إشكالية الفرد و المجتمع بين الشرق و الغرب : - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إشكالية الفرد و المجتمع بين الشرق و الغرب :

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-17, 18:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي إشكالية الفرد و المجتمع بين الشرق و الغرب :

لغرض رفع إنتاجية العمال قامت شركة من تكساس بالطلب من عمالها أن يقفوا أمام المرآة كل صباح و يرددوا "أنا جميل" مئة مرة , في حين و في المقابل و لنفس الغرض طلبت مؤسسة يابانية من عمالها أن يبدأوا يوم عملهم بأن يردد العمال "أنت جميل" لبعضهم البعض ...


*******************

الواقع هو أن ما تكشفه لنا هذه الأمثولة خطير جدا و جدير بالتأمل , و هو أن الثقافة الغربية تقوم على الفردانية و تقوية اهتمام الفرد بنفسه بأن يجعل من نفسه مركز اهتمامه و ربط سعادته بتأكيد تميزه و فردانيته , في حين أن النمط الثقافي الشائع في الثقافة الآسيوية يجعل مصدر السعادة الأساسي مرتبطا بدرجة ذوبان الفرد في المجتمع و انسجامه فيه و خدمته للآخرين... و هذان المثالان يكشفان لنا أن الأنماط الثقافية المختلفة قد تؤدي لتصورين مختلفين للمفهوم الواحد ... و سأحاول أن أشرح و ابسط هذه الفكرة ...

بروز الأنا و تأكل الترابط الاجتماعي في الغرب :
من وجهة النظر البراغماتية الغربية, ليس من الحكمة أن نجعل مصلحة الآخرين تأتي قبل مصلحتنا الذاتية و أن نربط سعادتنا بسعادة الآخرين .لأن ذلك و من منظور الفلسفة الليبرالية يقلل من فرص تحرير الطاقات الفردية و من روح التنافس التي تصنع الحضارة ... لكن في مقابل ذلك تؤدي النزعة الفردية إلى إضعاف روح التعاون و التضامن بين أفراد المجتمع كما أن التنافسية بين الأفراد تزيد من درجة الضغط النفسي الناتج عن الرغبة المستمرة في التميز ... و الذي يدرس الأنماط الاستهلاكية و السلوكية في الغرب يرى بوضوح أثر النزعة الفردية على مستويات شتى , فالاهتمام الكبير بالموضة و الرغبة في التغيير المستمر و التنوع الكبير في المنتجات و الأذواق يرضي غرور الإنسان و يشعره بالتميز , فكل شخص صار متميزا في لباسه و في أذواقه و عاداته إلى درجة أن قطاعا اقتصاديا جديدا ظهر لإرضاء نزعة التميز هذه عبر خدمة "التخصيص" (customization/personnalisation) فبالرغم من التنويع الهائل لأشكال السلع إلا أن البعض لا يرضى أن يمتلك الآخرون حاجيات مشابهة لحاجياتهم و لا يتاونون عن دفع المال مثلا لدهن سياراتهم بشكل يعبر عنهم و يميزهم عن غيرهم أو للحصول على ساعة أو هاتف نقال بمتطلبات شكلية خاصة أو عن طريق الوشم و البرسينغ و التقليعات الغريبة ... و هذه الرغبة الجامحة في التميز التي تغذيها النزعة الفردية هي التي تدفع الناس أيضا للاهتمام الذي يبلغ درجة الهوس بأشكالهم و مظاهرهم و التي جعلت قطاعات الجراحة التجميلية و الصناعات المرافقة لها تنتشر بشكل رهيب و الأمثلة كثيرة و لا تحصى ... و هكذا فالفلسفة الليبرالية التي هي فلسفة أولوية الفرد على الجماعة تدفع الناس إلى جعل الأنا مركز الاهتمام الأول و تعزلهم شيئا فشيئا عن الكيان الاجتماعي . فإذا كان البعد السياسي للفلسفة الليبرالية قد سمح بدرجة عالية من الديموقراطية و العدالة و التسامح و الازدهار الاقتصادي إلا انه نتج عنها على صعيد آخر تفكك للنسيج الاجتماعي و تأكل لسلطة التقاليد و تمرد الأجيال الجديدة و رفضهم الانخراط في نمط ثقافي محدد , و ما حدث مؤخرا في بريطانيا من شغب راجع للانفصام بين الأجيال و لفقدان الكنيسة و المدرسة و الأسرة القدرة على احتواء الغضب المتفجر الذي كان يمنع حدوثه توفر فرص العمل التي تمنح للفرد دخلا يسمح له بالتعبير عن تميزه من خلال الإنفاق ... و المعضلة التي تواجه المجتمعات الغربية الآن هي تأكل قيم التضامن و الجماعة أمام طغيان النزعة الفردية مما يجعلها في ورطة في حالة تراجع اقتصادياتها و ارتفاع معدلات البطالة الذي سينتج عنها حتما تراجع للعدالة الاجتماعية. فوحدها قيم الترابط الاجتماعي تمنح المجتمعات المناعة الكافية لتجاوز الأزمات اللإقتصادية بأقل الأضرار ...

الشرق , الإنسان كقطعة غيار في النسيج الاجتماعي :
على الجهة الأخرى من الكوكب تقدم لنا الثقافة الآسيوية نمطا ثقافيا مختلفا تماما حول مكانة الفرد داخل المجتمع . فالحضارة الكنفوشيوسة و البوذية تقوم على مبدأ إنكار الذات لصالح الجماعة أو بالأحرى تحقيق الذات عبر الجماعة ,و لتحقيق ذلك لابد من خضوع الأفراد للسلطة الاجتماعية التي تمثلها الدولة و كبار السن و الآباء , و يمثل المجتمع الصيني النموذج الأفضل لهذه العلاقة التراتبية حيث يجلب التخلي عن الواجبات الاجتماعية العار لأصحابه و حيث تشجع الثقافة الأفراد على التفكير في أنفسهم كجزء من النظام الاجتماعي , فالفرد في هذه المجتمعات يصير مجرد ترس أو قطعة في آلة المجتمع , و لا تكون له فائدة إلا إذا عمل بشكل منسجم مع بقية الأعضاء كجزء من آلة ميكانيكية دقيقة , و من هذا المنظور تصير قيم التضحية و التفاني من اجل مصلحة المجتمع أهم القيم التي تضمن تماسك النسيج الاجتماعي و لو كان ذلك على حساب سعادة الفرد و رغباته و أحلامه بل إن مفهوم السعادة نفسه يأخذ معنى و صورة أخرى ... و مثال طيارو الكاميكازي في اليابان أو سياسة الإبن الواحد في الصين نموذج عن قدرة الثقافة الشرقية على إنتاج استجابات ثقافية مختلفة لا يمكن إعادة إنتاجها في مجتمع ليبيرالي ... كما أن احد مظاهر كبت الفردانية تتجلى في ميل المجتمعات الشرقية لتبني سياسة الزي الموحد في المدارس و المصانع و الإدارات و في الكثير من المؤسسات و يتجلى ذلك أيضا في درجة الانضباط الكبير التي تتميز بها العروض العسكرية و الفنية التي تتميز بدقة عجيبة و تعكس لنا صورة معبرة عن الفلسفة التي تجعل من الفرد نسخة من أفراد آخرين و وحدة لبناء المجتمع لابد لها من الخضوع لقوانينه ... و بصيغة أخرى , تجعل الثقافة الغربية المجتمع مجرد فضاء لوجود الفرد أي كوسيلة و بيئة يحقق فيها الأفراد ذواتهم , في حين تنعكس المعادلة في الشرق و يصبح الفرد وسيلة لغاية أسمى هي الحفاظ على البناء الاجتماعي , أي أن المجتمع الشرقي أقرب منه لنموذج خلية النحل أو مجتمع النمل الذي لا قيمة للفرد في حد ذاته فيه إلا بدرجة ذوبانه في النسق الكلي للمجتمع ...

و حتى لا ترى الصورة بالأبيض و الأسود , من المهم أن ننبه أن هذا التحليل لا يعني غياب النزعة الفردية في الشرق أو التحلل الكلي للنسيج الاجتماعي في الغرب , لكنه يهدف لتحليل البنى الثقافية و كيف يساعدنا ذلك على فهم الفروق الجوهرية بين مختلف المجتمعات و على تفسير الاستجابات المتباينة من مجتمع لآخر وعلى التنبؤ بالمشكلات التي قد تواجهها ...

الأمة الوسط :
عودة مرة أخرى لإشكالية الفرد و المجتمع . يتضح لنا أن لكلا النموذجين إيجابياته و سلبياته , و أن العجز عن تحقيق التوازن بين النزعات الفردية و صرامة السلطة الاجتماعية يؤدي للكثير من المشكلات ... و هو ما يستلزم بناء أو تقديم نموذج ثقافي يحقق هذا التوازن بين الشرق و الغرب ... و من المثير أن كيانا ثقافيا يتوسط الشرق و الغرب جغرافيا و هو ما يعرف بالعالم الإسلامي يحتل مركز الوسط في العالم لكنه لا يقدم حاليا طريقا ثالثا و بديلا واضحا لكلا النموذجين بالرغم من أنه يملك إمكانية ذلك ... فالثقافة الإسلامية في جوهرها ثقافة تسامح و انفتاح تعطي للفرد إمكانية لتحقيق ذاته و لا تبالغ في فرض القيود عليه لكنه تزوده بالقيم التي تجعله لا ينجرف بعيدا في نزعته الفردانية و تغرس فيه روح التعاون و ثقافة الأمة بوصفها كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى , و هي في ذلك لا تطلب من الفرد أن يذوب كليا في المجتمع و أن ينكر ذاته , فالنفس البشرية غالية و من قتل نفسا فكمن قتل الناس جميعا , لكنها في الوقت نفسه فرد فعال في المجتمع دون ان يسلبه المجتمع استقلاليته و كيانه الفريد ... و ربما كان هذا هو السر وراء تسمية الأمة بالأمة الوسط , فهي تتوسط العالم جغرافيا و تحمل البديل الثقافي الذي يحقق التوازن بين فلسفة الشرق و فلسفة الغرب أي التوازن بين الفرد و المجتمع و بين الغريزة والعقل و بين الأثرياء و الفقراء ... لكننا فشلنا في فهم ذلك و في تحقيقه , و ربما كانت تلك هي المهم الشاقة التي تنتظرنا و يتوجب علينا القيام بها كأمة تملك الحلول لمشكلات البشر , و هو ما يستلزم الكثير من التدبر و العلم و التأسيس لعقلانية إسلامية تسمح لنا بإنقاذ أنفسنا و إنقاذ العالم من مشكلاته العويصة على المستوى الأخلاقي والاجتماعي و السياسي و الاقتصادي ...............


...... Syrus









 


قديم 2011-08-20, 18:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مناد بوفلجة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية مناد بوفلجة
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة أفضل تصميم المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي



للرفع عاليا










قديم 2011-08-24, 16:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
matrixano02
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مو ضوع رائع أخي Syrus ..لاتتردد في طرح مواضيع مشابهة في المستقبل..بارك الله فيك










قديم 2011-08-24, 23:25   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حمـ 0418 ــزة
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية حمـ 0418 ــزة
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك
سلام










قديم 2011-08-25, 13:08   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة matrixano02 مشاهدة المشاركة
مو ضوع رائع أخي syrus ..لاتتردد في طرح مواضيع مشابهة في المستقبل..بارك الله فيك
إن شاء الله ... بوركت اخي , سرني أن لقي الموضوع استحسانا منك









قديم 2011-08-25, 13:11   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمـ 0418 ــزة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك
سلام
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته , شكرا على كلمتك الطيبة و بارك الله فيك









قديم 2011-08-25, 13:20   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
begh4ever
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية begh4ever
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك موضوع يستحق التقدير










قديم 2011-08-25, 17:51   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عوماري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عوماري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع كما هي عاداتك اخي اتمنى ان تنفعنا بجديدك دائما










قديم 2011-08-25, 18:32   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ياسين البرج
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ياسين البرج
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااا علىىىىىىى الموضوووووووع ع ع ع










قديم 2011-09-05, 00:46   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
isyami
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية isyami
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله...
بداية أحب أن اقدم لك شكري الجزيل على كتابتك لمثل هذه المواضيع التي تزيد من وعي القراء و تثري معلوماتهم الفكرية و العلمية أيضا.
شخصيا قمت بطبع الموضوع و الاحتفاظ به مع مجموعة بحوثي لأنني وجدته يلخص ما يمكن أن يكون موضوع بحث .قرأته عدة مرات لأن مثل هذه المواضيع تسمح للواحد منا أن يفكر و يقارن و يستنتج في الأخير.مرة أخرى ألف شكر لك.


لقد وفى موضوعك كل جوانب الفكرة ، لذلك ستكون مداخلتي بسيطة جدا.
المثال الآسيوي و الغربي يوضح لنا أن الإنسان متطرف جدا في تفكيره من أقصى الترابط الإجتماعي إلى درجة
الذوبان إلى أقصى الفردانية إلى درجة الأنانية، لذلك وجدت الشريعة الإلاهية التي تخلق التوازن في تفكير الإنسان.
الأمة الوسط لم تفهم كيف تستخدم وسطيتها لتكون المحور الذي تدور حوله أو في فلكه كل الحضارات الأخرى ، ليس لعيب في هذه الوسطية بل لعيب في من يمثلون هذه الوسطية، لأنهم انبهروا و انقادوا وراء زخرف حياة الغرب بحكم استعمار هذه الشعوب لها و بالتالي احتكاكهم بها، وسعت وراء تطبيقه عليها ففشلت و تهدمت.

أذكر أنني يوما قلت لأستاذي و أنا في عامي الأول في الدراسة الجامعية "أن بعض المفكرين يرون أن اليابان لا تعتبر نموذجا يمكن الاقتداء به لخصوصيته"....و لكنني و بعد فترة وجدت أن الغرب أيضا ليس نموذجا يقتدى به، و هنا أقصد نحن الأمة الوسط، و ما حدث من أزمة اقتصادية بل مالية مؤخرا دليل كاف على فشل النموذج الغربي و معه الياباني حتى بات الغرب اليوم يسعى وراء النموذج الإسلامي لحل مشاكله، غير أننا لم نحضر أنفسنا لذلك بعد و الفرصة أمامنا للتغيير و التأثير في غيرنا .

فهل وعينا ؟ هل أفقنا ؟ هل حضرنا أنفسنا؟....
تحياتي...









قديم 2011-09-06, 21:16   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
younes najib
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Arrow

موضوع جيد يستحق من عقلاء المفكرين ان يبسطوه بالبحث و الدراسة .

ولعل الناظر في تشريع العبادات يلحظ هذه الوسطية ، فالصلاة التي يصف فيها المصلون في صفوف منظمة لا يظهر فيها

الغني و لا ذو المكانة ، ماهو الا انتماء الفرد للجماعة و الخروج عنها تمرد على النظام العام.

والزكاة التي تفرض من خلالها اعطء المال المحبب الى النفس الى ذي الحاجة من المجتمع ،دافع قوي لنبذ التفرد بالثروة

ونفي الشح و البخل عن النفس و بالتالي تطهيرها من الامراضالمعنوية.

اما الصيام فهو الاحساس بالجوع و العطش الذي يحسه ابناء المجتمع المحتاجين فيدفع المتنعم الى شكر النعم ،و المسارعة

الى التعاون و البذل.

والحج الذي هو اجتماع المسلمين من كل حدب و صوب،و من مختلف الللغات و الالوان في صعيد واحد لهو اشعار بالانتماء

وتذكير بيوم الوعيد. فعلى العموم الوسطية هي الامر المقبول و الحل الاوحد لكل المشاكل القائمة الان ولكن من يبينها

لقوم يعقلون.










قديم 2011-09-19, 00:05   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة isyami مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله...
بداية أحب أن اقدم لك شكري الجزيل على كتابتك لمثل هذه المواضيع التي تزيد من وعي القراء و تثري معلوماتهم الفكرية و العلمية أيضا.
شخصيا قمت بطبع الموضوع و الاحتفاظ به مع مجموعة بحوثي لأنني وجدته يلخص ما يمكن أن يكون موضوع بحث .قرأته عدة مرات لأن مثل هذه المواضيع تسمح للواحد منا أن يفكر و يقارن و يستنتج في الأخير.مرة أخرى ألف شكر لك.


لقد وفى موضوعك كل جوانب الفكرة ، لذلك ستكون مداخلتي بسيطة جدا.
المثال الآسيوي و الغربي يوضح لنا أن الإنسان متطرف جدا في تفكيره من أقصى الترابط الإجتماعي إلى درجة
الذوبان إلى أقصى الفردانية إلى درجة الأنانية، لذلك وجدت الشريعة الإلاهية التي تخلق التوازن في تفكير الإنسان.
الأمة الوسط لم تفهم كيف تستخدم وسطيتها لتكون المحور الذي تدور حوله أو في فلكه كل الحضارات الأخرى ، ليس لعيب في هذه الوسطية بل لعيب في من يمثلون هذه الوسطية، لأنهم انبهروا و انقادوا وراء زخرف حياة الغرب بحكم استعمار هذه الشعوب لها و بالتالي احتكاكهم بها، وسعت وراء تطبيقه عليها ففشلت و تهدمت.

أذكر أنني يوما قلت لأستاذي و أنا في عامي الأول في الدراسة الجامعية "أن بعض المفكرين يرون أن اليابان لا تعتبر نموذجا يمكن الاقتداء به لخصوصيته"....و لكنني و بعد فترة وجدت أن الغرب أيضا ليس نموذجا يقتدى به، و هنا أقصد نحن الأمة الوسط، و ما حدث من أزمة اقتصادية بل مالية مؤخرا دليل كاف على فشل النموذج الغربي و معه الياباني حتى بات الغرب اليوم يسعى وراء النموذج الإسلامي لحل مشاكله، غير أننا لم نحضر أنفسنا لذلك بعد و الفرصة أمامنا للتغيير و التأثير في غيرنا .

فهل وعينا ؟ هل أفقنا ؟ هل حضرنا أنفسنا؟....
تحياتي...
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركتاه

أولا و قبل كل شيء أعتذر عن تأخري في الرد , ثانيا أحمد الله على أن الموضوع لقي اهتماما منك و أشكرك على مشاركتك القيمة ... الحق أن الملاحظة التي أضفتِها عن عدم جدوى استنساخ التجارب اليابانية و الغربية هي ذات أهمية جوهرية ... أعتقد أن ضرورة بناء حداثة إسلامية تستلزم التخلص من موروث الأفكار الميتة التي يعج بها تراثنا و الأفكار المميتة التي قد تأينا من الغرب و الشرق و بالتالي لابد لها من أن تكون أصيلة و نتاج إرادة واعية حرة لا تستعبد نفسها لسلطة الماضي الغير مقدس و لا لسلطة الآخر المهيمن ثقافيا في الحاضر , و بمعنى آخر لابد لنا من أن نبدع نهضة خاصة بنا لا أن نستوردها , نهضة لا ترفض الآخر كليا و لا تتماهي فيه و نستقل عن الماضي دون أن تقطع معه علاقتها ... أشكرك مرة أخرى على ردك الطيب









قديم 2011-09-19, 00:20   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة younes najib مشاهدة المشاركة
موضوع جيد يستحق من عقلاء المفكرين ان يبسطوه بالبحث و الدراسة .

ولعل الناظر في تشريع العبادات يلحظ هذه الوسطية ، فالصلاة التي يصف فيها المصلون في صفوف منظمة لا يظهر فيها

الغني و لا ذو المكانة ، ماهو الا انتماء الفرد للجماعة و الخروج عنها تمرد على النظام العام.

والزكاة التي تفرض من خلالها اعطء المال المحبب الى النفس الى ذي الحاجة من المجتمع ،دافع قوي لنبذ التفرد بالثروة

ونفي الشح و البخل عن النفس و بالتالي تطهيرها من الامراضالمعنوية.

اما الصيام فهو الاحساس بالجوع و العطش الذي يحسه ابناء المجتمع المحتاجين فيدفع المتنعم الى شكر النعم ،و المسارعة

الى التعاون و البذل.

والحج الذي هو اجتماع المسلمين من كل حدب و صوب،و من مختلف الللغات و الالوان في صعيد واحد لهو اشعار بالانتماء

وتذكير بيوم الوعيد. فعلى العموم الوسطية هي الامر المقبول و الحل الاوحد لكل المشاكل القائمة الان ولكن من يبينها

لقوم يعقلون.
من المهم جدا أن نعيد النظر إلى العبادات لا بوصفها طقوسا و لكن بوصفها ممارسة تعبدية ذات أبعاد متعددة بدء من الوضوء و دلالاته الروحية و المادية و نهاية إلى ابسط السلوكات كإماطة الأذى عن الطريق و إفشاء السلام , و مشاركتك تصب في نفس منحى هذا الأمر , بارك الله فيك









قديم 2011-09-22, 20:06   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
isyami
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية isyami
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركتاه

... , و بمعنى آخر لابد لنا من أن نبدع نهضة خاصة بنا لا أن نستوردها , نهضة لا ترفض الآخر كليا و لا تتماهي فيه و نستقل عن الماضي دون أن تقطع معه علاقتها ... أشكرك مرة أخرى على ردك الطيب
السلام عليكم ورحمة الله...
مرحبا بعودتك أخي، و العفو فمشاركتي كانت نقطة في بحر ما قدمته لنا من عمل قيم بارك الله فيك.
فكما تقدم في مشاركتي، ما جاء في بحثك يفترض أن يدرس في الجامعات بهذه الطريقة لا كما نراه من انبهار المعلم هناك بحضارة الغرب و غرس الاحباط في نفوس المتعلمين، و تجنيدهم لهذا الانقياد الأعمى، فلا يتخرج منهم من يجدد و يبدع و يخترع بل ولا ينظر(أن يكون من أصحاب النظريات). فعالمنا العربي و الإسلامي له خصوصيته و هناك من سبقنا و فكر و حاول و لكننا لانقرأ التاريخ و نتهم لغتنا و أسلافنا بالجمود.
الحقيقة أنني أحيانا أتساءل كيف استطاع أسلافنا أن يفكروا و يستنتجوا و ينظروا وسط بيئة خالية من التكنولوجيا والاتصال في الوقت الدي عجزنا نحن فيه وسط كل هذا التطور. نحن من قبر افكارهم بدل تطويرها فهم اجتهدوا رغم قلة الوسائل فماذا فعلنا نحن ؟
بعض الدراسات الجامعية لدكاترة عرب و مسلمين تبهرك، لبساطتها و عمقها وجودتها، السبب أن فكر المواطن العربي أوالمسلم ما زال نظيفا لدلك تحمل أعماله هده الروح الإسلامية. و لكن أنظمتنا لا تريد إلا أن تترك هذه البحوث على الرفوف يأكلها التراب. كما قال لي أحد الأساتذة وهو يحضر للدكتوراه *ما تفكرينيش بلي خدمتي غادي ياكلها التراب بلا ما حد يعرفها و يستغلها*...لا يمكننا العيش بعيدا عن بقية العالم و لكننا خلقنا لنعلم العالم مدى روعة هذه الوسطية.
الله يداوي الحال.
تحياتي...









آخر تعديل isyami 2011-09-24 في 15:05.
قديم 2011-09-23, 19:05   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
شهد حنان
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شهد حنان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم اخي
وكن التاسيس
لعقلانية اسلامية لم يتم بعد
نظرا للانجداب نحو النماذج الغربية وترك الوسطية
شكرا لك اخي










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
المجتمع, الشرق, العرب, الفرد, إشكالية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc