رد الشيخ العابدين بن حنفية الجزائري حفظه الله
الخاطرة 37
المدعو أمين الزاوي لم يترك شيئا مما ينطوي عليه باطنه المريض، وفكره العفن، إلا أفرغه وتخفف منه بلسانه الوقح السليط في مقال له، وقد اختار أن يكون بلغة من يواليهم، وفي جريدة تسمت بهذا الاسم الذي هو أكذوبة العصر الكبرى: (الحرية) .
لعله أراد بهذا أن يستعيد بريقه، ويسترد مكانته الزائفة التي اكتسبها إبان فتنة التسعينيات، حتى عد في جملة حماة الوطن، وهو ممن يخربونه، بيد أن المكانة التي يريد أن يكتسبها هذه المرة ليست في الجزائر، بعد أن رجع إلى حجمه، وصار مطرحا في زوايا النسيان، وفي خبر كان، فقد تكون جائزة أو منصبا يسعى للحصول عليه باعتباره من دعاة حرية الإنسان !!.
قال ما قال من غير أن يرعى ذمة ولا ذماما لهذه الأمة وخلفائها وحكامها وعلمائها وما شادته من حضارة عمت أرجاء الأرض، عاش على حصادها العلمي والثقافي والفكري الغرب الذي يواليه هذا الجاهل ويسعى في استرضائه .
لم ينج من طعنه لا الخلفاء الراشدون، ولا الأئمة المتبوعون، كلهم في حكمه الكاذب يجمعهم أنهم جلادون سفاحون، وجهلة لا يعلمون، علمهم لا يعدو أن يكون طحنا للكلام، منذ وفاة النبي عليه الصلاة والسلام .
وقد ذكر أن الشريعة عدو لكل جميل، وللحياة، وللابتكار، وللفكر الحر، ولكل ما هو أنثوي !!، وهي حيف فكري، وقمع ثقافي، وانتهاك للحياة الخاصة، وأنها مجرد تفسيرات للنصوص مرتبطة بأزمنتها، وحصر العلم في علماء الغرب، وسمى طائفة منهم، وأزرى بعلماء المسلمين بمن فيهم الصحابة والمحدثون والمتقدمون والمعاصرون .
ومما ذكره أن الدين الصوفي هو دين عالمي !! أوسع من دين الإسلام واليهودية والمسيحية، لأن دين المتصوفة تعبد وتأله مطلق !! ، وهذا القول لا يخفى الحكم عليه فإنه مخالف لضروريات دين المسلمين .
لا أريد بهذا الذي حكيته مما قاله هذا المريض أن أثبت ما يؤخذ من صريح لفظه أو من لازم كلامه، فإن الرجل معروف، وإن كان هذه المرة قد صدق عليه قول الله تعالى: "أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم".
الغرض أن أقول لمن لا يفتأون
يرددون أنهم حماة المرجعية الوطنية وأنهم يحافظون على وحدة الأمة: نحن في انتظار ما يصدر عنكم، أيكون كفاء لهذا التطاول، أم أنكم سترمون وتجمجمون؟، أم ستكون مواقفكم بمقدار ما تحزرون من الأرباح والخسائر وتقدرون؟، فإن لم تفعلوا ما ينبغي فقد فتحتم على وحدة الأمة باب شر يعسر أن يسد .
بن حنفية العابدين
24 . رجب . 1439هـ