الشمـائل المحمديـة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الشمـائل المحمديـة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-12-16, 16:31   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 صفة لونه (صلى الله عليه وسلم)

[align=center]صفة لونه (صلى الله عليه وسلم)[/align]

عن ربيعة بن عبد الرحمن قال : (سمعت أنس بن مالك يصف النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : (كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل، أُنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين، وقُبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء)، قال ربيعة (أحد رواة الحديث): فرأيت شعراً من شعره، فإذا هو أحمر، فسألت، فقيل: أحمر من الطيب. - البخاري – كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/652) برقم (3547).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق وليس بالآدم ، وليس بالجعد القطط، ولا بالسّبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء) . -البخاري – كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/652) برقم (3548).

وكان (صلى الله عليه وسلم) أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس - رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أزهر اللون- أبيض مستدير-، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب طيب رائحة النبي ولين مسه والتبرك بمسحه (4/1815) برقم (2330).

وعن أبي الطفيل: قال: (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال فقلت له : فكيف رأيته قال : كان أبيض مليحاً مقصداً . وفي رواية (كان أبيض مليح الوجه) رواه مسلم-كتاب الفضائل-باب كان النبي أبيض مليح الوجه – (4/1820) برقم (2340).

وعن أبي الطفيل قال : (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أبيض مليحاً، إذا مشى كأنما يهوي في صبوب).(1) صحيح سنن أبي داود-كتاب الأدب-باب هدي الرجل (3/921) رقم (4071).

وعن سليم بن جبير مولى أبي هريرة، أنه سمع أبا هريرة-رضي الله عنه- يقول: (ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان كأن الشمس تجري في جبهته، وما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأن الأرض تُطْوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث). رواه الإمام أحمد-(2/461).

صفــة وجهــه:

كان - عليه الصلاة والسلام - أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة، وهو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان (صلى الله عليه وسلم) إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنَّ وجهه قطعةُ قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خَلقاً).

فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: (فلما سلّمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه) البخاري –كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/653) برقم (3556).

وكان وجهه (صلى الله عليه وسلم) مستديراً كالقمر والشمس، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر) البخاري –كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/ 653) برقم (3552) .

وفي مسلم (كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً)، مسلم- كتاب الفضائل-باب شيبه – (4/1823) برقم (2344).

وعن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضخم الرأس عظيم العينين أهدب(2) الأشفار، مشرب العينين بحمرة، كث اللحية، أزهر اللون شثن(3) الكفين والقدمين، إذا مشى كأنما يمشي في صُعُد(4)وإذا التفت التفت جميعاً. مسند أحمد (1/89).

وعن علي قال: (كان رسول الله ليس بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية شثن الكفين والقدمين والكراديس مشربا وجهه حمرة، طويل المسربة، إذا مشى تكفَّأ كأنما يقلع من صخر، لم أرى قبله ولا بعده مثله).رواه الإمام أحمد –(1/156).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : : (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض، كأنما صيغ من فضةٍ، رجل الشعر).رواه الترمذي وصححه الألباني في " مختصر الشمائل" ص (27).

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى -عليه السلام- ضرب من الرجال، كأنه من رجال شَنوءة (بفتح الشين قبيلة من اليمن ورجال هذه القبلية متوسطون بين الخفة والسمن) ورأيت عيسى ابن مريم -عليه السلام- فإذا أقرب من رأيت منه شبهاً عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم (عليه السلام) فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم، (يعني نفسه)، ورأيت جبريل -عليه السلام- فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دحية). الترمذي في المناقب برقم (3651). وصححه الألباني في "مختصر الشمائل" ص(28).

صفة جبينه:

الجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين.وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم.

فعن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة-رضي الله عنه- يصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : (كان مفاض الجبين أهدب الأشفار) سنن البيهقي (1/214).

وكان - صلى الله عليه وسلم – (واسع الجبين) أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً) سنن البيهقي (1/214). وخلاصة السيرة ص 19-20.

وسئل أبو هريرة عن صفة النبي(صلى الله عليه وسلم) فقال : ( كان أحسن الناس صفة وأجملها كان ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين أسيل الجبين) سنن البيهقي (1/275).

وقد كان جبينه عليه الصلاة والسلام يتفصد عرقاً عندما يتنزل عليه الوحي فقد قالت عائشة –رضي الله عنها:ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا" البخاري، الفتح، كتاب بدء الوحي ، باب بدء الوحي، رقم(2).

وعند النسائي من حديث أبي سيعد الخدري-رضي الله عنه- أنه قال رأت عيناي رسول الله(صلى الله عليه وسلم)على جبينه وأنفه أثر الماء والطين من صبح ليلة إحدى وعشرين".سنن النسائي، كتاب التطبيق ، باب السجود على الجبين، رقم (1095)

صفة حاجبيه:

حاجباه قويان مقوَّسان، متّصلان اتصالاً خفيفاً، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.

وفي خلاصة السيرة ص(19-20) : " أزج الحواجب في غير قرن بينهما"

صفة عينيه:

كان -عليه الصلاة والسلام- مشرب العينين بحمرةمسند أحمد، (1/110) . وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته (صلى الله عليه وسلم) التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة (أي رموش العينين)، ناصعتي البياض وكان -عليه الصلاة والسلام- أشكل العينين، قال القسطلاني في المواهب: الشُكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود.

وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته – صلى الله عليه وسلم-، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال : في عينيه حمرة؟ فقال : ما تفارقه. راجع :شرح المواهب

وعن جابر بن سمرة قال: ( ...وكنت إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي-كتاب المناقب عن رسول الله –باب صفة النبي (5/562) برقم (3645).

ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة -رضي الله عنه- فقال: (كان رسول (صلى الله عليه وسلم) ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب-) رواه مسلم-كتاب الفضائل-باب صفة فم النبي وعينيه وعقبيه (4/1820) برقم (2339).

وفي حديث أم مبعد وهي تصفه لزوجها، :" وفي عيينه دعج"(5)

وقال على بن أبي طالب وهو يصفه (صلى الله عليه وسلم):" أدعج العينين"راجع: ابن هشام (1/401-402).

صفة أنفه:

يحسبه من لم يتأمله أشم ولم يكن أشم وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته (الأرنبة: هي ما لان من الأنف).

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-قال: (اعتكفنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العشر الأواسط، فلما كان صبيحة عشرين، نقلنا متاعنا، فأتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني رأيت هذه الليلة، ورأيتني أسجد في ماء وطين). فلما رجع إلى معتكفه وهاجت السماء فمطرنا، فوالذي بعثه بالحق، لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد عريشاً، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين. صحيح البخاري-كتاب الاعتكاف-باب من خرج من اعتكافه عند الصبح (4/332) برقم (2040).

صفة خـدّيه:

كان (صلى الله عليه وسلم) صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده) أخرجه ابن ماجه-كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها-باب التسليم، وصححه الألباني صحيح ابن ماجه (755).

[align=center]يتبــــــــع..............[/align]









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 16:37   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 سواك النبي (عليه الصلاة والسلام)

[align=center]سواك النبي (عليه الصلاة والسلام)[/align]

السواك لغة :

هو بكسر السين على الأفصح، ويُطلق على الآلة والفعل، وساك الشيء سوكاً: دلكه، ويُقال: ((جاءت الغنم تساوك هزلاً، أي: يحكُ بعضها بعضاً) قال ابن فارس: (والسواك مأخوذ من تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزل).

واسم العود: سواك ومسواك يُذكر ويؤنث. قال أبو زيد: (جمعه سُوك مثل: كتاب وكُتُب).

السواك في الشرع :

الآلة: هو ما تدلّك به الأسنان من العيدان وغيرها.

الفعل: استعمال عود أو غيره في الفم، لإذهاب التغيير ونحوه، وتطييب الفم.

( انظر مجلة الحكمة العدد الثامن شوال 1416هـ مقال للأخ/ صدام عبد القادر حسين ص74.)

قلت: كان من هديه (عليه الصلاة والسلام) أيضاً وزيادة على ما مضى من اهتمامه بتزيين نفسه، وتطييبها، والاهتمام بنظافة ملابسه وشعره، واعتنائه به فهو أطهر خلق الله عز وجل على الإطلاق قلباً وقالباً إضافة إلى ذلك كله كان له اهتمام خاص بما يتعلق بشأن السواك والتسوك لعلمه عليه الصلاة والسلام أنه سببٌ لتطهير الفم، وموجبٌ لرضا الله على فاعله، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عنه (السواك مطهرةٌ للفم مرضاة للرب)) النسائي-كتاب الطهارة-باب الترغيب في السواك (1-2/17) برقم 5

وكان عليه الصلاة والسلام شديد المواظبة عليه حتى أنه قال في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) البخاري-كتاب الجمعة-باب السواك يوم الجمعة (2/435) برقم 887 . وفي رواية لأحمد (لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء). المسند-كتاب مسند المكثرين-باب باقي المسند السابق .

قال بعض الفقهاء :

اتفق العلماء على أنه سُنة مؤكدة لحث الشارع عليه ومواظبته، وترغيبه وندبه إليه.

(انظر الفقه الإسلامي وأدلته د/ وهبة الزحيلي (1/300).

وكان من هديه ( عليه الصلاة والسلام ) استخدام السواك في كثير من الأوقات ومن آكدها:

1. عند الصلاة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) البخاري-كتاب الجمعة-باب السواك يوم الجمعة (2/435) برقم 887 .

2. عند الوضوء: الحديث السابق: وفي رواية: (عند كل وضوء). المسند-كتاب مسند المكثرين-باب باقي المسند السابق .

3. عند القيام من النوم: عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) إن قام من الليل يشوصُ فاه بالسواك. البخاري-كتاب الوضوء-باب السواك (1/424) برقم 245 .

4. عند تغيير الرائحة: ودليله حديث حذيفة السابق، ولأن الإنسان إذا نام ينطبق فوه فتتغير رائحته، والسواك مشروع لإزالة رائحة الفم وتطييبه.

5. عند دخول البيت: عن شريح قال: قلت لعائشة- رضي الله عنها- بأي شيءٍ كان يبدأ ( صلى الله عليه وسلم) إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك). مسلم-كتاب الطهارة-باب السواك (1/220) برقم 253 .

6. عند الانصراف من صلاة الليل: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) يُصلي بالليل ركعتين ركعتين). ثم ينصرف فيستاك. أنظر صحيح ابن ماجة 1 برقم 234 الألباني

7. عند قراءة القرآن والذكر عموماً: عن عليٍ رضي الله عنه قال: (إنّ أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك). صحيح ابن ماجة 1 برقم 326 الألباني .

8. عند الصوم : عن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: ( رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ما لا أحصي يستاك وهو صائم). الحديث ضعيف أنظر تمام المنه للألباني برقم 38 في كل وقت وفي أي لحظة : لعموم الأحاديث الواردة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم) منها :

9. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قال : ( السواك مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب). النسائي-كتاب الطهارة-باب الترغيب في السواك (1-2/17) برقم 5

10. وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم) قال أكثرتُ عليكم في السواك ). البخاري-كتاب الجمعة-باب السواك يوم الجمعة (2/435) برقم 888



كان من هديه ( صلى الله عليه وسلم ) أن يبدأ بالسواك بالشق الأيمن :

11. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ( كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) يُعجبه التيامُن في تنعله وترجله، وطهوره وفي شأنه كله ). البخاري-كتاب الوضوء-باب التيمن في الوضوء والغسل (1/324) برقم 168

كان من هديه أيضاً غسل السواك بالماء ليزيل ما عليه :-

12. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) يُعطيني السواك أغسله ، فأبدأ به فأستاك ، ثم أغسله ، ثم أدفعه إليه . أنظر صحيح أبي داود برقم 42 الألباني

وفي ختام هذا المبحث نذكر لك أخي القارئ الكريم وننقل لك بعضاً من فوائد السواك علها تكون لنا دافعاً لمحبة هذه السُنة العظيمة المهجورة...

يقول الدكتور/ عبد العزيز عبد الرحيم :

توصل البحث إلى أن خلاصات السواك تقضي علىخمس وعشرين نوعاً من الميكروبات القاطنة في الفم.

(المصدر السابق مجلة الحكمة).

يقول الدكتور/ وهبة الزحيلي : ذكر العلماء من فوائد السواك ما يلي :

1. أنه يطهر الفم.

2. يرضي الرب

3. يبيض الأسنان

4. يطيب النكهة

5. يسوي الظهر

6. يشد اللَّثة

7. يبطئ الشيب.

8. يُصفي الخلقة.

9. يُذكي الفطنة

10. يُضاعف الأجر ويسهل النزع ويذكر الشهادة عند الموت، ونحو ذلك، مما يصل إلى بضع وثلاثين فضيلة ذكرها الحافظ ابن حجر رحمه الله. ( انظر الفقه الإسلامي وأدلته – وهبة الزحيلي (1/305) )

ويوصي الأطباء المعاصرون باستعمال السواك لما يلي :

- لمنع نخر الأسنان.

- لمنع القلح ( الطبقة الصفراء على الأسنان )

- التهابات اللثة والفم.

- منع الاختلاطات العصبية والعينية والتنفسية والهضمية.

- منع ضعف الذاكرة وبلادة الذهن وشراسة الأخلاق. ( انظر المصدر السابق )ا.هـ

والله الموفق والمعين


[align=center]يتبـــــــــــع........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 16:40   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 خاتمه ( صلى الله عليه وسلم )

[align=center]خاتمه ( صلى الله عليه وسلم )[/align]

ذكر خاتمه ( صلى الله عليه وسلم ):

عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: (كان خاتم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من ورقٍ وكان فصُّه حبشياً) صحيح مسلم- ( 3/ 1658) رقم ( 2094)- كتاب اللباس – باب في خاتم الورق فصه حبشي.

وعن ابن عمر- رضي الله عنه - أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اتخذ خاتماً من فضة، فكان يختم به ولا يلبسه). أخرجه أحمد (2/68) وقال الألباني في مختصر الشمائل (إسناده صحيح على شرط الشيخين) (57).

وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه - قالكان خاتم النبي (صلى الله عليه وسلم) من فضة، فَضُه منه).البخاري- الفتح-( 10/ 334) رقم ( 5870)،كتاب اللباس، باب فص الخاتم.

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: (كان نقش خاتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمد سطر ورسول سطر، و(الله) سطر). البخاري- الفتح(10/341) رقم( 5878) كتاب اللباس- باب هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر.

وفي طريق أخرى: (أن النبي(صلى الله عليه وسلم)كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتاباً إلا بخاتم، فصاغ رسول الله خاتماً حلقته فضة، ونقش فيه محمد رسول الله (فكأني أنظر إلى بياضه في كفه).صحيح مسلم(3/ 1657) رقم ( 2092) - اللباس والزينة- في اتخاذ النبي خاتماً لما أراد أن يكتب إلى العجم.

وعن ابن عمر-رضي الله عنه-قال: (اتخذ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) خاتماً من ورقٍ، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر، ثم كان في يد عثمان حتى وقع في بئر أريس نقشه: محمد رسول الله).

البخاري- الفتح- كتاب اللباس – باب نقش الخاتم ( 10/ 336) رقم ( 5873).



ما جاء في أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يتختم في يمينه:

عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يلبس خاتمه في يمينه).سنن أبي داود، وصححه الألباني في صحيح سن أبي داود ( 2/ 795)رقم ( 3557) كتاب الخاتم – باب في التختم في اليمين أو اليسار).

وعن حماد بن سلمة قال رأيت ابن أبي رافع يتختم في يمينه، فسألته عن ذلك، فقال: رأيت عبد الله بن جعفر يتختم في يمينه، وقال عبد الله بن جعفر: (كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يتختم في يمينه). أخرجه الترمذي ( 4/ 201) رقم ( 1744) كتاب اللباس- باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين. وقال الشيخ الألباني- رحمه الله -: قلت وقال المؤلف. وقال محمد بن إسماعيل يعني البخاري هذا أصح شيء روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذا الباب. مختصر الشمائل للألباني (60).

وعن ابن عمر- رضي الله عنه-: (أن النبي (صلى الله عليه وسلم) اتخذ خاتماً من فضة، وجعل فِصَّه مما يلي كفَّه، ونقش فيه: محمد رسول الله، ونهى أن ينقش أحدُ عليه، وهو الذي سقط من مُعَيْقيب في بئر أرِيس) البخاري ( 10/ 330) رقم ( 5866)- الفتح – كتاب اللباس باب خاتم الفضة.

وعن ابن عمر قال: (اتخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خاتماً من ذهب، فكان يلبسه في يمينه، فاتخذ الناسُ خواتيمَ من ذهبٍ، فطرحه (صلى الله عليه وسلم) وقال: (لا ألبسه أبداً) فطرح الناس خواتيمهم) البخاري، الفتح،كتاب اللباس، باب خواتيم الذهب، ومسلم في صحيحه، كتاب اللباس برقم (2091).

وعن ابن عمر أن النبي(صلى الله عليه وسلم): (نهى عن خاتم الذهب). رواه الترمذي برقم 1741.

قال الشيخ الألباني رحمه الله: وهذا الحديث يدل على تحريم خاتم الذهب للرجل ونسخ حله. وهذه الأحاديث تدل على أن الغالب هو تختم الرسول(صلى الله عليه وسلم) باليمين وهذا لا يمنع جواز التختم باليسار كما ثبت في بعض الأحاديث. والله أعلم راجع مختصر الشمال (63).

ومن الأحاديث التي ذكرت أن النبي(صلى الله عليه وسلم) كان يتختم في يساره ما يلي:

عن ابن عمر-رضي الله عنه-قال: إن النبي(صلى الله عليه وسلم)كان يتختم في يمينه، ثم إنه حوله في يساره) أخرجه أبو الشيخ (133) وابن عدي في الكامل وأخرجه ابن عساكر عن عائشة – رضي الله عنها-

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: (كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما) رواه الترمذي( 4/ 200) برقم (1743) -كتاب اللباس - باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين.

وعن ابن عمر عند أبي دواد برقم (4227 أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يتختم في يساره، وكان فصه في باطن كفه). ويحمل فعل الحسن والحسين على اقتدائهما بالنبي(صلى الله عليه وسلم)فإنه فعله في آخر أمره). مختصر الشمائل (62).

[align=center]يتبــــــــع........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 16:51   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 ترجله (صلى الله عليه وسلم) وادهانه

[align=center]ترجله (صلى الله عليه وسلم) وادهانه[/align]


التَّرجُل :

تسريح الشعر ( أي تمشيطه بمشطٍ وغيره) قال الأصمعي: ومعنى رجَّل أي سرح بمشط مع ماء وغيره.. النووي شرح مسلم (1/409)

الدِّهن :

ا يُدهن به من زيتٍ ونحوه. ( انظر مختصر الشمائل المحمدية – الألباني ص37)

كان من هديه (صلى الله عليه وسلم) إكرام الشعر وترجيله وتطويله ، وفعله ذلك بنفسه.. إلخ إنما لأن اتخاذ الشعر وتطويله هو الأفضل من سُنته بحيث أن المحافظة على ذلك تتطلب الإكرام، والترجيل، والدهن وفي ذلك كما هو معلوم بعض المئونة والمشقة ، وفي الحث على تحمل ذلك ما يستحق من الثواب ، ونيل الفضيلة ، والإتباع لما هو الأفضل، والأخذ بسُنة المُصطفى قولاً وعملاً في كل وجهٍ شرعٌ ؛ مشروعٌ لا يُمارى فيه هُنا أو يتكاسل عن الإقتداء به فيما هاهنا إلاّ متساهلٌ بحق السُنة الشريفة، ومُعرض عن قبول ما لا يريده منها، وإن كان حقاً ثابتاً عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإلا لما يقول في اتخاذ الشَعر وإكرامه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ويحثُ على ذلك، ويفعله هو؟ إذاً فماذا بقي غير امتثال قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)!!؟ والإقتداء بفعله وسنته مما صلح وثبت، ومن ذلك ما يلي:-

1. عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: من كان له شَعَرٌ فليُكرمه.

رواه أبو داود. صحيح أبي داود 2 برقم 3509 الألباني

وهذا الحديث فيه دلالة على استحباب إكرام الشعر بالدهن والتسريح وإعفائه من الحلق؛ لأنه يخالف الإكرام إلا أن يطول.

2. عن وائل بن حجر قال : أتيتُ النبي (صلى الله عليه وسلم) ولي شعرٌ طويلٌ فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ذبابٌ ، قال : فرجعت فجززته ، ثم أتيته من الغد فقال: إني لم أعْنك، وهذا أحسن ) رواه أبو داود والنسائي. أنظر صحيح أبي داود 2 برقم 3530 الألباني

3. عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنَّ لي جمة ضخمة أفأُرَجِّلُها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (نعم، وأكرمها) فكان أبو قتادة رُبما دهنها في اليوم مرتين لمَّا قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم، وأكرمها. (النسائي ومالك) الحديث ضعيف أنظر تمام المنة برقم 29 الألباني .

قال المناوي في "فتح القدير": (وهو محمول على أنه كان مُحتاجاً لذلك لغزارة شعره، أو لبيان الجواز).

4. عن عطاء بن يسار قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المسجد، فدخل رجلٌ ثائر الرأس (أي شعث الرأس) واللحية، فأشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده أن اخرج كأنه يعني إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل، ثم رجع، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان؟) أي في قبح المنظر (مالك في الموطأ). الحديث ضعيف أنظر غاية المرام برقم 73 الألباني .

وفي الأحاديث التأكيد الظاهر على العناية بالشعر، وإكرامه، وترجيله، والمداومة على ذلك حتى يبقى الشعر في المظهر المقبول. كما أن فيها ما يدل على كراهة تركه مشوشاً ثائراً، ووصف من تهاون في العناية بشعره، ثم قال في الحديث: (كأنه شيطان). ولذا أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا قتادة الأنصاري بترجيل جُمته، وإكرامها كل يوم، لكونها كبيرة تحتاج إلى مثل ذلك، أو لبيان جواز إصلاح الشعر كلما تشوش، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يُداوم على الاعتناء بشعره.

5. ثبت في الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي (أن رجلاً اطلع من جُحرٍ في دار النبي (صلى الله عليه وسلم)، والنبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يحكُ رأسه بالمدْرى.. ) الحديث.

والمِدْرى: عودٌ تدخله المرأة في رأسها لتضم بعض شعرها إلى بعض.

وفيه دلالة على اعتناء النبي (صلى الله عليه وسلم) بشعره إلى ما هو أبعد من الاكتفاء بالمشْطِ والترجيل، وذلك بالمدرى.

ومن شدة محافظته وملازمته على إكرام شعره وترجيله أنه كان يستعين عليه بزوجته عائشة - رضي الله عنها- وهي في زمان الحيض ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المسجد في أيام اعتكافه للعبادة والخلوة.

6. كما روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أرجِّل رأس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا حائضٌ). أنظر صحيح ابن ماجة 1 برقم 516 الألباني

ولم يقتصر الاهتمام بإكرام الشعر وترجيله على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بل شمل ذلك أصحابه - بتوجيه لهم- رضوان الله عليهم.

7. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((إذا كان يومُ صوم أحدكم فليُصبح دهيناً مُترجلاً. رواه البخاري.كتاب الصوم-باب اغتسال الصائم (4/181) الفتح

ملاحظة مهمة :

لمزيد من الفائدة يراجع كتاب ( أحكام تربية شعر رأس وتهذيبه. د/ سالم بن علي الثقفي من ص55-61. )

والله الموفق والمعين

[align=center]يتبـــــــــع......[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 16:59   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 اغتسال النبي ( صلى الله عليه وسلم )

[align=center]اغتسال النبي ( صلى الله عليه وسلم )[/align]


الغُسل المراد هنا بضم الغين أو فتحها: هو فعل الاغتسال أو الماء الذي يُغتسل به.

وهو لغة: سيلان الماء على الشيء مُطلقاً.

شرعاً: إفاضة الماء الطهور على جميع البدن على وجهٍ مخصوص.( انظر الفقه الإسلامي وأدلته – وهبة الزحيلي - (1/358) )

من المعلوم لدينا جميعاً أن الإسلام دين النظافة والطهارة، والنزاهة عن كل ما يُستقذر ، ويُستقبح ظاهراً ، وباطناً ، ولما كانت النظافة تثير في النفس الحيوية والنشاط ، ولما كان جسم الإنسان يخرج منه العرق ويصحبه شيء من الروائح التي تُستقذر عند كثير من الناس ، والتي يكون سببها بعض المأكولات أو الغبار الذي يتعرض له الجسم لكل ذلك والله أعلم شرع الله لنا على لسان أطهر الخلق محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) الغسل والاغتسال.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:

(وهذا من أعظم محاسن الشريعة وما اشتملت عليه من الرحمة، والحكمة والمصلحة)

(أنظر الأغسال أحكامها وأنواعها من خلال السنة المطهرة د/ عبد الله الشريف ص6).

وسنتحدث بمشيئة الله - عز وجل - في هذا المبحث عن غُسله ( صلى الله عليه وسلم ) .

وفيه أنواع :

الأول: صفة غسله ( صلى الله عليه وسلم ):

ورد في صفة غسله ( صلى الله عليه وسلم ) من الجنابة أحاديثٌ كثيرة عن عائشة، وعن ميمونة، وجابر بن عبد الله وجبير بن مطعم رضي الله عنهم أجمعين، وأجمعُ هذه الأحاديث حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا اغتسل من الجنابة، يبدأ فيغسل يديه ثم يُفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ،[1] ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، ثم حفن على رأسه ثلاث حفنات،[2] ثم أفاض الماء على سائر جسده، ثم غسل رجليه). رواه البخاري 1/ 119-127 كتاب أحكام الغسل باب الوضؤ قبل الغسل .

الثاني: في غسله الواحد للمرات من الجماع:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يطوف على نسائه بغُسلٍ واحد). البخاري 1 / 324 -كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد . ومسلم-كتاب الحيض-باب جواز نوم الجنب (1/249) برقم 309 .

الثالث: في استتاره ( صلى الله عليه وسلم ) من الاغتسال بثوبٍ مع بعض أصحابه:

عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمر علياً فوضع له غُسلاً، ثم أعطاه ثوباً، فقال: أُسترني وولني ظهرك). مسند أحمد-كتاب ومن مسند بني هاشم-باب باقي مسند الأنصار

عن أبي السمح رضي الله عنه قال: كنت أخدُم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا أراد أن يغتسل قال: (ولِّني ظهرك) فأوليته قفاي، وأنشُر الثوب وأستره). (رواه أبو داود). أنظر صحيح برقم 400 .

عن ميمونة رضي الله عنها قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماء وسترته فاغتسل. أخرجه مسلم 1/266.

الرابع: في اغتساله ( صلى الله عليه وسلم ) من الإغماء:

عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة قال: دخلتُ على عائشة رضي الله عنها فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )؟ فقالت: بلى ثقل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال: ((أصلى الناس؟)) قلنا: لا هم ينتظرونك قال: (ضعوا لي ماء المخضب). (رواه البخاري ومسلم). أنظر مختصر صحيح مسلم كتاب الصلاة باب استخلاف الإمام إذا مرض وصلاته بالناس الألباني برقم 319

الخامس : في اغتساله مع بعض نسائه من إناءٍ واحد :

عن معاذة عن عائشة رضي الله عنهما قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من إناء واحد بيني وبينه فيبادرني حتى أقول دع لي دع لي قالت وهما جنبان .مسلم-كتاب الحيض-باب القدر المستحب لغسل الجنابة (1/257) برقم 321 .

عن أم هانئ رضي الله عنها: أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اغتسل هو وميمونة من إناء في قصعةٍ فيها أثر العجين) سنن النسائي-كتاب الطهارة-باب ذكر الاغتسال في القصعة التي يعجن فيها (1 /142 )

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من إناءٍ واحد تختلف أيدينا فيه من الجنابة) البخاري-كتاب الغسل-باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها(1/444) برقم 261

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والمرأة من نسائه يغتسلان من إناءٍ واحد) رواه البخاري. كتاب الغسل – باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها – (1/446) برقم 265

قلت: وهذا من تواضعه عليه الصلاة والسلام، ومكارم أخلاقه، وحسن معاشرته لنسائه وتبعله لهن كيف لا وهو القائل: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)). أنظر صحيح ابن ماجة برقم 16081 الألباني

السادس : في القدر الذي كان يغتسل به ( صلى الله عليه وسلم ):

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يغتسلُ من إناءٍ هو الفَرَقُ من الجنابة. مسلم-كتاب الحيض-باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة (1/255) برقم 319

قال سفيان : والفَرَق ثلاثة آصُع.

وعنها أيضاً أنها كانت تغتسل هي ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من إناءٍ واحدٍ يسعُ ثلاثة أمدادٍ أو قريباً من ذلك. رواه مسلم - كتاب الحيض – باب القدر المستحب لغسل الجنابة – (1/256) برقم 321 )

السابع : في تنشُفه من الغُسل ( صلى الله عليه وسلم ) :

عن أم هانئ رضي الله عنها: أنه لما كان عام الفتح أتت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بأعلى مكة، قام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى غُسله فسترت عليه فاطمة، ثم أخذ ثوبه فالتحف به). أخرجه مسلم –كتاب الحيض-باب تستر المغتسل بثوب ونحوه (1/266) برقم 336 .

الثامن : لم يكن يتوضأ ( صلى الله عليه وسلم ) بعد الغسل :

عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان لا يتوضأ بعد الغُسل. رواه الترمذي (1/179). أنظر صحيح الترمذي المجلد 1 برقم 93 الألباني


تاسعاً: في امتناعه ( صلى الله عليه وسلم ) من قراءة القرآن وهو جنب :

عن علي - رضي الله عنه - قال: ( كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقضي حاجته ثم يخرج فيقرأ القرآن ويأكلُ معنا اللجم ولا يحجزه ورُبّما قال: لا يحجبه من القرآن شيء إلا الجنابة. رواه أحمد في المسند (1/83) كتاب مسند العشرة المبشرين بالجنة-باب مسند علي بن أبي طالب . أنظر تمام المنة برقم 55 الألباني .

قلت: فالمقصود من ذكر هذه الأمثلة والأدلة أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يحرص على الاغتسال ويأمر به؛ لأن في ذلك منافع عظيمة تعود للإنسان من جراء اهتمامه بالنظافة وتأسيه بقدوته عليه الصلاة والسلام: فأين نحن من ذلك..!؟

وفي ختام هذا المبحث لا بأس أن نعرج على بعض الفوائد الصحية للغُسل:

يقول الدكتور على عويضة:

ونظافة الجسم تمنعُ الإصابة بالأمراض الخبيثة ، وتفتح المسام فيخرج العرق ونظافته بانتظام عن طريق الاستحمام يومياً في الصيف ومرة كل أسبوع في الشتاء، تنعش المرء ، وتنشط الدورة الدموية.

ويقول الشيخ / عفيف طبارة :

"وقد ثبت طبياً وعلمياً أن الجسم الإنساني يفقدُ من حيويته بعد الانتهاء من الاتصال الجنسي وليس من شيء يعيده إلى تلك الحيوية مثل أن يغسل الجسم كله ويدلكه جزءاً جزءاً بالماء للتنظيف". المصدر السابق.

ويقول الدكتور / أمين رويحة :

"أن الاغتسال علاجٌ لكثير من الأمراض العضوية والنفسية ".

ويقول الدكتور/ وليد رومان :

"إن الجلد يعلب دوراً كبيراً فهو مهمٌ للصفاء الذهني وإنَّ الجلد الجميل والجذاب يعني الصحة والعلاج بالماء يُبقي الجلد في حالة جيدة".

قلت : وبعد هذه الأدلة والشواهد من سيرته ( عليه الصلاة والسلام ) فلا يبقى لنا إلا الامتثال والعمل , (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)).

[align=center] يتبـــــــع.......[/align]

ملاحظة مهمة :

لمزيد من الفائدة يراجع كتاب: ( الأغسال أحكامها وأنواعها من خلال السنة المطهرة. د/ عبد الله الشريف










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:11   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 تـابع للشمائل المحمدية

[align=center]02 - الرسـول مع الله[/align]

خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جانب القضاء والقدرِ

معنى القضاء والقدر شرعاً:

هو تقدير الله -تعالى- الأشياء في القدم، وعلمه - سبحانه- أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته- سبحانه-لذلك ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها.

ومراتب القدر أربع وهي إجمالاً:

الأولى: العلم: أي أن الله علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم.

الثانية: الكتابة: أن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.

الثالثة: المشيئة: أي أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ليس في السماوات والأرض من حركة إلا بمشيئته-سبحانه- ولا يكون في ملكه إلا ما يريد.

الرابعة: الخلق والتكوين: أن الله خلق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد كما دلت على ذلك النصوص. القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ص30.1

ولما كان الرَّسُولُ (صلى الله عليه وسلم)هو أعرف الخلق بربه، وبتوحيده كان في ذلك القدوة الحسنة لجميع أتباعه في إيمانه بقضاء الله وقدره، وفي جوانبها كلها، وأفعاله وأقواله (صلى الله عليه وسلم) كلها شاهدة على ما كان عليه (صلى الله عليه وسلم)من حسن الأدب مع ربه - عَزَّ وجَلَّ-.

ومن أدبه مع ربه أنه وضح هذا الجانب لصحابته -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-وشرحه أتم الشرح، فكان يعلمهم ويربيهم على عقيدة القدر؛ لأنها هي العدة التي تجعل المؤمن شجاعاً لا يخاف إلا الله، وهي التي تجعل المؤمن يلاقي المصائب والصعاب راضياً مطمئناً، فعن عبد الله بن عباس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: كنت خلف النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم) يوماً فقاليا غلام إني أعملك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) الترمذي رقم 1516، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2648). وفي روايةٍاحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً). رواه أحمد في المسند (1/293) وصححه الألباني انظر كتاب السنة (315).

ومن هذا الأدب الذي كان يتحلى به النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم)مع ربه وظهر في أقواله وأفعاله، فقد كان يلاقي كل ما نزل به بالتسليم والرضى إيماناً وتصديقاً بقضاء وقدره، لما توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد، هذان النصيران له في تبليغ هذه الدعوة، فقد عاوناه وناصراه ولم تنل قريش من رسول الله ما نالت منه إلا بعد ما مات عمه أبو طالب ورغم كل ذلك إلا أن النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) قابل أمر ربه بالرِّضَى والتسليم.

ومما يدل كذلك على حسن أدبه مع ربه وإيمانه بقضائه وقدره ما كان يقابل ما ينزل به بالحمد والثناء على الله بما هو أهله، فقد روى الإمام أحمد، لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم)استووا حتى أثني على ربي - عَزَّ وجَلَّ-)، فصاروا خلفه صفوفاً، فقال: (اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت، اللهم: ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك.

اللهم إني أسألك النعيم المقيم، الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك العون يوم العلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينة في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

اللهم توفنا مسلمين وأحيينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين آوتوا الكتاب إله الحق). رواه البخاري في الأدب المفرد، والإمام أحمد في المسند (3/424) .

ولما توفي ولده إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً رآه النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأخذه في حجره وقال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) البخاري كتاب الجنائز باب قول النَّبيّ إنا بك لمحزونون (3/206) رقم (1303), ثم قالتدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أنه وعد صادق، وموعود جامع، وأن الآخر تابع للأول، لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا وإنا لمحزونون). ابن ماجة كتاب ما جاء في الجنائز باب ما جاء في البكاء على الميت. وصححه الألباني انظر صحيح ابن ماجة (1292) رقم (2932).

قال القاضي محمد سليمان المنصور فوري:وانظروا إلى عظمة النبوة وقت وفات إبراهيم حيث أخذه الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حجره وهو يلفظ أنفاسه فلقنه درس التوحيد بقوله: لا نغني عنك شيئاً، وما أعجب ما بينه الرسول (صلى الله عليه وسلم)من الأدلة في الصبر على الموت من أنه أمر صدق، ووعد حق، وأن الآخر سيلحق بأوله، ثم بين ضعف الإنسان، وقوة الإيمان بالله بإظهار حزنه ورضائه بربه.

وتدبروا كيف تغلب واجبه نحو إصلاح العقيدة على حزنه على الابن الفقيد فأسرع إلى الناس يخطب فيهم ويعظهم – بعد ما قالوا: إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم- بينما الآخرون في العادة يحسبون أنفسهم في مثل هذه المصيبة مفجوعين وينوحون ويبكون. رحمة للعالمين ص352.

ولقد ثبت عن النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم)أنه قالما أصاب عبداً قط همٌّ ولا غم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ في قضاؤك..)2

قال ابن القيم: ثم أتبع ذلك باعترافه بأنه في قبضته وملكه وتحت تصرفه، بكون ناصيته في يده يصرفه كيف يشاء، كما يقاد من أمسك بناصيته شديد القوي لا يستطيع إلا الانقياد له.

ثم أتبع ذلك بإقراره له بنفاذ حكمه فيه، وجريانه عليه شاء أم أبى، وإذا حكم فيه بحكم لم يستطع غيره ردَّه أبداً. وهذا اعتراف لربه بكمال القدرة عليه، واعتراف من نفسه بغاية العجز والضعف، فكأنه قال: أنا عبدٌ ضعيف مسكين يحكم فيه قوي قاهر غالب، وإذا حكم فيه بحكم مضى حكمه فيه ولا بد.

ثم أتبع ذلك باعترافه بأن كل حكم وكل قضية ينفذها فيه هذا الحاكم فهي عدلٌ محض منه لا جور فيها ولا ظلم بوجه من الوجوه، فقال: (ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك)، وهذا يعم جميع أقضيته سبحانه في عبده، فقضاءه السابق فيه قبل إيجاده، وقضاءه فيه المقارن لحياته وقضاءه فيه بعد مماته، وقضاءه فيه يوم المعاد، ويتناول قضاءه فيه بالذنب، وقضاءه فيه بالجزاء، ومن لم يثلج صدره لهذا ويكون له كالعلم الضروري لم يعرف ربه، وكماله ونفسه وعينه، ولا عدل في حكمه، بل هو جهول ظلوم، فلا علم ولا إنصاف. شفاء العليل (2/273).

ولقد رسخ الرسول (صلى الله عليه وسلم) العقيدة في قلوب أصحابه فكان التسليم لله ورسوله من قبل الصحابة في كل أمر من الأمور.

وقد نهى الرسول (صلى الله عليه وسلم)الصحابة من الخوض في القدر بالباطل وبلا علم ولا دليل، روى أبو هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن نتنازع في القدر، فغضب واحمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان، فقالأبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه). روى الترمذي (4/443) رقم (2133)، وحسنه الألباني مشكاة المصابيح (95).

وفي رواية أخرى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال: (بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم، تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم) قال: فقال عبد الله بن عمرو: (ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه)3. وحسنه الألباني صحيح ابن ماجة (69).

وكان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يبين لأصحابه أن كل شيء يجري بقضاء الله وقدره، حتى في الأمور التي يعتادها الناس، فقد روى أبو زرعة قال: حدثنا صاحب لنا عن ابن مسعود قال: قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: (لا يُعدى شيء شيئاً)، فقال أعرابي: يا رسول الله! البعير أجرب الحشفة ندبنه فيجرب الإبل كلها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فمن أجرب الأول؟ لا عدوى ولا صفر، خلق الله كل نفس وكتب حياتها ورزقها ومصائبها).

رواه البخاري: كتاب الطب، باب لا صفر وباب لا هامة وباب لا عدوى فتح الباري (10/171، 215، 241، 243) والترمذي، واللفظ له كتاب الغدر باب ما جاء في لا عدوى ولا هامة ولا صفر (4/450). ورقمه (2143)، وابن ماجه- المقدمة- باب في القدر (1/34) وفيه أنه قال: (ذلكم القدر فمن أجرب الأول) قال الألباني: صحيح دون كلمة ذلكم القدر. انظر صحيح ابن ماجة (70) .

ومن أقواله(صلى الله عليه وسلم) الدالة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر ما يلي:

حديث جبريل المشهور، الذي رواه عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - وفيه: (قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت) مسلم كتاب الإيمان باب الإيمان والإسلام والإحسان (1/36) رقم (8).

حديث جابر بن عبدالله - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما -,قال:قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطئه لم يكن ليصيبه) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (1743)، وفي السلسلة الصحيحة رقم (2439).

وعن علي-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-,قال: قال رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم): (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بعثني بالحق ويؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر)

رواه الترمذي وابن ماجه وقال الألباني صحيح. انظر صحيح ابن ماجة (66)، وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (وحديث علي هذا رجاله رجال الصحيح وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجه والحاكم). تحفة الأخوذي (3/201) ط: الهند الناشر دار الكتاب العربي لبنان.

وعن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز).

مسلم كتاب القدر باب كل شيء بقدر، (4/2045) رقم (2655)..

وقد ورد عن النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم)التحذير من التكذيب بالقدر، وذلك في الحديث الذي رواه أبو الدرداء- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عن النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر، ولا مكذب بقدر). رواه أحمد (6/441) وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (675).

وأقواله(صلى الله عليه وسلم)الدالة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر كثيرة جداً ويدل ذلك على أن الرسول قد بين هذا الجانب ووضحه وجعله في غاية الوضوح حتى لا يلتبس الأمر على الأمة، وكل هذا يدل على ما كان عليه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- من الأدب مع ربه في تبليغ دينه إلى خلقه حتى يعبدوه على علم وبصيرة.

ولقد علم الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الأمة التسليم للقضاء والقدر بعد بذل الجهد في ما أمر به من الأسباب، فعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم): (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا؛ كان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان). رواه مسلم كتاب القدر باب الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله (4/2052) رقم (2664).

قال ابن القيم: فنهى النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم) أن يقول عند جريان القضاء ما يضره ولا ينفعه وأمره أن يفعل من الأسباب ما لا غنى له عنه، فإن أعجزه القضاء قال: حسبي الله فإذا قال: حسبي الله بعد تعاطي ما أمره من الأسباب؛ قالها وهو محمود، فانتفع بالفعل والقول، وإذا عجز وترك الأسباب وقالها وهو ملوم بترك الأسباب التي اقتضتها حكمة الله - عَزَّ وجَلَّ- فلم تنفعه الكلمة نفعها لمن فعل ما أُمرَ به. الوابل الصيب: (ص279- 280).


[align=center]يتبــــــــع......[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:17   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 خلقه (صلى الله عليه وسلم)مع ربه

[align=center]خلقه (صلى الله عليه وسلم)مع ربه[/align]


فـــي جانـــب الألوهـــــية:

الأخلاق في اللغة:

الخليقَة: الطبيعة ، هذه خليقته التي خُلِقَ عليها: أي طبيعته، ويُقال: إنه لكريم الطبيعة.

الخُلُق: العادة، ومنه قوله تعالى:{إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} (137) سورة الشعراء الخُلُق: السجية ، وهو ما خلق عليه من الطبع.

الخُلُق: المروءة، جمعها أخلاق.

الأخلاق في الاصطلاح:

قال العلامة العيني: (الخُلُق: هي القوى والسجايا المدركة بالبصيرة).

قال العلاّمة القرطبي: هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب ويُسمَّى خُلُقاً ؛ لأنه يصير كالخليقة فيه.

انظر كتاب: "دعوة النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- للأعراب":حمود الحارثي (ص123-124).


توحيد الألوهية:

التوحيد في اللغة: مشتق من وحَّد الشيء إذا جعله واحداً فهو مصدر وحد يوحد أي: جعل الشيء واحداً.

التوحيد في الاصطلاح: إفراد الله سبحانه بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .

أنظر القول المفيد على كتاب التوحيد) ابن عثيمين(1/5)

وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة، ويُسمَّى توحيد العبادة؛ لأن الألوهية، والعبادة بمعنى واحد. فالإله: معناه المعبود. محاضرات في العقيدة والدَّعوة:للشيخ صالح الفوزان(1/43-44).


خُلُقه (صلّى الله عليه و سلم) في جانب الألوهية:

أي تحقيق النَّبيِّ (صلى الله عليِ وسلم) للعبودية تحقيقاً كاملاً، بأدبه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ مع ربه في جانب الألوهية. وليس المراد بهذا المعنى العام الشمولي، لأن ذلك يستوعب حياته كلها (صلى الله عليِ وسلم)، فقد كانت حركاته، وسكناته كلها لله، وفي سبيل الله-عَزَّ وجَلَّ-،فبذلك أُمر وعليه أُجر قال-تعالى- مُخاطباً نبيه، وحبيبه ومصطفا ه:

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام .

وكان(صلى الله عليِ وسلم) إذا افتتح صلاته قالوجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وأما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي و مماتي لله رب العالمين) صحيح مسلم – كتاب صلاة المسافرين-باب الدعاء في صلاة الليل (1/534) برقم( 771) .

وتوحيد الألوهية هو الذي خلق اللهُ الخلقَ من أجلِهِ:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات .

وهو الذي أرسل اللهُ به الرُّسلَ،وأنزل به الكتبَ,قال-سبحانه-:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} (36) سورة النحل.

وهذا النوع هو الذي شُرع من أجله الجهاد كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (39) سورة الأنفال (البقرة :193).

وهذا النوع هو الذي أنكره المشركون حين دعتهم الرسل إليه

{قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} (70) سورة الأعراف.

وهذا النوع هو الذي يهل به المُحرم بحجٍ أو عمرة حين يُلبي ((لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك)) وهذا النوع هو الذي يُسأل عنه الأولون والآخرون كما في الأثر ((كلمتان يُسأل عنها الأولون والآخرون ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين)).

قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه:" إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" (1/84) في تعليقه على الأثر السابق : قال قتادة: كلمتان يُسأل عنها الأولون والآخرون... إلخ. فتبين من ذلك أنه ليس بحديثٍ, بل هو من كلام قتادة السَّدوسي.

بعد هذه المقدمة السريعة تعال بنا أخي القارئ الكريم لنتأمل سوياً كيف حقق النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم)هذا الجانب مع خالقه ومولاه-سبحانه وتعالى-إنه ليس هُناك أدنى شك أن النَّبيّ (صلى الله عليِ وسلم) كان قدوةً, وإماماً, ومثالاً, فريداً في أدبه مع الله-عَزَّ وجَلَّ-وسيرته (عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ) حافلة بذلك وإليك مقتطفات، ونماذج من سيرته العطرة، تدلنا وتبين لنا كيف كانت علاقته، وخُلقه، وأدبه مع الله-عَزَّ وجَلَّ-في جميع جوانب حياته، ومن هذه الجوانب ما يلي:-


في جانب عبادته:

عن المغيرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-يقول: "إن كان النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم)ليقوم أو ليُصلي حتى ترم قدماه – أو ساقاه- فيقال له، فيقول: ((أفلا أكونُ عبداً شكوراً)) البخاري – الفتح، كتاب التهجد -باب قيام النَّبيّ (صلى الله عليِ وسلم) الليل- حتى ترم قدماه (3/19) برقم (1130) .

قلت: تأمل معي قليلاً في هذا الحديث، بل وفي هذه العبارة على وجه الخصوص، ((أفلا أكون عبداً شكوراً)) ففيها من المعاني العظيمة ما تدلنا، وترشدنا إلى أمور كثيرة، ومنها:

1. أدبه الجم مع الله-عَزَّ وجَلَّ-.

2. كثرة عبادته، وتهجدهُ، والانطراح بين يدي خالقه مع أنه قد غُفر له ما تقدم من ذنبه.

3. وصفه نفسه بكونه عبداً شكوراً ، وذلك تأدباً منه تجاه خالقه ومولاه.

وعن ابن مسعود-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-,قال: "صليتُ مع النَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم)ليلةً فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوءٍ، قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النَّبيَّ(صلى الله عليِ وسلم)". البخاري – الفتح, كتاب التهجد-باب طول القيام في صلاة الليل (1/24) برقم 1135 .

وما أحسن ما قاله ابن رواحة:


[align=center]وفينـا رسـولُ الله يتلو كتابه **** إذا انشقَ معروفٌ من الفجر ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا **** بــه موقنــاتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشـه **** إذا استثـقت بالمشركين المضاجع
[/align]

البخاري – التهجد 3 / 39).


حمايته جانب توحيد الألوهية ، وتحذيره من الشرك وأهله:

لقد حَذَّر النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم)أمته من الشرك غاية التحذير، وسد كل الطرق الموصلة إليه، وحَمَى حِمَى التوحيد، وذلك تأدباً مع الله من أن يكون معه شريك أو ند، ومن ذلك ما يلي:

1.أنه نهى عن الغلو في مدحه بما قد يُفضي إلى الغلو فيه و عبادته من دون الله كما وقع للنصارى في حق عيسى بن مريم,قال رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليِ وسلم)(لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله)) البخاري، الفتح-كتاب الأنبياء-باب قول الله تعالى ( واذكر في الكتاب مريم ) (6/541) برقم 3431


2.نهى عن الغلو في تعظيم قبور الصالحين وذلك بالبناء عليها، وإسراجها، وتجصيصها، والكتابة عليها ؛ لأن هذا يُفضي إلى الغلو فيها و عبادتها، وطلب قضاء الحوائج من الموتى.

ويدل على ذلك حديث ابن عباس- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال: قال رسول الله(صلى الله عليِ وسلم): ((إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو )) أحمد في المسند (1/215) .

3. نهى عن الوفاء بالنذر بالذبح لله في مكان يُذبح فيه لغير الله أو يُقام فيه عيدٌ من أعياد الجاهلية إبعاداً عن التشبه بهم في تعظيم المكان، والوثن.

ويدلُ على ذلك حديث ثابت بن الضَّحاك - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قالنذر رجلٌ أن ينحر إبلاً ببوانَة فسأل النَّبيَّ (صلى الله عليِ وسلم),فقال(هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد ؟)) قالوا: لا. قال( فهل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟)) قالوا: لا.فقال رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-"(أوفِ بنذرك فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم)). (رواه أبو داود،وصححه الألباني في صحيح أبي داود للألباني,برقم (2834) .


4. نهى عن الألفاظ التي ظاهرها التسوية بين المخلوقين وبين الله كقول الناس ((ما شاء الله وشئت)) و ((لولا الله وأنت)) كل هذا تأدباً مع الله وصيانة للتوحيد، وسداً لمنافذ الشرك، وإبعاداً للأمة عن أن تقع فيما وقعت فيه الأمم قبلها من فساد العقائد والسلوك، وغيرها. انظر :"محاضرات في العقيدة والدعوة" الفوزان ص50).

ويدلُ على ذلك حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أنَّ رجلاً قال للنَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم):ما شاء الله وشئت فقال النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم)(أجعلتني لله نداً؟! بل ما شاء الله وحده)). رواه أحمد في المسند (1/74),أنظر السلسلة الصحيحة ( 1 / 139).

5.عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنَّ أعرابياً أتى النَّبيَّ(صلى الله عليِ وسلم) ,فقال: دُلَّني على عملٍ إذا عملته دخلت الجنة؟ قال: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان)) قال: والذي نفسي بيده لا أزيدُ على هذا، فلما ولى قال النَّبيّ (صلى الله عليِ وسلم) لأصحابه( من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا) البخاري- الفتح – كتاب لزكاة-باب وجوب الزكاة (3/308) برقم (1397).


3. في جانب توبته واستغفاره:

كان رسول الله(صلى الله عليِ وسلم)أعرف الخلق بربه-جل جلاله-،متعبداً له بجميع أسمائه وصفاته, وسيرته (صلى الله عليِ وسلم) تترجم هذا، فقد كان (عليه الصلاة والسلام) يُظهر ذله وافتقاره في كل شأنه ، و يكثر من الاستغفار والتوبة – حدَّث عن ذلك بقوله ((والله إني لأستغفرُ الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) البخاري، الفتح– كتاب الدعوات-باب استغفار النَّبيّ (صلى الله عليِ وسلم) في اليوم والليلة (11/104) برقم 6307 .

سبحان الله.. ما أعظم هذا النَّبيّ الكريم، وما أجمل شمائله وأخلاقه، وما أحسن كلامه وأحواله، تأمل معي:

((إني لأستغفر الله، وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) إنَّ هذا الكلام لا يصدر إلا من نبيٍّ بلغ درجة عظيمة في حبه، وخوفه، وتقواه، وورعه، وخشيته من خالقه–سبحانه-بالإضافة إلى أدبه الجم الذي لا يوصف.


4. في جانب دُعائه وافتقاره إلى ربه:
كان النَّبيُّ(صلى الله عليِ وسلم) يُكثر من الدُّعاء ويلح فيه ويتضرع لربه السميع المجيب الجواد الكريم حتى أن أبا بكر الصديق-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-((أشفق عليه يوم بدرٍ من كثرة ما بَكى وتضرع فأخذه بيده وقال له: حسبك يا رسول الله)) البخاري – المغازي- ص752. (تحقيق العبودية – فوز الكردي ص87).

كان دُعاء النَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم)في ركوعِهِ(اللهم لك ركعت، وبك آمنت، لك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي)) صحيح مسلم-كتاب صلاة المسافرين وقصرها-باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/534) برقم (771 ) .

والمتأمل لأذكار النَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم)وأدعيته يرى عجباً في هذا الباب؛ففي سيد الاستغفار مثلاً أعظم معاني العبودية، وتبرز أسمى معاني الانكسار والتذلل ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت... إلخ)) وتأمل أيضاً دعاء النَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم)وتذلله لله إذا قام من الليل يتهجد ويُناجي ربه قال: ((اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات الأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد... إلخ)).

إنَّ حمد الله–تعالى-وشكره، والثناء عليه بما هو أهله مع الاعتراف بالذنب والعجز يُعمّر القلب بالنور, ويوجب له الطمأنينة والسعادة. نقلاً من موقع – البيان- كلمة لأحمد الصويان في جانب العبودية.


5. في جانب الالتجاء إلى الله وخشيته وتأثره بكلامه:

عن جابر بن عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-,قال: غزونا مع رسول الله (صلى الله عليِ وسلم) غزوة قبل نجد فأدركنا رسول الله (صلى الله عليِ وسلم) في وادٍ كثير العضاة ((أي الشوك)) فنزل رسول الله (صلى الله عليِ وسلم) تحت شجرة فعلق سيفه في بعض من أغصانها قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون وهو قائم على رأس فلم أشعر إلاّ والسيف صلتا في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني: قال: ((قلت الله)) – فشام السيف- أي سقط من يده.. إلخ)) رواه مسلم – كتاب الفضائل- (7/62).

وهذه الواقعة تبين لنا قوة إيمان النَّبيِّ(صلى الله عليِ وسلم) بالله-عَزَّ وجَلَّ-،وتوحيده الخالص وهذا من الأدب مع الله، وثقته بنصره وتأييده، وحمايته وعصمته من الناس، وهذا هو الإيمان إذا خالط بشاشته القلب.

عن عبد الله قال:قال لي رسولُ اللهِ(صلى الله عليِ وسلم)(اقرأ عليَّ القرآن)) قال: فقلتُ يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ قال( إني أشتهي أن أسمعه من غيري)) فقرأت النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا}(41) سورة النساء. فقال لي: حسبك – فنظرت إليه فإذ عيناه تذرفان). رواه مسلم – كتاب الصلاة - (2/195).

وفي ختام هذا المبحث نقول: هذا غيضٌ من فيض,فمن ذا الذي يُحيط بجوانب عبادته ومظاهر أدبه وخُلُقِهِ مع ربِّهِ، ومحبته له،وأما دُعاؤه(صلى الله عليِ وسلم)،وإنابته وذكره وخشيته.. إلخ. فبحرٌ لا قرارَ له،ومحيطٌ لا ساحل له.. لا يجمعه ديوان ولا يحصيه إنسان.. والله أعلم.


[align=center]يتبــــــع........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:20   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الربوبية

[align=center]خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)مع ربه في جانب الربوبية[/align]


قبل البدء في جانب خلقه(صلى اللهُ عليه وسلم) في هذا الجانب نذكر لمحة سريعة عن توحيد الربوبية.

توحيد الربوبية:

هو إفراد الله-عز وجل - بالخلق , والملك , والتدبر.

فإفراده بالخلق: أن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله، قال-تعالى-:{ألا له الخلق والأمر} الأعراف 54.

فهذه الجملة تفيد الحصر لتقديم الخبر، إذ أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، وقال تعالى: {هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض} فاطر: 3, فهذه الآية تفيد اختصاص الخلق بالله.

وأما إفراد الله بالملك: فأن نعتقد أنه لا يملك الخلق إلا خالقهم؛ كما قال-تعالى-:{ولله ملك السماوات والأرض} آل عمران: 189, وقال-تعالى-:{قل من بيده ملكوت كل شيء} المؤمنون: 88.

وأما إفراد الله بالتدبير: فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله وحده. القول المفيد على كتاب التوحيد (1/5-7).

وإذا عرفنا أن كلمة الرب التي منها اشتق لفظ الربوبية يطلق على عدة معان منها: السيد، والمالك، والمربي، والمصلح، والمعبود بحق-سبحانه وتعالى-.

ومن هذه المعاني الكثير للفظ الرب اشتق اسم الربوبية التي تعني: الخلق، والزرق، والملك، والسيادة، والتربية، والإصلاح، والتدبير – ولكون الله تعالى هو الرب الحق للعالمين اختص بالربوبية دون سواه ، ووجب توحيده فيها وامتنع عنه الشريك فيها بحيث لا تصلح الربوبية لغيره من سائر خلقه ولا تصح، ومن هنا أصبح توحيد الربوبية معناه نفي الشريك عنه–تعالى- في صفات الربوبية الحقة، والتي هي الخلق، والرزق، والملك، والتدبير الذي من لوازمه الأماتة والأحياء، والعطاء والمنع، والضر والنفع، والإعزاز والإذلال.

وعقلاء الناس في كل زمان ومكان يتحاشون دائماً أن ينسبوا شيئاً من صفات الربوبية لغير الله، وذلك لعجزهم عنها؛ ولأن المخلوق لا يخلق، والمملوك لا يملك.

ويكفي شاهداً على هذه الحقيقة اعتراف مشركي العرب حين نزل القرآن وهم يُدعون إلى عبادة الله وحده، اعترافهم بعدم صلاحية آلهتهم لشيء من صفات الربوبية وحقائقها، مع شدة تعصبهم لتلك الآلهة وتقديسهم لها، وتعظيمهم، فإنهم كانوا لا يترددون في الاعتراف بعدم صلاحية الإنسان فضلاً عن غيره من التماثيل والأصنام، لاتصافها بصفات الربوبية، فلم يكونوا ينتحلونها لأفرادهم، ولا لآلهتهم ولا يدعونها لهم بحال، وذلك لما وقر في نفوسهم بحكم الفطرة البشرية من عجز المخلوقين عن الخلق والرزق، والتدبير، والملك.عقيدة المؤمن للجزائري ص(67-68).

وقد سجل القرآن الكريم عجزهم واعترافهم في غير آية منه، ومن ذلك قوله – تعالى-: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله} يونس: 31 وقوله – تعالى-: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم} الزخرف: 9 وقوله - تعالى-:{قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون} المؤمنون: 86-87, وقوله– تعالى-: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون} الزخرف: 87.

ولما كان النبَّيُّ(صلى اللهُ عليه وسلم)إمام المُوحِّدين فهو يعلم عن ربه ما لا يعلم غيره فقد رسخ في قلبه معاني ربوبيته سبحانه وتعالى، فهو يعلم أن لا خالق إلا الله، ولا مالك إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولا مدبر إلا الله، فكل ما في الكون من خلقه وفي ملكه وهو يدبر أمرها ويصرفها، ويفعل فيها ما يشاء سبحانه.

فهو يعلم أن الله فوق عرشه يدبر أمر عباده وحده، فلا خالق ولا رازق ولا معطي ولا مانع ولا محيي ولا مميت ولا مدبر لأمر المملكة (والملكوت) ظاهراً وباطناً غيره، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا يجري حادث إلا بمشيئته، ولا تسقط ورقة إلا يعلمها، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.. إلا وقد أحصاها علمه، وأحاطت بها قدرته، ونفدت فيها مشيئته، واقتضتها حكمته.

ولمعرفته (صلى اللهُ عليه وسلم) بهذا الجانب فإنه قد بينه للأمة بقوله وفعله، فعلمهم كل ما يجب عليهم لخالقهم، ونهاهم وحذَّرهم عن كل ما يقدح في حق ربهم، فقد حذر النَّبيُّ(صلى اللهُ عليه وسلم)من الشرك وسد كل الجوانب التي تُوصِّل إليه حتى يكون الأمر واضحاً جلياً للناس، ولا يكون على الله حجة بعد الرسل، وهذا من خلقه (صلى اللهُ عليه وسلم) مع ربه.

فقد علَّم أصحابه وربَّاهم ورسَّخ العقيدة في قلوبهم، ومن هذا العلم الذي علمهم أن الله - سبحانه وتعالى - هو المالك المدبر المعطي المانع النافع الضار، الخافض الرافع، المعز المذل، بيده مقاليد الأمور، وهو على كل شيءٍ قدير، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد، قال (صلى اللهُ عليه وسلم) لابن عباس: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) الترمذي رقم (1516)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2648).

وقد أمر(عليه الصلاة والسلام)بالتعلق بالله الذي بيده كل شيء في الأمور كلها فقال: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً).

أخرجه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه كتاب الزهد عن رسول الله باب التوكل على الله (4/495) رقم (2344) وصححه الألباني انظر صحيح الترمذي رقم (1911)، وابن ماجة كتاب الزهد باب التوكل واليقين وصححه الألباني انظر صحيح ابن ماجة رقم (3359)، وقال: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر).

البخاري كتاب الطب باب لا هامة (10/226) رقم (5757)، ومسلم كتاب السلام باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول (4/742) رقم (2220)

وقال عندما ذكرت عنده الطيرة: (أحسنها الفأل ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك) رواه أحمد وأبو داود وقال النووي: صحيح. رياض الصالحين (537) وقال الألباني: ضعيف. انظر ضعيف أبي داود رقم (843).

وقال: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر) المسند وصححه الألباني انظر صحيح الجامع (2539), وقال: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن... والاستسقاء بالنجوم) وقد قال(عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ)للذي قال له: (ما شاء الله وشئت، أجعلتني لله نداً، بل ما شاء الله وحده) أحمد، وحسنه الألباني انظر السلسلة الصحيحة رقم (139).

كل هذه وغيرها من الشواهد تدل على ما كان عليه-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-في هذا الجانب.

[align=center] يتبــــــــع.........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:25   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه في جانب الأسماء والصفات

[align=center]خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه في جانب الأسماء والصفات[/align]


توحيد الأسماء والصفات: هو إفرادُ الله-عَزَّ وجَلَّ-بما له مِنَ الأسماءِ والصِّفاتِ،وهذا يتضمنُ شيئينِ:

الأول: الإثبات،وذلك بأن نثبت لله-تعالى-جميعَ أسمائِهِ وصفاتِهِ.

الثاني: نفي المماثل؛وذلك بأنْ لا يُجعلَ لله مثيلٌ في أسمائِهِ وصفاتِهِ،كما قال-تعالى-:{ليس كمثله شيء وهو السميعُ البصير} الشورى: 11, راجع:القول المفيد على كتاب التوحيد: ص 12.

ويتفاضل العبادُ في درجات هذه المعرفةِ بحسب ما يعرفون من أسماءِ الله وصفاتِهِ،وبحسب ما يفتح الله لهم من رحمتِهِ،وكذا بحسب تأملاتهم في ملكوت السماوات والأرض،مُتعرِّفين بذلك على الخالقِ البارئِ وصفاتِهِ التي تظهرُ آثارُها في مخلوقاتِهِ،فدرجاتُهم فيها بحسب (الإجمالِ والتَّفصيلِ،والقوة والضعف، ودوام الحضور أو الغفلة،فليست المفصلة المستحضرة الثابتة التي يثبت الله صاحبها بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كالمجملة التي غُفل عنها).1

وكمال معرفة الله-عَزَّ وجَلَّ-: معرفة أسمائه وصفاته، فكلما زادت معرفة العبد بأسماء الله وصفاته, ازدادت معرفتُهُ بربِّه-سبحانه وتعالى-،والعباد يتفاوتون في ذلك فـ( مِن الناسِ مَن ليس لهم من معرفةِ اللهِ-تعالى-إلا الصفات والأسماء التي قرعت أسماعهم،ومنهم مَن يُحصي أسماءه-سبحانه-ويعدُّها، ومنهم من خصَّهُ الله بعلمٍ من لدنه،ومِن الناس مَن يعرف الله في الرخاء،ومنهم مَن يعرفه في الشدة، ودرجة الكمال أنْ يعرفَهُ في كُلِّ أحوالِهِ.ومِن الناس مَن يعرف الله بالجودِ والإفضالِ والإحسانِ، ومنهم مَن يعرفه بالعفو والحلمِ والتجاوزِ،ومنهم مَن يعرفه بالبطشِ والانتقامِ،ومنهم مَن يعرفه بالعلمِ والحكمةِ، ومنهم مَن يعرفه بالعزةِ والكبرياءِ،ومنهم مَن يعرفه بالرحمةِ والبر واللطف،ومنهم مَن يعرفه بالقهر والملك،ومنهم مَن يعرفه بإجابةِ دعوتِهِ،رباً قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن المثال، بريء من النقائص والعيوب،له كل اسم حسن,وكل وصف كمال،فعال لما يريد، فوق كل شيء،ومع كل شيء،وقادر على كل شيء،وأجمل من كل شيء،وأرحم الراحمين وأقدر القادرين،وأحكم الحاكمين).2

ومن الناس: العالم البصير الذي يطالع في تفاصيل صنع الله - تعالى -حتى يرى ما يبهر عقله، فتزداد عظمة الله في قلبه، فيزداد حباً له.

وأكمل هؤلاء جميعاً أنبياء الله-عَزَّ وجَلَّ-الذين ينزل الوحي على قلوبهم, وقد زكت نفوسُهم،وفتح الله لهم مِن محامدِهِ،فعرفوا ربَّهم أكملَ معرفةٍ وعبدوه أكملَ عبادةٍ،ولهذا قال عنهم اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الأنعام: 90، وسيرهم العظيمة تزخر بشواهد المعرفة من عظيم محبة الإله،والتذلل،والخضوع له ودوام دعائه وذكره مما لا يتسع المقام لعرضه هنا.

وأكملهم على الإطلاق محمد (صلى اللهُ عليه وسلم)الذي اصطفاه الله؛ليكون خاتم النبيين وخير الأولين والآخرين،وأنزل عليه أعظم كتاب عرَّف فيه نفسَهُ-عَزَّ وجَلَّ-,وقد قرر هو ذلك بقولهلأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية). البخاري كتاب الأدب باب من لم يواجه الناس بالعتاب (10/529) رقم (6101)، ومسلم كتاب الفضائل باب علمه(صلى اللهُ عليه وسلم)بالله تعالى وشدة خشيته 4/1829) رقم (2356), كما أنه(صلى اللهُ عليه وسلم)هو الذي دلنا على هذه المعرفة وبينها لنا أكمل بيان ودعانا إليها بعد أن ذاق حلاوتها،قال ابن تيميةومعلوم أنَّ رسولَ اللهِ(صلى اللهُ عليه وسلم)أعلمُ من غيرِهِ بذلك,وأفصح من غيرِهِ عبارةً وبياناً،بل هو أعلمُ الخلقِ بذلك،وأنصحُ الخلقِ للأُمَّةِ،وأفصحهم،فقد اجتمع في حقِّهِ كمالُ العلمِ والقُدرةِ والإرادةِ)3. تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات (ص185- 187) رسالة ماجستير لفوز كردي.

ولما كان النَّبيُّ(صلى اللهُ عليه وسلم)أعلم الناس بربه-سبحانه وتعالى-لما يطلعه عليه اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-, فهو المبلغ ما أمره به،ويقول ما أطلعه الله عليه-سبحانه وتعالى-،فقد كان(صلى اللهُ عليه وسلم)هو الحارس لجناب التوحيد من أن تدخل عليه شائبة تشوش على أصحابه،فما يحدث من أمر لا يوافق شرع الله إلا بيَّنه ووضَّحه،وكان يُوجِّه الصَّحابةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-في الحوادثِ التي فيها مخالفةٌ,ويُعرِّفُهم بالله- عَزَّ وجَلَّ-،من ذلك قوله عندما سمع أُناساً يرفعون أصواتهم بالدُّعاءِيا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنه معكم سميع قريب، تبارك وتعالى جده)4وفي روايةٍوالذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم)5 فعرَّفهم بقُربِ ربِّهم ممن دعاه,وأنه هو السميع العليم، وأنه سميعٌ شهيد؛لتطمئن نفوسُهم،ويجري ذكرُهُ ودعاؤه على ألسنتِهم وقلوبهم،لا يتكلفون في ذلك رفع الأصوات، ولا يخافون عدم وصول طلبهم إليه-عَزَّ وجَلَّ-.

وتعليمه(صلى اللهُ عليه وسلم)لصحابته دعاء الاستخارة قائلاًإذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب).

البخاري:كتاب التوحيد, باب قوله–تعالى-((قل هو القادر)) (13/387),رقم (7390).

فكم في هذا الدعاء الذي ذكره النَّبيُّ(صلى اللهُ عليه وسلم)لأصحابه من الاعتراف لله بما هو أهله, ووصفه بما يستحقُّه من الكمال في القدرة والعلم والفضل،وكم تورث هذه الكلمات العبدَ من المعرفة الصحيحة التي تجعله يتبرأ من حوله وقوته،ويستقبل ما يقدره الله له بكامل الرضا–.وكذا في دعاء الهم والحزن وغيره مما كان رسولُ اللهِ(صلى اللهُ عليه وسلم)يعلمه صحابتَهُ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-وأمته كلها من بعدهم.

وكان النَّبيُّ(صلى اللهُ عليه وسلم)في دعائه الدائم، أو تسبيحه الخاشع، وتمجيده لربه-عَزَّ وجَلَّ-وثنائه عليه بما هو أهله-سبحانه وتعالى-،فكان يمجده واصفاً إياه بالنور والجمال فيقول: (اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن) البخاري - الفتح- كتاب الدعوات باب الدعاء إذا انتبه بالليل (11/120) رقم (6317) مسلم كتاب المسافرين وقصرها باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1/532) رقم (769)

وكان يُسبِّحُ ربَّهُ-عَزَّ وجَلَّ-قائلاًسبحان الله رضى نفسه)6وإذا ضاقت الدنيا واشتد الكرب قاللا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم).7

فلسانه أبداً رطب بذكر الله-عَزَّ وجَلَّ-،يردد قبل النوم تمجيداً وابتهالاً: (اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر) مسلم: كتاب الذكر والدعاء باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع (4/2084) رقم (2713).

ورسول الله(صلى اللهُ عليه وسلم)في ذلك كله ينهج نهج القرآن الكريم في الإثبات المفصل والنفي المجمل والذي هو منهج رسل الله جميعاً في الإخبار عن الله-عَزَّ وجَلَّ-قال ابن تيمية: (وطريق الرسل – صلوات الله عليهم- إثبات صفات الكمال لله على وجه التفصيل ونفي مجمل) مجموع الفتاوى (6/515).

والمتأمل في سيرته(صلى اللهُ عليه وسلم)يجده في كل أحواله مُتوجَّهاً لله-عَزَّ وجَلَّ-بالدعاء والثناء والحمد والشكر، ناسباً له كل فضل، ملتجئاً إليه راجياً رحمته ومستجيراً من عذابه، فمن تعرف على سيرته العظيمة فإنه يتعرف من خلالها على ما كان يثبته لربه-سبحانه وتعالى-الذي هو أعرف الخلق به.

تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات ص228-231,بتصرف يسير.


[align=center]يتبـــــــع.....[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:34   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 تـابع للشمائـل المحمـدية

[align=center]03 - الرســول مع الناس [/align]

أمانته صلى الله عليه وسلم



الأمانة من أبرز أخلاق الرسل – عليهم الصلاة والسلام-، فنوح, وهود, وصالح, ولوط, وشعيب, في سورة الشعراء يخبرنا الله - عز وجل- أن كل رسول من هؤلاء قد قال لقومه: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}

ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم- قد كان في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهوراً فيهم بأنه الأمين، وكان الناس يختارونه لحفظ ودائعهم، فيضعونها عنده. ولما هاجر - صلى الله عليه وسلم- وَكَّل علي بن أبي طالب برد الودائع إلى أصحابها.

ولقد بعث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، الرابع: إما علقمة، وإما عامر بن الطفيل. فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماءِ صباحاً ومساءً). البخاري – الفتح- كتاب المغازي, باب بعث علي ابن أبي طالب وخالد إلى اليمن (7/665) رقم (4351), واللفظ له, ومسلم كتاب الزكاة, باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2/742) رقم (1063).

لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- آمن الناس، وأصدقهم لهجة منذ كان، ولم يعثر عليه - صلى الله عليه وسلم- أنه خان الأمانة لا قبل النبوة ولا بعدها، ولم يجد خصومه أي خصلة تقدح فيه - صلى الله عليه وسلم-.

وكل هذا يدل على ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- من الصدق والأمانة وغيرها من الصفات الحميدة.

وبعد ذكر هذه النماذج من صفاته -صلى الله عليه وسلم-، نذكر بعض الحوادث التي جمعت بعض الصفات التي كان يتصف بها نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم-:



المثال الأول: وصف أم المؤمنين خديجة:

لقد وصفت أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- النبي-صلى الله عليه وسلم- بعدة صفات وذلك عندما رجع إليها بعد نزول الوحي عليه.

قال الحافظ ابن حجر: "وصفته بأصول مكارم الأخلاق؛ لأن الإحسان إما إلى الأقارب أو إلى الأجانب وإما بالبدن، أو بالمال، إما على من يستقل بأمره أو من لا يستقل، وذلك كله مجموع فيما وصفته به).

فتح الباري (1/33)

أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عائشة-رضي الله عنها-: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رجع عندما نزل عليه الوحي يرجف فؤاده, فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: زملوني زملوني، حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: (لقد خشيت على نفسي)، فقالت خديجة: "كلا والله! ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" رواه البخاري واللفظ له, ومسلم وزاد تصدق الحديث. البخاري -الفتح- كتاب بدء الوحي, باب بدء الوحي (1/30) رقم (3) ومسلم, كتاب الإيمان, باب بدء الوحي إلى رسول الله رقم (1/139) رقم (160).

ومعنى قولها "تحمل الكل" الكل هو الضعيف، أي تنفق على الضعيف واليتيم والعيال وغيرهم، "وتكسب المعدوم" أي تكسب غيرك المال المعدوم أي تعطيه إياه تبرعاً، أو تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك من نفائس الفوائد ومكارم الأخلاق، "تقري الضيف" أي تكرمه، "وتعين على نوائب الحق" النوائب: جمع نائبة وهي الحادثة، والنازلة.

وفي كلام أم المؤمنين خديجة هذا صفات عديدة للنبي - صلى الله عليه وسلم- هذه الصفات هي: صلة الرحم، وعطفه على الضعيف والمحتاج، وكرمه وجوده، وحسن أخلاقه، ووقوفه مع من نزلت به نازلة، وهذا كله من الصفات الفاضلة التي كانت في النبي-صلى الله عليه وسلم-.



المثال الثاني: قصة هرقل مع أبي سفيان:

في هذه القصة التي وقعت لأبي سفيان مع هرقل دليل واضح على ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- من الصدق والوفاء بالعهد وغيرها من الصفات الجميلة، وهذا يظهر من شهادة أبي سفيان له - صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك منه قبل أن يسلم.

روى البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- ‏أن ‏أبا سفيان بن حرب ‏ ‏أخبره ‏أن ‏ ‏هرقل ‏ ‏أرسل إليه في ‏ركب ‏من ‏قريش ‏وكانوا تجارا ‏‏بالشام ‏ ‏في المدة التي كان رسول الله - ‏صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏ماد ‏فيها ‏‏أبا سفيان‏ ‏وكفار‏ ‏قريش‏ ‏فأتوه وهم ‏ ‏بإيلياء‏ ‏فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء‏ ‏الروم‏, ‏ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال‏ ‏أبو سفيان ‏‏فقلت: أنا أقربهم نسباً، فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن‏ ‏يأثروا‏ ‏علي كذباً لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه‏ ‏سجال،‏ ‏ينال منا وننال منه، قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصدق،‏ ‏والعفاف،‏ ‏والصلة، فقال للترجمان: قل له سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل‏ ‏يأتسي‏ ‏بقول قِيلَ قبلَه، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن‏ ‏ليذر‏ ‏الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت: أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت: أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك: أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت: أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت: أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: بما يأمركم؟ فذكرت: أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة، والصدق،‏ ‏والعفاف،‏ ‏فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه؛‏ ‏لتجشمت‏ ‏لقاءه، ولو كنت عنده، لغسلت عن قدمه، ثم دعا بكتاب رسول الله‏ - ‏صلى الله عليه وسلم-‏ ‏الذي بعث به‏ ‏دحية‏ ‏إلى عظيم‏ ‏بصرى،‏ ‏فدفعه إلى‏ ‏هرقل،‏ ‏فقرأه، فإذا فيه‏: (‏بسم الله الرحمن الرحيم‏ ‏من ‏‏محمد‏ ‏عبد الله ورسوله إلى‏ ‏هرقل‏ ‏عظيم‏ ‏الروم،‏ ‏سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك‏ ‏بدعاية‏ ‏الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن‏ ‏توليت‏ ‏فإن عليك إثم‏ ‏الأريسيين، { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. (64) سورة آل عمران.

‏قال ‏‏أبو سفيان‏: ‏فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده‏ ‏الصخب،‏ ‏وارتفعت الأصوات، وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أَمُر أَمُر‏ ‏ابن أبي كبشة،‏ ‏إنه يخافه ملك‏ ‏بني الأصفر،‏ ‏فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الإسلام، وكان‏ ‏ابن الناظور‏ ‏صاحب ‏‏إيلياء‏ ‏وهرقل‏ ‏سقفا‏ ‏على ‏ ‏نصارى‏ ‏الشأم،‏ ‏يحدث أن‏ ‏هرقل‏ ‏حين قدم‏ ‏إيلياء،‏‏ أصبح يوماً‏ ‏خبيث النفس‏، ‏فقال بعض‏ ‏بطارقته:‏ ‏قد استنكرنا هيئتك، قال‏ ‏ابن الناظور‏ ‏وكان‏ ‏هرقل‏ ‏حزاء‏ ‏ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، فمن يختتن من هذه الأمة، قالوا: ليس يختتن إلا‏ ‏اليهود،‏ ‏فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى‏ ‏مدائن ملكك فيقتلوا من فيهم من ‏اليهود،‏ ‏فبينما هم على أمرهم أتي‏ ‏هرقل‏ ‏برجل أرسل به ملك‏ ‏غسان ‏‏يخبر عن خبر رسول الله‏- ‏صلى الله عليه وسلم-‏ ‏فلما استخبره ‏ ‏هرقل‏ ‏قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن‏ ‏العرب، ‏‏فقال: هم يختتنون، فقال ‏‏هرقل:‏ ‏هذا ملك هذه الأمة قد‏ ‏ظهر،‏ ‏ثم كتب‏ ‏هرقل‏ ‏إلى صاحب له‏ ‏برومية،‏ ‏وكان نظيره في العلم، وسار‏ ‏هرقل‏ ‏إلى‏ ‏حمص،‏ ‏فلم يرم‏ ‏حمص‏ ‏حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي‏ ‏هرقل‏ ‏على خروج النبي - ‏صلى الله عليه وسلم-‏ ‏وأنه نبي، فأذن‏ ‏هرقل‏ ‏لعظماء‏ ‏الروم‏ ‏في‏ ‏دسكرة‏ ‏له‏ ‏بحمص،‏ ‏ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر ‏‏الروم!‏ ‏هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي،‏ ‏فحاصوا‏ ‏حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلقت، فلما رأى‏ ‏هرقل‏ ‏نفرتهم وأيس من الإيمان، قال: ردوهم عليَّ، وقال: إني قلت مقالتي‏ ‏آنفا‏ ‏أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه، فكان ذلك آخر شأن ‏هرقل. البخاري - الفتح- كتاب بدء الوحي, باب بدء الوحي (1/42) رقم (6)، ومسلم كتاب الجهاد والسير, باب كتاب النبي إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام (1/1393) رقم (1773).

وكذلك شهد أبو سفيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم- يأمرهم بمكارم الأخلاق، فقال عندما سأله هرقل: بما يأمركم فقال: (يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباءكم، ويأمرنا بالصلاة, والصدق, والعفاف, والصلة..) وهذه شهادة من أبي سفيان قبل أن يسلم عند هرقل؛ لأنه كان يعلم ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- من هذه الصفات التي لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يجحدها؛ لأنها كانت معروفة عند جميع قومه.



المثال الثالث: قصة النجاشي مع مهاجرة الحبشة:

لما رأت قريش أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة وأنهم قد أصابوا بها داراً وقراراً، بعثوا رجلين من قريش إلى النجاشي ليردهم عليهم، وبعثوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة، وطلبوا من النجاشي أن يردهم إليهم، فأرسل النجاشي للمسلمين، قالت أم سلمة: "لما جاءهم رسوله اجتمعوا, ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا - صلى الله عليه وسلم- كائناً في ذلك ما هو كائن.

فلما جاءوا، وقد دعا النجاشي أساقفته، فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم فقال لهم: ما هذا الدين الذي قد فارقتم به قومكم ولم تدخلوا في ديني، ولا في دين أحد من هذه الملل. قالت: فكان الذي كلمه جعفر بي أبي طالب، فقال له: أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القويُّ منا الضعيفَ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لتوحيده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، ويأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قالت: فعدد عليه أمور الإسلام- فصدقنا وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا، وفتنونا عن ديننا ليردّونا إلى عبادة الأوثان عن عبادة الله تعالى، وأن نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك. قالت، فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟. قالت: فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه عليّ، قالت: فقرأ عليه صدراً من (كهيعص) قالت: فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة. انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكم ولا يُكادون. سيرة ابن هشام (1/359-362) وقال الألباني: صحيح. انظر فقه السيرة (115).

في هذا الحدث العظيم الذي حدث لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع النجاشي ملك الحبشة دليل واضح يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان صادقاً وأميناً وعفيفاً وكان يأمر بمكارم الأخلاق، ويدعو إلى الفضيلة، وترك الرذيلة.

فقد شهد بذلك ابن عمه بمحفل جامع من المسلمين والمشركين، ولم يعترض أحد على جعفر, ولم يكذبه بل أقروه جميعاً بحضرة ملك الحبشة ، وفي هذا دليل واضح على حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم- وصدقه وأمانته، وأنه أفضل الناس أخلاقاً، وأن ما جاء به هو الحق من عند ربه - سبحانه وتعالى-.


[align=center]يتبــــــــع....[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:38   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 تـــــــابع

المثال الرابع: قصة أم معبد:

لما خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم- مهاجراً إلى المدينة هو وأبو بكر مروا بخيمة أم معبد، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تَسقي وتُطعم من يمر بها، وكان القوم مرملين – نفدت أزوداهم- مسنتين- أي أصابتهم سنة أي جدب- فسألوها: هل عندها لبن أو لحم يشترونه منها، فلم يجدوا عندها شيئاً. وقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القِرى.

فنظر الرسول - صلى الله عليه وسلم- إلى شاة في كسر الخيمة خلفها الجهد عن الغنم، فسألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (هل بها من لبن) فقالت: هي أجهد من ذلك، فقال: (أتأذنين لي أن أحلبها)، فقالت: نعم، بأبي أنت وأمي إن رأيت حلباً فاحلبها، فدعا بالشاة فاعتقلها – أي وضع رجليها بين ساقه وفخذه-، ومسح ضرعها وفي رواية: (وظهرها وسمَّى الله) وفي رواية: (ودعا لها في شائها) فتفاجت ودرت، ودعا بإناء يربض رهط فحلب فيه ثجاً – أي حلباً كثيراً- وسقى القوم حتى رووا، وسقى أم معبد حتى رويت، ثم شرب آخرهم. قال الألباني: يرتقي إلى درجة الحسن أو الصحة بطرق. مشكاة المصابيح (5886) ، وقال: (ساقي القوم آخرهم شرباً) أخرجه أبو داود, وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (3168).

ثم حلب فيه مرة أخرى، فشربوا عللاً بعد نهل، ثم حلب فيه آخراً وغادره عندها، وفي راوية: أنه قال لها: (ارفعي هذا لأبي معبد إذا جاءك) ثم ركبوا وذهبوا(1).

قال فقلما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً عجافاً يتساوكن هزلى لا نقي بهن - مخهن قليل- فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين هذا اللبن يا أم معبد ولا حلوبة في البيت والشاء عازب؟ فقالت: لا والله إنه مر بنا رجل مبارك، كان من حديثة كيت وكيت، فقال: صفيه لي، فوالله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلب فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءه، حسن الخلق، مليح الوجه، لم تعبه ثجلة(2)، ولم تزربه صعلة(3)، قسيم وسيم، في عينيه دعج(4)، وفي أشفاره وطف(5)، وفي صوته صحل(6)، أحول أكحل أزح(7) أقرن(8)، في عنقه سطع(9)، وفي لحيته كثاثة(10)، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق، فصل(11) لا نزر(12) ولا هذر(13)، كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن(14)، أبهى الناس وأجمله من بعيد، وأحسنه من قريب، ربعة، لا تنساه عين من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدرا،ً له رفقاء يحفون به، إن قال استمعوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محفود- منصور- محشود لا عابس ولا معتد . فقال –يعني بعلها- هذا ولله صاحب قريش الذي تطلب، ولو صادفته لا لتمست أن أصاحبه، ولأجهدن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً. البداية والنهاية (3/190-191).

قال الدكتور أبو شهبة: (وقد روي أنها كثرت غنمها ونمت حتى جلبت منها جلباً إلى المدينة فمر أبو بكر فرآه ابنها فعرفه، فقال: يا أمه! هذا الرجل الذي كان مع المبارك، فقامت إليه، فقالت: يا عبد الله! من هذا الرجل الذي معك؟ قال: أو ما تدرين من هو؟ قالت: لا، قال: هو نبي الله، فأدخلها عليه، فأطعمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأعطاها، وفي رواية: فانطلقت معي وأهدت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً من أقط ومتاع الأعراب، فكساها وأعطاها، قال: ولا أعلمه إلا قال: وأسلمت.

وذكر صاحب "الوفاء" أنها هاجرت وزوجها، وأسلم أخوها حبيش واستشهد يوم الفتح. السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة (1/489-490).

وهكذا يضرب الرسول المثل في حب الخير للناس، لقد كان يستطيع أن يرحل عن أم معبد دون أن يحلب لها، ويكفي أنه سقاها وسقى أصحابه، ولكنه - صلى الله عليه وسلم- كان حريصاً أن يصل الخير إلى الناس جميعاً، ولعلها لا تجد ما تطعم منه زوجها إذا حضر فترك عندها ما تستعين به على ذلك.

وكذلك من هذه الحادثة يتبين ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم- من التواضع، فقد سقى أم معبد وأبا بكر ومن معه، ثم بعد ذلك شرب ولم يشرب أولاً. وقال: (ساقي القوم آخرهم شرباً). أخرجه أبو داود, وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (3168). فقد سن - صلى الله عليه وسلم- ذلك وجعل هذا من آداب الشرب بفعله وقوله - صلى الله عليه وسلم-، وكل هذا يدل على صفاته الجميلة الحميدة التي كان عليها - صلى الله عليه وسلم-.



المثال الخامس: شهادة كفار قريش بصدقه, وأمانته, وغير ذلك، وغيرهم من بقية الكفار والمستشرقين:

أولاً: شهادة كفار قريش:

لقد شهد كفار قريش له بالأمانة والصدق، والدليل على ذلك عندما اختلفوا عند بناء الكعبة، فيمن يضع الحجر، حكّموا أول داخل عليهم فإذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم- داخل، وذلك قبل نبوته، فقالوا: هذا محمد الأمين.. قد رضينا به.

وورد أن أبا جهل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-: إنا لا نكذبك وما أنت فينا بمكذب، ولكن نكذب بما جئت به!. فأنزل الله: { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}. (33) سورة الأنعام.

وقيل: إن الأخنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر، فقال له: يا أبا الحكم ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا، تخبرني عن محمد: صادقٌ أم كاذب، فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادق، وما كذب محمد قط.

وسأل هرقل عنه -صلى الله عليه وسلم- أبا سفيان فقال: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال. قال: لا.

وقال النضر بن الحارث لقريش: قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر؟ لا والله ما هو بساحر!.

( كتاب: "منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول" ) (2/530-535).

ولقد شهد أعرابي لرسول - صلى الله عليه وسلم- عندما عفي عنه - صلى الله عليه وسلم- عندما أراد قتله فرجع إلى قومه، فقال: جئتكم من عند خير الناس. المسند من حديث جابر (3/365).

فهذه شهادات كفار قريش وغيرهم على صدق، وأمانة الرسول - صلى الله عليه وسلم- وعلى ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- من حسن الخلق. وجميل الصفات التي لاحظوها ولمسوها من معايشته لهم ومكوثه بين أظهرهم، ولم ينكروا هذه الصفات التي كان عليها النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الجميع يعلمها ويعرفها.



ثانياً: شهادة الكفار والمستشرقين:

قال جرجس سال في كتابه "مقالة في الإسلام" صفحة 75: "إن محمداً رسول الإسلام كان صالح الأخلاق، ولم يكن على الشر والخبث كما يصفه به خصومه".

وقال السير وليام ميوير في كتابه "حياة محمد": "ومن صفات محمد - صلى الله عليه وسلم- الجديرة بالتنويه والإجلال، الرقة والاحترام اللتين كان يعامل بهما أتباعه حتى أقلهم شأناً، فالتواضع، والرأفة، والإنسانية، وإنكار الذات، والسماحة، والإخاء تغلغلت في نفسه، فوثقت به محبة كل من حوله". (الإسلام الدين الفطري الأبدي) (1/247).

وقال بروفسور "كارادي فو" في كتابه "المحمدية": "إن محمداً أتم طفولته في الهدوء، ولما بلغ سن الشباب اشتُهر باسم الشاب الذكي الوديع المحمود، وقد عاش هادئاً في سلام حتى بلغ الأربعين من عمره، وكان بشوشاً نقياً لطيف المعاشرة"، وقال: "إن محمداً كان هو النبي الملهم والمؤسس، ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العليا التي كان عليها، ومع ذلك فإنه لم ينظر إلى نفسه كرجل من عنصر آخر أو طبقة أخرى غير طبقات المسلمين. إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد بين أعضاء الجمعية الإسلامية، كان يطبق تطبيقاً عملياً حتى على النبي نفسه".

وقال "لين بول":

"إن محمداً رسول الإسلام - عليه الصلاة والسلام- يتصف بكثير من الصفات الحميدة: كاللطف، والشجاعة، ومكارم الأخلاق، حتى أن الإنسان لا يستطيع أن يحكم له دون أن يتأثر بما تتركه هذه الصفات من أثر في نفسه ودون أن يكون هذا الحكم صادراً عن ميل وعلى هدى، وكيف لا؟ وقد احتمل محمد عداء أهله وعشيرته أعواماً، فلم يهن له عزم، ولا ضعفت له قوة" (الإسلام الدين الفطري الأبدي) (1/249).

وقال "لورد هدلي" بعد كلام طويل له على الرسول - صلى الله عليه وسلم-: إن كل هذا يكشف لنا عن ناحية من نواحي صفات الرسول، وما اتصف به من الصبر، واحتمال المكاره، والعفو عند المقدرة، كما برهن لنا أن محمداً - صلى الله عليه وسلم- كان صادقاً إذ يقول: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}(256) سورة البقرة.

وقال القس لوزان بعد بيان عن أوصاف محمد - صلى الله عليه وسلم-: "محمد - صلى الله عليه وسلم- بلا التباس ولا نكران من النبيين والصديقين، بل إنه نبي عظيم جليل القدر والشأن". (الإسلام الدين الفطري الأبدي) (1/317).

والحمد لله رب العالمين،،،

[align=center]يتبــــــــع....[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:42   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 بعض أعمال النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وصغار السن 2

[align=center]بعض أعمال النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وصغار السن 2[/align]


1. رحمته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بالصغار:

عن أنس قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-.رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (4/1808) رقم (2316).

وعن ابن مسعود قال: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يصلَّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره، وقال: (من أحبني فليحبَّ هذين). أخرجه أبو يعلى في مسنده وابن خزيمة في صحيحه، وحسنه الألباني في الصحيحة (312) وصحيح ابن خزيمة (887).

وعن أنس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مرفوعاً: (إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبيِّ، فأجوز في صلاتي، مما أعلم من شدةِ وجد أمه ببكائه). أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي (2/236).

وعنه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامةِ أنا وهو، وضمَّ أصابعه). رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/2027) رقم (2631).

وعن بُريدة قال: كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يخطب، فجاء الحسن والحسين- رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-، وعليهما قميصان أحمران يعثران فيهما، فنزل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقطع كلامه، فحملهما، ثم عاد إلى المنبر، ثم قال: (صدق الله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} التغابن(15)، رأيت هذين يعثران في قميصيهما، فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما). رواه النسائي وغيره وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم (1430).

وعن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- مرفوعاً: (من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار). أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة (3/332) رقم (1418) . وعنها - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتهما ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدةٍ منهما تمرة، ورفعت إلي فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينها، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال: (إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار). رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/2027) رقم (2630).

وعن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، قال: كان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قيناً فيأخذه فيقبِّله ثم يرجع. قال عمرو بن سعيد راوي الحديث عن أنس: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة). رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (4/1808) رقم (2316).

وعن أسامة بن زيد قال: طرقتُ النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتملٌ عليه؟ فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: (هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبُّهما فأحبهما وأحب من يحبُّهما). رواه الترمذي وابن حبان، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2966).

وعن شداد -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خرج علينا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في إحدى صلاتي العشيِّ -الظهرِ أو العصر- وهو حاملٌ حسناً أو حسيناً فتقدم النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فوضعه عند قدمه اليمنى ثم كبر للصلاةِ فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي -من بين الناس- فإذا الصبي على ظهر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الصلاة قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك –هذه- سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحى إليك، قال: (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني، فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته). رواه النسائي وابن عساكر والحاكم (4/257/1-2) وصححه، ووافقه الذهبي، واستدل به الألباني في إطالة الركوع، راجع "صفة الصلاة" للألباني صـ(148).



2. تقبيل النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- للصغار:

كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُقبِّلُ الأطفال، ويمازحهم، ويعطيهم، بل ويبكي ويتأثر عندما يموت أحدهم، وهو الذي يقول: (( إنما أنا لكم مثل الوالد لولده، أعلمكم ... )) أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة، برقم (8). وعن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قبّل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الحسن بن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال: (من لا يَرحم لا يُرحم). أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمته الولد وتقبيله ومعانقته (10/440) رقم (5998). يقول ابن حجر- رحمه الله- في الفتح: لقد أجاب النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -الأقرع بن حابس، أن تقبيل الولد وغيره من الأهل، والمحارم وغيرهم من الأجانب، إنما يكون للشفقة والرحمة. فتح الباري (10/430).

وعنه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خرج النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في طائفة النهار، لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة فقال: (أَثَمَّ لُكَع، أَثَمَّ لُكَع؟!) فحبسته شيئاً فظننت أنها تلبسه سخاباً -قلادة من خرز- أو تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبله، وقال: (اللهم أحبه وأحب من يحبه). أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق رقم (2122). وعن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا، قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟. فقال: (نعم) قالوا: لكنا والله لا نقبل. فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة) . أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، (10/440) رقم (5998).



3. حمله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الأطفال:

روى ابن عساكر عن عبد الله بن جعفر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان سول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إذا قدم من سفر تلقاه الصبيان من أهل المدينة، وإنه جاء من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة الحسن أو الحسين -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-، فأردفه خلفه فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة. رواه أحمد ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر (4/1885) رقم (2428)، وأبو داود، انظر صحيح الجامع (رقم(3765). وعن أبي قتادة أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: كان يصلي وهو حامل أمامة فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها. أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة (1/703) رقم (516). وفي رواية قال: رأيت النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يؤم الناس، وهو حاملٌ أمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، فإذا فرغ من سجوده أعادها). رواه مسلم، كتاب المساجد وموضع الصلاة، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة (1/385) رقم (543). ولما قدم مكة -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- استقبله أغيلمة بني عبد المطلب فحمل واحداً بين يديه وآخر خلفه. وقال ابن عباس: أتى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مكة وقد حمل قثم بين يديه والفضل خلفه، أو قثم خلفه والفضل بين يديه). رواه البخاري، كتاب اللباس، باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه (10/411) رقم (5966). وعن سلمة قال: لقد قدت نبي الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- والحسن والحسين على بغلته الشهباء حتى أدخلته حجرة النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، هذا قدامه وهذا خلفه. رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين (4/1883) رقم (2423)، ورواه الترمذي في السنن، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، رقم (2227).



4. المسابقة بينهم وإكرامهم:

إن الطفل يحتاج إلى التحصيل والفوز، وهو بحاجة إلى التشجيع الكبار، وتعزيز جوانب القوة وتنميتها، ويكرم على هذا بالمكافأة، يقول ابن الحاج العبدري في مدخل الشرع الشريف:مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود، فينبغي أن يكرم عليه، ويجازى عليه بما يفرح به ويمدح بين أظهر الناس. مدخل الشرع الشريف ابن الحاج العبدري (4/296). وهنا نذكر فعله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في هذا الجانب وكيف اعتنى فيه: كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يصفُّ عبد الله، وقثم، وكُثيراً، أبناء العباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ثم يقول: (من سبق إلي فله كذا وكذا). مجمع الزوائد (9/285) وقال: رواه أحمد وإسناده حسن. إنَّ من الفوائد التربوية الناتجة عن هذا الحديث: أن يعرف الطفل نفسه، ويظهر مقوماته وقدراته، ويظهر مكنوناتها، وهذه تجعله يثق في نفسه، ويكوِّن كيان شخصيته، وينمِّي فيه حب الآخرين، وخاصة الكبار الذين لهم فضل في ممازحته ومداعبته. وكذلك تجعله يأنس ويروِّح عن نفسه بهذا اللهو المباح البريء، وأن الممازحة بالقول مع الصغير إنما يقصد بها التأنيس، والتقبيل من جملة ذلك. راجع فتح الباري-لابن حجر (10/425). لذا كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يراعي-عند معاملة الأطفال- حاجتهم إلى اللهو واللعب والمرح في كل شيء، بالركض، والحمل، وتصغير الاسم وبالمضاحكة... الخ . فكان -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يلاعب أحفاده وأبناء الصحابة لأجل الترويح عنه، وتسليتهم، وليغرس فيهم حب المرح والمنافسة المنضبطة بالشرع، والانبساط، لكي يتقبلوا ما قد يأتي من أوامر جادة فيما بعد من هذا التشريع الإسلامي. راجع "مبدأ الرفق في التعامل مع المتعلمين من منظور الشريعة الإسلامية" لصالح المطلق صـ (133-134).



5. إعطائه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الهدايا للأطفال:

لما كان للهدية أثر طيب في النفس البشرية عامة، وفي نفس الأطفال أكثر تأثيراً، وأكبر وقعاً، فقد كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يعطي الأطفال فيتأثر بذلك الأطفال تأثيراً بالغاً، فقد روى أبو هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان الناس إذا رأوا الثمر جاؤوا به رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فإذا أخذه رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قال: (اللهم بارك لنا في مدينتا وفي ثمارنا وفي صاعنا، بركة مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يحضر من الولدان). مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة ودعاء النَّبيّ فيها بالبركة (2/1000) رقم (1373). وروى أبو داود عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: قدمت هدايا من النجاشي، فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشي فأخذه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بعودٍ أو ببعض أصابعه معرضاً عنه، ثم دعا أمامة بنت أبي العاص من زينب فقال: (تحلّّي بهذا يا بنية). رواه أبو داود وابن ماجة، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، رقم (3564) وصحيح ابن ماجه رقم (2955).

وختاماً نقول: إن التعامل مع الأطفال برفق ولين، مع احترامهم وتقديرهم، يجعلهم أسوياء، ويعوِّدهم على الاعتماد على النفس والثقة، ويُربي فيهم حُبُ الآخرين، والتآلف مع غيرهم والتآخي، ومعاملة غيرهم بالمودة والرأفة كما كانوا يعامَلون، وكما تعوّدوا عليها، حيث وضَّح ذلك ابن خلدون فقال: "إن إرهاق الجسد في التعليم، مُضر بالمتعلم، سيَّما في أصاغر الولد؛ لأنه من سوء الملكة، ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به القهر وضيقٌ على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحمَّله على الكذب والخُبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه". مقدمة ابن خلدون صـ(540).

وهو بذلك يقصد ويدعو إلى رحمة الأطفال، وعدم الغلظة عليهم، ومعاملتهم باللين والإحسان، ولو بالكلمة الطيبة، مع مداعبتهم وممازحتهم، وعدم التسلط عليهم بالضرب أو التعنيف أو التوبيخ، لكي يشبوا أسوياء صافية قلوبهم، سليمة من الحقد على من حولهم، ولا يكونوا كذبة غشاشين، فتخسرهم أمتهم، ويضروا مجتمعهم بسبب سوء التربية.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة في ذلك، وما ذكرناه في هذا المبحث من حسن ورفق ولين تعامل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مع الأطفال ما هو إلا غيضُ من فيضٍ، وقطرة ُمن بحر، و إلا فهناك مواقف أكثر مما ذكرنا، ولعلنا قد أتينا بجانب من هذه الجوانب، والله نسأل أن ييسر لنا أعمالنا، ويرزقنا البطانة الصالحة، ويصلح ذرياتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم.


[align=center]يتبـــــــع.......[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 17:57   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 كرم النبي – صلى الله عليه وسلم - وحلمه وعفوه وشجاعته

[align=center]كرم النبي – صلى الله عليه وسلم - وحلمه وعفوه وشجاعته[/align]



1. كرمه -صلى الله عليه وسلم-:

إن كرمه - صلى الله عليه وسلم- كان مضرب الأمثال، وقد كان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً وهو واجد ما يعطيه، فقد سأله رجل حلةً كان يلبسها، فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها.

وفي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فأتى الرجل قومه، فقال لهم: (يا قوم أسلموا فإن محمداً يُعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ) مسلم كتاب الفضائل باب ما سئل رسول الله شيئا قط فقال لا وكثرة عطائه (4/1806) رقم (2312)1، وكان الرجل ليجيء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه وأعز من الدنيا وما فيها، أخرج البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقد سئل عن جود الرسول وكرمه، فقال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن، فرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة)‏. البخاري - الفتح- كتاب المناقب, باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (6/653) رقم (3554)، بمعنى أن إعطائه دائماً لا ينقطع بيسر وسهولة، وها هي ذي أمثلة لجوده وكرمه - صلى الله عليه وسلم-.

- وحملت إليه تسعون ألف درهم فوضعت على حصير، ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها.

- أعطى العباس - رضي الله عنه- من الذهب ما لم يطق حمله.

(هذا الحبيب يا محب (525- 526).



2. حلمه - صلى الله عليه وسلم -:

الحلم: هو ضبط النفس حتى لا يظهر منها ما يكره قولاً كان أو فعلاً عند الغضب، وما يثيره هيجانه من قول سيء أو فعل غير محمود. هذا الحلم كان فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم- مضرب المثل، والأحداث التي وقعت له - صلى الله عليه وسلم- شاهدة على ذلك.

- في غزوة أحد شُجت وجنتاه, وكُسرت رباعيته, ودخلت حلقات من المغفر في وجهه - صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) البخاري، الفتح كتاب الأنبياء, باب حديث الغار (6/593) رقم (3477) والجامع الصحيح (3477)، وهذا منتهى الحلم والصفح والصبر منه - صلى الله عليه وسلم-.

- والرسول-صلى الله عليه وسلم-يقسم الغنائم فقال له: ذو الخويصرة اعدل يا محمد فإن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله!! فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (ويلك فمن يعدل إن لم أعدل) صحيح مسلم, كتاب الزكاة, باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2/755) رقم (1064)، وحلم عليه ولم ينتقم منه.

- عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظر إلى صفحة عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فضحك وأمر له بعطاء. البخاري الفتح، كتاب الأدب, باب التبسم والضحك (10/519) رقم (6088), ومسلم, كتاب الزكاة, باب إعطاء من سأل بفحش وغلظه (2/730-731) رقم (1057).

- وعن أبي هريرة أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يستعينه في شيء فأعطاه ثم قال: (أحسنت إليك؟) قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، قال: فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا، قال عكرمة: قال أبو هريرة: ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم- فدخل منزله ثم أرسل إلى الأعرابي فدعاه إلى البيت فقال: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، فقلت ما قلت)، فزاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً، ثم قال: (أحسنت إليك)، قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، وقلت ما قلت، وفي أنفس أصحابي شيء من ذلك، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك)، قال: نعم. قال أبو هريرة: فلما كان الغد أو العشي جاء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إن صاحبكم هذا كان جاء فسألنا فأعطيناه، وقال ما قال: وأنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذلك؟) قال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً. قال أبو هريرة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ألا إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة، فشردت عليه، فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفوراً، فناداهم صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً هوناً حتى جاءت واستناخت، وشد عليها رحلها، واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال، فقتلتموه دخل النار) رواه البزار في مسنده وقال: لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا من هذ الوجه. كشف الأستار (3/159-160).

- وجاءه زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود بالمدينة، جاء يتقاضاه ديناً له على النبي - صلى الله عليه وسلم- فجذب ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وقال مغلظاً القول: (إنكم يا بني عبد المطلب مُطلٌ) فانتهره عمر وشدد له في القول، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يبتسم، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي)، ثم قال: (لقد بقي من أجله ثلاث)، وأمر عمر أن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعاً لما روّعه، فكان هذا سبب إسلامه فأسلم، وكان قبل ذلك يقول: ما بقي من علامات النبوة إلا عرفته في محمد - صلى الله عليه وسلم- إلا اثنتين لم أخبرهما، يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شد الجهل إلا حلماً، فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وصف. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (1/108-112), والحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي (3/604-605), والهيثمي في مجمع الزوائد (8/239-240).

هذا شيء يسير من حلمه - صلى الله عليه وسلم-.



3. عفوه - صلى الله عليه وسلم-:

العفو: هو ترك المؤاخذة عند القدرة على الأخذ من المسيء المبطل، وهو من خلال الكمال، وصفات الجمال الخلقي.

قالت عائشة-رضي الله عنها-: ما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله بها. البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (6/654) رقم (3560).

عن جابر بن عبد الله قال: قاتل رسول الله محارب بن خصفة، قال: فرأوا من المسلمين غرّه فجاء رجل حتى قام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسيف فقال: من يمنعك مني، قال: (الله)، فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- السيف فقال: (من يمنعك مني؟) قال: (كن خير آخذ قدر)، قال: (أتشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله)، قال: (لا، غير أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك). فخلى سبيله.

فجاء أصحابه فقال: (جئتكم من عند خير الناس). (المسند (3/365)، والبخاري بنحوه كتاب المغازي, باب غزوة ذات الرقاع (7/491) رقم (4136), ومسلم بنحوه, كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب صلاة الخوف (1/576) رقم (843).

وعن أسامة بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ركب على حمار، فقال: (أي سعد ألم تسمع ما قال أبو الحباب) يريد عبد الله بن أبيّ قال: كذا وكذا، فقال سعد بن عبادة: اعف عنه واصفح، فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. (البخاري، الفتح, كتاب تفسير القرآن, باب قوله تعالى: { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً}، (8/78) رقم (4566), ومسلم بنحوه, كتاب الجهاد والسير, باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- وصبره على أذى المنافقين (3/1422-1423) رقم (1798).

- لما دخل المسجد الحرام صبيحة الفتح ووجد رجالات قريش جالسين مطأطئين الرؤوس ينتظرون حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيهم، فقال: (يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟) قالوا: أخ كريم، وابن أخٍ كريم!، قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء!) قال الألباني: لم أقف له على إسناد ثابت وهو عند ابن هشام معضل (انظر كتابه "دفاع عن الحديث النبوي" ص: 32) فعفا عنهم بعدما ارتكبوا من الجرائم ضده وضد أصحابه ما لا يُقادر قدره ولا يحصى عده، ومع هذا فقد عفا عنهم، ولم يعنف، ولم يضرب، ولم يقتل، فصلى الله عليه وسلم.

- وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه-: أن يهودية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم- بشاة مسمومة ليأكل منها فجيء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فسألها عن ذلك، فقالت: (أردت قتلك)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ما كان الله ليسلطك على ذلك)، أو قال: (على كل مسلم)، قالوا: أفلا نقتلها؟ قال: لا. صحيح مسلم, كتاب السلام، باب السم (4/1721) رقم (2190)، البخاري- الفتح, كتاب الهبة وفضلها, باب قبول الهدية من المشركين (5/272) رقم (2617).



4. شجاعته - صلى الله عليه وسلم -:

إن الشجاعة خلق فاضل، ووصف كريم، وخلة شريفة، لا سيما إذا كانت في العقل كما هي في القلوب، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس على الإطلاق، فمن الأدلة على شجاعته ما يلي:

- شهادة الشجعان الأبطال له بذلك، فقد قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-، وكان من أبطال الرجال وشجعانهم، قال: "كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق نتقي برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه". رواه أحمد في مسنده (1/156)، والبغوي (13/257).

وعن البراء قال: "كنا والله إذا احمر البأس نتقي به – يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن الشجاع منا الذي يحاذى به". مسلم كتاب الجهاد والسير , باب غزوة حنين (3/1401).

- وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أجمل الناس وأجود الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة مرة فركب فرساً لأبي طلحة عرياناً, ثم رجع وهو يقول: (لن تراعوا لن تراعوا) ثم قال: (إنا وجدناه بحراً) البخاري- الفتح، كتاب الأدب, باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل(10/470)، ومسلم كتاب الفضائل, باب في شجاعة النبي- عليه السلام- وتقدمه في الحرب (4/1802-1803) رقم (2307).

- مواقفه البطولية الخارقة للعادة في المعارك، ومنها ما كان في حنين حيث انهزم أصحابه وفر رجاله لصعوبة مواجهة العدو من جراء الكمائن التي نصبها وأوقعهم فيها وهم لا يدرون، فبقى وحده - صلى الله عليه وسلم- في الميدان يجول ويصول وهو على بغلته يقول:



[align=center]أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب [/align]

عن البراء: قال لما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، فما رُؤي في الناس يومئذ أحد كان أشد من النبي - صلى الله عليه وسلم-. البخاري-الفتح، كتاب الجهاد والسير, باب من قال خذها وأنا ابن فلان (6/190) رقم (3042), ومسلم كتاب الجهاد والسير, باب في غزوة حنين (3/1401).

وما زال في المعركة وهو يقول: (إلي عباد الله!!) حتى فاء أصحابه إليه وعاودوا الكرة على العدو فهزموه في الساعة.

كانت تلك الشواهد على شجاعته -صلى الله عليه وسلم- وما هي إلا غيض من فيض، ومواقفه - صلى الله عليه وسلم- كلها تدل على ما كان عليه من الشجاعة, ولقد قال أنس بن مالك: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس". (البخاري كتاب الأدب, باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (10/470)، ومسلم كتاب الفضائل, باب في شجاعته - صلى الله عليه وسلم- وتقدمه للحرب (4/1802) رقم (2307)).


[align=center]يتبـــــــــع.....[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 18:07   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 ابتسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)

[align=center]ابتسم الرسول (صلى الله عليه وسلم)[/align]


المِزَاحُ المحمديُّ :

إن المزاح كالمداعبة والملاعبة والهزل الذي هو خلاف الجد, يقال: هزل في قوله أو فعله، أو مزح، أو داعب, الكل بمعنى واحد. والسؤال: هل كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)على جلال قدره وسمو مكانته، وانشغال باله بمهام الرسالة وأعباء القيادة وهداية الناس يمزح؟ والجواب: نعم,كان يمزح ويداعب ويهزل مع استيعاب الجدِّ وقته كله, إلا أنه كان في مزاحه ومداعبته وهزله لا يخرج أبداً عن دائرة الحق وبحال من الأحوال, وهو في مزاحه ومداعبته يقدم معروفاً لأزواجه و أصحابه بما يدخل عليهم من الغبطة والسرور, وعلى أطفالهم إذا داعبهم من الفرح والمرح والسرور والحبور.

وباستعراضنا للمواقف النبوية الآتية تتجلَّى لنا الحقيقة وهي أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)كان يمزح ولا يقول إلا حقاً. وفي الإمكان الاستنان به في ذلك؛ لأنه من المقدور المستطاع وليس من خصائصه(صلى الله عليه وسلم)بل هو أدب عام يأخذ به كل مؤمن قدر عليه.

حدَّث أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فقال: إن رجلاً أتى النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) فاستحمله, أي طلب منه أن يحمله على بعير ونحوه، فقال له(صلى الله عليه وسلم): (إنا حاملوك على ولد الناقة). فقال الرجل: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (هل تلد الإبل إلا النوق؟) فكان قوله هذا مداعبة للرجل ومزحاً معه وهو حق لا باطل فيه. سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1990) وقال الترمذي حديث حسن صحيح

وحدث النعمان بن بشير -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: استأذن أبوبكر على النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فسمع صوت عائشة عالياً على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)فلما دخل تناولها ليلطمها، وقال: ألا أراكِ ترفعين صوتك على رسول الله, فجعل النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)يحجزه. وخرج أبو بكر مغضباً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)حين خرج أبوبكر: (كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟).فمكث أبو بكر أياماً ثم استأذن على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما: أدخلاني في سلمكما,كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (قد فعلنا قد فعلنا). سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح، رقم (4999).

ففي هذا الحديث من حسن العشرة وطيب المداعبة ما لا يخفى على متأمل.

وحدث أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)قال له: (يا ذا الأذنين) سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1992) ، وسنن أبي داود، كتاب الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، رقم (5002)، وهي مداعبة ظاهرة وهي حق واضح، إذ كل إنسان ذو أذنين اثنتين.

وحدث أنس بن مالك فقال: كان رجل من أهل البادية يقال له زاهر، وكان يهدي للنبي(صلى الله عليه وسلم) الهدية من البادية فيجهزه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فيه يوماً: (إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه) , وكان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يحبه وكان هو رجلاً دميماً فأتاه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني , من هذا؟ فالتفت فعرف النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بعد النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)، وجعل رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-يقول: (من يشتري مني هذا العبد؟) فقال لرسول(صلى الله عليه وسلم): (إذن والله تجدني كاسداً)، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (لكن عند الله لست بكاسد , أنت عند الله غال) مسند أحمد (3/161)، وسنن البيهقي الكبرى(10/248)، فالمزاح في هذا الحديث ظاهر بصورة واضحة، ومعه من كمال الخُلُق وحسن الصحبة، وطيب المخالطة ما لا مزيد عليه.

وروى البزار عن ابن عمر: "أن رجلاً كان يقال له عبد الله ويلَّقب بحمارة. وكان مضحك النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)، وكان يؤتى به في الشراب أي السكر ليقام عليه الحد. فجيء به يوماً فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به!! فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (لا تلعنه , فإنه يحب الله ورسوله) مسند البزار، (1/393)، فقوله: وكان يضحك النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)دليل على أنه كان يمازحه حتى يضحكه، والمزاح يكون بين اثنين فكل واحد يمازح الثاني.

حديث الحسن البصري-رحمه الله تعالى-فقال: أتت امرأة إلى النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم), فقالت: يا رسول الله! ادع الله لي أن يدخلني الله الجنة، قال: (يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز) فولت العجوز تبكي، فقال: (أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز فإن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا} ( 35-37) سورة الواقعة. ذكره ابن كثير في تفسيره عن هذه الآية(4/292)، وقال رواه الترمذي في الشمائل،

وحدث أن امرأة جاءت تسأل عن زوجها فقال لها النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم): (زوجك الذي في عينيه بياض) فبكت وظنت أن زوجها عمي، فأعلمت أن العين لا تخلو من بياض، فكانت مداعبة كمداعبته(صلى الله عليه وسلم)للعجوز، ومصداقاً لما قدمناه في أنه لا يقول في مزاحه إلا حقاً. فقد قال أبو هريرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: (إني لا أقول إلا حقاً). سنن الترمذي،كتاب البر والصلة عن رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1990) وقال: هذا حديث حسن صحيح


ما جاء في ضحك رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم):

عن جابر بن سَمُرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: (كان في ساقِ رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم) حُموشةٌ، وكان لا يضحكُ إلا تبسماً، فكنتُ إذا نظرتُ إليه,قلت: أكحُل العينينِ،وليس بأكحل). سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله،باب صفة النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم),وقال:هذا حديث حسن غريب صحيح.

وعن عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أنه قال: (ما رأيت أحداً أكثرَ تبسماً من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)). سنن الترمذي، كتاب مناقب الرسول، باب في بشاشة النَّبيّ ، وقال: هذا حديث حسن غريب.

ومن طريق أخرى عنه قال: (ما كان ضَحِكُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا تبسماً).سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله، باب في بشاشة النَّبيّ، وقال: هذا حديث صحيح غريب لا نعرف من حديث ليث بن سعد إلا من هذا الوجه.

وعن أبي ذر-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قال: قال رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم): (إني لأعلم أوَّل رجلٍ يدخل الجنة، وآخر رجلٍ يخرجُ من النار: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغارَ ذنوبه، ويُخبأُ عنه كبارها. فيقال له: عملت يوم كذا، وكذا وكذا، وهو مُقرٌ لا يُنكر، وهو مشفق من كبارها، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة حسنةً. فيقول: إن لي ذنوباً لا أراها ههنا!).ذكره الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم، (471)(1/262)

قال أبو ذر: (فلقد رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ضحك حتى بدت نواجذه).

وعن جرير بن عبد الله-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قال: (ما حجبني النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم)منذُ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك). البخاري، الفتح، كتاب المناقب، باب ذكر عبد الله بن جرير البجلي، رقم (3822).

وعن عبد الله بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً، رجلُ يخرج منه زحفاً، فيقال له: انطلق فأدخل الجنة. قال: فيذهب ليدخل الجنة فيجد الناسَ قد أخذوا المنازل، فيرجع فيقول: يا رب قد أخذ الناس المنازل! فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول: نعم. قال: فيقال له: تَمَنَّ. قال: فيتمنى. فيقال له: فإن لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا. قال: فيقول: أتسخر بي وأنت الملِك!).قال: (فلقد رأيت رسول الله(صلى الله عليه وسلم)ضحك حتى بدت نواجذه). البخاري، الفتح، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، رقم(6571)

و عن علي بن ربيعة قال: شهدتُ علياً-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أتي بدابةٍ ليركبها، فلما وضع رجله في الرِّكاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمدُ لله، ثم قالسبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون). ثم قال: الحمد لله (ثلاثاً)، والله أكبر (ثلاثاُ)،سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). ثم ضحك. فقلت له: من أي شيء تضحك يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صنع كما صنعتُ، ثم ضحك، فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟ قالإن ربك ليعجب من عبده إذا قال: ربِّ اغفر لي ذنوبي، يعلمُ أنه لا يغفر الذنوب أحدٌ غيره). سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله، باب ما يقول إذا ركب الناقة،وقال هذا حديث حسن صحيح.

وعن عامر بن سعد قال: قال سعدلقد رأيت النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)ضحِك يوم الخندق حتى بدت نواجذه. قال: قلت: كيف كان ضَحِكُه؟ قال: كان رجل معه تِرْسُ، وكان سعد رامياً، وكان الرجلُ يقول: كذا وكذا، بالترس يغطي جبهته، فنزع له سعد بسهم، فلما رفع رأسه رماه، فلم يخطئ هذه منه (يعني جبهته)، وانقلب الرجل، وشال برجله. فضحك النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)حتى بدت نواجذه. قال: قلت: من أي شيء ضحك؟ قال: من فِعله بالرجل).

ما جاء في صفة مِزاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)قال له: (يا ذا الأُذنين). قال أبو أسامة: يعني يمازحه. سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1992) ، وسنن أبي داود، كتاب الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، رقم (5002).

وعن أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: إن كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)ليخالطنا حتى يقول لأخٍ لي صغير: (يا أبا عمير! ما فعل النغير). البخاري، الفتح، كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس، رقم (6129)

وقال أبو عيسى( الترمذي): وفقه هذا الحديث أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)كان يمازح. وفيه أنه كنى غلاماً صغيراً، فقال له: (يا أبا عمير). وفيه أنه لا بأس أن يعطى الصبي الطير ليلعب به، وإنما قال له النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم): (يا أبا عمير! ما فعل النغير؟) ؛ لأنه كان له نغير يلعب به، فمات، فحزن الغلام عليه، فمازحه النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) فقال: (يا أبا عمير ما فعل النغير؟).

وعن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قالوا: يا رسول الله! إنك تُداعبنا. قال: (نعم غير أني لا أقول إلا حقاً). سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1990) وقال هذا حديث حسن صحيح.

ما جاء في كلام رسول الله في السمر:

حديث أم زرع.

عن عائشة قالت: جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً.

(فقالت الأولى): زوجي لحمُ جمل غث، على رأس جبلٍ وعرٍ، لا سهلٌ فيُرتقى، ولا سمين فينتقل.

(قالت الثانية):
زوجي لا أُثير خبره، إني أخاف أن لا أذَرَه، إنْ أذكره , أذكرْ عُجَره وبُجره.

(قالت الثالثة): زوجي العَشَنَّق، إن أنْطِقْ أُطلَّق، وإن أسكت أُعلَّق.

(قالت الرابعة): زوجي كليل (تِهامة) لا حرَّ ولا قرَّ، ولا مخافة ولا سآمة.

(قالت الخامسة): زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسِدً، ولا يسأل عما عهِد.

(قالت السادسة): زوجي إن أكل لَفَّ، وإن شرب اشْتَفَّ، وان اضطجع التفَّ، ولا يُولجُ الكفَّ ليَعلَم البَثَّ.

(قالت السابعة): زوجي عياياءُ، (أو غَياياءُ) طَباقاء، كلُّ داءٍ له داء، شجَّكٍ، أو فلَّك، أو جمع كلاَّ لك.

(قالت الثامنة): زوجي: المسُّ، مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنب.

(قالت التاسعة): زوجي رفيعُ العِمادِ، طويلُ النَّجادِ، عظيمُ الرَّمادِ، قريبُ البيت من الناد.

(قالت العاشرة): زوجي مالكٌ، وما مالكٌ؟ مالكٌ خير من ذلك، له إبلٌ كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوتَ المِزْهَرِ أيقنَّ أنهن هوالكِ.

(قالت الحادية عشرة): زوجي أبو زَرْعٍ، وما أبو زَرْع؟ أناسَ من حليِّ أُذُنيَّ، وملأ من شحمٍ عضديَّ، وبَجحَّني فيَجَحَتْ إليَّ نفْسي، وجدني في أهل غنيمة بشقِ فجعلني في أهل صهيل وأطيَطٍ ودائسٍ ومُنَقِّ، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقُدُ فأتصَبَّبحُ، وأشربُ فأتَقَمَّحُ،

أم أبي زرعٍ، فما أمَّ أبي زرع؟: عُكُومها رَدَاحٌ، وبيتُها فَسَاح،

ابنُ أبي زرع، فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كَمَسَلِّ شَطْبةٍ، وتُشْبِعُه ذِرَاعُ الجَفرَة، بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمها، وملءُ كسائها، وغيظُ جارتها،

جاريةُ أبي زرع، فما جاريةُ أبي زرع؟ لا تَبُثُّ حديثنا تبثيثاً، ولا تنْفُثُ ميرتنا تنقيثاً، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً،

قالت: خرج أبو زرعٍ و الأوطاب تُمْحَضُ، فلقي امرأةً معها وَلَدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برُمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحتُ بعده رجلاً سرياً، رَكِبَ شرياً، وأخذ خَطياً، وأرَاح عليَّ نَعَما ثرياً، وأعطاني من كل رائحة زوجاً، وقال: كلي أمَّ زرع! وميري أهلَك. فلو جمعتُ كل شيء أعطانيه ما بَلغَ أصغرَ آنية أبي زرع.

قالت عائشة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُا-: فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (كنتُ لكِ كأبي زرع لأمِّ زرع). أي في الإلفة والعطاء. لا في الفرقة، والخلاء. البخاري، الفتح، كتاب النكاح، باب حسن المعاشرة مع الأهل، رقم (5189).


[align=center]يتبـــــع.........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-16, 18:11   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 بعض أحوال النبي مع الأطفال وصغار السن 1

[align=center]بعض أحوال النبي مع الأطفال وصغار السن 1[/align]



فقد كان النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- شديدَ الاهتمام بالأطفال؛ ولذلك فقد دعا إلى تأديبهم، وغرس الأخلاق الكريمة في نفوسهم، وحث على رحمتهم والشفقة عليهم، فقال-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-من لم يرحمْ صغيرَنا،ويعرف حَقَّ كبيرِنا، فليس منا). رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرحمة رقم (4943).

ولقد كانَ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-على عظيم قدره، وعلو منزلته، هو الذي يبدأ بالسلام على الأطفال حباً لهم، ورِفقاً بهم، وتلطفاً معهم، ولإشعارهم بمكانتهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم، وقد مدحهم وأثنى عليهم، كما فعل مع ابن عمر-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. أخرجه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبدالله بن عمر برقم (3530). وقد كان لا يكثر عتابهم ويعذرهم ويرفق بهم؛ كما فعل مع أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. وكان لا يأنف من الأكل معهم، ومع ذلك لو رأى منهم مخالفة للأدب، فكان ينصح لهم ويأمرهم بما يصلحهم، فقد نصح عمرو بن أبي سلمة بآداب الطعام بلين ورفق ورحمة، لما رأى منه مخالفة الأدب. أخرجه البخاري، كتاب الأطعمة، باب التسمية، رقم: (2309. وكان يوصيهم بالخير، ويعلمهم التوحيد والدين، فلم يكن رفقه وشفقته العظيمة عليهم بمانعة له من نصحهم وإرشادهم وإصلاحهم، فقد أوصى ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-. أخرجه الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب(59)رقم ( 2516). وكل هذا الاهتمام منه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بالأطفال جاء لعلمه بأنهم في أشد الحاجة إلى الرعاية والعطف والحنو أكثر من غيرهم، وذلك لتنمية ثقة الطفل بنفسه حتى ينشأ قوياً ثابت الشخصية، مَرِحَاً عَطُوفاً على غيره، عضواً فَعَّالاً في مجتمعِهِ. راجع" مبدأ الرفق في التعامل مع المتعلمين من منظور التربية الإسلامية"، صـ (123-124) لصالح بن سليمان المطلق.

وإليك -أخي الكريم- نماذج جلية، ومواقف شريفة، وأساليب حكيمة من تعامل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مع الأطفال، وكيف كان تواضعه، وحبه لهم، ورحمته بهم، وشفقته عليهم، والغرض من ذلك تحفيز القلوب، وحثها على التأسي بقدوتنا وإمامنا محمد بن عبد الله -عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم-، فمن تلك النماذج المشرقة ما يلي:

1. تبريكهم وتحنيكهم والدعاء لهم:

كان- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يؤتى بالصبيان، فيبرك عليهم، ويحنكهم، ويدعو لهم، فعن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُؤتى بالصبيان، فيبرك عليهم، ويُحنكُهم، ويدعو لهم. أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم (11/155) رقم (6355). يقول ابن حجر-رحمه الله- في الفتح: ومن فوائد هذا الحديث: الرفق بالأطفال، والصبر على ما يحدث منهم، وعدم مؤاخذتهم، لعدم تكليفهم. فتح الباري (10/434). وعن أنس قال: ذهبتُ بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حين ولد، ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في عباءةٍ يهنأ بعيراً له فقال: (هل معك تمر؟) فقلت: نعم. فناولته تمرات، فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه، فجعل الصبي يتلمضه، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (حُبُّ الأنصار التمر) وسمَّاه عبد الله. رواه مسلم، كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله(3/1689) رقم (2114). وعن أنس قال: غدوت إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بعبد الله بن أبي طلحة ليحنِّكه فوافيته في يده الميسم يسم إبل الصدقة. أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب وسم الإمام إبل الصدقة بيده (3/429) رقم (1502).

2. السلام عليهم:

عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: أتى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- على غِلْمانٍ يلعبون فسلَّم عليهم. رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب السلام على الصبيان، رقم(5202).

لقد كان -صلى الله عليه وسلم- بهذه الأسلوب يدخل السرور والفرح إلى نفوس هؤلاء الناشئة، ويعطيهم الدفعة المعنوية على التعوّد في محادثة الكبار والرّد والأخذ والعطاء معهم، وهذا من حكمته -عليه الصلاة والسلام-.

3. مسحه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-رؤوس الصغار:

عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يزور الأنصار، ويُسلِّم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم. رواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني انظر صحيح الجامع رقم (4947). وعن عبد الله بن جعفر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: مسح رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بيده على رأسي، قال: أظنه قال ثلاثاً، فلما مسح قال: (اللهم اخلف جعفراً في ولده). أخرجه الحاكم في المستدرك، وسكت عنه، (1/372)، وقال الذهبي: صحيح. وعن مصعب بن عبد الله قال: عبد الله بن ثعلبة ولد قبل الهجرة بأربع سنين، وحمل إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فمسح وجهه، وبرك عليه عام الفتح، وتوفي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو ابن أربع عشرة. رواه الحاكم في المستدرك (3/279).

ومن هذه الأحاديث نعرف كيف كان النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يشعر هؤلاء الصغار بلذة الرحمة والحنان، والحب والعطف، وذلك بالمسح على رؤوسهم، والأمر الذي يشعر الطفل بوجوده، وحب الكبار له، واهتمامهم به. وعن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤنة عطارٍ. رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النَّبيّ ولين مسه والتبرك بمسحه (4/1814) رقم (2329).

وعن أنس قال: انتهى إلينا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وأنا غلام في الغلمان، فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالة وقعد في ظل جدار، أو قال إلى جدار حتى رجعت إليه. رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (4335).

4. مداعبته وملاطفته للصغار:

عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: (يا زوينب، يا زوينب) مراراً. رواه الضياء المقدسي، وصححه الألباني في الصحيحة رقم (2141). وعن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-ليدلع لسانه للحسين بن علي فيرى الصبي حمرة لسانه، فيبهش إليه، أي يسرع إليه. رواه أبو الشيخ في كتاب "أخلاق النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وآدابه"، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم(70). وروى الطبراني عن جابر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فدعينا إلى الطعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أمام القوم ثم بسط يده فجعل -الغلام- يفر هاهنا وهناك، فيضاحكه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه وقبله، ثم قال: (حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط). رواه البخاري في الأدب، والترمذي وابن ماجه والحاكم، وحسنه الألباني، في صحيح الجامع، رقم (3146). راجع: منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرَّسُول (2/440-441).


5. وروى البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: سمعت أُذناي هاتان وبصرت عيناي هاتان، ورسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، أخذ بيديه جميعاً، بكفي الحسن والحسين، وقدميه على قدم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يقول: (ارْقه) قال: فرقى الغلام، حتى وضع قدميه على صدر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ثم قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-افتح فاك)، ثم قبَّله، ثم قال: (اللهم إني أحبه فأحبه). اللفظ الأخير في البخاري، كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين (7/119) رقم (3749). وقد وقف بين يديه ذات مرة محمود بن الريبع، وهو ابن خمس سنين، فمجَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في وجهه مجة من ماء من دلو يمازحه بها، فكان ذلك من البركة أنه لما كبر لم يبق في ذهنه من ذكر رؤية النَّبيّ إلا تلك المجة، فعد بها من الصحابة والحديث أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب متى يصح سماع الصغير، رقم(75). ودخلت عليه ربيبته زينب بنت أم سلمة وهو في مغتسله، فنضح الماء في وجهها، فكان في ذلك من البركة في وجهها أنه لم يتغير، فكان ماء الشباب ثابتاً في وجهها ظاهراً في رونقها وهي عجوز كبيرة. راجع " المواهب الدينية بالمنح المحمدية" (2/354). وعن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أحسنُ الناسِ خُلقاً وكان لي أخ، يُقال له أبو عُمير -وهو فَطيم- كان إذا، جاءنا قال: (يا أبا عُمير ما فعل النُّغير؟!) النغير: طائر كان يلعب به. أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل (10/598) رقم (3947)، ومسلم كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح (3/1692) رقم (2150). قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- في الفتح: إن هذا الحديث فيه جواز الممازحة وتكرير المزاح، وأنها إباحة سنة لا رُخصة، وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائز وتكرير زيارة الممزوح معه، وفيه ترك التكبر والترفع، ومنه التلطف بالصديق، صغيراً كان أو كبيراً، والسؤال عن حاله. فتح الباري (10/584). وفي هذا الحديث من الفوائد التربوية الشيء الكثير، فمنها:



1. على الرغم من حجم الدعوة التي يقوم بها الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ورغم كثرة المشاغل التي تواجهه والعبادات التي يقوم بها من عبادة وتربية وجهاد وتسيير أمور الدولة الإسلامية إلا أنه جعل له وقتاً لتربية أطفال المسلمين، وهذا الوقت المستقطع يعتبر بحد ذاته مكسباً تربوياً.

2. استخدام الرَّسُول-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أسلوب التكنية للطفل الصغير، فقال له: (( يا أبا عُمير! ))، وهذه التكنية تشعر إخوانه وأهله بأن ابنهم كأنه أصبح في مصاف الشباب، وتكنية الولد تكسر الميوعة في النداء.

3. تمتعت الجملة التي قالها -عليه الصلاة والسلام- بصفات تربوية عظيمة، وهي:

· الجملة كانت قصيرة من حيث عدد الكلمات؛ حيث كان عد الكلمات ست كلمات وعدد أحرفها اثني عشر، وتلك الكلمات مناسبة لسن الصغير.

· الجملة سهلة النطق، وخالية من الكلمات الحوشية الصعبة، فمن السهل أن ينطق الصغير بها؛ يا / أبا/ عُمير/ ما/ فعل/ النُّغير/.

· الجملة سهلة الاستيعاب، ومضمونها معروف؛ من الإمكان أن يستوعبها الطفل ويعرف مضمونها.

· الجملة سهلة الحفظ، لوجود السجع، والسجع محبب لنفس الطفل، ويستجيب له استجابة نفسية يعبر عنها بابتسامة وضحكة.

· فواصل الجملة مناسبة لنفس الطفل؛ نلاحظ في الجملة فواصلها مناسبة للوقت الزمني الذي يردده الطفل، فالجملة تبدأ: يا أبا عمير! هذا المقدار مناسب لنفس الطفل . ما فعل النغير، هذا المقدار مناسب لنفس الطفل. بداية الجملة: نداء-سكته-استراحة-استفهام أغلقت الجملة. يا أبا عمير ما فعل النغير؟!

4. نزل الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- للمستوى العقلي للطفل (أبا عمير) وهذا مما يدخل السرور في نفس الطفل وأهله، ويعتبر ذلك سلوكاً تربوياً، ودعوياً حيث تزداد محبة أهل الطفل لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وأيضاَ يثمر التفاعل بين الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- والطفل ولعلَّ من الأمراض النفسية التي تصيب الشباب لها أبعاد طفولية، نتيجة حرمانهم العطف من والديهم فيصابون بتلك الأمراض كالانطواء، التوحد، الغيرة، التبرير، وغيرها.

5. عندما يكبر (أبو عمير) ويعلم بأن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قد داعبه، فإن ذلك يدعو إلى ازدياد محبته لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ومنها تتهيأ نفسه لتلقي الجوانب التربوية والعبادية والجهادية من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وهذا ما وجدناه في وقتنا الحاضر عندما يقوم بتعليمنا مدرس فبلا شك سيترك أثراً في نفوسنا وخاصة عندما يكون دمث الأخلاق متديناً يحبُ التلاميذ ويقدرهم ويشجعهم على تلقي العلوم وعندما نراه بعد عدة سنوات فإننا نقدره ونحترمه ونود أن نقضي له حاجة وذلك ناتج عن جذور العلاقة السابقة، ولهذا تبقى العلاقة بين المدرس والتلميذ مستمرة قلبياً وفكرياً لعدة سنوات لوجود جسر المحبة والألفة. راجع " من أساليب الرَّسُول في التربية دراسة تحليلية" لنجيب خالد العامر صـ (96) وما بعدها.

[align=center] يتبـــــــــــع.........[/align]










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc