كيف يهدي الله الظالمين؟! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كيف يهدي الله الظالمين؟!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-08-12, 11:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 كيف يهدي الله الظالمين؟!

بصرف النظر عن خيانة الخائنين، وإفساد المفسدين، وعمالة المستعبدين، وجبن الخائرين، وشهوات المترفين، وطفولة العابثين. وبالإغضاء عن مئات من صفات الهازلين، يتساءل الناس عن عداوة أهل التقوى والدين، لم؟
وهم الأمناء الصادقون، والمستقيمون الصالحون، والأوفياء المخلصون والشجعان المدافعون، وأولو العزم الناصحون، وأصحاب العقول النابهون، وأهل الرجولة الموفون، الصادقون في البأساء والضراء وحين البأس المجاهدون.





والأمة في حاجة إليهم لتغيير الوجه القبيح، وانكسارها الفاضح وتبلدها الجبان، وتأخرها المزري، وتخلفها المميت، قد يجاب بإجابة واحدة:
إنه الضياع والفساد والظلم والبغي يا صديقي، إنه العمى والسفه والخور والضياع يا أخي:

من يزرع الشر يحصد في عواقبه ** ندامة ولحصد الزرع إبان
يا ظالماً فرحاً والعز ساعده ** إن كنت في سِنة فالدهر يقظان

إنه البغي والظلم والعمى الذي لا يكاد يبين، وتلك هي العواقب الوبيلة:

ولو بغى جبل على جبل ** لانهد منه عاليه وأسفله

لا تمنعها صلابتها، ولا ارتفاعها من الاندكاك على رؤس أصحابها الباغين، وتصير تراباً تدوسه الأقدام:

تتناثر الأطواد وهي شوامخ ** حتى تصير مداوس الأقدام

وهذا إن كان مستغرباً من المتنفذين الحاكمين، فما بالك بالمنافقين البائعين نفوسهم للنخاسين والأسياد المفسدين، والمدافعين عن المبطلين، أليس لهم عقل؟! أليس لهم شرف؟! أليس لهم دين؟! لا، ولكنهم النابحون، لا يستحقون لتفاهتهم اللوم أو نصح الناصحين.

كلاب الناس إن فكرت فيهم ** أضر عليك من كلب الكلاب
لأن الكلب لا يؤذي صديقاً ** وإن صديق هذا في عذاب
فأخزى الله أثواباً عليه ** وأخزى الله ما تحت الثياب

مالنا ولهؤلاء؛ إنهم صنف معروف، تربأ بنفسك ولو قطعت إِرَباً أن تكون منهم، أو تسير بسيرتهم؛ لأنه خزي الدنيا وعذاب الأخرة، ولعنة الله في الآخرة والأولى، قال ابن المقفع: "إقبال السلطان تعب، وإعراضه مذلة"، وقال: "السلطان إن أرضيته أتعبك وإن أغضبته أغضبك، وإذا أردت السير معه، فإن جعلك أخاً فاجعله ربّاً، وإن زادك فزده".
هذا ولكنني أريد أن أجنح إلى صنف أخر، وهم حملة الرسالة، ورافعو علم الهداية والنور، الذين يدفعون ضريبة هذا الفساد، ويتحملون تبعة الجهد للصلاح والإصلاح في مقابل الخونة والظالمين من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده من صحابته، والتابعين لهم بإحسان، وكانت فواجعهم فواجع، وآلامهم ألام، أمام الجاهلية وأمام الخائنين: فهيا لنرى رجولة الشباب الذين بنوا للإسلام الصروح، وأشادوا له العروش وتحملوا الأعباء وباعوا النفوس لله رب العالمين، وهذا صهيب صلى الله عليه وسلم ، حين عرض عليه الرجوع عن الإسلام؛ ليتركوه طليقاً لما أرادوا قتله فقال:

وعرضوا بالكفر والموت دونه ** وقد زرفت عيناي من غير مدمع

وأما "خبيب بن عدي" } فروي عن ماوية مولاه ابن أبي إهاب، وكانت قد أسلمت، قالت: "كان خبيب قد حبس في بيتي؛ فلقد اطلعت عليه يوماً وإنّ في يده لقطفاً من عنب، مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في أرض الله عنباً يؤكل! قالت: "وقال لي حين حضره القتل: ابعثي إليّ بحديدة أتطهر بها للقتل، فأعطيت غلاماً من الحي الموسى، فقلت له: ادخل بها على هذا الرجل، قالت: فو الله ما هو إلا أن قد ولى الغلام بها إليه، فقلت: ما صنعت؟! أصاب والله الرجل ثأره بقتل هذا الغلام، فيكون رجلاً برجل، فلما ناوله الحديدة أخذها من يده، ثم قال: لعمرك، ما خافت أمك غدرتي حتى بعثتك بهذه الحديدة، ثم خلّى سبيله مبتسماً راضياً؛ لأنها العهد والأمانة، والصدق في الإسلام، ويقال: "إن الغلام كان ابنها".
قال ابن اسحق: "ثم خرجوا بخبيب، حتى إذا جاءوا به إلى "التنعيم" ليصلبوه، قال: "إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا" قالوا: دونك؛ فاركع ركعتين، فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال: أما والله، لولا أن تظنوا أني إنما طوّلت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة، فكان خبيب أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين، قال: ثم رفعوه على خشبته، فلما أوثقوه، قال: "اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك، فبلغه الغداة ما يُصنع بنا"، ثم قال: "اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، ثم قتلوه، رحمه الله ورضي عنه، وهو يقول:

ولست أبالي حين أُقْتَل مسلماً ** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ** يبارك على أوصال شلوٍ ممزع

هؤلاء هم رجال الإيمان واليقين في كل عصر:
وبعد أيها الإخوة: فلقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم على دعائم قوية من الإيمان بالله، والزهادة في متعة الحياة الفانية وإيثار دار الخلود، والتضحية بالدم والروح والمال في سبيل مناصرة الحق، وحب الموت في سبيل الله، والسير في ذلك كله على هدى القرآن الكريم.
فعلى هذه الدعائم القوية أسسِّوا نهضتكم، وأصلِحوا نفوسكم، وركزوا دعوتكم، وقودوا الأمة إلى خير، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
وفي هذا يقول الإمام البنا رحمه الله: أيها الإخوان المسلمون:
"لا تيأسوا؛ فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد، ولازال في الوقت متسع، ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفاً طول حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (5) ونمكن لهم في الأرض(القصص).
إن الزمان سيتمخض عن كثير من الحوادث الجسام، وإن الفرص ستسنح للأعمال العظيمة، وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه مما هو فيه من آلام، وإن الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وأنتم ترجون من الله ما لا يرجون، فاستعدوا واعملوا اليوم، فقد تعجزون عن العمل غداً.
لقد خاطبت المتحمسين منكم أن يتريثوا وينتظروا دورة الزمان، وإني لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا ويعملوا فليس مع الجهاد راحة: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين 69(العنكبوت) وإلى الأمام دائماً، فالنصر على الظلم إن شاء الله قريب، ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز، والله أكبر ولله الحمد.









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc