خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-18, 23:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
هذا رد على الشبهة المذكورة أنقلها على عجل من بحث لي -لم أكمله بعد-بعنوان(االتعليقات الجلية على كتاب الخطوط العريضة لأدعياء السلفية )):

وقفات علمية لتبرئة أهل الدعوة السلفية
الوقفة الأولى :
قال الكاتب :
(
الأصل الأول : خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام ، رافضة مع الجماعات ، قدرية مع اليهود والنصارى والكفار …)
أقول :
بلا شك أن هذا الأصل قد ينطبق على من يدعي السلفية وهي منهم براء كبعض الحزبيين والخوارج في عصرنا ممن يسب الصحابة ويطعن فيهم ويعمل بمذهب الإرجاء في تعامله مع الحكام
روى الصابوني بإسناده الصحيح إلى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال: قال لي عبد الله بن طاهر: يا أحمد! إنكم تبغضون هؤلاء القوم (يعني المرجئة) جهلاً، وأنا أُبغضهم عن معرفة؛ أولاً: إنهم لا يَرَوْن للسلطان طاعة …( ).
قلت: ألا تدلّ هذه النصوص دلالةً واضحةً على أنهم هم المرجئة على الحقيقة، وأن أئمتنا السلفيين براءٌ من ذلك.
ولا عجب حينئذ أن ينشأ الإرجاء على أعقاب الخروج؛ قال قتادة: إنما حدَثَ الإرجاء بعد فتنة ابن الأشعث
ووما يؤكد أن الأصل ينطبق على الكثير من الحزبيين موقف هؤلاء من الجماعة السلفية إذ أنهم إنتهجوا موقف الرافضة في تعاملهم مع الصحابة رضوان الله عليهم وما تهجمهم على فتوى ابن باز في وجوب الصلح مع اليهود وفتواه في جواز الاستعانة بالأمريكان عنا ببعيد .
أما عن قدريتهم مع اليهود والنصارى فتلك من الأمور الواضحات فإننا للأسف الشديد مازلنا نرى الخوارج وأذنابهم من الحزبيين يرجفون، ويلقون الرعب بين الناس، ويسيؤون ظنهم بربهم ، ويظنون أنه لا ينصرهم إلا بما يخالف شرعه ودينه من قتل المؤمنين، وقتل المعاهدين والمستأمنين، وإشاعة الفوضى بين المسلمين.
فليحذر المسلم من الإرجاف وأهله .
والإرجاف من صفات المنافقين .
قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً {61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.
وقال تعالى: { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} والآيات بعدها.
وقال تعالى: { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً {12} وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً {13} وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً} والآيات بعدها.
فما نراه اليوم من إشاعة الخوف والذعر بين المسلمين ، وتضخيم دول الكفر وتفخيمهم إلى درجة إيصال اليأس إلى قلوب الناس ، وتخويف الناس بأن دول الكفر ستقضي على جميع دول الإسلام وخاصة معقله البلاد السعودية –حرسها الله- .
فهذا من الإرجاف ومن اليأس من روح الله .
بل الواجب اليقين بوعد الله ، وإصلاح النفس ، والرجوع إلى الله ، والتوبة إليه ، والالتفاف حول العلماء والأمراء ، والتوكل على الله .
وهذا لا ينافي معرفة مخططات أعداء الله ، وما هو غرضهم بالمجيء إلى الشرق الأوسط بقضهم وقضيضهم .
فهذه الأمور من واجبات الأمراء والعلماء –أهل الحل والعقد- أما إشاعتها بين الناس مع تقنيطهم ، وزعزعتهم ، وقذف الرعب في قلوبهم ، ودعوتهم لإساءة الظن بعلمائهم وأمرائهم !
فهذا من عمل المفسدين والمرجفين .
وهذا هو دأب خوارج هذا الزمان وأذنابهم القاطنين في بلاد الكفر ، والذين ينفذون مخططات أوليائهم من الكفرة والمشركين .
وقد استغل طواغيت الكفر أولئك الخوارج أسوأ استغلال حيث احتفظوا بهم لزرع الفرقة والخلاف بين الناس ، وفتح المجال لهم ليرعبوا الناس ويرجفوا بينهم .
فاحذروا –رحمكم الله- من الطواغيت وأوليائهم من الخوارج ومن يدعي الجهاد ونصرة المجاهدين وهم في الحقيقة إنما يحققون أهداف الكفار ، وأداة في أيدي الكفار يسيرونهم كيف شاؤوا.
واحذروا ممن يدعي نصرة المجاهدين وهو في الحقيقة يريد زرع الفتنة والفرقة، ويريد أن يتوصل بهذه الواجهة وها التلبيس والخداع إلى تكفير ولاة الأمور المسلمين، وإضفاء الشرعية على أعمال الإرهابيين التخريبية من قتل المجاهدين من رجال الأمن، وقتل النساء والأطفال وقتل المعاهدين والمستأمنين.
تبرئة أهل السنة السلفيين من هذا الأصل
إن هذا الأصل يناقش من أربعة مقامات
المقام الأول : تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب خوارج مع الدعاة
المقام الثاني : تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب مرجئة مع الحكام
المقام الثالث : تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب رافضة مع الجماعات
المقام الرابع: تبرئة أهل السنة السلفيين من قول الكاتب، قدرية مع اليهود والنصارى والكفار …
أما المقام الأول : فنقول ماذا تقصد بلفظة الخوارج؟
أتريد أن أهل السنة يكفرون المسلمين بكبائر الذنوب؟
أم تعد الرد على دعاتكم من أهل البدع والضلال تكفيرا لهم؟
فإن كان الأولى :فما أشبه الليلة بالبارحة , فبالأمس كان أعداء الدعوة السلفية ينقمون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله دعوته إلى توحيد الله الخالص من شوائب الشرك والبدع ويطلقون عليه وعلى منا صريه بأنهم خرواج واليوم نسمع من دعاة الحزبية المقيتة من يرمي أهل السنة بذلك وهكذا تتشابه قلوب أهل الباطل في القديم والحديث
قال تعالى(تشابهت قلوبهم)
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)
ولقد أحسن القائل‘والطيور على أشكالها تقع
قال ابن غنام ما حاصلهوأشر الناس والعلماء إنكارا عليه-محمد بن عبد الوهاب-وأعظمهم تشنيعا وسعيا بالشر إليه :سلمان بن سحيم وأبوه محمد فقد اتهم في ذلك وأنجد وجد التحريش عليه والتحريض..وافتوا للحكام والسلاطين والأشرار بأن القائم بدعوة التوحيد خارجي وأصحابه خوارج
وإن كان الثاني : فهذا وشأنكم أما نحن فلا نعده تكفيرا وإنما بيانا ونصيحة ورحمة على المردود عليه بل يعد ذلك علما من علوم الشريعة المطهرة، ألا و هو علم الجرح و التعديل ، الذي به حفظ الله لهذه الأمة دينها قال تعالى : ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحجر : 9).
قال الشيخ العثيمين -حفظه الله- : لله الحمد ما ابتدع أحد بدعة ، إلا قيض الله له بمنه و كرمه من يبين هذه البدعة و يدحضها بالحق ، و هذا من تمام مدلول قول الله –تبارك و تعالى – : (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ)
و لكن ماذا يقال عن أناس يقلبون حقائق الأمور و كأنَّهم لم يسمعوا إلى قوله تعالى : (وَ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأيَتِ وَ لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ) (الأنعام : 55).
و قد أخذ أهل العلم بجواز التكلم في الشخص بغير حضرته للمصلحة واستدلوا بأدلة منها :
ما جاء في الصحيحين و اللفظ للبخاري من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم فلما رآه قال : بئس أخو العشيرة و بئس ابن العشيرة فلما جلس تَطَلَّقَ النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم في وجهه و انبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة : يا رسول الله ، حين رأيت الرجل قلت له : كذا و كذا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ في وجهه و انبسطت إليه فقال صلى الله عليه و على آله و سلم :يا عائشة مَتَى عهدتني فاحشاً، إن شر الناس عند الله منْزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره
قال الخطيب البغدادي : ففي قول النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على أن اخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم و الدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة؛ إذ لو كان غيبة لما أطلقه النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم
و ثبت في مسلم من حديث فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة فقال النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم : فإذا أحللت فآذنيني. قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان و أبا جهم خطباني، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه و على آله و سلم : أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، و أما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد
قلت : لذا فقد فقه السلف -رضوان الله تعالى عليهم- هذا الأمر جيداً و سطروا في ذلك المؤلفات؛ حفاظاً على السنة المطهرة من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين و تأويل الجاهلين، فمن تلكم المؤلفات في باب الجرح و العديل، كتاب الكمال في أسماء الرجال للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة 600 ه، ثُمَّ جاء الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمان المزي المتوفى سنة 746 ه و قام بتهذيبه في كتاب سماه تهذيب الكمال في اسماء الرجال و يقال أنه لم يكمله، و أكمله الحافظ علاء الدين مغلطاي المتوفى سنة 762 ه و لأبي حفص عمر بن علي ابن الملقن كتاب سماه إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال و قد اهتم العلماء بالتهذيب، فقد ألف الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 748 ه كتاباً سماه تهذيب تهذيب الكمال ثٌمَّ قام باختصاره في كتاب له سماه الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة و جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 825 ه فألف كتابه تهذيب التهذيب و يقع في اثني عشر مجلداً، ثُمَّ اختصره في كتاب تقريب التهذيب الذي خرج قريباً محققاً بتحقيق أبي الأشبال صغير أحمد الباكستاني، و جاء بعد الحافظ بن حجر الحافظ صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي،فألف كتاباً سماه خلاصة تهذيب تهذيب الكمال في أسْماء الرجال و يقع في ثلاثة مجلدات
و السوأل الذي يوجه لهؤلاء المفترين على أهل السنة أن يقال : هل كل هذه المؤلفات من السب و الشتم و الغيبة؟!إذا أننا لا نجد فيها إلا فلاناً كذاباً أو متروكاً أو ضعيفاً أو سيء الحفظ ، أو به غفلة أو متهماً بالكذب و ما شابه ذلك، نبئونا بعلم إن كنتم صادقين؟
و قد يقول قائلهم : إن هناك فرقاً بين علم الجرح و التعديل لأجل حفظ الشريعة و بين نقدكم اللاذع لمن خالف الشريعة فهو يعد من قبيل الغيبة ، فنقول ما قاله الحافظ بن رجب رحمه الله : و لا فرق بين الطعن في رواة حفاظ الحديث و لا التمييز بين من تقبل روايته منهم و من لا تقبل و بين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب و السنة و تأول شيئاً منها على غير تأويله ، و تمسك بما لا يتمسك به ، ليحذر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه و قد أجمع على جواز ذلك أيضاً.
أما المقام الثاني من هذا الأصل وهو : إن أهل السنة السلفيين مرجئة مع الحكام فنقول له :ماذا تقصد بكلمة مرجئة؟
فإن كان مقصودك بذلك بدعة الإرجاء التي هي :تأخير العمل عن مسمى الإيمان وأنه لا يضر مع الإيمان معصية فهذا من أبطل الباطل وأكذب الكذب عنهم وهذا معلوم لدى القاصي والداني ممن قلت بضاعته في العلم الشرعي فضلا عن أهله وها هي كتبهم شاهدة بنقيض ذلك بل فيها التشنيع والنكير على هذه البدعة النكراء.
قال سعيد بن جبير ومثل المرجئة مثل الصابئين
وقال شريك عن المرجئةهم أخبث قوم وحسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله
والأقوال عن السلف في ذم المرجئة وبيان سوء مذهبهم أكثر من أن تحصر حتى أن الإمام الخلال عقد مجلدا في كتابهالسنة للرد على المرجئة وهو الجزء الرابع والخامس.
وما تكاد تقرأ كتابا من كتب العقيدة والسنة إلا وقد تعرض بالرد على هؤلاء المبتدعة .
ولكن القوم-أعني المفترين-يرمون أهل السنة به لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وماعليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم-أي أهل السنة والجماعة السلفيين-لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف.
بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل إستدلالا بقوله تعالىومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون
ونسوا أو تناسو أن الكفر عند أهل العلم كفران :كفر إعتقادي :يخرج من الملة وكفر عملي :لا يخرج من الملة وعلى ذلك جاتءت النصوص من الكتاب والسنة بتسمية بعض الأعمال كفرا وهي غير ناقلة عن الملة بمجرد الفعل منها :
ما قاله النبي صلى الله عليه وسلمسباب المسلم فسوق وقتاله كفر
وقال عليه الصلاة والسلاماثنان من الناس هما بهم كفر :الطعن في النسب والنياحة على الميت
قلت :وبعد أن تقرر أن هذا الأصل وهو أن الكفر كفران نأتي إلى قول ربنا عزوجلومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون فننظر هل الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر الأكبر أو الأصغر وما هي أقوال أهل العلم في ذلك
قال ابن عباس هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله
وقال أيضا :ليس بكفر ينقل من الملة.وقال عطاء :كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسوق دون فسوق
وقال سفيان : أي ليس كفرا ينقل من الملة.
وقال ابن جرير الطبريوأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟!
قيل: إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس.
قلت : والغريب أن هؤلاء الذين يكفرون الحكام المتلبسين بالظلم والفسق يجهلون أو يتجاهلون أن الحكم في الآية عام فيتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله سواء كانوا أمراء أم مشايخ قبائل الذين يتحاكمون بالعادات وسوالف البادية ويتناول أيضا مشايخ الطرق الصوفية والأحزاب المبتدعة ونحو ذلك بل حتى على نطاق رب البيت مع رعيته فلماذا يقتصرون في حكمهم على حكام المسلمين فقط؟
!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية”وإذا كان من قول السلف: (إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق)، فكذلك في قولهم: (إنه يكون فيه إيمان وكفر) ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ قالوا: كفروا كفراً لا ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة.
وقال الإمام ابن القيموالصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.
قلت :فهذه أقوال أئئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين استناروا بنور الوحي فأبانوا الحق في هذه المسألة الخطيرة التي حقيقة هي منزلة قدم كثير ممن ينتسبون إلى حياض الدعوة إلى الله تعالى فضلا عن غيرهم فماذا يقال عن كل هؤلاء الأخيار؟ أيقال أنهم مرجئة مع الحكام؟ قال تعالىفماذا بعد الحق إلا الضلال
إن الواجب أن نقفوا أثر هؤلاء الأبرار حتى نسعد-إن شاء الله تعالى-في الدينا والآخرة إن الحقيقة التي ينبغي ان تعلم أن الذين يستحقون أن يوصمو بالإرجاء هم أهل البدع كما تبين آنفا ولله الحمد والمنة.









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-04-27, 10:18   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هامتارو
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هامتارو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

* أخرج أبو داود والتِّرمذيُّ وحسَّنَهُ والنَّسائيُّ والبيهقي في (شعب الإيمان) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ سَكَنَ البادية جفا، ومن اتَّبع الصَّيْدَ غَفَل، ومن أتى أبواب السَّلاطين افتتن).

* وأخرج أبوداود، والبيهقي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ بدا فقد جفا، ومن اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَل، ومن أتى أبوابَ السَّلاطين افتتن، وما ازداد عبدٌ من السُّلطان دُنُوًّا إلا ازْدادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا).

* وأخرج أحمد في (مسنده)، والبيهقي بسند صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بدا جفا، ومن اتَّبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد أحدٌ من السُّلطانِ قُرْباً، إلا ازداد من الله بعداً).

* ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/262 عن هشام بن عباد قال سمعت جعفر بن محمد يقول : الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم .

خوارج على الدعاة. . مرجئة مع الحكام
لا هم خوارج ,
ولا هم مرجئة ,
هم مزيج من هذا وذاك!
على الدعاة والمخالفين لهم من أهل القبلة والتوحيد خوارج .. شداد .. غلاظ .. لا يقيلون لهم العثرات ,,
يرمون المخالفين لهم من أهل التوحيد .. بالتفسيق، والتضليل، والتبديع، وربما بالتكفير,,
أما مع الحكام .. فهم مرجئة .. رحماء .. أذلاء .. يقيلون عثراتهم ,,
يتوسعون للحكام في التأويل في مواضع لا يصح فيها التأويل شرعاً ولا عقلاً ..!
يصورون سيئات الحكام للناس على أنها حسنات ..
وأن سيئاتهم مهما عظمت وتنوعت فهي لا تخرج عن كونها كفر دون كفر ..
فتاواهم تدور مع السلطان ومصلحة السلطان,,
يغضبون حيث يغضب السلطان ..
ويرضون ويبشون حيث يرضى السلطان ..
لذا تجدهم من المقربين إلى العتبات .. والبلاط الملكي .. يُخصون بالعطاء والمنح والفُتات!
فهم بهذه الأوصاف مزيج غريب فريد - لم يعرفه التاريخ من قبل - جمعوا فيه بين أسوأ ما قيل في الخوارج الغلاة وأسوأ ما قيل في المرجئة الغلاة ..!

وهم - بحق - بلوة هذا العصر .. ليس لها من دون الله كاشفة .. قد تلبَّس أمرهم وضلالهم على كثير من الناس .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-27, 14:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حنين موحد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حنين موحد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هامتارو مشاهدة المشاركة
. خوارج على الدعاة. . مرجئة مع الحكام
لا هم خوارج ,
ولا هم مرجئة ,
هم مزيج من هذا وذاك!
على الدعاة والمخالفين لهم من أهل القبلة والتوحيد خوارج .. شداد .. غلاظ .. لا يقيلون لهم العثرات ,,
يرمون المخالفين لهم من أهل التوحيد .. بالتفسيق، والتضليل، والتبديع، وربما بالتكفير,,
أما مع الحكام .. فهم مرجئة .. رحماء .. أذلاء .. يقيلون عثراتهم ,,
يتوسعون للحكام في التأويل في مواضع لا يصح فيها التأويل شرعاً ولا عقلاً ..!
يصورون سيئات الحكام للناس على أنها حسنات ..
وأن سيئاتهم مهما عظمت وتنوعت فهي لا تخرج عن كونها كفر دون كفر ..
فتاواهم تدور مع السلطان ومصلحة السلطان,,
يغضبون حيث يغضب السلطان ..
ويرضون ويبشون حيث يرضى السلطان ..
لذا تجدهم من المقربين إلى العتبات .. والبلاط الملكي .. يُخصون بالعطاء والمنح والفُتات!
فهم بهذه الأوصاف مزيج غريب فريد - لم يعرفه التاريخ من قبل - جمعوا فيه بين أسوأ ما قيل في الخوارج الغلاة وأسوأ ما قيل في المرجئة الغلاة ..!

وهم - بحق - بلوة هذا العصر .. ليس لها من دون الله كاشفة .. قد تلبَّس أمرهم وضلالهم على كثير من الناس .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أن كان لديك دليل فناقش وأما أن تلقي الكلام جزافا فحتى الجهال يفعلون ذلك









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-28, 17:09   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*ابو محمد الجزائري*
مشرف سابق
 
الأوسمة
المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا علي الموضوع الرائع










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 12:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما رأيك فيمن يقول
أنّ الحكام لديهم أخطاء فيحين الدعاة لديهم ضلالات؟










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 16:43   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وبعد:

اقتباس:
أخرج أبو داود والتِّرمذيُّ وحسَّنَهُ والنَّسائيُّ والبيهقي في (شعب الإيمان) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ سَكَنَ البادية جفا، ومن اتَّبع الصَّيْدَ غَفَل، ومن أتى أبواب السَّلاطين افتتن).

* وأخرج أبوداود، والبيهقي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ بدا فقد جفا، ومن اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَل، ومن أتى أبوابَ السَّلاطين افتتن، وما ازداد عبدٌ من السُّلطان دُنُوًّا إلا ازْدادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا).

* وأخرج أحمد في (مسنده)، والبيهقي بسند صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بدا جفا، ومن اتَّبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد أحدٌ من السُّلطانِ قُرْباً، إلا ازداد من الله بعداً).

* ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/262 عن هشام بن عباد قال سمعت جعفر بن محمد يقول : الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم .
الدخول على السلاطين ليس محرم بإطلاق ولا مباح بإطلاق فهناك نصوص فيها جواز الدخول وهناك نصوص فيها النهي عن مخالطتهم.
لذلك يجب الجمع بين هذه النصوص كما فعل الإمام الشوكاني في كتابه"
رفع الأساطين في حكم الإتصال بالسلاطين"
وكذلك ابن الجوزي في كتابه((
"عطف العلماء على الأمراء والأمراء على العلماء" )).
وملخص كلامهم هو أن:
الأصل في دخول العلماء على الامراء الجواز وقد يكون مستحبا أما الحكم التفصيلي فقد يختلف من حالة لأخرى
فهناك بين الدخول للأمراء من اجل إعانتهم عل الباطل وبين الدخول إلى الأمراء من اجل معاونتهم في الخير والصلاح.
روى الإمام أحمد عَنْ مُعَاذٍ قَالَ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَمْسٍ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ أَوْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ تَعْزِيرَهُ وَتَوْقِيرَهُ أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَيَسْلَمُ النَّاسُ مِنْهُ وَيَسْلَمُ
وعن سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ أَوْ يَسْأَلَ فِي الْأَمْرِ لَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا قَالَ فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَجَّاجَ فَقَالَ سَلْنِي فَإِنِّي ذُو سُلْطَانٍ

قال العلامة ابن الوزير في كتابه "العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم" : (( فهذا عام في سلاطين العدل والجور ، وليس يمكنه السؤال إلا بضرب من المخالطة . اهـ ))
وقد عوتب أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي على تقبيل يد السلطان ، فقال ، أرأيتم لو قبلت يد والدي ، أكان خطأ أم واقعا موقعه ؟ قالوا : بلى ، قال : فالأب يربي ولده تربية خاصة ، والسلطان يربي العالم تربية عامة ، فهو بالإكرام أولى (بدائع الفوائد لابن القيم 2/ 176).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية"وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله,لا في معصيته ولا ضرر على من وافق رجلا في طاعة الله إذا انفرد ذلك عنه بمعصية لا يشاركه فيها كما الرجل إذا حج مع الناس فوقف معه وطاف,لم يضره كون بعض الحجاج له مظالم وذنوب ينفرد بها,.(إلى أن قال) فولاة الأمور بمنزلة غيرهم يشاركون فيما يفعلون في طاعة الله ولا يشاركون فيما يفعلون من معصية الله

وقال رحمه الله: فالقول في يزيد كالقول في أشباهه من الخلفاء والملوك,من وافقهم في طاعة الله تعالى كالصلاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود كان مأجورا على مافعله من طاعة الله ورسوله وكذلك كان صالحو المؤمنين يفعلون كعبد الله بن عمر وأمثاله ومن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم كان من المعنيين على الإثم والعدوان المستحقين للذم والعقاب


تفضل كتاب رفع الأساطين في حكم الإتصال بالسلاطين للشوكاني بتعليق العثيمين فقد فصل فيها تفصيلا جيدا
https://www.kabah.info/uploaders/ta3lykat.pdf

ورحم الله سهل بن عبد الله التستري حينما قال :
(( لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين : أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين : أفسدوا دنياهم وأخراهم )) تفسير القرطبي












رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 16:48   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هامتارو مشاهدة المشاركة
ا[font=courier new
[/font]خوارج على الدعاة. . مرجئة مع الحكام
لا هم خوارج ,
ولا هم مرجئة ,
هم مزيج من هذا وذاك!
على الدعاة والمخالفين لهم من أهل القبلة والتوحيد خوارج .. شداد .. غلاظ .. لا يقيلون لهم العثرات ,,
يرمون المخالفين لهم من أهل التوحيد .. بالتفسيق، والتضليل، والتبديع، وربما بالتكفير,,
أما مع الحكام .. فهم مرجئة .. رحماء .. أذلاء .. يقيلون عثراتهم ,,
يتوسعون للحكام في التأويل في مواضع لا يصح فيها التأويل شرعاً ولا عقلاً ..!
يصورون سيئات الحكام للناس على أنها حسنات ..
وأن سيئاتهم مهما عظمت وتنوعت فهي لا تخرج عن كونها كفر دون كفر ..
فتاواهم تدور مع السلطان ومصلحة السلطان,,
يغضبون حيث يغضب السلطان ..
ويرضون ويبشون حيث يرضى السلطان ..
لذا تجدهم من المقربين إلى العتبات .. والبلاط الملكي .. يُخصون بالعطاء والمنح والفُتات!
فهم بهذه الأوصاف مزيج غريب فريد - لم يعرفه التاريخ من قبل - جمعوا فيه بين أسوأ ما قيل في الخوارج الغلاة وأسوأ ما قيل في المرجئة الغلاة ..!

وهم - بحق - بلوة هذا العصر .. ليس لها من دون الله كاشفة .. قد تلبَّس أمرهم وضلالهم على كثير من الناس .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

منهج أهل السنة الذي تدل عليه الأدلة - كما سيتبين- أنَّهم فِي حق الحكام الفساق والمبتدعة يقيمون ما أوجب الله عليهم من السمع والطاعة وجمع الناس عليهم والنصح لَهم، فليس من منهجهم الرد عليهم أمام الناس فِي غيبتهم بِخلاف المبتدعة والضُّلال والمخطئين من المصلحين والدعاة، فإن المنهج فِي حقهم كمـا هو منهج السلف ودلَّت عليه النصوص هو الرد عليهم حَتَّى يحذر الناس خطأهم-كما سيتبين-.
وإليك أخي القار ئ منهج أهل السنة في التعامل مع كلا الطرفين:

أولا: منهج أهل السنة في التعامل مع الحكام المخطئين والفسقة والظالمين:

1-عدم الخروج عليهم إلا في حالة الكفر البواح :
أخرج الشيخان في «صحيحيهما» من حديث عبادة بن الصامت قال:
دَعَانَا النَّبِيُّ ص؛ فَبَايَعْنَاهُ؛ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا ... أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ))

2-طاعتهم في المعروف :
أخرج الآجري بإسناد صحيح عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر بن الخطاب: لعلك أن تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشياً، وإن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في دنياك فقل: سمعاً وطاعة دمي دون ديني . وفي رواية أخرى: وإن ظلمك فاصبر .
فهذا إمام ظالم يأخذ الأموال ويضرب ويدعو لما فيه منقصة الدين، ومع ذلك أمرنا بالصبر والسمع والطاعة له في غير ما حرم الله . كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة )).
ب ) عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنّ يداً من طاعة)) رواه مسلم.
وهذا نص صريح وجوب الطاعة على الحاكم الفاسق لأنه أمرنا بكره المعصية وعدم نزع اليد من طاعة الله .
3- أن أمر الجهاد مناط بولاة الأمر لا بغيرهم، فلا يشرع الجهاد إلا بإذنهم، ويدل لذلك ما يلي:
أ – ما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر، وإن يأمر بغيره كان عليه منه))
فهذا خبر بمعنى الأمر وهو نص في المسألة .
قال ابن حجر فتح الباري (6/ 136): لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويكف أذى بعضهم عن بعض، والمراد بالإمام كل قائم بأمور الناس ا.هـ.
ب- ما روى الشيخان أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال(( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم )) فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ، قال( فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك))
وجه الدلالة: أنه مأمور بالتزام جماعة المسلمين وإمامهم وألا يفارقهم.
4- جمع الناس عليهم وإبراز محاسنهم وعدم سبهم بما فيهم فضلاً عما ليس فيهم وما لم يتثبت عنهم، ويدل على هذا ما يلي:
أ – كل دليل دال على السمع والطاعة لهم وذلك لأنهم يأمرون بجمع الناس عليهم وعدم سبهم.
ب- كل دليل دال على حرمة الخروج ؛ لأن سبهم يؤدي إلى الخروج عليهم فإن كل خروج فعلي مسبوق بخروج قولي.

ج- أخرج الترمذي عن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق- فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( من أهان السلطان في الأرض أهانه الله)) ا.هـ حسنه الإمام الألباني.

وإليك بعض أقوال السلف في هذه المسألة التي نحن بصددها:
أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: آمر إمامي بالمعروف ؟ قال ابن عباس: إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه ، ولا تغتب إمامك . وهذا الأثر الثابت عن ابن عباس صريح في كيفية نصح الولاة وعدم غيبتهم .
وأخرج ابن عبدالبر في التمهيد عن أبي إسحاق السبيعي أنه قال: ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره.
وثبت فيما أخرج ابن زنجويه عن أبي مجلز أنه قال: سب الإمام الحالقة، لا أقول: حالقة الشعر ولكن حالقة الدين.
وأخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (281)، عن أبي اليمان الهوزني، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه -، قال :
(( إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة ))
قيل : يا أبا الدرداء ! فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟
قال : (( اصبروا ،فإن الله إذا رأي ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت ))


5-النصح لهم في السر والتعاون معهم في الخير:
عن عياض ابن غنم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((( من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدي الذي عليه له )).
قال ابن النحاس في كتابه (( تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين، وتحذير السالكين من أفعال الهالكين )) (157)
(( ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رأس الأشهاد بل يود لو كلمة سراً ونصه خفية من غير ثالث لها )) ا هـ.
وإليك كلاماً مفيداً لمجموعة من أئمة الدعوة منهم الشيخ محمد بن إبراهيم وسعد بن عتيق – رحمهم الله رحمة واسعة – قالوا في الدرر السنية ط5 (9/119) : وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر، والخروج من الإسلام، فالواجب فيها: مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه، وعرف طريقة السلف الصالح وأئمة الدين ا.هـ
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – في الدرر السنية ط5 (9/121): والجامع لهذا كله: أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ما يشترف أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية، فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً، إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق، واستلحق عليه ولا وافق، فيرفع الأمر إلينا خفية ا.هـ
6-الدعاء لهم بالخير والتوفيق:
وقد بين علماء السنة أن من معتقدهم ومنهجهم الدعاء للسلطان، فمن أراد النجاة فليسلك سبيلهم فلا طريق موصل إلى الله إلا سبيلهم، قال أبو عثمان الصابوني: ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح، وبسط العدل في الرعية .
وقال الإمام البربهاري في شرح السنة: فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نؤمر أن ندعو عليهم، وإن ظلموا وجاروا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين ا.هـ
وقال أبو بكر الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أهل السنة: ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إلى العدل ا.هـ
هذا مختصر منهج أهل السنة في التعامل مع الحكام فلا يسعك إلا ما وسعهم.

ثانيا:منهج أهل السنة في التعامل مع أهل الأهواء والبدع:

1-التحذير منهم:
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخوارج وسماهم بكلاب النار وحذر من القدرية وسماهم مجوس هذه الأمة
و عن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم -( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم )) (9).
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالـت: (( تـلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - هذه الآية{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغـاء تأويلـه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنـا به كل من عنـد ربنا وما يذكر إلا أولو الألبـاب}() آل عمران : 7 .)، قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منـه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم (10)
).
وهذا ابن عمر - رضي الله عنه - حين سئل عن القدرية قال: (( فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني )) (11).
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب )) (12).
وعن عطـاء - رحمه الله- قـال: أتيت ابن عباس-رضي الله عنهما- وهو ينـزع في زمزم قد ابتلت أسافل ثيابه فقلت: قد تُكلم في القدر.
قال: أوَ قد فعلوها؟. فقلت: نعم.
قال( فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم{ ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر }، أولئك شرار هذه الأمة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصـلوا على موتاهـم، إن أريتني أحدهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين))(13).
).

والنبي - صلى الله عليه وسلم- هو الذي شرع لأمته التحذير من أهل البـدع بأعيانهم، فقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى ذي الخويصرة بقوله( إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّـة … )) الحـديث (14))، ففي قوله ( هذا ) تعيين له وتحذير منه بعينـه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم )) (15)) .
وهذا إمام أهل السنّة أحمد بن حنبـل - رحمه الله - جاء عنه التحذير مـن أهل البدع بأسمائهم في كثير من أقواله وما ذلك إلا نصيحة لدين الله، قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
(( وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين )) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253 ) .
2-عدم مطالعة كتبهم:
بل قـد نقل بعض الأئمة الإجماع على ترك النظر في كتب أهل البدع، ولم يقولوا خذ الحق واترك الباطل.
كما قال الإمام ابن خزيمة – رحمه الله – ( ت: 311 ) لما سئل عن الكلام في الأسماء والصفات فقال:
" بدعة ابتدعوها، لم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين، مثل مالك، وسفيان، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحـاق، ويحيى بن يحيى، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى، وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف: يتكلمون في ذلك، وينهون عن الخوض فيه، ويدلّون أصحابهم على الكتاب والسنّة، فإياك والخوض فيه والنظر في كتبهم بحال "(16).
قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول:
" سلام بن أبي مطيـع من الثقات، حدثنا عنه ابن مهدي، ثم قال أبي: كان أبو عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه بلايا، فجـاء سلام بن أبي مطيع فقال: يا أبا عوانة، أعطني ذاك الكتاب فأعطاه، فأخذه سلام فأحرقه. قـال أبي: وكـان سلام من أصحاب أيوب وكان رجلاً صالحاً "(17).
وقال الإمام مالك – رحمه الله -:
" لا تجوز الإجـارات في شيء من كتـب الأهـواء والبدع والتنجيم"(18).
وقال أبو محمد ابن أبي حاتم:
" وسمعت أبي وأبا زرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثـار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداً "(19).
4-عدم ذكر محاسنهم:
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من أهل الأهواء دون التفات إلى محاسنهم، لأن محاسنهم مرجوحة، وخطرهم أشد وأعظم من المصلحة المرجوة من محاسنهم كما تقدم في حديث ةعائشة رضي الله عنها
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم )) ().
ومعلوم أن أهل البدع لا يخلون من محاسن، فلم يلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، ولم يذكرها، ولم يقل: استفيدوا من محاسنهم، وأشيدوا بذكرها.
وقال الحافظ ابن رجب أيضا رحمه الله في "شرح علل الترمذي " : "قال ابن أبي الدنيا: نا أبو صالح المروزي: سمعت رافع بن أشرس، قال: كان يقال: "من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه ". وأنا أقول: من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه ".
قال المحقق: "قال الكنكوهي في " الكوكب الدري " (1/ 347): إنه صاحب بدعة، لا ينبغي أن يأخذ العلماء منه، ولا أن يتركوا العامة يسألون عنه ويجلسون إليه، فلما كان كذلك، لا يتحدث عنه أحد فيموت ذكره، ولا يشتهر أمره، فعلم أن العلماء يجوز لهم بل يجب أن يظهروا للناس عيبه ويمنعوهم عن الأخذ عنه ".

قلت:
فيتلخص من هذا أن الفرق بين الدعاة المخطئين والحكام المخطئين من وجهين:
ا- أن الحكام - وإن كانوا فساقًا- فقد أُمرنا بِجمع الناس عليهم، بخلاف الدعاة المخطئين فإنا أُمرنا بالرد عليهم ليحذر الناس خطأهم.
2- أن السكوت عن أخطاء الدعاة الشرعية يُصيِّرها دينًا عند الناس، لكونِهم يتكلمون باسم الدين ويصدقهم الناس، بخلاف أخطاء الحكام، أما الرد على الحكام بذكر مساويهم دون حسناتِهم فيسبب مفاسد منع منها الشرع، ومنها بغض الناس للسلطان وافتياتُهم عليه.
وهذا الأثر السديد قد بين البيان الشافي بحمد الله:
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب (( الصمت وآداب اللسان )) (291) ، وابن الأعرابي في (( معجمه )) (292) ،وأبو نعيم في (( الحلية )) (293) عن زائدة بن قدامة، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائماً أنال من السلطان ؟
قال : لا قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟
قال : (( نعم ))
.









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 16:53   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناشر الخير مشاهدة المشاركة
ما رأيك فيمن يقول
أنّ الحكام لديهم أخطاء فيحين الدعاة لديهم ضلالات؟
هذا الكلام يحتاج إلى تفصيل ومعرفة الشخص الذي يقع عليه الحكم سواء كان حاكما أو محكوما .
فإن وقع كلاهما في نفس الشيء حكما عليها بنفس الحكم لكن منهج التعامل مع الحاكم يختلف عن منهج التعامل مع الداعية عند السلف الصالح كما بينت في مشاركتي السابقة.
فالحكم نفسه لكن منهج التعامل معهما يختلف كما بينت بالأدلة في مشاركتي السابقة.
لأن أهل البدع المعطلين لأسماء الله تعالى وصفات كماله والطاعنين في السنة وأهلها والمفتخرين بالحضارة الغربية كالإخوان المسلمين والأشاعرة والصوفية و الخواجى غيرهم أشد خطرا من ظلم الحكام وتعسفهم
وذلك لأن الحكام عطلوا الأوامر والنواهي وأما أهل الكلام والجهمية والمرجئة وأصحاب العقائد المنحرفة عطلوا عقائد بأكملها كأسماء الله وصفاته فتعطيل الأصل أشد من تعطيل الفرع التابع له ألا وهو ما يسمى عندهم بالحاكمية .
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان(إن تحكيم الشرعية وإقامة الحدود وإقامة الدولة الإسلامية واجتناب المحرمات وفعل الواجبات كل هذه من حقوق التوحيد ومكملاته وهي تابعة له فكيف يعنى بالتابع ويهمل الأصل)).
أخرج الإمام أحمد في مسنده(4/382) من طريق سيعد جهمان قال(أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة فسلمت عليه.
قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان.
قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزراقة.
قال : لعن الله الأزراقة، لعن الله الأزراقة، حدثنا رسول الله ( أنهم كلاب النار.
قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم، قال : فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال :
ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك باسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فائته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه )).
وعليه فالرد على دعاة الخروج و الإعتزال ونفاة الأسماء والصفات مقدم على انتقاد الحكام والسلاطين.
فليكن طلاب العلم على بيبنة من هذا الأمر ولا يمشوا وراء شنار الحزبيين المغفلين ولا يغتروا بخمج وزبالات فكرهم وبخرفيج عيشهم إن نهايتهم إلى قل وانقطاع والعاقبة للمتقين واربط نفسك يا طالب الحق بالعلماء الربانيين السلفيين الأقحاح ودع عنك شقاشق أتابع أبي مرة.









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 17:29   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

هذا الكلام يحتاج إلى تفصيل ومعرفة الشخص الذي يقع عليه الحكم سواء كان حاكما أو محكوما .
فإن وقع كلاهما في نفس الشيء حكما عليها بنفس الحكم لكن منهج التعامل مع الحاكم يختلف عن منهج التعامل مع الداعية عند السلف الصالح كما بينت في مشاركتي السابقة.
فالحكم نفسه لكن منهج التعامل معهما يختلف كما بينت بالأدلة في مشاركتي السابقة.
لأن أهل البدع المعطلين لأسماء الله تعالى وصفات كماله والطاعنين في السنة وأهلها والمفتخرين بالحضارة الغربية كالإخوان المسلمين والأشاعرة والصوفية و الخواجى غيرهم أشد خطرا من ظلم الحكام وتعسفهم
وذلك لأن الحكام عطلوا الأوامر والنواهي وأما أهل الكلام والجهمية والمرجئة وأصحاب العقائد المنحرفة عطلوا عقائد بأكملها كأسماء الله وصفاته فتعطيل الأصل أشد من تعطيل الفرع التابع له ألا وهو ما يسمى عندهم بالحاكمية .
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان(إن تحكيم الشرعية وإقامة الحدود وإقامة الدولة الإسلامية واجتناب المحرمات وفعل الواجبات كل هذه من حقوق التوحيد ومكملاته وهي تابعة له فكيف يعنى بالتابع ويهمل الأصل)).
أخرج الإمام أحمد في مسنده(4/382) من طريق سيعد جهمان قال(أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة فسلمت عليه.
قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان.
قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزراقة.
قال : لعن الله الأزراقة، لعن الله الأزراقة، حدثنا رسول الله ( أنهم كلاب النار.
قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم، قال : فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال :
ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك باسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فائته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه )).
وعليه فالرد على دعاة الخروج و الإعتزال ونفاة الأسماء والصفات مقدم على انتقاد الحكام والسلاطين.
فليكن طلاب العلم على بيبنة من هذا الأمر ولا يمشوا وراء شنار الحزبيين المغفلين ولا يغتروا بخمج وزبالات فكرهم وبخرفيج عيشهم إن نهايتهم إلى قل وانقطاع والعاقبة للمتقين واربط نفسك يا طالب الحق بالعلماء الربانيين السلفيين الأقحاح ودع عنك شقاشق أتابع أبي مرة.

ليكن في علمك أن هذا الحاكم:
يدعم أهل البدع من صوفية وقبورية وأشاعرة ويفتح لهم المجال .
يمنع المسلمات من ارتداء النقاب والحجاب ويحارب الثوابت الاسلامية.
يفتخر بالحضارة الغربية ويحكم بالقوانيين الوضعية.
يمنع نشر الكتب السلفية.
يسمح بانشاء القواعد الصليبية في بلاد المسلمين وبناء الكنائس في ديار المسلمين.
والكثير من الضلالات والطوام .
ويا أخي
هل هاؤلاء الحكام تصحّ امامتهم الشرعية ومبايعتهم حتى نطبق عليهم أحكام ولي الأمر الشرعي؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 17:37   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناشر الخير مشاهدة المشاركة


ليكن في علمك أن هذا الحاكم:
يدعم أهل البدع من صوفية وقبورية وأشاعرة ويفتح لهم المجال .
يمنع المسلمات من ارتداء النقاب والحجاب ويحارب الثوابت الاسلامية.
يفتخر بالحضارة الغربية ويحكم بالقوانيين الوضعية.
يمنع نشر الكتب السلفية.
يسمح بانشاء القواعد الصليبية في بلاد المسلمين وبناء الكنائس في ديار المسلمين.
والكثير من الضلالات والطوام .
ويا أخي
هل هاؤلاء الحكام تصحّ امامتهم الشرعية ومبايعتهم حتى نطبق عليهم أحكام ولي الأمر الشرعي؟
إن كانت ضلالاتهم وأخطاءهم تصل إلى حد الكفر ووقع عليهم الكفر((بشروطه الأربعة)) فتسقط إمامته ويجب الخروج عليهم(مع تحقيق شروط الخروج)).
أما إذا كانت ضلالاتهم لا تصل إلى حد الكفر فلا يجب الخروج عليهم ولا تسقط إمامتهم.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم((حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)).









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 18:03   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا الحاكم أصلا لا تصح امامته ولا بيعته.










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-30, 22:53   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عُضو مُحترم
عضو ماسي
 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناشر الخير مشاهدة المشاركة
ما رأيك فيمن يقول
أنّ الحكام لديهم أخطاء فيحين الدعاة لديهم ضلالات؟
هذا على اعتبار ان قتل الآلاف من المسلمين خطأ

و سجن المعارضين و المثفكرين طُلما خطأ

و ترويع الآمنين خطأ

و محاربة الدين خطأ

و موالاة الكُفار خطأ









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-01, 23:40   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناشر الخير مشاهدة المشاركة
هذا الحاكم أصلا لا تصح امامته ولا بيعته.
الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع بارك الله فيك.









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-11, 11:46   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

" الخلافة في قريش ،و الحكم في الأنصار ،و الدعوة في الحبشة، و الهجرة في المسلمين و المهاجرين بعد " .
" السلسلة الصحيحة " 4 / 467


باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش)

قوله صلى الله عليه و سلم: ( الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم ) وفي رواية:" الناس تبع لقريش في الخير والشر" وفي رواية:" لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان"، وفي رواية البخاري "ما بقي منهم اثنان".

قال الننوي في شرح صحيح مسلم : هذه الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر أن الخلافة مختصة بقريش لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم، وعلى هذا انعقد الاجماع في زمن الصحابة فكذلك بعدهم ومن خالف فيه من أهل البدع أو عرض بخلاف من غيرهم فهو محجوج بإجماع الصحابة والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة.

وقال ابن القيم في حادي الأرواح (1/289):
و لا نشهد على أحد من أهل القبلة انه في النار لذنب عمله و لا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء في حديث ولا بنص الشهادة، و لا نشهد لأحد انه في الجنة بصالح عمله و لا لخير أتاه إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي و لا بنص الشهادة،
و الخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان و ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها و لا نخرج عليهم و لا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة.ا.هـ










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-11, 20:36   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناشر الخير مشاهدة المشاركة
" الخلافة في قريش ،و الحكم في الأنصار ،و الدعوة في الحبشة، و الهجرة في المسلمين و المهاجرين بعد " .
" السلسلة الصحيحة " 4 / 467


باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش)

قوله صلى الله عليه و سلم: ( الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم ) وفي رواية:" الناس تبع لقريش في الخير والشر" وفي رواية:" لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان"، وفي رواية البخاري "ما بقي منهم اثنان".

قال الننوي في شرح صحيح مسلم : هذه الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر أن الخلافة مختصة بقريش لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم، وعلى هذا انعقد الاجماع في زمن الصحابة فكذلك بعدهم ومن خالف فيه من أهل البدع أو عرض بخلاف من غيرهم فهو محجوج بإجماع الصحابة والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة.

وقال ابن القيم في حادي الأرواح (1/289):
و لا نشهد على أحد من أهل القبلة انه في النار لذنب عمله و لا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء في حديث ولا بنص الشهادة، و لا نشهد لأحد انه في الجنة بصالح عمله و لا لخير أتاه إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي و لا بنص الشهادة،
و الخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان و ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها و لا نخرج عليهم و لا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة.ا.هـ
هذا لا خلاف فيه ألبتة بيننا لأنه من شروط الإمام أن يكون الإمام(=ولي الأمر=الخليفة) قرشيا لكن بحثنا لا يتعلق بشروط الإمامة إنما عن متى تسقط الطاعة؟.
والسؤال الذي تطرحه أو يطرحه غيرك هو:
هل تجب الطاعة-في غير المعصية طبعا- لولي الأمر الذي لم يستوفي شروط الإمامة(كأن يكون غير قرشي أو وصل للحكم بالتغلب والقوة)) الجواب:
نعم.
قال أبوذر - رضي الله عنه - ( م : 4732 ) :
( أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع , وإن كان عبداً مجدّع الأطراف ) .

وجاء في حديث أم الحصين - رضي الله عنها - تفسير هذا بما يُشعر بالتغلُّب ( م : 4793 ) :
« إن أُمّر عليكم عبدٌ مُجدّع . . . يقودكم بكتاب الله : فاسمعوا وأطيعوا » .
وقد أجمع العلماء على طاعة الحاكم المتغلِّب ؛ وإجماعهم هذا مطلق لا تقييد فيه :

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( الفتح 13/9 ، تحت الحديث رقم : 7053 ) :
« قال ابن بطال . . . أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلَّب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه . . . » انتهى .

وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ( الدرر السنية 7/239 ) :
« الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلّب على بلدٍ أو بلدان ؛ لـه حكم الإمام في جميع الأشياء » انتهى .

وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمهم الله - ( مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/168 ) :
« وأهل العلم . . . متّفقون على طاعة من تغلّب عليهم في المعروف , يرون نفوذ أحكامه وصحة إمامته ؛ لا يختلف في ذلك اثنان . . . » انتهى .
وقد نقل الشاطبي في (( الاعتصام ))) كلاماً للغزاليهذا نصه:
(( أما إذا انعقدت الإمامة بالبيعة، أو تولية العهد لمنفك عن رتبة الاجتهاد وقامت له الشوكة، وأذعنت له الرقاب، بأن خلا الزمان عن قرشي مجتهد مستجمع جميع الشروط وجب الاستمرار [ على الإمامة المعقودة إن قامت له الشوكة ]إمامته.ن قدر حضور قرشي مجتهد مستجمع للورع والكفاية وجميع شرائط الإمامة واحتاج المسلمون في خلع الأول إلي تعرض لإثارة فتن، واضطراب الأمور، لم يجز لهم خلعه والاستبدال به، بل تجب عليهم الطاعة له، والحكم بنفوذ ولايته وصحةإمامته.... )









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجئة, الدعاة, الحكام, حواري


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc