كلمة ذكرى للقائد الأوفى
على أطلال الوفاء استوقفتني الآهات
نادتني الآمال والأحلام
وتلك الذكريات
قلت والألم يكويني وذكرى العطاء تعزيني
قلت : ....
أستميحك عذرا سيدي
إن بكيت أمام مقامك السامي
أو على ذكراك على طهر ثراك
انهالت من عيني الدموع
أستميحك عذرا سيدي
فإني رأيت البيت بعدك ظلمة
قد تداعت أركانه أو كادت
فما أمسى البيت الذي كان
ولا الأهل هم أولئك السكان
ما عادة في الأفق راحة الفل والريحان
وما عدنا نرى في الصقور ذاك العنفوان
نعم أراه مظلما كيف لا وقد تهدَلت فيه الشموع
أستميحك عذرا سيدي
إن جلبت لك الأحزان
سيدي ما عاد نفسك ينعشنا .....
كنسمة عطر في كل صبح تهدينا
ما عاد لنا كلمة فصل تحمينا...
ما عاد فينا ذاك النور
في ظلمة النفق تُرشدنا وتَهدينا
نعم سيدي أمحلت فينا القلوب .....
ما عاد ربيع قلبك يزين لنا الربوع
قد سئمت نوار سنا شواطئ الذل
مللنا من سراب السياسة الحمقاء
ووعود القمم الجوفاء
ووهن القافلة العجفاء
هاجرت كل الفراشات أرائكها
وبلابل الدوح ما عادت تغرد فوق الفروع
أستميحك عذرا سيدي
قد آلمتنا الأيام .... ولفحتنا نيران الفتن
قد دب في صفوفنا العفن
أصاب أحباب الوزير أمراض الوهن
جرحتنا سيوف الردة وخانوا الجوار
حاربوا وحدتنا في كل وسائل الأخبار
ألا وإنهم ساهموا بالحصار وأقاموا المتاريس والأسوار
نعم سيدي سئمنا منهم الخداع والدجل
وفيهم فقد الأحفاد كل الأمل
فلو رأيتهم على مسارح التفاوض يتقنون فن الركوع
آه يا بطل الثورة والثوار
يا قاهر القهر في ذلك الحصار
ملت مسامعنا تراتيل السلام
جفت مدامعنا وتشتت بشائر الأحلام
توالت على قصعتنا كلاب سلول
والعم سام
أقمارنا تاهت في سراب الوعود
ودوامات السياسة
وشعبك تشرذم وعلى نفسه انقسم
خنقته رياح القهر والقتل والحصار والجوع
ما عاد فينا رجل ذا كياسة
بيعت أزهارنا الغناء في سوق النخاسة
وأروقة القدس داستها يد النجاسة
أما بنادقنا فأضحت أسيرة
وأما خنادقنا فأمست جرداء
ينقصها الفطنة والكياسة
سيدي عذرا فما عاد لسفنا ذاك الصليل
وقافلة البنادق أمست بعدك بلا دليل
وزئير الأسد أمسى ضعيفا
إلا ما رحم الجليل
نعم قد تاهت الأنسام وتشعبت دروبنا
ما عاد بريق لحقنا المشروع
****
آه يا سيدي أيا ياسر الحنون
كم أمل لنا بعد رحيلك
أضحى محاصر مدفون
تغيرت الأحوال ... وانتشر الجدال
ولولا إيماننا ... آمالنا
لضاعت الأجيال
فكل شيء في عرف الجشع ليس مُحال
التفاوض مشروط ..... والتنازل مرغوب
وأزيز الرصاص مكبل ممنوع
سيدس وقائدي ... أبي ورمزي
أينا منا ثورة كنتَ لها
الذراع الضارب والقائد المغبون
أين منا بسمة كنت لها الراعي الودود
والأب الحنون
أه يا ربيع العمر وسقيا العطاشى
أه أيها الينبوع
أنت أردتها يا سيدة دولة
فجعلوها دولتان
الكل فيها محاصر مكبل مقهور مهان
أبا عمار والذكرى تنادينا
لوحدة الصف لخندق الحتف
كي تُزهر مواضينا ....كي نقطف أمانينا
نعم سيدي بذكراك يتجدد العهد والوعد
نجدد بيعتنا... نجدد القسم
أن نحمي عروبتنا...... أن نرفع العلم
لا العولمة ترضينا والوعود
كفرنا بالفوضى الخلاقة
صبرنا على الدمعة الحراقة
ثم أقسمنا اليمين
أن نعد لشعبنا البسمة البراقة
قسما بآهات المبعدين بألم المشردين
قسما بأنة الجرحى بدمعة الثكلى
بأحزان الأسرى
أن نظل الأوفى
مهما رمتنا بالنيران أشباحهم
وحاصرتنا من كل فج دباباتهم والدروع
أقسمنا سيدي والقسم عهد ووعد
أن نردد سويا الحان النصر
ترانيم الحرية ؟؟؟ وأهازيج الرجوع
أقسمنا أن لا ننسى جراحنا
من دير ياسين إلى غزة ومن جنين إلى قبية
أو كفر قاسم والسموع
فكيف تسالم الأزهار كف خانقها وسارقها
أوَ تهادن السنابل شفرة المناجل
أنهادن حصار منع شمسنا من الطلوع
عهدا إليك سيدي
أن يبقى كما كنا .... توارك الأحرار
أن تبقى محبتك
وذكراك
نبض بين الضلوع
بقلم أخوكم
ابن العروب
12/11/2010