مقتطفات من التاريخ السوري (1) سورية عبر التاريخ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقتطفات من التاريخ السوري (1) سورية عبر التاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-08, 19:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (1) سورية عبر التاريخ

أثبتت الكشوف الأثرية التي تحققت خلال العقود الأخيرة، أمرين هامين: الأول أن هذه المنطقة التي تسمى عند العرب بلاد الشام تعتبر من أقدم مناطق العالم حضارة، وأن هذه الحضارة مترابطة عضوياً على الامتداد الجغرافي ومتكاملة. والأمر الثاني أن هذه البلاد تحمل بعداً سياسياً دولياً واسعاً لا يقاس بحجمها، إذ أن موقعها بين قارات ثلاث مازال ذو أهمية استراتيجية وتجارية عالمية، ولقد برزت هذه الأهمية تاريخياً منذ نشاط طريق الحرير الذي يبدأ من الصين مروراً بسواحلنا على البحر الأبيض المتوسط أو باتجاه جنوب سورية، عبر تدمر وحلب، وكانتا من المراكز الهامة في هذا الطريق. وكان الهلال الخصيب الذي يمتد رأسه الشرقي من الخليج العربي، وينتهي رأسه الغربي في سيناء، منطقة ازدهار اقتصادي وإشعاع حضاري عبر جميع العصور، يضاف إلى ذلك أهمية إشراف سورية على صدر البحر المتوسط الذي أفسح لها في العبور إلى جميع مرافئ البحر وإلى أنحاء أخرى من العالم، وأصبحت قادرة، من خلال تبادلاتها التجارية وتحركاتها العسكرية أن تصنع تاريخها وأن تشارك في صنع تاريخ هذا الجزء من العالم.
إن الأهمية الاستراتيجية لموقع سورية جعلها مليئة بالمدن العامرة والحواضر التي لعبت دوراً حضارياً كبيراً منذ العصور التاريخية القديمة.
ومازالت الحفريات الأثرية في أحواض الفرات والخابور والعاصي وحول المدن الكبرى وفي الساحل والجنوب، تكشف عن حواضر قديمة حددت بدايات التاريخ والحضارة الإنسانية على هذه الأرض. ولقد كانت شبكات الطرق بين هذه الحواضر والمدن متشعبة، مما جعل الوحدة الثقافية والعقائدية والاقتصادية أكثر رسوخاً واستمراراً.
بل كانت هذه الوحدة سبباً في التطلع المستمر لتحقيق وحدة سياسية، لولا صعوبة وسائل الانتقال والاتصال. ومع ذلك فإن المكتشفات الأثرية أبانت بوضوح محاولات الملك الأكادي "صارغون" لتحقيق وحدة سياسية من البحر الصغير الخليج العربي إلى البحر الكبير البحر المتوسط.
ومع أننا لا نستطيع تحديد تسمية سياسية شاملة لهذه المنطقة، يبقى من الممكن إطلاق تسميات حضارية وسمت المنطقة الجغرافية بسمة مشتركة، دون أن تكون ثمة قيادة سياسية ونظام حكم متماسك كما يفهم اليوم عند تحديد أسماء الممالك والدول. وإن كان ولاء بعض المدن الأخرى يعتبر مظهراً من مظاهر الوحدة السياسية.
إن وحدة هوية الإنسان الذي شكل حضارة هذه المنطقة هي التي تدفعنا إلى تحديد خرائط جغرافية تضم الحواضر التي احتوت فعاليات هذا الإنسان وحفظت آثاره وتراثه.
لابد أن نوضح أولاً أن الرأي القائل من أن جميع الأقوام التي شكلت حضارات فيما بين الرافدين والبحر المتوسط، قد هاجرت تباعاً وبصورة مباشرة من الجزيرة العربية لم يعد أساسياً في تحديد هوية هذه الأقوام. فإذا كان الأكاديون الأوائل منذ الألف الثالث قبل الميلاد قد هاجروا من مكان ما في الجزيرة العربية حاملين معهم لغة الجزيرة وعقائدها. فإن الآشوريين والعموريين والكنعانيين والآراميين والكلدان هم العرب الذين انتقلوا من الرافدين باتجاه الشمال والغرب ليشكلوا حواضر وحضارات أصبحت أكثر أبعادها واضحة بعد الحفريات الأثرية المتتالية.
لا يعني هذا أن الهجرات في منطقة الهلال الخصيب إنما ابتدأت بعد ازدهار الأكاديين والبابليين،بل إن الوجود العربي أو السامي في بلاد الرافدين قد يعود إلى الألف السادس قبل الميلاد، وإن تلك الهجرات تتابعت منذ ذلك التاريخ، لتشكل وحدة قومية.
ويكفي باعتقادنا أن تكون اللغة والعقائد هي مقياس هذه الوحدة وهذا الانتشار الأكادي العربي المتتالي، فلقد تبين أن الفروق بين اللهجات تتفق جداً مع الفروق بين المسافات المتباعدة عن المصدر الأساسي للوجود العربي.
وكما سنرى فإن الشعوب التي تعاقبت على المنطقة المحصورة فيما بين النهرين والبحر كانت تنتسب إلى قومية متقاربة لا تختلف عن بعضها إلا بالمطامح السياسية والاقتصادية وبالنفوذ الجغرافي، بل إنَّ العالم الأثري "مورتغات" يسمي الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة منذ العموريين باسم "الحضارة الكنعانية" كتعبير عن وحدة قومية شاملة.
على أنه لا بد من الإشارة إلى أن تكوّن دولة بالمعنى الذي نفهمه اليوم لم يتم بوضوح، بل ثمة دولة ذات عاصمة واحدة أو أكثر كانت واسعة السلطان تفرض نفوذها على مدن كبيرة أو صغيرة أخرى قريبة، فتقوم بإلحاقها أو بتعيين ملوكها لتأكيد نفوذها عليها.
ومع ذلك نستطيع أن نحدد تسميات لهذه المنطقة التي نعرفها اليوم باسم سورية ولبنان وفلسطين والأردن، وذلك بالاعتماد على الخصائص الحضارية والسياسية لكل مرحلة من مراحل تاريخ هذه المنطقة،




انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-10-08, 20:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (2)العرب والأعراب والحروب السورية

إذا كان سكان المنطقة الشمالية قد توطنوا واندمجوا في حضارة ذلك العصر، فإن الأعراب في البادية كان أكثرهم على بداوتهم في الجنوب. وفي أخبار "شاروكين" أو "صرغون الثاني الآشوري"، ذكر لاسم قبائل "شمو" و"عبابيدي" و"مرسيمانو" و"الخيافة"، وهم العرب البعيدون القاطنون في البادية، لا يعرفون حاكماً أو نظاماً ولم يؤدوا الجزية إلى أي ملك.علماً أن القبائل العربية في البادية كانت على اتصال بالممالك المتحضرة، ويذكر إن قبيلة عربية برئاسة الشيخ جندبو العربي كانت قد تعاونت مع ملك دمشق في موقعة "قرقر" عندما هاجم دمشق "شلمناصر الثالث" ملك آشور.
وتذكر العالمة الأثرية "شترومنغر" أن العرب لم يكونوا مجرد رعاة غنم وإبل، بل كانوا تجاراً أوصلتهم تجارتهم بقوافلهم إلى مناطق مستقرة وقد شاركوا في المعارك، إذ كانت بادية الشام مسرحاً لصراعات كبيرة بين الرافديين والآراميين والكنعانيين.
ونستطيع القول انه لا مبرر لربط الشعوب التي تكلمت لغة واحدة ذات لهجات مختلفة على أنها شعوب سامية بل هي من الشعوب العربية، لكن كلمة عرب مرتبطة بأذهان المستشرقين بمفهوم البدو الأعراب، مع أنها كلمة قديمة تعني شعوب هذه المنطقة الذين كانوا أعراباً في البادية وعرباً في الحضر. إن مبرر استعمال صفة العرب هو اللغة، فلقد تأكد علماء اللغة أن اللغة العربية الحالية قديمة جداً وترجع إلى بداية التاريخ، ولكنها كانت على شكل لهجات، الأكادية والإيبلائية والآرامية والكنعانية ثم النبطية فالعربية. ونظرة متفحصة للمعجم المقارن بين هذه اللهجات، تتوضح الأواصر اللغوية وأساس اللغة العربية. بل أساس الأمة العربية وقصة التاريخ العربي منذ بداية التاريخ.

انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-08, 20:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (3)قصة أوربا بنت أجينور

سورية و البحر المتوسط - قصة أوربا بنت أجينور


يتجلى أثر حضارة الساحل السوري على أوربا من خلال انتقال عبادة الآلهة الكوكبية ومن خلال انتقال الأبجدية وتسمية القارة باسم أوربا ابنة الملك "أجينور" ملك صور ثم انتقال ملك صور قدموس شقيقها وتأسيس "قدميا" وتعليم اليونان الأبجدية.

وصورت هذه الانتقالات على شكل أسطورة ولكنها أصبحت عقيدة الأوربيين. تقول أسطورة أوربا. إن زيوس رب الأرباب في أثينا، علم بجمال وكمال أوربا ابنة أجينور ملك صور، فجاءها على هيئة ثور وكانت تلعب مع أترابها على شواطئ البحر المتوسط، فأغراها ودفعها إلى امتطاء ظهره وعبر بها عباب البحر، حتى إذا وصلا إلى اليونان أعلن زواجه منها، وهكذا حملت القارة اسم "أوربا".
وتفقد الملك أجينور ابنته، فأرسل ابنه قدموس للبحث عنها، وعندما وصل إلى طيبة استقبله الناس بالترحاب، وهناك علمهم الأبجدية الفينيقية وأنشأ مدينة "قدميا".

انا سوري وتاريخي يحكي عني ...










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:07   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (4) أوغاريت والأبجدية السورية



سورية و البحر المتوسط - أوغاريت والأبجدية السورية


كي نبدأ الحديث عن سورية الحضارة وما أعطته إلى الغرب، لابد أن نتحدث أولاً عن الأبجدية التي ابتكرها السوريون القدماء ونقلوها إلى الغرب.
في عام 1933م، عثر في مدينة أوغاريت "رأس الشمرة" قرب اللاذقية على رقيم صغير الحجم يحوي عدداً من الصيغ المسمارية وعددها ثلاثون شكلاً، تبين بعد الدراسة والتدقيق أن هذه الأشكال المسمارية ما هي إلا حروف أبجدية لم يعرف لها نظير، بل لقد تأكد للباحثين أن هذه الأبجدية هي الأولى في العالم وأنها ترجع إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.وكان العالم مونتيه قد عثر عام 1922 على أبجدية أخرى في جبيل منقوشة على ضريح أحيرام وترجع إلى زمن لاحق، القرن العاشر ق.م
وتبدو أهمية ضريح أحيرام هذا، والذي يرجع إلى القرن العاشر قبل الميلاد بما فيه من رسوم نافرة جميلة تمثل أحيرام والد أيشوبعل ملك جبيل الذي صنع الضريح له، وأمامه رتل من الباكيات الناحبات والعابدات، وبعضهن يمزقن ثيابهن علامة الحزن، فإن أهميته التي اشتهر بها ترجع في الواقع إلى النص المكتوب عليه بأحرف أبجدية مازالت تعتبر حتى الآن الشكل الأولي للأحرف الأبجدية العربية واللاتينية.
وكان الكنعانيون وهم قدماء العرب السوريين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، قد تبنوا منذ العصور الأولى الكتابة التي نراها في أوغاريت، حيث كان من المألوف هناك استعمال الكتابة المسمارية التي كانت منتشرة في بلاد الرافدين، والتي استمرت وسيلة الأكاديين والعموريين العرب القدماء ثم سكان أوغاريت من الكنعانيين، وكان لابد من استعمال هذه الكتابة بسبب طريقة النقش على ألواح الطين بمسمار خاص، ولكن المهم في أوغاريت أنهم قد استعملوا الكتابة المسمارية على الرقم الفخارية وكانت غير أبجدية كالكتابة الصينية، ثم قاموا بحذف أكثر الإشارات التي كانت تلازم الكلمات ذات الدلالة الصوتية المختصرة، واكتفوا بصورة تناسب الصيغة الصوتية، فكانت الحروف الأبجدية الأوغاريتية وعددها ثلاثون حرفاً، هي أول أبجدية في العالم. ويقول أحد الباحثين "جورج بيرو":
إن ابتكار الأبجدية كان حدثاً هاماً جداً لا يمكن مقارنته بأي حدث آخر في تاريخ الجنس البشري، وهو أعظم من ابتكار الطباعة، إذ أن تحليل الكلام وإرجاعه إلى عناصره الأولية يحتاج إلى عمل فكري عظيم.".
يقدم لنا نقش أحيرام أبجدية كاملة مقروءة ومفهومة بوضوح، ذلك أن كل حرف يعتمد بصيغته وشكله على دلالته المادية لأشياء معروفة، فإذا كانت الإشارة يمكن أن تترك بعض الشك في هويتها بالنسبة للشكل المادي الذي يمثله الحرف، فإن اسم هذه الحروف يسعفنا في تثبيت هذه الدلالة.
وتسميات الحروف باللغات الكنعانية في ذاتها هي تسميات الحروف العربية لوحدة اللغتين، وهي تبين أن الحرف الأول "كما نراه في الجدول المرفق" يسمى ألف، وتعني رأس البقرة، ويرمز إليها بما يوضح خصائص البقرة، وهو الرأس ذو القرنين، وأن بيتا "الباء" وتعني المنزل أو البيت كما هو واضح ورمزها مخطط غرفة أو صحن دار، وجيمل "الجيم" أو الجمل ويمثل بسنم، وداليت "الدال" وتعني الدلاية أو مطرقة الباب وتأخذ هذا الشكل، وياد "الياء" وتعني اليد ورمزها الزند والساعد، وكوف "الكاف" وتعني الكف ورمزها مشابه لكف اليد، وراس "الراء" وتعني الرأس وتحمل شكل الرأس، وسن "السين" وتعني السن ويأخذ الحرف شكلاً مضرساً، وماء "الميم" وتعني الماء وتتجلى بشكل متموج، وهكذا..
ولقد انتقلت هذه الأبجدية إلى الكتابة الآرامية والنبطية، ومن ثم إلى العربية الأولى ثم العربية الحديثة.
كذلك انتقلت إلى الأحرف الإغريقية واللاتينية كما يبدو جلياً من الجدول المرفق.

ويقول المؤرخون، أن قدموس شقيق أوروبا وقد مضى إلى بلاد اليونان باحثاً عن أخته، وبعد أن وصل إلى (بيوتيه) أنشأ مدينة قدميا شمالي أثينا، وقام هناك بتعليم الناس أبجدية الكنعانيين، واستمرت هذه الأبجدية مستعملة مع بعض التحوير، وحاملة التسميات الكنعانية القديمة نفسها ، ثم انتشرت هذه الأبجدية في جميع الكتابات الغربية بعد أن تبناها الرومان.
ولقد عثر على نقد برونزي من عصر الإمبراطور غاليان يحمل في أحد وجهيه صورة قدموس يعلم أهل طيبة الأحرف الأبجدية الكنعانية، وهذا النقد محفوظ حالياً في المكتبة الوطنية في باريس.
و كتب هيرودوت ق5ق.م: "إن الفينيقيين القادمين مع قدموس جلبوا إلى الإغريق معارف كثيرة ومنها الحروف التي لم يكونوا يعرفونهها. وكان القدموسيون يستعملونها بادئ الأمر بشكلها الفينيقي المألوف. ومع الوقت أدخلوا عليها بعض التغييرات كما غيروا أيضاً في لسانهم، وآنئذ كان أكثر الإغريق الذين يحيطون بالفينيقيين من الأيونيين، فتعلموا منهم الحروف واستعملوها محرفة قليلاً ولكنهم استمروا على تسميتها بالكتابة الفينيقية تاريخ هيرودوت ج5ف58. ولقد أدخل الإغريق الأوائل على هذه الحروف، الحروف الصوتية.".
وحوالي عام 800ق.م ظهر الإتروسكيون في شمالي إيطاليا، ويعود أصلهم إلى الساحل السوري وكيليكيا، وقد نقلوا الأبجدية نفسها إلى الرومان وبدت باللغة اللاتينية، وقام كيريللوس بالاستفادة من هذه الحروف لوضع أسس الكتابة السلافية.


انا سوري وتاريخي يحكي عني ...










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:19   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (5) سورية و مصر - موقعة قادش بين مصر والحثيين


لم تكن سورية في الألف الثالث والثاني ق.م مستقلة سياسياً، ولكنها كانت ممالك مجزأة للعموريين كما ذكرنا وهم سكان الغرب، ولعلهم جاءوا من بلاد أكاد، وكانت عاصمتهم ماري التي قضى عليها حمورابي البابلي عام 1800ق.م.
لعب العموريون دوراً كبيراً في الشمال في الألف الثالث وأوائل الألف الثاني ق.م ثم انتقل نفوذهم إلى الجنوب، ولقد تعرضت بلاد عمورو لضغط الحثيين من الشمال، وضغط المصريين من الجنوب.
وقد عبد العموريون الإله "حدد" أو "أدد" ويعرف باسم "رمانو" أي صانع الصواعق وهو إله المطر والعواصف، ثم أصبح اسمه البعل الأعظم ثم الإله "رب". وعبدوا كذلك الإله "دجان" إله الحنطة. وكانت "عاشيرات" شريكة الإله "عمورو" وهي تشبه "عشتار". وكان رمز ديانتهم العمود المقدس يوضع في مكان ظاهر.
في بداية القرن 14ق.م تقدم الحثيون من الشمال لاحتلال سورية بقيادة "شوبيلو ليوماش"، فخضعت له جميع المناطق من الفرات إلى البحر ووصل إلى "قادش" التي كانت أقصى حدود سلطة مصر. و"قادش" النبي مندو تقع جنوب غرب حمص وكانت مملكة مستقلة.
ولأن الحثيين لم يستطيعوا الاستقرار في سورية بسبب حروبهم مع الميتانيين، عادوا إلى سورية في حرب ثانية للسيطرة على الميتانيين ولوضع حد نهائي لتدخلهم في سورية.
لقد أسس ملك الحثيين نظاماً جديداً في سورية يقوم على حكم الولايات من أهل البلاد، وكان لتقدم هؤلاء الحكام تحت جناح الحثيين أثره في إثارة مصر إذ كانت دمشق واقعة على حدود مصر أيام "أمنحوتب الرابع" أخناتون.
وفي عصر "مور شيليوش" ابن "شوبيلو ليوماش" الذي مات في عصر "توت عنخ أمون" عام 1310ق.م حافظت الإمبراطورية الحثية على حدودها. ولكن "سيتي الأول" تسلم الحكم في مصر وقاتل الحثيين لوقف توسع نفوذهم، ولعله لم يحسم النزاع، إذ أن ابنه "رمسيس الثاني" الذي استلم الحكم سنة 1290ق.م، قرر خوض الحرب ضد "مواتاليش" ملك الحثيين في "قادش"، وقد عرفت هذه المعركة أكثر من غيرها: كما كتب ورسم عنها في حينها.
ومن الرسوم المنقوشة ما نراه في معبد الأقصر على البوابة الكبرى الخاصة برمسيس الثاني، وعلى الحائطين الجنوبي والجنوبي الشرقي للردهة، وكذلك على الحائط الغربي من الخارج لردهة "أمنحوتب الثالث".
في معبد الكرنك، نقشت لوحة قادش على الحائط الخارجي لردهة العمد الكبرى، وعلى الحائط الخارجي بين البوابتين التاسعة والعاشرة. وفي معبد "الرامسيوم" نقشت هذه المعركة على البوابة الثانية.


انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:28   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (6)سورية و مصر - رسائل تل العمارة بين سورية ومصر

هي رسائل على ألواح طينية اكتشفت عام 1887 في تل العمارنة التي كانت عاصمة "أخناتون" 1375-1358ق.م واسمها "أخت آتون". وكان هذا الفرعون قد نادى بالتوحيد متأثراً بالعقائد السورية القديمة، فنقل عاصمته من طيبة إلى العمارنة التي تقع جنوبي القاهرة. وهذه الألواح أو الرقم وجدت محفوظة في 1300 جرّة تشتمل على سجلات ملكية ورسائل من ملوك سورية إلى والده امنحوتب الثالث وإليه. وهي مدونة بالمسمارية وبلهجات رافدية قديمة. وأصبحت هذه الرسائل مصدراً تاريخياً هاماً عن الحقبة خلال القرنين الخامس عشر والرابع عشر ق.م. وقد نشرت هذه الرسائل بلغات مختلفة.






انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:35   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (7) سورية و مصر - الهيكسوس و انتقال النظام العموري من سوريا إلى مصر

لعل الظروف الحربية القاسية في البلاد العمورية وبخاصة في إيبلا، كانت السبب في نزوح السكان إلى مصر على موجات متتالية، وكان العموريون يحتلون بعض المواقع مثل "قطنة" المشرفة شمال حمص، وكانت عاصمتهم "شكيم" نابلس و"أريحا" تل السلطان حتى استقر بهم الأمر في سيناء ومنها ساروا إلى مصر حيث تمكنوا من الاستيلاء على الحكم خلال 1785ق.م-1580ق.م. وكان المصريون يطلقون عليهم اسم "مينوساتي" أي رعاة آسيا، وأطلق عليهم اليونان فيما بعد اسم "الهكسوس" أي الملوك الرعاة، وجرى على هذا الاسم المؤرخون.

كان "الهكسوس" محاربين أشداء وكانت مواقعهم في سورية محصنة ومسورة ومحاطة بخنادق المياه. وفي مصر أقام زعيمهم "سلاطيس" أولا في "ممف" وفرض الجزية على مصر العليا والسفلى، وأقام فيها المعاقل لصد الآشوريين عن وادي النيل، ثم بنى مدينة "أوراس" في ولاية "حمان" وحصنها بالأبراج والقلاع والأسوار وأكثر من حاميتها التي بلغ عددها 240ألف مقاتل. وكان "سلاطيس" يأتي إليها صيفاً لجمع الحنطة ودفع رواتب الجند والإشراف على تنظيم الجيش وتدريبه لحماية سلطانه على مصر. وكان "الهكسوس" قد أدخلوا إلى مصر استعمال الخيل والعربات الحربية التي تجرها الخيول، مما ساعدهم على الفتح والاحتلال وفرض القوة والهيبة على المصريين الذين لم يألفوا هذا النوع من العتاد والسلاح، كالسيف المقوس المصنوع من الحديد والقوس المركب، كما أدخلوا تحسينات هامة في صناعة المعدن.

وكان اسم الإله "إيل" شائعاً عند "الهكسوس"، ولكنهم لم يفرضوه على المصريين، إلا أن العقيدة بالإله الواحد قد تسربت عنهم إلى المصريين، فكانت ثورة "أخناتون" التي جعلت "آتون" الإله الذي وراء الشمس وصانعها عوضاً عن "أمون" إله الشمس فقط.

وفي عام 1580ق.م استطاع الفرعون "أحمس الأول" أن يقضي على سلطان "الهكسوس" وينتهي حكمهم في مصر.

لعل الظروف الحربية القاسية في البلاد العمورية وبخاصة في إيبلا، كانت السبب في نزوح السكان إلى مصر على موجات متتالية، وكان العموريون يحتلون بعض المواقع مثل "قطنة" المشرفة شمال حمص، وكانت عاصمتهم "شكيم" نابلس و"أريحا" تل السلطان حتى استقر بهم الأمر في سيناء ومنها ساروا إلى مصر حيث تمكنوا من الاستيلاء على الحكم خلال 1785ق.م-1580ق.م. وكان المصريون يطلقون عليهم اسم "مينوساتي" أي رعاة آسيا، وأطلق عليهم اليونان فيما بعد اسم "الهكسوس" أي الملوك الرعاة، وجرى على هذا الاسم المؤرخون.

كان "الهكسوس" محاربين أشداء وكانت مواقعهم في سورية محصنة ومسورة ومحاطة بخنادق المياه. وفي مصر أقام زعيمهم "سلاطيس" أولا في "ممف" وفرض الجزية على مصر العليا والسفلى، وأقام فيها المعاقل لصد الآشوريين عن وادي النيل، ثم بنى مدينة "أوراس" في ولاية "حمان" وحصنها بالأبراج والقلاع والأسوار وأكثر من حاميتها التي بلغ عددها 240ألف مقاتل. وكان "سلاطيس" يأتي إليها صيفاً لجمع الحنطة ودفع رواتب الجند والإشراف على تنظيم الجيش وتدريبه لحماية سلطانه على مصر. وكان "الهكسوس" قد أدخلوا إلى مصر استعمال الخيل والعربات الحربية التي تجرها الخيول، مما ساعدهم على الفتح والاحتلال وفرض القوة والهيبة على المصريين الذين لم يألفوا هذا النوع من العتاد والسلاح، كالسيف المقوس المصنوع من الحديد والقوس المركب، كما أدخلوا تحسينات هامة في صناعة المعدن.

وكان اسم الإله "إيل" شائعاً عند "الهكسوس"، ولكنهم لم يفرضوه على المصريين، إلا أن العقيدة بالإله الواحد قد تسربت عنهم إلى المصريين، فكانت ثورة "أخناتون" التي جعلت "آتون" الإله الذي وراء الشمس وصانعها عوضاً عن "أمون" إله الشمس فقط.

وفي عام 1580ق.م استطاع الفرعون "أحمس الأول" أن يقضي على سلطان "الهكسوس" وينتهي حكمهم في مصر.


انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:39   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعود أولى المنشآت في ماري على الفرات، إلى 2900ق.م وكانت ماري محاطة بسور قطره 1.9كم ولم نعرف
شيئاً عن مبانيها ولكن منذ 2350ق.م أعيد إنشاء المدينة وكان من أبرز منشآتها القصر الكبير وحرمه ومعابد: "عشتار" و"نيني زازا" و"عشتارات" و"شماش" وفيها عثر على عدد من التماثيل الهامة وعدد من الأختام الأسطوانية التي نقشت عليها رموز الحرب والسلام والعبادة والأساطير.
كان قصر ماري أشبه بمتحف للتماثيل والرسوم الجدارية التي تمثل جنوداً وصيادين، مع مناظر القربان والتضحية للآلهة ومشاهد تتويج ملك ماري، نقل بعضها إلى اللوفر.
تم اكتشاف ما يقرب من 25 ألف رقيم في مكتبة القصر في ماري، أبانت مدى ازدهار هذه الحاضرة ومدى توسع نفوذها، والحروب التي دخلتها مع جاراتها لتحقق الوحدة بزعامتها، ولقد استفادت ماري من موقعها الهام بوصفها ملتقى طرق المواصلات الكبيرة التي تصل البحر المتوسط والأناضول وغربي سورية من جهة، وسورية الوسطى والجنوبية من جهة أخرى، وكانت علاقتها التجارية تصل إلى "حاصور" في فلسطين وإلى "كريت" وقبرص و"حاتوشا" في الأناضول وإلى "دلمون البحرين على الخليج العربي. وكانت تستورد النحاس من قبرص والقصدير من شمالي إيران لصنع الأسلحة المتطورة.
وهكذا اختلطت الفعاليات التجارية مع الفعاليات العسكرية لتحقيق ثروة ماري ونفوذها وتوسعها الجغرافي، وكان قصر الملك الواسع جداً مقراً للسلطة التجارية والتي تتوضح من خلال الصور الجدارية في باحة القصر، وكانت لوحات جصية ملونة تمثل تقديم القرابين للآلهة شكراً على انتصار أو تحرر، أو تمثل العبادة.


انا سوري وتاريخي يحكي عني ...










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:46   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقتطفات من التاريخ السوري (7)










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (8) المدن الأولى - ماري تل الحرير

تعود أولى المنشآت في ماري على الفرات، إلى 2900ق.م وكانت ماري محاطة بسور قطره 1.9كم ولم نعرف
شيئاً عن مبانيها ولكن منذ 2350ق.م أعيد إنشاء المدينة وكان من أبرز منشآتها القصر الكبير وحرمه ومعابد: "عشتار" و"نيني زازا" و"عشتارات" و"شماش" وفيها عثر على عدد من التماثيل الهامة وعدد من الأختام الأسطوانية التي نقشت عليها رموز الحرب والسلام والعبادة والأساطير.
كان قصر ماري أشبه بمتحف للتماثيل والرسوم الجدارية التي تمثل جنوداً وصيادين، مع مناظر القربان والتضحية للآلهة ومشاهد تتويج ملك ماري، نقل بعضها إلى اللوفر.
تم اكتشاف ما يقرب من 25 ألف رقيم في مكتبة القصر في ماري، أبانت مدى ازدهار هذه الحاضرة ومدى توسع نفوذها، والحروب التي دخلتها مع جاراتها لتحقق الوحدة بزعامتها، ولقد استفادت ماري من موقعها الهام بوصفها ملتقى طرق المواصلات الكبيرة التي تصل البحر المتوسط والأناضول وغربي سورية من جهة، وسورية الوسطى والجنوبية من جهة أخرى، وكانت علاقتها التجارية تصل إلى "حاصور" في فلسطين وإلى "كريت" وقبرص و"حاتوشا" في الأناضول وإلى "دلمون البحرين على الخليج العربي. وكانت تستورد النحاس من قبرص والقصدير من شمالي إيران لصنع الأسلحة المتطورة.
وهكذا اختلطت الفعاليات التجارية مع الفعاليات العسكرية لتحقيق ثروة ماري ونفوذها وتوسعها الجغرافي، وكان قصر الملك الواسع جداً مقراً للسلطة التجارية والتي تتوضح من خلال الصور الجدارية في باحة القصر، وكانت لوحات جصية ملونة تمثل تقديم القرابين للآلهة شكراً على انتصار أو تحرر، أو تمثل العبادة.


انا سوري وتاريخي يحكي عني ...










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 19:56   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (9) المدن الأولى - إيبلا تل مرديخ

تقع إيبلا في محافظة إدلب، وكانت المدينة العاصمة الكبيرة لشمالي سورية ما بين 2400-2300ق.م لقد سيطرت على طرق التجارة الواسعة باتجاه البحر غرباً والأناضول شمالاً وبلاد الرافدين شرقاً، ومنذ عام 1974 اكتشفت وثائق القصر الملكي المؤلفة من آلاف الألواح الفخارية المنقوشة مسمارياً بلهجة إيبلا التي ترتبط باللهجة الأكادية الشرقية واللهجة الأوغاريتية الساحلية، وهذه اللهجات هي أصل اللغة العربية.
وتتألف المدينة من القصر الكبير والقصر الجديد والقصر الشمالي وركن معبد عشتار. ولقد عثر في هذه المنشآت وفي بئرين أيضاً على كثير من اللقى الهامة من تماثيل وحلي وأباريق، ويحيط المدينة سور يشمل القلعة.
كان النظام السياسي في إيبلا قائماً على الأمن والتوسع للسيطرة على التجارة في المنطقة من خلال تحقيق وحدة سياسية. وكان الملك يقف على رأس هذا النظام، وكان للملكة والشيوخ نفوذ مساعد، وكان ولي العصر الابن البكر يقوم بمهام السفارة أو يقوم بحكم بعض المناطق النائية، أو يتولى الشؤون الداخلية وحفظ النظام. وتذكر وثائق إيبلا أسماء ستة ملوك، وفي الحقبة التي حكم فيها آخرهم، كانت مدينة ماري خاضعة لإيبلا وتدفع لها الجزية التي وصلت إلى 2193ميناً من الفضة و134ميناً من الذهب، أي حوالي 1052كغ من الفضة و64.5كغ من الذهب.
ولكن إيبلا كانت في بداية عصر السلالات الملكية قد تحملت عمليات حربية توسعية من سلالة "صارغون" الأكادي الذي ادعى أن الإله "دجن" ومقره "توتول" وهو تل البيعة بالقرب من الرقة قد منحه هذه الأرض من ماري إلى إيبلا.
ولعل "صارغون" أو حفيده "نارام سين" كما ادعى هو الذي قضى على إيبلا حول 2300ق.م ثم نهضت إيبلا فيما بعد لتقوي علاقاتها مع جيرانها في الشرق. ويعود بناء تاريخ القصر المكتشف في أسفل المدينة شمالاً إلى هذا الدور. ولقد اكتشف في عام 1994 بئران يحتويان على كمية من الطاسات والأباريق، وكذلك تماثيل ثعابين وثيران، وعلى أساور وخرزات من معادن وأحجار ثمينة و مشخصات أنثوية فخارية، وبقايا أضاحي حيوانية كانت قد ألقيت في البئرين في أزمان مختلفة بين 1900-1750ق.م.
في لوح اكتشف في مدينة "أور" يذكر "نارام سين": في جميع العصور. منذ خلق الإنسان، لم يقم ملك من الملوك بتدمير أراضي أرمانوم لعلهاحلب وإيبلا. وعندما فتح الإله "نرجال" الطريق أمام "نارام سين" الشجاع دفع بارمانوم وإيبلا إلى يديه، ومنحه أيضاً جبال الأمانوس وجبل الأرز والبحر الأعلى المتوسط.
هكذا يقول نارام سين الشجاع ملك الجهات الأربع.
في عام 1990 تم التنقيب في منطقة سور المدينة الذي يعود إلى العصر السوري القديم. وكان الهدف تحديد أبعاد القلعة المقترحة، فاكتشفت عن ثلاثة أبنية ضخمة لها علاقة بمدخل المدينة.
لقد سيطرت إيبلا على ماري ثانية خلال حكم ملوك إيبلا "ايبيريوم" و"أبي سيبيش" و"دبوحوعدا"، وتم آنئذ تنصيب "شورا دامو" الإيبلائي ملكاً على ماري.
كانت سيطرة إيبلا قد وصلت حتى كركميش جرابلس، مما دفع حفيد "صارغون" إلى احتلال إيبلا، وقد صرح أنه احتل مدينتين، "إيبلا" و"أرمانوم" لعلها حلب التابعة لإيبلا التي لم يسبق لأحد غيره أن فتحها". على أن الدراسات الأخيرة تتجه إلى اعتبار احتلال إيبلا قد تم أيام "صارغون" نفسه.
أوضحت قراءة وثائق إيبلا التوازن في القوى بين دولة أكاد ودولة إيبلا. هاتان القوتان العظيمتان ذات الحضارة العريقة، في أكاد الرافدين وفي إيبلا السورية، التي نعرف مكانها وحجم حضارتها بينما لم نكتشف بعد مكان مدينة أكاد.
لقد توسع نفوذ إيبلا، وليس من السهل تحديد خارطة نفوذها، إذ أن بعض المدن كان يديرها أحد قادة إيبلا ويسمي نفسه ملكاً عليها كما يتم في ماري. وبعض المدن يحكمها ملك من أهلها ولكنها تربط بمعاهدة سياسية مع إيبلا كما تم في "أبارسال" وآشور وحماة، وبعض المدن تخضع لنفوذ إيبلا عن طريق دفع الجزية، مثل أكاد وكانيش.
أبانت الوثائق أيضا أن لغة إيبلا كانت واحدة من اللهجات التي يمكن وضعها تحت التسمية العربية، وإن كانت تكتب بالخط المسماري السومري مثل لهجة أكاد، وإن لهجة إيبلا تقف في منتصف الفارق بين لهجتي أكاد وكنعان على الساحل السوري.
كما أن عقائدها وآلهتها تتوسط مفهوم الإله "أنليل وأنكي" في أكاد مع الإله أيل في كنعان. وتبدو هذه العقائد متقاربة تتجه نحو التوحيد. فلقد حفلت أسماء شخصيات إيبلا بإضافة اسم "أيل" في آخرها، مما يدل على سعي للتقرب من هذا الإله وتلمس حمايته، ومع ذلك فإن بعض الآلهة كانت مشتركة في المنطقة كلها، مثل الإله دجن.
في هذا العصر، سيطرت إيبلا على مدن كبرى كانت تشكل مع ضواحيها ممالك. وهكذا فإن ماري على الفرات كانت حاضرة مستقلة واسعة سجلت بعض أسماء حكامها في قائمة ملوك سومر، وحسب وثائق إيبلا يتضح لنا المركز القوي الذي كانت تتمتع به ماري. وذلك عند الحديث عن الحرب التي شنها "أنا دجن" أحد قادة "إيبلا" على "إيبلول إيل" ملك ماري ونصب نفسه ملكاً عليها بعد أن احتل "إيمار".
ولسوف تقدم لنا الدراسات المقبلة حول وثائق إيبلا ووثائق ماري الكثير من المعلومات العسكرية الجديدة في هذا العصر.
دلتنا وثائق إيبلا أن "أنا دجن" في أيام ملك "إيبلا" لم يكن وحده قد نصب ملكاً على ماري، بل صار "شورا داموا" ملكاً أيضاً على ماري في زمن ملك إيبلا "أبي سيبيش". وفي رقيم من إيبلا ذكر ملك إيبلا الذي حكم بعد "آرانيوم" وأنه عقد معاهدة مع دولة آشور التي أصبحت خاضعة لنفوذ إيبلا.
تذكر وثائق إيبلا أسماء المدن التي خضعت لإيبلا، من بينها مدينة "كانيش" في الأناضول ومدينة "أكاد" ذاتها عاصمة الأكاديين في الرافدين. وثمة رقيم يذكر أسماء المدن التي كانت مهراً لزواج أميرة إيبلا إلى ملك "إيمار" وهي مدينة كانت مرفأ على الفرات تقع في مكان مسكنة التي غمرتها مياه سد الفرات.
في رقيم آخر تقرأ رسالة وجهها ملك إيبلا "اركب دامو" إلى "زيزي" ملك حمازي الواقعة في مكان ما شرقي دجلة، يطلب فيها أن يمده ببعض "جنوده الأبرار" ولقد تم الكشف على أسماء بعض الملوك وهم "إغريش حلم"، "أركب داموو آرانيوم"، "إلى سيبش" المعاصر لنارام سين و"دبوحوعدا".
ولعل الرقيم الكبير 24×21سم الذي عثر عليه في القصر والذي ينص على معاهدة بين ملك إيبلا وملك آخر يعتقد أنه ملك "أبار سال"، هو أقدم معاهدة تكشف عن ذهنية سياسية وحربية متقدمة تفرض شروطاً والتزامات، تعطي إيبلا حق التصرف بمقدرات السكان والممتلكات في "أبار سال"، تحت ضغط وسلطان إله الشمس وإله الطقس الذين سيقومان بإنزال أشد العقوبات على سكان "أبار سال" في حال مخالفة شروط المعاهدة.
إن مفهوم المعاهدة والحلف الذي نقرأه في الألواح الطينية يتمثل بوضوح في النحت الرائع المنقوش بارزاً على حوض يعود إلى عام 1800ق.م، وعليه يبدو مجموعة من الرجال يتصافحون ويتعاهدون على حلف أو معاهدة لا ندري مع من تم الاتفاق عليها، وفي الوجه الآخر للحوض تماثيل آلهة لعلها آلهة إيبلا التي مثلت لتحمي هذا التحالف، لقد عثر على هذا الحوض في معبد إيبلا الواقع في سهل المدينة، وهو محفوظ في متحف حلب.
هكذا كانت إيبلا في ظل ملكها "آرانيوم" تعيش حقبة توسع وازدهار، فالسيطرة على ماري تعني الهيمنة على أعالي الرافدين، مما دفع "صارغون" إلى التحرك باتجاه إيبلا للحد من مطامحها.


انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 20:02   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (10) المدن الأولى - توتل تل البيعة

تقع مدينة "توتول" عند ملتقى نهر الفرات برافده نهر البليخ وتسمى اليوم تل البيعة، ورد ذكر مدينة "توتول" في أخبار "صارغون" الذي استمد سلطته من إله "توتول" "داغان" الذي منحه البلاد العليا سورية والأناضول12
من "توتول" انطلقت فتوحات "صارغون"، ذلك لما تتمتع به هذه المدينة من ميزات تعبوية، فهي غنية بالغذاء لزراعتها المتطورة. ولقد ذكر أن أفراد جيش "صارغون" المؤلف من /4800 شخص/ كانوا يأكلون يومياً بحضرته. وبفضل الإله "دجن" حامي "صارغون". تحققت له سطوة لا منافس لها في كل البلاد.
وفي إحدى كتابات رقم ماري إشارة إلى اسم ملك "توتول" ياخلو كوليم. ولم تكن "توتول" مستقرة كي تستطيع صد أطماع مملكة "يمحاض" حلب ومملكة ماري والسيطرة عليهما.
وعندما حاول ملك "توتول" التحالف مع شيخ البدو لاعوم ومعه العشائر يدعمهم ملك "يمحاض" قام ملك ماري بمقاومة هذا التحالف في مدينة "حماتوم" تل الحمام وهدم أسوار "توتول"، وأصبح يلقب باسم ملك ماري و"بلاد هانار".
وفي فترة حكم "زيميري ليم" ملك ماري، استمر سلطان ماري على "توتول" وكان حاكمها "لاناسوم"، وفي عصره ثار سكان "توتول" بقيادة "باشوب دجن" ضد الحاكم المعين من ملك ماري، وكان ملك "زلبا" حمام التركمان قد ساعد في هذه الثورة، ولكن ملك ماري دعم الحاكم وأخمد هذه الثورة بعد أن أرضى السكان بتغيير الحاكم، وأصبح "عبدوما دجن" حاكماً، ولعله قام بإصلاحات حسنت من المدينة وأعاد إليها ازدهارها، مما دفعه في إحدى الرسائل، أن يغري ملك ماري "زيميري ليم" بالإقامة فيها، واقتنع الملك، ولكنه اكتفى ببناء حصن سكنت فيه حاشية مختارة من مدينة "رابيكوم" القريبة من "توتول".
ولقد اجتاح "حمورابي" ملك "بابل"، "توتول" مع ماري و"إيمار" ومع أنها عادت إلى الظهور حتى 1300ق.م فإن أخبارها لم تعرف حتى الآن.
لقد بينت التنقيبات الأثرية الأخيرة(12)، إن مدينة "توتول" كانت مسورة ولقد تم بناء سور جديد بعد أن توسعت المدينة في عصر "يخدون ليم"، وأصبح السور الجديد خلف الأسوار القديمة مشيداً باللبن بسماكة لا تتجاوز الأربعة أمتار.
وفي المدينة ثمة قصر ضلعه 42م، وكانت جدرانه منيعة والغرفة الرئيسية بمساحة 24.10م تتصل من الجنوب بحجرة طينية لعلها كانت هيكلاً للعبادة. أما المعبد فكان مستقلاً عن المباني الأخرى في الجهة الغربية وكانت له ردهة وممرات. وكانت المباني من اللبن خالية من النوافذ للأمن، ولكنها مفتوحة على الفناء الداخلي، وكانت أزقة المدينة ضيقة، واستمر دفن الموتى تحت أرضية المنازل.
وتم العثور على معبد آخر قديم يشبه بطرازه المعابد السورية في "إيبلا" و"إيمار" و"تل الخويرة".
ولأن "توتول" تقع عند التقاء مياه نهرين، كانت وسائل الانتقال الأساسية هي السفن، وكانت أنواع هذه السفن مختلفة، وتركت لنا الكتابات الأكادية ذكر أسمائها المختلفة باختلاف مظهرها وطرق استعمالها، وما إذا كانت تصعد عكس مجرى النهر أو مع المجرى هابطة مع التيار، وما إذا كانت تُستعمل للعبور أو للترفيه أو للإنقاذ، وهكذا كانت "توتول" تشتهر بصناعة السفن، التي تنقل البضائع بين الممالك والمدن. وكذلك كانت السيطرة على الطريق المائي من الأمور التي تثير النزاعات والحروب. وكثيراً ما حاول ملوك ماري وإيبلا السيطرة على المدن والمرافئ النهرية لتأمين سلامة الطريق المائي.
وهكذا فلقد كانت منطقة الفرات مشغولة بالحركات العسكرية، مما أوجب نشوء ثغور وحصون عسكرية مستقرة كانت موئلاً للتجار الباحثين عن الأمن لتنشيط تجارتهم، وهكذا تتحول هذه الثغور والحصون أو المحطات العسكرية إلى مدن عامرة ومثالها "دورا أوروبوس" و"حلبيا" و"زلبيا".
هكذا كان للفرات دور في نقل الجيوش على السفن، كما فعل "سنحريب" الذي ذكر "أرسلت جنود جيوشي الشجعان إلى المعركة عن طريق السفن بينما سرت أنا قريبا منهم برا".




انا سوري وتاريخي يحكي عني ...










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 20:12   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (11) بداية التاريخ في سورية - العصور العمورية

لقد سمح نهر الفرات بظهور حياة التمدن والمدن والحواضر التي يجري اكتشافها اليوم والتي كانت تتبادل العلاقات التجارية، تربطها ببعضها وشائج اللغة الموحدة. ولكن حركات الوحدة السياسية والاقتصادية التي كانت تتم بالقوة والقهر أو بالحوار والمعاهدات، كانت تجعل هذه الحواضر بحالة التأهب والتحصين والاستعداد العسكري، وإذا كانت "ماري" هي من أهم هذه الحواضر على الفرات، فإن "تل حلف" و"إيبلا" في الداخل و"أوغاريت" على الساحل، مع امتدادات هذه المواقع على مساحات واسعة، شكلت هذه الحواضر حدود سورية القديمة التي لم تكن ثابتة، بل وصلت إلى الجزيرة والأناضول والساحل المتوسط حتى سيناء.


ولقد وصلت سورية إلى أوج ازدهارها في زمن السلالات العمورية التي تعرضت لحروب مختلفة، بعضها مع ملوك الحواضر المجاورة التي تتفق معها باللغة والعقيدة، وبعضها مع الغزاة من الميتانيين والكاشيين والحثيين الغرباء عن السكان باللغة والعقيدة والحضارة. والحق أن سورية في هذه الحقبة ورغم ازدهارها كانت حلبة الصراع والحروب، وكانت أكثر المواقع محصنة بأسوار الحماية من الأعتداءات المتكررة.


في "تل البيعة" "توتول" حصن بلغت سماكته 8.3متر ولبوابة البرج أو الحصن المنيع ممر بطول 20 متراً. وفي "تل بيدر" على العويج - الخابور، تحصينات دائرية تعود إلى الألف الثالث، وكان السور يحيط بالموقع برمته، تخترقه مجموعة من الأبواب.


وفي "تل عشارة" ترقا وهي مدينة هامة على الفرات في الألف الثالث ظهرت آثار أسوار ضخمة.


استمر بناء التحصينات في حوض الفرات، وفي تل بازي عثر على شبه جزيرة محاطة بسور يعود إلى القرن 14-12ق.م، وليس بعيداً عن هذا الموقع مواقع مسورة أخرى مثل "إيمار" و"فاقوص" و"القيطار"، وكانت قلاعاً محصنة ضد غزوات الميتانيين والحثيين، وفي هذا الموقع عثر على أدوات حربية برونزية هي خنجر بقبضة يد برونزية بطول 30سم.


ويجب أن يكون واضحاً أن المدن الأولى التي ظهرت في هذه المنطقة، لم تستطع تحقيق وحدة سياسية، بسبب ضعف وسائل الاتصال، ولكن ثمة وحدة حضارية تتمثل باللغة والعقيدة والفن، كانت الصفة العامة في توضيح هوية سكان المنطقة التي تمتد من الفرات إلى البحر. ويعتمد المؤرخون على هذه الوحدة الحضارية للتفريق بين الحضارات والأمم.


وهكذا فإن حضارات هذه المنطقة كانت عربية ، فهي عربية بحسب اللفظ القديم الذي يعني سكان الحواضر مما يميزهم عن سكان البوادي الأعراب كما في القرآن الكريم، أما النعت السامي فهو توراتي لا ينطبق مع الواقع والتاريخ. ولقد أوضح المؤرخون خطأ تصنيف الأمم التوراتي الذي أصبح مهملاً.


إن أقدم بيئة حضارية عربية، هي البيئة الأكادية، وأكاد مدينة لا يعرف موقعها تماماً بين الرافدين، ولكن هويتها التي تتجلى من خلال اللغة والعقيدة وعلاقتها بالحواضر الممتدة نحو الغرب حتى البحر، تجعلنا نبدأ الحديث عنها وعن الأحداث القديمة، وهي حركات توحيدية أو تضامنية مع شعوب الحواضر الأخرى، تمت غالباً بالقوة العسكرية المنظمة.


كان السومريون سكان جنوب الرافدين قد حكموا بقوة وكان "لوكال زاغيزي" ملك "أوروك" ويمتد ملكه من البحر الأسفل أي الخليج إلى الأعلى أي المتوسط. ولم نستطع تحديد هوية السومريين لاختلاف لغتهم عن أصل العربية، لكن الملك "صارغون الأكادي" الذي يعد أول زعيم لأمة تتكلم أصل اللغة العربية، أنهى حكم "زاغيزي"، وكان لدوره أثر كبير في بناء قصة تاريخ الشرق القديم.


وليس بين أيدينا وثائق عن ظروف حملة "صارغون" أوشاروم كين ويعني اسمه الملك الشرعي، ولكننا نعرف نتائجها ومن أولها إنشاء مدينة أكاد، وأصبح "صارغون" سيداً على "جهات العالم الأربع"وهي "عمورو" وتعني الغرب و"سوبارتو" في الشمال و"سومر" و"أكاد" في الجنوب و"عيلام" في الشرق.


ومن سومر الواقعة جنوب العراق كانت لاغاش تللو هي العاصمة. وفيها اكتشف نصب حجري أطلق عليه اسم مسلة العقبان، وعليه نقش مسماري يتضمن ذكر معاهدة بين الملك "ايناتوم" وملك "أوما".


أما المشهد التمثيلي فيتضمن جنود الأعداء المهزومين تنهشهم سباع الجو وتفقأ عيونهم. وفي الوجه الخلفي يبدو الملك بخوذته الجلدية ومئزره الصوفي كوناكس يسير في مقدمة جنوده المشاة الذين تسلحوا بالتروس الثقيلة وبالرماح الطويلة. يسيرون فوق جثث أعدائهم، وفي المشهد الأسفل يُرى الملك يقود عربته الحربية الثقيلة ذات العجلات الأربع مسلحاً برمح طويل وجعبة نبال.


تذكر الحوليات أن "صارغون" ولد من أب عربي -بالمعنى الذي ذكرناه- وكانت أمه ابنة الآلهة، ولدته وأنكرته فوضعته في سلة من القصب وتركته في نهر الفرات فعثر عليه الساقي "أكى"، فرباه حتى إذا شب وقعت الآلهة عشتار بحبه فرفعت من مركزه وسلطانه.


و تمكنت أسرة "صارغون" الأكادية من الحكم مدة 180 عاماً وكانت قوتهم العسكرية الداعمة لإمبراطوريتهم الواسعة، والصامدة أمام العدوان، السبيل لتحقيق وحدة واسعة سياسياً وحضارياً.


بعد "نارام سين" كان ثمة ملوك ضعاف مما أدى إلى تفكك هذه الإمبراطورية وإعادة ظهور مدن سومرية مثل "لاغاش" التي رأسها "غوديا" و"أور" التي حكمها "أورنامو". وفي متحف اللوفر مجموعة من التماثيل التي تمثل "غوديا" ملك "لاغاش" تمثيلاً حقيقياً، وهو من العشرين إلى الأربعين من عمره، قصير القامة له رقبة قصيرة ويرتدي رداءً حتى قدمه وعلى رأسه قلنسوة أشبه باللفة العراقية الحالية.


مرت بالأكاديين أحداث انتقامية من السومريين، ولقد استطاعت شعوب تنتمي أيضاً إلى الأرومة الأكادية العربية أن تسترد الحكم في المناطق التي ساد فيها السومريون، فكانت "لارسا" في الرافدين وماري على الفرات مركز حضارة جديدة، كما كانت إيبلا في وسط سوريا مركزاً حضارياً صرفاً ظهرت فيه سمات الهوية العربية من خلال اللغة والعقيدة والفنون.





انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 20:15   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (12) الممالك الآرامية

في نهاية النصف الأول من الألف الثاني ق.م ابتدأ ظهور الآراميين في سورية ، وبعد أن تم استقرارهم انتشروا في أنحاء واسعة مشكلين ممالك متجانسة في اللغة والحضارة والعقيدة،
· مملكة فدان آرام وعاصمتها حران.
· مملكة صوبا في سهل البقاع.
· مملكة آرام النهرين بين الفرات والخابور.
· مملكة بيت بخياني وعاصمتها غوازانا تل حلف في حوض الخابور.
· مملكة بيت عديني وعاصمتها تل بارسيب تل أحمر في شمال الجزيرة.
· مملكة بيت آغوشي وعاصمتها أرباد تل رفعت وتشمل منطقة حلب.
· مملكة شمأل عند سفوح جبال الأمانوس.
· مملكة حماة.
· مملكة بيت رحوب عند مجرى الليطاني.
· مملكة آرام معكا في الجولان.
· مملكة جشور بين دمشق ونهر اليرموك.
· مملكة دمشق، وهي من أقوى الممالك.
لعل عين دارة الواقعة غربي حلب طريق اعزاز-عفرين هي من أهم المواقع الأثرية الآرامية التي تحمل آثار النزاع مع الحثيين. يتألف هذا الموقع من مرتفع هو الحي الملكي وتحته يقع الحي الشعبي، ولقد كان هذا الموقع محمياً بسور منيع مبني بالحجارة واللبن يحيط المدينة كلها وتنفتح فيه بوابات تحيط بها من الجانبين أبراج، وتقوم بوابة المدينة الرئيسية عند تمثال الأسد المكتشف هناك. ولقد سكن هذا الموقع في جميع العصور حتى عصر الحمدانيين... وهذا الموقع لم يحدد اسمه القديم بعد، ولكنه يبقى بآثاره الضخمة مرشحاً أن يكون عاصمة لمملكة آرامية. وعلى هذا فإننا لا نستطيع الحديث عن أحداث عسكرية تمت فيه.
ومن أهم الممالك الآرامية بيت بخياني ومملكة صوبا ومملكة دمشق. أما بيت بخياني فكانت عاصمتها غوزانا تل حلف التي اكتشفت حضارتها الغابرة في الألف الخامسة وتقع قرب "رأس العين" على الحدود التركية.
وأما صوبا ومعناها النحاس بالسريانية نحشا، فكان موضعها "عنجر" في البقاع وصلت حتى دمشق. ومملكة دمشق هي أقوى الممالك الآرامية، لعبت دوراً هاماً في عصر ملكها "ابن حدد" بنهدد 879-843ق.م حيث فرضت نفوذها على البلاد المجاورة وعقدت معها أحلافاً ضد أطماع الآشوريين، واستطاع خلفه صد هجومين قاما بهما شلمناصر الثالث سنة 843ق.م و838ق.م إلى أن احتلها "تغلات بلاصر" الثالث 732ق.م بعد حصار سنتين ثم قتل ملكها رصين وقضى على الحكم الآرامي الدمشقي.


انا سوري وتاريخي يحكي عني ...










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 15:39   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
مسلم سني
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية مسلم سني
 

 

 
الأوسمة
مسابقة الموضوع الذهبي لشهر جانفي 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شكرا لك أخي
أبو يوشع على المعلومات
أتمنى أن تكون بخير
حفظ الله سوريا وشعب سوريا
احترماتي









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(2)العرب, (3)قصة, أجينور, أوربا, مقتطفات, التاريخ, السوري, السورية, سورية, والأغراب, والحروب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc