الخائفون من التغيير في الجزائر كثر، هو لا يخافون من التغيير لأنه قد يؤسس للديموقراطية الحقيقية ،هم يخافون من أي تغيير يطيح بمواقعهم ومصالحهم، هم لا يخشون التغيير لأنه قد يدخل البلد في متهات وصراع دموي ، بل لأنه قد يجلب لهم الحساب والعقاب على طريقة آل بن و آل مبارك.
تصريحات أحمد اويحي وعبد الزيز بلخادم وعبد العزيز زياري ، وآخرون من الذين ماكنوا ليصلوا أعلى المناصب لو كانت إنتخاباتنا تتم في الشفافية ،بعيدا عن فأرة الحاسوب التي يدين لها هؤلاء بكثير من الخدمات لأنها جعلت منهم قادة الأغلبية.في الإنتخابات التشريعية يستعين هؤلاء بالكتاب العاميين للبلديات والولايات ورؤساء الدوائر والولاة من أجل ترتيب الغلبية البرلمانية التي تتيح العمر المديد لهؤلاء، أما في إنتخابات التجديد النصفي للسينا فإن هؤلاء يستعنون بأصحاب "الشكارة" من البزناسة والمتلاعبين بالمال العام من أجل كسب رهان الإنتخابات لدرجة أن سيناتورا فاز في افنتخابات الأخيرة وهو لا يخط إسمه على الورق.
الخائفون من التغيير ليسوا الحيطيست ، و لا الشومارة ، و لا الشباب التائه . الخائفون من التغيير هم هؤلاء الذين يبكون على الوطن وعلى الأمن والسكينة ، والحقيقة أنهم إختفوا من الواجهة طيلة الأزمة الدموية التي عصفت بالبلاد. لم يدفع ثمن المؤامرة التي عاشتها الجزائر خلال التسعينيات سوى الشومارة ، وأبناء الجزائر العميقة ، من االفلاحين والبطالين والعمال البسطاء والمعلمين والمقاومين من سكان القرى النائية التي تفتقد لبسط وسائل الحياة .. هؤلاء هم من دفعوا الثمن ، أما أبناء الجزائر المفيدة من ابناء نادي الصنوبر وافققامات المحروسة فكانوا يطلون على النار وهي تلتهم اشيئنا الجميلة في حياتنا البسيطة من الأبراج العالية، اليوم والجزائريون البسطاء دفعوا ربع مليون من خيرة أبناءهم يعاود هؤلاء الظهور في الواجهة ، وكأن البلد جزء من ميراثهم العائلي ، يتحدثون على تضحيات الشعب العظيم …الشعب العظيم يا سادة لم يعد عظيما بعد اليوم .. إنه عظم يصعب أكله أو هضمه .. الناس في البلد ماعادت تخفي اشيائكم، ثورة الإتصالات كشفت عورات الجميع ، لذلك إما أن تؤمنوا بالتغيير أو تتركونا ويكفي ما فعلتم بالبلد من عجز وتخلف وتأخر عن ركب دويلات سارت إلى الأمام بالأمس فقط ، وهاهي تقود مناطق برمتها. بلدنا الذي استقل منذ قرابة نصف قرن ما زال في مفترق الطرق ، نحن لسنا مصر أو تونس أو ليبيا، نحن قدراتنا أكبر ومداخيلنا أضخم وحساب الشعب مع هؤلاء سيكون أكبر إن كابروا وحاولوا الإتفاف على الإصلاحات..لأننا في زمن تغيرت فيه حسابات الشعوب والأنظمة ، وباتت الكلمة للشعوب أولا وثاتيا وثالثا .. أما الذين يتباكون الإستقرار فإننا لم نستقر لحظة واحدة في ظل خياراتهم التي أدخلتنا نفق أزمة معقدة ، لو لم نكن في أزمة اليوم ما بحثنا عن الإصلاحات ..وأعتقد أن رياح الحراك العربي تقترب وتدق أبوابنا كلما ماطل هؤلاء وكلما حاولوا الإلتفاف على خيارات وآمال المواطنين الذين فضلوا إفساح المجال أمام تجربة الإصلاح الهادئ على الهزات العنيفة .