الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم أشراط الساعة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-19, 14:35   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خامسا :

وقد لخص الحافظ ابن كثير قصة المسيح الدجال بعبارات جامعة يقول فيها :

" بدء ظهوره من أصبهان ، من حارة منها يقال لها اليهودية ، وينصره من أهلها سبعون ألف يهودي ، عليهم الأسلحة والتيجان ، وهي الطيالسة الخضراء ، وكذلك ينصره سبعون ألفاً من التتار ، وخلق من أهل خراسان .

فيظهر أولاً في صورة ملك من الملوك الجبابرة ، ثم يدعي النبوة ، ثم يدعي الربوبية .

فيتبعه على ذلك الجهلة من بني آدم ، والطغام من الرعاعٍ والعوام ، ويخالفه ويَرُدُّ عليه مَن هَدَى الله مِن عباده الصالحين وحزب الله المتقين .

يأخذ البلاد بلداً بلداً ، وحصناً حصناً ، وإقليماً إقليماً ، وكورة كورة ، ولا يبقى بلد من البلاد إلا وطئه بخيله ورجله غير مكة والمدينة ، ومدة مقامه في الأرض أربعون يوماً يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيام الناس هذه ، ومعدل ذلك سنة وشهران ونصف شهر .

وقد خلق الله تعالى على يديه خوارق كثيرة يضل بها من يشاء من خلقه ، ويثبت معها المؤمنون فيزدادون بها إيماناً مع إيمانهم ، وهدى إلى هداهم .

ويكون نزول عيسى بن مريم مسيح الهدى في أيام المسيح الدجال مسيح الضلالة ، على المنارة الشرقية بدمشق ، فيجتمع عليه المؤمنون ويلتف به عباد الله المتقون ، فيسير بهم المسيح عيسى بن مريم قاصداً نحو الدجال ، وقد توجه نحو بيت المقدس ، فيدركهم عند عقبة أفيق ، فينهزم منه الدجال ، فيلحقه عند مدينة باب لد ، فيقتله بحربته وهو داخل إليها ، ويقول إن لي فيك ضربة لن تفوتني ، وإذا واجهه الدجال ينماع كما يذوب الملح في الماء ، فيتداركه فيقتله بالحربة بباب لدّ ، فتكون وفاته هناك لعنه الله ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح من غير وجه " انتهى.

" النهاية " (ص/59)

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:36   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:


أين تكون روح الميت بعد سؤال الملكين له ؟

الجواب

الحمد لله

هذه المسألة من مسائل الغيب التي لا مجال للاجتهاد فيها ، وإنّما يتّبع فيها الوحي ، وقد صحّت عن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أحاديث عدّة في بيان أماكن أرواح العباد ؛ لذلك اختلف أهل العلم في تحديد أماكنها بناءً على اختلاف الأحاديث الواردة بذلك .

والذي يظهر -والله أعلم – أنّ الأرواح على أشكال عدّة ، ولكلٍّ مكان خاصّ يختلف عن مكان الأخرى ؛ فإنّ النّصوص قد جاءت بأنّ منها ما يكون في حواصل طير خضر تسرح في الجنّة ، وجاء في بعض النّصوص بأنّها تكون أسودة عن يمين آدم وعن يساره ؛ فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، والأسودة عن شماله أهل النار ؛ فإذا نظر عن يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى .

وأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن شخص بعد الموت محبوس على باب الجنّة ، فقال : ( رأيت صاحبكم محبوساً على باب الجنّة ) ، وفي الحديث الصّحيح : ( ومنهم من يُحبس في قبره بسبب الدَّين ، ومنهم من حبس في قبره في غلّة غلّها ) ، ومن الأرواح ما يكون مقرّه عند باب الجنّة ، كما جاء في حديث ابن عبّاس : ( الشّهداء على بارق ) ، ما هو بارق ؟ ( قال : نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنّة بكرةً وعشياً ) . حديث صحيح .

فالأرواح منها ما هو في مراتب عليا ، تسرح في الجنّة مع النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين ، ومنها ما يكون على بارق -نهر بباب الجنّة- يخرج رزقهم من الجنّة إليهم بكرة وعشياً ، ومنها ما يكون في قناديل ، ومنها ما يأوي تحت العرش ، ومن الأرواح ما يكون محبوساً في الأرض لا يرفع إلى الملأ الأعلى ، ومنها ما يكون محبوساً في تنور من نار يأتيهم النّار من أسفل فيضجّون ويصيحون ، وهؤلاء هم الزناة والزواني

وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن حالهم في الحديث الصّحيح : ( أرواح الزناة والزواني تحبس في تنور من نار يعذّبون إلى أن تقوم السّاعة ) . هذا عذابهم في البرزخ ، وكذلك أكلة الربا الذين رآهم النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - يسبحون في نهر الدم ويلقمون الحجارة ، ويسبحون والحجارة في بطونهم في نهرٍ من دم منتن ، كما كانوا يأكلون الربا في الدنيا .

ومع أن الأرواح لها أحوال مختلفة ، في أماكن مختلفة ، فإنه يبقى لها اتّصال بالبدن في الأرض ، ولو كانت تطير وتسرح في أنهار الجنة في أعلى علّيّين .

قال ابن قيّم الجوزيّة في كتابه "الرّوح" (1/90-92) :

" هذه مسألة عظيمة تكلّم فيها النّاس واختلفوا فيها ، وهى إنّما تتلقّّّى من السّمع فقط ، واختلف في ذلك :

فقال قائلون : أرواح المؤمنين عند الله في الجنّة ، شهداء كانوا أم غير شهداء ؛ إذا لم يحبسهم عن الجنّة كبيرة ولا دين ، وتلقّاهم ربّهم بالعفو عنهم والرّحمة لهم . وهذا مذهب أبى هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم .

وقالت طائفة : هم بفِناء الجنّة على بابها ، يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها .

وقالت طائفة : الأرواح على أفنية قبورها .

وقال مالك : بلغني أنّ الرّوح مرسلة تذهب حيث شاءت .

وقال الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله : أرواح الكفّار في النّار، وأرواح المؤمنين في الجنّة.

وقال أبو عبد الله بن منده : وقال طائفة من الصّحابة والتّابعين : أرواح المؤمنين عند الله عزّ و جلّ ولم يزيدوا على ذلك .

قال : روي عن جماعة من الصّحابة والتّابعين : أرواح المؤمنين بالجابية ، وأرواح الكفّار ببَرَهوت بئر بحضرموت .

وقالت طائفة : أرواح المؤمنين ببئر زمزم ، وأرواح الكفّار ببئر برهوت .

وقال سلمان الفارسيّ : أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت ، وأرواح الكفّار في سجّين ، وفي لفظ عنه : نسمة المؤمن تذهب في الأرض حيث شاءت .

وقالت طائفة : أرواح المؤمنين عن يمين آدم ، وأرواح الكفّار عن شماله .

وقالت طائفة أخرى منهم ابن حزم : مستقرّها حيث كانت قبل خلق أجسادها " .

انتهى بتصرّف يسير .

وقال ابن أبي العزّ عقب ذكر الأقوال في المسألة في شرح "العقيدة الطّحاويّة" (1/396) :

" ويتلخّص من أدلّتها : أنّ الأرواح في البرزخ متفاوتة أعظم تفاوت فمنها : أرواح في أعلى علّيّين في الملأ الأعلى ، وهي أرواح الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه وهم متفاوتون في منازلهم ، ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنّة حيث شاءت ، وهي أرواح بعض الشّهداء لا كلّهم

بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه ، ... ومن الأرواح من يكون محبوسًا على باب الجنّة ، ومنهم من يكون محبوسًا في قبره ، ومنهم من يكون في الأرض ، ومنها أرواح في تنور الزّناة والزّواني ، وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة ، كلّ ذلك تشهد له السنة والله أعلم ". انتهى بتصرّف .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:38   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

هل يمكن للأحياء سماع أصوات الموتى في قبورهم ، سواء كانوا معذّبين ، أو منعّمين ؟

لأنّه سمع أنّ هذه القدرة هي المرحلة الأولى لكي يصبح الإنسان من الأولياء الصالحين .


الجواب:

الحمد لله


أولاً:

ينتقل الميت بموته إلى عالم " البرزخ " ، وهو عالَم آخر غير الذي قضى عمره فيه ، وهذا العالَم الغيبي ليس لأحدٍ أن يثبت فيه شيئاً ، أو ينفيه ، إلا بدليل من الكتاب والسنَّة .

وقد جاءت الأحاديث الصحيحة تثبت تكلم " الميت " وهو محمول على الأكتاف لدفنه ، وأيضاً وهو في قبره ، وثبت في تلك الأحاديث وغيرها أن الأحياء لا يسعمون ذلك الكلام الذي قاله الميت ، أما الموضع الأول فقد استثنى النبي صلى الله عليه وسلم " الإنس " من السماع ، وأما الموضع الثاني : فقد استثنى " الإنس والجن " .

أ. الموضع الأول :

عَن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ : يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا ، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ ) .

رواه البخاري ( 1314 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

قوله في آخر الحديث ( يسمع صوتها كل شيء ) : دال على أن ذلك بلسان القال ، لا بلسان الحال .

" فتح الباري " ( 3 / 185 ) .

وقال العيني – رحمه الله - :

واستدل بالحديث المذكور على أن كلام الميت يسمعه كل حيوان غير الإنسان .

" عمدة القاري " ( 8 / 114 ) .

وينظر : " شرح رياض الصالحين " ، للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( 4 / 549 ، 550 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:39   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ب. الموضع الثاني :

وهو حديث البراء بن عازب المشهور ، وفيه :

فَيَأْتِيهِ آتٍ فَيَقُولُ مَنْ رَبُّكَ مَا دِينُكَ مَنْ نَبِيُّكَ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي فَيَقُولُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَوْتَ وَيَأْتِيهِ آتٍ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِهَوَانٍ مِنْ اللَّهِ وَعَذَابٍ مُقِيمٍ فَيَقُولُ وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللَّهُ بِالشَّرِّ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ كُنْتَ بَطِيئًا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ سَرِيعًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَجَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَصَمُّ أَبْكَمُ فِي يَدِهِ مِرْزَبَةٌ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ كَانَ تُرَابًا فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً حَتَّى يَصِيرَ تُرَابًا ثُمَّ يُعِيدُهُ اللَّهُ كَمَا كَانَ فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ النَّارِ وَيُمَهَّدُ مِنْ فُرُشِ النَّارِ .

رواه أحمد ( 30 / 578 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 3 / 219 ) .

وفي الفرق بين الموضعين ، وعدم سماع الإنس في الأول ، وعدم سماع الإنس والجن في الموضع الثاني غيرهم ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله – تعليقاً على الحديث الأول - :

وقد استُشكل هذا مع ما ورد في حديث السؤال في القبر ( فيضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ) والجامع بينهما : الميت والصعق ، والأول استثنى فيه الإنس فقط ، والثاني استثنى فيه الجن والإنس ؟! والجواب : أن كلام الميت بما ذُكر لا يقتضي وجود الصعق - وهو الفزع - إلا من الآدمي ؛ لكونه لم يألف سماع كلام الميت

بخلاف الجن في ذلك ، وأما الصيحة التي يصيحها المضروب : فإنها غير مألوفه للإنس والجن جميعاً ؛ لكون سببها عذاب الله ، ولا شيء أشد منه على كل مكلف ، فاشترك فيه الجن ، والإنس .

" فتح الباري " ( 3 / 185 ) .



ولا يستُثنى من الإنس في سماع عذاب القبر إلا النبي صلى الله عليه وسلم .

أ. عن زَيْد بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ : ( مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ ) فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا ، قَالَ : ( فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ ) قَالَ : مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ ، فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) .

رواه مسلم ( 2868 ) .

ب. عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتْ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ : ( يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا ) .

رواه البخاري ( 1309 ) ومسلم ( 2769 ) .

وجبت الشمس : غربت .

والحديث رواه ابن حبان ( 7 / 394 ) وبوَّب عليه بقوله : " ذِكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم أسمع أصوات الكفرة حيث عذبت في قبورها " .

وفي عدم سماع الإنسان في كلا الموضعين حكَم جليلة .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :

قوله : ( إلا الإنسان ) : يعني : أنه لا يسمع هذا الصياح ، وذلك لحِكَم عظيمة ؛ منها :

أولاً : ما أشار إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ) .

ثانياً : أن في إخفاء ذلك ستراً للميت .

ثالثاً : أن فيه عدم إزعاج لأهله ؛ لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذَّب ويصيح : لم يستقر لهم قرار .

رابعاً : عدم تخجيل أهله ؛ لأن الناس يقولون : هذا ولدكم ! هذا أبوكم ! هذا أخوكم ! وما أشبه ذلك .

خامساً : أننا قد نهلك ؛ لأنها صيحة ليست هينة ، بل صيحة قد توجب أن تسقط القلوب من معاليقها ، فيموت الإنسان أو يغشى عليه .

سادساً : لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين : لكان الإيمان بعذاب القبر من باب الإيمان بالشهادة ، لا من باب الإيمان بالغيب ، وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان ؛ لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوه قطعاً ؛ لكن إذا كان غائباً عنهم ، ولم يعلموا به إلا عن طريق الخبر : صار من باب الإيمان بالغيب .

" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 8 / 482 ، 483 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:40   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثالثاً:

أما من يزعم أنه يستطيع سماع الأموات في قبورهم ، وأنه يراهم ، ويتحدث معهم : فهو يكذب في ذلك ، أو مُلَبَّس عليه . وإنما يرى الشياطين تتمثل له بصورة الأموات ، أو تخاطبه بأصواتها ، وتلبس عليه ، وهو يلبس على الناس .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطابٍ يسمعه ، وشخصٍ يراه ، وتصرفٍ عجيب ، ما يظن أنه من الميت ، وقد يكون من الجن والشياطين ، مثل أن يرى القبر قد انشق ، وخرج منه الميت وكلمه وعانقه ، وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم ، وإنما هو شيطان ؛ فإن الشيطان يتصور بصور الإنس ، ويدَّعي أحدهم أنه النبي فلان ، أو الشيخ فلان

ويكون كاذباً في ذلك ، وفي هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره ، وهي كثيرة جدّاً ، والجاهل يظن أن ذلك الذي رآه قد خرج من القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور ، أو النبي أو الصالح وغيرهما ، والمؤمن يعلم أنه شيطان ، ويتبين ذلك بأمور :

أحدها : أن يقرأ آية الكرسي بصدق ، فإذا قرأها : تغيب ذلك الشخص ، أو ساخ في الأرض ، أو احتجب ، ولو كان رجلاً صالحاً أو ملَكاً أو جنيّاً مؤمناً : لم تضرَّه آية الكرسي ، وإنما تضر الشياطين ، كما ثبت في الصحيح مِن حديث أبي هريرة لما قال له الجني : اقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ إذَا أَوَيْت إلَى فِرَاشِك فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ عَلَيْك مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُك شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( صَدَقَك وَهُوَ كَذُوبٌ ) .

ومنها : أن يستعيذ بالله من الشياطين .

ومنها : أن يستعيذ بالعوَذ الشرعية ...

والمقصود هنا : أنَّ مِن أعظم أسباب ضلال المشركين ما يرونه أو يسمعونه عند الأوثان كإخبار عن غائب ، أو أمر يتضمن قضاء حاجة ، ونحو ذلك ، فإذا شاهد أحدهم القبر انشق ، وخرج منه شيخ بهيٌّ : عانقه ، أو كلَّمه : ظنَّ أن ذلك هو النبي المقبور ، أو الشيخ المقبور ، والقبر لم ينشق ؛ وإنما الشيطان مثَّل له ذلك

كما يمثل لأحدهم أن الحائط انشق ، وأنه خرج منه صورة إنسان ، ويكون هو الشيطان تمثل له في صورة إنسان ، وأراه أنه خرج من الحائط .

" مجموع الفتاوى " ( 1 / 168 – 178 ) باختصار .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-19, 14:44   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

عندما يؤتى بالموت على شكل كبش ويذبح أمام أهل الجنة والنار

ويقال لكل منهم خلود فلا موت هل هذا يكون بعد خروج أصحاب الكبائر من أمة محمد من النار أم قبله ؟

وأيضا نفس التساؤل : عندما يُسْألُ أصحاب الكبائر في القبور هل يجاوبون على أسئلة منكر ونكير أم يقولون لا أعلم ؟ .

وهل يرون مقعدهم من الجنة أو النار ؟ .


الجواب:

الحمد لله

أولاً:

الذي ينبغي أن يقال هو أن الذبح للموت لا يكون إلا بعد استقرار أهل الجنة في الجنة ، واستقرار أهل النار في جهنم ، ويقتضي هذا أنه لا يكون الذبح قبل خروج الموحدين من نار جهنم ؛ لأن الخطاب يكون لأهل الجنة وأهل النار ، ولا ينسب الموحدون للنار وهم سيخروجون منها .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟

فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، فَيُذْبَحُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ) ، وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا ( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) .

رواه البخاري ( 4453 ) ومسلم ( 2849 ) .

وفي رواية ابن عمر في البخاري ( 6182 ) ومسلم ( 2850 ) : ( إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ ) .

ثانياً:

وبخصوص فتنة القبر لأصحاب الكبائر :

فثمة مسائل ثلاثة :

الأولى :

إجابة الملكين منكر ونكير على أسئلتهما في العقيدة : عن ربه عز وجل ، وعن دينه ، وعن نبيه صلى الله عليه وسلم .

والثانية :

تعذيبه على ذنوبه .

والثالثة :

هل يرى الفاسق في قبره مقعده في الجنة ؟ .

أما الأولى :

فإن الظاهر أن الناس فيها قسمان : مسلم ، ومنافق ، أو كافر ، فالمسلم يجيب عن أسئلة الملَكين ، ولو كان فاسقاً ، والكافر – أو المنافق – لا يجيب ، ويعذَّب على ذلك .

قال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله - :

ومقتضى أحاديث سؤال الملكين : أن المؤمن ولو فاسقاً يجيبهما ، كالعدل ، ولكن بشارته تحتمل أن تكون بحسب حاله .

" الفتاوى الحديثية " ( ص 7 ) .

وأما الثانية :

فإنه لا يلزم من إجابة المسلم الفاسق على أسئلة الملَكين أنه لا يعذَّب على اقترافه الذنوب والمعاصي ، إن لم يتب منها ، بل مِن عذاب هؤلاء ما يستمر إلى قيام الساعة ، ومنه ما ينقطع .

قال الشيخ محمد السفاريني – رحمه الله - :

فمن أغضب الله ، وأسخطه ، في هذه الدار ، بارتكاب مناهيه ، ولم يتب ، ومات على ذلك : كان له عذاب البرزخ بقدر غضب الله ، وسخطه عليه ، فمستقل ، ومستكثر ، ومصدق ، ومكذب .

" لوامع الأنوار البهية " ( 2 / 18 ) .

وقال :

ومن الذين يعذبون في قبورهم ، وأخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : الجبارون ، والمتكبرون ، والمراءون ، والهمازون ، واللمازون ، والطعانون على السلف ، والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم ، وأعوان الظلمة الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ، ونحو هؤلا\

ممن يشتغل بذنوب الناس عن ذنبه ، وبعيوبهم عن عيبه ، فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم بحسب كثرتها ، وقلتها ، وصغرها ، وكبرها ، ولما كان أكثر الناس كذلك : كان أصحاب القبور معذبين ، والفائز منهم قليل ، فظواهر القبور تراب ، وبواطنها حسرات وعذاب ، فنسأل الله تعالى العافية ، والرحمة ، والعفو ، والغفران ، وبالله الإعانة ، والعون .

" لوامع الأنوار البهية " ( 2 / 19 ) .

وأما المسألة الثالثة : ففيها احتمالان :

1. الأول :

أن المسلم يرى مقعده في الجنة باعتباره ليس كافراً ، وأن مصيره إليها ، لكن هذا لا يعني أنه لن يعذَّب في قبره إن شاء الله تعذيبه .

فنحن نجزم بصحة ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم من وجود من يُعذَّب في قبره من المسلمين إلى يوم القيامة ، كمثل آكل الربا الذي رآه صلى الله عليه وسلم يسبح في نهر من الدم ، وكمثل الزناة والزواني الذين رآهم صلى الله عليه وسلم في تنور يصرخون ، وغير هؤلاء ، ونجزم أن مصير هؤلاء إن كانوا مسلمين هو الجنة في نهاية الأمر .

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

رواه البخاري ( 1379 ) ومسلم ( 2866 ) .

قال ابن حجر – رحمه الله - :

قال القرطبي : وهذا في حق المؤمن والكافر واضح ، فأما المؤمن المخلِّط : فمحتمل في حقه أيضاً ؛ لأنه يدخل الجنة في الجملة .

" فتح الباري " ( 3 / 243 ) .

وقال الشيخ أبو الحسن عبيد الله بن العلامة محمد عبد السلام المباركفوري :

ويكون عرض المقعدين على كل واحد من المؤمن المخلص والكافر والمؤمن المخلط ؛ لأنه يدخل الجنة في الجملة ، فيرى مقعده في الجنة ، فيقال له : هذا مقعدك وستصير إليه بعد مجازاتك بالعقوبة على ما تستحق .

" مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " ( 1 / 222 ) .

2. والثاني : أنه يمكن أن يقال : إن عرض مقعد الجنة على المؤمن المخلِّط ، أو المسلم الفاسق هو لإخباره بأن هذا مقعدك في قبرك لولا أنك أذنبت ، واستحققت العذاب ، ويُعرض عليه مقعده من النار ويقال له : هذا بسبب ذنوبك .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

فعلى هذا : يحتمل في المذنب الذي قُدِّر عليه أن يعذب قبل أن يدخل الجنة أن يقال له – مثلاً - بعد عرض مقعده من الجنة : هذا مقعدك من أول وهلة لو لم تذنب ، وهذا مقعدك من أول وهلة لعصيانك ، نسأل الله العفو والعافية من كل بلية ، في الحياة ، وبعد الموت ، إنه ذو الفضل العظيم .

" فتح الباري " ( 11 / 366 ) .

فالله أعلم بما يكون من ذلك ، ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل اليمين ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:05   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال:

ذوات الأرواح غير البشر من الحيوانات والطيور إذا ماتوا أين تذهب أرواحهم ؟

وهل ملك الموت يقبضها أم ما الذي يحدث لها بالضبط ؟


الجواب :

الحمد لله


أولا :

أخبر سبحانه أن ملك الموت يقبض أرواح بني آدم ، فقال : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) السجدة/11.

وأما أرواح البهائم والطير ، فلم يرد فيها نص من الكتاب أو السنة الصحيحة ـ فيما نعلم ـ ، وإنما ورد في ذلك حديث لا يصح ، وهو ما رواه العقيلي قي الضعفاء بلفظ: ( آجال البهائم كلها من القمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال كلها والبقر وغير ذلك ، آجالها في التسبيح ، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها ، وليس إلى ملك الموت من ذلك شيء ).

قال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (4/188) : موضوع .

ولهذا قال بعض أهل العلم :

إن ملك الموت هو الذي يقبض أرواح الجميع ، وقال بعضهم : إن الله يتوفاها بنفسه ، فيعدم حياتها . وينظر : "التذكرة" للقرطبي ص (75) ، "الفواكه الدواني" (1/100).

وذهب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلى أن البحث في ذلك من التكلف ، فقد سئل رحمه الله :

" هل ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات؟

فأجاب :

"ما رأيك إذا قلت : إن ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات أو غير موكل ، ما الفائدة من هذا ؟! هل سأل الصحابة عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم أحرص منا على العلم ، والرسول أقدر منا على الإجابة ، ومع ذلك ما سألوا ، إنما قال الله عز وجل: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) السجدة/11، موكل بقبض أرواح بني آدم ، أما غير أرواح بني آدم لم يثبت

الله أعلم.

ولكننا أهم شيء في جواب هذا السؤال أن الإنسان لا يتنطع

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( هلك المتنطعون ) فلا تسأل عن شيء ليس فيه فائدة

والله لو كانت فيه فائدة بعلمنا أن ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات الأخرى لبينها الله سبحانه وتعالى ، إما في القرآن أو السنة ، أو أن الله يقيض من يسأل الرسول عن هذا ، ولهذا كان الصحابة يفرحون أن يأتي أعرابي من البادية يسأل عن شيء ربما يستحون أن يسألوا الرسول عنه .

الحاصل يا أخي أنت ومن يسمع أقول : إن التعمق في هذه الأمور خطأ ؛ لأن الرسول قال: ( هلك المتنطعون ) ما قالها مرة : ( هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون ) ثلاث مرات

في مثل هذه الأمور الغيبية خذ ما ثبت ودع ما لم يذكر ... فعلينا يا إخواني! أن نأخذ من مسائل الغيب ما ثبت عندنا ، والباقي نسكت عنه ، لو كلفنا به أو كان لنا مصلحة في معرفته لبينه الله ، قال الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل/44 ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً نحتاجه إلا بينه " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (146/11).

ثانيا :

أما مصير أرواح هذه الحيوانات ، فقد روى عبد الرزاق في مصنفه وابن جرير والبيهقي في "البعث" عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى: ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) قال : يحشر الخلق كلهم يوم القيامة ، البهائم والدواب والطير وكل شيء ، فيبلغ من عدل الله يومئذ أن يأخذ للجماء [التي لا قرون لها] من القرناء. قال: ثم يقول : كوني ترابا. فلذلك يقول الكافر: ( يا ليتني كنت ترابا ) النبأ/ 40 .

وينظر : "تفسير ابن كثير" (3/255).

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (4/466) : " أورده السيوطي في "الدر المنثور" (6/310) و لم يتكلم على إسناده كما هي عادته ، وهو عند ابن جرير (30/17) قوي" انتهى.

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:06   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

ما حكم من أنكر حياة الآخرة ؟

وكيف يمكن إقناع هؤلاء المنكرين ؟


الجواب:

الحمد لله

"من أنكر حياة الآخرة فهو كافر ، لقول الله تعالى : (وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) الأنعام/29، 30

وقال تعالى : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) المطففين/10- 17

وقال تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا) الفرقان/11

وقال تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) العنكبوت/23 .

وأما إقناع هؤلاء المنكرين فبما يأتي :

أولاً : إن أمر البعث تواتر به النقل عن الأنبياء والمرسلين في الكتب الإلهية ، والشرائع السماوية ، وتلقته أممهم بالقبول ، فكيف تنكرونه وأنتم تصدقون بما ينقل إليكم عن فيلسوف أو صاحب مبدأ أو فكرة ، وإن لم يبلغ ما بلغه الخبر عن البعث لا في وسيلة النقل ولا في شهادة الواقع ؟!

ثانياً : إن أمر البعث قد شهد العقل بإمكانه ، وذلك من وجوه :

1- كل أحد لا ينكر أن يكون مخلوقاً بعد العدم ، وأنه حادث بعد أن لم يكن ، فالذي خلقه وأحدثه بعد أن لم يكن قادر على إعادته بالأولى ، كما قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الروم/27

وقال تعالى : (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) الأنبياء/104 .

2- كل أحد لا ينكر عظمة خلق السموات والأرض لكبرهما وبديع صنعتهما ، فالذي خلقهما قادر على خلق الناس وإعادتهم بالأولى ، قال الله تعالى : (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) غافر/57

وقال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الأحقاف/33

وقال تعالى : (أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس/81، 82.

3- كل ذي بصر يشاهد الأرض مجدبة ميتة النبات ، فإذا نزل المطر عليها أخصبت وحيي نباتها بعد الموت ، والقادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وبعثهم

قال الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فصلت/39 .

ثالثاً : إن أمر البعث قد شهد الحس والواقع بإمكانه فيما أخبرنا الله تعالى به من وقائع إحياء الموتى

وقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة خمس حوادث منها قوله : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة/259 .

رابعاً : إن الحكمة تقتضي البعث بعد الموت لتجازى كل نفس بما كسبت ، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثاً لا قيمة له ، ولا حكمة منه ، ولم يكن بين الإنسان وبين البهائم فرق في هذه الحياة . قال الله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) المؤمنون/115، 116 .

وقال الله تعالى : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) طه/15 .

وقال تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ * إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) النحل/38- 40 .

وقال تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) التغابن/7 .

فإذا بُيِّنت هذه البراهين لمنكري البعث وأصروا على إنكارهم ، فهم مكابرون معاندون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" انتهى .

فضيلة الشيخ

محمد بن عثيمين رحمه الله .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (2/22- 25) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:07   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

أقرأ في بعض المنتديات أن جميع علامات الساعة الصغرى قد ظهرت

ويكتبون بأنه لم يبق شيء عن قيام الساعة

فما مدى صحة كلامهم ؟ .


الجواب :

الحمد لله

يقسِّم بعض العلماء علامات الساعات إلى كبرى ، وصغرى ، ويقسمها آخرون إلى ثلاثة أقسام ، ويجعلون بينهما " وسطى " ، ويمثلون له بخروج " المهدي " .

وعلامات الساعة الصغرى يصلح تقسيمها إلى ثلاثة أقسام : قسم منها انقضى ، وقسم لا يزال يتكرر ، وقسم لم يحدث بعدُ .

وفي ظننا أن هذا التقسيم هو الذي يكون فيه إجابة الأخ السائل عما يتكرر من الكلام في أن أشراط الساعة وعلامات الصغرى قد انقضت كلها .

وقد حصر هذه الأقسام بأحاديثها : الشيخ عمر سليمان الأشقر حفظه الله في كتابه القيِّم " القيامة الصغرى " ، وسنحاول تلخيص المواضع التي خارج السؤال ، ونبسط القول في مبحث موضوع السؤال .

قال الشيخ عمر سليمان الأشقر - حفظه الله - :

والعلامات الصغرى يمكن تقسيمها إلى قسمين : قسم وقع ، وقسم لم يقع بعدُ ، والذي وقع قد يكون مضى وانقضى ، وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة ، بل يبدو شيئاً فشيئاً ، وقد يتكرر وقوعه وحصوله ، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي .

ولذلك سنعقد لعلامات الساعة أربعة فصول :

الأول : العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت .

الثاني : العلامات الصغرى التي وقعت ، ولا تزال مستمرة ، وقد يتكرر وقوعها.

الثالث : العلامات الصغرى التي لم تقع بعد .

الرابع : العلامات الكبرى .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:08   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أ. علامات الساعة التي وقعت :

ونعني بها العلامات التي وقعت وانقضت ، ولن يتكرر وقوعها ، وهي كثيرة

وسنذكر بعضاً منها :

1. بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته .

2. انشقاق القمر .

3. نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببُصرى – بلدة في الشام - .

4. توقف الجزيَة والخراج .

ب. العَلامَات التي وقعت ، وهي مستمرة ، أو وقعت مَرة وَيمكن أن يتكرّر وقوعُها :

1. الفتوحَات والحروب .

وقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ، وغزا المسلمون الهند ، وفتحوا القسطنطينية ، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك ، وتفتح روما مصداقاً ؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) – رواه أحمد ( 28 / 154 ) وصححه محققو المسند - .

2. قتال الترك والتتر .

3. إسناد الأمر إلى غيَر أهله .

4. فسَاد المسلمين .

5. ولادَة الأمّة ربتها ، وَتطاول الحفَاة العراة رعَاة الشاة في البنيان .

6. تداعي الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة .

7. الخسف والقذف وَالمسخ الذي يعَاقب اللَّه به أقواماً من هَذه الأمّة .

8. استفاضة المَال .

9. تسليم الخاصَّة ، وفشو التجَارة ، وقطع الأرحََام .

10. اختلال المقاييس :

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقاييس التي يُقَوَّم بها الرجال تختل قبل قيام الساعة ، فيقبل قول الكذبة ويصدق ، ويرد على الصادق خبره ، ويؤتمن الخونة على الأموال والأعراض ، ويخون الأمناء ويتهمون ، ويتكلم التافهون من الرجال في القضايا التي تهم عامة الناس ، فلا يقدمون إلا الآراء الفجّة ، ولا يهدون إلا للأمور المُعْوجة ، فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ) ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : ( الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) –

رواه ابن ماجه ( 4036 ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " - .

11. شرطة آخر الزمَان الذين يجلدون الناس .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:09   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ج. العلامَات التي لم تقع بَعدُ :

1. عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ) رواه مسلم ( 157 ) .

وعودتها جنات وأنهاراً إما بسبب ما يقوم أهلها به من حفر الآبار ، وزراعة الأرض ونحو ذلك مما هو حاصل في زماننا ، وإما بسبب تغير المناخ ، فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل ، ويفجر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يحول جدبها خصباً ، ويحيل سهولها الجرداء إلى سهول مخضرة فيحاء ، وهذا هو الأظهر ، فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل .

2. انتفَاخ الأهلّة :

من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ ) – رواه الطبراني في " الكبير " ( 10 / 198 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5898 ) .

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ : لِلَيْلَتَيْنِ ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً ) - رواه الطبراني في " الأوسط " ( 9 / 147 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5899 ) .

3. تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ :

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، قَالَ :: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي : ( أَخْبِرْهُمْ ) ، فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ) رواه أحمد ( 18 / 315 ) وصححه محققو المسند .

4. انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب :

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) ، وفي رواية : ( يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ) .

وفي رواية عند مسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو ) .

ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ) .

ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه ، كما يقول النووي ، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه ، والله أعلم بالصواب .

والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء .

5. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة :

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي ، وَيَجِيءُ السَّارِقُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا ) .

وهذه آية من آيات الله ، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها ، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز ( بأفلاذ الكبد ) ، وأصل الفلذ : " القطعة من كبد البعير " ، وقال غيره : هي القطعة من اللحم ، ومعنى الحديث : التشبيه ، أي : تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها ، والأسطوان جمع أسطوانة ، وهي السارية والعمود ، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته " .

وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه ، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه .

6. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة :

من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون ، وينحسر ظلهم ، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة .

عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ ) – رواه أبو داود ( 4250 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .

والمسالح ، جمع مَسْلَحة ، وهي الثغر ، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو .

وسَلاَح ، موضع قريبٌ من خيبر .

7. إحراز " الجهجَاه " الملك :

الجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك ، وهو شديد القوة والبطش ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ ) رواه البخاري ( 3329 ) ومسلم ( 2910 ) .

وفي رواية لمسلم ( 2911 ) : ( لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِى حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ " الْجَهْجَاهُ " ) .

ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول ، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي ، ففي سنن الترمذي ( 2228 ) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ " جَهْجَاهُ " ) .

والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه ، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته ، وأصل الجهجاه الصيَّاح ، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر ، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر ؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:09   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


8. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء ، وفتنَة الدهيماء :

عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ )

– رواه أبو داود ( 4242 ) وأحمد ( 10 / 309 ) –

واللفظ له - ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .

والأحلاس : جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير

وقد قال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها .

والحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله .
والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية ، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها ، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير .

وقوله : " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت ، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه .

والدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها .

9. خروُج المَهدي :

ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً ، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة

يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلاً ، بعد أن ملئت جوراً وظلماً

ومن الأحاديث التي وردت في هذا :

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) رواه الترمذي ( 2230 ) وأبو داود

وفي رواية لأبي داود ( 4282 )

قال : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) .

" القيامة الصغرى " ( 137 – 206 ) باختصار ، وتهذيب .

وبه يتبين أنه ثمة تسع علامات للساعة الصغرى لم تظهر بعدُ ، ويتبين أن ما يتكرر من كلام كثير من الناس أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت كلها ولم يبق إلا " المهدي " قول عارٍ عن الصحة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:14   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل عذاب القبر يشمل المؤمن العاصي أو هو خاص بالكفار؟

الجواب:

الحمد لله

"عذاب القبر المستمر يكون للمنافق والكافر . وأما المؤمن العاصي فإنه قد يعذب في قبره ، لأنه ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: (إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) . وهذا معروف أنهما كانا مسلمين" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (2/16) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:15   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل رؤية الله في الجنة خاصة بالمؤمنين الذين لا يعذبون في النار ؟

أم هي عامة لكل أهل الجنة ، وكذلك المسلمين العصاة ؟

أرجو منكم التفصيل مع الأدلة.


الجواب :

الحمد لله

النظر إلى وجه الله ثابت للمؤمنين كلهم من غير تفريق بين عاصيهم ومطيعهم ومن يعذب منهم ومن لا يعذب ، وذلك لعموم الأدلة من الكتاب والسنة , فمن الكتاب قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ) القيامة/22-25 .

فالناضرة وجوه المؤمنين , والباسرة وجوه الكافرين , وقد قال الله تعالى عن الكافرين : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) المطففين/15 .

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ ْ ) رواه البخاري (521) ومسلم (1002) .

وهذا خطاب لجميع المؤمنين .

ونص العلماء على رؤية المؤمنين لربهم من غير تفريق بين مطيعهم وعاصيهم ، ومعذبهم وناجيهم , ومن ذلك قول ابن بطة في "الإبانة" (2/1) : "باب الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصار رؤوسهم فيكلمهم ويكلمونه لا حائل بينه وبينهم ولا ترجمان .

اعلموا رحمكم الله أن أهل الجنة يرون ربهم يوم القيامة ..." انتهى .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في "لقاء الباب المفتوح" : "الناس يوم القيامة على ثلاثة أقسام: كفار خُلَّص، ومؤمنون خُلَّص ، ومنافقون .

أما الكفار الخلص فإنهم لا يرون الله أبداً ، لقول الله تعالى : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) المطففين/15 .

وأما المؤمنون الخلص فيرون الله عز وجل يوم القيامة وفي الجنة؛ لقول الله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) القيامة/22-23 .

وأما المنافقون فإنهم يرون الله في عرصات القيامة ولا يرونه بعد ذلك، وهذا أشد حسرةً عليهم.. أن يستمتعوا بالنظر إلى الله عز وجل، ثم بعد ذلك يحجبون عنه.

فهذه أقسام الناس يوم القيامة بالنسبة للنظر إلى الرب عز وجل، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يرون ربهم في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة" انتهى .

والخلاصة :

أن هذه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله , وما نقل عن السلف والخلف من أهل السنة تفيد أن المؤمنين كلهم سيرون ربهم .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-20, 16:16   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

بعض المؤمنين ، من الذين قاموا بأعمال جليلة ، أو أصيبوا بمصائب كبيرة ، يأمنون فتنة القبر وعذابه

ومن هؤلاء الشهيد : فقد روى المقدام بن معدي كرب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده في الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار

الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقربائه ) رواه الترمذي وابن ماجه .

وروى النسائي في سننه عن راشد بن سعد ، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن رجلا قال : يا رسول الله ! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) وسنده صحيح .

سؤالي هو : ما مدى صحة هذه الأحاديث ..؟؟


الجواب :

الحمد لله

المقرر في عقائد المسلمين أن الأموات يُفتَنون – أي يُسألون ويُمتحنون – في قبورهم

فقد ورد ذلك في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من أصحها وأظهرها قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي ، حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ . يُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ فَيَقُولُ : هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا ، هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا . فَيُقَالُ : نَمْ صَالِحًا ، قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ . وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ ) رواه البخاري (86) ومسلم (905)

يقول الإمام السيوطي رحمه الله :

" أطبق العلماء على أن المراد بقوله : ( يُفتنون ) ، و ( بفتنة القبر ) سؤال الملكين : منكر ونكير ، والأحاديث صريحة فيه ، ولهذا سُمِّيَ ملكا السؤال " الفتَّانين " " انتهى.

"الحاوي للفتاوي" (2/175)

ولكن جاءت أحاديث أخرى تخصص هذا الحديث ، وتستثني من عموم الفتنة أناسا صدقوا الله في الدنيا ، فرفع الله عنهم فتنة القبر وسؤاله .

يقول الإمام القرطبي رحمه الله :

" اعلم رحمك الله أن هذا الباب – يعني الذين يأمنون فتنة القبر - لا يعارض ما تقدم من الأبواب – يعني عموم فتنة القبر - ، بل يخصها ، ويبين مَن يُسأل في قبره ولا يفتن فيه ممن يجري عليه السؤال ويقاسي تلك الأهوال ، وهذا كله ليس فيه مدخل للقياس ، ولا مجال للنظر فيه ، وإنما فيه التسليم والانقياد لقول الصادق المرسل للعباد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه إلى يوم التناد " انتهى.

"التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص/423)

ومن هؤلاء الذين يأمنون فتنة القبر : الشهيد .

دليله : ما رواه رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ ؟

قَالَ : ( كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً )

رواه النسائي (رقم/2053) ، وحسنه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (5/743)، وصححه الشيخ الألباني في "أحكام الجنائز" (ص/50)

ويدل على ذلك أيضا : الحديث الأول المذكور في السؤال : ( للشهيد عن الله ست خصال .. )
والحديث رواه الإمام أحمد (16730) والترمذي (1663) وابن ماجة (2799) . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وصححه الألباني .

يقول الإمام القرطبي رحمه الله :

" قوله صلى الله عليه وسلم في الشهيد : ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة )، معناه : أنه لو كان في هؤلاء المقتولين نفاق ، كان إذا التقى الزحفان وبرقت السيوف : فروا ؛ لأن من شأن المنافق الفرار والروغان عند ذلك ، ومن شأن المؤمن البذل والتسليم لله نفسا ، وهيجان حمية الله ، والتعصب له لإعلاء كلمته ، فهذا قد أظهر صدق ما في ضميره، حيث برز للحرب والقتل ، فلماذا يعاد عليه السؤال في القبر ؟ قاله الحكيم الترمذي " انتهى.

"التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص/424).

ويقول المناوي رحمه الله :

" ( ببارقة السيوف ) أي : بلمعانها . قال الراغب : البارقة : لمعان السيف .

( على رأسه ) يعني : الشهيد .

( فتنة ) : فلا يفتن في قبره ، ولا يسأل ، إذ لو كان فيه نفاق لفر عند التقاء الجمعين ، فلما ربط نفسه لله في سبيله ظهر صدق ما في ضميره .

وظاهره اختصاص ذلك بشهيد المعركة ، لكن أخبار الرباط تؤذن بالتعميم " انتهى.

"فيض القدير" (5/6)

وسئل الحافظ ابن حجر الهيتمي رحمه الله السؤال الآتي :

هل يسأل الشهيد ؟

فأجاب :

" لا ، كما صرح به جماعة ، واستدل له القرطبي بخبر مسلم : ( هل يفتن الشهيد ؟ قال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة )

قال : ومعناه أن السؤال في القبر إنما جعل لامتحان المؤمن الصادق في إيمانه من المنافق

وثبوته تحت بارقة السيوف أدل دليل على صدقه في إيمانه

وإلا لفر للكفار .

قال : وإذا كان الشهيد لا يفتن فالصديق أولى لأنه أجل قدرا .ووردت أحاديث أن المرابط لا يسأل أيضا ، وكذا المطعون ، والصابر في بلد الطعن محتسبا ومات بغير الطاعون ، كما في بذل الماعون لشيخ الإسلام ابن حجر . والله تعالى أعلم " انتهى.

"الفتاوى الفقهية الكبرى" (2/30).

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" وأما الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله فإنهم لا يسألون ؛ لظهور صدق إيمانهم بجهادهم . قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) التوبة/111

وقال : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران/169.

وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) ، وإذا كان المرابط إذا مات أمن الفتان ؛ لظهور صدقه ؛ فهذا الذي قتل في المعركة مثله أو أولى منه ؛ لأنه بذل وعرَّض رقبته لعدو الله؛ إعلاء لكلمة الله ، وانتصارا لدينه ، وهذا من أكبر الأدلة على صدق إيمانه " انتهى.

"مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (8/477)

وقد جمع الإمام القرطبي في "التذكرة لأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص/415-426) طبعة دار المنهاج ، وكذلك العلامة ابن القيم في كتابه " الروح " (ص/79-82) الأسباب المنجية من عذاب القبر وفتنة القبر بالتفصيل ، فمن أراد الاطلاع عليها والتوسع فيها فليرجع إلى هذين الكتابين ، وإن كان في بعض ما ذكراه توقف ونظر .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ركن من اركان الايمان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc