الرد علي شبهات النصاري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد علي شبهات النصاري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-04-24, 19:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة الرد علي شبهات النصاري

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




من المعلوم لكل متابع أن النصارى يستدلون على باطلهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ويدعمون ذلك بكلام ينقلونه من كتب أهل التفسير وعلماء الإسلام .

وليس في الشبهات التي يتكلمون بها حول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو حول الإسلام فقط بل صُلْبْ عقيدة النصرانية يستدلون عليه من كتاب الله.

فهم يقولون أن القرآن يقر بصَلْبِ المسيح ، وهم يقولون أن القرآن يقر بعقيدة الفداء ، وأن القرآن صريح في أن الله هو المسيح بن مريم .

ولا تعجب . هذا الكلام فيه متخصصون , وله كليات تدرسه ، و ( علماء ) قد فقهوه ـ بزعمهم ـ وراحوا ينشرونه بين الناس

كيف تتكون شبهات النصارى ؟

وأريد تحت هذا العنوان أن أقدم طرحا علميا يستوعبه عامة القراء ممن يستهدفهم عباد الصليب . وكذا طرحا يحترم عقول الأكاديميين ومن لهم اطلاع على شبهات النصارى .والله المستعان ، ومن أراد مزيد بيان فليراسلني بما يشاء وجزاه الله خيرا .


تتكون شبهات النصارى بثلاث طرق رئيسية
هذا ما انتهيت إليه من استقراء شبهات القوم .


الأولى : بتر النصوص من سياقها العام ثم استخدام مقدمات عقلية أو عرفيه لتفسيرها

والحقيقة أن هذا مذهب عام عند كل أهل الباطل . وليس النصارى وحدهم .

الثانية : اعتماد الضعيف والشاذ من الحديث وأقوال العلماء ، وتصديره للناس على أنه حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوال علماء المسلمين .

والثالثة : الكذب الصريح. .

فمثلا في ادعائهم أن القرآن ينطق بأن المسيح هو عين الله ـ تعالى ربنا وتقدس عما يقول الظالمون علوا كبيرا ـ
يستدلون على ذلك بقول الله تعالى : ( ... وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) (النساء : من الآية171 ) . يبترون النص هكذا .

يقولون كلمة الله وروح الله ، تعني أنه هو عين الله أو ابنه المتجسد على حسب مذهبهم .
.أرأيتم ؟!


بتروا النص ثم فسروه بما يحلوا لهم .

ونحن نقول الرد على أي شبه للنصارى ولغير والنصارى ـ يأخذ مسلكين الأول : نقض الشبه ذاتها ، والثاني : معارضة الشبهة بقول آخر من ذات المصدر الذي يستدل به . وهذا بحث اكتمل في ذهني وجاري تدوينه وجمع أمثلة أكثر له . وقد بدأت في ردي هذا بمعارضة الشبة ثم ثنيت بنقض الشبهة .

إن القرآن صريح في أن المسيح عبد الله ورسوله ، فبالنفي والاستثناء ـ وهي أقوى أساليب الحصر والقصر ـ جاء التعبير عن عبودية المسيح لله عز وجل في أكثر من آية في كتاب الله تعالى ، قال الله : ( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 )

وقال الله تعالى : (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة : 75 )

وعلى لسان المسيح جاء في القرآن : (إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (آل عمران : 51 ) (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (مريم : 36 ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (الزخرف : 64 )

بل في نفس الآية التي يستدلون بجزء منها يقول الله تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) (النساء : 171 )

والآية التي بعدها صريحة في هذا المعنى أيضا ، قال الله تعالى : (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً) (النساء : 172 ) .

ـ وإضافة الصفة إلى الله على نوعين ، إن كانت هذه الصفة ذات منفصلة لها استقلالية فيكون ( إضافتها إلى الله تتضمن كونها مخلوقه مملوكة لكن أُضيفت لنوع من الاختصاص المقتضي للإضافة . لا لكونها صفة )

مجموع الفتاوى 17/149 ط . دار الملك فهد للطباعة والنشر .

أي من باب التشريف والرّفعه مثل بيت الله الحرام ، وسيف الله خالد بن الوليد ، وأسد الله الحمزة بن عبد المطلب و ( ناقة الله ) ف ( روح الله ) و ( كلمة الله ) . لا تعني أبدا أنه جزء من الله .

ـ و( الروح ) أو ( روح القدس ) في القرآن الكريم تستعمل للدلالة على شخص جبريل ـ عليه السلام ـ . قال تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ : 38 ) وقال تعالى : (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) (غافر : 15 ) وقال تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء : 193 )

وقال تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل : 102 ) .

فالروح عندنا ملك ـ جبريل عليه السلام ـ وليس هو عين الله كما تزعمون أنتم .

ويتعلقون بقول الله تعالى : (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء : 91 )

فمِنْ عند أنفسهم فسَّروا الروح بأنه جزء من الله ثم قالوا جزء من الله حلَّ بمريم ـ عليها السلام ـ فخرج منها المسيح ـ عليه السلام ـ .

والأمر على عكس ذلك : فـ ( روح الله ) أو ( الروح ) هو جبريل عليه السلام ، والفَرْجُ في الآية هو القميص

هذا قول القرطبي ورجح أنه المراد في هذه الآية ، وأحصنت فرجها أي منعت جبريل ـ عليه السلام ـ حين تمثل لها بشرا سويا من أن يقرب من كمِّ درعها ـ عليها السلام ـ ، وقيل أن المراد بالفرج هو حقيقة الفرج الذي بين الفخذين ، وأيا كان المعنى فلا دليل فيه على ما يذهب إليه النصارى .

نفخ جبريل ـ عليه السلام ـ في كمِّ درعها فأنجبت عبد الله عيسى بن مريم عليه السلام

راجع ـ إن شئت تفسير القرطبي للآية 91 من سورة الأنبياء .


ـ ومن أمثلة البتر للنصوص .

قولهم : أن الإسلام دين عنصرية وظلم لا يعرف العدل مع الآخر ويستدلون على ذلك بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه أنس بن مالك ـ رضي الله عنه : ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ) ويسكتون عند هذا .

ولو أكملوا الحديث لبهتوا وما نطقوا : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ )

الحديث في صحيح البخاري كتاب المظالم والغصب حديث رقم 2444 ، وعند أحمد 11511، 12606 ، والترمذي كتاب الفتن 21811 ، ، واللفظ من البخاري


أرأيت كيف تتكون شبهتهم ؟

والسؤال : من افتعل هذه الشبة ألم يقرأ الحديث كاملا ؟

لا بد أنه قرأه كاملا ، ولكن هي نفسية أتت فقط لترجع بكذبه تُضل بها قومها .فما وجدت إلا بتر النص .

والطريقة الثانية التي يفتعلون بها الشبهات : اعتماد الضعيف والشاذ من الحديث وأقوال العلماء ، وتصديره للناس على أنه حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوال علماء المسلمين .

ومن طرقهم افتعال الكذب الصريح نقل الضعيف والموضوع من كتب الحديث والتاريخ وكتب التفاسير .

فمن المعلوم أن كتب التاريخ ـ وخاصة بن كثير ـ تأتي بالروايات الضعيفة وتضعفها ، وكذا تفعل كتب التفسير وكتب شرح الأحاديث .

وهم يأخذون هذه الروايات المحكوم عليها بأنها ( منكرة ) أو ( غريبة جدا ) أو ( لا تصح ) إلخ ويقولون أن هذا موجود في كتب المسلمين الصحيحة ، يقولون : نحن ننقل من كتبكم الصحيحة مثل بن كثير والطبري والقرطبي ... الخ .

وكل ما يقولونه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو يكاد تحت هذا البند ، وهذا الأمر بيّن جدا فيما يأخذونه على زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عائشة ، وصفية وزينب بنت جحش وجويرية أمهات المؤمنين رضى الله عنهن .

ولست معنيا هنا بالرد على شبهاتهم ـ وهو أمر يسير جدا ـ وإنما ببيان كيف تتكون الشبهات .

لذا نحن ننصح كل من يسمع شبه من شبهات النصارى أن يفتش عن أمرين :

الأول : المصدر الذي تكونت منه الشبه .وحين يقال له أن هذا من بن كثير أو القرطبي أو الطبري إلخ ، فلا بد أن يسأل سؤالا آخر ، وهو هل أقرَّ القرطبي ما تقول ، أم ضعَّفه ورده ، فمجرد ورود القصة أو ( الحديث ) في كتب التفسير لا يعني أبدا أنها صحيح .

الثاني : الطريقة التي تكونت بها الشبهة ، فهم يبترون ويفسرون من أم رأسهم ، كما يحلو لهم .

للامانه كتبه محمد جلال القصاص


اخوة الاسلام

هذا الموضوع لكم وبكم يكتمل فمن يري شبهات يتقدم بها و باذن الله

ستجاء الاجابه الوافيه لهذا امر من قول علماء المسلمين و لكل من

لديه معلومه صحيحه تتوافق مع قول العلماء في الشريعه الاسلاميه

و كل ما يتوفر عندي سوفه اقدمه

والله المستعان من قبل ومن بعد








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-04-24, 19:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

هل يجب الكفر بكل دين سوى الإسلام
وبكل شريعة سوى شريعته؟


السؤال

ما معنى جملة الكفر بكل دين سوى الإسلام هل تعني أن يكفر المرء بكل دين محرف ، مثل : النصرانية ، أم يكفر بالأديان الوضوعية فقط ؟ فالذي فهمته أن الأديان مثل النصرانية محرفة ومنسوخة

فلابد للمسلم أن يكفر بها ، فهل يكفر بها ؛ لأنها محرفة ومنسوخة ، أم يكفر بها لأنها محرفة فقط ؟

ومالواجب نحو الشرائع الأخرى كيف يكون الإيمان بها ؟

والأديان الحقة التي نزلت على الأنبياء مالواجب نحوها ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا:

أوجب الله على عباده المؤمنين أن يؤمنوا بأنبياء الله ورسله جميعا ، فمن عرفهم بأمره ، وجب عليهم الإيمان به تفصيلا ، فيما فصل لهم ، وإجمالا ، فيمن أجمل ذكره .

قال الله تعالى : (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة/135-136

وقال تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة/285

وفي حديث جبريل المشهور ، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِيمَانُ؟

قَالَ: ( الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَلِقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِر ) ..

رواه البخاري (4777) ومسلم (9) من حديث أبي هريرة .

وحذر عباده من الكفر ببعض أنبيائه ورسله ، بين لهم أن هذا هو الكفر حقا ، وما كفر كثير من أهل الكتاب إلا بمثل ذلك .

قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء/150-152

ثانيا :

الواجب على العبد أن يعلم أن دين الله واحد وهو الإسلام، كما قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) آل عمران/19 ، وقال : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85

ولم يأت نبي بغير دين الإسلام، الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

قال الله عن نوح عليه السلام : ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) يونس/72.

وقال عن إبراهيم : ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) آل عمران/67.

وقال : ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) الحج/78

وقال عن موسى ( يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ) يونس/84.

وقال عن يوسف : ( تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) يوسف/101.

فالإسلام هو عبادة الله وحده لا شريك له ، والإيمان بما جاء من عنده ، وهذا قدر مشترك متفق عليه بين جميع الأنبياء ، ثم يقع التمييز بينهم في تفاصيل الشرائع ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) رواه البخاري ( 3443).

والإخوة لعلات : هم الإخوة لأب .

والمراد : أن أصل دينهم واحد ، وإن اختلفت فروع شرائعهم .

ثالثا:

يجب الإيمان بأن الله تعالى أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، وشرع الشرائع لأنبيائه ورسله، وأن شرائعهم حق من عند الله ، يجب العمل بها في وقتها، ولا يجوز العمل بما نسخ منها، فضلا عما بدل وغير.

كما يجب الإيمان بأن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم نَسَخَت ما قبلها من الشرائع، فليس لأحد أن يعمل بشريعة التوراة لو فرض بقاؤها دون تحريف، إذا جاء في شريعتنا ما يخالفها.

قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة /48

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3/ 130): " ثم إنه تعالى ندبهم إلى المسارعة إلى الخيرات والمبادرة إليها، فقال: {فاستبقوا الخيرات} وهي طاعة الله ، واتباع شرعه الذي جعله ناسخا لما قبله، والتصديق بكتابه القرآن الذي هو آخر كتاب أنزله" انتهى.

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ وَقَالَ: " أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي " . رواه أحمد في مسنده (15156) وحسنه الألباني في "الإرواء" .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فإن قيل فقد قال تعالى {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، وقال تعالى { كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ، وهذا ذم لليهودية والنصرانية ، وما كان عليه موسى والمسيح لا يُذم ؟

قيل : الذم يلزم من أمر باتباع ما اختص به اليهود والنصارى من الشرع المنسوخ ، وذم من اتبع ذلك المنسوخ من حين بُعث محمد.

وكان هؤلاء يقولون نحن على ملة إبراهيم دون محمد ؛ فبين الله كذبهم في ذلك ، ولم يكونوا مُبَدِّلين؛ فكيف مع التبديل والنسخ ؟!

فإن إبراهيم كان قبل التوراة والإنجيل . وما كان عليه أهل التوراة والإنجيل اختص به أهل التوراة ، ولم يكن إبراهيم عليه ، بل ولا كان يجوز لإبراهيم أن يتبعه ، ولم يشرعه الله له ...

فامتنع أن يكون إبراهيم يهوديًّا أو نصرانيًّا ، بوجه من الوجوه ؛ بل كان حنيفًا مسلمًا وهو الذي يعبد الله وحده لا شريك له ، بما أمر به ، فيعبده في كل زمان ، بما أمر به في ذلك الزمان.

فأهل التوراة والإنجيل قبل النسخ والتبديل : مسلمون حنفاء ، على ملة إبراهيم ، كما قال تعالى {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ...

فالحنيفية ، ملة إبراهيم : تتناول كل من عبد الله وحده بما أمره به ، كما قال تعالى {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } .

فكل الأنبياء الذين يعيشون بعد إبراهيم ، وأتباعُهم : على ملة إبراهيم . لكنْ محمد صلى الله عليه وسلم أولاهم به ، وشرعه أقرب إلى شرع إبراهيم من وجوهٍ متعددةٍ ، كأمره بحج البيت وغيره ، فإنه سبحانه جعل في ذرية إبراهيم الكتاب والحكم والنبوة ...

وأما اليهودية والنصرانية المتضمنة للمنسوخ المبدل ، وهي التي عليها اليهود والنصارى الذين كذبوا محمدًا : فهذه ليست دين أحدٍ من الأنبياء ؛ لا موسى ، ولا عيسى ، ولا غيرهما !!

فإذا قال أهل الكتاب للمسلمين {كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} ، فقد أمرهم الله أن يقولوا : {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} !!

فلا يجوز لنا اتباع ما اختُصَّ به أهلُ التوراة والإنجيل ، من الشرع المنسوخ ؛ فكيف بالمبدل ؟!

بل نتبع ملة إبراهيم ، وهي عبادة الله وحده بما أمر به ، وهي التي كان عليها موسى وعيسى ؛ لكن كان لهم شرع اختصوا به دون إبراهيم ، وكان من الدين في حق أولئك الذين أمروا به خاصة ، وإبراهيم ومن كان قبله لم يُؤمروا به .

وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم ومن آمن به : لم يؤمروا بتلك الآصار والأغلال ؛ بل رفعت عنهم ، كما كانت مرفوعة عن إبراهيم ، ولهذا قال عليه السلام : ( بُعِثت بالحنيفية السمحة ) . وقال : ( لا رهبانية في الإسلام ) ...

فقد تبين أن اليهود والنصارى : فيهم سعيد ، وهم المتبعون شرع التوراة والإنجيل ، قبل النسخ والتبديل . وفيهم من هو مستحق العذاب .

ومع هذا نحن منهيون أن نتبع اليهودية والنصرانية مطلقًا :

فإن ما اختُصَّ به السعداء منهم : قد نسخ .

وأما ما اختُصَّ به الأشقياء : فهو مبدل ، أو منسوخ تمسكوا به بعد النسخ .

وما كان مشروعًا : كان داخلًا في مسمى الإسلام والحنيفية ، لما كان مشروعًا .

فلما نسخ : لم يبق داخلًا في الإسلام ، ولا في الحنيفية ، ملة إبراهيم ؛ والمُبَدَّل بطريق الأولى!!

ولهذا قال الله تعالى : { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا } ، إلى قوله : { وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ } ، وقال : { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى } .

فلم ينكر أن يكون موسى وهارون من اليهود ، ولا أن يكون المسيح والحواريون نصارى .

لكن : نهى عن اتباع ما تختص به اليهودية والنصرانية ، مطلقًا ، وأمر باتباع ملة إبراهيم ؛ لأن ما تختص به : إما منسوخ ، وإما مبدل .

والذي لا يجوز نسخه : ملة إبراهيم ، وهو عبادة الله وحده بما أمر به ؛ ففي كل زمان يعبده بما أمر به في ذلك الزمان ، وهذا هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله لا من الأولين ولا من الآخرين دينًا سواه ، وعليه الأنبياء جميعهم ، وأتباعهم ، وهذا العمل هو العمل الصالح المذكور في قوله { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } ، وقد قال { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } الآية.

والصلاة إلى بيت المقدس كانت من الإسلام ، ومن الحنيفية ملة إبراهيم ، لما كانت مشروعة ؛ فلما نهوا عن ذلك ، وأمروا بالصلاة إلى المسجد الحرام : صارت الصلاة إليه هي المشروعة الداخلة في الإسلام ، وملة إبراهيم ؛ فإن جماع ملة إبراهيم : عبادة الله وحده ، بما أمر به.." .

انتهى، من "تفسير آيات أشكلت" (1/278-287) .

رابعا :

الشرائع السابقة على ثلاثة أنواع:

الأول: شرائع مبدلة مغيرة، وهذه يجب الكفر بها، بمعنى البراءة منها وإنكار كونها من عند الله، وإنكار العمل بها مطلقا.

الثاني: شرائع منسوخة، بشريعتنا، وهذه يجب اعتقاد بطلان العمل بها والرجوع إليها بعد النسخ، ولو سمي هذا كفرا بها فلا حرج، مع بيان أنها من عند الله، وأنها كانت صالحة في وقتها.

الثالث: ما لم يحرف، ولم يرد في شرعنا ما يخالفه، كالنكاح بلفظ الإجارة كما في زواج موسى عليه السلام من ابنة صالح مدين، فهذه التي اختلف فيها أهل الأصول: هل شرع من قبلنا شرع لنا أم لا؟ والجمهور على أنه شرع لنا.

وهذا القسم قليل أو محصور في مسائل معينة.

ولهذا يطلق كثير من العلماء أن شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من الشرائع- كما تقدم في كلام ابن كثير- مراعاة لأن غالب هذه الشرائع منسوخ أو مبدل.

كما يجب الاعتقاد بأن جميع الأديان منسوخة بالإسلام، وأنه يجب الكفر بها، أي اعتقاد بطلان اتباعها، سواء اتبعها على تحريفها، أو على ما قبل التحريف، فليس لأحد أن يقول: أنا أتبع الدين الذي جاء بها إبراهيم أو موسى أو عيسى عليهم السلام، ويقصد شرائعهم الخاصة، أو الوقوف عندها وعدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، فكل ذلك باطل، ولا إيمان ولا نجاة بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلا لمن آمن به واتبعه.

وفي صحيح مسلم (153) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فمن حين بعث محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لم يكن الإسلام إلا ما أَمَر به ، لأن الإسلام : أن يستسلم العبد لله رب العالمين ، لا لغيره .

فمن استسلم له ولغيره ، فجعل له ندا : فهو مشرك . قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} البقرة/165

ومن استكبر عن عبادة الله ، فلم يستسلم له : فهو معطل لعبادته ، وهو شر من المشركين ، كفرعون وغيره . قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} غافر/60

والإسلام : إنما يكون بأن تعبد الله وحده لا شريك له ، وإنما يُعبد بما أمر به .

فكل ما أمر به ، فهو ، حين أمر به : من دين الإسلام .

وحين نهى عنه : لم يبق من دين الإسلام .

كما كانت الصخرة أولا من دين الإسلام ، ثم لما نهى عنها : لم تبق من دين الإسلام .

فلهذا صار المتمسك بالسبت وغيره من الشرائع المنسوخة : ليس من دين الإسلام؛ فكيف بالمبدل.

والله تعالى قط لم يرض له دينا غير الإسلام ، ولا أحد من رسله ، لا سيما خاتم الأنبياء : فإنه لم يرض من أحد إلا بدين الإسلام ، لا من المشركين ولا من الذين أوتوا الكتاب .

وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} إلى آخرها ، وهي كلمة تقتضي براءته من دينهم ؛ وأن ديني لي ، وأنتم بريئون منه ، ودينكم لكم ، وأنا بريء منه..."

انتهى ، من " الصفدية" (2/314-315) .

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (12/ 275) :

" أولاً: أن من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون: أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يَبْق على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] والإسلام بعد بعثة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.

ثانياً: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن كتاب الله تعالى: (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً وعهداً برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل، من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى: (القرآن الكريم) قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 48]

ثالثاً: يجب الإيمان بأن (التوراة والإنجيل) قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، منها: قول الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 155] وقوله جل وعلا: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79] وقوله سبحانه: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78] .

ولهذا: فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام .

وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل .

وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! ألم آت بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي» رواه أحمد والدارمي وغيرهما" انتهى.

وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله: " فمن لم يؤمن بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيا ورسولا، وأنه خاتم الأنبياء والرسل، وأن شريعته ناسخة لجميع ما قبلها، وأنه لا يسع أحدا من أهل الأرض اتباع غير شرعه: فهو كافر مخلد في النار ، كمن كفر بالله ، وجحده ربا معبودا" انتهى من "الإبطال لنظرية الخلط بين الأديان" ص85

والحاصل :

أن من أركان الإيمان : أن يؤمن العبد برسل الله ، وأنبيائه جميعا ، وأن يؤمن بما أنزل الله عليهم من الكتب ، وما جاؤوا به من الشرائع .

ومن حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم : لم يبق شرع واجب الاتباع على الناس جميعا : إلا شرعه الذي جاء به ؛ وما سواه : فإما شرع صحيح في أصله ، غير أنه نسخ بشرعه . أو شرع مبدل ، لم يشرعه الله لعباده أصلا .

فما علمنا أنه شرع مبدل ، لم يشرع أصلا : كفرنا به ، كلية .

وما لم نعلم أنه بعينه من جملة ما بُدل ، وحُرِّف : لم نصدق به ، لاحتمال أن يكون محرفا مبدلا ، ولم نكذبه ، لاحتمال أنه من جملة الشرع المنزل في أصله .

وبكل حال : لا يحل لأحد اتباع غير شرع النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء به .

قال الله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ *
\
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة/48-50 .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-24, 19:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حسان الادريسي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

احمد ديدات دمرهم بمعنى الكلمة يكفي الواحد يرى مناظراتهم يصبح خبير في حوار الاديان رحمة الله عليه اسد الاسلام.










رد مع اقتباس
قديم 2018-04-25, 02:20   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسان الادريسي مشاهدة المشاركة
احمد ديدات دمرهم بمعنى الكلمة يكفي الواحد يرى مناظراتهم يصبح خبير في حوار الاديان رحمة الله عليه اسد الاسلام.

عندك حق لكن يجب من الحين للاخر ننبه اخوانا المسلمين لعدوا دائم لا يميل ابدا

و يجب ان تعلم ان احمد ديدات لم يسلم منهم انظر ما قيل علي احمد ديدات
والرد عليهم


https://www.dztu.be/watch?time_continue=1&v=5q9ClSb0Aj4










رد مع اقتباس
قديم 2018-04-25, 02:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أهل الإسلام أولى بمريم ابنة عمران من النصارى .

السؤال

كيف يمكن تبيين مكانة مريم عليها السلام وأن صلتها بالنساء المسلمات أوثق وأقوى من صلتها بالنساء المسيحيات ؟


الجواب:

الحمد لله

مريم ابنة عمران رضي الله عنها من النساء الصالحات القانتات العابدات ، ورد ذكرها في كتاب الله عز وجل ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم موصوفة بأوصاف أهل الإيمان ، فهي مؤمنة كاملة الإيمان والتوحيد والطاعة لله ، ومن كان كذلك فالمسلمون أولى به ، كما أنها بريئة من الشرك ومن النصارى الذين يعبدونها ، كما أن ابنها عيسى عليه السلام ، بريء منهم أيضا ، وسيعلن تلك البراءة على رؤوس الأشهاد يوم القيامة .
ويتضح أولوية المسلمين بها مما يأتي :

أولا :

أن النصارى اتخذوها وابنها إلهين من دون الله ، فعبدوهما من دون الله ، وأهل الإسلام لا يعبدون إلا إلها واحدا، وأهل الإيمان بالله الواحد أولى ببعض ، قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ) المائدة/ 116

وقال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة/ 73

ثانيا :

وصف القرآن مريم بالعبودية والخضوع والطاعة لله رب العالمين، فقال تعالى : (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ

اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) آل عمران/ 42- 43.

وهذا وصف أهل الإيمان من المسلمين ، قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) البقرة/ 43
وقال تعالى : (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) النساء/ 34

وقال عز وجل : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) التحريم/ 5

ثالثا :

أن أهل الإسلام يوقرون مريم ابنة عمران ، ويؤمنون بما جاء في القرآن الكريم عنها ، من طهارتها ، وزكاتها ، وبراءتها مما رماها به أعداء الله ؛ وأن الله جعلها وابنها آية للعالمين ، شاهدة على وحدانيته وربوبيته وقدرته ، قال تعالى : ( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) آل عمران/ 45

وقال عز وجل ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ) النساء/ 155، 156

وقال عز وجل : ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) النساء/ 171

وقال سبحانه : ( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ) المائدة/ 75

وقال سبحانه : ( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) المؤمنون/ 50

رابعا :

أنها وابنها فُرقان بين أهل الإيمان وأهل الشرك ، فمن آمن بهما عبدين لله مطيعين، فهو من أهل الإيمان ، وهذا حال أهل الإسلام ، ومن اعتقد فيهما ، أو في ابنها ، شيئا من مقام الألوهية فهو من أهل الشرك ، وهذا حال النصارى .
وروى البخاري (3435) ومسلم (28) عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ)

وروى أحمد (1742) ( أن النجاشي أرسل إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم الذين هاجروا إلى الحبشة، أرسل يسألهم عن المسيح عليه السلام: ما يقولون فيه ؟

قالت أم سلمة رضي الله عنها : فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ ؟ قَالُوا : نَقُولُ ـ وَاللَّهِ ـ فِيهِ ، مَا قَالَ اللَّهُ ، وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا ؛ كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ .

فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ : مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ :

( نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ ، أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ ) .

قَالَتْ : فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا ، ثُمَّ قَالَ : مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ ) صححه الألباني في "صحيح السيرة" .

خامسا :

أنها في أهل الإسلام امرأة مسلمة كاملة ، وهي من أفضل نساء أهل الجنة ، كما روى البخاري (3411) ومسلم (2431) عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ)

وروى أحمد (2668) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ) وصححه محققو المسند .

أما عند النصارى: فمعبودة من دون الله .

ولا شك أنها رضي الله عنها وابنها عليه السلام لا يقرون أهل الشرك على اعتقادهم الفاسد فيهما ، وإنما يقرون أهل الإسلام على اعتقادهم ، فكانت هي وابنها أولى بأهل الإسلام من أهل الشرك من النصارى .

وقد أخبرنا الله جل جلاله ، بأن نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام ، سوف يتبرأ يوم القيامة من شرك المشركين به ، وغلوهم فيه وفي أمه ؛ فلنتأمل ذلك الحوار الجليل بين رب العزة والجلال ، وعبده ورسوله عيسى ابن مريم ، عليه السلام . قال الله تعالى :

( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *

قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) المائدة/116-120









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-25, 02:33   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الرد هلي شبهات

قول الله تعالي

وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب .. سوره ص الايه 16


https://www.youtube.com/watch?time_c...&v=u4rT0Kw4p2c


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة شامله

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc