السوبر تخلف : حين يصبح المثقف إرهابيا ً - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السوبر تخلف : حين يصبح المثقف إرهابيا ً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-26, 16:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
matrixano02
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










M001 السوبر تخلف : حين يصبح المثقف إرهابيا ً

السوبر تخلف : حين يصبح المثقف إرهابيا ً



نحيا اليوم في زمن السوبر تخلف. ثمة فرق أساسي بين التخلف والسوبر تخلف. الشعب المتخلف هو الشعب الذي لا ينتج ما هو مفيد للبشرية والعالم، بينما الشعب السوبر متخلف هو الشعب الذي يطوّر التخلف من خلال استخدام العلم من أجل التجهيل. وهذا ما نقوم به. فمثلا ً، كل قبيلة مذهبية أو طائفية لها مدارسها وجامعاتها و وسائل إعلامها التي تهدف إلى معاداة ومحاربة القبائل المذهبية والطائفية الأخرى. هكذا نستخدم العلم وما يتضمن من تكنولوجيا من أجل نشر الجهل والتخلف.



للسوبر تخلف تجسدات عديدة ومختلفة منها أن معظم نصوصنا وخطاباتنا المعاصرة تعارض مبادئ المنطق والتفكير السليم فتقع في التناقض والدور كتعريف الماء بالماء. كما أن معظم ما نكتب غير معتمد على أية أسس علمية. هكذا نحن سوبر متخلفون لأننا نرفض العلم والمنطق ونستغل العلوم من أجل نشر الجهل. ومن تجليات سوبر تخلفنا أن معظم عباراتنا أمست خالية من معنى لأنها تجمع ما لا يُجمَع من مفاهيم كعبارة " العدد سبعة متزوج ". من هنا، أصبح أدبنا من نثر وشعر مجرد لعب على الكلمات. كما يتجسد سوبر تخلفنا في أننا محددون سلفا ً َفي معتقداتنا ومشاعرنا وتصرفاتنا. فما نعتقد ونشعر ونفعل مجرد تكرار لمعتقدات ومشاعر وأفعال أجدادنا. هكذا سجننا التاريخ في قبوره، وتحكمت فينا اليقينيات الكاذبة.



يتجلى سوبر تخلفنا بوضوح في حقيقة أن معتقداتنا يقينيات بالنسبة إلينا ما يدفعنا إلى التعصب لها فرفض الآخر المختلف عنا. هنا يكمن سبب فشلنا في صياغة مجتمعات و دول و ديموقراطيات. فعندما تكون معتقداتنا يقينيات بالنسبة لنا سوف نتعصب لها وبذلك نرفض الآخر المختلف عنا ما يؤدي لا محالة إلى فشلنا في بناء مجتمع و ديموقراطية علما ً بأن قبول الآخر أساس المجتمع والديموقراطية. والسبب الأساس وراء ذلك أننا لا نؤمن بالعلم ولا نشارك الحضارة في إنشاء العلوم وتطويرها. فالعلم عملية تصحيح مستمرة بحيث تستبدل النظريات العلمية بنظريات علمية أخرى عبر التاريخ، وبذلك في العلم لا توجد يقينيات. من هنا، وبما أننا اليوم نرفض العلم، إذن تغدو معتقداتنا يقينيات بالنسبة إلينا ما جعلنا نخسر المجتمع والحضارة. أما إذا قبلنا العلم وشاركنا في صياغة العلوم، فحينها سوف نتمكن من بناء مجتمع و ديموقراطية و حضارة لأنه لا يقينيات في العلم وبذلك من خلال قبول العلم لن تعصب لما نعتقد ما يسمح بقبول الآخر. هكذا العلم أساس المجتمع والديموقراطية. من هذا المنطلق، نعاني من دكتاتورياتنا بسبب رفضنا للعلم وعدم مشاركتنا في إنتاجه. فبما أن العلم أساس المجتمع والديموقراطية، وبما أننا نرفض العلم، إذن من المتوقع أن نخسر المجتمع والديموقراطية و أن تتحكم بنا الأنظمة الدكتاتورية.



بالإضافة إلى ذلك، نحن لا نشكّل مجتمعا ً، بل نحن مجرد قبائل متصارعة. وسبب ذلك أننا نحيا في عصر السوبر تخلف ما يفسّر لماذا تنشأ الصراعات والحروب الأهلية المتكررة في عالمنا العربي. وبما أننا فشلنا في بناء مجتمع عربي أو مجتمعات عربية، إذن من الطبيعي أن نفقد الإنسان لأنه لا يوجد إنسان خارج المجتمع. في حقبة السوبر تخلف لا يوجد إنسان عربي معاصر. والبرهان على ذلك هو التالي: الإنسان مجموعة حقوق كحق أن نكون أحراراً. ولكن الحقوق غير موجودة اليوم في عالمنا العربي. بذلك لا يوجد اليوم إنسان لدينا. هكذا خسرنا الإنسان تماما ً كما خسرنا المجتمع والحضارة ما يفسّر لماذا تسيطر علينا الدول الأجنبية وتغزونا.



في زمن السوبر تخلف أمسى التخلف هو القيمة الأعلى. يتمثل ذلك في أن الأكثر تخلفا ً

من بيننا هو الذي ينجح أكثر فيكتسب السلطات المعنوية والمادية. فالمطلوب هو أن نكون متخلفين. مثل ذلك أنه من المطلوب أن ننتمي إلى هذه القبيلة المناطقية أو المذهبية أو الطائفية والتنظير لها ضد القبائل الأخرى. وإن لم نفعل ذلك نغدو خارج مجتمعاتنا الكاذبة ونخسر أية إمكانية في أن نحصل على مورد إقتصادي. هكذا تعاقبنا قبائلنا إذا رفضنا الانتماء إليها، أي يعاقبنا سوبر تخلفنا إذا لم نشارك في تطويرالتخلف.



على هذا الأساس، أصبح المثقف العربي المعاصر إرهابيا ً. فالثقافة تحوّلت إلى أداة قمع في يد الطاغية الكبير أو الطاغية الصغير. مثل ذلك أننا نعتمد على أقوال وأفكار العلماء والفلاسفة كي نبرر وجود أنظمتنا الدكتاتورية وحروبنا الأهلية الدائمة. هكذا أمست الثقافة بين أيدينا وسيلة قمع في خدمة السوبر تخلف. وشارك ما يُدعى بالمثقف العربي المعاصر بقوة في تطوير التخلف وإعلاء رايات الجهل من خلال تقديم خطاب معارض للعلم والمنطق. لذا كان من الطبيعي أن يتجه هذا " المثقف " نحو محاربة المثقفين الآخرين الذين يتنافسون على لقب الأكثر تخلفا ً. فالمثقف أصبح إرهابيا ً في قتال المثقفين الآخرين فانقسمت ساحتنا الثقافية إلى عصابات ثقافية متناحرة. كما يتجلى إرهاب المثقف في إنتمائه إلى قبيلة طائفية أو مذهبية ودفاعه عنها ومعاداته للقبائل الطائفية والمذهبية الأخرى. هكذا يستغل " المثقف " ثقافته الكاذبة من أجل نشر الجهل والتخلف ما جعله يكتسب صفة السوبر متخلف. نحن إرهابيون صغار في زمن الإرهابيين الكبار.



حسن عجمي









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-01-26, 19:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حميدو09
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

نحن فعلا أمة تعيسة.
الأمم تحسب بالسنين الضوئية،و نحن نسر سير البطة بل السلحفاة.
أمة لديها القرآن الكريم تنشغل بالهوامش ، هي أمة لا تستحق الريادة.

إن عدد آيات العلم والأمثلة والإشارات القرآنية المتعلقة به يربو على سدس القرآن الكريم وجلها ليس لها سبب نزول مما يعني بالضرورة أن من حكم تنزيل تلك الآيات والتأكيد عليها جاء ليس فقط لجلب انتباه القارئ لكتاب الله تعالى إلى ما حوله بل حثه على البحث والاستكشاف والتنقيب في سبل الأرض التي سخرت له (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).

و قال عزوجل:
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المثقف, السوبر, تخلف, يسبح, إرهابيا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc