لا ادري كيف أبدأ ... أو حتى كيف سأعبر ... لأني و باختصار ومنذ طفولتي ... كنت فتاة غير عادية ......
يوم من أيام الصيف الحارة .... و في أول ساعات الصبح .... دق قلبي لأول مرة ... ليعلن قدومي لهذه الحياة .... لم تكن أمي سعيدة بولادتي .... لأنني كنت في الأساس خطأ مطبعيا .... حتى أبي لم يسعد كثيرا فقد تمنى أن يكون له ولد بدل بنت .... لكني أنا و من صغري عنيدة ... فالبرغم من كل محاولات أمي لإجهاضي في أول أشهر حملها ... إلا إني بقيت و جئت إلى هذه الحياة .....
أتذكر طفولتي و كـأني عشتها أمس ... كانت أختي الكبرى تغار مني بشدة أتذكر كيف كانت تخدعني و تضربني أمام صديقاتها ... حتى لنا صورة أنا و هي كنت في عمر 4 في عيد الفطر....التقطتها عدسة المصور و هي تنزع الربطة من شعري ....
لم تكن طفولتي عادية .... كانت لدي مخاوف كثيرة .... كنت أخاف من أشياء بسيطة ... كصوت المطر القوي ... لم أكن أنام طول الليل عندما تعصف الرياح ... كنت أخاف دوما من شعور الفقدان ... من الوحدة .... أخاف من كل شيء من حولي .... لا أثق بأي شخص .... حتى أختي ... كنت دوما أشعر أني مكروهة و بشدة من طرف أختي .... لم أكن أشعر بالأمان سوى بحضور أبي .... فقط أبي ... و كبرت و أنا متخوفة من فقدانه ... مازلت الى يومنا هذا أخاف ان اصابه برد بسيط .... و مازالت تلك المخاوف تلاحقني ... مازلت أخاف من المطر ... و من الرعد و الريح .... مازلت أخاف كلما ركبت السيارة من وقوع حادث ... مازلت أشعر بالوحدة في بيتي ان غاب أبي ... مازلت دموعي تنهمر و بشدة بمجرد التفكير انه سيأتي يوم و يتركني أبي وحيدة في هذا العالم .... لا أحد سواه يشعرني بذاتي ...... حتى أمي ليست قريبة مني مثله.... كل هذه المخاوف تتحول الى هواجس اكبر مع مرور الوقت ... لا ادري لما ....
يتبع ....