مختصر العقيدة الواسطية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مختصر العقيدة الواسطية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-09-08, 22:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










B10 مختصر العقيدة الواسطية

مختصر العقيدة الواسطيـــة

لشيخ الاسلام أبو العبَّاس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام ابن تيميّة الحرَّاني (ت728)



قام باختصارها العبد الفقيـر

عبد البَّاسط بن عبد الرَّحمن بن محمَّد القاضي آلهويملـي








بسم الله الرحمـــن الرَّحيـــــــــم
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونعوذبالله من شرور أنفسنا وسيئّات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ أما بعد :

إن اصدق الكلام كلام الله وخيـر الهدي هدى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وشرُّ الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النَّار .

وبعد فهذا مختصرٌ لطيفٌ للعقيدة الواسطية نسبةً لواسط المدينة التي أنشئت في العهد الأمويِّ وكانت تتوسط بين الكوفة والبصرة وسميت واسطا لتوسطها .وهذه العقيدة كما قيل فيها هي –أيضا-عقيدة وسطيَّةٌ كما جاء فيها وصفُ أهلها بأنهم وسطٌ في فرق الأمة كما أنَّ الأمَّة هي الوسطُ في الأمم. وهذه العقيدة من أكثـر العقائد السلفيّة سهولةً ويُسرا مع وضوح العبّارة وصحة الإستدلال وإختصارِ المقال ، وقد وُضِع لها القبول في الأرض فتلقَّها طلابُ العلم فتعلموّها وتدارسوها واهتبلوها اهتبالا كبيـرا، وحفظوها جيلا بعد جيل ، وهي بحقِّ من أجمع ما كتب في عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة . وكيف لاَّ وقد زوَّر مقالتها الخبيـر أبو العباس ابن تيميّة الشهيـرُ بشيخ الإسلام الحرَّاني ؛ قامعُ البدعِ وناصرُ الإتباعِ ؛ بقيةُ السَّلف الصالحين ؛ حبَّرها تحبيـراَ ؛ فكانت في سماءِ القولِ سراجاً منيـرا ؛ من إتبع ما فيها نجى ؛ وسلك سبيل المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك . وقد إختصرتـها لنفسـيِّ وخاصتـيِّ و رأيت أن أبثها لمن اراد لها حفظا .فمن رأى تقصيـراً في ذلك أو إخلالاً فليصلح الخلل وما فسد وليقم ما عوَّجنا فليسَ القصدُ من ذلكِ إدعاءُ الكمال و التَّمام ولكن قد يؤتى المرءُ من الخطأ والنسيان ما لا يعلمهُ أو يتداركه ساعة النظرِ في الكتبِ أوساعة التسطيرِ على الورق .والدين النَّصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعارُ الدين المتيـن . والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم .













بـــــــــــــسم الله الرحـمـــن الرحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــم

الحمد لله الّذي أرسل رسوله بالهُدى ودِينِ الحق ليظهره على الدِّين كلّه وكفى بالله شهيداً .وأشهدُ أن لا إله إلّا وحده لا شريك له ، إقراراً به وتوحيداً . وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ وَرَسُولهُ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصَحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً مَزيداً .

أمَّا بَعْدُ :

فهذا اعتقاد الناجية المنصورة إلى قيام الساعة ، أهل السنّة والجماعة : وهو الإيمان بالله وملائكتهُ وكتبه ورسوله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيـره وشـره .

ومن الايمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصف به محمد صلى الله عليه وسلم من غيـر تحريف ولا تعطيل ومن غيـر تكييف ولا تمثيـل . بل يؤمنون بأنّ الله سبحانه ( ليسَّ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وَهُوَ الْسَّمِيعِ الْبَصِيـْر)[ الشُّورى:11]. بخلاف الّذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال سبحانه وتعالى( سُبحَان ربِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ وَالحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ)[الصَّافات:180-182] فَسبّح نفسه عمّا وصفه به المخالفون للرُّسل ، وسَلّم على المرسلين ، لسلامة ما قالوه من النّقص والعيب . وهوسبحانه قد جمع فيما وصف وسمّى به نفسه بين النَّفي والإثبات . فلا عدول لأهل السُّنة والجماعة عمّا جاء به المرسلون ؛ فإنه الصراط المستقيـم ، صراط الّذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصديّقين والشهداء والصالحين .

وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسهُ في ( سورة الإخلاص) التـي تعدل ثلث القرآن .وما وصف به نفسهُ في أعظم آيةٍ في كتابه( الكرسـيِّ). ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلةٍ ، لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربهُ حتـى يصبح[ البخاري (6311)]

توحيد الربوبية والألهية و الأسماء والصفات لله سبحانه وتعالى :

وقوله سبحانه ( هوَ الأوَّلُ والأَخِرُ وَ الظَّاهِرُ والبَاطِنُ وَهو بِكلِّ شـىءٍ عليم)[الحديد:3]

مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( اللهم ربُّ السّموات السَّبع وربُّ العرش العظيم ، ربُّنا وربُّ كل شىءٍ ، فالق الحبِّ والنّوى ؟ منزل التوارة والإنجيل والقرآن ، أعوذ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ كل دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتها ؟ أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعد شيءٌ ؟ وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ ؟ وأنت الباطن فليس تحتك شيءٌ ؟ اقض عنّا الدّين وأغنني من الفقر)رواه مسلم [2713]

اثبات الحياة لله سبحانه وتعالى :

قوله سبحانه ( وتوكـّل على الحيِّ الّذي لا يموت)[الفرقان:88]

إثبات صفة العلم لله سبحانه وتعالى :

قوله تعالى ( يعلمُ ما يلِجُ في الأرض ومايخرجُ منهاَ وما ينزلُ منَ السَّماءِ وما يعرجُ فيها) [سبأ:6]

( وعنده مفاتحُ الغيب لا يعلمها إلّا هو ويعلم ما في البـرِّ والبحر وما تسقطُ من ورقةٍ إلّا يعلمها ولا حبةٍ في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) [ الأنعام :59]

اثبات صفة السمع والبصـر لله سبحانه وتعالى:

قوله تعالى ( ليس كمثله شىء وهوالسميع البصيـر) [الشورى:11] وقوله [إنّ الله نعمّا يعظكم به إنّ الله كان سميعا بصيـرا) [النساء:58]

إثبات المشيئة والارادة لله سبحانه وتعالى:

قوله تعالى ( ولوشاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد)[البقرة:253] وقوله ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يُضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنّما يصّعد في السّماء) [الأنعام:165]

اثبات صفة المحبة لله سبحانه وتعالى:

قوله تعالى ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) [البقرة:195]( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)[التوبة:7] وقوله ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) [آل عمران:31]

اثبات صفة الرحمة لله سبحانه وتعالى:

قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم)[البروج:14] وقوله ( ربنا وسعت كلّ شىء رحمة وعلما) [غافر:7] (ورحمتي وسعت كلّ شىء) [الأعراف:156]

اثبات صفة الرضا لله سبحانه وتعالى:

قوله تعالى(رضى الله عنهم ورضوا عنه) [المائدة:119]

اثبات صفة الغضب والسخط والانتقام والكراهية والمقت لله سبحانه وتعالى :

قوله تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه)[النساء:93] وقوله ( ذلك بأنهم اتبعوا ماأسخط الله وكرهوا رضوانه)[محمد:28] وقوله( فلما أسفونا انتقمنا منهم)[الزخرف:55] وقوله( ولكن كره الله انبعاثهم فثّبطهم) [التوبة:46] وقوله (كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون)[الصف:3]

اثبات صفات الفعلية كالنزول والمجيء لله تبارك وتعالى :

وقوله تعالى( هل ينظرون أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر) [البقرة:210] وقوله( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا) [ الفجر :21-22] مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا إلى السماء الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حين يبقى ثلثُ الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألنـي فأعطيه ؟ من يستغفـرني فأغفر له ) [ ( البخاري (6321) ، مسلم (758)]

اثبات الوجه لله سبحانه وتعالى :

وقوله تعالى (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) [ الرحمن :27] ( كل شيء هالك إلا وجهه)

اثبات اليد لله سبحانه وتعالى :

وقوله تعالى( ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيديَّ) [ص:75]

إثبات العين لله سبحانه وتعالى :

قوله تعالى ( واصبـر لحكم ربّك فإنك بأعيننا)[ الطور :48] وقوله ( وألقيتُ عليكَ محبَّة منـيِّ ولتصنع على عينـي) [طه:39]

اثبات السمع والبصر لله تبارك وتعالى :

وقوله تعالى ( إنني معكا أسمع وأرى) [طه:46] وقوله ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقيـرٌ ونحن أغنياء) [آل عمران :181]

وقوله تعالى ( ألم يعلم أن الله يرى) [العلق :14] ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)[ الشعراء:218-219] مثل قوله عليه الصلاة والسلام لمّا رفع أصحابهُ أصواتهم بالذِّكر : ( أيها الناس ، اربعوا على أنفسكم ، فإنّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباَ ، إنما تدعون سميعاً بصيـراً قريبا ، إنَّ الذي تدعونهُ أقرب إلى احدكم من عنقِ راحلته) [ البخاري (6409) ، مسلم(6704)] متفق عليه .

اثبات المكر والكيد لله تبارك وتعالى على الماكرين والكائدين :

وقوله تعالى ( ومكروا ومكر الله والله خيـرُ الماكرين)[ آل عمران :54] وقوله ( إنهم يكيدون كيدا وأكيدُ كيدا) [ الطارق:15-16]

الإيمان أن العفو والمغفرة لله تبارك وتعالى :

وقوله تعالى( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوءٍ فإن الله كان عفوا قديرا) [ النساء:149]( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)[ النور:22]

الإيمان أنَّ العزة لله وحده تبارك وتعالى :

وقوله تعالى ( ولله العزّةُ ولرسوله) [ المنافقون :8] وقوله عن إبليس(فبعزّتك لأغوينهم أجمعين) [ص:82] وقوله ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) [ الرحمن:78]

الإيمان ان ليس لله ندٌ ولا سميٌّ ولا كفؤ تبارك وتعالى :

وقوله( فاعبده واصطبــر لعبادته هل تعلم له سميّا) [ مريم :65] (ولم يكن له كفؤا أحد) [ الإخلاص:4] ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) [البقرة :22]

الإيمان أن الملك لله والحمد لله لم يتخذ ولداً ولا شريك له في الملك:

وقوله تعالى( يسبح لله ما في السموات ومافي الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)[ التغابن :1] ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبّرهُ تكبيرا ) [الإسراء :111] قوله تعالى ( ما اتخذ الله من ولدٍ وماكان معه من إله إذا لذهب كل إلهٍ بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون) [ المؤمنون :91-92]

تحريم القول على الله سبحانه وتعالى بلا علمٍ:

وقوله تعالى ( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون) [ النحل :74]

(قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغيـرِ الحقِّ وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)[ الأعراف :33]

اثبات الفوقية والاستواء على العرش لله تبارك وتعالى مع بيان أن ليس كمثله شـىء:

وقوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى)[طه:5] في سبعةِ مواضع : [في سورة الأعراف :54]،[يونس:3] ،[الرعد :2] ، [طه:5] ،[ الفرقان :59] ، [ السجدة :4] ، [ الحديد:4] .

الإيمان أن الله في السماء وإثبات صفة العلوّ لله تبارك وتعالى :

وقوله تعالى (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ) [آل عمران :55]( بل رفعه الله إليه ) [ النساء :158]( أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السّماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير)[ الملك :16،17] مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السّماء) [ البخاري (3344) ، مسلم (1064)] حديثٌ صحيحٌ رواه البخاري وغيـره .

وقوله للجارية : ( أين الله؟).قالت : في السّماء .قال : ( من أنا؟) .قالت : أنت رسول الله .قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة) رواه مسلم [537)

الإيمان لله تبارك وتعالى معية علمية :

وقوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا اكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شىء عليم ) [ المجادلة :7]( إنني معكما أسمع وأرى)[طه:46] مثل قوله عليه الصلاة والسلام إذا قام أحدكم إلى الصلاة ، فلا يبـصق قبل وجهه ، فإن الله قبل وجهه ولا عن يمينه ، ولكن عن يساره ، أو تحت قدمه) [ البخاري(413) مسلم ،(551)] متفقٌ عليه .


الإيمان أن الله تبارك وتعالى لم يزل متكلما يتكلم بما يشاء :

وقوله تعالى( ومن أصدق من الله حديثا) [النساء :78] ( وقال الله يا عيسى ابن مريم)[ المائدة :116] ( وكلّم الله موسى تكليما) [النساء:164]( ونادهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ) [ الأعراف :22] مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( ما منكم من أحدٍ إلّا سيكلمهُ ربَّهُ وليس بينهُ وبينهُ ترجمان) [ البخاري (6539) ، مسلم (1016)] متفقٌ عليه .

الإيمان أن القرآن كلام الله تبارك وتعالى منه بدأ وإليه يعود :

وقوله تعالى( وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) [ التوبة:6]( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون)[ البقرة :75]( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) [ الكهف:27]

الإيمان أن القرآن كتابٌ أنزله الله تبارك وتعالى بواسطة جبـريل إلى النبـي عليه الصلاة والسلام غيـرُ مختلقٍ ولا مفتـرى :

وقوله تعالى ( وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ) [ الأنعام :96] ( وإذا بدّلنا آية مكان آيةً والله أعلمُ بما ينزّلُ قالوا إنما أنت مفتـرٍ بل أكثـرهم لا يعلمون قل نزّله روحُ القدس من ربِّك بالحق ليثبت الذين أمنوا وهدىً وبشـرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشرٌ لسانُ الّذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مُّبين)[ النحل 101-103]

الإيمان برؤية المؤمنين لله تبارك وتعالى يوم القيامة تبارك وتعالى :

وقوله تعالى ( وجوهٌ يومئذ نَّاظرةٌ إلى ربِّهـا ناظرة) [ القيامة :22-23]( لّلّذين أحسنوا الحسنى وزيادة)[ يونس:26]( لهم مّا يشاءون فيها ولدينا مزيد)[ ق:35]

مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( إنكم سترون ربكم ،كما ترون القمر ليلة البدر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاةٍ قبل طولع الشمس وصلاة قبل غروبها ، فأفعلوا) متفق عليه [ البخاري(554) ، مسلم (633)]

الإيمان بأنه قريب مجيبٌ كما جمع بين ذلك في قوله عز وجلَّ:

( وإذا سألك عبادي عنـي فإني قريبٌ أجيبُ دعوة الداع إذا دعان) [ البقرة :186]

وقوله عليه الصلاة والسلام إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) [[ البخاري (6409) ، مسلم(6704)]

قال المؤلف رحمه الله :وما ذكر في الكتاب والسُّنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوّه وفوقيته ، فإنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيءٌ في جميع نعوته ، وهو عليٌّ في دنوه ، قريبٌ في علوِّه

قال المؤلف رحمه الله : وهذا البابُ في كتابِ الله كثيـرٌ ، ومن تدبَّر القرآن طالباً للهُدى منهُ ، تبيّن له طريقُ الحقِّ .

ثمَّ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالسُّنة تفسّرُ القرآن ، وتبيِّنهُ ، وتدّلُ عليه، وتعبِّرُ عنهُ ، وما وصف الرَّسولُ به ربَّه عزوَّجل من الأحاديث الصِّحاح التـي تلَّقاها أهلُ المعرفةِ بالقَبول ، وجبَ الإيمانُ بها كذلك :

إثبات صفة الفرح لله سبحانه وتعالى :

مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( لله أشدُّ فرحا بتوبةِ عبده من أحدكم براحلته...) [ البخاري(6308) ، مسلم(1890)] متفق عليه .

إثبات صفة الضحك لله سبحانه وتعالى :

مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر ، كلاهما يدخلُ الجنّة) [ البخاري (2826) ، مسلم (1890)] متفق عليه .

اثبات صفة العجب لله سبحانه وتعالى :

مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيـره ينظر إليكم أزلين قنطين ، فيضلُّ يضحكُ يعلم أنَّ فرجكم قريبٌ )[ ابن ماجه (181) بنحوه ، حسن : ( الصحيحة :2810)] حديث حسنٌ .

اثبات القَدم لله سبحانه وتعالى :

مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تزال جهنّم يُلقى فيها . وهي تقول : هل من مزيد ؟ حتـى يضع ربُّ العزَّة رجلَهُ –وفي روايةٍ : عليها قدمهُ- فينزويِ بعضها إلى بعضٍ ، فتقول : قطُّ قطُّ) [ البخاري(7384) ، مسلم (2848)] متفقٌ عليه.


فصل
بيان أن أهل السُّنة والجماعة هي وسط في فرق الأمة :

إن الفرقة الناجية أهل السُّنة والجماعة يؤمنون بما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ربه بما يخبـر به ؛ كما يؤمنون بما أخبـر الله به في كتابه ، من غيـر تحريف ولا تعطيل ، ومن غيـر تكييفٍ ولا تمثيل. بل هم الوسطُ في فرقِ الأمة ، كما أنَّ الأمة هي الوسطُ بين الأمم . فهم وسطٌ في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل ( الجهمية) وبين أهل التمثيل ( المشبِّهة). وهم وسطٌ في باب الأفعال بين القدرية والجبـرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية ، وغيـرهم. وفي باب أسماء الإيمان والدّين بين الحروريَّة والمُعتـزلة ، وبين المرجئةِ والجهميَّة وفي باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج . وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله : الإيمان بما أخبر الله به في كتابه وتواتر عن رّسوله صلى الله عليه وسلم ، وأجمع عليه سلف الأمة ، من أنه- سبحانه – فوق سمواته ، على عرشه ، عليٌّ على خلقه ، وهو –سبحانه- معهم أينما كانوا ، يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستّة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السّماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) [الحديد :4] وليس معنى قوله ( وهو معكم) أنه مختلطٌ بالخلق فإن هذا لا توجبهُ اللغة وهو خلاف ما أجمع عليه سلفُ الأمة . وكل هذا الكلام الذي ذكره الله –من أنه فوق العرش ، وأنه معنا –حقٌ على حقيقته ، لا يحتاج إلى تحريف ، ولكن يصانُ عن الظنون الكاذبة ، مثل أن يظن أن ظاهر قوله ( في السّماء)[ الملك :16] أنَّ السّماء تقلُّه أو تظلُّه ، وهذا باطلٌ بإجماع أهل العلم والإيمان فإن الله قد ( وسع كرسيه السموات والأرض)[ البقرة :255] وهو الذي ( يمسكُ السموات والأرض أن تزولا)[ فاطر :41]

والإيمان بالله وكتبه :بأن القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوقٍ منه بدأ وإليه يعود وأن الله تكلم به حقيقةً ، وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة ، حروفه ومعانيه ، ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف . والإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحابٌ ، لا يضامون في رؤيته .

الإيمان بفتنة القبـر وعذابه ونعيمه :

الإيمان بكلِّ ما أخبـر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ممَّا يكون بعد الموت ، فيمنون بفتنةِ القبرِ ، وبعذابِ القبـر ونعيمه .فأما الفتنة : فإن الناس يفتنون في قبورهم ، فيقال للرجل : من ربّك؟ وما دينك ؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .فيقول المؤمن : ربيِّ الله ، والإسلام دينـي ، ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم نبيِّي . وأما المرتاب فيقول :آه ، آه [ ابوداود(4755) صحيح (صحيح الجامع (1676)] لا أدرى ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلتهُ ، فيضربُ بمرزبَّة من حديد فيصيح صيحةً يسمعها كل شيءِ إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق . ثم بعد هذه الفتنة إما نعيمٌ وإما عذابٌ إلى أن تقوم القيامةُ الكبـرى فتعاد الأرواح إلى الأجساد.

الإيمان باليوم الآخر وقيام الساعة :

وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله واجمع عليها المسلمون .فيقوم النّاس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراةً غرلا [ البخاري(6564-6565 ، مسلم (6860] وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق [ مسلم (6864]

الإيمان بالميزان وبنشر الدواوين والحساب :

فتنصب الموازين ، فتوزن بها أعمال العباد ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون)[ المؤمنون :102-103] وتنشر الدواوين وهي صحائف الأعمال فآخذ كتابه بيمنه وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره [ الإسراء :13.14] ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرّره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة واما الكفار : فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته ، فإنهم لا حسنات لهم ولكن تعدُّ أعمالهم ،فتحصى فيوقفون عليها ويقرَّرون بها .

الإيمان بالحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم :

وفي عرصات يوم القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم : ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، آنيته عدد نجوم السَّماء ، طوله شهرٌ وعرضع شهرٌ من يشرب منه لا يضمأ بعدها أبدا [ البخاري 6579، مسلم (2292]

الإيمان بالصراط المنصوب على متن جهنم :

والصراط منصوبٌ على متن جهنّم ؛ وهو الجسرُ الذي بين الجنّة والنّار ، يمرُّ النّاسُ على قدر أعمالهـم ، فمنهم من يمرُّ كلمح البّصر ومنهم من يمرُّ كالبرق وكالرّيح وكالفرس الجواد ومنهم من يمرُّ كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدواًّ ومنهم من يمشي مشيّا ومنهم من يزحف زحفاً ومنهم من يخطف ويلقى في جهنّم ، فإن في الجسر عليه كلاليبٌ تخطفُ الناس بأعمالهم .فمن مرَّ على الصراط دخل الجنّة . وأوَّلُ من يستفتحُ باب الجنّة محمد صلى الله عليه وسلم [ مسلم(196-197] و أوَّل من يدخُلها من الأممِ أمَّتهُ [ مسلم (855].

الإيمان أن النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث شفاعاتٍ يوم القيامة :

الشفاعتان الخاصتان له :

أما الشفاعة الأولى : فيشفع في أهل الموقف حتى يقضـى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء عن الشفاعة حتـى تنتهي إليه [ البخاري 4712، مسلم (194]

وأما الشفاعة الثانية : فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنّة .

الشفاعة العامة هي له عليه الصلاة والسلام ولسائر النبيين عليهم السلام والصديقين وغيرهم : فيشفع فيمن استحق النّار ألا يدخلها ، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها .

يخرج الله من النّار أقواما بغيـر شفاعة بل بفضله ورحمته [ البخاري (7439) مسلم (183)]

وأصناف ما تضمنته الدَّارُ الآخرة من الحساب والثَّواب والعقاب والجنّة والنَّار وتفاصيلُ ذلك مذكورةٌ في الكُتُبِ المُنزَّلةِ من السَّماء والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء وفي العلم الموروثُ عن محمّد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي ، فمن ابتغاه وجدهُ .

الإيمان بالقدر خيـره وشره :

وتؤمن الفرقةُ النّاجية من أهل السُّنة والجماعة بالقَدرِ خيرهِ وشرِّه والإيمان بالقدر على درجتين ، كلُّ درجةٍ تتضمنُ شيْئين :

الدرجة الأولى :الإيمان بأن الله تعالى عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوفٌ به أزلاً وأبداَ ثم كتب الله في اللّوح المحفوظ مقادير الخلقِ فأول ما خلق الله القلم . قال له ( اكتبْ) ، قال : ( ما اكتبُ ؟) قال اكتب ماهو كائنٌ إلى يوم القيامة) [ الترمذي(2155) صحيح ( صحيح الجامع :2017)] فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئهُ ، وما أخطأهُ لم يكن ليصيبهُ ، جفَّت الأقلامُ وطويت الصحف كما قال تعالى (ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبـرأها إن ذلك على الله يسيـر )[ الحديد :22]

وهذا التقدير التّابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملةً وتفصيلا ،فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء .

الدرجة الثانية : فهي مشيئةُ الله النّافذة ، وقدرته الشاملة ، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان ، ولم يشأ لم يكن ، وأنّه ما في السّموات ومافي الأرض من حركةٍ ولا سكونٍ إلا بمشيئةِ الله سبحانه ، لا يكون في ملكه إلا ما يريد وأنه سبحانه على كلِّ شيءٍ قديرٌ من الموجودات والمعدومات .وما من مخلوقٍ في الأرض ولا في السّماء إلا الله خالقه سبحانه .

الإيمان بالإرادة الشرعية وأنها محبتهُ إختص بها عباده المؤمنـين :

ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته . وهو سبحانه يحب المتَّقيـن والمُحسنين والمُقسيطين ، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقةً والله خالقُ أفعالهـم . وللعباد قدرةٌ على أعمالهم ولهم إرادةٌ ، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم كما قال تعالى ( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) [ التكوير :28.29] وهذه الدرجة من القدر يكذِّبُ بها عامةُ القدريّة الذين سماهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( مجوس هذه الأمةّ) [ أبو داود (4691) حسن ( صحيح الجامع)(4442] ويغلو فيها أقوام من اهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرتهُ واختيارهُ ويخرجون عن أفعال الله واحكامه حِكَمَها ومَصَالِحَها .

من الأصول الثابتة للفرقة النّاجية:

الإيمان قول وعمل ولا يسلبون الفاسق مطلق اسم الايمان :

ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعملٌ ، قول القلب واللّسان ، وعمل القلبِ واللّسان والجوارح . وأن الإيمان يزيدُ بالطاعة وينقص بالمعصية . وهم مع ذلك لا يكفرّون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الإخوة الإيمانية ثابتةٌ مع المعاصـي كما قال سبحانه وتعالى ( فمن عفي له من اخيه شيءٌ فإتباع بالمعروف)[ البقرة :178]

ولا يسلبون الفاسق المِّليَّ الإسلام بالكليّة ، ولا يخلدونه في النّار كما تقول المعتـزلة بل الفاسق يدخل في إسم الإيمان كما في مثل قوله ( فتحرير رقبةٍ مؤمنة) [النساء:92] وقد لا يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى ( إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلّت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا) [ الأنفال:2] ويقولون : هو مؤمنٌ ناقص الإيمان ، او مؤمن بإيمانه ، فاسقٌ بكبيرته ، فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم .

توقيـر الصحابة رضوان الله عليهم ومحبتهم والاستغفار لهـم وقبول ما جاء في فضلهم ومراتبهم :

ومن أصول أهل السُّنَّة والجماعة : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .كما وصفهم الله به في قوله تعالى ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلّا للذين أمنوا ربّنا إنّك رؤوف رحيم ) [الحشر :10] وطاعة الرّسول صلى الله عليه وسلم في قوله ( لا تَسبُّوا أصحابي فو الّذي نفسي بيده لو أنَّ أحدكم أنفقَ مثل أحدٍ ذهباً ما بَلغَ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ) [ البخاري (3673) مسلم(2541)] ويقبلون ما جاء به الكتابُ والسُّنَّة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من أنفق من قبل الفتح –وهو صلح الحُدَيْبِيَةِ- وقاتل على من أنفق من بعدُ وَ قاتلَ ، ويفضِّلون المهاجرين على الأنصارِ ، ويؤمنون بأنَّ الله قال لأهل بدرٍ ( اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم)[ البخاري (3007) مسلم(2494)] ويؤمنون بأنّهُ لا يدخلُ النَّار أحدٌ بايع تحت الشجرةِ كما أخبَـر النبيُّ صلى الله عليه وسلم[ مسلم (2496)] ويشهدون بالجنّة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم : كالعشرة وثابتٍ بن قيسٍ بن شمَّاسٍ وغيرهم من الصَّحابة .ويقرّون بما تواتر به النَّقلُ أنَّ خيـر هذه الأمة بعد نبِّيها : أبو بكرٍ ، ثم عمرُ ، ويثلِّثون بِعثمان ويربِّعون بعليِّ رضي الله عنهم كما دلّت عليه الآثار . ومن طعن في خلافةِ أحدٍ من هؤلاء فهو أضلُّ من حمارِ أهلهِ .

محبة أهل البيت وموالاتهم وحفظ وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام فيهـم :

ويحبُّون أهل بيتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولَّونهم ، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديرِ خُمٍّ ( أُذَكِركمُ الله في أهل بيتـي) [ مسلم (2408)] وقال عليه الصلاة والسلام ( إنَّ الله اصطفى إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ن واصطفى من قريشٍ بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم)[ مسلم (2276)] .ويتولَّون أزواج النبي أمّهات المؤمنين ويؤمنون بأنَّهن أزواجه في الآخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها والصديِّقة بنتُ الصدِّيق رضي الله عنهما.

التبـرأ من طريقة الروافض والنواصب :

ويتبرأون من طريقةِ الرَّوافض الذين يُبغضون الصَّحابة ويسبُّونهم ومن طريقة النَّواصب الذين يؤذون أهل البيتِ بقولٍ أو عمل. ويمسكون عما شَجر بين الصَّحابة ويقولون: إن هذه الآثار المرويَّة في مساوئهم منها ما هو كذبٌ ، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغيِّر عن وجهه والصحيح منهُ هم فيه معذورون : إمَّا مجتهدون مصيبون ، وإمَّا مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون أنّ كلَّ واحد من الصَّحابة معصوم عن كبائرِ الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ،ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرةَ ما يصدر منهم –إن صدَرَ . لأنَّ لهم من الحسنات التي تمحو السَّيَّئات ما ليس لمن بعدهم . وقد ثبت بقول رسول الله أنهم خيـر القرون [ البخاري (2651-2652) ومسلم(2533-2535)] ( وأنَّ المُدَّ من أحدهم إذا تصدَّق به كان أفضل من جبل أحدٍ ذهباً ممن بعدهم .[ سبق تخريجه ] ومن نظر في سيـرة القوم بعلمِ وبصيـرة ، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل ؛ علم يقينا : أنهم خيـرُ الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكونُ مثلهم ، وأنَّهم الصفوةُ من قرون هذه الأمة التي هي خيرُ الأمم وأكرمها على الله .

التصديق بكرامات الأولياء :

التصديق بكرامات الأولياء وما يجري على أيديهم من خوارق العادَات في أنواع العلوم والمُكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيـرات والمأثور من سالفِ الأمم في سورة الكف وغيـرها . وعن صدر هذه الأمَّة من الصَّحابة والتَّابعين وسائرِ فرِق الأمَّة ، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة .

المتابعة للنبي عليه الصلاة والسلام ومنهج السلف الصالح :

ثم من طريقة أهل السُّنة والجماعة إتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، و إتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثةٍ بدعة )[أبوادود(4607) ، صححه الألباني في سنن ابن ماجه (42)]

بيان أن الدين كتابٌ وسنةٌ وأن متبعيها هم الجماعة الحقَّة :

ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله وخيـر الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فيؤثرون كلام الله على غيـره من أصناف النّاس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كلِّ أحد ، ولهذا سُمُّوا : أهل الكتِّاب والسُّنة ، وسُمُّوا أهل الجماعةِ ، لأنَّ الجماعة : هي الإجتماع ، وضدُّها الفُرقة .

بيان أن الإجماع هو الأصل الثالث :

والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدِّين والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السَّلفُ الصالح إذ بعدهم كثر الإختلاف وانتشـر في الأمَّة .

من لوازم الأصول وشعار الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكـر وطاعة ولاة الأمور :

ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المُنكر على ما توجبه الشريعة . ويرون إقامة : الحجِّ ، والجهاد ، والجُمع ، والأعياد مع الأمراء ، أبراراً كانوا أو فجاراً ، ويحافظون على الجماعات ، ويدينون بالنّصيحة للأمّة ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبُنيان ، يشدُّ بعضهُ بعضا) وشبك بين أصابعه [ البخاري (481) ، مسلم (2585)] ويأمرون بالصبـر عند البلاء ، والشكر عند الرَّخاء ، والرضّا عند القضاء ، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال يأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار والإحسان إلى النّاس ، وينهون عن الفخر ، والخيلاء والبغـي والإستطالة على الخلق ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافِها ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقا) [ ابو داود (4682) صحيح ( الصحيحة)(284)] وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيــره فإنَّما هم فيه متبعون للكتابِ والسُّنة. وطريقتهم : هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم . لكن لمَّا أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن أمَّته ستفتـرق على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النَّار إلا واحدة وهي : الجماعة [ أبو داود(4597)]وفي حديثٍ عنه قال أنّه قال ( هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)[ الترمذي (2641) ( صحيح وضعيف سنن الترمذي)] صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشَّوب هم أهل السُّنة والجماعة وفيهم الصديقيون والشهداءُ والصَّالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى .وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهمُ النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفةٌ من أمَّتي على الحقِّ ظاهرين ، لا يضرُّهم من خالفهم ، ولا من خذلهم حتـى تقوم السَّاعة)[ البخاري(3641) ، مسلم (1037)]

فنسأل الله أن يجعلنا منهم ؟ وألّا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ،وأن يهب لنا من لدنهُ رحمةً إنَّهُ هو الوهَّاب .


وصلى الله على محمد وآله وصحبهِ وسلَّم تسليماً كثيـرا

إختصرتها في يوم 8/8/2016









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-10-25, 22:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد الله










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc