عاجل....حلت علينا كارثة

[Su2013]

ماذا لو...قدر وحلت بنا كارثة طبيعية ضخمة بحجم إعصار ''ايرما" أو "هارفي" التي ضربت الساحل الجنوبي الأمريكي خلال الأسبوع و الساعات الماضية,وان استحالت المقارنة إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك شبكة منظمة جدا من الطرق الواسعة و السريعة جعلت خروج ملايين من المركبات مختلفة الأحجام تخرج في ظرف 6ساعات دون تسجيل أي حوادث أو مشاكل,في اليابان و ان استحالت المقارنة كذلك عندما تضرب أمواج التسونامي الضخمة مدن مليونية بحجم طوكيو يتم إجلاء الناس ووضعهم بملاجئ مجهزة خصيصا...وعندما تضررت المفاعلات النووية من التسونامي تم احتواء الإشعاعات في شهر واحد و نحن لم نقدر على احتواء إشعاعات رقان بعد كل هذه السنين,ماذا لو حل بنا نصف ما حل بهم...الجواب محزن و مخيب... في الماضي القريب فقط سويعات من المطر جعلت من أحياء العاصمة العتيقة بباب الواد جعلت منها قبورا تنهار على رؤوس قاطنيها,وبالأمس القريب فقط أوقعت زلازل لم تتعدى درجة 6 أوقعت طوابق العمارات كأنها من كرتون (ولو أنها من كرتون فعلا),الكوارث الطبيعية لا ينتظر وقوعها من أجل اتخاذ الاجراءات بل يتم اتخاذ كل الإجراءات و الاحتياطات قبل وقوعها,ماذا عن الخط الزلزالي في الجزائر ومدى مراقبة شروط البناء...وهل عمارات عدل و أنبيي و أل بي بي و السوسيال تطابق المعايير التقنية للصمود أمام الزلازل أم أن من يسكنها مجرد ''عوام'' غير مهمين...ماذا عن الملاجئ في حالة تعرضنا لإعصار أو قصف هل تم بناء أي ملجئ أم أن الحكومة تتدروش و تخليها على ربي الساتر وتنتظر أن يحل علينا هارفي أو كاترينا أو ايرما ليجعلنا حطاما,وماذا عن قدرة اعادة البناء و الإصلاح...لاسيما و أن ساكني البيوت المؤقتة من زمن الفيضانات و الزلازل لم يتحركوا منها الا بعد عشرات السنوات...وماذا لو وقعت كارثة هل سنتمكن من أطعام و إسعاف و تدفئة المشردين من الكارثة أم خيار الدروشة وانتظار الصدقات من النيبال و اليمن و بنغلاديش و مالي هو الخطة الاستعجالية الوحيدة لدينا....ماذا لو استمرت الحرائق ووصلت للمراكز السكانية وكيف لا نمتلك طائرات إطفاء لا يتعدى سعرها طاقم لباس ثلاث وزراء...في ظل برنامج الإسكان العشوائي هل نبني مدننا الجديدة من الورق وفوق الوهم...أم أن الأتراك و الصينيين و الماليزيين تحولوا فجأة إلى علماء البناء والتشييد عندما دخلوا الجزائر وماذا عن مواقع تلك المدن الورقية آسف أقصد
المدن الأسطورية هل هي مدروسة من قبل خيرة علماء الجيولوجيا وتوقعات الطقس المتخرجين من كبرى معاهد نظام ال أم دي...وماذا لو تراكمت الثلوج على طرقنا الوطنية (التي لا يتعدى عرضها بضع أمتار) هل سننتظر المؤونة حتى نتجمد أم سيخرج الجيش بالمجرفة الصدئة و الفأس المكسور و خيشة الملح* ويفتح الطرق...بعد سنوات من المواجهة مع غضب الطبيعة توصل العلم الى حلول وابتكارات ثورية من شأنها تفادي المآسي و انقاذ ملايين الأرواح قبل وقوع الكوارث... لكن تلك الحلول و الابتكارات لا تساوي شيء أمام علمائنا الذين يردون على عبارة ماذا لو بعبارة ''زين فالك" وغيرها من عبارات وأمثال الدروشة...يقال أن الكوارث الطبيعية تظهر مدى جاهزية و قوة الدولة في تسيير الأزمات لتتحول لحظات الكوارث الى لحظات فخر,لكنها في بلدان أخرى تظهر مدى سرعة و جاهزية الدولة في تحضير موانئها و مطاراتها لاستقبال المعونات و الصدقات..