الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسولنا الامين ....
أما بعد
فان الاسلام لا ينصر بعقيدة عهنية و سيف من خشب ؛ بل بعقيدة صافية نقية قد عدت عدتها من قبل و كذا بقوة مادية ترهب العدو قال الله تعالى"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ" فالقوة قوتان :
- قوة معنوية تتجلى في سلامة المعتقد و العمل المتلقى من مشكاة النبوة على فهم السلف الصالح.
- و قوة مادية تظهر في الأخذ بأسباب التقدم و الرقي في مختلف مجالات الحياة.
ثم أن يكون المجتمع المسلم قبل ذلك و بعده على يقين من نصر الله الموعود في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "
و على هذا فلابد علينا من التفريق بين حال قوة المسلمين و ذلك بقوة العدتين المعنوية و المادية و بين حال ضعفهم بضعف عدتيهم ...
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الصارم المسلول (صفحة221) : "فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذى الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين ، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين ، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوه الجزية عن يد وهم صاغرون" .
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.