بكالوريا "العلوم التجريبية" !
بعد طول انتظار أعلنت نتائج البكالوريا وسرعان ما انطلقت معها الأفراح والزغاريد والوقت مناسب لتكريم المتفوقين من الناجحين...مهلا، دعونا نتوقف هنا وبالضبط عند كلمة "المتفوقين"، عندما يسأل السائل ويقول ما هو أعلى معدل في البكالوريا هذا العام فيقال له بطلاقة لسان 18، لكن أن يتم التساؤل عن أي شعبة حصلت عن هذا المعدل فهذا ضرب من الوهم، صحيح ومعقول فنحن لا نحترم فكرة الاختصاص والتخصص إذ الجواب يكون بسهولة 18 في شعبة "العلوم التجريبية"، هاته الأخيرة التي نال المتفوقون فيها تكريمات وطنية وولائية وتكريمات أخرى تابعة للبلديات والجمعيات والمنظمات الثقافية ... في الوقت الذي تم فيه تجاهل المجتهدين المتفوقين ولم لا المتميزين من أصحاب الـ14 والـ15 في الشعب الأدبية كشعبة الآداب والفلسفة على سبيل المثال فلو أخدنا مادة الفلسفة التي تعد في هذه الشعبة مادة أساسية بمعامل 06 وبحثنا عن أنجب تلميذ لوجدناه حصل على علامة 15 من 20 عن المقالة التي كتبها والتي ربما لو أخدناها لأستاذ آخر لما كان ليمنحها تلك العلامة ولربما كانت 12 أو 10 من 20 وهذا أمر معقول فهاته هي طبيعة الفلسفة! كل أستاذ ينظر إليها من زاوية. أما إذا انتقلنا إلى مادة الرياضيات كمادة أساسية لشعبة العلوم التجريبية فلا يختلف عاقلان على أن 1+1=2 من أصابها أخد العلامة كاملة ومن أخطأها أفلتت منه، ومن هنا يمكن لأي شخص الآن أن يدرك لماذا لا يوجد متميزون بحق وبكل ما في الكلمة من معنى في شعبة الآداب والفلسفة مثلا، إذ معدل 14 أو 15 من 20 فيها لهو بمثابة إنجاز عظيم وإنه لشرف أن يتم اعتبار ملاحظة "جيد" بمثابة "جيد جدا" أو "ممتاز"، لكن العيب في الوزارة واللوم كل اللوم عليها لعدم إعطائها أهمية لمثل هاته الأمور التي ليس عدلا القيام بها على الإطلاق، وإن أي متأمل لهذه القضية أيا كان لا يمكنه سوى القول بسياسة الكيل بمكيالين، فلو كانت الوزارة حقا تحترم فكرة التشعبات التي وضعتها هي بحد ذاتها لاحترمتها بعد إعلان النتائج وكرمت المتفوقين في كل شعبة على حدى وليس للعلوم التجريبية على حساب باقي الشعب الأخرى وإلا فلنكفر بباقي الشعب ولنقل جميعا ببكالوريا العلوم التجريبية !