............ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

............

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-23, 15:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
abedo79
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1 ............

ارييييد مقالة حول الحقيقة المطلقة و النسبية من فضلكم









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 16:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
mimita123
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية mimita123
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقياس الحقيقة هل هو الوضوح و البداهة أم النفع و النجاح؟
جدلية
المقدمة :
تعتبر المعرفة خاصية انسانية لأن الانسان هو الكائن الوحيد الدي يملك استعدادت فطرية تؤهله لاكتشافها و تحصيلها ، ولعل اقصى ما يطمح اليه الانسان هو اعتناق الحقيقة التي تكشف له عن ماهية الاشياء و الموجودات المحيطة به ، باختلاف طبيعتها الفكرية و المادة الحسوسة
و نظرا لما تحمله الحقيقة من قيمة و وزن توشك ان تكون ابرز مشكلة فلسفية استقطبت اهتمام الفلاسفة مند القرن السابع عشر الى يومنا هدا ، وهدا الاهتمام دفع بهم الى وضع تعاريف عدة لها حسب التصورات الفلسفية و البيئات الثقافية
فالحقيقة كمصطلح يطلق على الماهية و الدات ، فحقيقة الشيء ماهيته ، كما انها تعني مطابقة التصور للوقائع ، او مطابقة النتائج مع المقدمات ، وهدا يعني ان الحقيقة اصاف مختلفة و لهدا تباينت اراء الفلاسفة حول المعايير التي يمكن ان تقاس بها الحقيقة ، فهناك من يرى ان المعيار الامثل للحقيقة هو الوضوح العقلي لانه مقياسا دقيقا وواضحا ، في حين يعتقد البعض الاخر ان معيار الحقيقة هو النفع او النجاح .
ولدلك يحسن ان نطرح القضية على الشكل التالي : هل الحقيقة تقاس باعتبار الوضوح أم باعتبار النفع ؟
الموقف الاول:
يرى فلاسفة العقليون من امثال افلاطون و سبينوزا ان مقياس الحقيقة هو الوضوح و البداهة .لأن العقل يعتمد على مبادئ أولية فطرية تمكنه من استنتاج و هده المبادئ تتمثل في مبدأ الهوية و عدم التناقض و الثابت المرفوع ، خاصة ادا كانت المعرفة تحمل تناقضات لا يقبلها العقل لأنها لا تكون في هده الحالة واضحة
و هنا نجد افلاطون قديما يميز بين عالمين ، عالم المحسوسات و عالم المثل ، فالاول يمثل العالم المادي المحسوس المتغير ، و موجوداته هي بمثابة ظلال و اشباح لعالم المثل ، وهدا الاخير يمتاز بكونه عالم معقول و ثابت كامل ، وفيه توجد النمادج العليا لكل موجوداته ، كما انه خاص بالموهوبين و لا تدركه الابصار و فيه يعاين الفيلسوف سلسلة من المثل كالخير و الجمال المطلقين و الدائرة الكاملة ، لهدا كانت الحقيقة المطلقة مجسدة في الفكر الدي ينتقل بنا من الادنى الى الاعلى او من المحسوس الى المجرد ، وقد جاء افلاطون بنظرية المثل لأن المحسوسات تختلف من صفاتها و لدلك فليس هناك صفة داتية مشتركة ، فالهندسة مثلا ليست هي عالم مسح الاراضي و لكن هي النظر في الاشكال داتها ، وكدلك عالم الحساب ليس هو علم الجزئيات كما يفعل التاجر بل هو عالم الاعداد هادفا الى الوصول الى درجة العقلانية التامة و عليه اصبحت المثل عند افلاطون تحدد المعيار الدي يجب ان يسير عليه الفرد ، هي عامة و مشتركة لدى الجميع ، معقولة لا حسية ، تطبق في كل زمان و مكان لأنها لا تتأثر بالظروف و التجربة ، وهدا دليل على ان الحقيقة لا توجد في الواقع المحسوس و انما في العقل .
هدا بالنسبة للنظرة الكلاسيكية لمشكلة الحقيقة
اما اذا نظرنا الى صفة المطلقية للحقيقة في الفلسفة الحدثية فاننا نجد "ديكارت" لا يعترف بالمعرفة الحسية وجعل من الشك الطريق الاساسي لبلوغ الحقيقة و وسيلة في ذلك هي العقل نفسه فالحقيقة عنده هي مالا ينتهي اليه الشك وعلى هذا الاساس لا يكون الحقيقي الا ما هو واضح و بديهي ومتميز او بتعبير اخر ان معايير الحقيقة تتخلص في البداهة و الوضوح ومن هذا المنطلق نستطيع ان نفهم الكوجيتو الديكارتي انا افكر اذن انا موجود فخاصة التفكير هي حقيقة الوجود البشري حسب ديكارت فاذا توقف الانسان عن التفكير توقف عن الوجود ولهذا نجده يؤكد على ان الحكم الصادق يحمل في طياته معيار صدقة وهو الوضوح الذي يرتفع فوق كل شيئ ويتجلى هذا في البديهيات الرياضية التي تبدو ضرورية و واضحة بذاتها كقولنا اكبر اكبر من الجزء وهو القائل:<< ان الاشياء التي نتصورها تصورا بالغ الوضوح و التمييز هي صحيحة كلها >>.
اما بالنسبة "لسيتوزا" فهو يرى انه ليس هناك معيار الحسية خارج عن الحقيقة" فهل يمكن ان يكون هناك شيئا كثر وضوحا و يقينا من الفكرة الصادقة يصلح ان يكون معيارا للحقيقة " فكما ان النور يكشف عن نفسه و عن الظلمات كذلك الصدق هو معيار نفسه ومعيار الكذب .إدن فالحقيقة تقاس بمدى وضوحها في العقل .
النقد :
غير ان ارجاع الحقيقة كلها الى الوضوح يجعلنا نسلم معيار داتي للحقيقة ، فقد نحس بأننا على صواب في احكامنا على اساس البداهة و الوضوح ، ولكن قد يحدث ان يقف احدنا بعد دلك على خطئه ، وقد يحدث لأحدنا ان يرى بديهيا ما يتوافق مع ترتيبه و ميول اتجاهاته الفكرية ، و قد يحدث ان يرى بديهيا أو واضحا مالا يتفق و ارائه ، ان الوضوح في هده الحادثة ليس هو محك الصواب ، أضف الى دلك ان الفكر الرياضي يعتبر قمة الوضوح العقلي .
تمرد على مبدأ الهوية و اثبت في منطق اللوجستيك ان لا توجد حقائق ثابتة وواضحة للعقل ، فهو يطلب البرهنة على كل القضايا حتى تلك التي تبدوا بديهية مثل : الكل اكبر من الجزء ، لم تعد بديهية بل قضية غامضة يطلب العقل اقامة البرهان عليها ، وثم اثبات ان الكل يساوي او اقل من الجزء ، لدا الغى فكرة الوضوح العقلي .
الموقف 2 :
و هده الانتقادات تساهم في ظهور رأ ي مخالف ينظر الى معايير الحقيقة نظرة واقعية ، أي ان الحكم يكون صادقا متى دلت التجربة على انه مفيد نظريا و عمليا و بدلك تعتبر المنفعة هي المحك الوحيد لتمييز صدق الاحكام من بطلانها .
و يمثل هده الاطروحة اقطاب الفلسفة البراغماتية التي تزعمها بيرس . وليام جيمس و فرديناند شلر و الكل يقف على ان كل مسلمة او فكرة دريعة لتحقيق غايات عملية تعود بالنفع على لانسان و لايهم ان كانت حسية ام عقلية .نسبية ام عملية المهم ما ينتج عنها من منافع و دلك تماما مقياس الحقيقة عند البراغماتية ، ولفظ البراغماتية يوناني الاصل يعني العمل
كتب بيرس احد اقطاب البراغماتية يقول : << ان الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج أي ان الفكرة خطة للعمل او مشروع له و ليست حقيقة في داتها >> و جاء جيمس و اضاف ان النتائج و الاثار التي تنتهي اليها الفكرة هي الدليل على صدقها او هي مقياس صوابها ، إدا اردنا ان نحصل على فكرة واضحة لموضوع ما ، كما يقول ، فما علينا إلا ان ننظر الى الاثار العملية التي نعتقد انه قادر على ان يؤدي اليها و النتائج التي ننتظرها منه و رد الفعل الدي قد ينجم عنه .
و الذي يجب أن تتخذ الحيطة بإزائه ، وإذا كانت الصورة العقلية التي لدينا عن هذا الموضوع ليست حقا صورة جوفاء فإنها ستنحل في نهاية الأمر ، إلى مجموعة هذه الآثار العقلية التي تتوقعها منه سواء منها الآثار القريبة المباشرة أو البعيدة ، ومعنى هذا أن الحق لا يوجد أبدا منفصلا عن الفعل أو السلوك ، فنحن لا نفكر في الخلاء ، وانما نفكر لنعيش و ليس ثمة حقائق مطلقة ، بل هناك مجموعة من الحقائق التي ترتبط بمنافع كل فرد من في حياته ، يقول جيمس : " ان كل ما يؤدي الى النجاح فهو حقيقي ، وان كل ما يعطينا اكبر قسط من الراحة وما هو صالح لافكارنا ومفيد لنا باي حال من الاحوال فهو حقيقي " ويقول ايضا " الحق ليس الا التفكير الملائم لغايته كما الصواب ليس الا الفعل الملائم في مجال السلوك " ان دلالة الفكرة هي فيما ينتج عنخا من اثر في السلوك " وما هذا الكلام الا صورة للفلسفة التي يدافع عنها "جيمس" يرى فيها ان الوقائع المحسوسة و العلاقات بينها ليست صادقة ولا كاذبة وانما هي ظواهر موجودة فحسب ، انها خرساء و نحن الذين نحكم عليها ، صحيح فيما يقول اننا نخضع للواقع لانه المصدر الوحيد للمعرفة ، ولكن هذا الواقع خاضع لنا أي انه لين مرن قابل للتشكبل و التعدبل بحيث يوضع على الصورة التي تلائم أغراضنا في الحياة
وفي هذا الشأن يقول شلر: " اتقبل أي مسلمة دينية أو علمية متى امكن الافادة منها في الحياة الدنيا، ومتى قصدت تخليص وتحرره من العرف و التقليد".
أما الحياة عند جون ديوي هي التوافق بين الفرد و بيئته فلا يخضع لجماعته الا بالقدر الدي يحقق له منفعة و يتحرر من سيطرتها متى وجد ، ان هدا التحرر يحقق له منفعة ، المقياس الصحيح للحقيقة هو الدي يحدد الافاق المستقبلية .
النقد 2:
غير ان رد مقيلس الحقيقة الى النجاح ليس اكثر تحديدا من القول بمعيار الوضوح ، لقد كان للتصور النفعي لمعيار الحقيقة خطوة في تاريخ الفلسفة المعاصرة ، مما جعل المؤرخون و النقاد يتناولونها تضايقا و هجوما ، واغلب الهجومات تدور حول بوجه عام حول ثلاث نقاط :
ان الخطأ قد ينجم عنه اثار نافعة ، غير اننا مع دلك نعتبر الخطأ خطأ رغم نجاحه في المجال العلمي ،وعلى هدا الاساس فإن القول بمعيار النفع لا يسمح بالتمييز بين الصواب و الخطأ مادام الخطأ موصلا الى نتائج صالحة .
ان القول بمعيار النجاح قول سلبي عن الحقيقة و ليس قولا ايجابيا و دلك لأن المدهب البراغماتي يريد انطلاقا من المقدمة القائلة : ان كل القضايا الصحيحة او الحقيقية لها اثار عملية ، وان كل القضايا التي لها اثار عملية قضايا حقيقية و صحيحة . غير ان هدا غير صحيح فالقضية التي ليست لها اثار عملية لا يمكن ان تكون صحيحة أي اها خاطئة ، وفي هده الحالة نحن لا نقبل القضايا التي ليست لها نتائج عملية و نستبعدها من دائرة القضايا الصحيحة ، و الاستبعاد طريقة غير ايجابية في الكشف عن الحقيقة ، لأنها توقفنا على الخطأ و لا ترشدنا ال الحقيقة .
فكل ما هو عرضة للتغير لا يصلح ان يكون معيارا للحقيقة.
كما ان المنفعة معيار داتي و غير موضوعي ، فهو نسبي و غير مطلق لأن ما يحقق لشخص من منفعة قد يحقق لغيره ضرر و بالتالي فالحقيقة لا تقاس بما تحققه من منافع ، فإدا كانت الاكدوبة الناجحة صحيحة صار من العسير الحفاظ على مبدأ الحقيقة .
التركيب :
و من خلال ما سبق يمكن القول : لا يمكن حصر معيار الحقيقة في ميدان المحدود الدي يرتضه انصار الوضوح و النجاح ، فلا يجب ات يترك الوضوح امرا مرهونا بقدرة العقل البشري على اكتشاف الحقيقة من تلقاء نفسه لأن العقول ليست كلها قادرة على التفكير الواضح ، بعيدا عن الاثار العملية التي تترتب عن هده الفكرة ، ولهدا امكن التاكيد على وجود تكامل بين المعيارين معا ، فالفكرة الواضحة لا يؤخد بها الا ادا انتظر منها الانسان نتائج نفعية ناجحة ، فالتلميد قد يحكم على الاستاد حسب قدراته و اداءه الوظيفي ، وما يتحصل عليه من اثار ايجابية في شهادة الباكالوريا
الرأي الشخصي :
و الراي الصحيح هو الدي يرى ان المنفعة هي المقياس الوحيد للحقيقة لأن الانسان المعاصر اصبح لا يهتم بالافكار النظرية المجردة البعيدة عن الواقع ، بل يهتم بالافكار العملية التي تحقق له المنافع و تجعله ناجحا في حياته و هدا ما عبر عنه ديوي : << فلا مجال للقول بان المعرفة تتحدد في حدود الاعتبارات النظرية التأملية أو الفكرية المجردة >>
الاستنتاج :
و عليه فإننا نصل الى ان الحقيقة تقاس بمدى وضوحها و بما تحققه من منافع ، فالعقل و المنفعة كلا منهما مشروطا بالآخر ، لأن المعيار العقلي ضروري لكنه غير كاف ، فهو بحاجة الى معيار علمي واقعي و هو المنفعة و النجاح ، وبالتالي فالافكار الواضحة للانسان تحتاج الى التطبيق حتى لا تبقى مجرد نظريات لا وجود لها في الواقع الدي يؤكد ان قيمة الرياضيات لم تتحقق الا بعد ان وظفت في الابحاث العلمية ، و العلوم لم تكن لها قيمة الا بعد ان تحولت الى تكنولوجيا و لاخلاق لا قيمة لها الا ادا تجسدت في سلوك صاحبها لهدا فالعلاقة بين العقل و الواقع كبيرة جدا










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 16:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
L4p!nE
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقالة الحقيقة


هل الحقيقة هي مطابقة الحكم للواقع؟
طرح المشكلة: كانت نظرية أرسطو القائلة أنّ الأرض هي مركز الكون تعتبر حقيقيّة، وقد استنبط أرسطو نظريته من القياس المنطقي، لكن منذ القرن السادس عشر قال كوبرنيك وغاليلي بخلاف هذا، أي أنّ الأرض ليست سوى كوكب يدور حول الشمس، وأنّ نظريّة أرسطو ليست حقيقيّة لأنّها تخالف ما تثبته الملاحظات والقياسات الواقعة. ويوحي هذا أنّ الحقيقة يُحتكم فيها إلى الواقع، وهذا يدفعنا إلى التساؤل، هل فعلاً تكون المعرفة حقيقيّة عندما تقول ما يقرّه الواقع؟
محاولة حلّ المشكلة:
الأطروحة: يذهب التجريبيون إلى ردّ جميع معارفنا إلى الواقع، ومن ثمّ فهم يعتبرون الاحتكام إلى هذا الواقع هو المعيار الدقيق للحقيقة. وعلى هذا النحو لا تكون الحقيقة ثابتة ولا مطلقة، وعلماء الطبيعة المعاصرون قالوا بمبدأ المطابقة مع الواقع أيضا، بل إنّ فكرة التجريب لديهم تقوم على التسليم الضمني أو التصريح بمعيار المطابقة للواقع كأساس للحقيقة العلميّة.
الحجة: لأنّ جميع أفكارنا، تتطوّر وتتّسع مع ما نكتسبه من خبرة، في حياتنا اليوميّة. لقد أثبت العصر الحديث أن الحياة الواقعيّة أوسع وأشدّ ثقة وأكثر عمقاً من القياسات العقليّة، ومن أيّ منطق ساكن قائم على أساس من "الحقائق الثابتة". إنّها متدفّقة ومتغيّرة، وتفاجئ جميع القوانين بما لا تتوقّعه، وتخبرنا" أنّ عدد الأشياء التي رفض العقل أوّل الأمر الاعتراف بها، ثمّ قبلها في النّهاية، لعدد كبير جداً". ويرى الفيزيائي الفرنسي لويس دو بروي (1892، 1987) " أنّ القول بمطلقيّة القوانين وثباتها قول لا ينطبق مع الواقع المتغيّر". وأخذ أهل الوضعيّة المنطقيّة على أنفسهم ألّا يعترفوا بغير الواقع المحسوس الذي يمكن إخضاعه لمناهج الملاحظة والتجربة، واهتمّوا بالفكر باعتباره لغة يتحتّم عليها أن تنطبق مع الواقع الحسّي وواقع الأحكام المنطقيّة.
مناقشة: لكن هل واقعية الأشياء التي نتحدّث عنها كافية لضمان الحقيقة؟ فعندما نتحدّث عن الذهب الحقيقي والذهب المغشوش (نحاس مطلي بالذهب) -كما بيّن ذلك الألماني هيدغر (1889، 1976)-، فإنّنا نتحدّث عن أمرين واقعيين، أحدهما نعتبره حقيقياً والآخر ليس حقيقياً. فالذهب المغشوش ظاهره كما يبدو في الواقع غير موافق لحقيقته؛ (أي لما نعتقد أنّه هو) مع أنّ الحكم بأنّه ذهب مطابق لما يبدو عليه في الواقع.
نقيض الأطروحة: يذهب العقلانيّون إلى ردّ جميع معارفنا إلى العقل، ومن ثمّ فهم لا يعتبرون الاحتكام إلى الواقع معيارا للحقيقة. والعقل يحتضن الحقائق المحدوسة التي توفّر المنطلق الصلب والأوّل للمعرفة. ومن مميّزات هذه الحقائق التي يحكم بها العقل، أنّها كليّة صادقة صدقا ضرورياً، وسابقة لكل تجربة، لا يتطرّق إليها الشك. ومنها يستنبط العقل النتائج التي تَلزم عنها، وبهذا تتشكّل المعرفة اليقينيّة التي تصدق في كلّ زمان ومكان.
الحجة: إنّ الواقع لا يستطيع أن يعلمنا عن الحقيقة شيئاً لأنّه في تغيّر دائم، ولهذا فإنّ العقل لا يطلب الحقيقة في عالم الأشياء (أي الواقع)، وإنّما يطلبها في عالم الأفكار (وعالم المثل)، لأن هذا عالم - كما يرى أفلاطون (428 ق م، 347 ق م) - وراء الأشياء وفي هذا العالم، يعاين الفيلسوف سلسلة من المثل، الخير المطلق والجمال المطلق والدّائرة الكاملة... إنّه لعلم دائم وخالد، هو عالم الحقيقة، وما عالم الأشياء سوى أشباح وظلال. وأعلى حقيقة مطلقة في السلم مثال (فكرة) الخير. ويليه الجمال والأشكال الهندسيّة من دائرة ومثلّث ...الخ. والفضيلة الأخلاقيّة تستوجب التّخلّص من عالم الفناء بحثاً عن الحقيقة المطلقة في العالم الفوقي.
وأصحاب المذهب العقلي في الجملة لا يطلبون حقيقة الأفكار خارج الفكر ذاته، لأنّ الحكم الصادق؛ يحمل في طياته معيار صدقه، وهو الوضوح. وفي هذا المعنى، يرى الهولندي سبينوزا (1632، 1677) أنّه ليس هناك معيار للحقيقة خارج عن الحقيقة. "... فكما أنّ النور يكشف عن نفسه وعن الظلمات، كذلك الصدق هو معيار نفسه ومعيار الكذب".
ويتجلى هذا في البديهيات التي تبدو ضروريّة واضحة بذاتها، كقولك: الكّل أكبر من أحد اجزائه، أو إنّ الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين. والواضح بذاته هو ما لا يمكن البرهان عليه وليس في حاجة إلى برهان، إنّما يدرك بالحدس، ويكون خالياً من التناقض ومتميّزاً.
مناقشة: إنّ إرجاع الحقيقة كلّها إلى الوضوح، يجعلنا نلجأ إلى معيار ذاتي للحقيقة. قد نحس بأنّنا على صواب في أحكامنا على أساس البداهة والوضوح، ولكن قد يحدث أن يقف أحدنا بعد ذلك على خطئه. وقد يحدث لأحدنا أن يرى بديهياً ما يتوافق مع تربيته وميوله واتجاهاته الفكرية.
التركيب: إنّ العلاقة بين الحقيقة والواقع شديدة التداخل والتعقيد، وذلك لأنّنا نستخدم مصطلحي الحقيقة والواقع بدلالات مختلفة، يصعب حصرها في مجال واحد. فنعني بالحقيقة حيناً ماهية الشّيء وجوهره، ونعني بها حيناً آخر مطابقة الحكم لموضوعه، ونعني بها ايضاً، خلو الحكم من التناقض... أمّا الواقع فقد يستخدم للإشارة إلى أشياء العالم الخارجي كما تدركها حواسنا، مثل: "الماء عندنا هو سائل شفاف أو يأخذ لون وطعم المكان الذي يوجد فيه"، أمّا "واقع الماء عند علماء الطبيعة، هو جزيء مؤلّف من أوكسجين وهيدروجين".
ومن هذا المنطلق فإنّ حصر معيار الحقيقة في المطابقة مع الواقع، أو في الوضوح، هو مخالف للحقيقة ذاتها. لا ننكر أن تكون هناك بعض الحقائق التي تتحدّد على أساس مطابقة الحكم للواقع، لّكن حقائق أخرى تحسب على أساس المنافع التي نجنيها من هذا الواقع أو ذاك، وبعضها الآخر يتحدّد على أساس الوضوح أو الذوق أو الايمان، وذلك لأنّ الحقيقة لم تعد يُنظر إليها على أنّها مطلقة، بل حتّى المطلقة منها؛ هي مطلقة بالنسبة لمجال محدّد أو لمذهب محدّد. فالحديث عن الحقيقة الدّينيّة أو الحقيقة الفلسفيّة المطلقة، تكون مطلقة بالنسبة لمعتنقي هذا الدّين أو ذاك، ولمنتحلي هذا المذهب الفلسفي أو ذاك، أمّا خارجهما، فهذه الحقيقة ذاتها تصبح نسبيّة، أي صالحة ومطلقة بالنسبة لهؤلاء دون غيرهم من معتنقي ديانات أو مذاهب فلسفيّة أخرى.
ألا ترى أنّه بالنسبة للمسلم، فالايمان بالله يستوجب تنزيهه عن الوالد والولد، والمسلم يعتقد بهذا على أنّه حقيقة مطلقة، أمّا المسيحي فالحقيقة المطلقة عنده أنّ المسيح هو إبن الله، وقد ضحى بنفسه من أجل الانسان.
حل المشكلة: وعليه فإذا كانت الحقيقة كما نفهمها في العصر الحديث هي نسبيّة، وأنّ المطلق منها هو نسبي بوجه من الوجوه، فإنّنا نستطيع القول أنّنا أصبحنا نتحدّث عن حقائق، لا عن حقيقة واحدة، بعضها يقوم على المطابقة، وبعضها على الوضوح، وغيرهما على الذوق ... وهكذا. ومن هذا التحليل، يتضح أنّ مسألة معيار الحقيقة لا يمكن إدراكه إلّا ضمن مشكلة الحقيقة ككلّ (طبيعة المعرفة، الحقيقة المطلقة والنسبيّة، مشكلة المعيار). إذن الحقيقة لا يمكن اختزالها إلى مجرّد مطابقة الحكم للواقع، لأن هذه المطابقة ليست سوى بعض صور هذه الحقيقة.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 20:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
abedo79
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

merciiiiiiiiiiiiiiiiii










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 20:42   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
DAOUDE 123
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

نريد مطلفة ونسبية










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
plzz


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc