاصة إذا كانوا محافظين ملتزمين.
وما يزيد ألامه النفسية شعوره بالإثم نتيجة شكه في تلك الطقوس التي أمن بها في طفولته و شعوره بذنوبه التي يقترفها و يقع فيها .

















4ـ مشاكل اجتماعية :

من جهة أخرى تمثل المراهقة من الوجهة الاجتماعية فترة انتقال من دور الطفولة المتصف بالاعتماد على الآخرين إلى طور بلوغ مرحلة الالتفات إلى الذات على اعتبار أنها مميزة عما كانت عليه أيام الطفولة .
ويقف علماء الاجتماع مثل " جيرزلند " : " على أن العوامل الاجتماعية دورها الفعال في استحداث عوامل " الزوبعة النفسية و المراهق ينطوي على إدراك العلاقات التي تصل إلى محيطه الاجتماعي و الطبيعي ، و سينبع إلى نفسه نظرة التغيير الجذري إزاء الحياة بوجه عان ، فلا يعود يؤمن أو يعترفا بسلطة الكبار ، و ليعود يقر بأنه لازال وسيبقى بحاجة إلى تعاونهم و توجيههم إياه ، هذا ما يخلق لديه نوع من الخشية من الوقوع في الأخطاء ، و يخلق له نوع من القلق الخاص بالمظهر الخارجي و التفكير بأنه قد يجعله موضوع سخرية ، كما نلمس نوع من الخوف لذاته و أعراضهم عنه ونراه لا يعرف كيف يكون أصدقاء جدد من نفس السن ما يجعله يشعر بأنه غير محبوب و ضعف الثقة النفسية لأفراد المجتمع كما للأسرة دور في تكوين الذات الاجتماعية ، لكن كثيرا ما تفشل في هذا الدور الهام لتوجيه المراهق ، إذا ينشأ عنده نوع من العدائية أنجاه العلاقات الاجتماعية العادية ، هذا ما ينعكس
لديه بلا حبطا ، ويرى آخرون أن الإحباط يثير انفعال الغضب ، ذلك الغضب الذي يؤدي إلى العدوان ، وعليه تتضارب حاجات المراهق الاجتماعية وعدم تفهم المحيط لرغباته و مرحلته الانتقالية تؤثر عليه سلبا وتعطي نتائج غير مرضية لعدم تلقي المراهق توجيهات بشأن ما عليه المجتمع من عرف و تقاليد ينبغي الحفاظ عليها .






5ـ مشاكل نفسية:
من بين المواطن الأساسية التي تمسها المراهقة في حياة الفرد الجانب النفسي و ما يطرأ عليه من تغيرات جديدة و مفاجئة عليه ، فالمراهقون و هم في سبيل تحقيق مطالب نمائهم يواجهون مشاكل نفسية حادة و عليه تعرف المراهقة بأنها مرحلة زوبعة نفسية و أنها مواطن الإعصار و التعبير و مركز للازمة و التغيير المفاجئ للمزاج .
فقد يتحول من التوافق النفسي إلى الصراع و الاختلاف ، و قد تزيد الأزمة النفسية و تشتد عندما لا يكون هناك مخرج للصراع النفسي ، مما يزيد في عدم التوافق النفسي الذاتي ، فقد يكون الصراع قائم بين قوتين تهذيب الذات و الحاجة إلى الثورة و التحرر ، و صراع بين الرغبة في الإشباع الجنسي و بين التقاليد و القيم الدينية .
و من الحالات النفسية الشائعة عند المراهق هي حالة الاكتئاب النفسي ، بحيث تغزوه تأملات خيالية و الابتعاد عن الواقعية تهربا مما هو فيه لأنه عالم مليء بالآلام .

المطلب الثاني : الأنتحار عند المراهق .

تأخذ هذه الظاهرة عند المراهقين مظاهر خاصة لأن محاولات الأنتحار تكثر مع اقتراب البلوغ ، و تبلغ نسبتها القصوى بين 15 و 20 سنة خاصة عند الإناث .
كما أن تزايد عدد حالات الأنتحار في هذا السن يظهر متوازي مع تزايد الجنوح ، ويعرف الأنتحار على أن سلوك يبحث ويجد حلا لمشكله حقيقية بإيذاء النفس و هو في مرحلة المراهقة ظاهرة مأساوية لا تتوقف عن التصاعد و هو يشكل السبب الثاني للموت عند شريحة مابين 15 و 20 سنة ، كما أن العدد الحقيقي بعدد الأنتحارات عند الشباب ليس دقيقا إذا غالبا ما تقع حالات الأنتحار بحوادث .
ومن بين العوامل الأكثر تكرار و المؤدية للانتحار حسب الإحصائيات التفكك العائلي ، الحرمان العاطفي ، عدم كفاية أو غياب السلطة الوالية ، عدم الاستقرار المقلق " Instabilité anxieuse " ،
كحولية الوالدين ، التأثيرات الثقافية ( صحافة ــ تلفزة . . . ) نوع السكن . . .

أ * مفهوم الموت عند المراهق المقبل على الأنتحار :

لقد أرتبط مفهوم الأنتحار بنضج معنى الموت " فعل أذى الذات " لا يصبح له معنى أنتحار أو محاولة انتحار حقيقي إلا ضمن شخصية تعرف صفة الموت النهائية ، و على أنها غير قبالة للرجوع أي أنها توقف كل نشاط فيزيائي و ذهني .

ب * المفهوم الناضج للموت :
تمت دراسة فكرة الموت عند المراهقين الانتحاريين عبر أتجاهين :
التقارب الأول تمثله الدراسة التي قام بها " Melntire " سنة 1979 حول 515 طفل مراهق حاولوا الأنتحار بأسم ضمن قسمين ، مابين ( 14 – 16 سنة ) و ( 17 – 18 سنة ) حيث وصف الموت على انه " نهاية تامة " في 48 % من الفوج الأول و 61 % من الفوج الثاني. الموت ارتبط بحالة من النوم و يمكن أن يكون رجعي في 15 % من الفوج الأول و 13 % من الفوج الثاني ، لكنها تؤكد على المعرفة في 6 % و 3 % من الحالات في الفوج الأول و الفوج الثاني حالة دائمة مع مواصلة روحية في 48 % و 61 % من الحالات إذا النضج الفكري لمفهوم الموت موجود ، لذا المراهق المقبل على الأنتحار ، و هكذا تجرد الموت من حقيقتها نتيجة كل النشاط الوهمي الذي يصبغ عليها صفات إيجابية كأنها تسمع بحياة جزء من شخص و يستفيد منها .
" عند محاولة الانتحار يحس المراهق و كأن جسده قد أنفصل عنه و كأنه لا ينتمي إليه " " Freidman " 1972 .
الموت معناه قتل الجسد و ليس بالضرورة قتل الروح " Ianfer" 1968 .
الموت يمنح مكافأة يرفضها العالم الحقيقي ، الموت معناه التحرر و السكينة و السلوك ، الموت هو تأكيد الخلود .



6 ـ العلامات المنذرة بالانتحار عند المراهق :

الانتحار لا يتم بدون إنذارات ، فغالبا ما يرسل الأشخاص و المراهقين رسائل و إنذارات تعلن عن نيتهم الانتحارية حتى يعلم محيطهم ، إنها نداءات استغاثة و بقايا من الأمل .

أ * الرسائل المباشرة :

ـ رسائل شفهية و تلميحات عن الموت " أكون أفضل لو أكون ميت ، لاشيء يستحق العيش ، لام تروني طويلا ، أنا خائف من أن انتحر . . . "
ـ التهديد بالانتحار " قد أقتل نفسي ، أريد الموت . . . "
ـ سلوكا التعذيب النفسي و أخرى خطيرة .

ب * الرسائل غير المباشرة:

ـ التلميح بالانتحار بطريقة مباشرة " قريبا سوف أكون بسلام ، أنا غير نافع و بدون فائدة ، أنا أجده شجاع لأنه انتحر ، سوف أسافر بعيدا ، سوف تصبحون بخير بدوني .
ـ التحضير للذهاب ، تسويات أخيرة ، رسائل وداع .
ـ إعطاء أشياء ذات أهمية بالنسبة للراغب في الأنتحار .
ـ الاهتمام المفاجئ بالأسلحة أو المواد السامة .







ج * علامات الانهيار :
ـ أضطرابات النوم ( أرق – كثرة النوم ) .
ـ أضطراب الشهية ( قهم – شراهة ) .
ـ تعصب – نقص الطاقة – تعب أو هياج في بعض الفترات .
ـ أنعدام اللذة و التمتع بأن شيء .
ـ حزن – بكاء – تشاؤم .
ـ صعوبة أتخاذ القرارات .
ـ سرعة الغضب .
ـ أنحطاط قيمة الذات – قلق شديد .

د * أنعزال جسدي و نفسي :
ـ فقدان الأهتمام بالنشاطات المحبوبة .
ـ أنسحاب و البحث عن الوحدة .
ـ أنقطاع العلاقات العائلية مع الأصدقاء . . .
ـ صمت – أنطواء و رفض التواصل .
ـ غياب الأحاسيس .

ه * السلوك :
ـ نقص الانتباه في القسم و نقص التركيز .
ـ غياب عادي في القسم .
ـ انحطاط أو ضعف التحصيل الدراسي.
ـ التوقف عن أداء الواجبات و الأعمال .
ـ حركة زائدة أو ثقل الحركات .
ـ لا مبالاة عامة .
ـ الأهتمام بالموت .
ـ تغير المظهر و عدم الأهتمام بمظهره الخارجي .
ـ تعاطي كبير للكحول – مخدرات – أدوية .
7 ـ كيف نساعد مراهق يود الأنتحار :

إن الانتحار ناذرا ما يكون و ليد اللحظة أو قرار ارتجاليا ، ففي الأيام و الساعات قبل أن ينهي الأنسان حياته و ينتحر ، عادة ما تكون هناك بوادر و علامات منذرة .
و من أقوى هذه العلامات و أكثرها قلقا هي التفوه و التلفظ بعبارات عبارة مثل :
" إنني لا أستطيع الأستمرار " " حياتي جحيم " " الموت أفضل من هذه العيشة " .
ومن العلامات الشائعة أيضا مايلي :
التصرف بتهور وعدم أتزان ، تغير في الرغبة الجنسية ، حزن عميق أو الشعور بالذنب ، أحلام اليقظة ، الشعور بالعجز و الضعف ، فقد الثقة بالنفس ، ضف ما ذكرناه سابقا .
و لكي نساعد شخصا لديه الرغبة في الأنتحار عليك إتباع مايلي :

إلتزام الصمت و الأصغاء جيدا :

إذ شعر شخص ما بالاكتئاب أو بالرغبة في الأنتحار ، فأن أستجابتنا الأولى هي محاولة تقديم المساعدة ، حيث نقدم المشورة و نشاركه بخبراتنا من أجل تقديم النصح و محاولة إيجاد حلول مناسبة ، و لكننا نستطيع أن نحقق أفضل النتائج إذا التزمنا الصمت و الأصغاء ، فالأفراد الذين يشعرون بالرغبة في الأنتحار لا يريدون إجابات أو حلول ، و لكن يريدون مكان أمن و شخص أهلا لثقة للتعبير عن مخاوفهم و قلقهم و مشاعرهم .
ـ إن الإصغاء ليس بالأمر السهل ، و يجب علينا أن نسيطر على الرغبة في الكلام و التحدث بشيء ما ، بإبداء تعليق . . .







الفصل الثالث: الأسباب المؤدية إلى الانتحار و كيفية الوقاية منه.
المبحث الأول: الأسباب النفسية و الاجتماعية للانتحار.
المطلب الأول : الأسباب النفسية .
المطلب الثاني: الأسباب الاجتماعية.
المبحث الثاني: النسب والوقاية من الانتحار.
المطلب الأول: النسب المئوية للانتحار في الجزائر.
المطلب الثاني: الوقاية من الانتحار.














الفصل الثالث : الأسباب المؤدية إلى الانتحار و كيفية الوقاية منه .
المبحث الأول : الأسباب النفسية و الاجتماعية للانتحار .
المطلب الأول : الأسباب النفسية .

تمهيد :
يعتبر الانتحار إحدى الوسائل المعروفة عند البشر التي تؤدي إلى الموت ، كما يعد و احد من أربع طرق رئيسة التي تودي بحياة البشر : الموت الطبيعي ــ الحوادث ــ القتل و الأنتحار ــ و من جهة أخرى هو الوسيلة الوحيدة التي يقوم بها القاتل بقتل نفسه عمدا أي أن القاتل و المقتول شخص واحد دائما لانه إذا ظهر أي سبب أخر فأن الموت تنتفي عند صفة الأنتحار .
واذا كانت نتيجة الانتحار أو محاولته واحدة وهي الموت أو الانقاذ من الموت ، فإن أسبابه متعددة و متشابكة خاصة عند فئة المراهقين هذه الفئة الحساسة و المعرضة لتغيرات مخلة لتوازنها .

1 – الاسباب النفسية :
من العوامل الداخلية للانتحار هناك الشخصية الخاصة بكل فرد ، فهي كيان مرسوم ، مبني بذاته و قد تطرق " روجرز " " Rogers " لدارسة هذا الموضوع ، فقام بوضع نظرية خاصة به و هي مبينة على القدرات الذاتية للفرد ، إذا يقول " روجرز " " إن العواطف تلعب دورا هاما في الشخصية تملك قدرة على التطور و التسيير والتكيف للوصول إلى التوازن ، كما أنها تشمل إدراكات الفرد الذاتية بمختلف التجارب " .





1-1 نظرية الشخصية الأنتحارية :

ـ أرضية الأستعداد :

بالنسبة لروجرز الهدف من الوضعية هو الوصول إلى النمو ، إذا ما توفر للفرد بيئة تساعده على خلق الحب و التفاهم يصبح قادرا على أستعمال طبقة في الأتصال بالغير و التفاعل بداخل الواقع ، و يبقى الطفل طبقا للكيفية التي يدرك بها سلوك غيره أتجاهه ، خاصة الأفراد المعياريين ( الأقرب إليه ) و الحاجة الأولية للمراهق هي الحب و القبول من الغير ، و إذا كان قبول الفرد المعياري شرطي بالنسبة للطفل ، فيستقبل الطفل هذه السلوكات و التجارب و يعتبرها تجارب إيجابية حتى و أن لم تساعده في نضجه ، أما فيما يخص محاولة الأنتحار ، فهي توضع في إطار خلل على مستوى عمل الشخصية ، فهذا الفرد لم يكن له قبول شرطي خلال طفولته من المجتمع ، فأصبح غير قادر على تطوير صيرورة حياته .

1-2 الأزمة الأنتحارية :

إذا ما أستعمل الفرد قدارته الحيوية ضد القلق ، يصبح غير قادر على مواجهة الصعوبات التي تواجهه مثل ( الموت ـــ الأنفصال ) فيكون هناك تناقض بين الأنا و التجارب ، فيمكن أن يظن أن أزمته هذه ما هي الا مشاكل و لكن في الحقيقة هو يسقط فقط قلقه عليها ، و هنا يمكن تفادي خطر و عيه بالتناقض الذي يعيشه في هذه الأزمة بسبب حدث معين ، سيلجأ للبحث عن حلول لمشكلته و غالبا ما تفشل .
و هذا لكون المشاكل الخارجية التي كانت محل إسقاط قلقه ليست هي بسبب الأزمة ، بل سببها هو التناقض الذي بين الأنا و تجاربه .



1 – 3 القلق و الانتحار:

يعد القلق من الأمراض العصبية الشائعة و يعتبر سمة رئيسية في معظم الأضطرابات ، نجده بين الأسو ياء في معظم مواقف الأزمات ، كما نجده مصاحبا لكل الأعراض العصبية الذاتية على السواء ، ويرى الكثير من المفكرون أن القلق هو سمة العصر الحديث .

ويعرف " فرويد " القلق على أنه إنفصال شديد و رد فعل للأخطار الخارجية و أقر بوجود علاقة وثيقة بين القلق و الحرمان الجنسي ، فالشعور بالخطر ينتج بسبب تراكم تنبيهات الغريزة الجنسية مع عدم القدرة على إشباعها ، هذا ما يسبب العجز أو الخوف من العقاب .

1- 4 الأكتئاب و الانتحار :

لعل من أهم الأمراض النفسية التي تمهد للانتحار هي الاكتئاب ، و قلما يخلوا أنتحار من عاطفة الحزن و الشعور بالفراغ النفسي و الوحدة و الحرمان .
ووجد الأستاذ " لويس " أن الأنتحار المتولد عن الأكتئاب تقرره عوامل و دلائل سريرية منها تصريحات المريض بنفسه و درجة عمق الكأبة ، و قد تكون الكأبة شديدة بحيث تشل المريض على الأتيان بأي عمل ضد نفسه ، و لكن العمق المتوسط أو التحسن الجزئي بعد العلاج يدفع به إلى الأنتحار .
و هناك أفتراض بأن الكأبة عند المراهقين تمتد جذورها إلى أيام الطفولة القاسية المفتقرة إلى عطف الوالدين ، و أن أكثر المنتحرين كانوا محرومين من وجود أو حنان الأبوين أو أحداهما في ادوار الطفولة ، فالاكتئاب الحديث هو مجرد بعث و إهاجة للاكتئاب القديم في الطفولة .



1 – 5 الأمراض الجسيمة و الأنتحار :

إصابة الأنسان ببعض الأمراض الجسيمة قد تدفع به إلى إنهاء حياته أو طلب الموت بصورة صريحة أو لا شعورية ، و كل مرض مزمن يمكن أن يؤدي هذا الدور ، و لكن بعض الأمراض على الخصوص و بسبب ما تدفع بالإنسان إلى تقبل الموت .
وقد يكون الأنتحار ليس بسبب مرض العضال و لا أزماته ، بل لعدم أستطاعة تحمل ألمه و أنتحار المريض بسبب شعوره بالإثم يتولد من عوامل متعددة .
ـ لأن مرضه يسبب المتاعب لمن حوله ، إذا هو كالطفل يعتمد عليهم ، يسبب حرجا مؤلما له ، و كثيرا ما ترك هؤلاء المنتحرون رسائل اعتذار لذويهم .
ـ لأنه يؤنب نفسه و يعتبرها السبب المباشر في مرضه .
ـ عندما يقترب من الموت يشعر أنه يجبر الأحياء من حواليه على التفكير بالموت .
ـ انه يشعر بالحقد على من تبقى من الأحياء ، أو يتمنى الموت لأحدهم ، لا شعوريا ، عوضا عنه ، لذلك يرجع إلى نفسه يؤنبها على أنانيتها .
المطلب الثاني : الأسباب الاجتماعية .

قد يكون الأنتحار بسبب قيم أخلاقية أو اجتماعية ، و البعض يفكر على انه نوع من الأثبات لحرية فردية ، و انه نتيجة للهروب من الأوامر و الروابط الأجتماعية لرفضها و الأيمان بفكرة عدم القدرة على التكيف مع هذه الأمور التي يرفضها .
و بالنسبة للولايات الجزائرية الأكثر مساسا تقر بأن الأسباب هي عائلية 13 % مهنية ، أجتماعية أقتصادية و أضطرابات نفسية .
كما يعلن البروفيسور " خياطي " أن هناك أنتحار كل 12 ساعة في الجزائر ، فئة الأعمار ( 18 ـ 45 سنة ) هي الأكثر مساسا .


2 – 1 أسباب ظرفية :
يمكن ربطها بالأحداث التي يعيشها المراهق ، أنطلاقا من الأحداث البسيطة إلى الأحداث الأشد خطورة ، و هي تتعلق في أكثرها بنظام العلاقات القائمة بين المراهق و أهله من جهة ، و علاقته بالأخرين من جهة ثانية ، و يمكن تحديد هذه الأحداث بالشكل التالي :

ـ المنع المفروض على المراهق في البقاء خارج المنزل لوقت متأخر .
ـ رفض الأهل تحقيق بعض المتطلبات .
ـ قصور الأهل المادي لشراء ما يرغب به .
ـ المشاحنات مع الرفاق .
ـ الفشل الدارسي ، علاقة فاشلة مع الجنس الأخر .
ـ أنهيار و ضع الأسرة الأجتماعي ــ الأقتصادي .
ـ فقدان شخص عزيز ، خصوصا الأب .













2 – 2 الوسط العائلي :
يكاد يجمع علماء النفس و الأجتماع و النفس الأجتماعي على أن الأسرة هي المؤسسة الأجتماعية الأولى المسؤولة عن تطوير شخصية الفرد من النواحي : الأجتماعية ، النفسية ، الوجدانية و الأخلاقية .
و يري " قوتمان " على أنها الخلية الأجتماعية الأولى التي يعيش فيها الطفل ، و أهم وسط انفعالي عاطفي و تربوي الذي يحمي الطفل هي الجماعة الأولى التي يجد فيها المأوى و الأمان ، والطفل من خلال عائلته يتعلم كيف يسيطر على رغباته الداخلية ، وكيف يشبع حاجاته الفطرية وفق قواعد و ضوابط تتصل بمكان وزمان و الظرف المناسب لإشباعها .
و تؤكد غالب الدارسات النفسية الأجتماعية على أن التوتر العائلي يشكل تربية مناسبة لغرس سلوك غير متوافق منحرف أو سلوك أنتحاري .
ويمكن عد الأسباب العائلية :
ـ التفكك العائلي .
ـ أنعدام الامن و العاطفة نتيجة عوامل مختلفة أهمها .
ـ تعاطي الأب و الأم الكحول .
ـ المشاحنات بين الزوجين ، غياب أحد الزوجين ، موت الوالدين أو أحدهم ، مرض الأهل الطويل .









2-3 الفشل الدراسي :

فالسبب الأجتماعي الأكثر تأثيرا يرجع إلى الفشل المدرسي الذي يعيشه المراهق كجرح نرجسي عميق .
وما يزيد من خطورة هذا العامل ، موقف الأهل الذين يسقطون الأمال على أبنائهم و يأملون تحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه من خلالهم ، فيلجئون إلى أستعمال القمع و القوة للوصول إلى ما يبتغون .
وهكذا ن فأن الفشل المدرسي يشكل نقطة التقاء ظروف سلبية و بشكل خاص من التوظيف و التأثير القمعيين .
2-4 الأدمان و الانتحار :
الاتجاه العام في موضوع الادمان أنه عرض أو صورة لاضطراب الشخصية ، فليس كل من يتناول مادة مخدرة مدمن ، و لكن من لا يتمكن من السيطرة على كمية ما يتناوله من المادة المخدرة ، و كل تلك المواد المخدرة هي مواد كمياوية تسد النقص أو تهدىء من القلق المزمن ، فالادمان هزيمة من واقع مر ، و قد يستبدل المدمن الهزيمة الدائمة ( الأنتحار ) بهزيمة و قتية ( الأدمان ) .

و المدمون أنواع شتى ، منهم المكتئبون حدثيا و منهم المكتئبون منذ زمن طويل ، وهم لايدركون ذلك ، و لعل هؤلاء هم الذين يلجئون إلى الأنتحار بالنهاية أو يعرضون انفسهم لأخطار وحوادث مميتة .






المبحث الثاني : النسب و الوقاية من الأنتحار .

المطلب الأول : النسب المئوية للانتحار في الجزائر .

فالجزائر معرضة بصفة تزداد كل يوم إلى هذا الخطر الذي لا يتوقف على أخذ نسبات منذرة بالخطر رغم عدم التصريح بعدد حالات أنتحار .
من المهم أن نشير أن O. M. S لا تملك أية إحصائيات تخص الجزائر .
إن هذه المعطيات الإحصائية المتعلقة بهذه الظاهرة تبين مدى التزايد الخطير للظاهرة التي أخذت في الأتساع و أصبحت جد مقلقة ، حيث سجلت 213 حالة سنة 2006 منها 202 شخص انتحروا 17 محاولة انتحار بالإضافة إلى 633 ملفا سنة 2006 منها 363 شخص انتحروا و 264 محاولة انتحار .
بهذا أستنتج أن 2994 شخص انتحروا ، 67 % من فئة الذكور ، 1457 نساء بنسبة 33 % 2867 منهن عاز بات أي 65 % ، كما يكثر الأنتحار في فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم منن 18 إلى 40 سنة ، و قد عولجت أكثر من 2741 حالة في ست سنوات الماضية ، فعلى سبيل المثال سجلت 211 حالة سنة 2004 و 323 حالة في 2004 و 428 حالة سنة 2006 ، كما يكثر لدى فئة أقل من 18 سنة حيث سجلت 102 حالة سنة 202 و77 حالة سنة 2006 .
و لقد سجلت الإحصائيات الخيرة أن أكثر الأشخاص المقدمين على الانتحار أميين ، فمن بين 441 مقدم على الأنتحار في 10 سنوات الخيرة ، 3523 منهم أميين أي متقارب 80 % في حين 20 % يتراوح مستواهم الدراسي بين الابتدائي و المتوسط ، الثانوي ، الجامعي الذي يمثل الطلبة و بعض الإطارات من اطباء ن محامين ، مهندسين .
و أكدت أخر الإحصائيات أيضا أن ظاهرة الانتحار تمس الفئات الاجتماعية ، 63 % منها بدون مهنة ، 11 % موظفين ، 12 % عمال ، 18 % تزاول المهن الحرة ، أما الطلبة فلقد بلغت نسبتهم 6 % .
جاء في تقرير مصالح الأمن أن أزيد من 450 شخص و ضعوا حدا لحياتهم منذ بداية السنة الحالية 2006 ، أي ما يعادل 4 حالات انتحار يوميا ، فيم قدر عدد المنحرين في نفس الفترة من العام الماضي 369 شخص ، و قد مس الأنتحار فئة كبيرة من المجتمع الجزائري .
و عالجت و حدات الدرك الوطني خلال ست السنوات الأخيرة 4411 قضية من بينها 3342 حالة انتحار ، 2500 من جانب الرجال و 842 من جانب النساء : و سجلت 1069 محاولة انتحار منها 454 لدى الرجال و 615 لدى النساء ، و أغلب هذه الحالات بتيزي وزو ، بجاية ،سطيف ، البويرة ، تلمسان .
هذه الظاهرة تمس بالخصوص منطقة القبائل خاصة بجاية و تيزي وزو ، فهي في مقدمة المدن المعرضة لهذه الظاهرة ، فبالنسبة للسنتين 2004 و 2005 ـــ 180 حالة انتحار سجلت بتيزي وزو ، أي بتقدير 8 ــ 10 لـ 100.000 ساكن ،فحسب البروفيسور " كاشا " مختص في الطب العقلي يفسر هذه المعطيات بأن المنقطة تتميز بكثافة سكانية كبيرة ، و أن الصحافة تشير إلى حالات الأنتحار يوميا ، بالنسبة إليه هذه الظاهرة تمس كل فئات المجتمع و كل المناطق في الجزائر بنسبة تقدر بـ 2 في 100.000 نسمة ، فهي 15 مرة أكثر من الأنتحار ، و كثيرا ما تكون من أعمار المراهقين 76 % ، ¾ نساء ، 6 % إعادة المحاولة .
وركزت مجموعة من المختصين في الطب النفسي بحوثها على أشكال الانتحار التي يلجأ إليها المريض عصبيا ، و توصلت إلى أن 70 % من عمليات الأنتحار تتم عن طريق الشنق و هي الطريقة الأكثر تداولا بين المنحرين الرجال ، 30 % الباقية تمثل المنتحرات اللواتي يلجأن إلى التسمم ، الأسلحة النارية ، الأسلحة البيضاء القفز ، الغرق .








المطلب الثاني : الوقاية من الأنتحار .

إذا اعتبرنا الانتحار سلوك بشري متشعب و معقد فيجب أن تفرض أنه يحتاج إلى وقاية و علاج .
فالوقاية منه و كفاحه يتطلب تخطيطا منظما و تضافرا الجهود العاملين في مختلف الميادين الطبية و النفسية الاجتماعية ، و تتلخص أساليب الوقاية من الأنتحار في عمليتين رئيسيتين .
أولا : منع أو تفادي و قوع الأنتحار لأول مرة في تاريخ حياة الفرد .
ثانيا : درء خطر تكرار الأنتحار في الذين حاولوه سابقا و فشلوا أو الذين هم تحت العلاج .

منع وقوع الانتحار : يمكن تقسيمه إلى اتجاهين .

7-1 الاتجاه العام أو الاجتماعي:

ويتلخص فيما يلي :
1. تثقيف الناس و أقرباء المرضى من محاولي الانتحار بالعناية بالمرض مع توعية مناسبة لدوافع الانتحار و كيف أن بالإمكان تلافي قسم منها .
2. تثقيف و توعية أفراد الشرطة و الأمن على كيفية معاملة محاولي الانتحار و كيفية مساعدة من يقدمون عليه و المبادرة إلى إرسالهم إلى المستشفيات دون تشدد في الإ بعد العلاج .
3. إعلام الناس أن الانتحار سلوك بشري يمكن علاجه و منعه.
4. محاولة محاربة العزلة التي هي نواة الميول الانتحارية، و ذلك بتشجيع الاحتفالات الأندية و المشاركات الشعبية.
5. تأسيس جمعيات خيرية أو طبية تساعد من يقومون على الانتحار و رعايتهم و تتبع مجرى حياتهم المستقبلة إلى مدة مناسبة لحين زوال الميول الانتحارية منهم.


7 -2 الاتجاه الفردي في الوقاية من الانتحار :

أنجع السبل و أدق الاختبارات قد تفشل في منع الانتحار بسبب بسيط هو أن بعض المنتحرين يقرر الموت بساعات أو دقائق قبل إقدامه عليه ، أما الذي يعاني من اعراض نفسية و تطورات انفعالية على مر الأيام و الشعور ، فهو لابد أن يفصح ـــ بدون قصد ـــ على بعض الدلائل و الأعراض السرية التي تساعد الطبيب النفساني على الانتباه بالميول الانتحارية .

أ ـ الخطوة الأولى:

هو ترقب العلامات و الدلائل الانفعالية على المريض من شعور بالاكتئاب و القنوط و ذكر الموت ، قلة الشهية ، الصداع و الخمول التي هي عناصر الاكتئاب و الإهمال ، في هذه الخطوة قد يقرر مستقبل المريض و حياته .

ب ـ الخطوة الثانية :

نفترض فيها أن " وشيك الانتحار " قد وصل إلى الطبيب النفساني، هنا تبدأ سلسلة أخرى من الاختبارات السرية و تلعب الخبرة دورها في اكتشاف الميول الانتحارية، و يستوجب ذلك أن تكون " علامات الخطر " في وعي وتحت يد الطبيب المعالج دائما.

ج ـ الخطوة الثالثة :

إذا تيسر للطبيب النفساني ذلك ، أي إجراء بعض الاختبارات ، و من هذه الفحوصات بعض الاختبارات الاسقاطية التي تستخدم عملية الإسقاط النفسية لاستطلاع العقل الباطن للمريض و اتجاهاته و ميوله .

د ـ الخطوة الرابعة :

هي العلاج، فنجد أن يتوصل الطبيب بخبرته أو معونة اختباراته إلى أن الإنسان الذي يعالجه يبطن للموت، يقوم بخطوات العلاج النفسي، و يمكن تلخيصها بما يلي :

1 . حماية المريض من العوامل الخارجية، بإدخاله المستشفى.
2. الترويج عن القلق و اليأس مع تأسيس علاقات هادنة .
3. مراقبة و اختيار ممرضات عطوفات مدركات للمشاكل النفسية.
4.إشراكه في النشاط العلاجي لتقليل كأبته و عزلته .
5. استعمال الأدوية المهدئة و الطاردة للكآبة .
6. العلاج النفساني على اختلاف أبواعه و هو يرمي إلى إعادة و ضع المريض في مجتمعه مرة أخرى بشخصية مهيأة .
و بطريقة أخرى ، بعد دراسة تاريخ الحالة و دراسة عوامل التدعيم و المساندة المحيطة بالشخص و القيام بالفحوصات الطبية اللازمة ، يقرر الطبيب النفسي إذا كان المريض يحتاج للدخول إلى مصلحة نفسية أو أنه سوف يعالج من اضطرابات نفسية و هو وسط أسرته ، و تتلخص خطة العلاج سواء في المستشفى أو خارجها في ثلاث نقاط :
* تخفيف الألم النفسي بكل الوسائل .
* التدعيم و المساندة.
* إعفاء بديل الانتحار.

في التعاليم الدينية وجد تخويف من خيار الانتحار بدلا من كونه نوع من الراحة و الخلاص في خيال المريض ، نجد أن التصوير يجعله مصيرا مخيفا حيث يخلد المنتحر في جهنم و يتعذب بالوسيلة التي أستعملها في الانتحار .



ـ إعطاء الجانب القانوني لهذه الظاهرة .

المادة : 273 من قانون العقوبات الجزائري.
" كل من ساعد عمدا شخصا في الأفعال التي تساعده على الانتحار أو تسهل له أو زوده بالأسلحة أو السم أو بالآلات المعدة للانتحار مع علمه بأنها سوف تستعمل لهذا العرض يعاقب بالحبس من خمس سنوات إذا نفد الانتحار " .

السند القانوني:
" المنتحر لا يعاقبه القانون بل يعاقب المساعد والمحرض على ذلك."


























الـخـاتـمـــة











الـخــاتـمــة
مما سبق ذكره و من خلال بحثنا هذا نرجو أننا قد وفقنا و لو بالقدر القليل إلى الإلمام بأهم المواضيع التي تحيط بإشكالية الانتحار و محاولته من أهم مفاهيمه إلى المراهقة و دور هذه المرحلة لدى الشخص و تكوين شخصية و علاقتها بالإشكالية الانتحارية مرور بأهم النسب التي تم إحصائها خلال أعوام في بلادنا عن هذا المشكل الشائك و الحاد و طرح بعض أساليب الوقاية نظرا إلى المعدلات التي هي فتصاعد مستمر خلال الأعوام الأخيرة لدى المراهقين في الجزائر .


















قـائـمــة الـمـراجـع
قائمة المراجع باللغة العربية :
- فخري دباغ : الموت اختيارا ، دار الطليعة ، بيروت ، 1968 ، ص 08 – 11 .
- فخري دباغ : المرجع السابق ، ص 64 .
- فخري دباغ : المرجع السابق ص 11 .
- فخري دباغ : المرجع السابق ، ص 38 .
- فخري دباغ : المرجع السابق ، ص 37 .
- فخري دباغ : المرجع السابق ، ص 61 ، ص 62 .
- فخري دباغ : المرجع السابق ، ص 65 ، ص 68 .
- عبد العالي الجسماني : سيكولوجية الطفولة و المراهقة ، الدار العربية للعلوم 1993 ، ص 251 .
- عبد العالي الجسماني : المرجع السابق ، ص 250 .
- عبد العالي الجسماني : المرجع السابق ، ص 251 .
- عبد اللطيف محا ليقي : أسباب الانتحار لدى المرهقين .
- مكرم سمعان : مشكلة الأنتحار : منشورات علم النفس التكاملي ، دار المعارف ، مص ص 44.
- مكرم سمعان : المرجع السابق ، 104 .
- مكرم سمعان : المرجع السابق ن ص 65 .
- محمد مهدي : الأنتحار بين المرض و السواء ، الموقع السابق .
- محمد مهدي: الموقع السابق.
- ميخائيل إبراهيم أسعد : مشكلات الطفولة و المراهقة ، دار الأفاق الجديدة ، بيروت الطبعة الثانية ، 1999 ص 259 .
- ميخائيل إبراهيم أسعد : المرجع السابق ، ص 259 .
- أوزيجان يشار : الموقع السابق .
- أحمد بيومي : تاريخ التفسير الأجتماعي ، دار المعارف الجامعية ، مصر 1995 ، ص 205 .
- يوسف القرضاوي : المرجع السابق ، ص 38 .
- أحمد زكي صالح : علم النفس التربوي ، القاهرة ... ( د .س ) ، ص 193 .
- طلعت حسين عبد الرحيم : المرجع السابق ، ص 400 .
- عيسوي عبد الرحمان : أمراض العصر " الأمراض النفسية و العقلية و السيكولوجية " . دار المعارف الجامعية ، 1988 ، ص 72 .
- طبيب العائلة : مجلة الأسرة للصحة الجسدية و النفسية و الجنسية ، العدد 89 ماي ، 2001 ص 240 ، ص 241 .



موسوعات و المعاجم :


- المنجد في اللغة و الأعلام ، دار الشروق . ( د . ب ) ص 283 .
- القاموس المحيط و الآية الكريمة " لعلك بائع نفسك ... " ، سورة الكهف – الآية .


الوسائل و المذكرات :

- بلحضري فتيحة : المرجع السابق ، ص 35 .













قائمة المراجع باللغة الفرنسية :

- Surdé Mayard ; Le Suicide. PUF. Paris 1990. P 08 .
- - H. Chabrol ; Les Comportements Suicidaires
De L’adolescent. PUF. Paris, 1984, P 57.
- Davidron Et Philipe ; Suicide Et Tentative De Suicide D’aujourd ‘Hui.- Etude Davidson Epidemiologique – Paris P 50.
- Henri Chabrol ; Les Comportements Suicidaires De L’adolescent. Ibid. P 37
- Giwilmotte Imbasphyns ; Le Suicide, Psychothérapie Et Conduits Suicidaire . Ibid. P 100.
- A. Domart Et J. Bourneuf . Ibid. P 256.
- P. Khaibi WWW. Algérie Dz. . Article 1560. 15/02/2006.
- Sur Dé Mayard ; Le Suicide. PUF. Paris, P 19 .
- A. Domart Et J. Bourneuf . Nouveau Larousse Médical , Librairie Larousse - Paris 89 – P 572 .
- Dictionnaire Hachette Encyclopédie Illustré – Edition Hachette. Paris, 1997. P 38.
- A. Domart Et J . Bourneuf . Ibid 1989.












الـــفـــهـــرس

ــ المقدمة: 08
ـ الفصل الأول : الانتحار و محاولة الأنتحار ؟ 11
ـ المبحث الأول : مفهوم الأنتحار و نظرياته . 11
ـ المطلب الأول : مفهوم الأنتحار . 11
ـ تعريف أسباب الانتحار: 11
ـ تعريف الانتحار الاصطلاحي: 12
ـ تعريف الانتحار في علم الاجتماع : 12
ـ تعريف الانتحار في علم النفس : 12
ـ الانتحار في الإسلام : 13
ـ المطلب الثاني: 14
ـ نظرية الطب و الطب العقلي : 14
ـ النظرية الاجتماعية: 14
أ * الانتحار الأناني « Egoïste»: 15
ب * الانتحار الفوضوي " Anomique " : 15
ج * الانتحار ألإيثاري " Altruiste " : 15
ـ النظريات النفسية : 16
أ * نظرية فرويد : 16
ب * نظرية مينجر : 16
د * النظرية المعرفية: 16
ه * النظريات الحديثة: 17
– المحاولة الانتحارية و الأفكار الانتحارية : 17
ـ المبحث الثاني : المحاولة و الأفكار الانتحارية و وظائف الانتحار و محاولته . 18
ـ المطلب الأول: المحاولة الانتحارية و الأفكار الانتحارية. 18
ـ الأفكار الانتحارية: 18
ـ المطلب الثاني : 18
ـ و ظائف الانتحار و محاولته : 18
ـ و ظيفة العدوانية نحو الذات و العدوان نحو الآخرين : 19
ـ وظيفة الاستغاثة: 19
ـ وظيفة الهروب : 19
ـ الوظيفة الرمزية : 20
ـ وظيفة التهديد : 20
ـ الفصل الثاني : المراهق و الأنتحار . 20
ـ المبحث الأول : مفهوم المراهقة و أنماطها . 22
ـ المطلب الأول : مفهوم المراهقة . 22
ـ التعريف اللغوي: 22
ـ المراهقة في المجال الطبي : 22
ـ المراهقة في علم النفس التربوي. 22
ـ المراهقة في علم النفس : 23
ـ المطلب الثاني : أنماط المراهقة . 23
ـ المراهقة المتكيفة: 23
ـ المراهقة الأنسحابية المنوطية : 23
ـ المراهقة العدوانية المتمردة : 24
ـ المراهقة المنحرفة : 24
ـ المبحث الثاني : مشاكل المراهق و انتحارعنده . 25
ـ المطلب الأول : مشاكل المراهق . 25
ـ مشاكل انفعالية : 25
ـ مشاكل أسرية: 26
ـ مشاكل دينية : 27
ـ مشاكل اجتماعية : 28
ـ مشاكل نفسية: 29
ـ المطلب الثاني : الأنتحار عند المراهق . 29
أ * مفهوم الموت عند المراهق المقبل على الأنتحار : 30
ب * المفهوم الناضج للموت : 30
ـ العلامات المنذرة بالانتحار عند المراهق : 31
أ * الرسائل المباشرة : 31
ب * الرسائل غير المباشرة: 31
ج * علامات الانهيار : 32
د * أنعزال جسدي و نفسي : 32
ه * السلوك : 32
ـ كيف نساعد مراهق يود الأنتحار : 33
ـ إلتزام الصمت و الأصغاء جيدا : 33
ـ الفصل الثالث : الأسباب المؤدية إلى الانتحار و كيفية الوقاية منه . 35
ـ المبحث الأول : الأسباب النفسية و الاجتماعية للانتحار . 35
ـ المطلب الأول : الأسباب النفسية . 35
ـ تمهيد : 35
ـ الاسباب النفسية : 35
ـ نظرية الشخصية الأنتحارية : 36
ـ أرضية الأستعداد : 36
ـ الأزمة الأنتحارية : 36
ـ القلق و الانتحار: 37
ـ الأكتئاب و الانتحار : 37
ـ الأمراض الجسيمة و الأنتحار : 38
ـ المطلب الثاني : الأسباب الاجتماعية . 39
ـ أسباب ظرفية : 39
ـ الوسط العائلي : 40
ـ الفشل الدراسي : 41
ـ الأدمان و الانتحار : 41
ـ المبحث الثاني : النسب و الوقاية من الأنتحار . 42
ـ المطلب الأول : النسب المئوية للانتحار في الجزائر . 42
ـ المطلب الثاني : الوقاية من الأنتحار . 44
ـ منع وقوع الانتحار : يمكن تقسيمه إلى اتجاهين . 44
ـ الاتجاه العام أو الاجتماعي: 44
- الاتجاه الفردي في الوقاية من الانتحار : 45
أ ـ الخطوة الأولى: 45
ب ـ الخطوة الثانية : 45
ج ـ الخطوة الثالثة : 45
د ـ الخطوة الرابعة : 46
ـ الخاتمة : 49









 


قديم 2011-04-18, 21:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
zoubour
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية zoubour
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي ياسين على هذا العمل الممتاز وجعله الله في ميزان حسناتك.










قديم 2011-04-21, 21:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
لقاء الجنة
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية لقاء الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتحار, الجزائر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc