سئل المتنبي يوما ما سر حرصك على جمع المال؟
فقال:
كنت يوما أتجول في السوق فرأيت أحدا يبيع البطيخ فسألته بكم البطيخة فقال بـ 3 دراهم فراودته على أن آخذها عنه
بدرهمين فرفض و بينما أنا كذلك وقف بجانبي رجل و سأل التاجر: بكم البطيخة؟ فقال له بدرهمين فقال الرجل آخذها بدرهم واحد؟ فقال التاجر خذها حلال عليك. فلما إنصرف الرجل صحت في التاجر هل جننت؟ كنت سأقبل يدك لتبيعها لي بدرهمين و تبيعها لهذا الرجل بدرهم واحد؟ فقال ويحك ألا تعلم من هذا الرجل؟ إنه فلان، فقلت له و من يكون؟ قال إنه يملك 20 ألف دينار و والله لو أراد أن يأخذها دون مقابل لأعطيته إياها.
من يومها علمت أن دراهم الغني ليست أكثر من دراهم الفقير فحسب بل هي أغلى منها و أن العيش يكلف الفقير أكثر من الغني.
هذا هو حال الناس في عصر المتنبي و هو عصر أقرب الى أخلاق الصحابة و التابعين الأولين و رغم ذلك فنظرتهم للفقير لا تختلف كثيرا عن واقعنا الحالي. فوالله لو كانت أجرة المعلم تضمن له العيش الكريم لما تجرأ عليه أحد و لما أزدري هذا الازدراء الذي نسمعه من من هب و دب.
و من هذا المنطلق أي فلسفة المتنبي في الحياة كانت مطالبنا: أجرة تحفظ العيش الكريم للمربي و أسرته