كتابة صيانة صحيح مسلم ) للإمام الحافظ المحدّث أبي عمرو ابن صلاح المتوفى سنة 643هجرية
ترجمة للكتاب ومنهج مؤلفه بقلم المحقق موفق بن عبد الله بن عبد القادر)
(هذا الكتاب يقع في (33) ورقة في كل صفحة (33 سطر) مكتوبة بخط جيد ومقروء اللهم إلا في الاماكن التي لم يستطع المحقق قراءتها وذلك لأنها متآكلة فأتممناها من المصادر التي نقلت كلام ابن صلاح). ..
(وهذه المخطوطة التي اعتمدت عليها في التحقيق هي نسخة وحيدة من مكتبة آيا صوفيا رقم :475 في تركيا ،-واخبر المحقق : ولقد بحثت عن نسخة ثانية في فهارس مكتبات ، تركيا ، والعراق ، ومصر وغير ذلك من فهارس المكتبات العالمية فلم اجد.) }.
تسمية الكتاب والاسباب التي جعلت الحافظ ابي عمرو ابن صلاح يؤلف هذا الكتاب ؛ من ما ابتدأ به الكتاب اذ تراه يخاطب احدهم دون تسميته ؛ والمعنى الظاهر أنه ألف هذا الكتاب من سؤال احد طلبة الحديث الذين كانوا يقرؤون عليه صحيح مسلم فسأله ان يبين منه ويقيد ما تكثر فيه لطلاب العلم الخلل والغلط والاسقاط والسقط ؛ كما جاء في مبتدأ الكتاب قوله :" - قائلا :" سألتني نفعك الله واياي وسائر اصحاب العلم ، وأحظانا جميعا بصائب الفهم أيام قراءتك الكتاب الصحيح لمسلم رضي الله عنه ، أن أبيّن منه واقيد مايكثر فيه من طالبي الحديث ليعلم الاخلال...)
منهج ابن صلاح في الكتاب ؛لم يقتصر على ضبط الالفاظ والأسماء بل غاص الى الشرح محاولا بلوغ مقاصد المعاني بل تطرق الى فوائد شملت صحيح البخاري . تكلم عن رجال صحيح مسلم الذين انتقدهم الحفاظ وعن الاحاديث التي اختلف الحفاظ في صحتها ؛ كما تكلم في الفصل الثالث عن المعلقات في صحيحي مسلم والبخاري واقوال العلماء النقاد وبيّن الرأي الراجح .
وفي الفصل الخامس، تحدث عن المخرجات من صحيح مسلم وفي السادس تحدث عن تقسيم الاخبار في الصحيح
وفي السابع تحدث عن ( الزامات الدراقطني ) لامامين البخاري ومسلم
وفي الثامن تكلم في الرواة الذين عابهم الحفاظ في صحيح مسلم وذكر الرأي الراجح في ذلك .
والتاسع تحدث عن عدد احاديث صحيح مسلم واحوال النقاد حول ذلك وكذا الامر لصحيح البخاري وفي هذا الباب بين مذهب مسلم في تفريقه بين (حدثنا) و (اخبرنا) ومميزات صحيح مسلم
العاشر تكلم عن روايات صحيح مسلم واختلافهما وعرّفنا برواة الصحيح ثم شرع رحمه الله في شرح الاحاديث.
منهجه في الشرح هو نموذج للجهبذ الفذ وللشرح الحديثي التطبيقي ؛ يذكر الحديث ثم يشرح اقوال العلماء فيه ويتطرق الى ضبط الفاظه ثم معنى المفردات اللغوية غير مفوّت للفوائد الحديثية او الفقهية او العقدية التي لاجرم يستفيد منها طالب العلم بكل وجوهه وكذا العامي البسيط ولو انه كتاب يستعصي على الكسلة وعلى الذين لا دراية لهم بعلم الحديث .
لخص مقدمة الكتاب للمحقق ؛ أخوكم عبد الباسط آل القاضي
وبعده سنشرع في شرح المصطلحات الحديثية التي وردت في الكتاب لذا أرجو من الاخوة الذين لهم رغبة في تعلم علم الحديث ألا يفوتوا هذه الدروس فإنها وأيم الله بلغن قاموس البحر ؛ واني طالب علم للحديث اعرف قدر هذا الكتاب ؛ لأن اجوبته في غاية الأهمية للخبير في علم الحديث فضلا عن المبتدأ ؛ وللحافظ كتاب قيم مشهور نار على علم إسمه ؛ المعروف ب(مقدمة ابن صلاح ) لا يستغني عنه طالب الحديث المبتدأ ولا الخبير اذ هو علم القواعد في علم الحديث يرجع إليه كل باحث وكل مصححٍ ومضعفٍ للاسانيد وللمتون على حد سواء ؛ أما هذا الكتاب الذين بين أيدكم فإنه يغوص في الغوص ؛ يعني كتاب عميق بما تعنيه الكلمة من مقاصد.
فشمروّا وانصتوا وقيدوا كل الفوائد .
اليوم 25/10/2015