لا تجد معينا على النخلص من ذلك مثل الصبر و مراقبة الله و الحياء منه
فإذا دعتك نفسك إلى النظر للحرام تذكر في تلك الحال أن الله يراك و يعلم ما في نفسك
لو رئاك أحد من الناس لو فتح الباب و رئاك على تلك الحال تشاهد تلك المقاطع الخليعة لاستحييت منه أشد الحياء و غلقت الحاسوب مباشرة فكيف بالله رب العالمين الذي يعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور و الذي أنعم عليك بنعمة البصر فعصيته بها
أسأل الله أن يعفو عنا و يرشدنا لطاعته
و لكي تفهم حقيقة الحياء من الله أنظر في السؤال الذي سأله ذلك الصحابي للنبي عليه السلام حول التعري في حال الخلوة فقال له النبي صلى الله عليه و سلمز الله أحق أن يستحيي منه
و لهذا فهم سلفنا الصالح معنى الحياء من الله فقد روي عن الإمام مالك رحمه الله أنه كان يدخل إلى الخلاء مرة كل ثلاثة أيام حياء من الله
و يروى أن شيخا كان يدرس طلبته و كان من بينهم طالب نجيب فأراد أن يميزه عنهم فطلب من كل واحد فيهم أن يذهب إلى مكان حيث لا يراه فيه أحد و يذبح طائرا و يأتي به في اليوم التالي و في اليوم التالي أتى كل طالب بطائره مذبوحا إلا الطالب النجيب فلما سأله الشيخ لم لم تذبح الطائر قال له لم أستطع أن أذهب إلى مكان حيث لا يراني فيه أحد -فالله يراك أينما توجهت-
و في الأخير أقول لك لا تيأس حتى لا قدر الله غلبتك نفسك و عدت إلى ذلك جدد التوبة مباشرة و اعزم أن لا ترجع إلى ذلك الذنب
و تسلح بشيئين مراقبة الله و مجاهدة النفس
لماذا مراقبة الله ؟
لأنها تعينك على ترك النظر للحرام حتى لا تجد في نفسك شيئا يدفعك إليه
و لماذا مجاهدة النفس ؟
لأن نفسك ضدك فليس من السهل ترك الشهوات لان النفس من طبيعتها انها تركن إلى الشهوات و تميل لها فهي محتاجة منك أن تحبسها و تصبرها حتى تستقيم
مصداقا لقوله تعالى: و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين
أسأل الله أن يعفو عنا و يوفقنا للتوبة النصوح التي ليس بعدها رجوع إلى الذنب و أن يعيننا و إياكم على مراقبته في السر و العلن