سلام اختي،
فارق السن بين العجوزة والعروسة قد يكون السبب الرئيسي في صعوبة التأقلم والتعامل بينهما، فأنت بعد 30 سنة مثلا لن تظلي على ما أنت عليه الآن ستصبحين أكثر جديّة، أقل مزاحا، أكثر ميلا لاعطاء الأوامر والنصائح... هذا الفارق الفكري قد يصنع حساسية في البداية بينكما خصوصا وأن زوجك على ما يبدو رجل مسؤول وربّما هو البكر وتعتمد عليه والدته كثيرا في أمور عدة ومن المفروض أن يكون هذا مصدر فخر من جهة فعلى قدر محبّة الأم لابنها تكون محبّتها لزوجته وأولاده ... ولن يبدو لك الأمر جليّا في 6 أشهر فقط بل بعد سنين من العشرة .. أنت في مرحلة حسّاسة جدّا مرحلة التّأقلم مع حياتك الجديدة، مع زوجك وأسرته، ومن الواضح أن زوجك رجل خلوق ويحبك وهذه نعمة ستُهَيِّن عليك جميع المصاعب ان شاء الله.
بدءا كنتِ على دراية أنك ستعيشين مع أسرته وأنكِ ستساعدين والدته في الأعمال المنزليّة وأتوقع أنك كمعظم "العرايس الجدد" حاولت في بداية زواجك أن تكوني خدومة لأبعد الحدود يعني مثلا تقومين بكل الأعمال وتقولين لعجوزتك دوما: "خلي عليك أنا ندير أنا نغسل..." وهذا الأمر كان سيكون رائعا لوكانت الأسرة تقتصر عليها وعلى زوجك فقط لكن الأسرة كبيرة ماشاء الله وخدمتها لوحدك ستكون أصعب بعد أن ترزقي بأولاد ان شاء الله، لذا كان من الأحسن في حالة ما إذا كانت عجوزتك بصحة جيّدة وليست طاعنة في السن أن تتركي لها بعض الأعمال التّي تفضّل القيام بها، ان كانت تفضل تحضير الطعام أو غسل الأواني دعيها تفعل ذلك " مليح ليها وليك" ونصيحة عامة لجميع البنات أيضا: ساعدوا أماهاتكن ولكن من الضروري أن لا يتوقفن عن القيام ببعض الأعمال المنزلية والنشاطات التّي تتناسب وسنهنّ طبعا.. لأن التوقف عن العمل نهائيا يسبّب لهن عجزا مبكّرا وهذا يؤثر سلبا على صحتهن كقدرتهن على الحركة مثلا وزد على ذلك " نتوما تتزوجو ويحصلو العرايس هههه"
فمنذ البداية قومي بما تستطيعين القيام به ولا تكلّفي نفسك تطوّعا بما سيصبح لزاما عليك القيام به لأن عجوزتك تعوّدت على ذلك.
من جهة أخرى لا ندري طبيعة عجوزتك، لكن خلف شخصيّة كل انسان وخصوصا المرأة جانب طيب، حنون اذا استطعت بحنكة منك لمس ذلك الجانب فيها صدقيني ستكسبين مودّتها وحبها كبنت من بناتها. كيف ذلك ؟ بالكلمة الطّيبة، بالبسمة التّي لا بدّ أن لا تغادر شفاهك، بكظم الغيظ خصوصا، بخلق مواضيع للحديث معها وكسر جدار الصمت بينكما.. سيبدو الأمر صعبا عليك لأنّ البداية لم تكن كذلك على مايبدو .. لكن الأمر ليس بالمستحيل "في وجه راجلك على الأقل".
انت عروسة جديدة من الطبيعي أن يكون الجو رومنسيابينكما فالرجل عادة في الأشهر الأولى لا يستطيع اخفاء رومنسيته امام الأسرة خصوصا وأنكما طيلة النهار مجتمعين مع أفرادها .. هذا الأمر أيضا لن يدوم مع الوقت سيصبح أكثر تحكما في نفسه، في كلامه وتصرفاته و اذا كنتما على وفاق ومحبة "ان شاء الله دائمة" ستخفيان ذلك أمام الملأ تلقائيا خوفا من العين، الحسد وماشابه لأن كل ذي نعمة محسود تذكري ذلك والرجل الصالح المحب من أعظم النعم ف " ما تفرطيش فيه".
ما أستطيع قوله تحملّيها اذا "شنفت عليك" فهي لم تتعود ربما بعد عليك وعلى مثل هذه التصرفات من ابنها .. ربما تتعود مع الوقت وربما لا .. تحدثي معه أخبريه أن لا يبدي ولا يتحدث عن بعض الأمور أمامهم .. تأكدي أن بعض التنازلات هي ضريبة لامفرّ منها لضمان حياة هادئة سعيدة.
بالنسبة لما رويته عن نهوضها باكرا للقيام بالأعمال .. ربما كان ذلك من أجل بناتها، أرادت اتمام كل الأعمال مبكرا عن حسن نيّة ومن الطبيعي أن تؤلمها ظهرها فهي لم تتعوّد على القيام بكلّ الأعمال بمفردها، واذا آلمتها ظهرها من الطبيعي أن تتحدث عن ذلك أمام بناتها أو ابنها يعني خذي ما قالته بحسن نيّة مادامت لم تتحدث عنك.. أشعر أنك فتاة حساسة واحسستِ بالغيظ والحزن لما قد يُفهم من تصرفاتها على أنك لا تساعدينها .. لكن اعلمي أن الزمن كفيل باظهار كل شيء .. ان كنت تساعدينها ف" هادي حاجه ما تتخباش" هناك أعياد .. مناسبات .. و لمات .. يعني "العروسة تبان تبان" ... "شاطرة ولا فنيانة" فما "يغيضكش الحال" من تصرّفاتها .. واذا "غاضك ماعليش" نحن بشر .. المهم لا تجعلي منها محور انشغالاتك...
نصيحة أخرى تجنّبي سرد مشاكلك معها لأسرتك.. صدّقيني مع الوقت وكثرة الشكوى سيتولد حقد بين الأسرتين فتجنبي ذلك. الشكوى للصّديق أوالغريب كما فعلتِ في بعض الأحيان متنفس جيّد. لأن المشاكل تتغير مع الوقت وعلى حسب معالجتنا لها إما أن تتعقد وإما تتقلّص.
أنا شخصيّا "عجوزتي نحبّها" .. ربما لأني قررت ذلك قبل زواجي والحمد لله مع الوقت صرت أفهما جيّدا لأنّي بذلت جهدا في البداية .. وعن تجربة كل العجايز عندهن بعض العادات والأمور تختلف عنا وفي بعض الأحيان تصدر عنهنّ تصرفات "تغيضنا" لكن يقمن بها عن حسن نيّة .. مع الوقت اذا أحسنت التّصرف معها ستترثرين معها أكثر من أمك وسيعذر كل واحد منكما الآخر وستختفي الحساسية بينكما صدّقيني... وربما كنت عروستها المفضلة المحبوبة.
والحال لن يدوم على ماهو عليه .. أولادها سيتزوجون إما أن يغادرو واما تغادرين المنزل.. فاذا غادرو أو أتت عروسة جديدة للمنزل ستنقص المسؤوليات واذا غادرتِ أنت تغادرين "عزيزة" تاركة وراءك ذكرى طيّبة "يهدرو عليك غير الخير"
والعيش مع الأسرة الكبيرة ليست كلّها سلبيات .. رغم التعب خصوصا في المناسبات واللمات و الضيافات لكن عندها "un charme spécial" حلاوة ستفتقدينها يوما ما صدّقيني .. أنا رمضان "نجوزو مع معجوزتي" رغم أنّ لها "4 أعرايس وحدوخرين" لكنّي أصر على ذلك .. صدقا بعدما "بعّدت عليها وليت نتوحشها ونتوحش جلساتي معها" .. وكل أسبوع أصطحب أولادي لزيارتها.. وعلى ذكر الأولاد .. تربية الأولاد وسط الأسرة الكبيرة أسهل في معظم الأحيان.
كوني على ثقة أنّ كل جهذ وتصرّف جيّد منك سوف يُرَدّ إليك صدقيني.. " وسّعي خاطرك وما تعمّريش راسك بزاف" "ديري اللي عليك والباقي على ربّي" ومع الوقت ستتأقلمين ان شاء الله و"قد ما حبيتي عجوزتك وكنت مليحة معاها يكون راجلك مرتاح ومليح معاك ويحبّك كتر" .. وتذكري الحياة الزوجيّة تحديّات والسعادة والهناء تتطلب منا الصبر وبعض التّضحيات .. وأخيرا عذرا على الإطالة وربي يهنّيك ان شاء الله.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2018-07-12, 12:09
العرض العادي
