مقال كان يجب أن يدرس لأبناءنا ويدرج في مقرراتنا الدراسية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقال كان يجب أن يدرس لأبناءنا ويدرج في مقرراتنا الدراسية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-07-23, 11:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي مقال كان يجب أن يدرس لأبناءنا ويدرج في مقرراتنا الدراسية

الخلافة أم جماعة المسلمين

إن الخلافة هي المنصب الإسلامي الأعلى الذي يقوم على تنفيذ الشرع الإسلامي وحياطته بواسطة الشورى من أهل الحل والعقد من ذوي العلم والخبرة والنظر، وبالقوة من الجنود والقواد وسائر وسائل الدفاع.
ولقد أمكن أن يتولى هذا المنصب شخص واحد صدر الاسلام وزمنا بعده- على فرقة واضطراب- ثم قضت الضرورة بتعدده في الشرق والغرب، ثم انسلخ عن معناه الأصلي وبقي رمزا ظاهريا تقديسيا ليس من أوضاع الإسلام في شيء.
فيوم ألغى الأتراك الخلافة- ولسنا نبرر كل أعمالهم- لم يلغوا الخلافة الإسلامية بمعناها الإسلامي وإنما ألغوا نظاما حكوميا خاصا بهم وأزالوا رمزا خياليا فتن به المسلمون لغير جدوى. وحاربتهم من أجله الدول الغربية المتعصبة والمتخوفة من شبح الإسلام.
علمت الدول الغربية المستعمرة فتنة المسلمين باسم "خليفة" فأرادت أن تستغل ذلك مرات عديدة أصيبت فيها كلها بالفشل. ليس عجيبا من تلك الدول أن تحاول ما حاولت وغاياتها معروفة ومقاصدها بينة. وإنما العجب أن يندفع في تيارها المسلمون وعلى رأسهم أمراء وعلماء منهم، ومن هذا الاندفاع ما يتحدث به في مصر فتردد صداه الصحف في الشرق والغرب وتهتم له صحافة الانكليز على الخصوص يتحدثون في مصر وفي الأزهر عن الخلافة كأنهم لا يرون المعاقل الانكليزية الضاربة في ديارهم ولا يشاهدون دور الخمور والفجور المعترف بها في قانونهم.
كفى غرورا وانخداعا إن الأمم الإسلامية اليوم- حتى المستعبدة منها- أصبحت لا تخدعها هذه التهاويل ولو جاءتها من تحت الجبب وا لعمائم.
للمسلمين- مثلما لغيرهم من الأمم- ناحيتان: ناحية سياسية دولية وناحية أدبية اجتماعية. فأما الناحية السياسية الدولية فهذه من شأن أممهم المستقلة ولا حديث لنا عليها اليوم. وأما الناحية الأدبية الاجتماعية فهي التي يجب أن تهتم بها كل الأمم الإسلامية المستقلة وغيرها لأنها ناصية تتعلق بالمسلم من جهة عقيدته وأخلاقه وسلوكه في الحياة في أي بقعة من الأرض كان، ومع أي أمة عاش وتحت أي سلطة وجد، وليست هذه الناحية الإنسانية المحضة دون الناحية الأولى في مظهر الإسلام ولا دونها في الحاجة إلى الحفظ والنظام لأجل خير المسلمين على الخصوص وخير البشرية العام ..
إن الأمم الكاثوليكية- مثلا- على اختلاف أوضاعها السياسية وتباين مشاربها وأنظارها فيها، ترجع في ناحيتها الأدبية الدينية إلى مركز أعلى هو بابا روما المقدس الشخص والقول في نظر جميعهم. نعم ليس لنا- والحمد لله- في الإسلام بعد محمد صلى الله
عليه وآله وسلم شخص مقدس الذات والقول تدَّعى له العصمة، ويعتبر قوله تنزيلا من حكيم حميد، ولكن لنا جماعة المسلمين وهم أهل العلم والخبرة الذين ينظرون في مصالح المسلمين من الناحية الدينية والأدبية ويصدرون عن تشاور ما فيه خير وصلاح. فعلى الأمم الإسلاميه جمعاء أن تسعى لتكون هذه الجماعة من أنفسها بعيدة كل البعد عن السياسة وتدخل الحكومات لا الحكومات الإسلامية ولا غيرها.
لقد كنت كاتبت صاحب الفضيلة شيخ الأزهر الشريف بهذا المعنى ولكنني لم أتلق منه جوابا وعرفت السبب يوم بلغنا أن إخواننا الأزهريين
هتفوا- يوما- بالخلافة لملك مصر فاروق الأول.
وسيرى صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر، أن خيال الخلافة لن يتحقق، وأن المسلمين سينتهون يوما ما- إن شاء الله- إلى هذا الرأي (1).

عبد الحميد بن باديس

(1) ش: ج 2، م 14، ص 61 - 63 غرة ربيع الأول 1357هـ- ماي 1938م.









 


آخر تعديل tarek22 2016-07-23 في 11:59.
رد مع اقتباس
قديم 2016-07-23, 12:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek22 مشاهدة المشاركة
عبد الحميد بن باديس

الفاجعة الكبرى

أو جنايات الكماليين على الإسلام والمسلمين ومروقهم من الدين

إن الإسلام لا يقدس الرجال وإنما يسير الأعمال، فلئن والينا الكماليين بالأمس ومدحناهم([1])، فلأنهم يذبون عن حمى الخلافة وينتشلون أمة إسلامية عظيمة من مخالب الظالمين، وقد سمعناهم يقولون في دستورهم "إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام"، ولئن تبرأنا منهم اليوم وعاديناهم فلأنهم تبرؤوا من الدين وخلعوا خليفة المسلمين، فكانوا ممن عمل بعمل أهل الجنة حتى لم يبق بينه وبينها إلا ذراع فعمل بعمل أهل النار فكان من الخاسرين، وإنما الأمور بخواتمها والعاقبة للمتقين.


ما كنا قط نجهل عقيدة الشبيبة التركية المتفرنجة ولا مبادئها اللادينية وكيف يجهل ذلك منها، وقد حفظ التاريخ في متون الصحف وبطون المجلات خطب زعمائها بالتأفف من الدين والغمز في مبادئ الإسلام من خطب زعماء الاتحاديين إلى آخر خطبة رأيناها في جريدة الأهرام من خطب كمال، أم كيف تخفى مقاصدهم وقد فتحوا عهد دستورهم بعد عبد الحميد بمحو كلمة الشهادة من رايات الجيش وختموها هاته الأيام بنبذ النظام العائلي الإسلامي في مسائل الزواج وإباحتهم التبرج للنساء واختلاطهن بالرجال في المراسم والمراقص ومحلات العموم ، والفصل بين السلطة الروحية والزمنية مما قلدوا فيه بابوية روما ولا حقيقة له في الإسلام، لا والله ما كانت تخفى علينا عقائدهم ولا مقاصدهم، وإنما كنا نغض الطرف عن شرورهم ومفاسدهم ساكتين عن ذكر مقابحهم إبقاء للوحدة الإسلامية التي اتجهت نحوهم، ولمـًّا لشعث المسلمين حول سيرة خليفتهم وتأييد الأمة التركية خادمة الملة التابعة لهم وإرغاما لأعداء المسلمين بهم وكنا مع هذا ننتظر لهم فئة منهم أو أغلبية المعدلين عليهم، وما كنا نحسب أبدا أن يقدموا على إبطال الخلافة ويعلنوا بما هو كفر بواح، لكنه للأسف قد قضي الأمر ووقع ما لم يكن في الحسبان، ففعلوا فعلاتهم الشنعاء وجاءوا للإسلام بالدويهات الدهياء، فتوالت قراراتهم المشؤومة يحملها البرق في أقطار المعمورة من إبطال الخلافة ونفي الخليفة وآل عثمان، ورفض الدولة للديانة وإبطال المحاكم الشرعية وغلق المدارس الدينية، وغير ذلك من المنكرات فمرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية وجنوا على الإسلام عدة جنايات.

الجناية الأولى على الخلافة

كانت الخلافة نقطة اتصال لقلوب الملايين من المسلمين، وعِرقا حساسا منهم وعاملا قويا لتحريك عواطفهم، ولاسيما في هاته الأيام التي أخذ المسلمون فيها يعلمون على النهوض بأنفسهم، والتعاون بإخوانهم والتعاضد حسب الإمكان أمام كل فاجعة تلم بهم- عرفت هذا أمم العالم بأسرها أيام انتصار الكماليين ومعاهدة لوزان، وإن تجاهله الكماليون اليوم ! – كانت هذه الرابطة العظمى والعاطفة الكبرى من أقوى ما يستعين به دعاة الوحدة الإسلامية السلمية، التي ترمي إلى نشر الإخاء والسلام برفع راية الإسلام وإنهاض العالم الإسلامي نهضة تؤهله لأخذ قسطه في الحياة وأداء واجبه في خدمة الإنسانية والعمران. هذه بعض ثمرات الخلافة حتى على صورتها الأخيرة التي ابتدعها الكماليون، ثم هم قد أبوا اليوم إلا محوها بتاتا من الوجود، فقضوا بذلك على ركن عظيم من أركان النهضة، وسبب قوى من أسباب الاتحاد.

الجناية الثانية على الخليفة

هذا الخليفة معروف عند العارفين الشرقيين والغربيين بموالاته للكماليين قبل بيعته وموافقته لهم بعدها، ولذلك انتخبوه باختيارهم دون سواه، وبايعوه ثم نكثوا عهده ونقضوا بيعته، ولم يكتفوا بذلك حتى شردوه وتركوه ، وهو الشخص الذي يحمل عنوان "خليفة الإسلام" ملقى على أعتاب الأوروبية! فيالشماته الأعداء والسخرية والاستهزاء ! ساء والله ما يفعل الظالمون.

الجناية الثالثة على عائلة آل عثمان

هذه العائلة الكريمة يرتبط تاريخ مجد الترك بتاريخها ، وما كوَّن الترك وجعل لهم المنزلة السامية في أمم الإسلام إلا أمراؤها، فأنكر الكماليون اليوم كل ذلك، وشتموها بمخدراتها([2])، ولم يرقبوا فيها إلا ولا ذمة، إلا إنهم هم المعتدون.

الجناية الرابعة على الدين الإسلامي

لم يكتف القوم برفض الدين عن الدولة وتعطيل أحكامه بين الناس جملة، بل أخذوا في استئصاله من الأمة التركية التي لا نشك في سخط أكثريتها عليهم، وأغلقوا مدارس الديانة وطردوا طلاب العلوم الدينية وصاروا يعلنون بملء أفواههم أن الدين عائق لهم عن المدنية، عجبا لقوم ما قرؤوا الدين ولا عرفوه كيف ساغ لهم أن يحكموا عليه؟ نعم تشبعهم بإلحاد أوروبا وجهلهم بحقيقة الدين ووقوفهم أمام فقهاء لا يرون دين الله إلا من مشهور مذهبهم؛ دون سائر مذاهب المسلمين هذا الذي جرأهم على هذا المقال.

وهنا يجب أن أقول أن كل وصمة يرمى بها الإسلام إنما هي من إفراط مثل هذه الطائفة الملحدة وتفريط طائفة العلماء الجامدة المقلدة، ولقد طالت مصيبة الإسلام بهاتين الطائفتين من عهد بعيد، والإسلام دين العلم والمدنية والرقي المادي والأدبي والتهذيبي النفسي والعقلي–بريء من كل عيب– شهد له بذلك عقلاء الأجانب بله([3]) أبناؤه المؤمنون.

ولو دعا الكماليون العلماء المستقلين أهل النظر والاستدلال لأروهم من الإسلام ما كانوا يجهلون، وأبانوا لهم من مبادئه السامية وقواعده العالية الصالحة بكل إنسان، الممكنة التطبيق على مقتضيات الأزمان ما لم يكونوا يحتسبون.

هذه جنايات الكماليين باختصار، وهم لم يعدموا شبها([4]) حاولوا بها التبرير لسلوكهم، وتلقى([5]) أقواما مثلهم تروج([6]) عليهم، ومهما وجدوا من شبهة بجنايتهم فلن يجدوا من شبهة في أمر الدين ومعاملتهم لعلمائه، وليس القوم([7]) براجعين عن غيهم فلا حاجة إلى مناقشتهم، وإنما علينا (أن) ([8]) نقول رأينا في الحالة الناشئة عن فعلهم.

قد زالت الخلافة بالمعنى الحقيقي والمعنى الصوري، فلنعلم أنه لا خلافة اليوم، ولنرفض([9]) كل خليفة تشم منه رائحة الأجنبي كائنا من كان، ولتعمل كل أمة مسلمة على النهوض بفقهها، والتعارف والتعاضد على الحق مع إخوانها حسب الإمكان، ولا يكونن ما وقع مضعفا لعزائمنا مثبطا لأعمالنا ما دام الإسلام ديننا، وهو الرابطة العظمى التي تربطنا والجامعة الكبرى التي تجمعنا، ومن كان أخا للمسلمين للخلافة والخليفة فليعلم أن الخلافة قد زالت، وأن الخليفة قد خلع، ومن كان أخا لهم في الله والإسلام فليعلم أن الله حي لا يموت، وأن الإسلام دين لا يزول، وأنه لا تزال طائفة من أهله قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وإن الطائفة لا يخلو منها مكان ولا زمان، وإن حزب الله هم الغالبون، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
الآثار لابن باديس (6/20-24) طبع وزارة الشؤون الدينية سنة 1415

نقلا عن جريدة النجاح عدد 152 بتاريخ 28 مارس 1924
https://islahway.com/v2/index.php/%D8...05-26-16-17-40









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-24, 10:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العثماني مشاهدة المشاركة

قد زالت الخلافة بالمعنى الحقيقي والمعنى الصوري، فلنعلم أنه لا خلافة اليوم، ولنرفض([9]) كل خليفة تشم منه رائحة الأجنبي كائنا من كان، ولتعمل كل أمة مسلمة على النهوض بفقهها، والتعارف والتعاضد على الحق مع إخوانها حسب الإمكان، ولا يكونن ما وقع مضعفا لعزائمنا مثبطا لأعمالنا ما دام الإسلام ديننا، وهو الرابطة العظمى التي تربطنا والجامعة الكبرى التي تجمعنا، ومن كان أخا للمسلمين للخلافة والخليفة فليعلم أن الخلافة قد زالت، وأن الخليفة قد خلع، ومن كان أخا لهم في الله والإسلام فليعلم أن الله حي لا يموت، وأن الإسلام دين لا يزول، وأنه لا تزال طائفة من أهله قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وإن الطائفة لا يخلو منها مكان ولا زمان، وإن حزب الله هم الغالبون، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
الآثار لابن باديس (6/20-24) طبع وزارة الشؤون الدينية سنة 1415

نقلا عن جريدة النجاح عدد 152 بتاريخ 28 مارس 1924
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
يبدوا أن موقف الإمام بن باديس كان واضحا من قضية الخلافة المزعومة منذ البداية و المقال الذي أوردته (ربما تقصد به ردا على المقال أعلاه) يوضح أن الشيخ قد حسم موقفه من دولة الخلافة سنة 1924 إذ أنه يوضح أن لا طائل من وراء إتباع هته الفكرة الوهمية و التي وصفها سنة 1938 بالخيال الذي لن يتحقق و دعى في مقاله المنشور سنة 1924 كل أمة للنهوض بفقهها الخاص بها ( كل دولة هي أمة في نظر الشيخ و هي فكرة متطورة للدولة الأمة التي لم يفهمها الإسلاميون لليوم) ... و يتوضح جليا أن بن باديس كانت نظرته متطورة جدا مقارنة بمعاصره الشيخ حسن البنا الذي كان يدعوا لإعادة الخلافة على شكل وحدة سياسية و أثبت التاريخ كما تنبأ بذلك إبن باديس سنة 1938 (أن خيال الخلافة لن يتحقق، وأن المسلمين سينتهون يوما ما- إن شاء الله- إلى هذا الرأي) ... لكن للأسف أتباع البنا أضاعوا الكثير من الوقت و الجهد من تاريخ أممهم في الدفاع عن هذا الوهم و هذه الفكرة الهلامية و التي بشرهم ابن باديس قبل قرن بأنها لن تتحقق .
أما مقالك الذي أوردته أخي الكريم فهو يعالج موضوعا آخر وهو موقف إبن باديس من آتاتورك و الآتاتوركية و يبدوا لي هذا المقال غريبا لأن موقف بن باديس من آتاتورك معروف ... ربما و أقول ربما إذا صح فعلا أن المقال لإبن باديس فمقاله هذا كان قد كتبه قبل أن يتمعن في حقيقة آتاتورك لأن المقال التأبيني الذي كتبه عند وفاة آتاتورك بعد 15 سنة من كتابة هذا المقال الذي أوردته يعني سنة 1938 يبين بجلاء موقف الشيخ من آتاتورك

كتب الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه هذا المقال بعنوان : "مصطفى كمال رحمه اللّه.." وقال فيه ما نصّه :
» في السّابع عشر من رمضان المعظّم ختمت أنفاس أعظم رجل عرفته البشريّة في التّاريخ الحديث، وعبقريّ من أعظم عباقرة الشّرق، الّذين يطلعون على العالم في مختلف الأحقاب، فيحوّلون مجرى التّاريخ ويخلقونه خلقا جديدا.. ذلك هو "مصطفى كمال" بطل غاليبولي في الدّردنيل وبطل سقاريا في الأناضول، وباعث تركيا من شبه الموت إلى حيث هي اليوم من الغنى والعزّ والسّمو..وإذا قُـلنا بطل غاليبولي، فقد قلنا قاهر الأنكليز أعظم دولة بحرية الّذي هزمها في الحرب الكبرى شرّ هزيمة لم تعرفها في تاريخها الطّويل..وإذا قلنا بطل سقاريا فقد قلنا قاهر الأنكليز، وحلفائهم من يونان وطليان وافرنسيّين بعد الحرب الكبرى، ومجليهم عن أرض تركيا بعد احتلال عاصمتها والتهام أطرافها وشواطئها..وإذا قلنا باعث تركيا فقد قلنا باعث الشّرق الإسلامي كلّه، فمنزلة تركيا الّتي تبوأتها من قلب العالم الإسلامي في قرون عديدة هي منزلتها فلا عجب أن يكون بعثه مرتبطا ببعثها.. لقد كانت تركيا قبل الحرب الكبرى هي جبهة صراع الشّرق إزاء هجمات الغرب، ومرمى قذائف الشَّرَهِ الاستعماري والتّعصب النّصراني من دول الغرب، فلمّا انتهت الحرب وخرجت تركيا منها مهشّمة مفكّكة، تناولت الدّول الغربيّة أمم الشّرق الإسلامي تمتلكها تحت أسماء استعماريّة ملطّفة، واحتلّت تركيا نفسها واحتلّت عاصمة الخلافة وأصبح الخليفة طوع يدها وتحت تصرّفها، وقال الماريشال اللّونبي(1) ـ وقد دخل القدس ـ "اليوم انتهت الحروب الصّليبيّة"..فلو لم يخلق اللّه المعجزة على يد "كمال" لذهبت تركيا وذهب الشّرق الإسلامي معها، ولكنّ "كمالا" الّذي جمع تلك الفلول المبعثرة فالتفّ به إخوانه من أبناء تركيا البررة ونفخ من روحه في أرض الأناضول حيث الأرومة التّركية الكريمة وغير ذلك الشّعب النّبيل، وقاوَم ذلك الخليفة الأسير وحكومته المتداعيّة، وشيوخه الدّجالين من الدّاخل، وقهر دول الغرب وفي مقدّمتها إنكلترا من الخارج..لكنّ "كمالا" هذا أوقف الغرب المغير عند حدّه وكبح من جماحه وكسر من غلوائه، وبعث في الشّرق الإسلامي أمله وضرب له المثل العالي في المقاومة والتّضحية فنهض يكافح ويُجاهد، فلم يكن "مصطفى" محي تركيا وحدها بل محي الشّرق الإسلامي كلّه. وبهذا غيّر مجرى التّاريخ ووضع للشّرق الإسلامي أساس تكوين جديد، فكان بحقّ ـ كما قلنا ـ من أعظم عباقرة الشّرق العظام الّذين أثروا في دين البشرية ودنياها من أقدم عصور التّاريخ.
إنّ الإحاطة بنواحي البحث في شخصيّة "أتاتورك" (أبي التّرك) ممّا يقصر عنه الباع ويضيق عنه المجال، ولكنّني أرى من المناسب أومن الواجب أن أقول كلمة في موقفه إزاء الإسلام، فهذه هي النّاحية الوحيدة من نواحي عظمة "مصطفى أتاتورك" الّتي ينقبض لها قلب المسلم ويقف متأسّفا ويكاد يولّي "مصطفى" في موقفه هذا الملامة كلّها حتّى يعرف المسؤولين الحقيقيين الّذين أوقفوا "مصطفى" ذلك الموقف..فمن هم هؤلاء المسؤولون ؟.. المسؤولون هم الّذين كانوا يمثّلون الإسلام وينطقون باسمه، ويتولّون أمر النّاس بنفوذه، ويعدّون أنفسهم أهله وأولى النّاس به، هؤلاء هم خليفة المسلمين، شيخ إسلام المسلمين ومن معه من علماء الدّين، شيوخ الطّرق المتصوّفون، الأمم الإسلامية الّتي كانت تعدّ السّلطان العثماني خليفة لها، أمّا خليفة المسلمين فيجلس في قصره تحت سلطة الإنجليز المحتلّين لعاصمته ساكنا ساكتا، أستغفر اللّه بل متحرّكا في يدهم تحرّك الآلة لقتل حركة المجاهدين بالأناضول، ناطقا بإعلان الجهاد ضدّ "مصطفى كمال" ومن معه، الخارجين عن طاعة أمير المؤمنين، وأمّا شيخ الإسلام وعلماؤه فيكتبون للخليفة منشورا يمضيه باسمه ويوزّع على النّاس بإذنه، وتلقيه الطّائرات اليونانيّة على القرى برضاه يبيح فيه دم "مصطفى كمال"، ويعلن خيانته ويضمن السّعادة لمن يقتله، وأمّا شيوخ الطّرق الضّالون وأتباعهم المنوّمون فقد كانوا أعوانا للإنجليز وللخليفة الواقع تحت قبضتهم يوزّعون ذلك المنشور ويثيرون النّاس ضدّ المجاهدين..وأمّا الأمم الإسلاميّة الّتي كانت تعدّ السّلطان العثماني خليفة لها فمنها ـ إلاّ قليلا ـ من كانوا في بيعته فانتقضوا عليه ثمّ كانوا في صفّ أعدائهم وأعدائه، ومنها من جاءت مع مستعبديها حاملة السّلاح على المسلمين شاهرة له في وجه خليفتهم فأين هو الإسلام في هذه (الكليشييات) كلّها ؟ وأين يبصره "مصطفى" الثّائر المحروب، والمجاهد الموتور..منها ؟. لقد ثار "مصطفى كمال" حقيقة ثورة جامحة جارفة ولكنّه لم يكن على الإسلام وإنّما ثار على هؤلاء الّذين يسمّون بالمسلمين، فألغى الخلافة الزّائفة وقطع يد أولئك العلماء عن الحكم فرفض مجلّة الأحكام واقتلع شجرة زقّوم الطّرقية من جذورها، وقال للأمم الإسلاميّة عليكم أنفسكم وعليّ نفسي، لا خير في الاتّصال بكم ما دمتم على ما أنتم عليه، فكوّنوا أنفسكم ثمّ تعالوا نتعاهد ونتعاون كما تتعاهد وتتعاون الأمّم ذوات السّيادة والسّلطان. أمّا الإسلام فقد ترجم القرآن لأمتّه التّركية بلغتها لتأخذ الإسلام من معدنه، وتستقيه من نبعه، ومكّنها من إقامة شعائره فكانت مظاهر الإسلام في مساجده ومَوَاسِمه تتزايد في الظّهور عاما بعد عام حتّى كان المظهر الإسلامي العظيم يوم دفنه والصّلاة عليه تغمّده اللّه برحمته.. لسنا نبرّر صنيعه في رفض مجلّة الأحكام، ولكنّنا نريد أن يذكر النّاس أنّ تلك المجلّة المبنيّة على مشهور وراجح مذهب الحنفيّة ما كانت تسع حاجة أمّة من الأمم في كلّ عصر لأنّ الّذي يسع البشريّة كلّها في جميع عصورها هو الإسلام بجميع مذاهبه لا مذهب واحد أو جملة مذاهب محصورة كائنا ما كان وكائنة ما كانت. ونريد أن يذكر النّاس أيضا، أنّ أولئك العلماء الجامدين ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا غير ما عرفوه من صغرهم من مذهبهم وما كانت حواصلهم الضّيقة لتتسّع لأكثر من ذلك، كما يجب أن يذكروا أنّ مصر بلد الأزهر الشّريف مازالت إلى اليوم الأحكام الشّرعية ـ غير الشّخصيّة ـ معطّلة فيها، ومازال (كود) نابليون مصدر أحكامها إلى اليوم، ومازال الانتفاع بالمذاهب الإسلاميّة في القضاء ـ غير المذهب الحنفي ـ مهجورا كذلك إلاّ قليلا جدّا، نعم إنّ "مصطفى أتاتورك" نزع عن الأتراك الأحكام الشّرعية وليس مسؤولا في ذلك وحده وفي إمكانهم أن يسترجعوها متى شاءوا وكيفما شاءوا، ولكنّه رجع لهم حرّيتهم واستقلالهم وسيادتهم وعظمتهم بين أمم الأرض، وذلك ما لا يسهل استرجاعه لو ضاع، وهو وحده كان مبعثه ومصدره، ثمّ إخوانه المخلصون، فأمّا الّذين رفضوا الأحكام الشّرعية إلى (كود) نابليون فماذا أعطوا أمّتهم ؟ وماذا قال علماؤهم ؟ فرحم اللّه "مصطفى" ورجح ميزان حسناته في الموازين، وتقبّل إحسانه في المحسنين وإلى الأمّة التّركية الشّقيقة الكريمة الماجدة، الّتي لنا فيها حفدة وأخوال، والّتي تربطنا بها أواصر الدّين والدّم والتّاريخ والجوار، والّتي تذكر الجزائر أيّامها بالجميل وترى شخصها دائما ماثلا فيما تركت لها من مساجد، ومعاهد للدّين الشّريف والشّرع الجليل..إلى تركيا العزيزة نرفع تعازي الجزائر كلّها مشاركين لها في مصابها راجين لها الخلف الصّالح من أبنائها، ومزيد التّقدم في حاضرها ومستقبلها، وإلى هذا فنحن نهنّئها برئيس جمهوريتها الجديد (عصمت إينونو)، بطلا (إينونو) ومؤتمر لوزان وثنيّ "مصطفى كمال"، وإنّ في إجماعها على انتخابه لدليلا على ما بلغته تركيا الكريمة من الرّشد في الحياة الّذي تبلغ به ـ إن شاء اللّه ـ من السّعادة والكمال، ما يناسب مجدها القدوس، وتاريخها الحافل بأعظم الرّجال وجلائل الأعمال«.(1)
ـ (رمضان 1358هـ نوفمبر 1938م) ـ









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-24, 12:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
abdellah36
عضو محترف
 
إحصائية العضو










A7

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek22 مشاهدة المشاركة
الخلافة أم جماعة المسلمين

إن الخلافة هي المنصب الإسلامي الأعلى الذي يقوم على تنفيذ الشرع الإسلامي وحياطته بواسطة الشورى من أهل الحل والعقد من ذوي العلم والخبرة والنظر، وبالقوة من الجنود والقواد وسائر وسائل الدفاع.
ولقد أمكن أن يتولى هذا المنصب شخص واحد صدر الاسلام وزمنا بعده- على فرقة واضطراب- ثم قضت الضرورة بتعدده في الشرق والغرب، ثم انسلخ عن معناه الأصلي وبقي رمزا ظاهريا تقديسيا ليس من أوضاع الإسلام في شيء.
فيوم ألغى الأتراك الخلافة- ولسنا نبرر كل أعمالهم- لم يلغوا الخلافة الإسلامية بمعناها الإسلامي وإنما ألغوا نظاما حكوميا خاصا بهم وأزالوا رمزا خياليا فتن به المسلمون لغير جدوى. وحاربتهم من أجله الدول الغربية المتعصبة والمتخوفة من شبح الإسلام.
علمت الدول الغربية المستعمرة فتنة المسلمين باسم "خليفة" فأرادت أن تستغل ذلك مرات عديدة أصيبت فيها كلها بالفشل. ليس عجيبا من تلك الدول أن تحاول ما حاولت وغاياتها معروفة ومقاصدها بينة. وإنما العجب أن يندفع في تيارها المسلمون وعلى رأسهم أمراء وعلماء منهم، ومن هذا الاندفاع ما يتحدث به في مصر فتردد صداه الصحف في الشرق والغرب وتهتم له صحافة الانكليز على الخصوص يتحدثون في مصر وفي الأزهر عن الخلافة كأنهم لا يرون المعاقل الانكليزية الضاربة في ديارهم ولا يشاهدون دور الخمور والفجور المعترف بها في قانونهم.
كفى غرورا وانخداعا إن الأمم الإسلامية اليوم- حتى المستعبدة منها- أصبحت لا تخدعها هذه التهاويل ولو جاءتها من تحت الجبب وا لعمائم.
للمسلمين- مثلما لغيرهم من الأمم- ناحيتان: ناحية سياسية دولية وناحية أدبية اجتماعية. فأما الناحية السياسية الدولية فهذه من شأن أممهم المستقلة ولا حديث لنا عليها اليوم. وأما الناحية الأدبية الاجتماعية فهي التي يجب أن تهتم بها كل الأمم الإسلامية المستقلة وغيرها لأنها ناصية تتعلق بالمسلم من جهة عقيدته وأخلاقه وسلوكه في الحياة في أي بقعة من الأرض كان، ومع أي أمة عاش وتحت أي سلطة وجد، وليست هذه الناحية الإنسانية المحضة دون الناحية الأولى في مظهر الإسلام ولا دونها في الحاجة إلى الحفظ والنظام لأجل خير المسلمين على الخصوص وخير البشرية العام ..
إن الأمم الكاثوليكية- مثلا- على اختلاف أوضاعها السياسية وتباين مشاربها وأنظارها فيها، ترجع في ناحيتها الأدبية الدينية إلى مركز أعلى هو بابا روما المقدس الشخص والقول في نظر جميعهم. نعم ليس لنا- والحمد لله- في الإسلام بعد محمد صلى الله
عليه وآله وسلم شخص مقدس الذات والقول تدَّعى له العصمة، ويعتبر قوله تنزيلا من حكيم حميد، ولكن لنا جماعة المسلمين وهم أهل العلم والخبرة الذين ينظرون في مصالح المسلمين من الناحية الدينية والأدبية ويصدرون عن تشاور ما فيه خير وصلاح. فعلى الأمم الإسلاميه جمعاء أن تسعى لتكون هذه الجماعة من أنفسها بعيدة كل البعد عن السياسة وتدخل الحكومات لا الحكومات الإسلامية ولا غيرها.
لقد كنت كاتبت صاحب الفضيلة شيخ الأزهر الشريف بهذا المعنى ولكنني لم أتلق منه جوابا وعرفت السبب يوم بلغنا أن إخواننا الأزهريين
هتفوا- يوما- بالخلافة لملك مصر فاروق الأول.
وسيرى صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر، أن خيال الخلافة لن يتحقق، وأن المسلمين سينتهون يوما ما- إن شاء الله- إلى هذا الرأي (1).

عبد الحميد بن باديس

(1) ش: ج 2، م 14، ص 61 - 63 غرة ربيع الأول 1357هـ- ماي 1938م.
بارك الله في الناقل و بارك الله في الشيخ ابن باديس رحمه الله لقد بين عدة اصول :

الاصل الاول : و ان المقصود بالخلافة الاسلامية العامة هو تنفيذ الشرع الإسلامي وحياطته ,,,,,,,,, وان اي خلافة تقوم على غير هذا المبدأ فهي ليست خلافة اسلامية و انما مجرد نظام سياسي ليس من اوضاع الاسلام في شيئ ..و انه لا طائل من وجدودها حتى لو وجدت ..و هو تحديدا ما ينطبق على ما يسمى بالخلافة العثمانية التي كانت تحكم و تتحاكم الى الطرق الصوفية المبتدعة المحاربة للتوحيد و السنة ,,,,,,,,,

الاصل الثاني: هو سعي الكفار الى التفريق بين المسلمين بدعاوي الخلافة ، لعلمهم ان المسلمين مفتونين بهذا الاسم دون مراعاة معناه ,,,,,,,,,,,,,,و هذا الامر قد تكرر مع الاسف مرات عدية ، اشار الشيخ منها الى رغبة المصريين في في انشاء خلافة، مع انهم تحت سلطة الانجليز و هو امر مخالف لمقصود الخلافة ، و قد تككرت التجربة مع جماعة الاخوان المسلمين الذين يريدون انشاء خلافة اسلامية لا تحكم بالاسلام ، و القارئ لتاريخ الجماعة يعلم انها من صناعة انجليزية ايضا ، ثم تكرر الامر مع المسمى ابو بكر البغدادي و هو ايضا من صناعة غربية ,,,,,,,,,,,,

الاصل الثالث: ان الوحدة الاسلامية تطلق و يراد بها معنيان : المعنى السياسي و هذا من ليس من شان عوام المسلمين بل هي من شان قادتهم و سياسيهم المتمتعين بالسيادة و الاستقلال ,,,,,,,,,,, و مع الاسف اغلب الجماعات الاسلامية تراهن على هذا المعنى و تسعى اليه بكل الطرق و الوسائل الشرعية و غير الشرعية ............

اما المعنى الثاني و هو المعنى الادبي الذي يجب ان يرسخ في ذهن كل مسلم ، فيتعلق بالمرجعية الاسلامية للمسلمين حيثما ما وجدوا بغض النظر عن الساسة و السياسة ، فهذا المرجع هم العلماء اتباع النبي صلى الله عليه و سلم القائمون بالحق العاملون به فالذي يوحدهم ليست السياسة و انما هو اتباع النبي صلى الله عليه و سلم و منهجه ,,,,,,,,,,فالواجب على كل مسلم ان يتبعهم طاعة لله و الرسول ,,,,فهذا المعنى الثاني هو الذي يركز عليه السلفيون ,,,,,,,,,و هو الذي يوحدهم في اقطار الارض ,,,,,,,فالواجب على العلماء و الدعاة في كل مكان ان يركزوا على هذا الاصل و يسعوا في ازالة الخلافات بينهم حتى يكونو جماعة واحدة و بعدها باذن الله سيسهل تحقيق الوحدة السياسية بالمعنى الاول ,,,

اقول كل الشيخ هذا كله كلام سلفي سطره علماء الامة قديما و حديثا و منهم الشيخ الالباني رحمه الله الذي كان يقول اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم على ارضكم ,,,,,,,,,,,,









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-26, 13:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdellah36 مشاهدة المشاركة
بارك الله في الناقل و بارك الله في الشيخ ابن باديس رحمه الله لقد بين عدة اصول :

الاصل الاول : و ان المقصود بالخلافة الاسلامية العامة هو تنفيذ الشرع الإسلامي وحياطته ,,,,,,,,, وان اي خلافة تقوم على غير هذا المبدأ فهي ليست خلافة اسلامية و انما مجرد نظام سياسي ليس من اوضاع الاسلام في شيئ ..و انه لا طائل من وجدودها حتى لو وجدت ..و هو تحديدا ما ينطبق على ما يسمى بالخلافة العثمانية التي كانت تحكم و تتحاكم الى الطرق الصوفية المبتدعة المحاربة للتوحيد و السنة ,,,,,,,,,

الاصل الثاني: هو سعي الكفار الى التفريق بين المسلمين بدعاوي الخلافة ، لعلمهم ان المسلمين مفتونين بهذا الاسم دون مراعاة معناه ,,,,,,,,,,,,,,و هذا الامر قد تكرر مع الاسف مرات عدية ، اشار الشيخ منها الى رغبة المصريين في في انشاء خلافة، مع انهم تحت سلطة الانجليز و هو امر مخالف لمقصود الخلافة ، و قد تككرت التجربة مع جماعة الاخوان المسلمين الذين يريدون انشاء خلافة اسلامية لا تحكم بالاسلام ، و القارئ لتاريخ الجماعة يعلم انها من صناعة انجليزية ايضا ، ثم تكرر الامر مع المسمى ابو بكر البغدادي و هو ايضا من صناعة غربية ,,,,,,,,,,,,

الاصل الثالث: ان الوحدة الاسلامية تطلق و يراد بها معنيان : المعنى السياسي و هذا من ليس من شان عوام المسلمين بل هي من شان قادتهم و سياسيهم المتمتعين بالسيادة و الاستقلال ,,,,,,,,,,, و مع الاسف اغلب الجماعات الاسلامية تراهن على هذا المعنى و تسعى اليه بكل الطرق و الوسائل الشرعية و غير الشرعية ............

اما المعنى الثاني و هو المعنى الادبي الذي يجب ان يرسخ في ذهن كل مسلم ، فيتعلق بالمرجعية الاسلامية للمسلمين حيثما ما وجدوا بغض النظر عن الساسة و السياسة ، فهذا المرجع هم العلماء اتباع النبي صلى الله عليه و سلم القائمون بالحق العاملون به فالذي يوحدهم ليست السياسة و انما هو اتباع النبي صلى الله عليه و سلم و منهجه ,,,,,,,,,,فالواجب على كل مسلم ان يتبعهم طاعة لله و الرسول ,,,,فهذا المعنى الثاني هو الذي يركز عليه السلفيون ,,,,,,,,,و هو الذي يوحدهم في اقطار الارض ,,,,,,,فالواجب على العلماء و الدعاة في كل مكان ان يركزوا على هذا الاصل و يسعوا في ازالة الخلافات بينهم حتى يكونو جماعة واحدة و بعدها باذن الله سيسهل تحقيق الوحدة السياسية بالمعنى الاول ,,,

اقول كل الشيخ هذا كله كلام سلفي سطره علماء الامة قديما و حديثا و منهم الشيخ الالباني رحمه الله الذي كان يقول اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم على ارضكم ,,,,,,,,,,,,
و فيك الله بارك أخي عبد الله









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-15, 08:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الحضني28
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdellah36 مشاهدة المشاركة
بارك الله في الناقل و بارك الله في الشيخ ابن باديس رحمه الله لقد بين عدة اصول :

الاصل الاول : و ان المقصود بالخلافة الاسلامية العامة هو تنفيذ الشرع الإسلامي وحياطته ,,,,,,,,, وان اي خلافة تقوم على غير هذا المبدأ فهي ليست خلافة اسلامية و انما مجرد نظام سياسي ليس من اوضاع الاسلام في شيئ ..و انه لا طائل من وجدودها حتى لو وجدت ..و هو تحديدا ما ينطبق على ما يسمى بالخلافة العثمانية التي كانت تحكم و تتحاكم الى الطرق الصوفية المبتدعة المحاربة للتوحيد و السنة ,,,,,,,,,

الاصل الثاني: هو سعي الكفار الى التفريق بين المسلمين بدعاوي الخلافة ، لعلمهم ان المسلمين مفتونين بهذا الاسم دون مراعاة معناه ,,,,,,,,,,,,,,و هذا الامر قد تكرر مع الاسف مرات عدية ، اشار الشيخ منها الى رغبة المصريين في في انشاء خلافة، مع انهم تحت سلطة الانجليز و هو امر مخالف لمقصود الخلافة ، و قد تككرت التجربة مع جماعة الاخوان المسلمين الذين يريدون انشاء خلافة اسلامية لا تحكم بالاسلام ، و القارئ لتاريخ الجماعة يعلم انها من صناعة انجليزية ايضا ، ثم تكرر الامر مع المسمى ابو بكر البغدادي و هو ايضا من صناعة غربية ,,,,,,,,,,,,

الاصل الثالث: ان الوحدة الاسلامية تطلق و يراد بها معنيان : المعنى السياسي و هذا من ليس من شان عوام المسلمين بل هي من شان قادتهم و سياسيهم المتمتعين بالسيادة و الاستقلال ,,,,,,,,,,, و مع الاسف اغلب الجماعات الاسلامية تراهن على هذا المعنى و تسعى اليه بكل الطرق و الوسائل الشرعية و غير الشرعية ............

اما المعنى الثاني و هو المعنى الادبي الذي يجب ان يرسخ في ذهن كل مسلم ، فيتعلق بالمرجعية الاسلامية للمسلمين حيثما ما وجدوا بغض النظر عن الساسة و السياسة ، فهذا المرجع هم العلماء اتباع النبي صلى الله عليه و سلم القائمون بالحق العاملون به فالذي يوحدهم ليست السياسة و انما هو اتباع النبي صلى الله عليه و سلم و منهجه ,,,,,,,,,,فالواجب على كل مسلم ان يتبعهم طاعة لله و الرسول ,,,,فهذا المعنى الثاني هو الذي يركز عليه السلفيون ,,,,,,,,,و هو الذي يوحدهم في اقطار الارض ,,,,,,,فالواجب على العلماء و الدعاة في كل مكان ان يركزوا على هذا الاصل و يسعوا في ازالة الخلافات بينهم حتى يكونو جماعة واحدة و بعدها باذن الله سيسهل تحقيق الوحدة السياسية بالمعنى الاول ,,,

اقول كل الشيخ هذا كله كلام سلفي سطره علماء الامة قديما و حديثا و منهم الشيخ الالباني رحمه الله الذي كان يقول اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم على ارضكم ,,,,,,,,,,,,
"اتباع النبي ومنهاجه " على طول "السلفية" يعني السلفيون 100% يمثلون الاسلام
راجع نفسك ياأخ
"اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم ت " قد يكون أبناء الدولة مسلمين نعم أما الدولة الاسلامية فمن المغالطات ، الرسول الكريم لم يفصل لنا نظاما سياسيا نسير عليه فـ"أنتم أعلم يشؤون دنياكم"









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc