هل باتت جماعة "الإخوان المسلمين" الخاسر الأكبر؟..مسيرة الربيع مستمرة لمقارعة الإستكبار - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل باتت جماعة "الإخوان المسلمين" الخاسر الأكبر؟..مسيرة الربيع مستمرة لمقارعة الإستكبار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-10-01, 11:37   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
فريد الفاطل
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

إنه قدرٌ وملحمة كتبهما الله على الإخوان المسلمين


من يوم أن ظهرت جماعة الإخوان المسلمين على الساحة السياسية في مطلع أربعينيات القرن الماضي، والسهام تأتيها من كل ناحية، من أعداء الخارج ووكلاء الداخل، ولو أنها جماعة رقص، أو إباحة، أو كرة، أو أدب لصال قادتها وأعضاؤها وجالوا في كل حدب وصوب، ولحصلوا على الأوسمة والنياشين، ولذكروا في تاريخ الأولين والآخرين، ولأقاموا لمؤسسها تمثالا في كل ميدان.. لكنها جماعة تحمل راية الإسلام، وترفع علم التوحيد، وتضع المصحف في يمينها لهداية البشر، والسيف في يسارها لمن حاد الله ورسوله واستعبد الناس وسعى سعيًا إلى الفتن.
من أجل ذلك نال الجماعة ما نالها، ولمَ لا وقد أرّقت المستعمرين وأجهزت على خططهم، وهددت مصالح الحكام الخائنين والسياسيين المتلونين، وقطعت الطريق على أصحاب المذاهب الهدامة والنحل الفاسدة، فاجتمع الفرقاء لحربها، بكل ما يملكون من وسائل وسبل، لا يرقبون فيمن ينتمون إليها إلا ولا ذمة، وقد أوصى كبيرهم صغيرهم، وسابقهم لاحقهم وغنيهم فقيرهم بالسعى لاستئصال من يحمل هذا الفكر، ومن يتعاطف مع معتنقيه، بعد أن وصفوهم بصفات، واتهموهم باتهامات ما نظن أن أحدًا اقترفها من بني البشر -وهم من كل ذلك براء.
وما جرى -ويجري- للإخوان إنما هو قدرٌ وملحمة كتبها الله عليهم؛ لإنقاذ الأمة مما ابتليت به من نكبات، ولا أحد -في اعتقادي- أقدر على احتمال هذه السنة الجارية في الأمة الآن سوى أعضاء هذه الجماعة ومن على شاكلتهم من العارفين لكتاب الله المتبعين لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، والأمر واضح لا غموض فيه؛ إذ مَنْ مِنْ المسلمين الآن سوى الإخوان يستطيع مواجهة هذه التحديات، الخارجية والداخلية، ضد الدين، وضد أوطاننا العربية والإسلامية؟ ولو أنّا افترضنا -جدلا- غياب الإخوان عن الساحة، فمن يواجه -إذًا- ذلك الانفلات الذي ضرب كل شيء؟، ومن يتصدى للحكام والملوك والأمراء الذين باعوا الأرض والعرض، والدين والخلق؟، ومن يمنع تحول أهالينا إلى عبيد عند اليهود والنصاري؟، ومن يحفظ الدين؟ وينافح عن السنة؟ ويذكر بالله؟ وبشرعه؟... من رجلٌ يفعل ما يفعله الإخوان في وقت غابت فيه الرجولة وعلا فيه صوت الشواذ والمخنثين؟
إن على الإخوان مسئوليات وواجبات، جعلتهم ثابتين صابرين -بإذن الله- تأتيهم المحنة إثر المحنة فيتحملون البلاء راضين، غير مبدلين ولا مغيرين؛ لاعتقادهم الجازم أن ذلك قدرٌ وملحمة كتبا عليهم، وأن العاقبة لهم ولأمثالهم إن شاء الله، قد يطول البلاء، وقد تمتد المحنة، وقد يتساقط اليائسون والمحبطون، لكن يظلون هم مشاعل هدى ومصابيح نور لمن أراد أن يهتدى في زمان العتمة وفى وقت الرذيلة، والله معهم ولن يترهم أعمالهم..
لقد صدع المؤسس -رحمه الله، بأهداف الجماعة، والتى من أجلها يقتل من يقتل ويسجن من يسجن، وهى أهداف غالية وغايات عظيمة، لا يبحث عنها إلا مؤمن مكتمل الإيمان يسير على نهج النبوة الأولي.. يقول (البنا) في رسالة إلى الشباب: (نحن لا نريد جمع المال وهو ظل زائل، ولا نريد سعة الجاه وهو عرض حائل، ولا نريد الجبروت في الأرض ونحن نقرأ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83].. شهد الله أننا لا نريد شيئًا من هذا وما لهذا عملنا ولا إليه دعونا.. ولكن ندعو إلى هدفين اثنين:
- أن يتحرر الوطن الإسلامى من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعى لكل إنسان، لا ينكره إلا ظالم جائر أو مستبد قاهر.
- وأن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة، تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي وتعلن مبادئه القويمة وتبلغ دعوته الحكيمة إلى الناس.. وما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدى الله العلى الكبير عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها.
إن راية الإخوان لن تسقط -إن شاء الله- حتى يبينوا للناس حدود الإسلام واضحة كاملة، وأن يحملوهم على تحقيق فكرة هذا الدين العظيم، وعمادهم في ذلك كله -كما يقول البنا رحمه الله-: «كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيرة المطهرة لسلف هذه الأمة، لا نبغى من وراء ذلك إلا إرضاء الله وأداء الواجب وهداية البشر وإرشاد الناس.
وسنجاهد في سبيل تحقيق فكرتنا، وسنكافح لها ما حيينا، وسندعو الناس جميعًا إليها، وسنبذل كل شيء في سبيلها، فنحيا بها كرامًا أو نموت كرامًا، وسيكون شعارنا الدائم:
الله غايتنا، والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
أما عدتنا لتحقيق تلك الواجبات، فهى عدة سلفنا من قبل، والسلاح الذى غزا به زعيمنا وقدوتنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته معه العالم، مع قلة العدد وقلة المورد وعظيم الجهد، وهو السلاح الذى سنحمله لنغزو به العالم من جديد.. لقد آمنوا أعمق الإيمان وأقواه وأقدسه وأخلده بالله ونصره وتأييده، وبالقائد وصدقه وإمامته، وبالمنهاج ومزيته وصلاحيته، وبالإخاء وحقوقه وقدسيته، وبالجزاء وجلاله وعظمته وجزالته، وبأنفسهم فهم الجماعة التى وقع عليها اختيار القدر لإنقاذ العالمين وكتب لهم الفضل بذلك، فكانوا خير أمة أخرجت للناس.
فالإيمان إذًا هو أول عدتنا.. والجهاد من عدتنا كذلك، ونحن بعد هذا كله واثقون بنصر الله، مطمئنون إلى تأييده {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [الحج:40، 41].
أما وسائلنا لتحقيق أهدافنا وإتمام واجباتنا، فهى الوسائل العامة للدعوات، لا تتغير ولا تتبدل، ولا تعدو هذه الأمور الثلاثة: الإيمان العميق، التكوين الدقيق، العمل المتواصل.



منقول








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-04-06, 16:22   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
قاهر العبودية
عضو محترف
 
الصورة الرمزية قاهر العبودية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الربيع العربي وحتمية نصر الأمة.بإذن الله
.


لا يمكن التعاطي الصحيح مع الربيع العربي فهمًا وتنظيرًا واستشرافًا لمستقبله إلاّ عبر الإحاطة الواعية بسنن التغيير، ذلك أن الاستغراق في كلام الإعلاميين والاعتماد على المحلّلين القابعين في اللحظة الآنية أو الذين يتحدثون في غمرة العواطف وردود الأفعال لا يتيح التفكير المركّز ولا المتابعة المنهجية التي تجلي الحقائق وتجعل المراقب يشكّل لنفسه رؤية علمية متماسكة، فوزن الأحداث بميزان السنن أشبه ما يكون بالتعامل مع معادلة رياضية، يسودها المنطق وتُفضي إلى نتائج تورث اليقين والطمأنينة

لعلّ هذه التوطئة ضرورية جدا لطمأنة الجماهير العربية المتعطّشة لربيعها التي تنتظر منه إنجازات ضخمة لكنّ التناول السياسوي المغرض يسوّق لها أحداثَه في أثواب رثّة وحُلل لا تحمل سوى نُذُر الإحباط، ولا بدّ من استحضار تجارب الشعوب عبر التاريخ – فضلا عن تاريخ العرب والمسلمين - لتحليل الحاضر وقراءة المستقبل، ويكفي التذكير بأن الأوضاع السياسية لم تستقرَّ في فرنسا بعد ثورتها إلا بمرور قرن من الزمن ، و رفعُ مؤشرات الأمل لدى الجماهير والنُخب بطريقة علمية، ودحضُ محاولات سد الأفق أصبحا ضرورة حتمية في الظروف العصيبة التي تمرّ بها الثورات العربية ، ليس من باب تسويق السراب أو مداعبة العواطف ولكن كجزء أساسي من منهجية الثبات على الحق وتفويت الفرصة على دعاة التراجع إلى الخلف وقطع الطريق أمام امتداد الربيع العربي، وذلك بإمداد الشعوب برصيد من الحقائق التاريخية المنسجمة مع سنن التغيير تستطيع من خلالها استجماع الأفكار وتجلية الرؤية المستقبلية لحسن التعامل مع الواقع المضطرب.

فلا شكّ أن كثيرا من المخلصين من أبناء الأمة يتألمون ممّا آلت إليه أحوالها منذ سنتين، بعد أن علّقوا آمالاً كبيرة على الربيع العربي الذي كان يمثّل بالنسبة إليهم منعطفًا تاريخيا في حياتها ينقلها نقلة بعيدة من الاستبداد إلى الحرية ومن الظلم إلى العدل ومن التخلّف إلى الإقلاع الحضاري، ورغم علم الجميع بوجود الدولة القديمة المُطاح برموزها البارزة إلاّ أنهم ظنّوها منهكَة القوى خائرة العزائم لا تقوى على رفع رأسها أمام رغبة الشعوب في التغيير ودخول عالم الحرية والتعددية والكرامة، لكنّهم اكتشفوا في مصر وتونس واليمن أنها لم تستسلم بل تواجه رياح التغيير بكلّ صلف مستندة إلى المال المنهوب الذي تزخر به خزائنها في الداخل وحساباتها في الخارج، ومستعينةً بإعلام منحاز بشكل شبه كلّي للأنظمة المنهارة وإلى شبكة قوية من مراكز القوّة كالقضاء والنقابات العمالية وأجهزة الشرطة التي تكاد تصطفّ بوضوح إلى جانب الثورة المضادّة وتعرقل بشتّى الطرق والوسائل الرغبة العامة في تثبيت أركان الأنظمة الجديدة، بل تعمل بصراحة على تقويض هذه الأركان ولا تترك للسلطات الجديدة وقتًا للتنفس، فهي تٌنهك الاقتصاد وتفتعل الأزمات وتبثّ الفوضى وتستعين بالإسناد الخارجي.

فهل يعني هذا أن الربيع قد انقلب إلى شتاء وأنّ الأمل قد قُتل في المهد؟ هذا ما تهدف المؤامرة المحبوكة إلى جعله قناعة لدى الرأي العام العربي، لكنّنا نستطيع دحض ذلك بالرجوع الواعي إلى تاريخ أمّتنا التي واجهت من التحديات والعراقيل ومحاولات الاستئصال ألوانًا تفوق ما تعيشه الآن، لأنها اليوم هدف لمخطّط يُراد به وأد مشروعها التحرّري والحضاري،أي يُراد لها ألاّ تحيى بشخصيتها وهويتها، ويمكننا بكلّ ثقة مستوحاة من التحليل العلمي أن نؤكّد أنّ أمّتنا لن تموت بل ستحقّق مشروعها رغم ما يُثخن جسمها من جراحات وما يعتري طريقها من عقبات جسام لأنّها تحمل في داخلها عوامل البقاء، ولنكتف في التدليل على ذلك بشهادة التاريخ:

· غزوة الأحزاب: تمثّل غزوة الأحزاب أول محاولة لاستئصال المسلمين والقضاء نهائيا على دولتهم الوليدة في المدينة المنورة، فقد تكوّن حلف يضمّ كل القبائل العربية المناوئة للإسلام تتزعّمه قريش، أعلن نيّته في التخلّص من هذه " الأمة " وحشد جيشاً كبيراً حاصر المدينة مدّة طويلة، وتجاوب معه اليهود المقيمون في أطرافها رغم وجود معاهدة بينهم وبين المسلمين تعتبرهم مواطنين بكل معاني الكلمة، كما تحرك المنافقون من داخل الدولة يشنّون عليها حرباً نفسيةً مؤلمة، لكن هذه " الأمة " تحمّلت الحصار والخيانة وتصدّت للعدوان بكل ما تملك فاندحر الغزاة بتأييد من الله تعالى وخرجت "المدينة الأمة " سالمة إلا من آلام إصابتها، وكانت بعدها أكثرَ قوة وخبرة وعزيمة، وخاب المتحالفون ضدّها رغم عددهم وسلاحهم.

· الردّة: بعد وفاة الرسول _صلى الله عليه وسلّم_ واجهت الأمة محطّة خطيرة ثانية تستهدف كيانها هي ارتداد بعض القبائل العربية (وهو ما يشبه الولايات أو المحافظات في عصرنا) بشكل يهدّد بقاء الأمة ككيان، لكن الصحابة بقيادة أبي بكر _رضي الله عنه_ تصدّوا لهذه الظاهرة بكل حزم رغم خطورة مسعاهم الّذي كان ينذر بنشوب حرب أهلية، لكنهم قبلوا تحدي المواجهة العسكرية كخيار وحيد للحفاظ على وجود الأمة، وانتصروا، مع أن موجة الردّة بين القبائل حديثة العهد بالإسلام كانت مؤشّرا على مغامرة غير مأمونة العواقب على الدولة والأمة.

· الصليبيون والمغول: بعد قرون من ذلك وجدت الأمة نفسها أمام امتحان عسير لا يتمثل في مجرد عدوان عسكري ولكن في محاولة القضاء عليها نهائيا، وكان ثنائي الأداء، إذ هجم الصليبيون أوّلاً من الغرب وبعد ذلك اجتاح المغول بلاد الإسلام من الشرق، وقد أسقطت الجيوش الغربية عدّة ممالك إسلامية واحتلت فلسطين واستولت على القدس وارتكبت ما يسمى الآن بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية غاية في الفظاعة، وبقيت المقدس في أيديهم91 سنة، وسقطت بغداد عاصمة الدولة وقُتل الخليفة، ، ثم هبّت الأمة وتحرّكت وأعدّت العدة وخاضت المعارك الكثيرة وطردت الغزاة واسترجعت المسجد الأقصى وباقي البلاد في الشام وغيرها، أما التتار فقد بلغوا من الهمجية ما لم يكن يتصوّره إنسان إذ تفنّنوا في القتل والتخريب واستهداف رموز العلم والمعرفة وإفناء كل ما به حياة، وكان لهم من القوة أمام الأمة الضعيفة المنهكة ما جعل الناس يرفعون شعار "من قال لك إن التتار انهزموا فلا تصدقه" ، ممَّا يدل على انهيار نفسي كلي، إلى جانب سقوط بغداد عاصمة الدولة الإسلامية وقتل الخليفة - وهو رمز وحدة المسلمين السياسية والدينية والحضارية - وتدمير البلاد تدميراً شبه كامل، لكن الأمة لم تمُت مع ذلك، وكانت أول شوكة تكسّر للتتار على يد الجيش المصري بقيادة سيف الدين قطز في موقعة عين جالوت، ثم توالت هزائم الغزاة البرابرة واسترجعت الأمة عافيتها، وحدث أمرٌ عجيب لم يَرَ التاريخ مثله، هو أن التتار الغالبين دخلوا دين المسلمين المغلوبين وكتبوا بعد ذلك صفحات مجيدة في سجل الأمة.

· الاستعمار الحديث: وابتليت الأمة في العصر الحديث بالاحتلال الأجنبي لأراضيها وذهاب سيادتها وطمس هويتها وشخصيتها حتى أن بلاداً كالجزائر مثلاً غدت جزءًا من " الوطن الأم " أي فرنسا التي تحتلّها لمدّة 132 سنة، ولم تعد العربية لغتها، وقد حاول الاحتلال طرد الإسلام منها، حتى ظنّ الكثير من الناس أن الاحتلال الغربي قضى على الأمة نهائياً، لكن الحياة دبّت فيها بعدما اعتقد أعداؤها أنّها ماتت، وقامت الثورات، وتوالت حروب التحرير، وعمّ الجهاد أرجاءها وسقط الشهداء بالملايين وأخرجت المحتلّ واستعادت استقلالها السياسي واسترجعت هويّتها وانبعثت من جديد.

· أمّة باقية ومنتصرة: بكل هذا أثبتت الأمّة أنها تحمل عوامل البقاء، وإنما تصيبها الآلام وتنزل بها النكبات فتدفع ضريبة العَرق والدم، بل قد تتراجع وتسقط وتخلد إلى القعود وتغيب عن ميادين العطاء الإنساني والشهود الحضاري، وقد تأتي عليها فترات يكثر فيها عدوّها ويقلّ نصيرُها حتى يتراءى للنظر السطحي أنها آيلة إلى البوار والفناء لكنّها تحيى دائماً بعد موات كما يشهد التاريخ، وهذه المعاني يجب علينا استحضارها ونحن نعيش هذا الظرف العصيب الذي استأسد فيه الاستكبار العالمي وعشّش فيه بيننا المنافقون المعاصرون الّذين يعيشون بيننا بل ويتولّون أمورنا ويتكلّمون باسم أمّتنا، فلا يجوز أن يحول حجاب المعاصرة بيننا وبين إبصار أمارات النصر لمتمثلة في صمود الأمة رغم ضعفها واستهدافها عسكريا وسياسيا وثقافيا وإعلاميا واقتصاديا وحضاريا وبقاء روح المقاومة ونشاطها والرفض الجماهيري الواضح للاستسلام لأنظمة الاستبداد والتطبيع مع اليهود والإذعان للمشروع الغربي، فلا شكّ أن تونس ومصر واليمن وليبيا ستتعافى بإذن الله وتسودها الحرية والاستقرار والرخاء، وستنتصر الثورة السورية إن شاء الله، وسيمتدّ ظلّ الربيع العربي ليُطيح بباقي أنظمة الطغيان، وسيكون كلّ هذا سندا لفلسطين، قضيتنا الأولى، وهذا ما يخشاه أعداء المشروع التحرري والإسلامي في الداخل والخارج فلا يتوانون عن عرقلة الثورات المباركة بكلّ وسيلة متاحة.

إن العدوان على مكاسب الربيع العربي يشبه هجوم الأحزاب على المدينة المنورة، وكأننا نستنسخ – من ناحية أخرى – تجاربنا مع المرتدّين والصليبيين والتتار والاستعمار الغربي، والتآمر هنا كالتآمر هناك، والصمود هنا كالصمود هناك، والمعطيات متشابهة على كل الأصعدة، وهذه المقدّمات تنبئ بنفس النتيجة وهي الانتصار وبقاء الأمة حيّة تحقّق غاياتها في ظلّ ثوابتها ورسالتها.



منقول









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مصر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc