عين على القانون الخاص وعين على النقابات ونفاق الوزير

[لزرق]

كما سبق لي وان ذكرت سابقا ان جميع النقابات في لحظة ما اختلطت عليها الامور ولم تدري اتراهن على ملف الآيلين للزوال أم منحة الجنوب وفي حقيقة الأمر ومن خلال البيانات الصادرة مؤخرا من خلال النقابتين البارزين في قطاع التربية وخاصة فيما يخص ملف الآيلين للزوال ومنحة الجنوب فقد اتضح بما لا يدع للشك ان من راهن على هذين الملفين لكسب المزيد من النقاط في رصيده فقد باء بالفشل
1- ملف الآيلين للزوال: من المضحك فعلا أن تصرح نقابة بحجم الإتحاد أن موقف الوزير قد تغير بين الأمس واليوم وأن الوزير قد اعترف بان هناك اختلالات وأخطاء في القانون الأساسي وجب تصحيحها وهنا كان لابد لقيادة النقابة ان تتساءل ماذا يقصد الوزير باختلالاته والتي يحب ان تصحح ولكن ليس في الوقت الراهن وهنا أطرح هذا السؤال العجيب على نقابة الإتحاد : كيف تفسرون رد الوزير عن سؤال واحد بخصوص ملف القانون الخاص بطريقتين مختلفتين ومتناقضتين ؟
إذا لم يكن هذا الرد مصنفا في خانة الخداع و النفاق السياسي فلا ادري أين يصنف
وإذا كان رد الوزير على نقابة الكناباست بأن القانون الخاص قد طوي كما يطوى الكتاب وأن الأولوية الآن لتطبيقه وإذا كان رد الوزير لقيادة الإتحاد بأنه الان قد اقتنع بأن هناك فعلا اختلالات وأخطاء وجب تداركها لكن ليس في الوقت الرهن فأي الوزيرين نصدق ؟
ولنرجع إلى أرشيف المسودات قليلا وأترك لكم الحكم فقد وردت المادة 48 في المسودة المنشورة على موقع كناباست والتي وردت في المرسوم التنفيذي رقم 240/12 الصادر بالجريدة الرسمية رقم 34 تحت رقم المادة 31 مكرر ووردت المادة 60 مكرر في المسودة المنشورة على موقع الإتحاد والتي تخص المدة المطلوبة للإدماج في رتبة أستاذ مكون في التعليم المتوسط وطبعا هي تختلف عن تلك المنشورة في موقع كناباست
إن اعتراف الوزير بأن هناك اختلالات في القانون الخاص ليس مهما بقدر ما يهم معالجة تلك الإختلالات إن كان حقا مقتنعا بطرح النقابات او كان حقا يحسب لها ألف حساب

2- ملف منحة الجنوب: لقد تبين بما لا يدع مجالا للشك بأن النقابات قد فشلت فشلا ذريعا في الظفر بالتفاتة صغيرة من الوزير او حتى من ينوب عنه وبات أمرا حتمية إعلان هدنة في الجنوب وخصوصا وان الحكومة ماضية في تسوية الملف بعيدا عن تهافت النقابات هذا من جهة ومن جهة اخرى فالحكومة تريد إرسال رسالة قوية إلى الإحتجاجات المستقبلية خاصة في الشمال وملفات طب العمل وتعديل التعديل وغيرها من الملفات العالقة لحد الساعة وبمعنى أوضح فإن الحكومة تقول للجميع : أضربوا ما شئتم فلن تنالوا إلى ما أجود به عليكم وإذا ما نجحت الحكومة في هذا المسعى فلا احد سيراهن على احتجاجات الشمال وخاصة النقابات بالذات
أمام هذا الفشل والتراجع النقابي بكل أسف فإن حقوق العمال تبقى مرهونة بهذا التناطح الذي يبدو أنه ستتطول مدته بعدما اعتقدنا انها سحابة صيف عابرة
الخلاصة: إن النقابات على اختلاف أطيافها قد دخلت لعبة التجميع والصيد وركبت جميع الأمواج ، فهذه تريد تصيد ما امكن من منخرطين وأخرى تحاول الحفاظ على ما تبقى من قواعدها وتلك تريد صناعة سمعة لها تحت انقاض ما تبقى وأخرى تريد استرجاع مجد ضاع منذ زمن بعيد وصارت جميع النقابات تحب هواية التجميع والصيد بلا استثناء وأمام الحركة التنقلية لهؤلاء وأولئك بين مختلف النقابات فعلى العمل النقابي السلام