" ˚ღ عادات وتقاليد جيجلية في رمضان المبارك ღ˚ "

[أثيلة]

الحمد لله الذي جعل العلم ضياء والقرآن نوراً، الحمد لله الملك الحق المبين ،الذي هدانا إلى الإيمان واليقين
نحمده تعالى وهو الرب الجليل ، الهادي إلى سواء السبيل ، الذي لا يخفى عليه الكثير ولا القليل
والصلاة والسلام على المبعوث في الأميين معلماً ورسولاً ومرشداً وحكيماً
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...أمر بإتباع الحق ونهى عن إتباع الباطل ، ورفع من شأن العالم دون الجاهل
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله جاء بالحق المبين ، فكان رحمة للعالمين
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً

أمـــا بعـــــــــد
أيّهَا القُرّاءُ الفُضلاءُ ، والأبرارُ النّبلاءُ ، مَعادِنُ الفَضلِ ومعَاقِدُهُ ، ومكَامِنُ البِرّ وَمَوارِدُهُ
بتحية الإسلام نحييكم
سلامُ اللهِ عليكُم ورحمتُهُ وبركَاتُهُ
بمناسبة شهر رمضان المبارك أحييكم جميعا
كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
أعاده الله عليكم وعلينا بالخير واليمن والبركات

كما نعلم جميعا أن شهر رمضان هو شكر ذوا نكهة خاصة جدا جدا جدا، فإلى جانب روحانياته وعظم اجل صيامه و قيامه، نجد مميزات خاصة له و مظاهر متنوعة تدل عليه في شتى الشوارع والأحياء في كل البلدان
ولابد أن أهم مميزات هذا الشهر الكريم هو الإفطار و الإلتفاف حول المائدة الواحدة و السحور و التراويح والزينة الرمضانية المميزة بالفوانيس و غيرها من الطقوس الجميلة

طبعا كما سبق الإشارة شهر رمضان شهر مميز جدا بتقاليده و عاداته التي تميزه عن غيره من الشهور، ولكن ياترى هل العادات و التقاليد تتشابه من مكان لآخر و من بلد لآخر؟
الجواب: أكيد لا.
و اليوم أنا هنا من أجل أخذكم في جولة لتزوروا ولايتي الجميلة و تتعرفوا على مايميزها عن غيرها في هذا الشهر الكريم
مرحبا بكم جميعا و أرجوا أن تستمتعوا معي في هذا الموضوع المميز

قبيل رمضان
قبل رمضان بأيام معدودة تقوم أغلب النسوة في ولاية جيجل بحملة تنظيف بيوت بحيث ننضف كل شيء من صغيرة لكبيره و نخصص بالبيت ركنا للصلاة و نعطره برائحة المسك و العنبر و نضع فيه القمصان للشباب و العباءات للنساء و هي ملابس صلاة مختلفة عن الملابس التي نخصصها للصلاة في باقي أشهر السنة
بعدها نقوم بإخراج أواني المطبخ من الخزانة من لباس المطبخ و حتى غطاء مائدة الإفطار ، و لا أنسى أننا في شهر رمضان خاصة لا نحظر طعامنا إلا في قدر الفخار أو الطين و يكثر الطلب على صانعيه في هذا الشهر الكريم، و من مميزات هذا القدر أنه يعطي مذاقا خاصا جدا للأكل و أيضا حتى لو أطفيت عليه النار يبقى الأكل في حالة نضوج لمدة لابأس بها، و أيضا نعمل على تغيير ديكور المائدة عن رمضان الماضي و تناسق ألوان المائدة و غيرها

شوارع جيجل في رمضان
في شهر رمضان المبارك نجد شوارع جيجل مكتضة خاصة مساء بعد الرابعة، بحيث توضع طاولات فوضوية في شتى الأسواق تحتوي كل مالذ وطاب من الحلويات المعسلة اللذيذة و بخاصة المقرود و البقلاوة والقريوش، بالإضافة إلى مختلف انواع الحشيش من الرند و الدبشة والعدنوس والكرافس
وعند ذكر كلمة سوق و طاولات و غيرها فنحن نشير مباشرة إلى سوق الشقفة الذي يمتاز بهذه الأمور
عادات مائدة الإفطار في رمضان
في اللإطار لانختلف عن باقي الولايات فيما يخص شربة الفريك و البوراك، مهمان جدا و يستحيل أن نضع الطاولة بدونهما ، وما نختلف عن باقي الولايات فيه هو الطبق الثاني و الذي عادة مايكون كسكس أسود بالدجاج أو السمك مممممممممم ، و أيضا الكباب وكريات اللحم المفروم مع طاجين الزيتون ، أما البوراك فمانختلف فيه هو أننا احيانا نعده بالسمك،، ممممم نعم أقصد السمك السمك السمك، ياااامي لذيذ جدا و طعمه لايوصف روووووووعة
كسكس أسود بالسمك

و هنالك طبق مميز للغاية و هو طبق الدويدة، طبعا ليس كل الجيجليات يعرفن تحضيره و أنا واحدة منهن، و لكن والدتي ماهرة في إعداده ، و هو عبارة عن عجين نعده و بعدها بقوم بتقطيعه لقطع صغيرة جدا مع برنها لتكون مثل الفارميسال ، و المرق نعده مثل مرق الشخشوخة و لكن نضيف له القديد الذي نحضره في عيد الأضحى لهكذا يوم مميز و بعدها نضع الدويدة في الصوص و لما تطهى نزينها باللحم و الحمص و هذا طبق مميز لضيوف جيجل الأعزاء الغوالي فقط
طبق الدويدة الجيجلي


عادات مائدة السهرة
في سهرة رمضان نجتمع جميعا مع بعض أقارب و جيران في وائدة واحدة و نتبادل الحديث لوقت متأخر ، طاولة السهرة تتكون في أغلب الأوقات من الزلابية والباقلاوة و قلب اللوز والودينات والمقرود الجيجلي المميز بالتمر و التاي و الكاوكاو
و لا ننسى تحلية الأرز اللذيذة جدا و طبعا فلان الطبقات

عادات مائدة السحور
بالنسبة للسحور مثل باقي الولايات يكون عبارة عن مسفوف بالزبيب واللبن و الذي من الصعب الحصول عليه ، يكون بالطلب و بائعين يعدون قائمة مسبقة

إحياء سهرات رمضانية
الكورنيش الجيجلي ، كونشوفالي و أغلب الأماكن المطلة على البحر تتزين في سهرات رمضان بمختلف الفوانيش و الزينة الرمضانية المميزة
و كل ليلة هنالك سهرة دينية مختلف و ألعاب و مسابقات على شاطء البحر يذهب لها العديد من السكان و بشاركون فيها و يستمتعون بالبحر في الليل و الذي يكون كالمرآة يعكس كل ماهو جميل و رائع

الآن نصل وإياكم إلى حتام هذا الموضوع
أرجوا أن أكون قد وفقت في تعريفكم على أهم مميزات الولاية في الشهر الكريم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
تحياتي
أختكم في الله
رشا