اليهود بين البقرة والحمار الحلقة الثانية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اليهود بين البقرة والحمار الحلقة الثانية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-17, 11:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الصمد شريطي
عضو جديد
 
الصورة الرمزية عبد الصمد شريطي
 

 

 
إحصائية العضو










Post اليهود بين البقرة والحمار الحلقة الثانية

اليهود بين البقرة و الحمار(2)





في بداية تناولنا لقصة اليهود مع البقرة نشير إلى السياق الذي ذكرت فيه هذه القصة.
حيث وردت القصة كحلقة أخيرة ضمن وحدة متكاملة من الآية 40 إلى الآية 74 من سورة البقرة.
حيث كانت موضوعات هذه الوحدة كالتالي:
من الآية 40 إلى الآية 48:توجيهات قرآنية لليهود.
من الآية 49 إلى الآية 60 :ذكر النعم العشر التي أنعم الله بها على بني إسرائيل.
من الآية 60 إلى الآية 66 :ذكركيف كانوا يقابلون هذه النعم بالجحود والعصيان مما جلب عليهم عقاب الله لهم جزاء ذلك.

ثم وردت قصة البقرة من الآية 67 إلى الآية 74.
لتكون هذه الوحده المتكاملة من الموضوعات كشفا لسبب نزع ريادة وأمانة هذا الدين من بني إسرائيل ونقدهم للعهد والميثاق ليتحولوا بسبب ذلك من شعب الله المختار إلى قوم مجرمين مغضوب عليهم .
ويظهر ذلك جليا إن علمنا أن الآيات التي سبقت ذكر هذه الوحدة كانت تتناول قصة خلق آدم عليه السلام و ذكر استخلاف الإنسان في الأرض و حمله لأمانة العبادة .و بعد ذكر هذه الوحدة أي من الآية 40 إلى الآية 74 يتحدث القرآن الكريم عن كفر اليهود و تحريفهم للكتاب و عداوتهم لله و فضح خُبثهم و عداوتهم للمؤمنين.
فتكون بذلك هذه الوحدة بمثابة تقرير عن فشل اليهود في حمل الأمانة و تفسيرا لأسباب انحرافهم و كفرهم.
ننتقل الآن إلى تفسير عامّ للآيات في قصة البقرة:
مناسبة وسبب حدوث القصة:
لما ذكر تعالى بعض قبائح اليهود وجرائمهم، من نقض المواثيق، واعتدائهم في السبت، وتمردهم على الله عز وجل في تطبيق شريعته المنزلة، أعقبه بذكر نوعٍ من مساوئهم ألا وهو مخالفتهم للأنبياء وتكذبيهم لهم، وعدم مسارعتهم لامتثال الأوامر التي يوحيها الله إِليهم، ثم كثرة اللجاج والعناد للرسل صلوات الله عليهم، وجفاؤهم في مخاطبة نبيّهم الكريم موسى عليه السلام، إلى أن ما هنالك من قبائح ومساوئ.
سبب هذه الحادثة العظيمة التي سميت أطول سورة باسمها، أن رجلاً من بني إسرائيل كان ثرياً جداً ولم يكن له وارث، فتآمر على ابن أخيه فقتله ليلاً ثم أخذ الجثة وألقاها في مكان قريب من إحدى القرى المجاورة ليتهموا بقتله. وكذلك كان الحال واحتدم الخلاف بينهم وأقارب القتيل، فذهبوا إلى موسى عليه السلام ليدعو ربه فيكشف القاتل، فاستجاب الله دعاءه وأمرهم بذبح البقرة.
تفسير الآيات:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قال لكم نبيكم موسى إِن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة.
جاء الأمر هنا من غير علة وقد أرجئت إلى آخر القصة، والحكمة في ذلك أن الأمر إذا كان صادراً ممّن هو أعلى ينبغي المبادرة إلى تنفيذه من غير البحث عن علة ذلك، فالعبد يمتثل أوامر مولاه ظهرت له الحكمة والعلة أو أخفيت عنه للابتلاء. قال تعالى: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) ألأنبياء: 23ء
(قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) أي فكان جوابكم الوقح لنبيكم أن قلتم: أتهزأ بنا يا موسى (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ} أي ألتجئ إِلى الله أن أكون في زمرة المستهزئين الجاهلين.
(قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ) أي ما هي هذه البقرة وأي شيء صفتها؟ {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ} أي لا كبيرة هرمة، ولا صغيرة لم يلحقها الفحل (عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) أي وسط بين الكبيرة والصغيرة (فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) أي افعلوا ما أمركم به ربكم ولا تتعنتوا ولا تشدّدوا فيشدّد الله عليكم.
(قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا) أي ما هو لونها أبيض أم أسود أم غير ذلك؟ (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) أي إِنها بقرة صفراء شديدة الصفرة، حسن منظرها تسر كل من رآها. ومع هذا اختلفوا بينهم في تحديدها فرجعوا إلى موسى عليه السلام.
و (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ) أعادوا السؤال عن حال البقرة بعد أن عرفوا سنها ولونها ليزدادوا بياناً لوصفها، ثم اعتذروا بأن البقر الموصوف بكونه عواناً وبالصفرة الفاقعة كثيرٌ (إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا) أي التبس الأمر علينا فلم ندر ما البقرة المأمورة بذبحها (وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) أي سنهتدي إِلى معرفتها إِن شاء الله، ولو لم يقولوا ذلك لم يهتدوا إِليها أبداً كما ثبت في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لو لم يستثنوا ويقولوا: إن شاء الله لما تبينت لهم آخر الأبد".
(قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ) أي ليست هذه البقرة مسخرة لحراثة الأرض، ولا لسقاية الزرع (مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا} أي سليمة من العيوب ليس فيها لونٌ آخر يخالف لونها فهي صفراء كلها (قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) أي الآن بينتها لنا بياناً شافياً لا غموض فيه ولا لبس، وكأن ما قاله لهم موسى عليه السلام وحياً من ربه قبل ذلك ليس حقاً. قال تعالى إِخباراً عنهم (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) لغلاء ثمنها أو خوف الفضيحة أو تماطلاً في تطبيق الأوامر الإلهية كما هو شأنهم ولعله الأرجح.
ثم أخبر تعالى عن سبب أمرهم بذبح البقرة، وعما شهدوه من آيات الله الباهرة (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا)أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قتلتم نفساً {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} أي تخاصمتم وتدافعتم بشأنها، وأصبح كل فريق يدفع التهمة عن نفسه وينسبها لغيره (وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) أي مظهر ما تخفونه (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) أي اضربوا القتيل بشيء من البقرة يحيا ويخبركم عن قاتله (كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى) أي كما أحيا هذا القتيل أمام أبصاركم يحيي الموتى من قبورهم (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) أي يريكم دلائل قدرته لتتفكروا وتتدبروا وتعلموا أن الله على كل شيء قدير.
ثم أخبر تعالى عن جفائهم وقسوة قلوبهم فقال {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} أي صلبت قلوبكم يا معشر اليهود فلا يؤثر فيها وعظٌ ولا تذكير {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} أي من بعد رؤية المعجزات الباهرة (فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) أي بعضها كالحجارة وبعضها أشد قسوة من الحجارة كالحديد.
ذكر الله تعالى القلب ونسب القسوة إليه ولم ينسبها إلى النفوس، لأن القلب هو موضع الرقة والرحمة والعطف، فكلما امتلأ القلب ذكراً لله تعالى امتلأ رقة ورحمة وعطفاً، ولكما غفل عن ذكر الله ازداد قسوة وجفاء، وانعكست آثاره في الحالتين على الجوارح فيصلح المجتمع به أو يفسد. ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" ءرواه الشيخانء .
(وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ) أي تتدفق منها الأنهار الغزيرة (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ)أي من الحجارة ما يتصدع إِشفاقاً من عظمة الله فينبع منه الماء.
(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) أي ومنها ما يتفتّت ويتردّى من رؤوس الجبال من خشية الله.
فالحجارة تلين وتخشع وقلوبكم يا معشر اليهود لا تتأثر ولا تلين (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أي أنه تعالى رقيب على أعمالكم لا تخفى عليه خافية، وسيجازيكم عليها يوم القيامة، وفي هذا وعيد وتهديد.



هشام بوفورو
أرجوا منكم التصويت








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الثانية, البقرة, الحلقة, اليهود, والحمار


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc